أسمــــــاء الله الحســــــنى وصفاتـــه الحلــــــقة الرابعــــــة في موضـــوع المعطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان : *معنى اسم الله الوهاب    

يهب الله الأخ الصالح ، فإذا رزقك الله بالأخ الصالح ليكون سند وعون لك في الدنيا وعونا على طاعته فهو هبه منه، يقول الله تعالى عن سيدنا موسي حين أرسل معه أخوه هارون: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً}

النبوة هبة، يقول الله سبحانه وتعالى عن نبي الله موسى: {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ}

الأخلاق الطيبة هبة، فيقول النبي صل الله عليه وسلم في دعائه: (اللهم أهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت) صححه الألباني. [الأنترنت – موقع معلومات  - معنى اسم الله الوهاب  ]

* (المعطي) في حق الله؟

- الله -سبحانه  وتعالى- (المعطي) على الإطلاق، ولذلك نفى النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه هذه الصفة، وحق دوره في أنه يقسم العطاء الذي هو من الله، والله -سبحانه وتعالى- أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، كما في سورة طه: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (طه:49-50)، وعطاء الله عام لجميع الخلق، لإنسهم وجنهم ومؤمنهم وكافرهم وما في السماء وما في الأرض، مثل قوله تعالى: {كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} (الإسراء:20)، وبالطبع هناك عطاء خاص للأنبياء والأولياء والصالحين، في الدنيا والآخرة بإجابة دعواتهم وإدخالهم الجنة: {جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} (النبأ:36).

- إن إحصاء هذا الاسم (المعطي) لله -عز وجل- يتطلب من العبد ألا يسأل إلا الله، ولا يتعلق قلبه إلا بالله؛ ولذلك أمرنا أن نذكر أنفسنا دبر كل صلاة: «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت»، وكذلك ورد هذا في الدعاء عند الرفع من الركوع، ومن إحصاء هذا الاسم أن يكون العبد معطاء يعطي ما يستطيع من مادة أو علم أو عون أو وقت، ويفرح إذا فعل ذلك.                                                             يذكر ابن القيم في مدارج السالكين : «وفرحه بعطائه وجوده وإفضاله أشد من فرح الآخذ بما يعطاه ويأخذه أحوج ما هو إليه أعظم ما كان قدرا فإذا اجتمع شدة الحاجة وعظم قدر العطية والنفع بها فما الظن بفرح المعطي؟ ففرح المعطي -سبحانه- بعطائه أشد وأعظم من فرح هذا بما يأخذه، ولله المثل الأعلى؛ إذ هذا شأن الجواد من الخلق فإنه يحصل له من الفرح والسرور والابتهاج واللذة بعطائه وجوده فوق ما يحصل لمن يعطيه ولكن الآخذ غائب بلذة أخذه عن لذة المعطي وابتهاجه وسروره هذا مع كمال حاجته إلى ما يعطيه وفقره إليه وعدم وثوقه بإستخلاف مثله وخوف الحاجة إليه عند ذهابه والتعرض لذل الاستعانة بنظيره ومن هو دونه ونفسه قد طبعت على الحرص والشح.

فما الظن بمن تقدس وتنزه عن ذلك كله؟! ولو أن أهل سماواته وأرضه وأول خلقه وآخرهم وإنسهم وجنهم ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فأعطى كل واحد ما سأله ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة.

[الأنترنت – موقع الفرقان – مقالات» اسم الله (المعطي) للكاتب: د. أمير الحداد ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته