أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع "رحمة الله "
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (رحمة الله) وهي بعنوان :
محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة
( 8 ) وكان يُقبل الصبيان رحمة بهم، روى مسلم من حديث عائشة قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم. فقالوا: لكنا والله ما نقبل. فقال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة )[1].
( 9 ) وثبت أنه قال صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم لا يرحمه الله عز وجل )[2].
( 10 ) وروى الإمام أحمد من حديث ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك. قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم. قال: فدعنا فأتاه جبريل فقال: إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة. قال: بل باب التوبة والرحمة[3].
( 11 ) وروى البخاري من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: ( أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه: أن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينا، فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال. فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقمقع – قال حسبته أنه قال: كأنها شن – ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: ( هذه رحمة الله جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )[4].
( 12 ) وأخرج الإمام مسلم من حديث أبي
هريرة قال: قيل يا رسول الله ، ادع على المشركين قال: إني لم أُبعث لعاناً، وإنما بُعثتُ رحمة[5].
( 13 ) وروى الإمام البخاري من حديث عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم رحمة لهم .. الحديث[6].
( 14 ) وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه الآخر ثم يضمها ثم يقول: ( اللهم ارحمها فإني أرحمها )[7].
ومن خلال هذه الأمثلة المتقدمة تتضح الصورة، وتصح التسمية ويتأسى به صلى الله عليه وسلم في رحمته بأمته، ورحمته بالضعفاء، ورحمته بالنساء، ورحمته بالصغار، وبالحيوان، والرحمة بالأمة مطلب منهم، وصفه بالمؤمنين، وصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم رحماء بينهم:-
قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃﱄ ﱅ ﱆ
ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ الفتح ،وقال سبحانه: ﭐﱡﭐ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ البلد
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى سائر جسده بالسهر والحمى )[8].
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[1] صحيح مسلم 4/1808 رقم 2317 .
[2] وأخرجه البخاري في صحيح 10/238 رقم 6013 ، صحيح مسلم 4/1809 رقم 2319.
[3] مسند الإمام أحمد 1/242 ورجاله ثقات.
[4] صحيح البخاري 3/151 رقم 1284 ، ومسلم جنائز/11 ، وأبو داوود ، جنائز/24 والنسائي، جنائز/13 وابن ماجه، جنائز/53، وأحمد 1/268 ، 5/204، 6/3 .
[5] صحيح مسلم 4/2007 رقم 2599 وأبو داوود ، سنة/10 ، رقم 5/81 ، 6/64 .
[6] صحيح البخاري 4/202 رقم 1964 ومسلم صيام / 61 .
[7] صحيح البخاري 10/434 رقم 6003 ، وأحمد في المسند 5/205 .
[8] أخرجه البخاري في الصحيح 10/438 رقم 6011 من حديث النعمان بن بشير، ومسلم في البر /66 ، وأحمد 4/270 .