الإحسان

 

 

الإحسان

أهميته، أقسامه، ثمراته(المختصر)

 

د/ مسفربن سعيد دماس الغامدي

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وعلى آله وصحبه،ومن اهتدى بهداه، وبعد:

فهذه الحلقة الأولى في موضوع ( الإحسان)

وهي بعنوان : المقدمة والتعريفات

إن مكانة الإحسان في الإسلام عظيمة، بل هو أعلى المنازل، ولو أن كل مسلم التزم بهذا الركن علما، واعتقادا، وعملا، لكان واقع الأمة غير ما نرى.

إننا نرى كثيرا من المسلمين يمارسون كثيرا من المعاصي، لأنهم لم يستحضروا مراقبة الله لهم، ولم يحسنوا أثناء فعل الطاعات التي لو أُحسنت لأثمرت مراقبة الله والإخلاص له.

   إن العمل بمقتضى مراقبة الله للعبد، يفضي

إلى مراقبة العبد لله، ومن ثم الإخلاص له. وهذه المعاني المهمة ضعفت في نفوس وقلوب كثير من المسلمين، مما كان له الأثر السلبي على واقعهم أفرادا وجماعات.

  فوردت فكرة جمع شتات هذا الموضوع للاستفادة الشخصية،وليستفيد من يطلع عليه. إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت من النفس والشيطان، والحمد لله أولا وآخرا

التعريفات:

   في اللغة: الإحسان ضد الإساءة، ورجل محسن ومحسان، وأحسن به الظن: نقيض أساءه، والفرق بين الإحسان والإنعام: أن الإحسان يكون لنفس الإنسان ولغيره، تقول: أحسنت إلى نفسي . والإنعام: لا يكون إلا لغيره.

وهو يحسن الشيء: أي يعلمه، ويستحسن الشيء: أي يعده حسنا[1].

   والإحسان يقال على وجهين: أحدهما الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان.

   والثاني: إحسانٌ في فعله، وذلك إذا عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين رضي الله عنه: ( الناس أبناءُ ما يحسنون ) أي منسوبون إلى ما يعملون، وما يعملونه من الأفعال الحسنة، قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲔ ﲕ  ﲖ ﲗ ﲘﲙ السجدة: ٧. والإحسان أعم من الإنعام، قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﲡ  الإسراء: [2]٧

وفي الاصطلاح:

   هو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )[3].

   قال ابن الأثير: أراد بالإحسان: الإخلاص، وهو شرط في صحة الإيمان الإسلام معا، وذلك أن من تلفظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير نية إخلاص لم يكن محسنا، ولا كان إيمانه صحيحا. وقيل: أراد بالإحسان: الإشارة إلى المراقبة، وحسن الطاعة، فإن من راقب الله أحسن عمله، وقد أشار إليه في الحديث بقوله: ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )[4]. وقال النووي: ( فمقصود الكلام الحث على الإخلاص في العبادة، ومراقبة العبد ربه -  تبارك وتعالى – في إتمام الخشوع والخضوع وغير ذلك .. )[5]. وقال النووي أيضا: ( معناه أنك إنما تراعي الآداب المذكورة إذا كنت تراه ويراك؛ لكونه يراك لا لكونك تراه فهو دائما يراك ... )[6].

 وقال ابن تيمية: ( وأما الإحسان فهو أعم من جهة نفسه،وأخص من جهة أصحابه من الإيمان. والإيمان أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإسلام، فالإحسان يدخل فيه الإيمان،والإيمان يدخل فيه الإسلام، والمحسنون أخص من المؤمنين، والمؤمنون أخص من المسلمين )[7].

وقال ابن حجر: ( المقصود: إتقان العبادة ... وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوع، وفراغ البال حال التلبس بها، ومراقبة المعبود ... ، ومشاهدة الحق بقلبه كأنه يراه بعينه ... ، وأن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمله ... وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته )[8].

والإحسان: لب الإيمان، وروحه، وكماله[9].

   قال الحافظ الحكمي: ( فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له: ( فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين، أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة. والثاني: مقام المراقبة )[10].

وقال أيضا: (هو تحسين الظاهر والباطن، وهو أعلى

 مراتب الدين، وأعظمهما خطرا )[11].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*مقامات الإحسان ومنازله:

الاحسان ينقسم قسمين: القسم الأول: المشاهدة. القسم الثاني: الإخلاص.

 والمنزلة الأولى أعلى من الثانية، بل الثانية مبنية على الأولى، وهذان المقامان مأخوذان من حديث جبريل عليه السلام: ( ... أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال ابن حجر:(وأشار في الجواب إلى حالتين: أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق بقلبه حتى كأنه يراه بعينه، وهو قوله:( كأنك تراه ) أي: وهو يراك. والثانية:أن يستحضرأن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمله، وهو قوله:     ( فإن يراك )[12].

   قال الحكمي: ( إن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين:

   المقام الأول: - وهو أعلاهما - أن تعبد الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله – عز وجل – بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان، وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، فمن عبد الله – عز وجل – على استحضار قربه منه، وإقباله عليه، وأنه بين يديه كأنه يراه ، أوجب له ذلك الخشية ، والخوف، والهيبة، والتعظيم.

   المقام الثاني: مقام الإخلاص، وهو أن يعمل العبدعلى استحضارمشاهدة الله إياه،واطلاعه عليه، وقربه منه، فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى؛ لأن استحضار ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله، وإرادته بالعمل[13].

   وهذا المقام هو الوسيلة الموصلة إلى المقام الأول، وهذا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم: تعليلا للأول فقال: ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).

   فإذا تحقق في عبادته بأن الله تعالى يراه، ويطلع على سره وعلانيته، وباطنه، وظاهره، ولا يخفى عليه شيء من أمره، فحينئذ يسهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني، وهو دوام التحقيق بالبصيرة إلى قرب الله تعالى من عبده ، ومعيته، حتى كأنه يراه )[14].

   وقال الحكمي أيضا: ( الإحسان على مرتبتين، متفاوتين: أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان )[15].

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*منزلة الإحسان في الدين ومكانته:

   للإحسان في الدين منزلة عالية، بل له أعلى المنازل، قال النووي: ( وهذا القدر من الحديث أصل عظيم من أصول الدين، وقاعدة مهمة من قواعد المسلمين، وهو عمدة  الصديقين، وبغية السالكين، وكنز العارفين، ودأب الصالحين ...)[16].

   وقال ابن تيمية: ( جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين ثلاث درجات: أعلاها الإحسان، وأوسطها الإيمان، ويليه الإسلام، فكل محسن مؤمن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مؤمن محسنا، ولا كل مسلم مؤمنا ..) ثم قال:( وأما الإحسان فهو أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإيمان، والإيمان أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإسلام. فالإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام، والمحسنون أخص من المؤمنين، والمؤمنون أخص من المسلمين ... )[17].

   وقال ابن القيم: ومن منازل ﱡﭐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ الفاتحة: ٥ منزلة الإحسان، وهي لب الإيمان وروحه وكماله، وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل؛ فجميعها منطوية فيها ... ، وأما الحديث: فإشارة إلى كمال الحضور مع الله عز وجل، ومراقبة الجامعة؛ لخشيته، ومحبته، ومعرفته، والإنابة

إليه، والإخلاص له،ولجميع مقامات الإيمان ).

قال الهروي: ( وأول درجاته الإحسان في القصد، بتهذيبه علما، وإبرامه عزما )[18].

 قال ابن كثيرعلى الآية الكريمة: ﭐﱡﭐ ﲧ ﲨ  ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ الرحمن: ٦٠

 أي:ما لمن أحسن في الدنيا العمل إلا الإحسان إليه في الدار الآخرة، كما قال تعالى: ﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ يونس: ٢٦

 ولما كان في الذي ذكر نعم عظيمة لا يقاومها عمل، بل مجرد تفضل وامتنان، قال بعد ذلك كله:ﱡﭐ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ  الرحمن: [19]٦١

  

ويقول الحافظ الحكمي:

وثالث مرتبة الإحسان** وتلك أعلاها لدى الرحمن

وهي رسوخ القلب في العرفان** حتى يكون الغيب كالعيان

 وهي أعلى مراتب الدين، وأعظمها خطرا، وأهلها هم المستكملون لها، السابقون بالخيرات، المقربون في علو الدرجات.

  والإسلام هو الأركان الظاهرة عند التفصيل، واقترانه بالإيمان، والإيمان إذ ذاك هو الأركان الباطنة،والإحسان هو تحسين الظاهر، والباطن ، وأما عند الإطلاق فكل منها يشمل دين الله كله[20].

الأعمال تتفاضل بحسب فعلها بالإحسان:

   إن جميع العبادات إذا أديت بالإحسان فإنها تفضل غيرها من دون إحسان.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*منزلة الإحسان في الدين ومكانته:

وإن جميع العاملين يتفاضلون بحسب اتصافهم بالإحسان، ويدل على ذلك اقتران الإحسان بالأعمال التالية:

1-               التقوى الإحسان:

   إن التقوى من أعظم العبادات، لكنها إذا اقترنت بالإحسان فإنه تصبح أفضل الطاعات والقربات، قال تعالى:

ﭐﱡﭐ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ  ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ  ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺﱻ ﱼ ﱽ ﱾ  ﱿ المائدة: ٩٣، وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ  النحل: ١٢٨. وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ  ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ  الذاريات: ١٥ - ١٦، ويبدو من الآية الأولى، أن التقوى تكررت ثلاث مرات:

  المرة الأولى: مع الإيمان، والعمل الصالح، وهذا يمثل – والله أعلم – ركن الإسلام.

   المرة الثانية: مع الإيمان فقط، وهذا يمثل

ركن الإيمان.

  المرة الثالثة: تكررت التقوى مع الإحسان، وهذا ركن الإحسان.

 ثم عقب – سبحانه – بذكر حبه للمحسنين؛ بعد هذه الرحلة التي انتهت بالإحسان.

 أما الآية الثانية فهي تعقيب من الله بعد أن أمر بالدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالمجادلة بالتي هي أحسن، وبالمعاقبة بالمثل، والصبر أفضل، وبعدم الحزن أو الضيق من مكرهم، فإذا وقع الأذى فهو امتحان، وابتلاء، لكن العاقبة مضمونة، ومعروفة، ومن كان الله معه – وهي المعية الخاصة للمؤمنين – فلا عليه ممن يمكرون أو يكيدون.

2-               الإحسان والإنفاق في سبيل الله:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ البقرة: ١٩٥.

   إن الإنفاق في سبيل الله جهاد، فمن أنفق وجاهد، استطاع أن يرتقي إلى المرتبة الأعلى ألا وهي الإحسان، وهي عليا مراتب الإسلام التي يستوي فيها السر والعلن، ولذلك جاء هذا التعقيب الجميل بعد الإنفاق بأن الله يحب المحسنين، ومن أحبه الله فقد سعد في الدنيا والآخرة.

   يقول ابن كثير: ( مضمون الآية: الأمر بالإنفاق في سبيل الله في سائر وجوه القربات، ووجوه الطاعات، وخاصة صرف الأموال في قتال الأعداء وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم، والإخبار عن ترك ذلك بأنه هلاك ودمار إن لزمه واعتاده، ثم عطف بالأمر بالإحسان، وهو أعلى مقامات الطاعة، فقال: ﭐﱡﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ البقرة: ١٩٥.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*منزلة الإحسان في الدين ومكانته:

     3-الإحسان والعفو والصفح:

   قال تعالى:ﱡﭐ  ﲖ ﲗ ﲘ

ﲙ ﲚ ﲛﲜ  ﲝ ﲞ ﲟ

 ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ  ﲥﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯﲰ ﲱ  ﲲ ﲳﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ المائدة: ١٣

  هذي طبيعة بني إسرائيل، نقض العهود والمواثيق، وتحريف الكتب السماوية، ونسيان ما ذكروا به، والخيانة وغير ذلك.

   لكن التوجيه الرباني للرسول صلى الله عليه وسلم هو العفو والصفح عنهم لعلهم يرعوون أو يؤوبون أو يذكرون. والعفو والصفح من الصفات التي لا يقدر عليها إلا المحسنون، الذي قد استوى سرهم وعلانيتهم، والذين يرجون ما عند الله، ويخافون عقابه، والذي يعبدون الله كأنهم يرونه، فإن لم يروه فهو يراهم سبحانه.

  

   وقال سبحانه: ﭐﱡﭐ  ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ آل عمران: ١٣٤، العفو عن الناس، والتنازل عن حظ النفس في المعاقبة بالمثل، أو الانتصار للذات، منزلة عالية لا يستطيعها إلا المحسنون، ولذلك أكد سبحانه وتعالى حبه للعافين عن الناس.

     4-الإحسان والتقوى والنسك والذكر:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ  ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ  ﳄ ﳅ ﳆ ﳇﳈ ﳉ ﳊ ﳋ الحج: ٣٧

   إن لحوم ودماء كل ما شرع ذبحه، ليس هو الغاية من هذه النسك، وإنما الهدف والغاية هي تقوى الله، وذكره، والتقرب إليه، حتى يصل إلى أعلى الدرجات الإيمانية، حتى يكون من المحسنين، حتى يكون من المبشرين.

      5-الإحسان والهدى والرحمة:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ  ﱊ ﱋ لقمان: ٢ - ، المحسنون هم الذين يكون كتاب الله لهم هدى ورحمة؛ لأنهم في أعلى منازل الدين، لأنهم أصبحوا يعبدون الله وكأنهم يرونه، فإذا كانوا لا يرونه، فإنه يراهم.

 

      6-الإحسان والصدق والتقوى:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ    ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ  الزمر: ٣٣ - ٣٤، من كان صادقا، كان متقيا، ومن كان صادق ومتقيا، كان محسنا، ومن كان محسنا؛ كان له من الأجر عند الله ما الله به عليم، بل له ما يشاء، عند من؟ عند الذي عنده خزائن كل شيء، عند من يقول للشيء كن فيكون، عند القدير، عند من عنده الجنة، عند الله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*منزلة الإحسان في الدين ومكانته:

7-الإحسان وإرادة الله ورسوله،والدار الآخرة:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ  ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ  ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ  ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ  الأحزاب: ٢٨ ٢٩ ، طلب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم النفقة من النبي وليس عنده شيء، فنزلت هذه الآية وخيرتهن الصبر، فعوضهن الله خيري الدنيا والآخرة؛ لأنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، وهذا دليل على إحسانهن رضي الله عنهن.

      8-الإحسان والجهاد:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ    ﲑ ﲒ ﲓ ﲔﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ  العنكبوت:

  إن من جاهد نفسه، وهواه، وشيطانه وجاهد أعداءه، وصبر على الابتلاء، كل ذل في الله ولله، فإن العاقبة له، وسيبصره الله بالطريق المستقيم، ويثبته على الحق وسيكون الله معه، ومن كان الله معه كان من السعداء في الدنيا والآخرة.

9-الإحسان والتقوى والاستجابة لله ولرسوله:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ  ﲻ ﲼﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ  آل عمران:

إن استجابة الصحابة لله ولرسوله في التصدي للمشركين بعد غزوة أحد في حمراء الأسد، وهم مثخنون بالجراح، ومصابون بالقرح؛ دليل على الإحسان، ودليل على الإيمان، وقد وصفهم الله بهذين الوصفين العظيمين، ولذلك وعدهم الله بالأجر العظيم، وهو وعد متحقق لا محالة؛ لأنه من الله العلي الكبير، العزيز الكري، القوي المتين، الذي يقول للشيء كن فيكون – سبحانه وتعالى - .

 

10-الإحسان والإنفاق وكظم الغيظ والعفو عن الناس:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ

ﱆ ﱇ ﱈ  ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ  ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ  ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ آل عمران: ١٣٣ - ١٣٤

    إن شهوة المال وحبه في كثير من الأحايين تمنع من الإنفاق، إلا من اتقى وأحسن فإنه ينفق في كل الأحوال، وفي كل الظروف، لا تمنعه سراء ولا ضراء من الإنفاق؛ إذا من ينفق المال في السراء والضراء محسن.

   وغالبا الغيظ يؤدي إلى انفعال وثورة دموية عارمة إذا أعلن وأظهر، أما إذا كظم من دون عفو فهو يؤدي إلى الحقد والضغينة، لكن فئة من المؤمنين إذا غضبت كظمت، وإذا كظمت عف، فهم يجودون بالعفو والسماحة بعد الغيظ والكظم فهؤلاء هم المحسنون ولذلك أحبهم الله، ومن أحبه الله فهو محسن، وحب الله لهم يتفق وطبيعتهم تجاه إخوانهم بالعفو والصفح.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*منزلة الإحسان في الدين ومكانته

       11-الإحسان وإسلام الوجه لله:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ    ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ  ﲊ ﲋ ﲌﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ النساء: ١٢٥

   إن الدين عند الله هو الإسلام، وهو ملة إبراهيم، وأحسن ما في الإسلام؛ إسلام الوجه لله، ولا يمكن إلا للمحسنين؛ الذين يعبدون الله كأنهم يرونه، فإن لم يروه فهو إبراهيم، وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱹ ﱺ  ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﲄ  ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ لقمان: ٢٢

   إن إسلام الوجه لله: هو الإخلاص لله في العمل، والانقياد لأوامره، والانتهاء عن نواهيه، واتباع شرعه، فمن فعل ذلك فقد  أخذ موثقا من الله متينا أنه لا يعذبه، بل من أحسن فله العاقبة الحسنى وهي الجنة.              وقال سبحانه: ﭐﱡﭐﳋﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ  ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ

  البقرة: ١١٢

إسلام الوجه لله هو إخلاص العمل لله وحده لا شريك له. وهو محسن أي: مخلص، ومتبع؛ لأن العمل لا يقبل إلا إذا توافر فيه شرطان: أحدهما: أن يكون خالصا لله وحده، والآخر: أن يكون صوابا، موافقا للشريعة، فإذا تحقق هذان الشرطان، ضمن الله لهم الأجر، وأمنهم مما يخافون منه فيما يستقبلونه، ولا هم يحزنون على ما مضى مما يتركونه.

   قال سعيد بن جبير: فـ ﭐﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ البقرة: ٦٢ يعني في الآخرة، ﭐﱡﭐ ﱖ ﱗ ﱘ البقرة: ٦٢للموت[21].

 12-الإحسان والعدل وإيتاء ذي القربى والنهي عن المنكر والبغي:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ  ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ  ﱶ ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ  النحل

   قال سفيان بن عيينة: العدل في هذا الموضع: استواء السريرة، والعلانية من كل عامل الله عملا. والإحسان: أن تكون علانيته أحسن من سريرته[22].

 13-الإحسان والصبر:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ  ﲟﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲦ ﲧ ﲨ  ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ هود

  فعل كل الطاعات إحسان، وأهم هذه الطاعات الصلاة، فإذا أقيمت الصلاة بشروطها، وأركانها، وواجباتها، وفي أوقاتها؛ فهذا عين الإحسان، والصبر على ذلك إحسان، والصبر على كيد التكذيب إحسان، والصبر عن محارم الله إحسان، والصبر على أقدار الله إحسان، وكل أنواع الصبر إحسان، والله لا يضيع أجر المحسنين.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*منزلة الإحسان في الدين ومكانته

 14-الإحسان وسلام الله:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ    ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ الصافات:

   وقال عز وجل: ﭐﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ  الصافات:

   وقال سبحانه: ﭐﱡﭐ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ  ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ الصافات

   وقال جل ثناؤه: ﭐﱡﭐ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ  ﱖ ﱗ ﱘ الصافات

   السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى، فالله هو السلام أي السالم من كل نقص وآفة وعيب، وقيل: الذي سلم الخلق من ظلمه، وقيل: الذي سلّم عباده من الشر والضرر، وقيل: معناه الذي يُسلم على عباده في جنات النعيم ... ومن فضل الله ورحمته يسلم على رسله وأنبيائه ... ومعناه تنويه، ومدح، وثناء عليهم؛ لسلامتهم من الذنوب والمعاصي، ولما قاموا به من طاعة ربهم، ومعبودهم، ومن ذلك الدعوة إلى دين الله وشرعه[23].

 وسلام الله على أنبيائه إعلان لكل المخلوقين، بل لكل الدنيا على مدى كر الدهور، وتعاقب العصور: أن الله قد رضي عن هذه الفئة، وهو جزاء عظيم لهؤلاء المحسنين، وهو ذكر باق مدى الحياة؛ والسبب الإيمان الذي لا يمكن أن يأتي الإحسان إلا بعده، بل هو قاعدة الإحسان.

   إذاً سلام الله على رسله وأنبيائه وعباده الصالحين؛ عين رضاه عنهم، وإعلان للكون ولجميع الأمم والطوائف، أنهم أولياؤه، وأنهم أحبابه، ولا شك أن رسله وأنبياءه هم المحسنون؛ لأنهم أفضل البشر على الإطلاق.

 15-الإحسان، والإيمان، والعمل الصالح:

 قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ  ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ الكهف:

أكد سبحانه وتعالى أن خاتمة المؤمنين، الذين أصبحوا بإيمانهم محسنين هي الجنة، هي الأجر العظيم؛ لأنهم أحسنوا العمل، فأخلصوه لله جل وعلا، متبعين لا مبتدعين، عاملين غير مقصرين، علانيتهم وسرهم سواء.

 16-الإحسان، والتقوى، والصبر:

 قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﳏ ﳐ ﳑ  ﳒ ﳓ ﳔﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﳜ  ﳝ ﳞ ﳟﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ  الزمر

   نداء ندي من الله لعباده، ونسبة العباد إليه بقوله: ﭐﱡﭐ    أندى، وأعطر، وألطف، بل هو تكريم لهؤلاء الذين وصفهم سبحانه وتعالى بالمؤمنين، ووصفهم بالمتقين، ووصفهم بالمحسنين، نعم إن من يحسن في هذه الدنيا، يزيده الله حسناً، وإحسانا، وحسنة، نعم يعترض المحسنين عقبات، وصعاب ليست بالسهلة، لكن الصبر هو العلاج، وهو المعين بعد الله؛ وعاقبة الصبر فرج في الدنيا، وأجر عظيم في الآخرة، أجر بغير حساب، ما أعظمه من أجر؛ لأنه من عند القدير، العليم، الرؤوف، الرحيم، الذي عنده خزائن كل شيء، إنما يقول للشيء كن فيكون – سبحانه وتعالى - .

   وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱹ ﱺ  ﱻ ﱼﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ ﲆ  ﲇﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  ﲒ ﲓ يوسف:

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان :

*منزلة الإحسان في الدين ومكانته

 17-الإحسان، والتقوى، وما أنزل الله:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ  ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿﲀ ﲁ ﲂﲃ

ﲄ ﲅ   ﲇ ﲈ ﲉﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  النحل

 قال ابن كثير: ( هذا خير عن السعداء بخلاف ( ما أخبر ) به عن الأشقياء، فإن أولئك قيل لهم: ( ماذا أنزل ربكم )، قالوا: معرضين عن الجواب: لم ينزل شيئا، إنما هذا أساطير الأولين. وهؤلاء ( قالوا خيرا )، أي: أنزل خيرا، أي رحمة، وبركة، وحسنا لمن تبعه وآمن به، ومن أحسن عمله في الدنيا، أحسن الله إليه في الدنيا والآخرة ... )[24].

*ثمرات الإحسان:

لكل عبادة غاية وثمرة، والإحسان أعلى وأفضل العبادات؛ ولذلك له أعلى وأغلى الثمرات في الدنيا والآخرة، بل سعادة الدنيا والآخرة هي ثمرة الإحسان. وسنذكر بعضا من هذه الثمار:

1- الخلود في جنا النعيم:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ    ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜﱝ  ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ المائدة

   الإحسان أعلى منازل الدين، والمحسنون هم أفضل العالمين، وهو أولياء الرحمن الرحيم، وذلك خلدهم في جنات النعيم، وهذا جزاء إيمانهم، وإحسانهم، باتباعهم الحق المبين بإخلاص، وانقياد له في كل ظرف وحين.

2- حب الله لهم، وتفضله عليهم بثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﳈ ﳉ  ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﳏ ﳐ ﳑ ﳒ  آل عمران

   قال ابن كثير: ﭐﱡﭐ ﳈ ﳉ  ﳊ ﳋ 

 أي: النصر والظفر والعاقبة ، ﳌ ﳍ

 ﳎﳏ

 أي: جمع لهم ذلك مع هذا، ﳐ ﳑ ﳒ  .[25]

   وقال صاحب الظلال: إنهم لم يطلبوا نعمة لا ثراء، بل لم يطلبوا ثوابا ولا جزاء، لم يطلبوا ثواب الدنيا، ولا ثواب الآخرة. لقد كانوا أكثر أدبا مع الله، وهم يتوجهون إليه، بينما هم يقاتلون في سبيله، فلم يطلبوا منه سبحانه إلا غفران الذنوب، وتثبيت الأقدام، والنصر على الكفار. فحتى النصر لا يطلبونه لأنفسهم إنما يطلبونه هزيمة للكفر وعقوبة للكافرين. إنه الأدب اللائق بالمؤمنين في حق الله الكريم.

   وهؤلاء الذي لم يطلبوا لأنفسهم شيئا، أعطاهم الله من عنده كل شيء. أعطاهم من عنده كل ما يتمناه طلاب الدنيا وزيادة: وأعطاهم كذلك كل ما يتمناه طلاب الآخرة ويرجونه: ﭐﱡﭐ ﳈ ﳉ  ﳊ ﳋ ﳌ

ﳍ ﳎ . وشهد لهم سبحانه بالإحسان.

فقد أحسنوا الأدب، وأحسنوا الجهاد، وأعلن حبه لهم، وهو أكثر من النعمة، وأكبر من الثواب:   ﳐ ﳑ ﳒ  .[26]

3- ما يهبه من ذرية صالحة، وتفضيل، وهداية، وعلم، وحكمة، ونبوة:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ  ﱒﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ  ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱢ ﱣ ﱤﱥ ﱦ  ﱧ ﱨ ﱩﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ  ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ  ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ  ﲁ ﲂ ﲃ ﲄﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﲏ ﲐ  ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ  ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ  ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﲮ  ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ  ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﲿ ﳀ ﳁﳂ ﳃ ﳄ  ﳅ ﳆ ﳇﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ  الأنعام

   ركب كريم، ذكرهم الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع، وعددهم ثمانية عشرة نبيا ورسولا، ثم أشار إلى آخرين: ﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﲏ الأنعام، ثم عقب على كل مجموعة منهم بتعقيبات كلها تقرر إحسان هذا الرهط الكريم، واصطفاءه، والثناء عليه، ووصفه لهم بصفات الإحسان، والصلاح، والتفضيل، والهداية إلى صراط  مستقيم، والاجتباء، وانه آتاهم الكتاب، والحكم، والنبوة. وهؤلاء هم قادة المحسنين، وأفضل الخلق أجمعين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان:

*ثمرات الإحسان :

4- حصول رضى الله لهم:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ  ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ  ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖﱗ  ﱘ ﱙ ﱚ التوبة

   إن أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل؛ هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين رضي الله عنهم، ورضوا عنه، وهم المحسنون، ومن ابتعهم بإحسان؛ وهؤلاء هم أتباع الرسل والأنبياء؛ قادة المحسنين، وبإحسانهم وصلوا إلى هذه المنزلة العالية، وأورثهم الإحسان هذا الرضى، وما أعده الله لهم في الآخرة من جنات تجري تحت قصورها، ودورها، وأشجارها، وثمارها، الأنهار العظيمة، والمتنوعة، واللذيذة، والتي قد أعدت للخلود فيها على التأبيد، والتي وصفها سبحانه بأنها هي الفوز العظيم. نسأل الله من فضله العظيم.

5- ومن ثمرات الإحسان الإحسان:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲧ ﲨ  ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ الرحمن:

 قال ابن كثير: أي: ما لمن أحسن في الدنيا العمل إلا الإحسان إليه في الدار الآخرة، كما قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ يونس

   من عبد الله إحسان، إحسان بالإخلاص، وإحسان بالاتباع، وإحسان بالمراقبة وكأنه يرى الله، فإن لم ير الله يراه، وهذا هو الإحسان الذي يجازي صاحبه بالإحسان.

6- حصول رحمة الله:

   قال تعالى: ﱡﭐ ﲙ ﲚ ﲛ  ﲜﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ  ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﲬ ﲭ ﲮ  ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ الأعراف

 رحمة الله هي عطفه، وإحسانه، ورزقه، وهي صفة تقتضي إيصال المنافع، والمصالح إلى العبد، وإن كرهتها نفسه،وشقت عليها...    [27].

   ورحمة الله مرصدة لفئة من العباد؛ أخصلوا لله عبادتهم، وتابعوا رسول الله في جميع حركاتهم وسكناتهم، وأخذهم، وعطائهم، وفعلهم، وتركهم، وولائهم، وبرائهم، وكل ما يتقربون به إلى ربهم، وهؤلاء هم (المحسنون) فقط.

   إذن رحمة الله أثر من آثار الإحسان، نسأل الله من فضله العظيم، ونسأله رحمته الواسعة.

7- كل ما يعمله العبد في سبيل الله يكتب له به عمل صالح، وهو ثمرة من ثمرات الإحسان:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ  ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ  ﱻ ﱼﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ  ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ  ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ  ﲗ ﲘ ﲙﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ  ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ  ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ  ﲳ ﲴ التوبة

 إذا وصل العبد إلى درجة الإحسان، أصبح كل ما يعمله عبادة، وكل ما يتركه عبادة، كما قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ  ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﲯ الأنعام

 ولذلك تكون حياته ومماته في ميزان حسناته، وهذا أثر الإحسان.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الحاديةعشرة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان:

*ثمرات الإحسان :

8- رفع الحرج:

   قال تعالى: ﱡﭐ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑﲒ  ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ  ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ  ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ  ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ التوبة

   الناس قسمان: قسم استجاب لله ولرسوله، والآخر لم يستجب، وقسم ثالث ينضوي تحت القسم الأول؛ وهم أهل الأعذار من الضعفاء والمرضى، والذين لا يجدون ما ينفقون، والذين ليس عندهم ما يحملون عليه أنفسهم وأمتعتهم، هذا القسم الثالث حكمهم حكم القسم الأول، بشرط: النصح، وهو الإخلاص لله ولرسوله؛ لأنهم محسنون، والمحسن ما عليه من سبيل، والمحسنون في هذا المقام هم الذين لم يرجفوا بالناس، ولم يثبطوهم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن بالمدينة أقواما ما قطعتم واديا، ولا سرتم مسيرا إلا وهم معكم ) قالوا:وهم بالمدينة؟ قال:(نعم، حبسهم العذر )[28].

9- الحكم، والعلم، وتأويل الأحاديث، والتمكين في الأرض، والملك:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﳄ ﳅ  ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ  يوسف

   وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧﲨ ﲩ ﲪ  ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ  ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﲻ ﲼ ﲽﲾ ﲿ ﳀ ﳁ  ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ  ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﳕ ﳖ  ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ  يوسف

 قال تعالى: ﭐﱡﭐ    ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱸ  ﱹ ﱺ ﱻﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ  ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ يوسف: ٥٦ - ٥٧، وقال عز وجل: ﭐﱡﭐ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ  ﳐ ﳑ ﳒﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ  ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ  ﱌ ﱍ ﱎ يوسف

هذه الثمار اليانعة أثمرها الإحسان؛ الإحسان في الاعتقاد، وفي العبادة، وفي المعاملة، وفي السلوك، وفي الأخلاق.

   وهذه الثمار خاصة بيوسف عليه السلام، فقد أحسن، وكان من المحسنين، وليس هذا عجيبا فهو: الكريم ابن الكريم ابن الكريم. أخرج البخاري في صحيحه، قال: أخبرني عبدةُ حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام )[29].

   أصالة في النسب، والشرف، والمكانة، والرفعة، والعلم، والتقى، والإحسان، والنبوة، ولذلك وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه من المحسنين، ووصفه الناس أيضا بأنه من المحسنين، وكفاه ما وصفه الله به، وما أعده الله له.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانيةعشرة في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان:

*ثمرات الإحسان

10- الظلال، والعيون، والفواكه، والأكل، والشرب الهنيء:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲭ ﲮ ﲯ  ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ  ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ المرسلات

   الجزاء من جنس العمل، التقوى في الحياة الدنيا، بامتثال الأوامر، والانتهاء عن النواهي، أدت إلى مرحلة الإحسان، والإحسان استحق به العبد هذا النعيم، من الظلال الوارفة، والعيون الجارية، والفواكه المتنوعة والمتعددة في اللون والشكل والطعم، والمأكولات المختلفة، والمشروبات اللذيذة المتنوعة، وهذا كله وغيره، من ثمرات الإحسان.

11- الحسنى وزيادة:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ يونس

وأخرج الترمذي في جامعه ما يلي: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل:

ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ 

ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐﱑ ﱒ ﱓ ﱔ يونس

قال: ( إذا دخل أهل الجنة نادى منادٍ: إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجز كموه. قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلنا الجنة. قال: فيكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم

الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه )[30].

   وقد روى تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، عن أبي بكر الصديق، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس وغيرهم. وهذه الرؤية أعظم نعيم للمؤمنين في الجنة، واليوم الذي يرى فيه المؤمنون الله سبحانه وتعالى يسمى يوم المزيد[31].

   وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ  ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ  ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﲔ  ﲕ ﲖ ﲗ ﲘﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ  ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ ﲩ ﲪﲫ ﲬ ﲭ  ﲮ ﲯ ﲰ النجم

    إن من يمتثل الأوامر، ويجتنب كبائر الإثم والفواحش فهو محسن، ومن كان محسنا فله الحسنى في الآخرة وهي الجنة.

   قال ابن كثير: ... أي: يجازي كلا بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، ثم فسر المحسنين بأنهم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، أي لا يتعاطون المحرمات الكبائر، وإن وقع منهم بعض الصغائر فإن يغفر لهم ويستر عليهم، كما قال في الآية الأخرى: ﭐﱡﭐ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ  النساء: [32]٣١

12- صرف المكاره والشدائد في الدنيا:

   قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ الصافات:

   قال ابن كثير: أي: هكذا نصرف عمن أطاعنا المكاره والشدائد، ونجعل لهم من أمرهم فرجا ومخرجا، كقوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  ﲒ ﲓ ﲔ ﲕﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ ﲟ  ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ الطلاق: ٢ - [33]٣ ونكتفي بهذه الآثار والثمرات، وإن كانت كثيرة. والله أعلم.

 

 

الخاتمة

نحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ،وقد انتهيت من هذا البحث الشيق وبذلت جهدي فيه وهو أشبه ما يكون بالتفسير الموضوعي إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من كل خطا وخطيئة ، واسأل الله أن يجعله علما نافعا وعملا صالحا متقبلا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وكتبه الدكتور: مسفر بن سعيد دماس الغامدي ، جوال / 0555516289

 



[1] لسان العرب جـ13 ص117 ط دار صادر، بيروت.

[2] المفردات للراغب الأصفهاني ص118 ، 119 ط دار المعرفة.

[3] أخرجه البخاري في الصحيح . انظر: فتح الباري جـ1 ص114 رقم 50 كتاب الإيمان وأخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الإيمان رقم7، ج1 ص40 من حديث أبي هريرة.

وللإحسان في الاصطلاح معان أخرى، مثل الإحسان للوالدين ببرهما وعدم عقوقهما، والإحسان في القتل والذبح، بالإسراع، وعدم التعذيب، والإحسان يدخل في كل شيء؛ بمعنى الإتقان، وبمعنى الرحمة والرأفة من الإنسان للمخلوقات. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ...  ) الحديث، وهذا ليس من بحثنا هنا.

[4] النهاية لابن الأثير جـ1 ص387 ط المكتبة الإسلامية، لسان العرب جـ13 ص117.

[5] شرح صحيح مسلم للنووي جـ1 ص158 دار إحياء التراث العربي.

[6] فتح الباري ج1 ص120.

[7] فتاوى ابن تيمية جـ7 ص10 ط سنة 1398هـ.

[8] فتح الباري جـ1 ص120 بتصرف.

[9] انظر: تهذيب مدارج السالكين ص481 للغزي.

[10] أعلام السنة المنشورة للحافظ الحكمي، ص72 ط إدارة البحوث.

[11] معارج القبول للحكمي جـ2 ص40، 399.

[12] فتح الباري لابن حجر جـ1 ص120.

[13] معارج القبول للحافظ الحكمي جـ2 ص400.

[14] انظر: معارج القبول جـ2 ص400.

[15] أعلام السنة المنشورة ص72 .

[16] انظر: فتح الباري جـ1 ص120 .

[17] فتاوى ابن تيمية جـ7 ص10 .

[18] انظر: تهذيب مدارج السالكين للغزي ص481 ط دار المطبوعات الحديثة.

[19] تفسير ابن كثير جـ7 ص480 ط الشعب.

[20] معارج القبول للحافظ الحكمي جـ2 ص399 .

[21] انظر: تفسير ابن كثير جـ1 ص222، 223 بتصرف.

[22] انظر: تفسير ابن كثير جـ4 ص514 .

[23] انظر: عقيدة المسلمين لصالح البليهي جـ1 ص356 ط الأول.

[24] تفسير ابن كثير جـ4 ص87.

[25] تفسير ابن كثير جـ2 ص112.

[26] في ظلال القرآن جـ1 ص489.

[27] إغاثة اللهفان جـ2 ص 169، وانظر بحث ( رحمة الله ) في مجلة البحوث الإسلامية العدد: 45 إعداد: د. مسفر بن سعيد بن دماس الغامدي.

[28] انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب 81، حديث رقم 4423 من حديث أنس بن مالك، صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض، أو عذر آخر، حديث رقم 159 من حديث جابر ، إلا أنه قال: ( حبسهم المرض )، واللفظ للبخاري.

[29] انظر: فتح الباري، جـ6  ص 419 رقم 3390 ، كتاب أحاديث الأنبياء.

[30] جامع الترمذي كتاب التفسير باب 11 سورة يونس جـ5 ص 286 رقم 3105 ، وقال عنه الألباني: صحيح في صحيح الجامع 535 .

[31] انظر تفسير ابن كثير جـ4 ص 198 ، 199 .

[32] تفسير ابن كثير جـ7 ص 435 .

[33] تفسير ابن كثير جـ7 ص26 .