أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة في موضوع "رحمة الله "

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع ( رحمة الله )وهي بعنوان :

*الرحمن الرحيم :

ولله تعالى اسمان مشتقان من الرحمة

هما: الرحمن الرحيم، وسوف نفصل القول فيهما في المبحث التالي: أسرار اقتران اسم "الرحيم" بغيره من الأسماء الحسنى ، أولا: الرحمن الرحيم

الرحمن: اسم من أسماء الله الحسنى، وقد ذكر الله تعالى هذا الاسم في القرآن في سبعة وخمسين موضعا.

والرحيم: اسم من أسماء الله الحسنى، وقد ذرك الله تعالى هذا الاسم في القرآن الكريم في مائة وتسعة عشر مواضعاً.

والرحمن الرحيم: اسمان مشتقان من الرحمة، وهما من أبنية المبالغة، ورحمان أبلغ من رحيم، والرحمن: خاص لله، ولا يسمى به غيره، ولا يوصف.

والرحيم: يوصف به غير الله، فيقال: رجل رحيم[1].

   وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: الرحمن: لجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين خاصة[2].

   وأخرج ابن جرير قول العرزمي: الرحمن الرحيم: الرحمن لجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين، ولهذا قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ طه ليعم خلقه برحمته.

   وقال عز وجل: ﭐﱡﭐﳠ ﳡ ﳢ ﳣ الأحزاب ،فخصهم باسمه الرحيم[3].

   هذا وقد ورد هذان الاسمان في القرآن الكريم مقترنين، كما أن كلا منهما قد ورد فيه منفرداً، وكذلك فإن اسم الرحيم قد جاء في القرآن الكريم مقترنا ببعض الأسماء الحسنى الأخرى، وسوف نبين بالتفصيل ما يلي:

( 1 ) ورود الاسمين مقترنين:

 

   ورد هذان الاسمان مقترنين في القرآن الكريم ست مرات:

 قال تعالى:ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ الفاتحة ،وقال سبحانه: ﭐﱡﭐ  ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  الفاتحة

  وقال عز شأنه:ﱡﭐﳉ ﳊ ﳋﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒالبقرة: ١٦٣

    وقال جل وعلا: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ فصلت ،وقال عز من قائل: ﭐﱡﭐ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﲔ ﲕ ﲖ ﲗﲘ  ﲙ ﲚ ﲛ ﲜالحشر ،وقال تبارك وتعالى : ﭐﱡﭐ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ  ﲝ ﲞ ﲟ ﲠالنمل والعلاقة بينهما واضحة فهو رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، رحمان جميع الخلق، ورحيم المؤمنين في الدنيا والآخرة، والاسمان مشتقان من الرحمة فما أقوى علاقتهما ببعضهما ودلالتهما مع بعضهما.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام

عليكم ورحمة الله وبركاته



[1] النهاية لابن الاثير 2/210

[2] الدر المنثور 1/24

[3] تفسير ابن جرير