أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والثلاثون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الرابعة والثلاثون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*يعطي عطاء من لا يخشى الفقر:

في باب "الكرم والجود والإنفاق في سبيل الله" أورد المصنف -رحمه الله- :

حديث أنس  قال: ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئاً إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلِموا فإن محمداً يعطي عمن لا يخشى الفقر وإن كان الرجل ليسلم ما يريد

إلا الدنيا، فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.

وفي النسخة الثانية من رياض الصالحين "يعطي عطاء من لا يخشى الفقر"، قال: "وإنْ كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه"، مضبوطة "أحبُّ"، الصحيح " أحبَّ"، "حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها".

قوله: "ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئاً إلا أعطاه"، يعني: سئل من أجل الإسلام، فبذْلُه ﷺ وعطاؤه في سبيل الله -تبارك وتعالى- نصرة

لدين الله وإعزازاً لكلمته، "ما سئل على الإسلام"، يعني: من أجل الإسلام. 

"شيئاً إلا أعطاه"، "شيئاً" هنا نكرة في سياق النفي فيعم القليل والكثير، والجليل والحقير.

"ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين"،يعني: غنمًا كثيرة لا تُحصى في عددها، وهكذا في يوم حنين حينما رجع النبي ﷺ منها أعطى أبا سفيان مائة من الإبل، وأعطى معاوية مائة من الإبل، وأعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل، وأعطى الأقرع بن حابس، وأعطى كذلك عيينة بن حصن، وجماعة من هؤلاء وإن كان قد أعطى بعضهم دون ذلك كالعباس بن مرداس فغضب، وقال أبياته المعروفة:

أتجعلُ نهبي ونهبَ العُبيد ***** بين عُيينةَ والأقرعِ  ؛ يعني: فرسه.

وما كنتُ دون امرئٍ منهما *****  ومَن تضعِ اليوم لا يُرفعِ

أعطاه أقل من مائة، وأعطى عيينة بن حصن مائة، وأعطى الأقرع بن حابس مائة، "يعطي عطاء من لا يخشى الفقر"، قال: "فرجع هذا الرجل إلى قومه فقال: يا قوم، أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر"، عطاء من لا يخشى الفقر يعني: بلا عد ولا حساب؛ لأن من يخشى الفقر يعد ويحسب كم ذهب؟ وكم بقي؟ كم عندنا؟ كم كذا؟ قال: "وإنْ كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث"،يعني: يمر عليه زمان "حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها"، حتى يكون الإسلام، يعني: هو في البداية يسلم لطمع ولا شك أنه كما قال الله جل جلاله: وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ [سورة التوبة:60]، فهؤلاء من غير المسلمين يُعطَون من أجل تأليف قلوبهم على الإسلام وترغيبهم فيه، وهكذا أيضاً يُعطَى من كان من ضعفاء الإيمان يُعطَى تأليفاً له، وهذا أحد المصارف المعروفة للزكاة التي ذكرها الله جل جلاله ، ولكن من أهل العلم وهذا كان قد فعله عمر رضي الله عنه؛ منع عنهم هذا بعد أن أعز الله دينه، وهذا باقٍ متى ما احتيج إليه فإن هؤلاء يُعطَون، والله تعالى أعلم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته