أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع "رحمة الله "

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثامنة

والعشرون في موضوع (رحمة الله) 

وهي بعنوان: *مظاهر رحمة الله وآثارها

   والجماعات كالآحاد، والأمم كالأفراد، في كل أمر وفي كل وضع، وفي كل حال ... ولا يصعب القياس على هذه الأمثال، ومن رحمة الله أن تحس برحمة الله، فرحمة الله تضمك وتغمرك وتفيض عليك، ولكن شعورك بوجودها هو الرحمة، ورجاؤك فيها وتطلعك إليها هو الرحمة، وثقتك بها وتوقعها في كل أمر هو الرحمة، والعذاب هو العذاب في احتجابك عنها، أو يأسك منها، أوشك فيها، وهو عذاب لا يصبه الله على مؤمن أبدا، انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين.

   ورحمة الله لا تعز على طالب في أي

مكان ولا في أي حال. وجدها إبراهيم – عليه السلام – في النار، ووجدها يوسف – عليه السلام – في الجب، كما وجدها في السجن، ووجدها يونس – عليه السلام – في بطن الحوت في ظلمات ثلاث، ووجدها موسى – عليه السلام – في اليم وهو طفل مجرد من كل قوة، ومن كل حراسة، كما وجدها في قصر فرعون وهو عدو له، متربص به، ويبحث عنه، ووجدها أصحاب الكهف في الكهف، حين افتقدوها في القصور، والدور، فقال بعضهم لبعض: ﭐﱡﭐ ﱇ ﱈ ﱉ  ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ الكهف: ١٦ ووجدها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه في الغار، والقوم يتعقبونهما ويقصون الآثار .. ووجدها كل من آوى إليها يائساً  من كل ما سواها، منقطعا عن كل شبهة في قوة، وعن كل مظنة في رحمة، قاصداً باب الله وحده دون الأبواب.

   ثم إنه متى فتح الله أبواب رحمته فلا ممسك لها، ومتى أمسكها فلا مرسل لها، ومن ثم فلا مخافة من أحد، ولا رجاء في أحد، ولا مخافة من شيء، ولا رجاء في شيء، ولا خوف من فوت وسيلة، ولا رجاء مع وسيلة، إنما هي مشيئة الله، ما يفتح الله فلا ممسك، وما يمسك الله فلا مرسل، والأمر مباشرة إلى الله .. وهو العزيز الحكيم ، يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك، ويرسل ويمسك وفق حكمة تمكن وراء الإرسال والإمساك. ﭐﱡﭐ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﲳ  فاطر:

 وما بين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها مباشرة منه، بلا وساطة وبلا وسيلة إلا التوجه إليه في طاعة وفي رجاء وفي ثقة وفي استسلام.

ﱡﭐﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﲻ

   فلا رجاء في أحد من خلقه، ولا خوف لأحد من خلقه، فما أحد بمرسل من رحمة الله ما أمسكه الله،أية طمأنينة؟ وأي قرار؟ وأي وضوح في التصورات، والمشاعر، والقيم، والموازين، تقره هذه الآية في الضمير؟ آية واحدة ترسم الحياة، صورة جديدة،وتنشئ في الشعورقيما لهذه الحياة ثابتة،وموازين لاتهتز،ولا تتأرجح، ولا تتأثر بالمؤثرات كلها،ذهبت أم جاءت، كبرت أم صغرت،جلت أم هانت،كان

مصدرها الناس، أو الأحداث أو الأشياء.

   صورة واحدة لو استقرت في قلب إنسان لصمد كالطود للأحداث، والأشياء، والأشخاص، والقوى، والقيم، والاعتبارات، ولو تضافر عليها الإنس والجن، وهم يفتحون رحمة الله حين يمسكها، ولا يمسكونها حين يفتحها .. وهو العزيز الحكيم ....

   إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته