أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والأربعـــــون في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة
السادسة والأربعون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
*{ هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍۢ } المكارم يصنعها الكرماء:
إن الكرم نعم الرصيد المذخور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..". وذكر أولَهُن التكرم والبذل فقال: "صدقة جارية.."(رواه مسلم)، كما هو زين للمرء بين الناس، وستر لعيبه، وجبر لهفواته وهناته، يقول الإمام الشافعي:
إذا كثرتْ عُيوبك في البَرايا ********* وسرَّك أن يكون لها غِطاءُ
تستَّر بالسَّخاء فكلُّ عَيبٍ ******** يُغطِّيه كما قِيلَ السَّخاءُ
ألا يدعونا ذلك أن نُعوّد أنفسنا الجود والعطاء، مهما كان ما نملكه قليلاً، لنظفر بخيري الدنيا والآخرة، اللذين لا ينالهما إلا من وُقِي شُحَّ نفسه، قال تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون). [الانترنت – موقع لها أون لاين - العطاء.. حلية الفضلاء وريُّ المحرومين - يوسف إسماعيل سليمان ]
*العطاء المتجدد مطمح الفكر الإسلامي الأصيل :
يضع الفكر الإسلامي الإنسان المسلم على طريق واسع الآفاق، فيخرجه من المضايق المحدودة في الفكر والعمل إلى الرحاب الواسعة نحو التجديد والإبداع، كما ينقله من مجرد التفكير في حدود الدنيا إلى الجمع بينها وبين الآخرة، وينقله من مجرد التفكير في ذاته إلى العناية معها بمن حولها، ويأخذه من عوالم العناية بالمادة والانشغال بها فقط إلى رعاية العالمين المادي والروحي، إلى آخر تلك الآفاق.
لا تعلمون شيئا:قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ
شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْاَبْصَارَ وَالْاَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (النحل: 78)، تمثل هذه الآية مرحلة يعرفها كل إنسان دون نكير، حيث يُخلق الإنسان لا حول له ولا قوة لأنه فقير فقرا ذاتيا كما يقول ابن القيم، ثم زوده الخالق سبحانه بوسائل الإدراك التي يحصِّل بها العلوم والمعارف والخبرات، التي تنمو معه شيئا فشيئا، وتزيد بحسب جهده ومساحة حركته وطبيعة مصادر التلقي لديه. ومهما بلغ المرء في تحصيل العلوم، بل مهما كانت حصيلة البشرية كلها من العلم والمعرفة والكشف عن مكامن الكون؛ فإن ذلك كله ما هو إلا قليل، مما في علم الله، فقد قال الله تعالى: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (الإسراء: 85)، ومع هذا فقد حث الإسلام على دوام النظر والفكر والسعي لاستجلاب العطاء الرباني الدائم والممدود، سواء أكان ذلك في العلوم والمعارف أو في المحسوسات والماديات، وهنا يدرك المسلم أن عطاء الله لا يتوقف، وبالتالي عطاء المسلم يتجدد ولا يتوقف.
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته