أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعـــة عشـــرة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الرابعة عشرة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

هذه آيات دالة على عظمة الله عز وجل :{ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى}

1 – العطاء الدنيوي ينقضي بفناء الدنيا :

أيها الإخوة الكرام ، لا زلنا في اسم ( المعطي ) ، ولو تساءلنا : ماذا يعطينا الله عز وجل ؟ يعطينا نعماً دنيوية ، يعطينا الصحة ، يعطينا القوة ، يعطينا المال ، يعطينا الجمال ، ويعطينا نعماً إيمانية ، يعطينا السكينة ، يعطينا الأمن ، يعطينا الرضى ، يعطينا السعادة ، يعطينا نعماً لا تعد ولا تحصى ، لكن

نعم الله عز وجل ما كان منها في الدنيا تنقضي بانقضاء الدنيا .

فلذلك يقول الله عز وجل :? فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ? .

( سورة الفجر ) .جاء الجواب مع الردع :{ كَلَّا } .( سورة الفجر ) .

2 – الرضى بالعطاء والمنع هو رضى بالقضاء والقدر :

يعني : يا عبادي ، ليس عطائي إكراماً في الدنيا ، ولا منعي حرماناً ، عطائي ابتلاء ، وحرماني دواء .

فلذلك الله يعطي الصحة ، والذكاء ، والقوة ، والجمال ، والمال للكثيرين من خَلقه ، ولكنه يعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين ، يعطيك نعماً إيمانية ، يعطيك الرضى ، فأنت راضٍ عن الله ، راضٍ عن نفسك ، بمعنى أنك قبلت قضاء الله وقدره ، راضٍ عمّا نزل بك من مِحنٍ ، ليقينك القطعي أنه هناك حكمة بالغة .

فلذلك أيها الإخوة ، حينما نؤمن أن كل شيء بقضاء من الله وقدر ، وأن الإيمان بالقدر يذهب الهمّ والحزن ، وأن الإيمان بالقدر نظام التوحيد نكون قد عرفنا حقيقة العطاء ، لكن ولكل شيء حقيقة ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ )) .[ أخرجه أحمد في مسنده]أ

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ )) .[ رواه مسلم ] ولا ينبغي للمؤمن أن يقول : لو ، ليس في قاموس المؤمن كلمة ( لو ) ، لو لم أَسِرْ في هذا الطريق لم يقع الحادث ، هذا طريق مسدود ، لكن قل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( لَكِنْ قُلْ : قَدَّرَ اللَّهُ ، وَما شاء فَعَلَ ، فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطانِ )) .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته