المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم

المزيد (المختصر)

     إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) وبعــــد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع (المزيد) وستكون بعنوان : المقدمة والمعنى

 المقدمة : إن رضا الله وجنته مطلب لكل مؤمن

 بل هدف وغاية كل مسلم لكن نعيم الجنة ودرجاتها تتفاوت فأعلاها وأوسطها الفردوس الأعلى ، وأدنى أهل الجنة منزلة من له عشرة أمثال الدنيا ، وأيضاً النعيم في أيام الجنة يتفاوت ؛ ففي يوم الجمعة  وهو يوم المزيد ، يحصل للمؤمنين من النعيم برؤية وجه الله الكريم ما تتغير به وجوههم إلى الأجمل والأحسن والأنور ، وتسعد به نفوسهم، وتقر به أعينهم ،  ولهذا الفضل العظيم  كان هذا البحث المهم اسأل الله أن يجعله علما نافعا وعملا متقبلا.

المبحث الأول : معنى المزيد ؛ وفيه مطلبان:  

الأول : المزيد في لغة :

 للمزيد في اللغة عدة معاني منها : الزاد ، ومنها :

 النمو ، ومنها : الغلو في الاسعار ، ومنها :

حسن الصوت ، ومنها : الكذب ، ومنها : ما يزيده الله في النار من الإنس والجان ، ومنها : الكفر المزيد    قال ابن منظور : " زود الزَّوْد : تأْسيس الزاد وهو طعام السفر والـحضر جميعاً والـجمع أَزواد وفـي الـحديث قال لوفد عبد القـيس : ( أَمعكم من أَزْوِدَتِكم شيء؟ ) قالوا: نعم .

والأَزودة : جمع زاد على غير القـياس.

 وفـي التنزيل العزيز ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)(البقرة: من الآية197)  ...

والزِّيادة : النُّموّ وهو خلاف النقصان

قال الثعالبي : روى عن الحسن وابن شهاب انهما قالا:  المزيد هو: حسن الصوت 

 المطلب الثاني : المزيد في الإصطلاح :           

إذا اطلق المزيد فهو : النظر إلى وجه الله الكريم يوم القيامة في يوم المزيد ، وإذا قيد فهو بحسب قيده ، وقد ورد مقيداً لعدة معاني :

الأول :المرأة في الجنة ، الثاني : الصدقة ، الثالث: الإيمان ، الرابع : العلم ، الخامس : السحاب يمر بأهل الجنة فيمطرهم الحور، السادس : ما تمنوه وسألوا مما لم يخطر ببالهم ، ولم  تسمع به آذانهم ، ولم تره أبصارهم ، ولم تصل إليه شهواتهم    

قال السمعاني : قوله ( وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)(قّ: من الآية35)   فيه قولان:

أحدهما : أن المزيد هو ما لم يخطر ببالهم ولم تصل إليه شهوتهم وإرادتهم والآخر:أنه النظر إلى الله تعالى

وقال ابن الجوزي :  للمفسرين في المراد بهذا المزيد

 ثلاثة أقوال : أحدها: أنه النظر إلى الله عز وجل  يتجلى لهم الرب تعالى في كل جمعة

والثاني : أن السحاب يمر بأهل الجنة فيمطرهم الحور

والثالث : أن الزيادة على ما تمنوه وسألوا مما لم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر

قال  الشنقيطي :  قوله تعالى  ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ  ) (يونس : من الآية26)   الحسنى : الجنة ، والزيادة  : النظر  

وقال الحكمي :  للذين أحسنوا العمل في الدنيا ، والحسنى هي:الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه الله عز وجل

وقال ابن تيمية  : " ثبت عن الصحابة زيادة الإيمان ونقصانه ، ولم يعرف فيه مخالف من الصحابة فروى الناس من وجوه كثيرة مشهورة عن حماد بن سلمة عن أبى جعفر عن جده عمير بن حبيب الخطمى وهو من أصحاب رسول الله قال  : الإيمان يزيد وينقص قيل له وما زيادته وما نقصانه قال اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته واذا غفلنا ونسينا فتلك نقصانه "

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع المزيد وستكون بعنوان : المبحث الثاني :

      المزيد هو النظر إلى وجه الله الكريم 

وفيه مطلبان :

الأول :التعريف بصفة وجه الله الكريم

قال تعالى : ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن:27)

وقال تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(القصص: من الآية88)

وأخرج مسلم في صحيحه بسنده من حديث  أبي موسى قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال:( إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) صحيح مسلم ج1 ص161رقم 179 وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما من حديث أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما،وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما،وما بين القوم وبين أن ينظرواإلى ربهم إلا رداء الكبرعلى وجهه في جنة عدن) صحيح البخاري ج4 ص1848رقم 4597 ، صحيح مسلم ج1 ص163رقم 180  

  وطريق إثبات الصفات السمعية الكتاب والسنة فقط ، وهي صفات قائمة بذاته ، لايقال فيها أنها هي المسمى ولا غير المسمى ، ولا يجوز تكييفها ؛فالوجه له صفة وليست صورة [الاعتقاد للبيهقي ج1/ص71 ، 88 ط مرسي ]

 إن صفة الوجه من الصفات الخبرية التي ثبتت بصريح القرآن وصحيح السنة، والعقل تابع ومصدق وغير رافض ، وأطبق السلف وأتباعهم على الإيمان بهذه الصفة كغيرها من صفات الرب تعالى، وإثباتها

على ما يليق بالله سبحانه وتعالى [الصفات الألهية ، لمحمد الجامي ص1 ط الأولى 1408هـ ]   

الثاني :المزيد هو النظرإلى وجه الله الكريم 

  إن أعظم النعيم في الجنة هو النظرإلى وجه الله الكريم ؛ رؤية حقيقية

قال ابن الأثير : "رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة ،والدرجة العليامن عطايا الله الفاخرة ، بلَّغنا الله منها ما نرجو "[ جامع الأصول ج 10 ص 557]

قال تعالى:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ،إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:22،23) وهذا تصريح من الحق تبارك وتعالى برؤية عباده له في جنات النعيم .

 قال ابن كثير :  قال تعالى :( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) من النضارة أي حسنة بهية مشـرقة مسـرورة       ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) أي تراه عيانا كما رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه 7435 ( إنكم سترون ربكم عيانا ) وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة وهما في الصحيحين :  أن ناسا قالوا يا رسول الله :هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب ) ؟ قالوا : لا ، قال :   (فإنكم ترون ربكم كذلك) "[تفسير ابن كثير ج4/ص451]

    إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة في موضوع المزيد وستكون إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :            المزيد هو النظر إلى وجه الله الكريم   

وقد صرح سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بحرمان الكفار والمشركين من نعيم النظر إلى وجهه الكريم

قال تعالى : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15)

قال ابن كثير : أي لهم يوم القيامة منزل ونزل سجين ثم هم يوم القيامة مع ذلك محجوبون عن رؤية ربهم وخالقهم قال الإمام أبو عبد الله الشافعي: وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ وهذا الذي قاله الإمام الشافعي رحمه الله في غاية الحسن وهو استدلال بمفهوم هذه الآية كما دل عليه منطوق قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) وكما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح المتواترة في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في الدار الآخرة رؤية بالأبصار في عرصات القيامة وفي روضات الجنان الفاخرة

 وأخرج مسلم في صحيحه بسنده من حديث  صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (  إذا دخل أهل الجنة الجنة قال : يقول الله تبارك وتعالى : ( تريدون شيئا أزيدكم ) ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) [صحيح مسلم ج1 ص163رقم 181]

قال الأشقر : "والنظر إلى وجه الله تعالى من المزيد الذي وعد الله به المحسنين  (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) ، ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) ، وقد فسرت الحسنى بالجنة ، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم ... ورؤية الله رؤية حقيقية ...سئل الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة عن قوله تعالى : ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) فقيل : إن قوماً يقولون : إلى ثوابه . فقال مالك :كذبوا ، فأين هم عن قوله تعالى : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15)

قال مالك : "الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم ، وقال : لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة ، لم يعبر الله عن الكفار بالحجاب فقال :

( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15) [الجنة والنار للأشقر ص 256 ط الثانية 1408هـ  ، مشكاة المصابيح ج3 ص 100 رقم 5663]

وقال الطحاوي : والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية ، كما نطق به كتاب ربنا:(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ،إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)

ثم قال الشارح : " ... وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون ، وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين ، وأهل الحديث ، وسائر طوائف أهل الكلام المنسوبون إلى السنة والجماعة ... وهذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين ،وهي الغاية التي شمَّرإليها المشمَّرون وتنافس المتنافسون وحُرمَهَا  الذين هم عن ربهم محجوبون ، وعن بابه مردودون  " ثم ذكر أن " الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية متواترة ، رواها أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن .." [شرح العقيدة الطحاوية ص 203 ،  صفات الرب لأحمد الواسطي ج1/ص25  تحقيق زهير الشاويش ط الثانية]

وقال صلى الله عليهه وسلم في دعائه : (نسألك لذة النظر الى وجهك ) [ أخرجه أحمد في المسند ج 5 ص 191 ، وأخرجه النسائي في السنن ، كتاب السهو رقم 62 ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة في موضوع المزيد وستكون إستكمالا للماضيتين والتي هي بعنوان :            المزيد هو النظر إلى وجه الله الكريم  

وقال الشنقيطي : قوله تعالى (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) :" المزيد النظر إلى وجه الله الكريم ويستأنس لذلك بقوله تعالى  ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) لأن الحسنى الجنة والزيادة النظر  [ أضواء البيان - الشنقيطي ج7/ص431]

وروي عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك ان المزيد النظر الى وجه الله تعالى بلا كيف [المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للأندلسي ج5/ص166 ،تفسير القرطبي ج17/ص21 ]

 وقال الحكمي : " وللحسن بن عرفة عن أنس رضي الله عنه قال سئل رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن هذه الآية ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )  قال للذين أحسنوا العمل في الدنيا والحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى

وجه الله عز وجل [ معارج القبول للحكمي ج1/ص334  ]

ونَظَمَ ابن القيم :

       فحي على جنات عدن فانها  ===== منازلنا الأولى وفيها المخيم

      ولكننا سـبي العدو فهل ترى ===== نعود إلى  أوطاننا ونسـلم

    وحي على يوم المزيـد الذي به ==== زيارة رب العرش فاليوم موسم

   وحي على واد هنـالك  أفيـح ==== وتربته من إذفر المسـك أعظم 

   منابر من نـور هناك وفضـة === = ومن خالص العقيان لا تتقصم 

  وكثبان مسـك قد جعلن مقاعدا  ====  لمن دون أصحاب المنابر يعلم

  فبينا هموا في عيشهم وسرورهم==== وأرزاقهم تجري عليهم وتقسم

  إذاهم بنور سـاطع أشـرقت له === = بأقطارهـا الجنات لا يتوهـم 

 تجلى لهم رب السـموات جهرة === = فيضحـك فوق العرش ثم يكلم 

 سلام عليكم يسـمعون جميعهم === = بآذانهـم تسـليمه  إذ يسـلم 

 يقول سلوني ما أشتهيتم فكل ما=== = تريدون عندي أنني أنا أرحـم

 فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا=== = فأنت الذي تولى الجميل وترحم 

 فيعطيهم هذا ويشـهد جميعهم === =عليه  تعالى الله  فالله  أكـرم   [ حادي الأرواح لابن القيم  ج: 1 ص: 7]

وقال ابن القيم : دارالمزيد لا يعلم سعته و عرضه و طوله إلا الله عز و جل في كثبان من المسك .    قال فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نور و يخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت قال فإذا وضعت لهم و اخذ القوم مجالسهم بعث الله تبارك و تعالى عليهم ريحا تدعى المثيرة تثير عليهم آثار المسك الأبيض تدخله من تحت ثيابهم و تخرجه في وجوههم و أشعارهم فتلك الريح اعلم كيف تصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم لو دفع إليها ذلك الطيب بإذن الله تعالى قال ثم يوحي الله سبحانه إلى حملة العرش فيوضع بين ظهراني الجنة و بينه و بينهم الحجب فيكون أول ما يسمعون منه أن يقول أين   عبادي الذين أطاعوني في  الغيب  ولم  يروني     و صدقوا رسلي و اتبعوا أمري فسلوني فهذا يوم   ( المزيد ) قال فيجتمعون على كلمة واحدة ربنا رضينا عنك فارض عنا قال فيرجع الله تعالى في قولهم : أن يا أهل الجنة إني لو لم ارض عنكم لما أسكنتكم جنتي فسلوني فهذا يوم ( المزيد  ) قال : فيجتمعون على كلمة واحدة  (ربِّ وجهكَ أرنا ننظرُ إليه ) قال فيكشف الله تبارك و تعالى تلك الحجب و يتجلى لهم فيغشاهم من نوره لولا انه قضى عليهم أن لا يحترقوا إلا احترقوا مما غشيهم من نوره قال : ثم يقال : ارجعوا إلى منازلكم  قال : فيرجعون إلى منازلهم يزاد النور و أمكن و يزاد و أمكن حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها...

قال فيقول لهم أزواجهم : لقد خرجتم من عندنا

على صورة و رجعتم على غيرها قال فيقولون :   ذلك بأن الله تبارك و تعالى تجلى لنا فنظرنا منه إلى ما خفينا به عليكم قال فلهم في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا فيه قال وذلك قوله عز و جل : ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ  لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة:17) [حادي الأرواح لابن القيم ج: 1ص 7 ، 195 ،  229 ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع المزيد وستكون إستكمالا للماضيات والتي هي بعنوان :            المزيد هو النظر إلى وجه الله الكريم  

  وقال ابن تيمية:"وجاء في الآثار أنهم يعرفون الليل والنهار بأنوار تظهر من جهة العرش وكذلك لهم في الآخرة يوم المزيد يوم الجمعة يعرف بمايظهر فيه من الأنوار الجديدة القوية وإن كانت الجنة كلها نورا يزهر ونهرا يطرد لكن يظهر بعض الأوقات نور آخر يتميز به النهار عن الليل " [ منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج: 1 ص: 172-173 ]

المبحث الثالث : يوم الجمعة هو يوم المزيد

وفيه مطلبان : الأول : فضل يوم الجمعة :     

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9)      وأخرج مسلم بسنده من حديث  أبي هريرة وحديث حذيفة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق وفي رواية واصل المقضي بينهم) [صحيح مسلم ج 2 ص 586رقم 856]

قال ابن القيم : " ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : ( نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له والناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد ) [رواه البخاري في صحيحة ج2 ص 293- 294 ،ومسلم في الصحيح ، كتاب الجمعة ، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة ص 855] 

ثم قال : " وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال :( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ؛ فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ) قال حديث حسن صحيح ، وصححه الحاكم [ رواه الترمذي في جامعه ، في الجمعة باب  ماجاء في فضل الجمعة (488) ، والحاكم في المستدرك ج 1ص 278 ، وهو في مسلم (854 ) في الجمعة ، باب فضل يوم الجمعة ]

وفي المستدرك أيضا عن أبي هريرة مرفوعا : ( سيد الأيام يوم الجمعة ؛ فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة  ) [رواه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 277 وصححه ووافقه الذهبي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع المزيد وستكون إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : فضل يوم الجمعة  

وروى مالك في الموطأ عن أبي هريرة مرفوعا :      ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة  من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه) [ رواه مالك في الموطا ج 1 رقم 108 ، 110 في الجمعة : باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة   ، أنظر : زاد المعاد ج: 1 ص: 364-366 ]

وقال القرطبي في فضل يوم الجمعة : " ... روى الأئمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ذكر يوم الجمعة فقال : ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه   وأشار بيده يقللها ) [تفسير القرطبي ج18/118] 

وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى قال : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول:(هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة) [أخررجه مسلم وغيره انظر صحيح مسلم ج 1 ص 584 رقم 582  583]

وقال ابن حجر :" ذكر ابن القيم في الهدى ليوم الجمعة اثنين وثلاثين خصوصية وفيها : أنه يوم عيد ، ولا يصام منفردا ، وقراءة ألم تنزيل وهل أتى في صبيحتها، والجمعة والمنافقين فيها ، والغسل لها ، والطيب ، والسواك ، ولبس أحسن الثياب ، وتبخير المسجد ، والتبكير ، والاشتغال بالعبادة حتى يخرج الخطيب ، والخطبة ، والانصات ، وقراءة الكهف ، ونفي كراهية النافلة وقت الاستواء ، ومنع السفر قبلها ، وتضعيف أجر الذاهب إليها بكل خطوة أجر سنة ، ونفي تسجير جهنم في يومها ، وساعة الاجابة ، وتكفير الآثام ، وأنها يوم المزيد ، والشاهد المدخر لهذه الأمة ، وخير أيام الأسبوع ، وتجتمع فيه الأرواح - إن ثبت الخبر فيه - ، وذكر أشياء أخر فيها نظر وترك أشياء يطول تتبعها انتهى ملخصا والله أعلم[ فتح الباري ج 2 ص 353 ، انظر زاد المعاد ج1 ص 375 – 421 ط  14 ، 1407هـ ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة في موضوع المزيد وستكون بعنوان : المطلب الثاني : يوم الجمعة يوم المزيد

أخرج الشافعي في الأم وابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وابن مردويه والآجري في الشريعة والبيهقي في الرؤية وأبو نصر السجزي في الإبانة من طرق جيدة : عن أنس قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبرائيل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذا يا جبرائيل قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك عزوجل لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك فقلت : ما لنا فيها قال لكم فيها خير ؛ فيها ساعة من دعا الله فيها بخير هو قسم له أعطاه إياه أو ليس له قسم إلا ذخر له ما هو أعظم منه قلت ما هذه النكتة السوداء فيها قال هي الساعة تقوم يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه يوم المزيد في الآخرة

    قلت : وما تدعوه يوم المزيد قال إن ربك اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه

ثم حف الكرسي بمنابر من نور ثم جاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ثم جاء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب فيتجلى لهم ربهم عزوجل حتى ينظروا إلى وجهه ثم يقول: (أناالذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي فيسألونه ويسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى أوان منصرف الناس من يوم الجمعة ثم يصعد على كرسيه ويصعد معه الصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم درة بيضاء لا فصم فيه ولا نظم أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطردة فيها أنهارها متذللة فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا من كرامته عزوجل وليزدادوا نظرا إلى وجهه فلذلك دعي يوم المزيد ) ثم قال الذهبي : هذا حديث مشهور وافر الطرق أخرجه الإمام عبد الله بن أحمد في كتاب السنة له عن عبد الأعلى بن حماد النرسي عن عمرو بن يونس [ العلو للعلي الغفار  ، لشمس الدين الذهبي  ط الأولى 1416هـ ج1/ص 30 -31]

وذكره القرطبي مختصراً من حديث أنس أن النبي  صلى الله عليه وسلم  أبطأ علينا ذات يوم فلما خرج قلنا احتبست قال : (  ذلك أن جبريل أتاني بكهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذه يا جبريل قال هذه الجمعة فيها خير لك ولأمتك وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطئوها وهداكم الله لها قلت يا جبريل ما هذه النكتة السوداء قال هذه الساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه أو ادخر له مثله يوم القيامة أو صرف عنه من السوء مثله وإنه خير الأيام عند الله وإن

 أهل الجنة يسمونه يوم المزيد)[تفسير القرطبي ج18/ص118 ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة في موضوع المزيد وستكون بعنوان : المبحث الرابع : مفتاح المزيد الشكر

وفيه مطلبان :  الأول : ماهية الشكر

قال الرازي :الشكر الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف وقد شكره يشكره بالضم شكرا و شكرانا أيضا و الشكران ضد الكفران و تشكر له مثل شكر له [ مختار الصحاح - الرازي ج1/ص145]

وقال ابن القيم :مبنى الدين على قاعدتين الذكر والشكر قال تعالى  :

(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)(البقرة:152) وقال النبي لمعاذ : ( والله اني لأحبك فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) وليس المراد بالذكر مجرد الذكر اللساني بل الذكر القلبى واللسانى وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه وذلك يستلزم معرفته والايمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بأنواع المدح وذلك لا يتم الا بتوحيده فذكره الحقيقى يستلزم ذلك كله ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه الي خلقه 

وأماالشكر فهو القيام بطاعته والتقرب اليه بأنواع محابه ظاهرا وباطنا وهذان الأمران هما جماع الدين فذكره مستلزم لمعرفته وشكره متضمن لطاعته وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجن والانس والسموات والارض ووضع لاجلها الثواب والعقاب وأنزل الكتب وارسل الرسل [ الفوائد ج: 1 ص: 128]

وقال ابن تيمية :إن مذهب أهل السنة أن الشكر   يكون بالاعتقاد والقول والعمل قال الله تعالى :     ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً )(سـبأ: من الآية13)  وقام النبي حتى تورمت قدماه فقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : " أفلا أكون عبدا شكورا "[ العقود الدرية لابن القيم  ج: 1 ص: 11

وقال ابن القيم : ومقام الشكر جامع لجميع مقامات الإيمان ولذلك كان أرفعها وأعلاها وهو فوق الرضا وهو يتضمن الصبر من غير عكس ويتضمن التوكل والإنابة والحب والإخبات والخشوع والرجاء فجميع المقامات مندرجة فيه لا يستحق صاحبه اسمه على الإطلاق إلا باستجماع المقامات له ولهذا كان الإيمان نصفين نصف صبر ونصف شكر ؛والصبر داخل في   الشكر   فرجع الإيمان كله شكرا والشاكرون هم أقل العباد كما قال تعالى ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)(سـبأ: من الآية13) [مدارج السالكين ج: 1 ص: 137]

وقال ابن القيم: قوله ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) (الأنعام:53)

فأخبر سبحانه أنه أعلم بمن يعرف قدر هذه النعمة ويشكره عليها فإن أصل   الشكر   هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل والمحبة فمن لم يعرف النعمة بل كان جاهلا بها لم يشكرها ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها ولم يشكرها أيضا ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يجحد المنكر لنعمة المنعم عليه بها فقد كفرها ومن عرف النعمة والمنعم وأقر بها ولم يجحدها ولكن لم يخضع له ويحبه ويرضى به وعنه ؛لم يشكرها أيضا ومن عرفها وعرف المنعم بها وخضع للمنعم بها وأحبه ورضي به وعنه واستعملها في محابه وطاعته فهذا هو الشاكر لها فلابد في الشكر من علم القلب وعمل يتبع العلم وهو الميل إلى المنعم ومحبته والخضوع له[ طريق الهجرتين ج: 1 ص: 168]  

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة في موضوع المزيد وستكون بعنوان : المطلب الثاني : الشكر سبب المزيد

 قال الرازي:قال تعالى ( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ)(النمل: من الآية40)  بين أن نفع الشكر عائد إلى الشاكر لا إلى الله تعالى أمّا أنه عائد إلى الشاكر فلوجوه : أحدها : أنه يخرج عن عهدة ما وجب عليه من الشكر

وثانيها: أنه يستمد به المزيد على ما قال : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )(ابراهيم: من الآية7)  

وثالثها: أن المشتغل بالشكر مشتغل باللذات

 الحسية والمعنوية ؛ وفرق ما بينهما كفرق ما بين المنعم والنعمة في الشرف

وقال تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(آل عمران:144)   والشاكرون  هم  الذين  ثبتوا  على  نعمة الايمان فلم ينقلبوا على أعقابهم وعلق سبحانه   المزيد   بالشكر والمزيد منه لا نهاية له كما لا نهاية لشكره [ عدة الصابرين ج: 1 ص: 95]

وقال القرطبي : قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)(ابراهيم: من الآية7)  أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي الحسن ، ولئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي ، ولئن وحدتم وأطعتم لأزيدنكم من الثواب والمعنى متقارب في هذه الأقوال والآية نص في أن الشكر سبب المزيد

وقال النسفي : قال تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)(النمل:40) أي حصول مرادي وهو حضور العرش في مدة ارتداد الطرف ( مِنْ فَضْلِ رَبِّي) علىّ واحسانه إلىّ بلا استحقاق منى بل هو فضل خال من العوض صاف عن الغرض (لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ )ليمتحنني ءَأشكر أنعامه أم أكفر(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) لأنه يحط به عنها عبء الواجب ويصونها عن سمة الكفران ويستجلب به المزيد وترتبط به النعمة فالشكر قيد للنعمة الموجودة وصيد للنعمة المفقودة وفي كلام بعضهم أن كفران النعمة بوار وقلما اقشعت نافرة فرجعت في نصابها فاستدع شاردها بالشكر واستدم راهنها بكرم الجوار.

وقال  محمد بن ادريس : " روى عن علي رضي الله عنه أنه قال لرجل من همدان : " إن النعمة موصولة بالشكر والشكر متعلق بالمزيد وهما مقرونان في قرن ولن ينقطع المزيد من الله عز وجل حتى ينقطع الشكر من العبد [ شعب الإيمان للبيهقي  ج4/ص127]

وقال ابن القيم : "... وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحا يفتح به فجعل : مفتاح الصلاة الطهور كما قال : مفتاح الصلاة الطهارة ، ومفتاح الحج الإحرام ، ومفتاح البر الصدق ، ومفتاح الجنة التوحيد ، ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الإصغاء ، ومفتاح النصر والظفر الصبر ، ومفتاح  المزيد  الشكر.... " [حادي الأرواح ج: 1 ص: 48-49  ، انظر : شرح قصيدة ابن القيم ج2/ص475 – 476]

وقال الأصفهاني : كان يقال :" الهم بالعمل يورث الفكرة ، والفكرة تورث العبرة ، والعبرة تورث الحزم ،والحزم يورث العزم،والعزم يورث اليقين ، واليقين  يورث الغنى،والغنى يورث الشكر ،والشكر يورث المزيد ، والمزيد يورث الجنة "[ العظمة  لعبد الله بن جعفر بن حيان الأصفهاني ت369 هـ تحقيق رضا الله المباركفوري ط الأولى  ج1/ص264  ]                                         وقال ابن القيم : " والشكر معه  المزيد  أبداً  لقوله تعالى ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )(ابراهيم: من الآية7) فمتى لم تر حالك في مزيد فاستقبل الشكر ، وفي أثر إلهي  يقول الله عز وجل (أهل ذكري أهل مجالستي وأهل شكري أهل زيادتي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ) [ مدارج السالكين ج: 2 ص: 246]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العاشرة في موضوع المزيد وستكون بعنوان : المبحث الخامس : المرأة في الجنة من المزيد

  أخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير بسند حسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال:( إن الرجل ليتكىء في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأته فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد عليها السلام ويسألها من أنتِ ؟ فتقول: أنا من  المزيد وإنه ليكون عليها سبعون حلة أدناها مثل الغمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليها التيجان ، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء مابين المشرق والمغرب ) [الدر المنثور - السيوطي ج7/ص605 ]  

وأخرج بن أبي حاتم بسندة من حديث عامر بن عبد الواحد قال : " بلغني أن الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له قد آن لك أن يكون لنا منك نصيب فيقول من أنتِ فتقول أنا من المزيد فيمكث معها سبعين سنة ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له قد آن لك أن يكون لنا منك نصيب فيقول من أنتِ فتقول أنا التي قال الله  (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)(السجدة: من الآية17) [تفسير ابن كثير ج6 /ص369 ]  

وأخرج ابن حبان بسنده من حديث أبي سعيد

 الخدري انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل في الجنة ليتكىء سبعين سنة قبل ان يتحول ثم تأتيه المرأة فتقرب منه فينظر في خدها اصفى من المرآة فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول انا من المزيد وانه يكون عليها سبعون ثوبا فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وان عليهن التيجان وان أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب [ صحيح ابن حبان (الجزء الخاص بالعقيدة) ج16/ص409، 410 رقم 7397 صححه ابن   حبان قال الشيخ شعيب الأرناؤوط :  إسناده على شرط مسلم]

المبحث السادس : الصدقة المضاعفة من المزيد    إن عطاء الله للمعطي من عطاء الله لإخوانه المؤمنين لهو نوع من المزيد الذي هو أعظم نعيم يمن

 الله به على عباده المؤمنين.     

أخرج أحمد مختصراً بسنده من حديث أبي ذر قال : يا رسول الله ما الصدقة؟ قال:( أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد) ثم قرأ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَة) (البقرة: 245)  [الدر المنثور للسيوطي ج2/ص78]وأخرجه الطبراني  بسنده من حديث  أبي ذر قال :  يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الصدقة ؟ قال : ( أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد ثم قرأ : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَة) (البقرة: من الآية245) فقال يا رسول الله فأي الصدقة أفضل ؟ قال :  ( سر إلى فقير أو جهد من مقل ثم قرأ (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة: 271) إلى آخر الآية  ، المعجم الكبير ج 8 ص 226رقم 7891

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع المزيد وستكون بعنوان : المبحث السابع :

العلم والإيمان من المزيد  

 إن شرف ومكانة العلم في الإسلام عظيمة ؛ ولذلك قال تعالى : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18) وقال تعالى :( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)  قال القرطبي : " وقال في شرف العلم لنبيه  صلى الله عليه وسلم :( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طـه: من الآية114)  فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه  صلى الله عليه وسلم  أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم وقال  صلى الله عليه وسلم  : (  إن العلماء ورثة الأنبياء ) [تفسير القرطبي ج4/ص41  هو جزء من حديث أخرجه الترمذي في الجامع كتاب العلم ، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة  برقم 2682 ، وأبو داود في السنن ؛كتاب العلم الباب الأول ]

  وقال ابن كثير: " أي زدني منك علما قال ابن عيينة رحمه الله ولم يزل  صلى الله عليه وسلم  في زيادة حتى توفاه الله عز وجل ولهذا جاء في الحديث إن الله تابع الوحي على رسوله حتى كان الوحي أكثر ما كان يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأخرج  ابن ماجة بسنده من حديث  أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله  صلى الله عليه

 وسلم  يقول : (  اللهم انفعني بما علمتني وعلمني

ما ينفعني وزدني علما والحمد لله على كل حال ) [تفسير ابن كثير ج3/ص168]

المبحث الثامن : الإيمان من المزيد

قال ابن تيمية  : " ثبت عن الصحابة زيادة الإيمان ونقصانه ، ولم يعرف فيه مخالف من الصحابة فروى الناس من وجوه كثيرة مشهورة عن حماد بن سلمة عن أبى جعفر عن جده عمير بن حبيب الخطمى وهو من أصحاب رسول الله قال  : الإيمان يزيد وينقص قيل له وما زيادته وما نقصانه قال اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته واذا غفلنا ونسينا فتلك نقصانه وروى اسماعيل بن عياش عن جرير بن عثمان عن الحارث بن محمد عن أبى الدرداء

 قال : الايمان يزيد وينقص[ توحيد الألوهية ج7/ص223- 229 ]

وروى أحمد بن حنبل بسنده من حديث أبي الدرداء قال : ان من فقه العبد أن يتعاهد ايمانه وما نقص منه ، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد الايمان أم ينقص،وان من فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه"

 وعن ابى هريرة قال الايمان يزيد وينقص ، و كان عمر بن الخطاب يقول لأصحابه : هلموا نزدد ايمانا فيذكرون الله عز وجل ، وقال ابو عبيد فى الغريب فى حديث على : أن الايمان يبدو لمظة فى القلب كلما ازداد الايمان ازدادت اللمظة ... قال الأصمعى اللمظة مثل النكتة أونحوها ، وعن عبدالله بن حكيم قال سمعت إبن مسعود يقول فى دعائه : اللهم زدنا ايمانا ويقينا وفقها , و كان معاذ بن جبل يقول للرجل : اجلس بنا نؤمن نذكر الله تعالى، وعن شريح بن عبيد أن عبدالله بن رواحة كان يأخذ بيد الرجل من أصحابه فيقول : قم بنا نؤمن ساعة ، وقال جندب بن عبدالله وابن عمر وغيرهما : " تعلمنا الايمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا ايمانا

  والآثار فى هذا كثيرة رواها المصنفون فى هذا الباب عن الصحابة والتابعين فى كتب كثيرة معروفة

   إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية عشـرة في موضوع المزيد وهي آخر حلقة وسيكون جزء منها إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : الإيمان من المزيد  

والزيادة قد نطق بها القرآن فى  عدة آيات كقوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً ) (لأنفال: من الآية2) وهذه زيادة اذا تليت عليهم الآيات أى وقت تليت ليس هو تصديقهم بها عند النزول وهذا أمر يجده المؤمن اذا تليت عليه الآيات زاد فى قلبه بفهم القرآن ومعرفة معانيه من علم الايمان ما لم يكن حتى كأنه لم يسمع الآية الا حينئذ ويحصل فى قلبه من الرغبة فى الخير والرهبة من الشر ما لم يكن فزاد علمه بالله ومحبته لطاعته وهذه زيادة الايمان وقال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173)  فهذه الزيادة عند تخويفهم بالعدو لم تكن عند آية نزلت فازدادوا يقينا وتوكلا على الله وثباتا على الجهاد وتوحيدا بأن لا يخافوا المخلوق بل يخافون الخالق وحده وقال تعالى ( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة: 124، 125 )

    وهذه  الزيادة   ليست مجرد التصديق بأن الله أنزلها بل زادتهم ايمانا بحسب مقتضاها فان كانت أمرا بالجهاد أو غيره ازدادوا رغبة وان كانت نهيا عن شيء انتهوا عنه فكرهوه ولهذا قال  ( وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )  والاستبشار غير مجرد التصديق 

وقال تعالى ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ )(الرعد: من الآية36) والفرح بذلك من زيادة الايمان قال تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58)  وقال تعالى :  (  وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ )(الروم: من الآية4 ،5 )وقال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً ) (المدثر: من الآية31)

 وقال : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ )(الفتح: من الآية4)  وهذه نزلت لما رجع النبى وأصحابه من الحديبية فجعل السكينة موجبة لزيادة الايمان

  والسكينة  طمأنينة فى القلب غير علم القلب وتصديقه ولهذا قال يوم حنين : ( ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا )(التوبة: من الآية26) وقال تعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا )(التوبة: من الآية40) ولم يكن قد نزل يوم حنين قرآن ولا يوم الغار وانما أنزل سكينته وطمأنينته من خوف العدو فلما أنزل السكينة فى قلوبهم مرجعهم من الحديبية ( لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ ) (الفتح: من الآية4) دل على أن الايمان المزيد حال للقلب وصفة له [توحيد الألوهية ج7/ص223- 229 ]

 المبحث التاسع :السحابة تمر بأهل الجنة من المزيد

أخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن مرة قال : "من المزيد أن تمرالسحابة بأهل الجنة فتقول ماذا تريدون

فأمطره لكم ؟ فلا يدعون بشيء إلا أمطرتهم.

وفي الختام نسأل الله العلي الكبير أن يمن علينا برضاه وجنته ، وأن يجعلنا من أهل المزيد ويمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .