أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع "رحمة الله "

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون

 في موضوع (رحمة الله)  وهي بعنوان:

مظاهر رحمة الله وآثارها

35- خلق الجنة رحمة الله:

   أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تحاجت الجنة والنار، فقالت النار، أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنتِ عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي ... الحديث[1].

36- إخراج بعض من أصبح حمماً في جهنم منها:

   روى الترمذي من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا فيها حمماً ثم تدركهم الرحمة فيخرجون ويطرحون على أبواب الجنة، قال: فترش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما تنبت الغُثاء  في حمالة السيل ثم يدخلون الجنة )[2].

37- قبض النبي – صلى لله عليه وسلم – قبل الأمة:

   أخرج مسلم من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمةٍ من عباده، قبض فيها قبلها، فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره )[3].

38- الدموع لفقدان الأحبة:

   إن رحمة الله إذا أنزلها في قلوب عباده كان لها مظاهر، ومن مظاهرها الدموع لفقدان الاحبة، البكاء المشروع رحمة من الله، والله لا يرحم إلا من يرحم.

   أخرج البخاري من حديث أسامة بن زيد قال: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه: أن ابنا لي قبض، فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن الله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب.

   فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع – قال حسبته أنه قال: كأنها شن – ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال هذا رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء[4].

39- الموت:

   الموت نهاية المطاف لكنه إما رحمة للمؤمن حيث يستريح من نصب الدنيا وعنائها أو يستريح العباد والبلاد من الميت الآخر الذي حياته تعب وعناء للآخرين، فهو رحمة على أي حال.

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مر عليه بجنازة قال: ( مستريح ومستراح منه ) فقالوا: العبد المؤمن يستريح من أذى الدنيا ونصبها إلى رحمة الله.

   والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب[5].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



[1] صحيح البخاري /8/595 رقم 4850 ، مسلم ، جنة / 34 – 36 والترمذي ، جنة /22 وأحمد في المسند /2/176 .

[2] أخرجه الترمذي في الجامع 4/713 رقم 2597 ثم قال: حديث حسن صحيح.

[3] صحيح مسلم 4/1791 رقم 2288 .

[4] صحيح البخاري 3/151 رقم 1284 ، مسلم ، جنائز/11 وغيرهما.

[5] صحيح مسلم 2/656 رقم 950 ، وأحمد 5/296 ، والموطأ، جنائز/55 .