أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الخامسة والأربعـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الخامسة والأربعون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*{ هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍۢ }

تيسير وشفاء ويقين:

وتتضافر نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة في بيان وتأكيد أثر الصدقات

العظيم في حاضر الإنسان ومستقبله ومعاده الأخروي، قال تعالى: (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى) سورة الليل: 5- 7 فالتيسير يلازمه، والتوفيق يحالفه.

وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم:: "حصّنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة" (رواه أبو داود في المراسيل، وضعفه السيوطي، والألباني) فالصدقة تدفع البلاء، وتجلب الشفاء.

كما أنه ليس أشق على الشيطان، ولا أدحر لكيده،ولا أبطل لوسوسته ،

 من إخراج الصدقات في سبيل الله، لما يعنيه هذا من يقين جازم وحازم بما يُدخَّر له عند الله من الثواب والأجر، قال تعالى: )الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة: 268.

كن كريمًا ولو كنت فقيرًا:

إن المسلم الحق كريم مهما كان فقيرًا، ومهما كان عطاؤه قليلاً، فحسب الإسلام منه أن تموج في نفسه عاطفة الرحمة بمن هو أفقر منه، فجاءت نصوص عديدة تحض الفقراء على الإنفاق ولو بالقليل، بحسب استطاعتهم، لتبقى نفوسهم ريّانة بنداوة المشاركة الوجدانية لإخوانهم، ووعدهم الله، على نفقتهم مهما كانت يسيرة قليلة، أن يكافئهم عليها، ويُثمِّرها لهم، ويبارك فيها، قال تعالى:( وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (التوبة : 121).

وأخبرنا صلى الله عليه وسلم: أنه: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى

الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه

حتى تكون مثل الجبل"(رواه البخاري).

وذلك لئلا تجف ينابيع الخير والرحمة والتعاطف بين أفراد المجتمع المسلم، بل ولقد حذر الرسول الكريم من الإمساك والإقتار مهما كان ما لديك قليلاً يسيرًا، لأن في ذلك مهلكة وبوارًا، قال صلى الله عليه وسلم:: "اتقوا النار ولو بشق تمرة"(متفق عليه).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته