هجران القران

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الأولى في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان : تعريف القرآن

هذا بيان لما يجب أن يكون عليه المؤمن من تلاوة كتاب الله ، وسماعه ، وتدبره ، وتفهمه ، وتحكيمه ، والتحاكم إليه ، والعمل به ، ثم التحذير من هجرانه ، والإعراض عنه ؛ وأنه يؤول بمن يهجره إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة

والقرآن هو كلام الله المعجز ، ووحيه المنزل على نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه   وسلم  ، المكتوب في المصاحف ، المنقول عنه بالتواتر ، المتعبد بتلاوته .

ولهذا الكتاب الكريم اسماء ثلاثة مشهورة وهي : القرآن ، والكتاب ، والفرقان ، وأشهرهما الاسمان الأولان  وروعي في تسميته قرآناً كونه متلوّاً بالألسن ، كما روعي في تسميته كتاباً كونه مدوناً بالأقلام ، فكلتا التسميتين من تسمية شيء بالمعنى الواقع عليه ، قال تعالى:  {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } ، وقال تعالى :{ لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم } ، وقال تعالى:      { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً }

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان : تعريف الهجر :

الهجر : ضد الوصل  .هجره يهجره هجراً وهجراناً : صرمه ، وهما يهتجران ويتهاجران والاسم : الهجرة . وفي الحديث : لاهجرة بعد ثلاث ؛ يريد به الهجر ضد الوصل ، يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة

قال الراغب :الهجر والهجران مفارقة الإنسان غيره إما بالبدن أو باللسان أو بالقلب .قال تعالى :{ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } فهذا هجر بالقلب أو بالقلب واللسان  

وهجران القرآن :  الإنقطاع والعدول عنه ، وتركه  ومفارقته،وعدم تعاهده وهو أنواع : إما بعدم سماعه،أوالعمل به ، أو تحكيمه،أو التحاكم إليه،أو تدبره،أو تلاوته، أوحفظه ،أو الإستشفاء به، وإمابالعدول عنه إلى غيره،أ و الحرج منه .

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان: أنواع هجران القرآن؟

اولاً : هجران العمل بالقرآن :

وذلك بعدم الوقوف عند حلاله وحرامه ، وإن قرأه وآمن به ، قال تعالى :   { وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}

قال ابن كثير :" وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه " وقال تعالى :{إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور،ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور} قال ابن كثير : يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه ، من إقام الصلاة ، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا ، سرا وعلانية{يرجون تجارة لن تبور } أي:يرجون ثوابا عند الله لابد من حصوله قال ابن القيم:إن المقصود من القراءة فهمه وتدبره، والفقه فيه والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه ، كما قال بعض السلف : نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملاً ، ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به،والعاملون بما فيه ، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب .

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (خطر هجران القرآن)  وستكون بعنوان:

ثانياً : هجران تحكيمه والتحاكم إليه :

في أصول الدين وفروعه،واعتقاد أنه لا يفيد اليقين،وأن أدلته لفظية لاتحصل العلم  قال تعالى{وقال الرسول:يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً}قال ابن كثير:والعدول عنه إلى غيره من شعر أوقول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره ؛ من هجرانه،قال تعالى:{ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم،فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخرذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلا} وقال ابن كثير:وهذا أمر من الله بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه يجب الرجوع فيه إلى الكتاب والسنة ، كما قال تعالى{وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

ثالثاً: هجران تدبره وتفهمه،قال تعالى:{ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً}قال ابن كثير:يقول تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن،وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن  تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة،ومخبراً لهم أنه لااختلاف فيه ولا اضطراب ، ولا تضادّ ولا تعارض ، لأنه تنزيل من حكيم حميد ، فهو حق من حق . قال القرطبي :عاب المنافقين بالإعراض عن التدبر في القرآن والتفكر فيه وفي معانيه ..ودلت هذه الآية على وجوب التدبر في القرآن ليعرف معناه ،وفيه دليل على الأمر بالنظر والإستدلال،وإبطال التقليد

 وقال ابن القيم:وقد اختلف الناس في الافضل من الترتيل وقلة القراءة  او السرعة مع كثرة  القراءة : أيهما أفضل ؟ على قولين :  فذهب بعض السلف إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من القراءة مع كثرتها واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره ، والفقه فيه والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه       إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

رابعاً : هجران تلاوته وحفظه :

أخرج البخاري من حديث ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( بئس مالأحدهم يقول :نسيت اية  كيت وكيت ، بل هو نُسىَ )  قال القرطبي : … فإن ترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل ، والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد . وقال إسحاق بن راهويه : يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لايقرأ فيها القرآن .

قال الرومي :إن النسيان نوعان : نسيان نشأ من اشتغال بأمر دنوي أدى بصاحبه إلى الإشتغال عن القرآن وهجره ، وإهمال تلاوته ونسيان نشأ عن غير تفريط من صاحبه ...وحين ذم الله تعالى ورسوله هجران القرآن ، فإنما يدعوا إلى تعاهده والإكثار من تلاوته وحفظه قال تعالى :{ومن الليل فتهجد به نافلة لك } وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم من نفسه مثلاً لتعاهد القرآن ، فقد كان يقرأ على أصحابه ، ويستقرئهم ، ويحثهم على القراءة ، ويعقد الراية لأكثرهم حفظاً للقرآن . وكان – صلى الله عليه وسلم – يقول لأصحابه : ( تعاهدوا هذا القرآن ، فوالذي نفس محمد بيده ، لهو أشد تفلتاً من الأبل في عقلها ) وهوعند البخاري         إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

خامساً: هجران سماعه :

قال تعالى :{وقال الرسول : يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } قال ابن كثير :" وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يسمعون له …وكانوا إذا تلى عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى  لا يسمعوه . فهذا من هجرانه "   وقال تعالى:{وقال الذين كفروا :لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } فصلت  قال ابن كثير :" أي : تواصوا فيما بينهم أن لا يطيعوا للقرآن ، ولا ينقادوا لأوامره ، { والغوا فيه } ، أي: إذا تُلى لا تستمعوا له . كما قال مجاهد : { والغوا فيه}  ، يعني بالمكاء والتصفير والتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قريش تفعله " وقد أمر  سبحانه عباده المؤمنين بخلاف ذلك فقال :{ وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون } ولذلك كان يُحب النبي صلى الله عليه وسلم  أن يسمع القرآن  من غيره .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

سادساً: هجران الإستشفاء به :

قال تعالى:{ ياأيها الناس قد جآءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور،وهدى ورحمة للمؤمنين،قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير  مما يجمعون } قال ابن كثير :{وشفاء لما في الصدور}أي : من الشبه والشكوك ، وهو إزالة ما  فيها من رجس ودنس وقال تعالى :{ وننزل من القرآن ماهو شفآءٌ ورحمة للمؤمنين ، ولا يزيد الظالمين إلا خساراً }

قال ابن كثير: أي : يذهب مافي القلوب من أمراض من شك ونفاق ، وشرك  وزيغ  وميل  فالقرآن يشفي من ذلك كله .   

 قال ابن القيم:قال تعالى:{قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب ، فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاءً قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن "  

ومن صور التداوي بالقرآن في الأمراض البدنية : ما روته عائشه رضي الله عنها قالت :( إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات ، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن ، وأمسح بيد نفسه لبركتها ) رواه البخاري

وقال الزركشي عن الإستشفاء بالقرآن :" لن ينتفع به إلاَّ من أخلص لله قلبه ونيته، وتدبر الكتاب في عقله وسمعه ،وعمر به قلبه،وأعمل به جوارحه ، وجعله  سميره في ليله ونهاره ، وتمسك به وتدبره "  

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

سابعاً : هجران القرآن بالحرج الذي في الصدورمنه0                                             

أولاً : الحرج من إنزاله وكونه حقاً من عند الله 

قال تعالى:{وبالحق أنزلناه وبالحق نزل } قال ابن كثير : أي وصل إليك يامحمد محفوظاً محروساً ، لم يُشب بغيره ، ولا زيد فيه ولا نقص منه ، بل وصل إليك بالحق ، فإنه نزل به شديد القوى الأمين المكين المطاع في الملأ الأعلى  ...

ثانياً :  الحرج من جهة  المتكلّم به ، أوكونه مخلوقاً من بعض مخلوقاته ، ألْهَمَ غيره أن تكلم به .

من أنكر أن الله تكلم بالوحي فهو هاجر للقرآن ، ولربما كان مبدأ الأمر الحرج الذي يجده الإنسان في صدره تجاه تكلم الله بالقرآن ، ثم تطور حتى أنكر أن الله تكلم به فوصل الأمر به إلى الكفر ؛ الذي يخرجه من الملة فاذا وجد هذا الحرج في الصدور بان كلام الله مخلوق فانه غاية الهجر ، بل من قال بخلق القران فهو كافر قال الامام احمد بن حنبل : من قال القران مخلوق فهو عندنا كافر ،لأن القرآن من علم الله وفيه أسماء الله  وأعظم الهجران ما ذهب إليه الباطنية: أنه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأن تركيب حروفه ومعانيه حصلت بالفيض من النفس الكلية إلى نفس النبي صلى الله عليه وسلم الحزئية فصاغ هذه الكلمات وليس بكلام الله تعالى في الحقيقة وما ذهب إليه الباطنية باطل وكفر

 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

ثالثاً :الحرج من جهة كفايته وعدمها ، وأنه لايكفي العباد ،بل هم محتاجون معه إلى المعقولات والأقيسة ، أو الآراء أو السياسات.

 قال تعالى :{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون  أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريدُ الشيطان أن يُضلهم  ضلالاً بعيداً } قال ابن كثير :هذا إنكار من الله عز وجل على من يدعى الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء الأقدمين ، وهو مع ذلك يريد التحاكم في الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله …  

والآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة ، وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل ، وهو المراد بالطاغوت هاهنا 

 قال تعالى:{ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } ، وقال تعالى:{ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } وقال تعالى:{ ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون }

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

رابعاً  : الحرج من جهة دلالته ، وما أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب ، أو أريد به تأولها ، وأخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة مشتركة .

قال أبو يعلى الفراء :" فأما الخطاب المبتدأ من الله ومن الرسول – صلى الله عليه وسلم  ومن سائر المخاطبين إذا كان ظاهر المعنى بيِّن المراد ، فهو بيان صحيح وإن لم يشتمل عليه هذا الوصف ، ألا ترى أن قوله تعالى:{ اغسلوا وجوهكم }  وقوله :{ حرمت عليكم أمهاتكم } و{ حرمت عليكم الميته } : قد حصل به البيان، وإن لم يكن قبل ظهور ذلك إشكال  أخرجه إلى التجلي ، بل قد علمنا : أن الغسل لم يكن واجباً ، فبين وجوبه بالآية  ، ولا شك أن أهل الحق يعلمون أن القرآن جاء بلغة العرب الفصحى ، وأن ألفاظه واضحةلها دلالتها الحقيقية التي أرادها الله منها ، بل ومفهومها عند الخطاب ، ولم يرد الشارع من النصوص غير دلالتها المباشرة الواضحة التي يفهمها العربي بسليقته وعدم تكلفه ، وأيضاً لم يرد الشارع تأويل نصوص القرآن أو السنة ، وإخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة ومشتركة ، بل مذهب أهل السنة والجماعة مناقض لمذهب أهل التأويل الباطل سواء في الاسماء والصفات أو في أي فرع من فروع الشريعة ؛ كما هو مذهب الرافضة في تأويل بعض نصوص القرآن تأويلاً يخرجه عن حقيقته مثل قوله تعالى :{ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } قالوا : أنها عائشة … 

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع (خطرهجران القرآن)  وستكون بعنوان:

خامساً : الحرج من جهة كون تلك الحقائق وإن كانت مرادة ، فهي ثابتة في نفس الأمر ، أو أوهم أنها مرادة لضرب من المصلحة   

قال تعالى :{ تلك من أنبآء الغيب نوحيهآ إليك ، ماكنت تعلمهآ أنت ولا قومك من   قبل هذا ، فاصبر إن العاقبة للمتقين }               إن من يشك في حقائق القرآن من كونها مرادة وثابتهة في نفس الأمر فيصبح الحرج في صدره ويتوهم أنها ليست كذلك وأن الشارع أوهم أنها مرادة لضرب من المصلحة من اعتقد ذلك فإنه هو الواهم بل هو الهاجر للقرآن هجراً عظيماً ...

ومن الغيوب المستقبلية التى وقعت كما أخبر عنها القرآن :

1-إخبار القرآن عن الروم بأنهم سينتصرون في بضع سنين من إعلان هذا النبأ بقولة :{غلبت الروم ، في أدنى الأرض ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، في بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ، وعد الله ، لا يخلف الله وعده ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون}

2- إنباء القرآن بأن الله عاصم رسوله وحافظه من الناس ، لايصلون إليه بقتل ، ولا يتمكنون من اغتيال حياته الشريفة بحال ، وذلك في قوله تعالى :{ والله يعصمك من الناس }

ونختم بالتضرع إلى الله وبسؤاله أن يجعلنا من أهله أهل القرآن ومن خاصته ، وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا ، وأن يجعله قائدنا إلى جناته جنات النعيم ، وأن يجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه ، ويعمل بمحكمه ، ويؤمن بمتشابهه ، وممن يتلوه حق تلاوته أنا الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا، وأن يوفقنا إلى حفظه في الدنيا حتى يقال لنا يوم القيامة (( إقرأ وارق فإن منزلك عند آخر آية )) يارب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..