أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والعشرون في موضوع "رحمة الله "

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (رحمة الله)  وهي بعنوان :

محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة

   إن الرحمة صفة لنبينا صلى الله عليه وسلم – أيضا فهو رحيم بالمؤمنين يعز عليه ما يشق عليهم بل إنه صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة – جاء في القرآن الكريم:-

( 1 ) ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ  ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ  ﲨ ﲩ ﲪ التوبة

( 2) ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ  ﲼ ﲽﲾ  التوبة

وجاء في السنة:

( 1 ) أخرج مسلم في الصحيح من حديث جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد ...[1]

 ( 2 ) أخرج مسلم وغيره من حديث أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى لنا نفسه أسماء فقال: أنا أحمد، والمقفى، والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة[2].

( 3 ) أخرج مسلم أيضا من حديث عمران بن الحصين قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فاسر ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق قال: يا محمد فأتاه، فقال: ما شأنك؟ فقال: بم أخذتني؟ أخذت سابقة الحاج؟ فقال: إعظاما لذلك، أخذتك بجريرة حلفائك ثقيفا ثم انصرف عنه فناداه فقال يا محمد: يا محمد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا الحديث[3].

   وكان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما في كل المواطن، وكانت عيناه تفيضان بالدموع عندما يفيض قلبه بالرحمة، وقد يسمع صوت بكائه عليه الصلاة والسلام ولم يفقد، بل لم تفارقه الرحمة حتى في المواقف التي يضطهد فيها، يُضيق عليه أهل مكة الخناق هو وأصحابه بل يأذونه ويعذبون أصحابه فيقول ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ).

   وفي يوم الفتح صنع بمن حاربه السنين الطويلة ووقف في وجه الدعوة وقتل أصحابه فعل بهم كما فعل يوسف بإخوته عندما قال: ﭐﱡﭐ ﲟ ﲠ ﲡ  ﲢﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ

ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ  يوسف: ٩٢

وكانت رحمته صلى الله عليه وسلم تسع جميع الناس ويحس بها كل الناس الضعفاء والأقوياء على حد سواء.

( 4 ) كان رحيما بالأمهات وأطفالهن، أخرج الشيخان من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه )[4].

( 5 ) وذكر يوما رجلا أسود أو امرأة سوداء أو فقده، فيسأل عنه أو عنها رحمة به أو بها فقالوا: مات.

   أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة أن رجلا أسود – أو امرأة سوداء – كان يقم المسجد، فمات، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا: مات قال: أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبره – أو قال قبرها – فأتى قبره فصلى عليه[5].

 ( 6 ) إن الذي سماه "رحيما" هو "الرحيم"

الذي أنزل الرحمة في قلب عبده ومصطفاه حتى بلغت رحمته الحيوان.

   روى الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن عبد الله قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فانطلق إنسان إلى غيضة فأخرج منها بيض حمر، فجاءت الحمرة ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤوس أصحابه فقال: وبخل أيكم فجع هذه؟ فقال رجل من القوم: أنا أصبت لها بيضاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أردده[6].

( 7 ) وصح أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الصبر[7] وفي رواية صحيحة أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يقتل شيء من الدواب صبرا[8].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



[1] صحيح مسلم 4/1828 رقم 125 .

[2] صحيح مسلم 4/1829 رقم 2355 .

   وأخرجه الترمذي في جامعه كتاب الدعوات/118 ، وابن ماجه في كتاب الاقامة 25 وأحمد 4/138 وذكره الألباني في صحيح الجامع رقم 1486 .

[3] أخرجه مسلم في الصحيح 3/1262 رقم 1641  ، والبخاري في كتاب الأذان 17 / 18 وأبو داوود في كتاب الإيمان/ 21 ، والنسائي في الأذان/8 وأحمد 3/436 ، 4/433 ، 5/53 .

[4] أخرجه البخاري في الصحيح 2/202 رقم 710 ، ومسلم في الصلاة/191 ، وأبو داوود في الصلاة/133 ، والترمذي في الصلاة/159 ، والنسائي في الاقامة/35 ، وابن ماجه في الاقامة/49 ، وأحمد 3/109 .

[5] أخرجه البخاري في صحيح 1/553 رقم 458 ، ومسلم ، جنائز/71 وغيرها.

[6] مسند الإمام أحمد 1/404 ورجاله ثقاب عدا السعودي صدوق.

[7] صحيح الجامع رقم 6846 ثم قال: صحيح.

[8] صحيح الجامع رقم 6716 ثم قال: صحيح.