تسبيح الجمادات

كلام وتسبيح الجمادات والحيوانات والطيور

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه الحلقة الأولى في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات )

وستكون بعنوان : مقدمة

فإن الله سبحانه وتعالى له الخلق والأمر، قال تعالى :                                                      ﮜﮝ         ﮡﮢ           

وله الملك كله عز وجل . يقول تعالى : } قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشآء، وتنزع الملك ممن تشآء، وتعز من تشآء، وتذل من تشآء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير {

له المشرق والمغرب ، قال تعالى : } قل لله المشرق والمغرب … {

خلق الله جميع المخلوقات وسخرها للإنسان، بل وحقق للإنسان كل سؤله، ليشكره على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى : } الله الذي خلق السموات والأرض، وأنزل من السمآء مآء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، وسخر لكم الأنهار، وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين، وسخر لكم الليل والنهار، وآتاكم من كل ما سألتموه، وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها، إن الإنسان لظلوم كفار{

وهو سبحانه يخلق ما يشاء. قال تعالى : } يخلق ما يشاء وهو العليم القدير {

إذن كل ما عدا الله مخلوق ومربوب، يأتمر بأمره ويطيعه، ولا يعصاه، يعلم أن خالقه هو الله، وهو الذي أبدعه، وأنشأه، وسوّاه، ولذلك يرجوه ويخشاه، دل على ذلك تسبيحه، وسجوده، وتقواه، حتى وإن كان جماداً، أو حيواناً، أو طيراً، فالكل أمم مثل الإنس والجان، يتكلمون، ويسبحون، ويسجدون، ويصلون، ويصومون، ويتألمون، ويشْكُون، ويدعون إلى الله ويحبون الخير …

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

كل شيء في هذا الكون يسبح الله، ويسجد لله، ويذكر الله، ويسقط من خشية الله...

فكل المخلوقات تسير في إتجاه واحد، تعلم أن خالقها هو الواحد، وتعبد إله واحد، عدا من حق عليه القول من الإنس والجن …

ومن يقف على نصوص الكتاب والسنة التي صرحت بأن كل شيء في هذا الكون يسبح الله، ويسجد لله، ويذكر الله، ويسقط من خشية الله ؛ يعلم علم اليقين أن هذا الكون لم يخلق عبثاً، ولم يترك سدى، بل خلق لهدف عظيم، وغاية شريفة …

السموات، والأرض وما فيهن، ومن فيهن، وما بينهن من ملائكة وغيرهم يطيعون الله، ولا يعصونه، ومن أنس وجان، وحيوانات، وطيور، وحشرات، وجبال، وسحاب، ورعد، وبرق، وكل المخلوقات كبيرها وصغيرها، عظيمها وحقيرها، ما علمنا وما لم نعلم، كل ذلك طائعٌ لله غير عاص، معترف بفضل الله، غير جاحد، ما أعظمه من كون، خلقه خالق الأكوان، ومبدع جميع المخلوقات، فالطعام يسبح، والحصى تسبح، والسماوات والأرض تسبح، الأموات تتكلم بإذن الله، النار تتكلم وتشتكي، جذع النخل يحنّ، الشمس تتوقف أو تكاد بأمر نبي من الأنبياء بأمر الله، بل تسجد لله، وكل السموات والأرض وما فيهن وما بينهن يسجدون لله إلى غير ذلك.

يقول تعالى :                             ﭿ                      ﮇﮈ         ﮌﮍ                ﮔﮕ                     

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

يسبح لله كل شيء

كل ما خلق الله ؛ طائع لله ممتثلٌ لأمر الله مسبح لله قال تعالى:                ﮘﮙ                     ﮣﮤ                 

قال ابن كثير : أي : وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله، } ولكن لا تفقهون تسبيحهم {، أي : لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس، لأنها بخلاف لغتكم، وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد، وهذا أشهر القولين، كما ثبت في صحيح البخاري، عن ابن مسعود أنه قال : " كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل "

قال ابن القيم : إذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل في الجمادات شعوراً، وإدراكاً تسبيح ربها به، وتسقط الحجارة من خشيته، وتسجد له الجبال والشجر، وتسبحه الحصى، والمياه والنبات … ولو كان التسبيح هو مجرد دلالتها على صانعها، لم يقل : } ولكن لا تفقهون تسبيحهم { فإن كل عاقل يفقه دلالتها على صانعها… وكذب الله من قال : التأويب رجع الصدى فإن هذا يكون لكل مصوت "

وقال تعالى :                               

وقال القرطبي : الخطاب في " ألم تر " للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه : ألم تعلم، والمراد الكُلُّ{ أن الله يسبح له من في السموات}من الملائكة،و{الأرض} من الجن والأنس { والطير صافات }

قال مجاهد وغيره : الصلاة للإنسان والتسبيح لما سواه من الخلق، وقال سفيان : للطير صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود، وقيل إن ضربها بأجنحتها صلاة "

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

تسبيح السماوات والأرض

السماوات والأرض من أكبر وأعظم مخلوقات الله،ومع ذلك فهي تسبح لله :

قال تعالى: } تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن {

قال ابن كثير : يقول تعالى : تُقدسه السموات السبع والأرض ومن فيهن ، أي : من المخلوقات، وتنزهه وتعظمه وتجلِّه وتكبره عما يقول هؤلاء المشركون، وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وإلاهيته .

ففي كل شيءٍ له آيةٌ تدل على أنه واحدٌ.

وقال القرطبي : أعاد على السموات والأرض ضمير من يعقل، لما أسند إليها فعل العاقل وهو التسبيح، وقوله : " ومن فيهن " يريد الملائكة والإنس والجن، ثم عمّ بعد ذلك

الأشياء كلها في قوله } وإن من شيء إلا يسبح بحمده { . وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :تسبيح الرعد

الرعد ؛ الصوت المدوي المخيف الناتج عن إحتكاك السحاب ببعضه ليتم تفريغ الشحنات الكهربائية لينزل المطر : يسبح لله ويمتثل لأمره :

قال تعالى :                                  ﯿ                وأخرج الإمام أحمد بسنده من حديث شيخ من غفار قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله ينشئ السحاب، فينطق أحسن النطق، ويضحك أحسن الضحك"

وذكره الألباني في صحيح الجامع ثم قال : صحيح، وقال في الصحيحة : صحيح

وقال مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير ؛ أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ، ثم يقول : إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديدٌ " .

قال القرطبي : " ويسبح الرعد بحمده " من قال إن الرعد صوت السحاب فيجوز أن يُسبّح الرعد بدليل خلق الحياة فيه، ودليل صحة هذا القول قوله " والملائكة من خيفته"

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :تسبيح الجبال

الجبال الرواسي الخلق العظيم الكبير تسبح لله وتذكر الله :

قال تعالى :                                

وقال سبحانه :                     

قال القرطبي : قال وهب : كان داود يمر بالجبال مسبحاً، والجبال تجاوبه بالتسبيح... وقيل : كان داود إذا وجد فترة أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق ؛ ولهذا قال : " وسخرنا " أي جعلناها بحيث تطيعه إذا أمرها بالتسبيح، وقيل : إن سيرها معه تسبيحها، والتسبيح مأخوذ من السباحة ؛ دليله قوله تعالى : } يا جبال أوبي معه {، وقال قتادة : " يسبحن " يصلين معه إذا صلى، والتسبيح : الصلاة، وكل محتمل، وذلك فعل الله تعالى بها ؛ ذلك لأن الجبال لا تعقل فتسبيحها دلالة على تنزيه الله تعالى عن صفات العاجزين والمحدثين .."

وقال ابن كثير : " وذلك لطيب صوته، بتلاوة كتابه الزبور، وكان إذا ترنم به تقف الطير في الهواء، فتجاوبه، وترد عليه الجبال تأويباً  "

وقال القرطبي : ذكر تعالى عن داود ما أتاه من البرهان والمعجزة وهو تسبيح الجبال معه، قال مقاتل : كان داود إذا ذكر الله عز وجل ذكرت الجبال معه، وكان يفقه تسبيح الجبال، وقال ابن عباس : " يسبحن " يصلين وإنما يكون هذا معجزة إذا رآه الناس وعرفوه، وقال محمد بن إسحاق : أوتي داود من حسن الصوت، ما يكون له في الجبال دويّ حسن وما تصغى لحسنه الطير، وتصوت معه

وقال ابن كثير : أي : إنه تعالى سخر الجبال تسبح معه عند إشراق الشمس وآخر النهار … وتسبح معه وتجيبه الجبال الشامخات، ترجع معه، وتسبح تبعاً له "

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

تسبيح الطعام

الطعام الذي يأكله الإنسان يسبح الله ويذكر الله :

أخرج البخاري بسنده من حديث عبد الله بن مسعود قال : كنا نعد الآيات بركة، وانتم تعدونها تخوفاً، كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في سفر، فقلّ الماء، فقال : اطلبوا فضلة من ماء، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثم قال : حي على الطهور المبارك، والبركة من الله، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل "

وقال ابن حجر : أي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – غالباً، ووقع ذلك عند الإسماعيلي صريحاً أخرجه الحسن بن سفيان عن بندار عن أبي أحمد الزبيري في هذا الحديث " كنا نأكل مع النبي – صلى الله عليه وسلم – الطعام، ونحن نسمع تسبيح الطعام" وله شاهد أورده البيهقي في " الدلائل " من طريق قيس بن أبي حازم قال : " كان أبو الدرداء وسليمان إذا كتب أحدهما إلى الآخر قال له : بآية الصحفة، وذلك أنهما بيناهما يأكلان في صحفة إذ سبحت وما فيها، وذكر عياض عن جعفر بن محمد بن أبيه قال : "مرض

النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل بطبق فيه عنب ورطب، فأكل منه فسبح"… ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

تسبيح الحصى

الحصى الجماد المعروف يذكر الله ويسبح الله :

قال ابن حجر : وقد اشتهر تسبيح الحصى، ففي حديث أبي ذر قال : " تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنيناً، ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن ثم وضعهن في يد عمر فسبحن، ثم وضعهن في يد عثمان فسبحن " أخرجه البزار والطبراني في الأوسط، وفي رواية الطبراني "فسمع تسبيحهن من في الحلقة، وفيه ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن " مع أحد منا " قال البيهقي في " الدلائل " كذا رواه صالح بن أبي الأخضر – ولم يكن بالحافظ – عن الزهري عن سويد بن يزيد السلمي عن أبي ذر، والمحفوظ ما رواه شعيب بن ابي حمزة عن الزهري قال : ذكر الوليد بن سويد أن رجلاً من بني سليم كان كبير السن ممن أدرك أبا ذر الربذة ذكر له عن أبي ذر بهذا … ، وأما تسبيح الحصى فليست له إلا هذا الطريق الواحدة مع ضعفها

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

كلام النمل وتسحبيه

النملة الحشرة الصغيرة تذكر الله وتسبح الله وتتكلم :

قال تعالى :                                                                                                                                   وأخرج البخاري بسنده – يقول : قرصت نملة نبياً من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه إن قرصتك نملة أحرقت أمةً من الأمم تسبح الله "

قال القرطبي : مقتضى هذا أنه تسبيح بمقال ونطق، كما أخبر الله عن النمل أن له منطقاً فهمه سليمان عليه السلام – وهذا معجزة له – وتبسم من قولها، وهذا يدل دلالة واضحة أن للنمل نطقاً وقولاً، لكن لا يسمعه كل أحد … ولا ننكر هذا من حيث أنا لا نسمع ذلك، فإنه لا يلزم من عدم

الإدراك عدم المدرك في نفسه …

وقال ابن عطية : والنمل حيوان فطن قوى شمام جداً يدّخر، ويتخذ القرى، ويشق الحب بقطعتين لئلا ينبت، ويشق الكزبرة بأربع قطع، ؛ لأنها تنبت إذا قسمت شقين، ويأكل في عامه نصف ما جمع، ويستبقي سائره عدة .

قال ابن العربي : وهذه خواص العلوم عندنا، وقد أدركتها النمل بخلق الله ذلك لها….                       وقال القرطبي : فالنملة أثنت على سليمان وأخبرت بأحسن ما تقدر عليه بأنهم لا يشعرون إن حطموكم، ولا يفعلون ذلك عن عمد منهم، فنفت عنهم الجور، ولذلك نهى عن قتلها…

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

تسبيح الضفدع

الضفدع الكثير التسبيح لأنه كثير النقيق حُرم قتله لأنه يذكر الله ويسبحه :ذكر أبن كثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الضفدع، وقال نقيقها تسبيح وعزاه إلى النسائي

وذكره الألباني في صحيح الجامع

 وقال عنه صحيح

وقال القرطبي : أرسل الله عليهم الضفادع، جمع ضفدع وهي المعروفة التي تكون في الماء، وفيه مسألة واحدة وهي أن النهي ورد عن قتلها، أخرجه أبو داود عن أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق، وابن ماجة عن محمد بن يحي النيسابوري الذهلي عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصُّردَ، والضفدع والنملة والهدهد"، وخرج النسائي عن عبد الرحمن ابن عثمان أن طبيباً ذكر ضفدعاً في دواء عند النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله، صححه أبو محمد عبد الحق، ونهى عن قتل الضفدع لأنها كانت تصب الماء على نار إبراهيم، ولما تسلّطت على فرعون جاءت فأخذت الأمكنة كلها، فلما صارت إلى التنور وثبت فيها وهي نار تسعر طاعة لله فجعل الله نقيقها تسبيحاً، يقال أنها أكثر الدواب تسبيحاً

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :تسبيح الطير

الطير الذي يطير في الهواء يسبح الله ويذكر الله :

قال تعالى : } ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات، كل قد علم صلاته وتسبيحه

والله عليم بما يفعلون {

وقال تعالى : } … وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير، وكنا فاعلين {

وقال تعالى :                                                                     قال ابن كثير : قوله " والطير صافات " أي : في حال طيرانها، تسبح ربها وتعبده بتسبيح ألهمها وأرشدها إليه، وهو يعلم ما هي فاعلة ولهذا قال : " كل قد علم صلاته وتسبيحه "       أي : كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله عز وجل .

وقال : قوله " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين " وذلك لطيب صوته بتلاوة كتابه الزبور، وكان إذا ترنم به تقف الطير في الهواء، فتجاوبه، وترد عليه الجبال تأويباً، ولهذا لما مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي موسى الأشعري، وهو يتلو القرآن من الليل، وكان له صوت طيب فوقف واستمع لقراءته ، وقال: " لقد أوتي هذا من مزامير آل داود " قال : يا رسول الله ، لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً "

وقال ابن كثير : " والطير محشورة " أي محبوسة في الهواء " كل له أواب " أي مطيع يسبح تبعاً له .

قال سعيد بن جبير وقتادة، ومالك : عن زيد بن أسلم، وابن زيد " كل له أواب " أي مطيع … "

وقال ابن القيم : فهذه صلاة وتسبيح حقيقة يعلمها الله، وإن جحدها الجاهلون المكذبون … ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان :

كل شيء يسجد لله

كل خلق الله يسجد لله امتثالاً لأمر الله وشكراً لله :

قال تعالى : } أو لم يرو إلى ما خلق الله من شيء يتفيئوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون { . قال ابن كثير : يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء، ودانت له الأشياء، والمخلوقات بأسرها : جمادها وحيواناتها، ومكلفوها من الإنس والجن، والملائكة، فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين، وذات الشمال، أي : بكرة وعشياً، فإنه ساجد بظله لله تعالى .

قال مجاهد : إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله عز وجل، وكذا قال قتادة، والضحاك وغيرهم : وقوله "

 وهم داخرون " أي صاغرون ..

قال تعالى : } ولله يسجد ما في السموات، وما في الأرض من دآبة والملائكة ، وهم لا يستكبرون {

وقال تعالى :                            ﭿ                                                                     قال القرطبي على الآية الأولى : أي من كل ما يدب على الأرض .

وقال ابن كثير على الآية الثانية : يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعاً وكرهاً، وسجود كل شيء مما يختص به … " .

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:

 سجود الشمس

الشمس تدخل في" كل شيء" لكنها أفردت بالذكر لعظمها، ولأنها يوم من الأيام ستستأذن فلا يؤذن لها، فهي كل يوم تسجد لله وتستأذن فيأذن لها الله :

أخرج البخاري ومسلم بسنديهما من

 حديث أبي ذر قال : قال رسول الله

 – صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه ؟ " قال قلت : الله ورسوله أعلم، قال : "فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها : ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، ثم قرأ } ذلك مستقرٌ لها { " في قراءة عبد الله

قال ابن حجر : وعند النسائي بلفظ : " تذهب حتى تنتهي تحت العرش عند ربها" وزاد " ثم تستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها وتستشفع وتطلب،فإذا كان ذلك قيل : أطلعي من مكانك فذلك قوله{والشمس تجري لمستقر لها } وأما قوله : }تحت العرش { فقيل هو حين محاذاتها، ولا يخالف هذا قوله  " وجدها تغرب في عين حميئة "  فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب، وسجودها تحت العرش إنما هو بعد الغروب … وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها، قلت : وظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه في كل يوم وليلة عند سجودها ومقابل الاستقرار المسير الدائم المعبر عنه بالجري ... "

 

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: سجود النجم والشجر

كل المخلوقات تسجد لله، والنجم والشجر من الأشياء وخصت بالذكر لأنها خلق من خلق الله طائعة لله ومربوبة :

قال تعالى : } والنجم والشجر يسجدان { وقال تعالى :                             ﭿ                                                                  

قال ابن كثير : يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له ؛ فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعاً وكرهاً وسجود كل شيء مما يختص به …

وقوله } والشمس والقمر والنجوم { ، إنما ذكر هذه على التنصيص، لأنها قد عُبدت من دون الله، فبين أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مسخرة

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:صيام الصُّرد

كل المخلوقات تعبد الله وتسبح الله، ولكن الإنسان لا يفقه ذلك، وأيضاً لا نعلم كيفية عباداتها لله إلا ما أخبرنا الله به، ومن هذه العبادات الصيام لهذا الطائر :

أخرج أبو داود بسنده من حديث ابن عباس قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب : النملة، والنحلة، والهدهد، والصُّرَد "

وذكره الألباني في صحيح الجامع وقال : صحيح وعزاه إلى ابن ماجة

وقال القرطبي : وروى عن أبي هريرة، قال : أوّل من صام الصُّرَد، ولما خرج إبراهيم عليه السلام من الشام إلى الحرم في بناء البيت كانت السكينة معه والصُّرد دليل على المواضع والسكينة مقداره " .

وقال في موضع آخر : فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الصُّرَد، لأنه كان دليل إبراهيم على البيت ..

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:حديث النار

هذا الخلق الرعيب الرهيب تشتكي إلى الله من بعضها فكيف بمن سيلقى فيها ؟ .

أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير "

قال ابن حجر : قال القرطبي: لا إحالة في حمل اللفظ على حقيقته، وإذا أخبر الصادق بأمر جائز لم يحتج إلى تأويله فحمله على الحقيقة أولى، وقال النووي نحو ذلك ثم قال : حمله على حقيقته هو الصواب …

أخرج الإمام أحمد بسنده من حديث أبي سعيد الخدري عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : يخرج عنق من النار يتكلم يقول : وكلت اليوم بثلاثة ؛ بكل جبار وبمن جعل مع الله إلهاً آخر وبمن قتل نفساً بغير نفس فتنطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم

وفي رواية " وبالمصورين ".

ثم قال عنه الألباني : صحيح

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:حديث الأموات

من فارقت روحه بدنه لا يتكلم إلا من أذن الله له لحكمة قد يخبرنا بها وقد لا يخبرنا :

قال تعالى :   ﭿ                                                                 قال ابن كثير : " فادارأتم " اختلفتم، " تكتمون : تغيبون، " فاضربوه ببعضها" هذا البعض : أيُّ شيء، كان من أعضاء هذه البقرة، فالمعجزة حاصلة به، وخرق العادة به كائن ..

قال أبو العالية : أمرهم موسى عليه السلام أن يأخذوا عظماً من عظامها، فيضربوا به القتيل، ففعلوا، فرجع إليه روحه، فسمى لهم قاتله ثم عاد ميتاً كما كان .."

قال القرطبي : وأما قتيل بني إسرائيل فكانت معجزة، وأخبر تعالى أنه يحييه ، وذلك يتضمن الإخبار بقاتله خبراً جازماً لا يدخله احتمال … "

أخرج البخاري بسنده من حديث أبي سعيد الخدري يقول : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : " إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فان كانت صالحةً قالت: قدموني، قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت : يا ويلها، أين يذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق "

قال ابن حجر : إن ابتداء العرض إنما يكون عند حمل الجنازة لأنها حينئذ يظهر لها ما تؤل إليه فتقول ما تقول "

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:

الحجارة تهبط من خشية الله

الجماد يتكلم ويهبط خوفاً من الله : -

قال تعالى : } وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون {

قال ابن كثير : وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد أنه كان يقول : " كل حجر يتفجر منه الماء، أو يتشقق عن ماء، أو يتردى من رأس جبل، لمن خشية الله، نزل بذلك القرآن"

وقال القرطبي : بعد أن ذكر قول مجاهد وبعض الأقوال :

قلت : كل ما قبل يحتمله اللفظ، والأول صحيح، فإنه لا يمتنع أن يعطى بعض الجمادات المعرفة فيعقل، كالذي روى عن الجذع الذي كان يستند إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا خطب، فلما تحوّل عنه حنّ ؛ وثبت عنه أنه قال : " إن حجراً كان يسلّم عليّ في الجاهلية إني لأعرفه الآن " .

وكما روى أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: قال لي ثبير : إهبط فإني أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذبني الله" فناداه حراء : إليّ يا رسول الله، وفي التنزيل : } إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال { الآية، وقال : " } لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله{ يعني تذللاً وخضوعاً .. "

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:كلام الحجر في المعركة مع اليهود

أخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث عبد الله بن عمر قال : " سمعت رسول الله-  صلى الله عليه وسلم – يقول : " تقاتلكم اليهود، فتسلطون عليهم، حتى يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فأقتله "

وعند مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم، يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود "

قال ابن حجر : وفي الحديث ظهور الآيات قرب قيام الساعة من كلام الجماد من شجر وحجر، وظاهره أن ذلك ينطق حقيقة … "

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:سلام الحجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرج مسلم بسنده من حديث جابر بن سمرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن "

قال النووي : فيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات وهو موافق لقوله تعالى في الحجارة { وإن منها لما يهبط من خشية الله } وقوله تعالى { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } وفي هذه الآية خلاف مشهور، والصحيح أنه يسبح حقيقة، ويجعل الله تعالى فيه تمييزاً بحسبه كما ذكرنا، ومنه الحجر الذي فر بثوب موسى صلى الله عليه وسلم، وكلام الذراع المسمومة، ومشي إحدى الشجرتين إلى الأخرى حين دعاهما النبي – صلى الله عليه وسلم، وأشباه ذلك "

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:كلام السباع وعذبة سوط الرجل وشراك نعله وفخذه

حيوانات وجمادات تتكلم بإذن الله :

أخرج الترمذي بسنده من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وحتى تكلم الرجل عذبه سوطه، وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده " ثم قال : وهذا حديث حسن غريب ثم قال عنه الألباني : صحيح

قال المباركفوري : المفترس من الحيوان، قوله " حتى تكلم السباع " أي سباع الوحش كالأسد أو سباع الطير كالبازي، ولا مانع من الجمع ..

الحيوانات تتكلم بمشيئة الله مثل البقرة والذئب                        أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة قال: صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم : صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس فقال : بينا رجل يسوق بقرةً إذ ركبها فضربها، فقالت : إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث، فقال الناس : سبحان الله، بقرةٌ تكلم ؟ فقال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثمّ .

وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاةٍ، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب : هذا استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ؟ فقال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم ؟ قال : فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثمّ

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: شكوى الجمل

المظلوم من الحيوانات تتألم وتشتكي إلى الله وإلى المخلوقين :

أخرج أبو داود بسنده من حديث عبد الله بن جعفر قال : أردفني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خلفه ذات يوم فأسَرَّ إليَّ حديثاً لا أحدث به أحداً من الناس، وكان أحب ما أستتر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لحاجته هدفاً أو حائش نخل، قال : فدخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا جملٌ فلما رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – حَنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي – صلى الله عليه وسلم – فمسح ذفراه فسكت فقال : " من ربُّ هذا الجمل، لمن هذا الجمل " ؟ فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله، فقال " أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلىَّ أنك تجيعه وتُدْئِبه "

وذكره الألباني في الصحيحة، وصحيح الجامع، وقال : إسناده صحيح

وأخرج أحمد بسنده من حديث المنهال بن عمرو بن يعلى قال: ما أظن أن أحداً من الناس رأى من رسول الله – صلى الله عليه وسلم إلا دون ما رأيت … الحديث .

فذكر أمر الصبي، والنخلتين، وأمر البعير، إلا أنه قال : " … ما لبعيرك يشكوك ؟ زعم أنك سانيه حتى إذا كبر تريد أن تنحره، لا تنحروه ، واجعلوه في الإبل يكون معها"

وذكره الألباني في الصحيحة وأورد طرقاً كثيرة ثم قال : وبالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:كلام الجوارح يوم القيامة

الكافر والمنافق والفاسق يوم القيامة جوارحه شهود عليه :

قال تعالى : { اليومَ نختم على أفواههم، وتكلمنا أيديهم، وتشهدُ أرجلهم بما كانوا يكسبون }

وأخرج مسلم بسنده من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " … ثم يقال له : الآن نبعث شاهدنا عليك، ويتفكر في نفسه : من ذا الذي يشهد عليَّ ؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه : انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليعذر من نفسه ".وذلك المنافق . وذلك الذي يسخط الله عليه

قال ابن كثير:هذا حال الكفار والمنافقين يوم القيامة، حين ينكرون ما اجترموه في الدنيا، ويحلفون ما فعلوه، فيختم الله على أفواههم ويستنطق جوارحهم بما عملت

وأخرج ابن ماجة بسنده من حديث جابر ؛ قال : لما رجعت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مهاجرة البحر قال " ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة ؟ " قال فتيةُ منهم : بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس، مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها: فخرت على ركبتيها، فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت : سوف تعلم يا غدر، إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك، عنده غداً . قال : يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " صدقت صدقت . كيف يقدس الله أمةً لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟"

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: كلام الهدهد

هذا الطائر موحد ومسبح وداعي إلى الله، ولذلك لم يعاقبه سليمان حينما غاب :

قال تعالى حكاية عن سليمان :{ وتفقد الطيرَ فقال : ما لي لا أرى الهدهدَ، أم كان من الغائبين، لأعذبنهُ عذاباً شديداً أو لأ اذبحنهُ، أو ليأتيني بسلطانِ مبين، فمكثَ غيرَ بعيد فقال: أحطتُ بما لم تحطْ به وجئتكَ من سبأ بنبأٍ يقين، إني وجدتُ امرأةً تملكهم، وأوتيتْ من كل شيء، ولها عرشٌ عظيم، وجدتُها وقومها يسجدون للشمس من دون الله، وزينَ لهم الشيطانُ أعمالهم فصدهم عن السبيل، فهم لا يهتدون، ألاَّ يسجدوا لله الذي يخرجُ الخبءَ في السموات والأرض، ويعلم ما تخفون وما تعلنون، اللهُ لا إله إلا هو رب العرشِ العظيم، قال : سننظرْ أصدقتَ أم كنتَ من الكاذبين}

قال ابن كثير : .. ولما كان الهدهد داعياً إلى الخير، وعبادة الله وحده والسجود له ؛ نهى عن قتله، كما رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، عن أبي هريرة قال : نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن قتل أربع من الدواب : النملة، والنحلة، والهدهد والصُّرد" وإسناده صحيح

وقال القرطبي: نهى عن قتل الهدهد ؛ لأنه كان دليل سليمان على الماء ورسوله إلى بلقيس، وقال عكرمة : إنما صرف الله شر سليمان عن الهدهد لأنه كان باراً بوالديه

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الخامسة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: من تكلم في المهد

أطفال في صغرهم ومهدهم يتكلمون بإذن الله :

قال تعالى : { فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عيناً، فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً، فلن أكلم اليوم إنسياً ...}الآيات

وقال تعالى : { قال هي راودتني عن نفسي، وشهد شاهد من أهلها ؛ إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين}

وأخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له : جريج كان يصلي، فجاءته أمه فدعته، فقال : أجيبها أو أصلي ؟ فقالت : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته ، فتعرضت له امرأة، وكلمته فأبى، فأتت راعياً فأمكنته من نفسها، فولدت غلاماً، فقالت : من جريج، فأتوه فكسروا صومعته، وأنزلوه، وسبوه، فتوضأ وصلى، ثم أتى الغلام فقال : من أبوك يا غلام ؟ قال : الراعي، قالوا : نبني صومعتك من ذهب ؟ قال : لا ، إلا من طين .

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: من تكلم في المهد أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :

وكانت امرأة ترضع ابناً لها من بني إسرائيل، فمر رجل راكب ذو شارة، فقالت : اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال : اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه، قال أبو هريرة : كأني أنظر إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يمص إصبعه، ثم مر بأمةٍ فقالت : اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها فقال : اللهم اجعلني مثلها، فقالت : لم ذاك ؟ فقال : الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون : سرقت زنت، ولم تفعل

وأخرج مسلم بسنده من حديث صهيب أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر … " الحديث بطوله .. وفيه : قيل لهم : "اقتحموا" ففعلوا حتى جاءت امرأةٌ ومعها صبيٌ لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام :" يا أمَّه اصبري فإنك على الحق "

قال ابن كثير : ...وقال العوفي:عن ابن عباس قال : كان صبياً في المهد، وكذا روى عن أبي هريرة، وهلال بن يساف، والحسن، وسعيد بن جبير، والضحاك بن مزاحم : أنه كان صبياً في الدار، واختاره ابن جرير …

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة السابعة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: من تكلم في المهد

وأخرج الحاكم بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: " لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، فقلت ما هذه الرائحة ؟ فقالوا : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت : بسم الله فقالت ابنته : أبي، فقالت : لا بل ربي وربك ورب أبيك، فقالت أخبر بذلك أبي، قالت : نعم، فأخبرته فدعا بها وبولدها، فقالت : لي إليك حاجة فقال : ما هي ؟ قالت : تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنه جميعاً، فقال : ذلك لك علينا من الحق، فأتى بأولادها فألقى واحداً واحداً حتى إذا كان آخر ولدها وكان صبياً مرضعاً، فقال : اصبري يا أماه فإنك على الحق، ثم القيت مع ولدها قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : تكلم أربعة وهم صغار؛ هذا، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى بن مريم عليه السلام " ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي : صحيح

ونخلص إلى أنه من تكلم وهو في المهد أو صغيراً كالتالي :

1-   عيسى عليه السلام

2-   صاحب جريج .

3-   غلام المرأة من بني إسرائيل .

4-   غلام المرأة من أصحاب الأخدود

5-   ابن ماشطة ابنة فرعون .

6-   شاهد يوسف وفيه إختلاف ..

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:

حديث نبي من الأنبياء مع الشمس أثناء المعركة حديث بين إنسان وجماد وإستجابة من الجماد بإذن الله

أخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أبي هريرة قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " غزا نبيٌ من الأنبياء فقال لقومه : لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتاً ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنماً أو خلفات وهو ينتظر ولادها، فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: إنكِ مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليهم،

قال ابن حجر:وخطابه للشمس يحمل أن يكون على حقيقته، وأن الله تعالى خلق فيها تمييزاً وإدراكاً …         قال عياض :اختلف في حبس الشمس هنا، فقيل ردت على أدراجها، وقيل وقفت، وقيل بطئت حركتها، وكل ذلك محتمل، والثالث أرجع عند ابن بطال وغيره…"

وقال ابن حجر : وهذا النبي هو يوشع بن نون، كما رواه الحاكم … وقد ورد أصله من طريق مرفوعة صحيحة أخرجها أحمد من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس … "

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: حنين الجذع

حب المخلوقات لله ولمن يحبه الله :

أخرج البخاري بسنده من حديث ابن عمر : " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب إلى جذعٍ، فلما اتخذ المنبر، تحول إليه، فحن الجذع، فأتاه فمسح يده عليه "

وفي رواية جابر " أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرةٍ أو نخلةٍ، فقالت امرأة من الأنصار – أو رجل - : يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً ؟ فصاحت النخلة، صياح الصبي، ثم نزل النبي – صلى الله عليه وسلم – فضمه إليه، يئن أنين الصبي الذي يُسكَّنُ قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها

قال ابن حجر : قوله " فأتاه فمسح يده عليه " في رواية الاسماعيلي من طريق يحي ابن السكن عن معاذ " فأتاه فاحتضنه فسكن " فقال : لو لم أفعل لما سكن " .

ونحوه في حديث ابن عباس عند الدارمي بلفظ " لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة حزناً على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ثم أمر به فدفن " وأصله في الترمذي دون الزيادة، ووقع في حديث الحسن عن أنس : كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث يقول : يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شوقاً إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الثلاثون  في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:

إيباء السماوات والأرض والجبال عن حمل الأمانة

خوف الجمادات من تحمل الأمانةَ :

قال تعالى : { إنا عرضنا الأمانةَ على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقنَ منها وحملها الإنسانُ إنه كان ظلوماً جهولاً }     قال ابن كثير : قال العوفي، عن ابن عباس : يعني بالأمانة : الطاعة، وعرضها عليهم قبل أن يعرضها على آدم، فلم يطقنها، فقال لآدم : إني قد عرضتُ الأمانة على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها ؟ قال : يارب وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، فأخذها آدم فتحملها، فذلك قوله { وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً }

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: الأمانة : الفرائض، عرضها الله على السموات والأرض والجبال، إن أدوها أثابهم،وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيماً لدين الله أن لا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها، وهو قوله { وحملها الإنسانُ إنه كان ظلوماً جهولاً }، يعني: غِرَّاً بأمر الله.. "

قال القرطبي : لما بيّن تعالى في هذه السورة من الأحكام ما بيّن، أمر بالتزام أوامره، والأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الواحدة والثلاثون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان: فرار الحجر بالثوب

جماد يفر بثوب موسى بإذن الله لحكمة أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يرى من جلده شيئاً استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل: فقالوا : ما يستتر هذا التستر إلا عن عيب بجلده، إما برص، وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوماً وحده، فوضع ثيابه على حجر ثم إغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطنب الحجر فجعل يقول : ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عرياناً من أثر ضربه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً، فذلك قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً }                          و في رواية " فقالوا :والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضرباً،

قال ابن حجر : " وفيه معجزة ظاهرة لموسى عليه السلام، وأن الآدمي يغيب عليه طباع البشر، لأن موسى علم أن الحجر ما سار بثوبه إلا بأمر من الله، ومع ذلك عامله معاملة من يعقل حتى ضربه … "

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع (تسبيح وكلام الجمادات والحيوانات ) وستكون بعنوان:تذلل وخضوع الجبل

الجبل الخلق العظيم يخضع ويتذلل لله ولكلام الله :

قال تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآنَ على جبل لرأيتهُ خاشعاً متصدعاً من خشيةِ الله، وتلكَ الأمثالُ نضربها للناسِ لعلهم يتفكرون }

قال القرطبي : .. حث على تأمل مواعظ القرآن، وبيّن أنه لا عذر في ترك التدبر، فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبالُ مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعةً متصدعةً أي: مشفقة من خشية الله، والخاشع : الذليل، والمتصدع: المتشقق . وقيل : " خاشعاً" لله بما كلفه من طاعته . " متصدعاً" من خشية الله أن يعصيه فيعاقبه، وقيل : هو على وجه المثل للكفار .."

قال ابن كثير: " يقول تعالى معظماً لأمر القرآن، ومبيناً علو قدره، وأنه تخشع له القلوب، وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد الحق والوعيد الأكيد " .

فإذا كان الجبل في غلظة وقساوته لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه لخشع وتصدع من خوف الله عز وجل، فكيف يليق بكم أيها البشر أن لا تلين قلوبكم وتخشع، وتتصدع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه ؟ ولهذا قال تعالى : { وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون }

وهذه الحلقة هي آخر هذا الموضوع اسأل الله أن يجعله علما نافعا وعملا متقبلا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين