أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الخامسة والثلاثون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الخامسة والثلاثون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*يعطي عطاء من لا يخشى الفقر:

"وإنْ كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها"،رواه مسلم، فهو في البداية يسلم لطمع ثم بعد ذلك يرسخ الإيمان في قلبه، هكذا الذين خرجوا مع النبي ﷺ، صفوان بن أمية خرج مع النبي ﷺ وهو مشرك في غزوة حنين، وخرج جماعة وهم على الشرك، حتى إن صفوان بن أمية كان له أخ من الرضاعة -أو قريب- فلما هُزم المسلمون في أول الغزوة قال ذلك الرجل: والله لا يردهم منهزمين إلا البحر، وقال: الآن بطل سحر محمد، فقال له: اسكت فض الله فاك، والله لأن يَرُبَّني رجل من قريش خير من أن يَرُبَّني رجل من هوازن، يعني: أن يسوسني رجل من قريش أحب إليّ من أن يسوسني رجل من هوازن، من باب العصبية، يعني يقول: أن يسودني رجل من قبيلتي أفضل من أن تكون السيادة لرجل من هوازن؛ لأنه إذا انتصرت هوازن لن يردهم شيء؛ لأن أهل مكة خرجوا مع النبي ﷺ، فالشاهد أن صفوان بن أمية لما رجعوا كان النبي ﷺ قد استعار منه أدرعاً وقد ضاع بعضها في الحرب وقد أصاب بعضها التلف، فلما أراد النبي ﷺ أن يعوضه أبى وقال: إني أجد في قلبي اليوم ما لم أكن أجده قبل ذلك، يعني: من الإسلام، وهكذا حسُن إسلامهم كما هو معلوم.

 إنهم خيروني أن يسألوني ، ثم ذكر حديثاً آخر وهو:

حديث عمر  قال: قال: قسم رسول الله ﷺ قسما، فقلت: يا رسول الله، لغير هؤلاء كانوا أحق به منهم؟ فقال: إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش، أو يبخلوني، ولست بباخل. رواه مسلم.

"قسَم رسول الله ﷺ قسْماً"، يعني: من غنيمة أو فيء، "فقلت: يا رسول الله، لَغيرُ هؤلاء كانوا أحق به منهم"،يعني: أعطى أناساً، فقال له عمر: هناك من هم أولى من هؤلاء بهذا العطاء، فقال النبي ﷺ: إنهم خيروني أن

 يسألوني بالفحش فأعطيهم، أو يبخِّلوني ولستُ بباخل، رواه مسلم.

فهؤلاء ألحوا على النبي ﷺ في المسألة وبشيء من إساءة الأدب والفظاظة والغلظة فأعطاهم ﷺ، وشر الناس من أحسن الناس إليه اتقاء لشره،

فأعطاهم لكف شرهم، وقطع ألسنتهم، فلما قال له عمر ما قال، قال: إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش فأعطيهم، أو يبخِّلوني، يعني: إذا امتنعت أُتَّهم بالبخل، ولست بباخل ، أعطوني ردائي .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته