الشهادة في سبيل الله

 

 

 

 

الشهادة في سبيل الله

( في الكتاب والسنة )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جمع وتأليف

 د. مسفر بن سعيد دماس الغامدي

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد :فهذه الحلقة الأولى في موضوع (الشهادة في سبيل الله)وهي بعنوان :

المقدمة والتعريفات :

 إن الله قد أمرنا بالجهاد، قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ  ﱇ ﱈ ﱉﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ  التوبة: ٤١

وشهد الله تعالى للمجاهدين بالإيمان حيث

قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ  ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﲫ ﲯ الحجرات:  ١٥

   إن الجهاد في سبيل الله ثمرة من ثمرات الإيمان الكامل، والمجاهدون في سبيل الله قد أصبحوا في منزلة عالية من الإيمان، فهم يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله، رجاء ما عند الله من الأجروالفضل العظيم بل يطلبون الشهادة في سبيل الله؛ ليخذلوا أنفسهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة؛ فهم يعتقدون أنهم إذا قتلوا في سبيل الله لا يموتون بل يحيون حياة أبدية، حقيقية، فهم يفرحون، وهم يستبشرون ، وهم يرزقون، وهذه مقومات الحياة، لكننا لا نعرف كيفية هذه الحياة،إلا بما وردت به النصوص الصحيحة الصريحة.

 إن الشهادة ثمرة من ثمرات الجهاد في سبيل

 الله، نسأل الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله.

 

دلالة الشهادة : معنى الشهادة لغة:

   الشهادة : من شهد، والشهيد : الحاضر، والشاهد: العالم الذي بين ما علمه، ورجل شاهد، والجمع أشهاد، وشهود.

وشهد فلان على فلان بحق،فهو شاهد، وشهيد.

واستشهد فلان:فهو شهيد،والمشاهدة: المعاينة[1].

وقال القرطبي: فأما الشهادة، فصفة سمى حاملها بالشاهد ويبالغ بشهيد[2].

وقال ابن العماد[3]: تفسير شهيد على سبعة أوجه:

  إحداها: يكون لمعنى بلاغ، قال الله تعالى

ﭐﱡﭐ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ  ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ النساء

 ثانيها: يكون لمعنى الحافظ، قال الله تعالى: ﭐﱡﭐﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ق

   ثالثها: يكون لمعنى أمة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون للأنبياء عليهم السلام بالبلاغ، قال الله تعالى:

ﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱦ ﲋ البقرة: ١٤٣

رابعها: يكون بمعنى المستشهد في سبيل الله، قال الله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱼ النساء

خامسها: يكون لمعنى الشهيد الذي يشهد على حق من حقوق المسلمين، قال الله تعالى:                     ﱡﭐ ﱹ ﱺ  ﱻ ﱼﱽ ﳐ البقرة

سابعها: يكون بمعنى شركاء،قال الله تعالى : ﭐﱡﭐ

ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳅ البقرة ؛

يعني شركاءكم

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية في موضوع (الشهادة في سبيل الله ) وهي بعنوان : المعنى الإصطلاحي :

وقال أبو عبد الله محمد بن محمد المنبجي الحنبلي: ( اختلف العلماء في ذلك على أقوال:

 ( أحدها ): لأنه حي كما قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ آل عمران

( الثاني ):لأن الله تعالى وملائكته شهدوا له بالجنة.

( الثالث ): لأن الملائكة تشهده.

( الرابع ): لقيامه بشهادة الحق حتى قتل.

( الخامس ): لأنه يشهد ما أعده الله له من الكرامة بالقتل.                                      ( السادس ): لأنه شهد الله بالوجود والالهية بالفعل لما شهد  غيره بالقول.

( السابع ): لسقوطه بالأرض وهي الشاهد له.

( الثامن ): لأنه شهد له بوجوب الجنة.

( التاسع ): من أجل شاهده وهو دمه.

( العاشر ):لأنه شهد له بالإيمان وحسن الخاتمة.

فهذه عشرة أقوال من أماكن متفرقة جمعت لك رخيصة الأثمان، فهذه الأقوال في الملخص الذي قصده بجهاده وجه الله تعالى: والدار الآخرة، فإنه سبحانه وتعالى إذا علم قصد العبد وإخلاصه أغاثه[4]،قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ الكهف

والشهيد: المقتول في سبيل الله، والجمع شهداء.

والاسم: الشهادة، واستشهد: قتل شهيدا، وتشهد: طلب الشهادة والشهيد: الحي[5].

وقال أحمد الدمياطي المشهور بابن النحاس[6]: " اعلم أن الشهادة رتبة عظيمة ومنزلة جسيمة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ولا ينالها إلا من سبق له القدر بالفوز المقيم، وهي الرتبة الثالثة من مقام النبوة، كما قال تعالى:

ﭐﱡﭐ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ  ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱹ  ﱺ ﱻ ﱼ النساء: ٦٩

 وقد صح من حديث عتبه بن عبدالله : أن

الشهيد لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة.

وسمي الشهيد شهيدا، قيل: لأنه مشهود له بالجنة، قال الجوهري وغيره ، وقيل: لأن أرواحهم شهدت، وأحضرت دار السلام، لأنهم أحياء عند ربهم، وأرواح غيرهم أنما تشهد الجنة يوم القيامة، قال النضر بن شميل: فالشهيد بمعنى الشاهد، أي: هو الحاضر في الجنة، قال القرطبي: وهذا هو الصحيح.

 وقال ابن الفارس: والشهيد: القتيل في سبيل الله قالوا: لأن (ملائكة الله) تشهده، وقيل سمي بذلك لشهادته على نفسه الله عز وجل حين لزمه الوفاء بالبيعة التي بايعه في قوله تعالى : ﱡﭐﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ التوبة: ١١١ ، فاتصلت شهادة الشهيد الحق بشهادة العبد فسماه شهيدا، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ( والله أعلم بمن يكلم في سبيله ).

وقال ابن الأنباري: لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة، وقيل: لأنه يشهد عن خروج روحه ما أعد له من الثواب والكرامة، وقيل لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه، وقيل: ( لأن عليه شاهدا يشهد كونه شهيدا وهو الدم فإنه يبعث يوم القيامة وأوداجه تشخب دما وقيل غير ذلك ) أ.هـ.

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (الشهادة في سبيل الله ) وهي

بعنوان :أنواع الشهداء

إن الشهداء أنواع لكن ليسوا في الرتبة سواء

أعلاهم: الشهيد في سبيل الله، وهو من أهريق دمه وعقر جواده.

الثاني: المطعون. الثالث: المبطون.

الرابع: الغريق. الخامس: صاحب الهدم.

السادس: صاحب ذات الجنب.السابع: الحريق.

الثامن: المرأة تموت بجمع ( أي حامله ).
التاسع: من قتل دون دمه.

العاشر: من قتل دون ماله.

الحادي عشر: من قتل دون أهله.

الثاني عشر: النفساء.الثالث عشر: السل.

الرابع عشر: من صرع من دابته.

الخامس عشر: من قتل دون مظلمته.

 ونخلص إلى أن الشهداء هو القتيل في سبيل

الله، ولم يرد نص على سبب تسميته شهيدا، لكن ما ذكره العلماء أو أكثره لعله يكون سببا لتسميته شهيدا والله أعلم.

وقد وردت الأنواع المذكورة في النصوص التالية:

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الشهداء خمسة، المطعون ، المبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله  )[7].

 قال ابن حجر: ( والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء ويدل عليه روى أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث جابر، والدارمي وأحمد والطحاوي من حديث     عبد الله بن جحش وابن ماجه من حديث عمرو بن عتبه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، سئل أي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه ).

 وروى الحسن بن علي الجلواني في ( كتاب المعرفة ) له بإسناد حسن من حديث ابن أبي طالب قال: ( كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل )[8].

وروى البخاري من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الطاعون شهادة لكل مسلم)[9].

   وأخرج وأبو داوود والترمذي من حديث سعيد بن زيد مرفوعا ( من قتل دون بيته فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله  فهو شهيد )

 وهو صحيح[10].

 قال عنه الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرج مالك من حديث جابر بن عتيك في موت أبي الربيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهداء سبعة، سوى القتل في سبيل الله:المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة )[11] وجمع أي حامله.

وعن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما تعدون الشهداء فيكم قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل: قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد)[12].

   وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قتل دون ماله فهو شهيد )[13].

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة في

موضوع (الشهادة في سبيل الله ) وهي

بعنوان :أنواع الشهداء

   وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلني؟ قال: ( قاتله ) قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: ( فأنت شهيد ) قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: ( هو في النار )[14].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فناء أمتي بالطعن والطاعون وخزأعدائكم من الجن وفي كل شهادة)[15].

 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلمك ( قاتل دون مالك حتى تحوز مالك أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة)[16].

   وأخرج أحمد والضياء من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة، والبطن شهادة والغرق شهادة والنفساء شهادة )[17].

وأخرج أحمد من حديث راشد بن حبيش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة،والبطن شهادة،والغرق شهادة ، والحرق والسُّلَّ شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرها إلى الجنة )[18].

أخرج أبو الشيخ من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( السُّلَّ شهادة )[19].

 روى الطبراني من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صرع من دابته فهو شهيد )[20].

   روى النسائي من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خمس من قبض في شيء منهم فهو شهيد: المقتول في سبيل الله شهيد، والغريق في سبيل الله شهيد، والمبطون في سبيل الله شهيد، والمطعون في سبيل الله شهيد، والنفساء في سبيل الله شهيدة )[21].
أخرج الطبراني وأحمد والضياء عن صفوان بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الطاعون والغرق والبطن والحرق، والنفساء شهادة لأمتي )[22].

 وأخرج البخاري في التاريخ عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الغريق في سبيل الله شهيدا )[23].

   روى الطبراني عن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد،

 

 والغريق شهيد، والنفساء شهيدة )[24].

أخرج ابن ماجه عن أبي عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أتى عند ماله فقوتل فقتل فهو شهيد )[25].
   روى النسائي عن عبد الله بن جبر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وما تعودن الشهادة إلا من قتل في سبيل الله؟ إن شهدائكم إذن لقليل القتل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة، والحرق شهادة، والغرق شهادة، والمغموم يعني الهدم شهادة، والجنوب شهادة، والمرأة تموت بجمع )[26].

   روى الإمام أحمد من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من مسلم يظلم مظلمة فيقاتل إلا قتل شهيدا )[27].
   روى النسائي والضياء من حديث سويد بن مقرن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل دون مظلمته فهو شهيد )[28].

روى الإمام أحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الميت من ذات الجنب شهيد )[29].

 وأخرج ابن سعد عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من شهداء أمتي؟ قالوا: قتل المسلم شهادة، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل؟ قتل المسلم شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة )[30].

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة في

موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان:

طلب الشهادة

لما علم المؤمنون أجر الشهيد، وماله عند الله من المنزلة العظيمة طلبوا الشهادة، بل بذلوا أنفسهم رخيصة في سبيل الله ومن لم يستطع الذهاب إلى ساحات الوغى، ومقارعة الأعداء تمنى الشهادة، لكنه تمناها بصدق، حتى تحصل له ولو مات على فراشه.

   وكان القدوة في هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تمنى أن يستشهد ثم يحيا، ثم يستشهد، ثم يحيا ثم يستشهد.

   ثم تمنى من بعده الخلفاء الراشدون وأئمة

الدين حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تمنى الشهادة في سبيل الله، ووفاة في المدينة فأعطى ما تمنى نسأل الله الشهادة في سبيله.

 وقد ورد في هذا الباب نصوص كثيرة وروايات متعددة منها:    

   روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( والذي نفسي بيده، لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يختلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغدو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)[31].

   وروى مسلم من حديث أنس بن مالك رضي

 الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه )[32].
وروى مسلم من حديث سهل بن حنيف رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه )[33].

   وأخرج البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى )[34].

   وأخرج مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمير بن الحمام أخرج ثمرات فجعل يأكل منهم ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل ثمرات هذه إنها لحياة طويلة ثم قاتل حتى قتل )[35].

وأخرج مسلم والإمام أحمد من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من طلب الشهادة أعطيها ولم لم تصبه )[36].

   وروى البخاري في ( الصحيح ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحه فأصيب، ثم أخذها خالد ابن الوليد من غير إمرة ففتح له، وقال: ما يسرنا أنهم عندنا ) وفي رواية ( ما يسرهم أنهم عندنا، وعيناه تذرفان )[37].

   وأخرج البخاري في ( الصحيح ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:     ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة )[38].

   وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد )، وأخرج أحمد من طريق ابن أبي عميره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من الناس نفس يقبضها ربها عز وجل تحب أن تعود إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد ) وقال ابن أبي عميرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أقتل في سبيل الله أحب إلى من أن يكون لي أهل المدر والوبر ) ثم قال الهيثمي ( رجاله ثقات )[39].

   وأخرج الترمذي في جامعة من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل الله القتل في سبيل الله صادقا من قلبه أعطاه الله أجر الشهادة قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح)[40].

   وأخرج مالك من حديث زيد بن أسلم، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول:    ( اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ووفاة في بلد رسولك )[41].

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة في

موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة:

   إن الموت من أجل رفع راية الإسلام والتضحية بأغلى ما يملك المسلم وهو روحه أمر عظيم، لذلك: الجزاء من جنس العمل إن أجر الشهيد أعظم الأجور، بل من قتل في سبيل الله لا يموت كما يموت غيره، ويكون في الجنة مع الأنبياء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وما أعظمها من صحبة جزاء على التضحية من أجل هذا الدين العظيم.

   إن ثمرات الشهادة ومآثرها كثيرة في الدنيا والآخرة منها:

أولا: الحياة بعد الشهادة مباشرة:

قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ

ﱋ ﱌ  ﱍ ﱎ ﱏ البقرة: ١٥٤

 وقال تعالى: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ آل عمران: ١٦٩الآيات

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا )[42].

   يقول سيد قطب – رحمه الله[43] -: ( ليس هناك شهداء إلا الذين يقتلون في سبيل الله خالصة قلوبهم لهذا المعنى مجردة من كلا ملابسة أخرى، وهؤلاء الشهداء أحياء .. لهم كل خصائص الأحياء، فهم يرزقون عند الله، وهم فرحون بما آتاهم الله من فضله، وهو يستبشرون بمصائر من وراءهم من المؤمنين فهذه خصائص الأحياء من متاع، واستبشار، واهتمام، وتأثير، فما الحسرة على فراقهم وهو أحياء، فوق ما نالهم من فضل الله وفوق ما لقوا عنده من الرزق والمكانة).

   ويقول سيد قطب في ظلاله على هذه الآية[44] وهؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله فاعليتهم في نصرة الحق الذي قتلوا من أجله، فاعليتهم مؤثرة، والفكرة التي من أجلها قتلوا ترتوي بدمائهم وتمتد تأثر الباقين وراءهم باستشهادهم يقوى ويمتد، فهم ما يزالون عنصرا فعالا دافعا مؤثرا في تكييف الحياة وتوجيهها.

   وهذه هي صفة الحياة الأولى فهم أحياء أولا بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس، ثم هم أحياء عند ربهم باعتبار آخر لا ندري عن كنهه، وحسبنا إخبار الله تعالى به ( أحياء ولكن لا يشعرون ) لأن كنه هذه الحياة فوق الموتى، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها فالغسل تطير للجسد الميت وهم أطهار بما فيهم من حياة، وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء.

ثانيا: الفرح بما آتاهم الله من فضله، والاستبشار بما من الله عليهم من نعمة وفضل:

 قال تعالى:ﭐﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ  ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ  ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ  آل عمران:  ١٦٩  ، ١٧٠

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على

رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة في

موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة:

ثالثا: مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات والنجاة من النار:  قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ  ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ  ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ  ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ  آل عمران: ١٩٥

  وروى مسلم في ( الصحيح ) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين )[45].

   وروى ابن ماجه في السنن من حديث المقدام بن معدى كرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن للشهيد عند الله ست خصال يغفر له عند أول دفعة من دمه ... ) الحديث[46] وإسناده حسن.

   وروى مسلم في ( الصحيح ) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم ( أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال ) فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر خطايا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعم، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدّين ، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك )[47].

 وروى عبد الرزاق الصنعاني في ( المصنف ) من قول أبي الدرداء قال: القتل يغسل الدرن، والقتل قتلان، كفارة، ودرجه )[48].

 وعن سهل بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أول ما يراق من دم الشهيد تغفر له ذنوبه )[49].

رابعا: دخول الجنة وحصول الأجر والنعمة والفضل العظيم:

قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ  ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ  ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ  ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ  آل عمران: ١٩٥

   وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ  ﲭ ﲮ ﲯﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ  ﲶﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ  ﲾﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄﳅ ﳆ  ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ  التوبة: ١١١

    وقال تعالى: ﱡﭐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ  ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ محمد

   وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ  ﳄ ﳅ ﳆ

ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ  النساء

      وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ  ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱼ النساء

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة:

       وأخرج البخاري في باب الجهاد والسير عن أنس رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء – وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة، وكان قلت يوم بدر، أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال: ( يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى ) وفي لفظ آخر ( أهبلت؟ أجنة واحدة

هي؟ إنها جنان كثيرة وإنه الفردوس الأعلى )[50].

   وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: ( عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة، شهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة ونصح لمواليه ) وقال حديث حسن[51].

   وأخرج البخاري في ( الصحيح ) من حديث سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة وأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قال: أما هذه الدار فدار الشهداء )[52].

   وأخرج البخاري في ( الصحيح ) ومسلم في ( الصحيح ) واللفظ للبخاري من حديث البراء رضي الله عنه قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله: أقاتل أو أسلم؟ قال: أسلم ثم قاتل: فاسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمل قليل وأجر كثير )[53].

   وأخرج البخاري في ( الصحيح ) واللفظ له، ومسلم في الصحيح من حديث جابر بن عبد الله: ( قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم وسلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال في الجنة، فألقى ثمرات في يده، ثم قاتل حتى قتل )[54].

   وروى البخاري في ( الصحيح ) ومسلم في الصحيح، واللفظ له من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر كلامها يدخل الجنة ) فقالوا يا رسول الله؟ قال: ( يقاتل هذا في سبيل الله عز وجل فيستشهد ثم يتوب الله على القاتل فيسلم، فيقاتل في سبيل الله عز وجل فيستشهد)[55].

وأخرج النسائي من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه حدثهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:    ( من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة ... ) الحديث[56].

   وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد ما أخرجه أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشهداء على بارق نهر باب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا ) ثم عقب الهيثمي فقال: رواه أحمد وإسناده رجاله ثقات، ورواه الطبراني في الكبير والأوسط[57].

   وذكر الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن للشهيد عند الله عز وجل ست خصال، أن يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوته منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه ). ثم قال: ( وراه أحمد هكذا قال مثل ذلك، والبزار والطبراني إلا أنه قال سبع خصال وهي كذلك ورجال أحمد والطبراني ثقات )[58] وقال الحاكم صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه.

   وأخرج ابن ماجه في السنن، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( للشهيد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه ) ورجاله رجال الصحيح إلا هشام بن عمار، وإسماعيل بن عياش حديثهما حسن[59] وفي رواية سبع بزيادة      ( ويوضع على رأسه تاج الوقار )[60].

 إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان : ثمرات الشهادة

خامسا: تمنى الرجوع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى بل عشر مرات:

روى البخاري في صحيحه واللفظ له، ومسلم في الصحيح من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى )[61].

   وأخرج البخاري في ( الصحيح ) من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة )[62].

   وأخرج الترمذي وابن ماجه والحاكم عن جابر عن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه يوم أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ ) قلت بلى، قال: ( ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم كفاحا فقال: يا عبد الله تمن عليّ أعطك، قال: يارب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال: يارب فأبلغ من ورائي فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﭐﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋﲌ آل عمران: ١٦٩ الآية كلها، وقال الترمذي حسن وابن ماجه بإسناد حسن أيضا والحاكم قال: صحيح الإسناد[63].

   وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل )[64].

   وروى أحمد والنسائي من حديث ابن أبي عميره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وأن لها الدنيا وما فليها غير الشهيد ) قال ابن عميرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن أقتل في سبيل الله أحب إليّ من يكون لي أهل الوبر والمدر ). رواه أحمد بإسناد حسن والنسائي واللفظ له[65].

   وأخرج أحمد والنسائي من حديث عباده بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولها الدنيا إلا القتيل في سبيل الله فإن يحب أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى لما يرى من ثواب الله له )[66].

سادسا: من يكلم في سبيل الله يأتي يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك:

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يُكْلَمْ في سبيله – إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم، والريح ريح المسك ).

   وراه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه[67].

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة:

سابعا: الشهيد في الفردوس الأعلى:

   أخرج البخاري في ( الصحيح ) حديث أم حارثة قال: أتت أم حارثه بن سراقة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثه – وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب – فإن كان في الجنة صبرت – وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، قال: يا أم حارثه، إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى )[68].

ثامنا: الملائكة تظل الشهيد بأجنحتها:

   قال جابر ( جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به ووضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت نائحة فقيل: ابنة عمرو – أو أخت عمرو – فقال: لم تبكي أو لا تبكي، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها )[69].

تاسعا: حياة أجساد الشهداء:

   روى مالك عن عبد الرحمن عن أبي صعصعة ( أنه بلغه أن عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما، وكان قبرهما مما يلي السيل وكانا في قبر واحد، وهما ممن استشهده يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة )[70].

   روى الذهبي أن ( أبا طلحة رضي الله عنه غزا في البحر فمات، فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير )[71].

   وروى ابن المبارك، وعبد الرزاق في ( مصنفه ) كلاهما عن ابن عيينة عن أبي الزير قال: ( سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال: من كان له قتيل فليأت قتيله – يعني قتلى أحد – فأخرجهم رطابا يتثنون قال: فأصابت المسحاه رِجل منهم فانفطرت دما )[72].

   وقال القرطبي في التذكرة: ( وقد روى كافة أهل المدينة أن جدار قبر النبي صلى الله عليه وسلم لما انهدم – أيام خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان وولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة – بدت لهم قدم، فخافوا أن تكون قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزع الناس فجاء سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فعرف أنها قدم جده عمر رضي الله عنه، وكان قتل شهيدا )[73].

   روى الترمذي قصة أصحاب الأخدود وفيه: أن الغلام الذي قتله الملك دفن قال: ( فيذكر أنه أخرج في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل ) قال الترمذي: حديث حسن غريب[74].

عاشرا: الشهداء لا يفتنون في القبور

   روى الترمذي في جامعه من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للشهيد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر .. ) الحديث[75].

   وتقدم حديث عبادة بن الصامت وحديث المقدام بن معدى كرب في ( رابعا ).

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الحاديةعشرة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة

   وقال ابن النحاس: ( ... ولا شك بأن من وقف للقتال ورأى السيوف تلمع وتقطع الأسنة تبرق وتخرق، والسهام ترشق وتمرق، والرؤوس تندر، والدماء تثعب، والأعضاء تتطاير، وجاد بنفسه لله تعالى إيمانا به وتصديقا بوعده ووعيده كما وصف الله المؤمنين في قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ  ﳚ ﳛ ﳜﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ  الأحزاب: ٢٢

   فيكفيه هذا امتحانا لإيمانه واختبارا له وفتنة إذ لو كان عنده شك أو ارتياب لولى الدبر، وذهل عما هو واجب عليه من الثبات، وداخله الشك الارتياب كما قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ  ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ الأحزاب: ١٢ فيكفي الشهيد هذا امتحانا من سؤال الفتان والله أعلم.

  وأخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱘ الزمر: [76]٦٨

من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟

قال: هم شهداء الله، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه[77].

ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب ( صفة الجنة ) أطول منه[78].

   وروى عمارة بن أبي حفصة عن حجر رجل من هجر، عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: ﭐﱡﭐ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱘ الزمر: ٦٨ قال: ( هم الشهداء، ثُنْيَة الله عز وجل حول العرش متقلدين السيوف )[79].

   وروى ابن المبارك: عن راشد أبي محمد، أنه سمع شهر بن حوشب يحدث قال: سمعت ابن عباس يقول:( يجيء الله تبارك وتعالى في ظل من الغمام والملائكة ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم، فيقول: عليكم بأوليائي الذي أهرقوا ابتغاء مرضاتي فينطلقون حتى يدنون )[80].

حادي عشر: الشهيد لا يشعر بألم القتل ومرتاح من سكرات الموت:

   روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك ( ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصه ) وقال:

 هذا حديث حسن صحيح غريب[81].

وكان علي يحض على القتال ويقول: ( إن لم تُقتلوا تموتوا، والذي نفسي بيده لالف ضربة بالسيف أهون من موتٍ على فراش )[82].

   وأخرج ابن ماجه في السنن من طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما يجد الشهيد من القتل إلا كما يجد أحدكم القرصه )[83].

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة

ثاني عشر: أرواح الشهداء في جوف طير خضر:

   روى مسلم في صحيحه من حديث مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية:ﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ آل عمران: ١٦٩ قال: أما أنا قد سألنا عن ذلك فقال: ( أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل ... الحديث )[84].

   وأخرج أبو داوود واللفظ له والحاكم ومسلم بمعناه من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لما أصيب إخوانكم جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا أطيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: مع يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب؟ فقال الله تعالى: ( أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله عز وجل: ﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲒ آل عمران: ١٦٩

 إلى آخر الآية.

وقال الحاكم، صحح على شرط مسلم[85].

   وأخرج عبد الرزاق في مصنفه واللفظ له والترمذي من حديث كعب ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة حتى يرجعها الله يوم القيامة ) وإسناده صحيح لكن الترمذي قال: ( أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة ) وقال: حسن صحيح[86].

 وقال ابن النحاس: ( جعل الله أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير، الملون بألطف الألوان وهوالخضرة،يأوى إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل عرش اللطيف الرحيم لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم،فكيف  يظن أنها محصورة، كلا والله إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليشمر المشمرون وعليه فليجتهد المجاهدون )[87].

   وذكر ابن النحاس: أن أحمد بن حنبل روى في مسنده عن الإمام محمد ابن إدريس الشافعي، عن الإمام مالك بن أنس عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك، عن أبيه  رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نسمة المؤمن طائر يعلق من شجرة الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه ) ثم قال: وهذا حديث عظيم صحيح عزيز الوجود لأنه اجتمع في سنده ثلاثة من الأئمة الأربعة، وهو الحديث الذي أشار إليه القرطبي بقوله، وفي حديث كعب بن مالك، والله أعلم[88].

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة

وقال ابن النحاس: ( .. الذي يظهر لي – والله أعلم – من الحكمة في جعل أرواحهم في هذه الأجساد: أنهم لما جاءوا بأجسادهم الكثيفة لله تعالى وبذلوها في حبه وعرضوها للآلام والمشاق الشديدة، وسمحوا بها للفناء امتثالا لأمرالله وطلبا لمرضاته،عوضهم عنها أجسادا لطيفة في دار النعيم الباقي يأكلون بها ويشربون ويسرحون في الجنة حيث يشاءون ولما كان ألطف الحيوانات أجساما الطير وألطف الألوان الأخضر، وألطف الجمادات الشفافة الزجاج، كما قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ النور: ٣٥

   وإن كانت من ذهب كما في حديث ابن عباس فهو المفرح طبعا وخاصية. وناهيك بذهب الجنة، مفرحا، فلذلك- الله أعلم- جعل الله أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير الملون بألطف الألوان وهو الخضرة، يأوى إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل عرض اللطيف الرحيم، لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم، فكيف يظن إنها محصورة؟ كلا والله أن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليشمر

المشمرون وعليه فليجتهد المجاهدون[89] كما تقدم.

ثالث عشر: دم الشهيد أحب شيء إلى الله:

   أخرج الترمذي في جامعه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران، فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله ) ثم قال: هذا حديث حسن غريب[90].

رابع عشر: الشهيد له دار ما أحسن منها:

ورى البخاري في الصحيح من حديث سمرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا في الشجرة وأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قال: أما هذه فدار الشهداء )[91].

 

خامس عشر: الشهداء أول من يدخل الجنة:

   روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عرض علي ألو ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسنن عبادة ربه، ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال ... ) الحديث ثم قال: حديث حسن وهو كما قال[92].

سادس عشر: الشهيد يشفع في أهل بيته:

   روى البيهقي من حديث أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته )[93] وتقدم حديث المقدام بن معدى كرب في ( رابعا ) وفيه أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة

سابع عشر: الشهداء لا يصعقون في نفخة الصور: ( الفزع )

   روى الحاكم من حديث أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ الزمر: ٦٨

   من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم شهداء الله[94].    

   وتقدم حديث عبادة وحديث معدى كرب في ( رابعا ) ( ويأمن من الفزع الأكبر ).

ثامن عشر: لا يجف دم الشهيد حتى يرى الحور العين:

 إلى السماء الدنيا فإذا رأين الرجل يرضين قُدمه قلن: اللهم ثبته، وإن فر احتجبن منه، فإن هو قتل نزلتا إليه فمسحت التراب عن وجه وقالت: ( اللهم عفر من عفره، وترب من تربه )[95].

تاسع عشر: أفضل الشهداء من أهريق دمه وعقر جواده:

   روى أحمد، وابن أبي شيبة، وأبو يعلى بإسناد رجاله الصحيح وابن حبان في صحيحه عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ قال: ( أن يعقر

جوادك، ويهراق دمك )[96].

وروى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو مثله[97].

وعن عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: ( إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة ) قيل فأي الصلاة أفضل؟ قال: ( طول القنوت ) قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: ( جهد المقل ) قيل: فأي الهجرة أفضل قال: ( من هجر ما حرم الله )  قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: ( من جاهد المشركين بماله ونفسه ) قيل: أي القتل أشرف؟ قال: ( من أهريق دمه وعفر جواده ) رواه أبو داوود والنسائي واللفظ له[98].

   وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: ( أن يُسْلِمَ قلبك، وأن يسلَمَ المسلمون من لسانك ويدك )، قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: ( الإيمان ) قال: وما الإيمان؟ قال: ( أن تؤمن بالهل وملائكته وكتبه وسله والبعث بعد الموت ) ، قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: ( الهجرة )، قال: وما الهجرة؟ قال: ( أن تهجر السوء ) قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: ( الجهاد ) ، قال: وما الجهاد؟ قال: ( أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم ) قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: ( من عقر جواده، وأهريق دمه )[99].

عشرون: الشهيد في سبيل الله أفضل ممن انتصر ورجع سالما:
   وروى ابن المبارك عن جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: مر عمرو بن العاص، فطاف بالبيت فرأى حلقة من قريش جلوسا، فلما رأوه قالوا: أهشام كان أفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص فلما فرغ من طوافه جاء فقام عليهم فقال: إني قد علمت أنكم قد قلتم شيئا حين رأيتموني فما قلتم؟ قالوا: ذكرناك وهشاما فقلنا: أيهما أفضل؟ فقال: سأخبركم عن ذلك، إنا شهدنا اليرموك، فبات وبت يسال الله الشهادة وأسأله إياها، فلما أصبحنا رزقنا وحرمتها، ففي ذلك يتبين لكم فضله عليّ )[100].

    وقال ابن النحاس في (المشارع): وهذا تصريح من عمرو رضي الله عنه بما تقدم من فضل الشهيد على من رجع سالما[101].

إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع (الشهادة في سبيل الله) وهي بعنوان: ثمرات الشهادة

واحد وعشرون: الملائكة يدخلون على الشهداء من كل باب يسلمون عليهم:

   عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول ثلة يدخلون الجنة، الفقراء المهاجرون الذي تُتَّقى بهم المكاره إذا أُمروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت للرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره، وإن الله عز وجل ليدعوا يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها، فيقول: ( أين عبادي الذين قتلوا في سبيلي، وقتلوا أو أوذوا وجاهدوا في سبيلي ، وأدخلوا الجنة، فيدخلونها بغير حساب وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون: ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار، ونقدس لك، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول الرب عز وجل: هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي، فتدخل عليهم الملائكة من كل باب: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )[102].

اثنان وعشرون: الشهيد في سبيل الله رضي الله عنه رضا لا سخط بعده:

   روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه، قال: جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أبعث معنا رجالا يعلموننا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبيعين رجلا من الأنصار، يقال لهم: القراء – فيهم خالي حرام – يقرأون القرآن ويتدارسونه بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم أبلغ عنا نبينا أن قد لقيناك ورضينا عند ورضيت عنا، قال: وأتى رجل حراما خال أنسن فطعنه برمح حتى أنفذها فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن إخوانكم قد قتلوا، وأنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك ورضينا عنك ورضيت عنا )[103].

ثلاثة وعشرون: لا يشترط للشهيد أعمال صالحة قبل الشهادة:

   عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمل قليل وأجر كثير) رواه البخاري[104].

   وعن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر، خرجت سرية، فأخذوا إنسانا معه غنم يرعاها فجاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه ما شاء الله أن يكلمه، فقال له الرجل: أني قد آمنت بك وبما جئت به، فكيف بالغنم فإنها أمانة، وهي للناس الشاه والشاتان؟ قال: أحصت وجوهها ترجع إلى أهلها، فأخذ قبضة من حصباء أو تراب فرمى به وجوهها، فخرجت تشتد حتى دخلت كل شاه إلى أهلها، ثم تقدم إلى الصف فأصابه سهم فقتله ولم يصل لله سجدة قط.

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدخلوه الخباء، فأدخل خباء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج فقال: ( لقد حسن إسلام صاحبكم لقد دخلت عليه وإن عنده لزوجتين من الحور العين ) ثم قال ابن النحاس: رواه الحاكم، والبيهقي، عن شرحبيل بن سعد بن جابر، قال الحاكم: صحيح الإسناد.

   قال ابن النحاس: اسم هذا الشهيد ( يسار ) وكان عبداً وكان عبداً لعامر اليهودي وقال ابن عبد البر: ( سماه الواقدي ( يساراً )، وسماه ابن إسحاق أسلم ) والله أعلم[105].

أربع وعشرون: الشهداء يضحك الله تعالى إليهم:

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشهداء يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول، لا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا، فأولئك يلقون في الغرف العلا من الجنة يضحك إليهم ربك، إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا

حساب عليه )[106].

   وفي رواية: ( أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، يضحك إليهم ربكن فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه )[107].

   روى البخاري ومسلم واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:( يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، كلامها يدخل الجنة فقالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: يقاتل هذا في سبيل الله عز وجل فيستشهد ثم يتوب الله على القاتل فيسلم، فيقاتل في سبيل الله عز وجل فيستشهد )[108].

 

الخاتمة

والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات تم البحث وقد بذلت قصارى جهدي إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من كل خطأ وخطيئة ، وهو أقرب ما يكون للتفسير الموضوعي ، نسأل الله أن يجعله علما نافعا وعملا متقبلا وأن ينفع به الكاتب والقاريء ، وأن يرزقنا الشهادة في سبيله وهو راضي عنا ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 



[1] النهاية لابن الأثير 2/513 ط 1383 ، لسان العرب 3/238 – 2243 ط صادر.

[2] التذكرة للقرطبي صـ 183 ط 1407 هـ .

[3] كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه والنظائر ط الأولى.

[4] تسلية أهل المصائب صـ 229 ط الأولى، فتح الباري 6/42 – 43 ط السلفية

[5] النهاية لابن الاثير 2/513 ، لسان العرب 3/238 – 243 .

[6] مشارق الأشواق 2/693 – 694 ط الأولى 1410 هـ.

[7] فتح الباري ج6 ، ص42 ، رقم 2829 ، صحيح مسلم ج3 ، ص1521  رقم 1914 جامع الترمذي ج3 ، ص368 رقم 1063 ثم قال حديث صحيح، وأخرجه مالك في الموطأ، كنز العمال 4/417 رقم 11184 .

[8] فتح الباري ج6 ، ص44 .

[9] فتح الباري ج6 ، ص42 رقم 2830 .

[10] انظر إرواء الغليل للألباني ج3 ، ص146 رقم 708 ط الأولى عام 1399 هـ صحيح الجامع رقم 6321 ثم عزاه إلى أحمد والثلاثة وابن حبان وقال عنه صحيح ( كنز العمال 4/425 رقم 11235 ، 11236 ) عن ابن عباس.

[11] موطأ مالك ج1 ، ص234 رقم 36 ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ج1 ، ص352 ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعقب الذهبي بقوله: صحيح: وأخرجه أحمد في المسند ج ( 5 ص 446 ) ورواه أبو داوود، والنسائي ، وابن حبان. كنز العمال 4/417 رقم 11183 .

[12] رواه مسلم، انظر صحيح الجامع رقم 6325 .

[13] رواه أحمد وابن ماجه، والترمذي والنسائي ( صحيح الجامع رقم 6320 ).

[14] رواه مسلم

[15] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/415 رقم 11173 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 4107 ) ثم عزاه إلى أحمد والطبراني عن أبي موسى الأشعري والطبراني في الأوسط عن ابن عمر ثم قال عنه صحيح.

[16] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/415 رقم 11174 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 4169 ) ثم عزاه إلى أحمد والطبراني عن مخارق ثم قال عنه: صحيح.

[17] ذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 4314 ) ثم قال: صحيح ( كنز العمال 4/419 رقم 11199 ).

[18] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/416 رقم 11175 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 4315 ) ثم قال عنه حسن.

[19] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/416 رقم 11177 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 3585 ) ثم قال عنه: صحيح.

[20] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/416 رقم 11178 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 6212 ) ثم قال عنه: صحيح.

[21] ( كنز العمال 4/4417 رقم 11187 ) صحيح الجامع رقم 3239 ، ثم قال عنه الألباني: صحيح.

[22] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/418 رقم 11188 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 3845 ) ثم قال عنه: صحيح.

[23] ذكره البرهان فوري ( كنز العمال 4/418 رقم 11189 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 4049 ) ثم قال: صحيح.

[24] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/418 رقم 11191 ، 11225 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 4317 ) ثم قال: صحيح، ورقم 4049.

[25] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/418 رقم 11192 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 5824 ) ثم قال صحيح.

[26] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/419 رقم 11195 ) وذكره الألباني في ( صحيح الجامع رقم 7001 ) ثم قال: صحيح.

[27] انظر ( كنز العمال 4/420 رقم 11201 ) و ( صحيح الجامع رقم 5641 ) ثم قال الألباني: صحيح.

[28] انظر ( كنز العمال 4/420 رقم 11205 ) و ( صحيح الجامع رقم 6323 ) ثم قال الألباني: صحيح.

[29] انظر ( كنز العمال 4/420 رقم 11208 ) و ( صحيح الجامع رقم 6614 ) ثم قال الألباني: صحيح.

[30] انظر ( كنز العمال 4/421 رقم 11213 ) ، الطبقات لابن سعد  3/529 .

[31] فتح الباري شرح صحيح البخاري ج6 ص16 رقم 2797.

[32] صحيح مسلم ج3 ، ص1517 رقم 1908 ، كتاب الإمارة، كنز العمال 4/421 ، رقم 11210.

[33] صحيح مسلم جـ3 ، ص1517 رقم 1909 ، جامع الترمذي جـ4 ص 183 ، رقم 1653 ، ورواه الأربعة، انظر الجامع الصحيح رقم 11117 ، كنز العمال 4/421 رقم 11211.

[34] فتح الباري جـ6 ص14، 15، رقم 2795 ، الترمذي جـ4، ص177 رقم 1643.

[35] صحيح مسلم جـ3، ص1511 رقم 1901 .

[36] صحيح الجامع رقم 11118 .

[37] فتح الباري جـ6 ، ص16 رقم 2798 .

[38] فتح الباري جـ6 ، ص32 رقم 2817 ، مسلم جـ3 ، ص1498 رقم 1877، الترمذي جـ4 ص187 رقم 1661 ، 1662 ، الدارمي في السنن جـ2 ص125 رقم 2414، والبيهقي في السنن الكبرى جـ9 ص163، وعند أحمد في المسند جـ3/251 .

[39] مجمع الزوائد جـ5 ص297 .

[40] جامع الترمذي جـ4 ص183 رقم 1654 ، صحيح الجامع رقم 11121 ، كنز العمال 4/421 رقم 11212.

[41] الموطأ جـ2 ص462 رقم 34 ، المصنف لعبد الرزاق 5/261 رقم 9550 من حديث عروة بن عمر.

[42] ذكره ابن النحاس في ( مشارع الأشواق جـ2 694 – 695 ، وذكر المحقق أن أحمد رواه في المسند 1/266 عن ابن عباس، وابن أبي شيبة في الجهاد 5/290 ، والطبراني في تفسيره 7/388 ، وموارد الظمآن ص388 المستدرك 2/74 وجمع الزوائد 5/294 قال رجاله ثقات.

[43] طريق الدعوة جـ1 ص343 ط السادسة.

[44] طريق الدعوة جـ1 ص344 .

[45] صحيح مسلم جـ3 ص1502 رقم 1886 انظر ( إرواء الغليل 5/17-18 رقم 1196 ).

   قال الدمياطي في ( مشارع الأشواق 2/721: وقال القرطبي في تفسيره: الدين الذي يحبس صاحبه من الجنة – والله أعلم - هو الذي قد ترك الوفاء لم يوصي به، أو قدر على الأداء فلم يؤده، أو أدائه في سفه أو سرق، ومات ولم يوفه، وأما من أدان في حق واجب كفاقه وعسر ومات ولم يترك وفاء، فإن الله لا يحبسه عن الجنة إن شاء الله شهيدا كان أو غيره، لأن على السلطان فرضا أن يؤدي عنه دينه، أما من جملة الصدقات أو من أسهم الغارمين أو من الفيء الراجع على المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من ترك دينا أو ضياعا فعلى الله ورسوله، ومن ترك مالا فلورثته ) رواه البخاري في التفسير، سورة الأحزاب: 33، ومسلم في الفرائض 3/1237 رقم 1611 .

   وقال صلى الله عليه وسلم: ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) رواه البخاري 3/1237 رقم 1611.

[46] سنن ابن ماجه جـ2 ص935 رقم 2799 ، وعبد الرزاق في المصنف جـ5 ص215 وسعيد ابن منصور جـ2 ص 234 رقم 2562 ، وأحمد جـ4 ص131، والترمذي جـ4 ص 187 رقم 1663 .

[47] صحيح مسلم جـ3 ص1501 رقم 1885.

[48] المصنف لعبد الرزاق الصنعاني جـ5 ص255 رقم 9533 ، ط الثالثة عام 1403 هـ.

[49] أخرجه البيهقي في فضل الشهادة في سبيل الله 9/163 وقال عنه الألباني في صحيح الجامع 1/354 رقم 2575 : حسن.

[50] صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير – باب من أتاه سهم غرب فقتله 3/206، 7/201، والترمذي في تفسير القرآن باب ومن سورة المؤمنين 5/327 رقم 3174.

[51] مشارع الأشواق 2/723، ( الترمذي في فضائل الجهاد باب في فضل الشهادة عند الله 4/176 ) وأحمد 2/425، فيض القدير 4/312 رقم 5419 من حديث يحيى بن أبي كثير.

[52] فتح الباري شرح صحيح البخاري جـ6 ص 11 رقم 2791.

[53] فتح الباري جـ6 ص 24 رقم 2808، صحيح مسلم جـ3 ص 1509 ، رقم 1900.

[54] فتح الباري ج7 ص 354 رقم 4046 ، صحيح مسلم جـ3 ص 1509 رقم 1899.

[55] فتح الباري جـ6 ص 39 رقم 2826 ، صحيح مسلم جـ3 ص 1504 رقم 1890 النسائي 6/38 في الجهاد باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة.

[56] سنن النسائي جـ6 ص25 ط دار الكتاب العربي، المصنف لعبد الرزاق جـ5 ص255 رقم 9534، الترمذي في موضعين جـ4 ص183 رقم 1654 ، جـ4 ص 185 رقم 1657، وأحمد جـ5 ص230 ، 244، والبيهقي جـ9 ص170 وابن ماجه جـ2 ص933 رقم 2792 والحديث بالمتابعات وهي كثيرة صحيح لغيره انظر فضل الجهاد والمجاهدين لأحمد المقدسي تحقيق مبارك الهاجري ط الدار السلفية.

[57] مجمع الزوائد جـ5 ص294 ومسند أحمد جـ1 ص266 ، والمستدرك للحاكم جـ2 ص74 ، وانظر ( كنز العمال 4/397 رقم 11099 ).

[58] مجمع الزوائد جـ5 ص293، انظر ( مشارع الأشواق جـ2 /740، 841 ) ، وقال ابن النحاس: رواه أحمد بإسناد حسن.

[59] سنن ابن ماجه جـ2 ص953 رقم 2799 ، وعبد الرزاق جـ5 ص265 من المصنف ( 40 ) وأخرجه الترمذي في باب ( ثواب الشهيد 4/187 رقم 1663 )، وقال حديث صحيح وانظر صحيح الجامع رقم 5058 .

[60] ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/405 رقم 11132 ) ثم عزاه إلى أحمد الترمذي وغيره من حديث المقدام بن معدى كرب.

[61] فتح الباري شرح صحيح البخاري جـ6 ص15 رقم 2795 ، صحيح مسلم جـ3 ص1498 رقم 1877.

[62] فتح الباري جـ1 ص32 رقم 2817 صحيح مسلم جـ3 ص1498 رقم 109 ، كنز العمال 4/405 رقم 11133 ، 11135 .

[63] مشارع الأشواق جـ2 ص719.

[64] مشارع الأشواق جـ2 ص717.

[65] كنز العمال 4/406 رقم 11137.

[66] كنز العمال 4/405 رقم 11134 ، صحيح الجامع رقم 5514 ثم قال الألباني: صحيح.

[67] فتح الباري جـ6، ص2803 ، الترمذي جـ4 ، ص: 184 ، رقم 1656.

[68] فتح الباري جـ6 ص26 رقم 2809.

[69] رواه البخاري في الصحيح انظر فتح الباري جـ6 ص32 رقم 2816 ، ورواه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام ووالد جابر 4/1917.

[70] موطأ مالك جـ 2 ص470 رقم49.

[71] سير أعلام النبلاء 2/34 وقال المحقق: إسناده، الطبقات لابن سعد 3/507 ، وقال ابن مجاهد عبد البر ( ... وهو حديث متصل من وجوه صحاح عن جابر ( مشارع الأشواق جـ2 ص702 ).

[72] مشارع الأشواق جـ2 ص701.

[73] التذكرة ص202، 203.

[74] مشارع الأشواق جـ2 ص703 رقم 1118.

[75] جامع الترمذي جـ4 ص187 رقم 1663 ثم قال حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه ابن ماجه في السنن جـ2 ص936 رقم 2793.

[76] مشارع الأشواق جـ2 ص735 ، 736.

[77] المستدرك 2/253 ووافقه الذهبي.

[78] انظر ( مشارع الأشواق ) لابن النحاس 2/736 رقم 1145.

[79] رواه ابن المبارك في الجهاد ( ص50 رقم45 ) بلفظه والبخاري في الكبير 3/73 رقم 261 وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/148 ، والطبري في التفسير 24/200 ، والحاكم وقال صحيح وأمره الذهبي ( فيض القدير 4/78،79 ) انظر ( مشارع الأشواق 2/737 ).

[80] كتاب الجهاد ص49 رقم42 وقال المحقق ( مشارع الأشواق 2/738 ) إسناده حسن.

[81] جامع الترمذي جـ4 ص190 رقم 1668، وذكره الألباني في الصحيحة جـ2/686 رقم 960 ثم عزاه إلى النسائي (3/62) والترمذي (3/190) وابن ماجه (1/185) والدارمي (2/205)، وابن بشران في الأمالي (18/7/2) وأبو نعيم في الحلية ( 8/264-265 ) والبيهقي ( 9/164 ) والبغوي في شرح السنة ( 3/141/1 ) كلهم من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم – عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا ... وقال أبو نعيم: ثابت مشهور من حديث القعقاع عن أبي صالح، ثم قال الألباني: ورجاله كلهم ثقات إلا أن محمد بن عجلان في حفظه شيء من الضعف، وقد قال فيه الذهبي: إنه متوسط في الحفظ فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى وقد صحح له جماعة، منهم ابن حبان ...).

انظر ( مشارع الأشواق 2/751 رقم 1165، كنز العمال 4/403 رقم 11165 .

[82] مشارع الأشواق جـ1 ص588 رقم 986 ط الأولى 1410هـ.

[83] سنن ابن ماجه جـ2 ص937 رقم 2802 ، صحيح الجامع رقم 3639 ، 3640.

[84] صحيح مسلم جـ3 ص1502 رقم 1887 ، عبد الرزاق في مصنفه 5/263 رقم 9554، كنز العمال 4/399 رقم 11107 ، 11127.

[85] سنن أبي داوود جـ3 ص32 رقم 2520، المستدرك جـ2 ص88، صحيح مسلم جـ3 ص 1502 رقم 1887.

[86] مشارع الاشواق جـ2 ص729 ، 730.

[87] مشارع الأشواق جـ2 ص732.

[88] رواه أحمد في المسند 6/455 ، والنسائي 4/108 ، والموطأ 1/240 رقم 49 ، وابن ماجه 1/466، 2/428، رقم 4271، والهيثمي في جمع الزوائد 2/329، انظر مشارع الاشواق جـ2 ص732-733.

[89] مشارع الأشواق جـ2 ص731 – 732 .

[90] جامع الترمذي جـ4 ص190 رقم 1669.

[91] صحيح البخاري ( فتح الباري جـ6 ص11 رقم 2791 ).

[92] جامع الترمذي جـ4 176 حديث رقم 1642.

[93] السنن الكبرى للبيهقي جـ9 ص164 ط الأولى سنة 1356 ، أبو داوود جـ3 ص15 رقم الحديث 2522 ، ورواه ابن حبان في الصحيح، وقال عنه الألباني في صحيح الجامع: صحيح 6/342 ، انظر موارد الظمآن ص388 رقم 1612 ( مشارع الأشواق 2/738 ) ( كنز العمال 4/410 رقم 11151 ) ، ( صحيح الجامع رقم 7949 ).

[94] المستدرك للحاكم جـ2 ص253 ثم قال هذا حديث صحيح بإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي: صحيح ( خ م ).

[95] أخرجه عبد الرزاق في الجهاد، باب فضل الجهاد 5/258 رقم 9540 انظر ( مشارع الأشواق 2/747 رقم 1157 ).

[96] أحمد 3/300 عن جابر بلفظه، ( مصنف ابن أبي شيبة ) في الجهاد 5/290 ، من طريق المصنف، عن وسيع به، ( مجمع الزوائد ) ، في الجهاد، باب أي الجهاد أفضل 5/291 عن جابر جزء حديث قال الهيثمي: روى مسلم بعض هذا ورجال أبي يعلى والصغير رجال صحيح ورواه أحمد بنحوه – ( موارد الظمآن ) في الجهاد، باب ما جاء في الشهادة ص387 رقم 1608 ، من طريق سفيان عن الأعمش به، ( مشارع الأشواق 2/747 – 748 ) مع تحقيقه.

[97] مصنف ابن أبي شيبة في الجهاد 5/291 عن عبد الله بن عمرو، به الجامع الصحيح رقم 1119، كنز العمال 4/399 رقم 11106.

[98] ( سنن أبي داوود ) باب طول القيام 2/146 رقم 1449 من طريق أحمد بن حنبل عن حجاج بنحوه مختصرا النسائي في الزكاة، باب جهد المقل 5/58 بلفظه، رواه أحمد 3/414 من طريق المصنف عن حجاج به والدارمي في الصلاة باب أي الصلاة أفضل 1/331 ثم قال البنا محقق الدارمي: سكته عنه، أبو داوود المنذري فهو صالح للاحتجاج 19/25 يعني حجاج ( مشارع الأشواق 2/748 ).

[99] رواه أحمد في المسند 4/114 بلفظه وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/59، 2/207 ثم قال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، انظر ( مشارع الأشواق  2/749 رقم 1160 ).

[100] الجهاد لابن المبارك ص95 رقم 114.

[101] مشارع الأشواق لابن النحاس 2/ 750 رقم 1163 ثم قال المحقق: وهذا الحديث إسناده رجله ثقات.

[102] رواه أحمد 2/168 بلفظه، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/259 ثم قال عن الرواية الأولى، رواه أحمد والبزار والطبراني ... رجالهم ثقات .. ، وقال عن الرواية الثانية رجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانه وهو ثقة.

   وذكره الهيثمي أيضا في ( موارد الظمآن ) ص636 ، وأخرجه الحاكم في ( المستدرك 2/72 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وذكره ابن النحاس ( مشارع الاشواق 2/756 رقم 1169 ) ثم قال: رواه أحمد والبزار، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال صحيح الإسناد.

[103] رواه البخاري في الصحيح 5/42 عن أنس بنحوه، ومسلم في الصحيح 3/1511 رقم 677 عن أنس بلفظه ( وذكره ابن النحاس في مشارع الأشواق 2/757 رقم 1169 ).

[104] رواه البخاري 3/206 بلفظه، ومسلم 3/1509 رقم 1900 ، وأحمد 2/291 ، وسعيد منصور في الجهاد 2/3/231 رقم 2555 ، وذكره ابن النحاس في ( مشارع الأشواق 2/759 رقم 1175 ، 1176 ).

[105] أخرجه الحاكم في المستدرك 2/136 ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

   وذكره ابن النحاس في ( مشارع الأشواق ) 2/761 رقم 1179 ).

[106] صحيح الجامع رقم 3634 وذكر أنه عند الطبراني في الأوسط عن نعيم بن هيار ويقال: عمار، تخريج الترغيب 2/193 ، والإمام أحمد، وذكره البرهان فوري في ( كنز العمال 4/393 رقم 11104 ).

[107] صحيح الجامع 1/363 رقم 1118 ثم عزاه المصنف إلى الإمام أحمد والطبراني وأبو يعلى.

[108] فتح الباري 6/39 رقم 2826 ، صحيح مسلم 3/1504 رقم 1890 النسائي 6/38 وقد تقدم أيضا في رابعا.

   انظر صحيح الجامع رقم 3780 ، 11124، ذكره البرهان فوري في ( كنز العمال قم 4/402 رقم 11123 ، 11124 ).