الكــــــــــبر

الكبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان : مقدمة

 فإن المتأمل في أحوال الناس يجد أن معظمهم قد تلبسوا بالكبر بصورة أو أخرى ، قل أو كثر ، وما ذاك إلا للجهل برب العالمين ، والجهل بالنفس البشرية ؛ والله له الكبرياء في السماوات والأرض ، وهو الكبير المتعال ، له الكمال والجمال والجلال ؛ في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، وشرفه وعزته ومكانته، وهو المتكبر عن مماثلة المخلوقين ، العز إزاره  ، الكبرياء ورداؤه  ...

أما الإنسان فهو الضعيف؛ الذي ينسى ويظلم وينام ويموت ، عنده جميع عوامل  النقص ...

 فكيف يتكبرالإنسان على الله، أو على شرع الله ، أو على رسول الله،أو على عباد الله ؟

وهذا البحث إجابة على عذا السؤال ؛ اسأل الله أن يجعله علماً نافعاً وعملاً صالحاً متقبلاً

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان :

المبحث الأول : تعريف الكبر

قال أحمد الدمشقي في اللطائف

:الكبر ؛ الخارج  بالنفس  عن  حد  الاعتدال ، وحقيقته : استعظام النفس واحتقار الغير  

والمتكبر : هو الذي يرى الكل حقيرًا بالإضافة إلى ذاته ولا يرى العظمة والكبرياء إلا لنفسه فينظر إلى غيره نظر الملوك إلى العبيد فإن كانت هذه الرؤية صادقة كان التكبر حقا وكان صاحبها متكبرًا حقاً ولا يتصور ذلك على الإطلاق إلا لله عز وجل وإن كان ذلك التكبر والاستعظام باطلاً ولم يكن ما يراه من التفرد بالعظمة كمـا يراه ؛ كان التكبر باطلاً ومذمومـاً ، وكل  من رأى العظـمـة والكبرياء  لنفسه على الخصوص دون غيره ؛ كانت رؤيته كاذبة ونظره باطلاً إلا الله سبحانه وتعالى

وأسماء المتكبر:هي الطاغية ، الأشوز  ، الشمخر  ، السامد  ، السمغد  ، النفاخ  ، أصيد  ،أسوس ، أصور ، أزور  ، العنجهى  ، الجفاخ  ، المطاخ  ، البلخ  ، الأزوش  ، النابخة  ، المصبوع  ، الغطرس ، الغطريس

وأسماء التكبر : هي التغطرس ، التغطرق  ، التصلف ، الزهو ، الجمخ  الشمخرة،الغترفة ، الفجس ، التفجس ، التغترف ، البهلكة ، التطاول

والتبختر : هو الشمخ بالأنف ، الذيخ ، الطرمحانية ، الخيلاء  ، الخيل ، الخيلة ، المخبلة ، الأخيل ، العبية  ،الغطرسة ، الصبع ، المصبغة  

والكبر والتكبر والاستكبار متقارب

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة في موضوع       ( الكبر ) وهي إستكمالا للحلقة السابقة والتي بعنوان : تعريف الكبر

 

والكبر على قسمين : فإن ظهر على الجوارح يقال تكبر وإلا قيل في نفسه كبر والأصل هو الذي  في النفس وهو الاسترواح إلى رؤية النفس

والكبر: هو ثمرة العجب وقد هلك بها كثير من العلماء والعباد والزهاد

والتكبر : هو الحالة التي يختص بها الإنسان من إعجابه بنفسه ؛ وذلك أن يرى نفسه أكبر من غيره  

والكبر يستدعي متكبرًا عليه ليرى نفسه فوقه في صفات الكمال ومتكبرًا به ، وبه يفصل الكبر عن العجب فإن العجب لا يستدعي غير المعجب به بل لو لم يخلق إلا وحده تصور أن يكون

معجباً ولا  يتصور أن يكون متكبرًا

والكبر : عبارة عن الحالة الحاصلة في النفس من هذه الاعتقادات وتسمى أيضاً عزةً وتعظماً ولذلك قال ابن عباس في  قوله تعالى :{  ÜMX…  Á   ØYåX¤èSŸS²   ‚PVMX…  b¤`iY{  †QWÚ  ØSå   Y&ã~YçÅYÕHTW‰YŠ }    قال : عظيمة لم يبلغوها ؛ ففسر الكبر بتلك العظمة

وأول ذنب عصي الله به أبو الثقلين : الكبر والحرص ؛ فكان الكبر ذنب إبليس اللعين فآل أمره إلى ما آل إليه ، وذنب آدم على نبينا وعليه السلام كان من الحرص والشهوة ؛  فكان عاقبته التوبة  والهداية ، وذنب إبليس حمله على الاحتجاج بالقدر والإصرار ، وذنب آدم أوجب له إضافته إلى نفسه والاعتراف به

والاستغفار

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان :

المبحث الثاني :  الله هوالمتكبر

الله : علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى الإلهية أحدية ، جَمَعَ جميع الحقائق الوجودية

وحاصل ما عليه المحققون هو أنه كان وصفا لذات الحق بالألوهية الجامعة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى والمحيطة بجميع معاني اشتقاقاته العظمى

والمتكبّر : أي العظيم ، المتعالي عن صفات الخلق،والتاء في اسم المتكبّر تاء المتفرد ، والمتخصص ، لا تا

المتعاطي والمتكلف  ، ويحتمل أن يفسّر بما يعمّ النقائص والعيوب

والمتكبر:المتعالي عن مماثلة الخلق في ذواتهم وصفاتهم ، وعن جميع النقائص والعيوب؛ فيكون من أسماء التّمجيد المستوعبة لجميع معاني التّقديس؛ والمتضمنة التنزيه المطلق

قال تعالى  :  {  S ãVÖWè   Sò:†WÿX¤`iTYÑ<Ö@…  Á  g‹.WéHTWÙQW©Ö@…  $X³`¤KKV‚ô@…Wè  WéSåWè  S¥ÿX¥WÅ<Ö@…  ñy~YÑW™<Ö@…  }

و{ الكبرياء } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : السلطان  قاله  مجاهد

والثاني : الشرف قاله ابن زيد ،  والثالث : العظمة

والكبرياء :العظمة والملك ، وقيل : هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود وقوله تعالى :{  Á  g‹.WéHTWÙQW©Ö@…  $X³`¤KKV‚ô@…Wè } والتقييد بذلك لظهور آثار الكبرياء وأحكامها فيه والإظهار في مقام الإضمار لتفخيم شأن الكبرياء  

ذكر جل وعلا  في  هذه  الآية الكريمة  أن  له  الكبرياء  في السماوات والأرض يعني أنه المختص بالعظمة والكمال والجلال والسلطان في السماوات والأرض لأنه هو معبود أهل السماوات والأرض الذي يلزمهم تكبيره وتعظيمه وتمجيده والخضوع والذل له  

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع       ( الكبر ) وهي إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان :الله هوالمتكبر

وأخرج مسلم بسنده من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:(العز إزاري والكبرياء  ردائي فمن ينازعنى عذبته )

وأخرج البيهقي بسنده من حديث الحسن قال النبي  صلى الله عليه وسلم (...  فأجيء  في الرابعة  فأحمده بتلك المحامد ثم خر له ساجدا فيقال لي: يا محمد أرفع رأسك قل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول :يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول :ليس ذلك إليك ولكني وعزتي   وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب عن حماد بن

وأخرج البخاري بسنده من حديث عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : ( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في  جنة عدن )

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

المبحث الثالث : أقسام الكبر

قال ابن القيم :أولا: أركان الكفر أربعة ؛ الكبر والحسد والغضب والشهوة

؛ فالكبر يمنعه الانقياد، والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها ،والغضب يمنعه العدل، والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة، فإذا انهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد ،وإذا انهدم ركن الحسد سهل عليه قبول النصح وبذله ،وإذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع،وإذا انهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة

وإذا تأملت كفر الأمم رأيته ناشئا منها ، وعليها يقع العذاب وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها

ومنشأ هذه الأربعة ؛ من جهله بربه وجهله بنفسه ؛ فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر ولم يغضب لها ولم يحسد أحدا على ما أتاه الله

ثانياً : التكبر ينقسم  باعتبار المُتَكبرُ عليه إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : التكبر على الله وذلك هو أفحش أنواع الكبر ولا مثال له إلا الجهل المحض والطغيان  قال تعالى:

{  QWÜMX…  fÛTÿY¡PVÖ@…  WÜèS¤Yi<ÑWpT©WTÿ  óÝWÆ  øYTŽW †W‰YÆ  WÜéSTÕSž`ŸW~Wª  WØPVÞWäW–  WÝÿX£Yž.W   }

القسم الثاني : التكبر على الرسل ؛ من حيث تعزز النفس وترفعها على الانقياد لبشر مثل سائر الناس كما حكى الله قولهم : {  Nv…éRֆWÍWTÊ  SÝYÚ`ëSTßKV…  XÝ`TÿW£W­W‰YÖ  †WTÞYÕpTT‘YÚ } ، وقوله : {   óÝMXùVÖWè  yST`ÅVºVK…   …_£W­WTŠ  `yRÑVpՑTQYÚ   `yRÑPVTßMX…   …^¢XM…   WÜèS£Y©HTWPVÖ }

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

القسم الثالث : التكبر على العباد ؛ وذلك بأن يستعظم نفسه ويستحقر غيره فتأبى نفسه عن الانقياد لهم وتدعوه إلى الترفع عليهم فيزدريهم ويستصغرهم ويأنف عن مساواتهم وهذا وإن كان دون الأول والثاني فهو أيضا عظيم من وجهين  :

أحدهما : أن الكبر والعز والعظمة والعلاء لا يليق إلا بالملك القادر فأما العبد المملوك الضعيف العاجز الذي لا يقدر على شيء فمن أين يليق بحاله الكبر فمهما تكبر العبد فقد نازع الله تعالى في صفة لا تليق إلا بجلاله قال تعا لى في الحديث القدسي : [ العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته  ]

الوجه الثاني : الذي تعظم به رذيلة الكبر أنه يدعو إلى مخالفة الله تعالى في أوامره لأن المتكبر إذا سمع الحق من عبد من عبادالله استنكف عن قبوله وتشمر لجحده

فإذن تكبره على الخلق عظيم لأنه سيدعوه إلى التكبر على أمر الله وإنما ضرب إبليس مثلا لهذا وما حكاه من أحواله إلا ليعتبر به فإنه قال :{  h†WTßKV…  c¤`kTWž  Sã`ÞTYQÚ} وهذا الكبر بالنسب لأنه قال : { WӆWTÎ  †WÚ  ðÐWÅWÞWÚ  ‚PVKV…  ðŸS•`©WTŽ  <¢XM…  $ðÐSTŽp£TWÚKV…  WӆWTÎ  h†WTßKV…  c¤`kTWž  Sã`ÞTYQÚ  øYÞWTpÍVÕWž  ÝYÚ  x¤†PVTß  ISãWTpÍVÕWžè  ÝYÚ  xÜkYº } ، فحمله ذلك على أن يمتنع من السجود الذي أمره الله تعالى به وكان مبدؤه الكبر على آدم والحسد له فجره ذلك إلى التكبر على أمر الله تعالى فكان ذلك سبب هلاكه أبد الآباد فهذه آفة من آفات الكبر على العباد عظيمة ولذلك شرح رسول الله  صلى الله عليه وسلم  الكبر بهاتين الآفتين إذ سأله ثابت بن قيس بن شماس فقال : يا رسول الله إني امرؤ قد حبب إليّ من الجمال ما ترى أفمن الكبر هو ؟ فقال  صلى الله عليه وسلم  : ( لا ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس  )  أخرجه مسلم والترمذي

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

ينقسم الكبر أيضا إلى باطن وظاهر

فالباطن : هو خُلق في النفس ، والظاهر:هوأعمال تصدرعن الجوارح  واسم الكبر بالخُلقْ الباطن أحقُ وأما الأعمال فإنها ثمرات لذلك الخلق ،

وشر أنواع الكبر : ما يمنع من الاستفادة من العلم وقبول الحق والانقياد له وفيه وردت الآيات التي فيها ذم الكبر والمتكبرين مثل قوله تعالى :{  SàVÑXMMù;HTTVÕWÙ<Ö@…Wè  Nv…éñ¹Yª†WTŠ  `yXäÿYŸ`TÿKV…  Nv…éTS–X£<ž…  $SØS|W©SÉßKV…  W×óéTW~<Ö@…  fû`èV¥ím`ñ–  ð‡…W¡WÆ  XÜéSä<Ö@…  †WÙYŠ  óØSÞRÒ  WÜéSTÖéSÍWTŽ  øVÕWÆ  JðY/@…  W¤`kTWTçÆ  QXÌW™<Ö@…  óØSÞS{è  óÝWÆ  -YãYHTWTÿ…ƒò  WÜèS¤Yi<ÑWT`©WTŽ } ، وقوله تعالى : {   QWÜMX…  fÛTÿY¡PVÖ@…  WÜèS¤Yi<ÑWpT©WTÿ  óÝWÆ  øYTŽW †W‰YÆ  WÜéSTÕSž`ŸW~Wª  WØPVÞWäW–  WÝÿX£Yž.W   } ،وقال تعالى:{  ñÇX£p²KV†Wª  óÝWÆ  ƒøYHTWTÿ…ƒò  WÝÿY¡PVÖ@…  fûèS¤QWiTVÑWWÿ  Á  X³`¤KKV‚ô@…  X¤`kTWçÅYŠ  QXÌW™<Ö@…}

ومن أقسام الكبر : المعارضات الأربعة السارية في العالم المسماة

بالمعقول،والقياس والذوق،والسياسة

فالأولى : للمنحرفين أهل الكبر من المتكلمين الذين عارضوا نصوص الوحي بمعقولاتهم الفاسدة وقالوا : إذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل وعزلنا النقل إما عزل تفويض وإما عزل تأويل

والثاني : للمتكبرين من المنتسبين إلى الفقه قالوا : إذا تعارض القياس والرأي والنصوص قدمنا القياس على النص ولم نلتفت إليه

والثالث : للمتكبرين المنحرفين من المنتسبين إلى التصوف والزهد فإذا تعارض عندهم الذوق والأمر قدموا الذوق والحال ولم يعبأوا بالأمر

والرابع : للمتكبرين المنحرفين من الولاة والأمراء الجائرين إذا تعارضت عندهم الشريعة والسياسة قدموا السياسة ولم يلتفتوا إلى حكم الشريعة فهؤلاء الأربعة هم أهل الكبر ، والتواضع التخلص من ذلك كله

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

المبحث الرابع : مظاهر الكبر

اعلم أن التكبر يظهر في شمائل الرجل ؛ كصعر في وجهه ، ونظره شزرا ، وإطراقه رأسه ، وجلوسه متربعا أو متكئا ، وفي أقواله حتى في صوته ونغمته ،ويظهر في مشيته ،وتبختره ،وقيامه،وجلوسه،وحركاته،وسكناته، وفي تعاطيه لأفعاله ، وفي سائر تقلباته...

وفيما يلي ذكربعض مظاه الكبر بشيء  من التفصيل :

المظهرالأول:بطر الحق وغمط الناس

و بطر الحق : رده على قائله ، وغمط الناس : احتقارهم  أخرج  أبو  داود بسنده من حديث  أبي هريرة أن رجلا أتى النبي  صلى الله عليه وسلم  وكان رجلا جميلا فقال:يا رسول الله إني رجل حبب إلى الجمال وأعطيت منه ما ترى حتى ما أحب أن يفوقني أحد، بشسع نعلي أفمن الكبرذلك؟ قال : ( لا ولكن الكبر من بطر الحق وغمط الناس)

وأخرج معمر عن قتادة أن رجلا قال للنبي  صلى الله عليه وسلم : إني لأحب الجمال حتى إني لأحبه في شراك نعلي وعلاقة سوطي فهل تخشى علي الكبر ؟ فقال النبي  صلى الله عليه وسلم  : ( فكيف تجد قلبك ؟)  ، قال : عارفا للحق مطمئنا إليه ، فقال النبي  صلى الله عليه وسلم : ( ليس الكبر هنالك ولكن الكبر أن تغمط  الناس وتبطرالحق )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العاشرة في موضوع       ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

المظهر الثاني والثالث والرابع : الإسبال في الملابس، والأختيال في المشي ،والإستنكاف عن طاعة الله

أخرج مسلم بسنده من حديث أبي ذر عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب  أليم }

قال : فقرأها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ثلاث مرار قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟

قال : ( المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب )

وأخرج  البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)

وقال تعالى:{  QWÜMX…  fÛTÿY¡PVÖ@…  WÜèS¤Yi<ÑWpT©WTÿ  óÝWÆ  øYTŽW †W‰YÆ  WÜéSTÕSž`ŸW~Wª  WØPVÞWäW–  WÝÿX£Yž.W   }

أى ذليلين صاغرين وهذا وعيد شديد لمن استكبر عن دعاء الله          وقال تعالى : {  …V¢XM…Wè  WÔ~YÎ  SØSäVÖ  N…èSŸS•`ª@…  XÝHTWÙ`šQW£ÕYÖ  N…éRֆWTÎ  †WÚWè  SÝHTWÙ`šQW£Ö@…  SŸS•ó©WTßVK…  †WÙYÖ  †WTßS£SÚ<K†WTŽ  óØSåW …W¦Wè  …_¤éSÉSTß  } المعنى : للذي تأمرنا بسجوده على قوله : أمرتك بالخير أو لأمرك لنا وقرىء  { يأمرنا  } بالياء كأن بعضهم قال لبعض : أنسجد لما يأمرنا محمد أو يأمرنا المسمى بالرحمن ولا نعرف ما هو وزادهم أمره نفورا ومن حقه أن يكون باعثا على الفعل والقبول

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

المظهر الخامس والسادس:

الترفع عن الإنقياد لرسول الله ، وإحتقار الآخرين 

وهوالإستفهام الإنكاري على تصديق بشر مثلهم، والإعتراض على ماجاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبراً وتعظماً  قال تعالى : {  Nv…éRֆWÍWTÊ  SÝYÚ`ëSTßKV…  XÝ`TÿW£W­W‰YÖ  †WTÞYÕpTT‘YÚ } ، وقولهم : {   óÜMX…  `ySßKV…  ‚PVMX…  c£TW­WTŠ  †WÞSTÕ`T‘YQÚ } وقولهم :{  óÝMXùVÖWè  yST`ÅVºVK…   …_£W­WTŠ  `yRÑVpՑTQYÚ   `yRÑPVTßMX…   …^¢XM…  WÜèS£Y©HTWPVÖ }وقولهم:{  WӆWTÎWè  WÝÿY¡PVÖ@…  ‚W  fûéS–ó£WTÿ  †WT߃ò:†WÍYÖ  :‚WóéVÖ  WÓX¥ßKR…  †WTÞ`~VÕWÆ  SàVÑMXù;HTTVÕWÙ<Ö@…  `èVK…  uüW£WTß  %†WTÞQWTŠW¤  YŸWÍVÖ  N…èS¤Wi<ÑWTpTª@…  õøYÊ  óØXäY©STÉßKðV…  óéWTWÆWè  …Q^éSSÆ  …_¤kY‰VÒ }

أما إحتقار الآخرين  ؛ فكل من رأى أنه خير من أخيه ، وازدراه ونظر إليه بعين الاستصغار فهو متكبر ومتعاظم عليه ومحتقر له قال تعالى : {  …V¢XM…Wè  WÔ~YÎ  ISãTVÖ  XÌPVTŽ@…  JðW/@…  Sã`Žð¡Wž…  SáQW¥YÅ<Ö@…  &gy<’‚XMô@†YŠ  ISãS‰ó©W™WTÊ  &SØPVÞWäW–} ، أي حملته العزة حمية الجاهلية على الفعل بالإثم أي بالظلم والعزة والتكبر والمنعة وقيل : المعنى أنه لا يطيع من أمره بالتقوى تكبراً وطغياناً

وقال تعالى:{ WӆWTÎ   †WÚ  ðÐWÅWÞWÚ  ‚PVKV…  ðŸS•`©WTŽ  <¢XM…  $ðÐSTŽp£TWÚKV…  WӆWTÎ  h†WTßKV…  c¤`kTWž  Sã`ÞTYQÚ  øYÞWTpÍVÕWž  ÝYÚ  x¤†PVTß  ISãWTpÍVÕWžè  ÝYÚ  xÜkYº }

وقول إبليس لعنه الله{أنا خير منه}من العذر الذي هو أكبر من الذنب كأنه امتنع من الطاعة لأنه لا يؤمر الفاضل بالسجود للمفضول يعني : " وأنا خير منه فكيف تأمرني بالسجود له ، ثم بين أنه خير منه بأنه خلق من نار والنار أشرف مما خلقته منه وهو الطين فنظر اللعين إلى أصل العنصر ولم ينظر إلى التشريف العظيم وهو : أن الله تعالى خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه وقاس قياسا فاسدا في مقابلة نص ...

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

المظهر السابع : تصعير الخد للناس.  وهو الإعراض والميل بالوجه عن الناس تكبراً وتعظماً

قال تعالى :{ ‚WWè   ó£TQYÅW±STŽ  WÏPVŸWž  X§†PVÞYÕÖ  ‚WWè  X¬`ÙWTŽ  Á  X³`¤KKV‚ô@…  $†[TTšW£WÚ  QWÜMX…  WJð/@…  ‚W  JñˆY™STÿ  QWÔRÒ  xӆWT`oñž  x¤éSWTÊ } أي لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرًا وتعظماً عليهم ، ويقال : لا تحقر فقراء المسلمين 

وقيل :المعنى أقبل على الناس بوجهك تواضعاولاتولهم شق وجهك وصفحته كما يفعله المتكبرون

والمعنى النهي عن التكبر والتجبر

أما المظهر الثامن:معارضة نصوص الشرع بالمعقول ، وهم أهل الكبر من المتكلمين الذين عارضوا نصوص الوحي بمعقولاتهم الفاسدة وقالوا : إذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل وعزلنا النقل إما عزل تفويض وإما عزل تأويل

قال بعض السلف : إن أهل الكلام أعداء الدين لأن اعتمادهم على حدسهم وظنونهم وما يؤدي إليه نظرهم وفكرهم ثم يعرضون عليه الأحاديث فما وافقه قبلوه وما خالفه ردوه

وعن الشافعي قال : فر من الكلام كما تفر من الأسد ، وقال : العلم بالكلام جهل به ، وقال: ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح  ثم قال :   حكمي في أصحاب الكلام : أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم " هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام"وقد اعترف أكثر أئمة أهل الكلام والفلسفة من الأولين والآخرين بأن أكثر الطرائق التي سلكوها  لا تفضى بهم إلى العلم واليقين قال تعالى  { óÝWÚWè  ð³W£`ÆVK…  ÝWÆ  ÷X£<ÒY¢  QWÜXM†WTÊ  ISãTVÖ  ^àW­~YÅWÚ  †_TTÑÞW¶ ،  ISâS£S­`ðmìšWè  WzóéTWTÿ  YàWÙHTW~YÍ<Ö@…  øWÙ`ÆVK…    WӆWTÎ  Jg‡W¤  WyYÖ  øWÙ`ÆVK… vøYÞWTŽó£TW­Wšو  u  `ŸWTÎW  ñŒÞRÒ   …_¤kY±WTŠ   u WӆWTÎ   ðÐYÖ.W¡W{  ðÐ`TWTŽVK…  †WTÞSHTWTÿ…ƒò  $†WäW~Y©WÞWTÊ   ðÐYÖ.W¡W{è  W×óéTW~<Ö@…  uøW©ÞSTŽ}

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المظهر التاسع : تقديم القياس والرأي على النصوص ؛ ويقع  من المنتسبين إلى الفقه قالوا:إذا تعارض القياس والرأي والنصوص قدمنا القياس على النص ولم نلتفت إليه

قال بعض الأحناف في قواعدهم : الأصل أن كل آية تخالف قول أصحابنا فإنها تحمل على النسخ أو على الترجيح والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق

ثم قالوا :  الأصل أن كل خبر يجيء بخلاف قول أصحابنا فإنه يحمل على النسخ أو على أنه معارض بمثله ثم صار إلى دليل آخر أو ترجيح فيه بما يحتج به أصحابنا من وجوه الترجيح أو يحمل على التوفيق وإنما يفعل ذلك على حساب قيام الدليل فإن قامت دلالة النسخ يحمل عليه وإن قامت الدلالة على غيره صرنا إليه

وأيضاً قالوا :  الأصل أن الحديث إذا ورد عن الصحابي مخالفا لقول أصحابنا فإن كان لا يصح كفينا مؤونة جوابه وإن كان صحيحا في مورده فقد سبق ذكر أقسامه إلا أن أحسن الوجوه وأبعدها عن الشبه أنه إذا ورد حديث الصحابي في غير موضع الإجماع أن يحمل على التأويل أو المعارضة بينه وبين صحابي مثله

وهذا مثال على  من  يقدم القياس والرأي على النص ، وهو من التكبر على الله وعلى شرعه

 

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المظهر العاشر ومابعده: تقديم الذوق والحال على الأمر؛ويقع من المتكبرين

المنحرفين  من  المنتسبين  إلى التصوف والزهد فإذا تعارض عندهم الذوق والأمر قدموا الذوق والحال ولم يعبأوا بالأمر

والتصوف : طريقة كان ابتداؤها الزهد الكلي ثم ترخص المنتسبون اليها بالسماع والرقص ، فمال اليهم طلاب الآخرة من العوام لما يظهرونه من التزهد ، ومال اليهم طلاب الدنيا لما يرون عندهم من الراحة واللعب  وصدهم عن العلم  وأروهم أن المقصود العمل فلما أطفيء مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات

ولما انقسم هؤلاء بين متكاسل عن طلب العلم وبين ظان أن العلم هو ما يقع في النفوس من ثمرات التعبد وسموا ذلك العلم العلم الباطن نهوا عن التشاغل بالعلم الظاهر

المظهر الحادي عشر:تقديم السياسة على الشريعة  ،  وهم   المتكبرون المنحرفون من الولاة والأمراء الجائرين إذا تعارضت عندهم الشريعة والسياسة قدموا السياسة ولم يلتفتوا إلى حكم الشريعة

المظهر الثاني عشر: الإعراض عن آيات الله ؛ بتركها وجحدها وتناسيها وعدم العمل بها مع سماعه لها

قال الله تعالى :{ óÝWÚWè  SØWTÕ<ÀºVK…  ÝQWÙYÚ  W£TYP{¢  gŒHTWTÿ†LWTTYTŠ  -YãYQTŠW¤  JðyR’  ð³W£`ÆVK…  :&†Wä`ÞTWÆ  †PVTßXM…  WÝYÚ  WÜkYÚX£`•SÙ<Ö@…  WÜéSÙYÍWÞSÚ} ، أي لا أظلم ممن ذكره الله بآياته وبينها له ووضحها ثم بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها كأنه لا يعرفها

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المظهر الثالث عشر وما بعده : المناظرة للغلبة. ؛ فكل من يناظر للغلبة والإفحام لا ليغتنم الحق إذا ظفر به فقد شاركهم في هذا الخلق وكذلك يحمل ذلك على الأنفة من قبول الوعظ كما  قال تعالى :{  …V¢XM…Wè  WÔ~YÎ  ISãTVÖ  XÌPVTŽ@…  JðW/@…  Sã`Žð¡Wž…  SáQW¥YÅ<Ö@…  &gy<’‚XMô@†YŠ  ISãS‰ó©W™WTÊ  &SØPVÞWäW–} ، أي حملته العزة حمية الجاهلية على الفعل بالإثم أي بالظلم والعزة والتكبر والمنعة وقيل معناه أخذته العزة للإثم الذي في قلبه فأقام الباء مقام اللام

وعن ابن مسعود قال : كفى بالمرء إثماً أن يقال له : اتق الله فيقول : أنت الذي تأمرني بالتقوى؟

وروى أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : اتق الله ؟ فوضع خده على الأرض تواضعا لله

المظهر الرابع  عشر : لبس الكعب العالي  ؛ أخرج البزار والطبراني بسنديهما من حديث سمرة يرفعه :

( إياكم والغلو في الزهو فإن بني إسرائيل قد غلا كثير منهم حتى كانت المرأة القصيرة تتخذ خفين من خشب فتحشوهما ثم تولج فيهما رجليها ثم تقوم إلى جنب المرأة الطويلة فتمشي معها فإذا هي قد تساوت بها وكانت أطول منها )

المظهر الخامس عشر : من أحب أن يتمثل له الرجال

أخرج الترمذي بسنده من حديث أنس قال : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته ، لذلك قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه

وأخرج البخاري بسنده من حديث حبيب بن الشهيد قال سمعت أبا مجلز يقول إن معاوية خرج وعبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير قعود فقام بن عامر وقعد بن الزبير وكان أوزنهما قال معاوية : قال النبي  صلى الله عليه وسلم  : ( من سره أن يمثل له عباد الله قياما فليتبوأ بيتا من النار) ، وقال علي رضي الله عنه : " من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى رجل قاعد وبين يديه قوم قيام " وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المظهر السادس عشر : لبس ثوب الشهرة

أخرج أحمد بسنده من حديث ا بن عمر قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله تبارك وتعالى ثوب مذلة يوم القيامة ) قال شريك : وقد رأيت مهاجرا وجالسته  ، قال شعيب الأرناؤوط : حديث حسن ، ومعنى    ( من لبس ثوب شهرة ) الخ ...أراد ما لا يحل لبسه أو ما يقصد به التفاخر والتكبر أو يتخذه المتزهد ليشهر نفسه بالزهد أو ما يلبسه المتفقهة من لبس الفقهاء والحال أنه من السفهاء وما يشعر به المتعبد من علامة السيادة كالثوب الأخضر أو ما يتخذه الساخر ليجعله ضحكة أو ما يرائ به كناية بالثوب عن العمل والثاني أظهر لترتب الباس وقوله ثوب مذلة جزاءً وفاقاً فإن المعالجة بالضد إنجاح ،وأخرج ابن أبي شيبة بسنده ،ً من حديث  أبي الدرداء قال : من ركب مشهورا من الدواب أو لبس مشهورا من الثياب أعرض الله عنه ما دام عليه وإن كان عليه كريما

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال رأى النبي عليّ ثوبين معصفرين فقال :(أمك أمرتك بهذا  ؟ )  قلت : أغسلهما ؟  قال : ( لا بل أحرقهما )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المظهر السابع عشر ومابعده :الأكل بالشمال

أخرج البخاري بسنده من حديث  وهب بن كيسان أنه سمع عمر بن أبي سلمة يقول: كنت غلاما في حجر رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله  صلى الله عليه وسلم : (  يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك )

وأخرج أحمد بسنده من حديث  إياس بن سلمة بن الأكوع ان أباه حدثه قال : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول لرجل يقال له بسر بن راعى  العير أبصره  يأكل  بشماله  فقال :( كل بيمينك ) فقال : لا أستطيع فقال :( لا استطعت ) قال: فما وصلت يمينه إلى فمه بعد ، وقال أبو النضر في حديثه : بن راعى العير من أشجع  ، قال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم ، وفي رواية ( منعه الكبر )

المظهر الثامن عشر:العائل المستكبر

وهو الذي يقوم على عياله بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما ، مع كثرتهم ، وفقره 

أخرج مسلم بسنده من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر)

قال النووي : العائل الفقير قد عدم المال ، وانما سبب الفخر والخيلاء والتكبر والارتفاع على القرناء الثروة فى الدنيا لكونه ظاهرا فيها وحاجات أهلها إليه فاذا لم يكن عنده أسبابها فلماذا يستكبر ويحتقر غيره فلم يبق فعله

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المبحث الخامس : أعمال ينتفي معها الكبر

أولاً :حمل الرجل لسلعته؛أي: لايسمح لأحد أن يحمل سلعته أو مايملك بين يديه ، بل صاحب الشيء أولى بحمله فإذا حمله بريء من الكبر ؛ أخرج القضاعي بسنده من حديث  جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( من حمل سلعته فقد بريء من الكبر )

ثانياً :حمل الحطب؛بعض الناس يترفع عن بعض المهن ومنهاالإحتطاب وهو جمع الحطب من مظانه إما لإستخدامه أو لبيعه ، فإذا حمل الإنسان الحطب فإنه فعل ينتفي معه الكبر

قال ابن حجر: أخرج أبو يعلى بسنده من حديث محمد بن القاسم قال : زعم عبد الله بن حنظلة أن عبد الله بن سلام مر في السوق عليه حزمة من حطب فقيل له : أليس قد أغناك الله تعالى عن هذا ؟ قال : بلى ، ولكن أردت أن أقمع الكبر، سمعت رسول  الله  صلى الله عليه وسلم  يقول: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر)

ثالثاً : ركوب الحمار ، ولبس الصوف ، وإعتقال العنز، ومجالسة فقراء المسلمين ، والأكل مع العيال..

هذه الأعمال وغيرها قد يترفع عنها بعض الناس ‘ فإذا فعلها أو بعضها فهو دليل على بعده عن الكبر

أخرج ابن السري بسنده من حديث زيد بن أسلم قال :  قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :( براءة من الكبر ركوب الحمار  ولبس  الصوف  واعتقال  العنز ومجالسة فقراء المسلمين )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المبحث السادس : النار وأحوال المتكبرين

أولاً : المستكبركل عتل جواظ

قال الله تعالى :{  Nv…éSTÕSž` @†WTÊ  ð‡.Wé`TŠVK…  WØQWÞWäW–  fÛTÿYŸYÕHTWTž  $†WTä~YÊ  ð¨`gLù‰VÕWTÊ  ÷Wé<‘WÚ  fÛTÿX¤QYiVÑWTSÙ<Ö@… } وأخرج البخاري  بسنده من حديث حارثة بن وهب الخزاعي عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : ( ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر )

وأخرج ابن حبان بسنده من حديث أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : (اختصمت الجنة والنار فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة : يدخلني ضعفاء الناس وأسقاطهم... ) الحديث

ثانياً : المتكبر يكبه الله على وجهه في النار

أخرج أحمد بسنده من حديث  أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:التقى  عبد الله  بن عمر وعبد الله  بن عمرو بن  العاصي  على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقى عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل : ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : هذا يعني عبد الله بن عمرو زعم انه سمع رسول لله  صلى الله عليه وسلم  يقول:( من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله على وجهه في النار) قال الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري

ثالثاً: المتكبر يسكنه الله واديا في جهنم اسمه ( هب هب )

أخرج الحاكم بسنده من حديث  أبي موسى عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: ( في جهنم واد في الوادي بئر يقال له هب هب حق على الله أن يسكنها كل جبار ، فاتق الله لا تسكنها ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العشرون في موضوع   ( الكبر ) وهي بعنوان :  

 

رابعاً : المفتخرون بالآباء إنما هم فحم جهنم

أخرج الترمذي بسنده من حديث  أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : (لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله  من الجعل الذي يدهده  الخرء  بأنفه إن الله  قد أذهب  عنكم  عبية  الجاهلية ...) الحديث ثم قال : وفي الباب عن بن عمر وبن عباس قال وهذا حديث حسن غريب

خامساً : إفتخار النار بالمتكبرين

إخرج البخاري بسنده من حديث   أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة : يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم ؟ وقالت النار:  أوثرت بالمتكبرين... )الحديث    سادساً:يجيء المتكبرون يوم القيامة امثال الذر  يساقون إلى سجن جهنم

أخرج ابن أبي شيبة بسنده من حديث  عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ( يجيء المتكبرون يوم القيامة ذرا مثل صور الرجال يعلوهم كل شيء من الصغار ثم يساقون إلى سجن جهنم يقال له (بولس ) تعلوهم نار الانيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار )  

سابعاً : التكبر  يضع  الإنسان  ،  والإستمرار  فيه يكتب صاحبه في الجبارين في النار

أخرج ابن حجر بسنده من حديث مطرف عن كعب قال : "ما من آدمي إلا وفي رأسه حكمة وهي بيد ملك فإن تواضع رفعه وإن تكبر وضعه" ثامناً:المتبختر في مشيته يخسف الله به الأرض

أخرج أحمد من حديث أبي سعيد يرفعه : ( من جر ثيابه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، وبينا رجل يمشي بين بردين مختالا خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المبحث السابع : أسباب الكبر

قال الغزالي : للكبر أسباب فمن أقوى أسبابه علو اليد ونفوذ الأمر وقلة مخالطة الأكفاء وللإعجاب أسباب فمن أقوى أسبابه كثرة مديح المقربين وإطراء المتملقين الذين استبضعوا الكذب والنفاق واستصحبوا المكر والخداع

إن الإنسان لا يتكبر إلا متى استعظم نفسه باطناً  ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال ، وجماع ذلك يرجع إلى كمال ديني أو دنيوي فالديني هو العلم والعمل والدنيوي هو النسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار ؛ وتفصيل ذلك كالتالي :الأول:التكبرعن نصرة الحق والدخول فيه لأن أنصاره ضعفاء  تكبراً وأنفةً فرد الله تعالى عليهم ذلك بقوله :{  ‚WWè  Y S£p¹WTŽ  WÝÿY¡PVÖ@…  WÜéSÆ`ŸTWÿ  ySäQWTŠW¤  YálèWŸWçÅ<Ö@†YŠ  JgøY­WÅ<Ö@…Wè  WÜèSŸÿX£STÿ  I$SãWä`–Wè  †WÚ  ðÐ`~TVÕWÆ  óÝYÚ  ØXäYŠ†fTT©Yš  ÝYQÚ  xòpøW®  †WÚWè  óÝYÚ  ðÐYŠ†fTT©Yš  yXä`~TVÕWÆ  ÝYQÚ  xòpøTW®  óØSåW S£TTp¹WTWTÊ  WÜéRÑWWTÊ  WÝYÚ  fûkYÙYÕHTJðÀ¹Ö@… }  وحاصل الرد ان من آمن من هؤلاء الضعفاء انما كان إيمانه عن برهان لا كما زعم خصومهم ولست انت بمسئول عنهم ولا هم بمسئولين عن حسابك فطردهم عن باب الإيمان من الظلم بمكان استدلالهم على بطلان الشيء بكونهم أولى به لو كان حقا .

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والعشرون في

موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

الثاني :العلم والعمل وما أسرع الكبر إلى العلماء والعباد ؛ بعض الناس يزداد بالعلم والعمل كبرًا وأمناً وذلك لسببين

أحدهما : أن يكون اشتغاله بما يسمى علما وليس علماً حقيقياً وإنما العلم الحقيقي ما يعرف به العبد ربه ونفسه وخطر أمره في لقاء الله والحجاب منه وهذا يورث الخشية والتواضع دون الكبر والأمن

السبب الثاني : أن يخوض العبد في العلم وهو خبيث الدخلة رديء النفس سيء الأخلاق ، لكن العلماء والعباد في آفة الكبر على ثلاث درجات :

الدرجة الأولى:أن يكون الكبر مستقراً في قلبه يرى نفسه خيراً من غيره إلا أنه يجتهد ويتواضع ويفعل فعل من يرى غيره خيراً من نفسه وهذا قد رسخ في قلبه شجرة الكبر ولكنه قطع أغصانها بالكلية

الثانية : أن يظهر ذلك على أفعاله بالترفع في المجالس والتقدم على الأقران وإظهار الإنكار على من يقصر في حقه وأدنى ذلك في العالم أن يصعر خده للناس كأنه معرض عنهم وفي العابد أن يعبس وجهه ويقطب جبينه كأنه منزه عن الناس مستقذر لهم أو غضبان عليهم

الدرجة الثالثة : وهو الذي يظهر الكبر على لسانه حتى يدعوه إلى الدعوى والمفاخرة والمباهاة وتزكية النفس وحكايات الأحوال والمقامات والتشمر لغلبة الغير في العلم والعمل

فهذا كله أخلاق الكبر وآثاره التي يثمرها التعزز بالعلم والعمل وأين من يخلو عن جميع ذلك أو عن بعضه فليت شعري من الذي عرف هذه الأخلاق من نفسه وسمع قول رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر) وحديث : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر )

الثالث  : التكبر بالحسب والنسب فالذي له نسب شريف يستحقر من ليس له ذلك النسب وإن كان أرفع منه عملاً وعلماً وقد يتكبر بعضهم فيرى أن الناس له أموال وعبيد ويأنف من مخالطتهم ومجالستهم وثمرته على اللسان التفاخر به فيقول لغيره : يا نبطي يا هندي ويا أرمني، من أنت ومن أبوك ، فأنا فلان ابن فلان ، وأين لمثلك أن يكلمني ، أو ينظر إليّ ، ومع مثلي تتكلم وما يجري مجراه

الرابع :التفاخر بالجمال وذلك أكثر ما يجري بين النساء ويدعو ذلك إلى التنقص والثلب والغيبة وذكر عيوب الناس . وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

الخامس : الكبر بالمال وذلك يجري بين الملوك في خزائنهم وبين التجار في بضائعهم وبين العقاريين في أراضيهم وبين المتجملين في لباسهم وخيولهم ومراكبهم

السادس : الكبر بالقوة وشدة البطش والتكبر به على أهل الضعف

السابع : التكبر بالأتباع والأنصار والتلامذة والغلمان وبالعشيرة والأقارب والبنين ويجري ذلك بين الملوك في المكاثرة بالجنود وبين العلماء في المكاثرة بالمستفيدين

والكبر خلق باطن وأما ما يظهر من الأخلاق والأفعال فهي ثمرة ونتيجة وينبغي أن تسمى تكبرا

فأما الكبر الظاهر فأسبابه أربعة :  العجب والحقد والحسد والرياء :

أولاً : العجب يورث الكبر الباطن والكبر يثمر التكبر الظاهر في الأعمال والأقوال والأحوال

ثانياً : الحقد يحمل على التكبر من غير عجب كالذي يتكبر على من يرى أنه مثله أو فوقه ولكن قد غضب عليه بسبب سبق منه فأورثه الغضب حقدا ورسخ في قلبه بغضه فهو لذلك لا تطاوعه نفسه أن يتواضع له وإن كان عنده مستحقا للتواضع

ثالثاً : الحسد يوجب البغض للمحسود وإن لم يكن من جهته إيذاء وسبب يقتضي الغضب والحقد ويدعو الحسد أيضا إلى جحد الحق حتى يمنع من قبول النصيحة وتعلم العلم فكم من جاهل يشتاق إلى العلم وقد بقي في رذيلة الجهل لاستنكافه أن يستفيد من واحد من أهل بلده أو أقاربه حسدا وبغيا عليه فهو يعرض عنه ويتكبر عليه مع  معرفته بأنه  يستحق  التواضع  بفضل علمه ولكن الحسد يبعثه على أن يعامله بأخلاق المتكبرين

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

رابعاً :  الرياء يدعو إلى أخلاق المتكبرين حتى إن الرجل ليناظر من يعلم أنه أفضل منه وليس بينه وبينه معرفة ولا محاسدة ولا حقد ولكن يمتنع من قبول الحق منه ولا يتواضع له في الاستفادة خيفة من أن يقول الناس إنه أفضل منه فيكون باعثه على التكبر عليه الرياء المجرد ولو خلا معه بنفسه لكان لا يتكبر عليه

المبحث الثامن : حكم الكبر

أولاً : الكبر حرّمه الله ، وهوكبيرة من الكبائر

قال تعالى : {   ðÐYÖ.W¡W{  SÄW‰p¹WTÿ  JðS/@…   QXÔS{ uøVÕWÆ  gˆ<ÕWTÎ  x¤QYiTVÑWTSÚ  x¤†QWT‰W– }}}  }}}}}} وقال تعالى :{  QWÜMX…  fÛTÿY¡PVÖ@…  WÜèS¤Yi<ÑWpT©WTÿ  óÝWÆ  øYTŽW †W‰YÆ  WÜéSTÕSž`ŸW~Wª  WØPVÞWäW–  WÝÿX£Yž.W   }  وقال تعالى  :{ W  Nv…éSTÕSž` @…  ð‡.Wé`TŠVK…  ðyQWTÞWäW–  WÝÿYŸYÕHTWTž  $†fTTTä~YÊ  ð¨`LùY‰WTÊ  ÷Wé<‘WÚ   fÛTÿY¤QYiW|WSÙ<Ö@…} وأخرج مسلم بسنده من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال: ( إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ) وأخرج مسلم أيضاً بسنده من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعنى عذبته )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

حرمة الكبر فيه مسائل :

المسألة الأولى : من التغليظ الوارد فيه وعيدان:

الوعيد الأول : تعذيب منازع رب العزة فيه بالنار ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل [العز إزاري والكبرياء ردائي فمن ينازعني شيئا منهما عذبته ]

الوعيد الثاني : منع أدنى القليل منه من دخول الجنة ففي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه النبي  صلى الله عليه وسلم : ( قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)

المسألة الثانية : من شؤم التخلق به تعجيل عقوبتين :

أحدهما : منعه من فهم الحق وقبوله قال تعالى : { ñÇX£p²KV†Wª ó  ƒøYHTWTÿ…ƒò ÝWÆ  WÝÿY¡PVÖ@…  fûèS¤QWiTVÑWWÿ  Á  X³`¤KKV‚ô@…  X¤`kTWçÅYŠ  QXÌW™<Ö@…}

الثاني : خسف الأرض بصاحبه ففي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : ( بينما رجل ممن قبلكم يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو مجلجل في الأرض إلى يوم القيامة )  أي يغوص وينزل فيها

المسألة الثالثة: شواهد خسته وإن أعتقد الترفع به أمران:

أحدهما : دلالته إلى حمق صاحبه قال أحد الحكماء: ما الكبر إلا فضل حمق لم يدر صاحبه أين يذهب به فصرفها إلى الكبر  ، ومن لازم ذلك : نقص العقل لا محالة

الثاني : صدوره عن وجود الذلة في النفس قال الأحنف : ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه

المسألة الرابعة : للكبرباطن : وهو رؤية النفس خيرا من غيرها ، وظاهر : وهو ثمرته الصادرة عن الجوارح والأول : أصل وحقيقته ، والثاني : فرع

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

ثانياً : حرّم النبي صلى الله عليه وسلم الكبر

أخرج  البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) وجمته : الجمة من شعر الرأس : ما سقط على المنكبين انتهى

وأخرج مسلم والنسائي وابن ماجة من حديث ابن عمر يرفعه (إن الذي يجر ثيابه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة) وهو المشي بتبختر واختيال ونظرفي عطفيه وتعاظم في نفسه)

وأخرج البخاري بسنده من حديث معاوية : قال النبي  صلى الله عليه وسلم  : ( من سره أن يمثل له عباد الله قياما فليتبوأ بيتا من النار)  

ثالثاً : أقوال في حرمة الكبر

وأخرج ابن أبي الدنيا أيضاً بسنده من حديث عبد الله بن هبيرة  أن سلمان سئل عن السيئة التي لا تنفع معها حسنة قال :الكبر

وقال الغزالي : التكبر على ذي التكبر عليك بماله تواضع ويقال : التواضع في الخلق كلهم حسن وفي الأغنياء أحسن والتكبر في الخلق كلهم قبيح وفي الفقراء أقبح ، وقال أبو علي الجوزجاني : النفس معجونة بالكبر والحرص والحسد فمن أراد الله تعالى هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة وإذا أراد الله تعالى به خيرا لطف به في ذلك فإذا هاجت في نفسه نار الكبر أدركها التواضع من نصرة الله تعالى وإذا هاجت نار الحسد في نفسه أدركتها النصيحة مع توفيق الله عز وجل وإذا هاجت في نفسه نار الحرص أدركتها القناعة مع عون الله عز وجل ،وقال ابن مسعود :  إياكم والكبر فإن أبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم وإياكم والحرص فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة . وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

المبحث التاسع : الفرق  بين الكبر وغيره

*الفرق بين الكبر  التجمل بالملابس والمراكب وغير ذلك

اعلم أن الكبر لله تعالى على أعدائه حسن وعلى عباده وشرائعه حرام وكبيرة قال عليه السلام:(لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر ) فقالوا : يا رسول الله إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله  حسنة فقال:(إن الله جميل يحب الجمال

ولكن الكبر بطر الحق وغمص الناس)  خرجه مسلم وغيره

*والفرق بين الكبر والتجمل : من جهتين الجهة الأولى أن الكبر من أعمال القلوب فلا يتعلق به الحسن وأما التجمل فمن أفعال الجوارح فيتعلق به الحسن ، والجهة الثانية أن أصل التجمل الإباحة لقوله تعالى : { `ÔSTÎ  óÝWÚ  W×QW£Wš  WàTTWÞÿY¦  JðY/@…  õøYPVÖ@…  W“W£pTž…  -YâY †W‰YÅYÖ  gŒHTWTg‰Q~Jð¹Ö@…Wè  WÝYÚ  g&Ë`¦QX£Ö@… } وقد يعرض له ما ينقله عن الإباحة إما إلى الوجوب كتوقف تنفيذ الواجب عليه في نحو ولاة الأمور فإن الهيئات الرثة لا تحصل معها مصالح العامة منهم ،  وقد يكون مندوبا إليها في الصلوات  والجماعات ، وفي الحروب لرهبة العدو ، والمرأة لزوجها ، وفي العلماء لتعظيم العلم في نفوس الناس ، وقد قال عمر : أحب أن أنظر إلى قارئ القرآن أبيض الثياب ، وقد يكون حراما إذا كان وسيلة للمحرم ؛ كمن يتزين للنساء الأجنبيات ليزني بهن ، وقد يكون مباحا إذا عري عن هذه الأسباب ، وانقسم التجمل إلى هذه الأحكام الخمسة

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

*الفرق بين المهابة والكبر:

إن المهابة أثر من آثار امتلاء القلب بعظمة الله ومحبته وإجلاله فإذا امتلأ القلب بذلك حل فيه النور ونزلت عليه السكينة وألبس رداء الهيبة فأكتسى وجهه الحلاوة والمهابة فأخذ بمجامع القلوب محبةً ومهابةً فحنت إليه الأفئدة وقرت به العيون وأنست به القلوب فكلامه نور ومدخله نور ومخرجه نور وعمله نور وإن سكت علاه الوقار وإن تكلم أخذ بالقلوب والأسماع

وأما الكبر فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم ترحلت منه العبودية ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شزر ومشيه بينهم تبختر ومعاملته لهم معاملة الاستئثار

*والفرق بين الصيانة والتكبر : أن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبا جديدا نقي البياض ذا ثمن فهو يدخل به على الملوك فمن دونهم فهو يصونه عن الوسخ والغبار والطبوع وأنواع الآثار إبقاء على بياضه ونقائه فتراه صاحب تعزز وهروب من المواضع التي يخشى منها عليه التلوث فلا يسمح بأثر ولا طبع ولا لوث يعلو ثوبه وإن أصابه شيء من ذلك على غرة بادر إلى قلعه وإزالته ومحو أثره وهكذا الصائن لقلبه ودينه تراه يجتنب طبوع الذنوب وآثارها فإن لها في القلب طبوعا وآثارا أعظم من الطبوع الفاحشة في الثوب النقي للبياض ولكن على العيون غشاوة أن تدرك تلك الطبوع فتراه يهرب من مظان التلوث ويحترس من الخلق ويتباعد من تخالطهم مخافة أن يحصل لقلبه ما يحصل للثوب الذي يخالط الدباغين والذباحين والطباخين ونحوهم  بخلاف صاحب العلو فإنه وإن شابه هذا في تحرزه وتجنبه فهو يقصد أنه عال على رقابهم ويجعلهم تحت قدمه فهذا لون وذاك لون

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

*الفرق بين الكبر والإعجاب:

فأما الكبر والإعجاب فقد يجتمعان في الذم ويفترقان في المعنى ، فالإعجاب يكون في النفس وما تظنه من فضائلها والكبر يكون بالمنزلة وما تظنه من علوها

*والفرق بين الاستكبار والاستنكاف : أن في الاستنكاف معنى الأنفة وقد يكون الاستكبار طلبها الكبير من غير أنفه

المبحث العاشر : طرق معالجة الكبر

اعلم أن الكبر من المهلكات ولا يخلو أحد من الخلق عن شيء منه،وإزالته فرض عين ، ولا يزول بمجرد التمني ؛ بل بالمعالجة واستعمال الأدوية القامعة له ، وفي معالجته مقامان :

*المقام الأول : في استئصال أصله وعلاجه علمي وعملي ولا يتم الشفاء إلا بمجموعهما :

*أما العلمي : فهو أن يعرف نفسه ويعرف ربه تعالى ويكفيه ذلك في إزالة الكبر فإنه مهما عرف نفسه حق المعرفة علم أنه أذل من كل ذليل وأقل من كل قليل وأنه لا يليق به إلا التواضع والذلة والمهانة وإذا عرف ربه علم أنه لا تليق العظمة والكبرياء إلا بالله أما معرفته ربه وعظمته ومجده فالقول فيه يطول...

وأما معرفته نفسه : فهو أيضا يطول ولكنا نذكر من ذلك ما ينفع في إثارة التواضع والمذلة ويكفيه أن يعرف معنى آية واحدة في كتاب الله فإن في القرآن علم الأولين والآخرين لمن فتحت بصيرته وقد قال تعالى                                                                         فقد أشارت الآية إلى أول خلق الإنسان وإلى آخر أمره وإلى وسطه

*وأما العلاج العملي : فهو التواضع لله بالفعل ولسائر الخلق بالمواظبة على أخلاق المتواضعين كما وصف وحكي من أحوال الصالحين ومن أحوال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حتى إنه كان يأكل على الأرض ويقول : ( إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد)  

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع     ( الكبر ) وهي بعنوان :

 

المقام الثاني لمهالجة الكبر:

 فيما يعرض من التكبر بالأسباب  أن الكمال الحقيقي هو العلم والعمل فأما ما عداه مما يفنى بالموت فكمال وهمي فمن هذا يعسر على العالم أن لا يتكبر .

ولكنا نذكر طريق العلاج من العلم والعمل في جميع الأسباب المتقدمة :

السبب الأول : النسب ؛  فيمن يعتريه الكبر من جهة النسب فليداوي قلبه بمعرفة أمرين :

أحدهما : أن هذا جهل من حيث إنه تعزز بكمال غيره ولذلك قيل :

لئن  فخرت  بآباء  ذوي شرف

لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا

فالمتكبر بالنسب إن كان خسيسا في صفات ذاته فمن أين يجبر خسته بكمال غيره بل لو كان الذي ينسب إليه حيا لكان له أن يقول :الفضل لي ومن أنت وإنما أنت دودة خلقت من بولي أفَتَرَى أن الدودة التي خلقت من بول إنسان أشرف من الدودة التي من بول فرس هيهات بل هما متساويان والشرف للإنسان لا للدودة

الثاني : أن يعرف نسبه الحقيقي فيعرف أباه وجده فإن أباه القريب نطفة قذرة وجده البعيد تراب ذليل وقد عرفه الله تعالى نسبه فقال:                                                                                       فمن أصله التراب المهين الذي يداس بالأقدام ثم خمر طينة حتى صار حمأ مسنونا كيف يتكبر وأخس الأشياء ما إليه انتسابه إذ يقال يا أذل من التراب ويا أنتن من الحمأة ويا أقذر من المضغة

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية والثلاثون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

السبب الثاني:التكبر بالجمال؛ ودواؤه أن ينظر إلى باطنه نظر العقلاء ولا ينظر إلى باطنه نظر البهائم،ومهما نظر إلى باطنه رأى من القبائح ما يكدر عليه تعززه بالجمال فإنه وكل به الأقذار في جميع أجزائه الرجيع في أمعائه والبول في مثانته والمخاط في أنفه والبزاق في فيه والوسخ في أذنيه والدم في عروقه والصديد تحت بشرته والصنان تحت إبطه يغسل الغائط بيده كل يوم دفعة أو دفعتين ويتردد كل يوم إلى الخلاء مرة أو مرتين ليخرج من باطنه ما لو رآه بعينه لاستقذره فضلا عن أن  يمسه أو يشمه كل ذلك ليعرف قذارته وذله هذا في حال توسطه  ، وفي أول أمره خلق من الأقذار الشنيعة الصور من النطفة ودم الحيض وأخرج من مجرى الأقذار إذ خرج من الصلب ثم من الذكر مجرى البول ثم من الرحم مفيض دم الحيض ثم خرج من مجرى القذر قال أنس رحمه الله : كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخطبنا فيقذر إلينا أنفسنا ويقول خرج أحدكم من مجرى البول

السبب الثالث : التكبر بالقوة والأيدي ؛ ويمنعه من ذلك أن يعلم ما سلط عليه من العلل والأمراض وأنه لو توجع عرق واحد في يده لصار أعجز من كل عاجز وأذل من كل ذليل وأنه لو سلبه الذباب شيئا لم يستنقذه منه وأن بقة لو دخلت في أنفه أو نملة دخلت في أذنه لقتلته وأن شوكة لو دخلت في رجله لأعجزته وأن حمى يوم تحلل من قوته مالا ينجبر في مدة  ، فمن لا يطيق شوكة ولا يقاوم بقة ولا يقدر على أن يدفع عن نفسه ذبابة فلا ينبغي أن يفتخر بقوته ثم إن قوى الإنسان فلا يكون أقوى من حمار أو بقرة أو فيل أو جمل وأي افتخار في صفة يسبقك فيها البهائم فإذا عرف ذلك ذهب كبره

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

السبب الرابع والخامس : الغنى وكثرة المال وفي معناه كثرة الأتباع والأنصار والتكبر بولاية السلاطين والتمكن من جهتهم ؛ وكل ذلك تكبر بمعنى خارج عن ذات الإنسان كالجمال والقوة والعلم

وهذا أقبح أنواع الكبر:  فإن المتكبر بماله كأنه متكبر بفرسه وداره ولو مات فرسه وانهدمت داره لعاد ذليلا والمتكبر بتمكين السلطان وولايته لا بصفة في نفسه بنى أمره على قلب هو أشد غليانا من القدر فإن تغير عليه كان أذل الخلق وكل متكبر بأمر خارج عن ذاته فهو ظاهر الجهل

السبب السادس : الكبر بالعلم ؛ وهو أعظم الآفات وأغلب الأدواء وأبعدها عن قبول العلاج إلا بشدة شديدة وجهد جهيد وذلك لأن قدر العلم عظيم عند الله عظيم عند الناس وهو أعظم من قدر المال والجمال وغيرهما بل لا قدر لهما أصلا إلا إذا كان معهما علم وعمل ولن يقدر العالم على دفع الكبر إلا بمعرفة أمرين :أحدهما : أن يعلم أن حجة الله على أهل العلم آكد وأنه يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل عشره من العالم فإن من عصى الله تعالى عن معرفة وعلم فجنايته أفحش إذ لم يقض حق نعمة الله عليه في العلم ولذلك قال  صلى الله عليه وسلم:( يؤتى بالعالم يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحا فيطيف به أهل النار فيقولون مالك فيقول كنت آمر بالخير ولا آتيه وأنهى عن الشر وآتيه)الحديث متفق عليه

الأمر الثاني:أن العالم يعرف أن الكبر لا يليق إلا بالله عز وجل وحده وأنه إذا تكبر صار ممقوتا عند الله بغيضا وقد أحب الله منه أن يتواضع فبملاحظة الخاتمة يقدر على أن ينفي الكبرعن نفسه وكل ذلك بأن يعلم أن الكمال في سعادة الآخرة والقرب من الله لا فيما يظهر في الدنيا مما لا بقاء له

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع ( الكبر ) وهي بعنوان :

السبب السابع : التكبر بالورع والعبادة ؛ وذلك أيضا فتنة عظيمة على العباد وسبيله أن يلزم قلبه التواضع لسائر العباد وهو أن يعلم أن من يتقدم عليه بالعلم لا ينبغي أن يتكبر عليه كيفما كان لما عرفه من فضيلة العلم ، وقد قال تعالى : {   `ÔWå  ÷XéWT`©WTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  WÜéSÙVÕ`ÅWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…Wè  ‚W  %WÜéSÙVÕ`ÅWTÿ  } وقال  صلى الله عليه وسلم : ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي ) الحديث أخرجه الترمذي

المبحث الحادي عشر:التواضع وفضله وهوعلاج الكبر

مجامع حسن الأخلاق والتواضع سيرة النبي  صلى الله عليه وسلم فيه؛فينبغي أن يقتدى به ومنه ينبغي أن يتعلم :

وقد قال أبو سلمة : قلت لأبي سعيد الخدري : ما ترى فيما أحدث الناس من الملبس والمشرب والمركب والمطعم ؟

فقال : يا ابن أخي كل لله واشرب لله والبس لله وكل شيء من ذلك دخله زهو أو مباهاة أو رياء أو سمعة فهو معصية وسرف وعالج في بيتك من الخدمة ما كان يعالج رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في بيته كان يعلف الناضح ويعقل البعير ويقمُ البيت ويحلب الشاة ويخصف النعل ويرقع الثوب ويأكل مع خادمه ويطحن عنه إذا أعيا ويشتري الشيء من السوق ولا يمنعه الحياء أن يعلقه بيده أو يجعله في طرف ثوبه وينقلب إلى أهله يصافح الغني والفقير والكبير والصغير ويسلم مبتدئا على كل من استقبله من صغير أو كبير أسود أو أحمر حر أو عبد من أهل الصلاة  ، ليست له حلة لمدخله وحلة لمخرجه لا يستحي من أن يجيب إذا دعي وإن كان أشعث أغبر ولا يحقر ما دعي إليه وإن لم يجد إلا حشف الدقل لا يرفع غداء لعشاء ولا عشاء لغداء هين المؤنة لين الخلق كريم الطبيعة جميل المعاشرة طليق الوجه بسام من غير ضحك محزون من غير عبوس شديد في غيرعنف ، متواضع في غير مذلة جواد من غير سرف...

 

وإلى هنا نصل إلى نهاية هذا الموضوع ، ونسأل الله أن يجعله علما نافعا وعملا صالحا متقبلا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

الكِبر

 

{ ãVÖWè   Sò:†WÿX¤`iTYÑ<Ö@… S   Á  g‹.WéHTWÙQW©Ö@…   $X³`¤KKV‚ô@…Wè }

تأليف

د / مسفر بن سعيد دماس الغامدي