أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والعشرون في موضوع " رحمة الله "

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد: فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع (رحمة الله)  وهي بعنوان: *مظاهر رحمة الله وآثارها

   قال العلماءعلى الآية: ﭐﱡﭐ ﲪ ﲫ ﲬ

ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﲳ  ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﲻ ﲼ ﲽ ﲾ فاطر

 :هذا كلاما يظهر فيه مظاهر وآثار رحمة الله ومن المفيد أن ننقله هنا بعينه ثم نفصل بعده القول في أنواع وآثار رحمة الله وقد نقتبس بعض أفكار قال الشيخ :

في هذه الآية الثانية من السورة صورة من صور قدرة الله التي ختم بها الآية الأولى وحيث تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحويل كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعا.

إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله. وتيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله. وترصد أمامه كل باب في السماوات والأرض وتفتح أمامه باب الله. وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات والأرض وتشرع له طريقه إلى الله.

   ورحمة الله تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد، ويعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها في ذات نفسه وتكريمه بما كرمه، وفيما سخر له من حوله ومن فوقه ومن تحته، وفيما أنعم به عليه مما يعلمه ومما لا يعلمه وهو كثير.

   ورحمة الله تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوع ويجدها من يفتحها الله له في كل شيء، وفي كل وضع وفي كل حال، وفي كل مكان .. يجدها في نفسه، وفي مشاعره، ويجدها فيما حوله، وحيثما كان، وكيفما كان. ولو فقد كل شيء مما بعد الناس فقده هو الحرمان .. ويفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حالة وفي كل مكان. ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان والرضوان.

   وما من نعمة – يمسك الله معها رحمته – حتى تنقلب هي بذاتها نقمة. وما من محنة – تحفها رحمة الله – حتى تكون هي بذاتها نعمة .. ينام الإنسان على الشوك مع رحمة الله – فإذ هو مهاد، وينام على الحرير – وقد أمسكت عنه – فإذا هو شوك القتاد – ويعالج أعسر الأمور – برحمة الله – فإذا هي هوادة ويسر. ويعالج أيسر الأمور – وقد تخلت رحمة الله – فإذا هي مشقة وعسر، ويخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي أمن وسلام، ويعبر بدونها المناهج والمسالك فإذن هي مهلكة وبوار، ولا ضيق من رحمة الله. إنما الضيق في إمساكها دون سواه، ولا ضيق ولو كان صاحبها في غياهب السجن، أو في جحيم العذاب، أو في شعاب الهلاك، ولا سعة من إمساكها ولو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم وفي مراتع الرخاء، فمن داخل النفس برحمة الله تتفجر ينابيع السعادة والرضا والطمأنينة، ومن داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلق والتعب والنصب والكد والمعاناة.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته