أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والعشـــرون في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة
الثانية والعشرون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :المنع والعطاء
7 – لابد أن يكون العطاء لله والمنع لله :
لكن في النهاية عندنا معنى دقيق جداً : من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ، المؤمن عطاءه وفق مبادئه ، يعطي لله ، ويمنع لله ، يرضى بحسب مبادئه ، يرضى ويغضب ، يرضى لله ، ويغضب لله ، يصل لله ، ويقطع لله ، ليس عنده عمل عشوائي ،
وعادات وتقاليد مسيطرة عليه ، يتحرك وفق مبادئ وقيم .
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :( مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ ، وَأَعْطَى لِلَّهِ ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ ) .[ أبو داود ]
الله عز وجل يعطي الصحة والذكاء ، والمال والجمال والقوة للكثيرين من خَلقه ، ويعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين ، ويعطي الحكمة بقدر ، ويعطي الرضى بقدر ، ويعطي الشعور بالفوز بقدر ، الله عنده عطاءات دنيوية ، وعطاءات أخروية ، وعطاءه غير محدود .
وإذا أعطاك من يمنعه ثم من يعطي إذا ما منعك
الخلاصة الجامعة :
والعطاء متعلق بالتوحيد ، كل هذه المعاني الأولى متعقلة باسم الله ( المعطي ) ، لكن ينبغي أن تتخلق بخلق العطاء ، النبي عليه الصلاة والسلام سأله أحد رؤساء القبائل : لمن هذا الوادي من الغنم ؟ قال له : هو لك ، قال : أتهزأ بي ؟ قال له : لا والله ، هو لك فقال : أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وأنت إذا أعطيت أعطاك الله .
(( أنفق ، أنفق عليك )) .[ متفق عليه ] .(( أنفق يا بلال ، ولا تخشى من ذي العرش إقلالا )) .[ أخرجه السيوطي عن بلال] .
والصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير .
(باكروا بالصدقة ، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة )[أخرجه البيهقي عن أنس ] .
والله عز وجل يسترضى بالصدقة ، هذه خبرة عند المؤمنين ، والله عز وجل حينما ترجو منه شيئاً ، وتتوسل لهذا الرجاء بصدقة تنفقها على نية التوفيق ، أو تحقيق ما تصبو إليه ، فالله عز وجل يسترضى .
إذاً : كما أن الله أعطاك نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمى الهدى والرشاد ينبغي أن تبني حياتك على العطاء ، والناس كما تعلمون على اختلاف مللهم ونحلهم ، وانتماءاتهم وأعراقهم وأنسابهم وطوائفهم لا يزيدون على رجلين ؛ رجل عرف الله فانضبط بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، وبنى حياته على العطاء فسعد في الدنيا والآخرة ، ورجل غفل عن الله ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة ، والآية :{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}( سورة الليل
المكافأة الإلهية :{ مَن أَعْطَى وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }
{ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } .( سورة الليل ) .
[ الأنترنت – موقع بستان العارفين - من أسماء الله الحسنى المُعطي ]
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته