أعوذ بعزة الله وقدرته

صائر : أعوذ بعزة الله وقدرته

 

 
* د. مأمون جرار



روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه : ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل : باسم الله ، ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ".

إن الداء أو الوجع اختلال في وظائف بعض الأعضاء في الجسد ، وهذا الخلل قد ينشأ عن أجسام غريبة تدخل الجسم وتسعى إلى إيذائه ، كما قد يكون ناشئا عن عوارض جوية من حرارة وبرودة وغير ذلك ، ولا ريب في أن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء كما ورد في الحديث الشريف ، ولكن قبل التداوي وبعده لا بد أن يوقن المسلم أن الله تعالى هو رب الداء والدواء ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، ولذلك عليه أول الأمر وآخره أن يكون معلق القلب بالله سبحانه ، يرجو منه النفع ودفع الضر ، وهذا ما يرشدنا إليه هذا الحديث الشريف ، وهو إجراء أوّلي يتخذه المسلم بيقين وإيمان ، وذلك بأن يضع يده على الجزء الذي يؤلمه ، ولوضع اليد أثر لا شك فيه في العلاج ، ففيه نقل الطاقة من جزء إلى آخر في الجسد لدعم عملية المعالجة الداخلية مما يضاعف قدرة الجزء المصاب على مواجهة الظرف الطارئ عليه ويصاحب ذلك قول : باسم الله ، ثلاثا ، ولذكر اسم الله أثر لا شك فيه على كل ما يذكر عليه ، فاسم الله نور وبركة ، وخير وشفاء ، به تنحل العقد ، وتنفرج الكرب ، تقضى الحوائج ، وتزول الشدائد ، ولتكراره ثلاثا مضاعفة للأثر ، ومع ذكر اسم الله تعالى تأتي الاستعاذة بعزته التي يذل لها كل شيء مسبب للأذى فينخنس ويتراجع وينكمش وينسحب من الجسد بإذن الله تعالى ، هذه الاستعاذة بعزة الله وقدرته من شر ما يجده الإنسان من ألم وما يحاذره من مضاعفات مجهولة السبب قد تحوجه إلى الجراحة أو غير ذلك من أنواع العلاج ، ولعل مما يستحق الالتفات أن تكرر الاستعاذة سبع مرات ، وأنا على يقين أن لهذا التكرار بهذا العدد أثرا في الشفاء ، ولا بد في الدعاء من الثقة بالله واليقين أنه الشافي .

ولم يقتصر الدعاء طلبا للشفاء على المريض لنفسه بل علمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن ندعو للمريض حين نزوره مما يؤدي إلى رفع معنوياته من جانب ، وفي رفع المعنوية مساعدة لجهاز المناعة على مقاومة المرض ، وفي الدعاء نور وطاقة إضافية يستعين بها المريض على مواجهة المرض ، ومن ذلك ما رواه أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله سبحانه وتعالى من ذلك المرض".

في هذا الدعاء النبوي توجه إلى الله تعالى وسؤاله باسمه العظيم الذي يتضاءل أمام عظمته كل شيء مهما عظم ، وبكونه رب العرش العظيم الذي لا يدرك عقل عظمته . وذكر العرش العظيم في هذا الموقف يصغر ما يجده المريض من الم المرض ومن آثاره ، . والدعاء يتضمن طلب الشفاء من الله العظيم رب العرش العظيم ، والله تعالى يجيب من دعاه وألح في الدعاء ، وهذا الدعاء يكرر سبعا كما ورد من قبل في دعاء المريض لنفسه ، وهذا يؤكد ما ذكرته من قبل من وجود خصوصية لهذا العدد ، ومن تتبع العبادات والأشياء المرتبطة بالعدد سبعة وجد من ذلك شيئا كثيرا .

دعاء المريض لنفسه ودعاء زواره له عامل من عوامل الشفاء تضاف إلى الدواء المناسب للمرض الذي يقرره الطبيب المختص.