أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادســـة عشـــرة في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة
السادسة عشرة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان : ولذكر الله أكبر
الله عز وجل لا يتعامل مع التمنيات .
{ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ } .( سورة النساء الآية : 123 ) .
التمنيات بضائع الحمقى ، الله عز وجل يتعامل مع الصدق .
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
{ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا } .( سورة الإسراء الآية : 19 ) .
علامة إرادتها صادقاً :{ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا } .( سورة الإسراء الآية : 19 ) .
فلذلك هذه الآية أصل في العقيدة ، الله عز وجل خلقك ، منحك حرية الاختيار ، وقال لك : عبدي اطلب تُعْطَ ، إن أردت الدنيا أخذت الدنيا ، لكن ما لك :? فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ? .( سورة البقرة الآية : 200 ) .
إن أردت الآخرة تأتك الدنيا وهي راغمة ، لذلك أقول دائماً : من آثر آخرته على دنياه ربحهما معاً ، ومن آثر دنياه على آخرته خسرهما معاً .
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ الآية الكريمة :{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ( سورة الكوثر ) .
أيها الإخوة ، أيّ عطاء ينتهي بالموت ليس في كرم الله عطاء ، لكن عطاء الله عطاء أبدي مستمر ، فلذلك :{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ }قال علماء التفسير : كل مؤمن بقدر إيمانه ، واستقامته وعمله الصالح له من هذه الآية نصيب .
{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } .( سورة الشرح ) .كل مؤمن بحسب إيمانه ، واستقامته ، وإخلاصه له من هذه الآية نصيب ، أما العطاء الأبدي السرمدي الذي خلقنا من أجله :{ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } .( سورة هود )
العاقل من يعيش المستقبل :كلنا ينتقل من بيت إلى قبر ، والبيت معتنى فيه جداً ، فيه زوجة وأولاد ، وغرف ضيوف ، وغرف جلوس ، مطبخ ، حمام ، مركبة واقفة عند الباب ، هناك نزهات ، فإذا توقف القلب وُضع في القبر ، ماذا في القبر ؟
الذكاء والتوفيق والعقل أن تعيش المستقبل ، لا أن تعيش الماضي ، ولا أن تعيش الحاضر ، الذي يعيش الماضي غبي ، لأنه ما مضى فات والمؤمل غيب ، ولك الساعة التي أنت فيها ، والذي يعيش المستقبل هو أعقل العقلاء ، ماذا في المستقبل ؟ مغادرة الدنيا ، ماذا أعددنا لهذه الساعة ؟ فلذلك الجنة عطاء غير محدود ، لكن ما هي الخسارة ؟
{ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } ( سورة الزمر الآية : 15 ) .
إنسان باع بيته ، وباع معمله ، وباع بيت المصيف ، وباع بيتا على البحر ، وباع كل أدواته ومركباته ، وهذا المبلغ بطريقة أو بأخرى فَقَده ، يشعر بخسارة لا تحتمل ، الآخرة الخسارة فيها أشد ، خُلقت للأبد فخسرت الأبد ، من أجل سنوات معدودة أمضاها الإنسان في المعاصي والآثام .
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته