القدوس

التمهيد:

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله { †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  N…éSTÍPVTŽ@…  JðW/@…  VPÌWš  -YãYŽ†WÍSTŽ  ‚WW  JðÝSTŽéSÙWTŽ  ‚PVMX…  ØSßKV…Wè  WÜéSÙYÕó©QSÚ } ، { †WäQSTÿKV†H;TTWÿ  ñ§†PVÞÖ@…  N…éSTÍPVTŽ@…  SØRÑPVŠð¤  ÷Y¡PVÖ@…  yRÑWÍVÕWž  ÝYQÚ  w¨pTÉTPVß  xáðŸYš.Wè  WÌVÕWžè  †Wä`ÞYÚ  †WäW–`èW¦  JðWTŠWè  †WÙSä`ÞYÚ  ‚^†W–X¤  …_¤kY‘VÒ  _ò:&†ð©YTßWè  N…éSÍPVTŽ@…Wè  JðW/@…  ÷Y¡PVÖ@…  WÜéSTփò:†W©WTŽ  -YãYŠ  &W׆Wš`¤VK‚ô@…Wè  QWÜMX…  JðW/@…  W܆VÒ  `ØRÑ`~VÕWÆ  †_T‰~YÎW¤} ، {   †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  N…éSÍPVTŽ@…  JðW/@…  N…éRÖéSTÎWè  ¾‚óéTWTÎ  …_ŸÿYŸWª    ó˜YÕp±STÿ  óØRÑVÖ  `yRÑVÕHTWÙ`ÆVK…  ó£YÉpTTçÅWTÿWè  `ØRÑVÖ  %óØRÑWTŠéSTßS¢  ÝWÚWè  XÄTY¹STÿ  JðW/@…  ISãVÖéSªW¤Wè  `ŸWÍWTÊ  W¦†WTÊ  …Z¦óéTWTÊ  †[Ù~YÀ¹WÆ } ، وبعــد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع القدوس وستكون مشتملة على التعريفات وما بعدها  

فالقدوس له معنيان :
الأول: أنّ القدوس فعول من القُدس وهو الطهارة، ويتقدس منه أي: يتطهر منه، وجاء في التنزيل  { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
   قال الزجّاج: معنى نقدس لك أي: نطهر أنفسنا لك. ولهذا قيل بيت المقدِس أي: البيت المطهر أو المكان الذي يُتطهر به من الذنوب.
   وقال ابن القيم : المعنى نقدسك وننزهك عما لا يليق بك. هذا قول جمهور أهل التفسير.
 وقال بعضهم: نعظمك ونمجدك. قال أبو صالح.

وقال مجاهد: نعظمك ونكبرك.
وقال بعضهم: ننزهك عن السوء فلا ننسبه إليك.
والمعنى الثاني: أن القدس بركة، والأرض المقدسة أي المباركة، وهو قول قتادة وذهب إليه ابن الأعرابي، ويقويه أنَّ الله تعالى قد بيّن أن الأرض المقدسة مباركة وذلك في قوله: { سُبْحَانَ  الَّذِي  أَسْرَى  بِعَبْدِهِ  لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} وقوله سبحانه: { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } وهي الأرض المقدسة.و(القدوس) على وزن: (فُعول) بالضم من الأبنية المبالغة.


أمامعنى الاسم في حق الله تعالى
فقال قتادة: القدوس أي: المبارك.
وعن ابن جرير في تفسير قوله تعالى:  {نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} : ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك ونصلي لك، ونقدس لك ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس، ومما أضاف إليك أهل الكفر بك.
وقال البيهقي:(القدوس) هو الطاهر من العيوب المنزه عن الأولاد والأنداد، وهذه صفة يستحقها بذاته.
   وقال الغزالي: هو المنزه عن كل وصف يدركه حس، أو يتصوره خيال، أو يسبق إليه وهم، أو يختلج به ضمير، أو يقضي به تفكير.
  وقال ابن كثير في معنى القدوس: أي المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال.
   وقال الألوسي: (القدوس) البليغ في النزاهة عمّا يوجب نقصًا، أو الذي  له  الكمال  في  كل  وصف  اختص  به وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع القدوس وهي إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان(تعريف القدوس)و قاعدة في اسماء الله وصفاته

والتقديس : تنزيه الله عز وجل . وفي التهذيب : القدس تنزيه الله تعالى ، وهو المتقدس القدوس المقدس . ويقال : القدوس فعول من القدس ، وهو الطهارة ، وكان سيبويه يقول : سبوح و قدوس . بفتح أوائلهما , قال اللحياني : المجتمع عليه في سبوح و قدوس الضم ، قال : وإن فتحته جاز وفي الحديث : ( إن روح القدس نفث في روعي ) يعني جبريل،عليه السلام ، لأنه خلق من طهارة .            وقال الله عز وجل في صفة عيسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام:    { وأيدناه بروح القدس } هو جبريل

وفي الحديث : (لا قدست أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها ) أي لا طهرت .

وفي التفسير إنه المبارك في قوله تعالى { ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم }

قاعدة في اسماء الله وصفاته

من المقاصد والغايات في بيان وجه رجوع هذه الأسامي الكثيرة إلى ذات وسبع صفات على مذهب أهل السنة لعلك  تقول هذه أسماء كثيرة وقد منعت الترادف فيها وأوجبت أن  يتضمن كل واحد معنى آخر فكيف يرجع جميعها إلى سبع صفات ؟

فاعلم  أن  الصفات إن كانت  سبعا   فالأفعال  كثيرة والإضافات كثيرة والسلوب كثيرة ويكاد يخرج جميع ذلك عن الحصر ثم يمكن التركيب من مجموع صفتين أو صفة وإضافة أو صفة وسلب أو سلب وإضافة ويوضع بإزائه اسم فتكثر الأسامي بذلك وكان مجموعها يرجع إلى ما يدل منها على الذات أو على الذات مع سلب أو على الذات مع إضافة أو على الذات مع سلب وإضافة أو على واحد من الصفات السبع أو على صفة وسلب أو على صفة وإضافة أو على صفة فعل أو على صفة فعل وإضافة أو سلب فهذه عشرة أقسام :

الأول : ما يدل على الذات كقولك {الله} ويقرب منه اسم {الحق} إذا أريد به الذات من حيث هي واجبة الوجود

الثاني : ما يدل على الذات مع سلب مثل القدوس والسلام والغني والأحد ونظائره فإن القدوس هو المسلوب عنه كل ما يخطر بالبال ويدخل في الوهم ،والسلام هو المسلوب عنه العيوب والغني هو المسلوب عنه الحاجة والأحد هو المسلوب عنه النظير والقسمة

الثالث : ما يرجع إلى الذات مع إضافة كالعلي والعظيم والأول والآخر والظاهر والباطن ونظائره فإن العلي هو الذات التي هي فوق سائر الذوات في المرتبة فهي إضافة والعظيم يدل على الذات من حيث تجاوز حدود الإدراكات والأول هو السابق على الموجودات والآخر هو الذي إليه مصير الموجودات والظاهر هو الذات بالإضافة إلى دلالة العقل والباطن هو الذات مضافة إلى إدراك الحس .وقس على هذا غيره

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة في موضوع القدوس وهي إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان(قاعدة في اسماء الله وصفاته )

الرابع : ما يرجع إلى الذات مع سلب وإضافة كالملك والعزيز فإن الملك يدل على ذات لا تحتاج إلى شيء ويحتاج إليه كل شيء والعزيز هو الذي لا نظير له وهو ما يصعب نيله والوصول إليه

الخامس : ما يرجع إلى صفة كالعليم والقادر والحي والسميع والبصير

السادس : ما يرجع إلى العلم مع إضافة كالخبير والشهيد والحكيم والمحصي فإن الخبير يدل على العلم مضافا إلى الأمور الباطنة والشهيد يدل على العلم مضافا إلى ما يشاهد والحكيم يدل على العلم مضافا إلى أشرف المعلومات والمحصي يدل على العلم من حيث يحيط بمعلومات محصورة معدودة التفصيل

السابع : ما يرجع إلى القدرة مع زيادة إضافة كالقهار والقوي والمقتدر والمتين فإن القوة هي تمام القدرة والمتانة شدتها والقهر تأثيرها في المقدور بالغلبة

الثامن : ما يرجع إلى الإرادة مع إضافة أو مع فعل كالرحمن والرحيم والرؤوف والودود فإن الرحمة ترجع إلى الإرادة مضافة إلى قضاء حاجة المحتاج الضعيف والرأفة شدة الرحمة وهي مبالغة في الرحمة والود يرجع إلى الإرادة مضافا إلى الإحسان والإنعام وفعل الرحيم يستدعي محتاجا وفعل الودود لا يستدعي ذلك بل الإنعام على سبيل الابتداء يرجع إلى الإرادة مضافا إلى الإحسان وقضاء حاجة الضعيف وقد عرفت وجه ذلك فيما تقدم

التاسع : ما يرجع إلى صفات الفعل كالخالق والبارئ والمصور والوهاب والرزاق والفتاح والقابض والباسط والخافض والرافع والمعز والمذل والعدل والمغيث والمجيب والواسع والباعث والمبدئ والمعيد والمحيي والمميت والمقدم والمؤخر والوالي والبر والتواب والمنتقم والمقسط والجامع والمانع والمغني والهادي ونظائره

العاشر: ما يرجع إلى الدلالة على الفعل مع زيادة كالمجيد والكريم واللطيف فإن المجيد يدل على سعة الإكرام مع شرف الذات والكريم كذلك واللطيف يدل على الرفق في الفعل فلا تخرج هذه الأسامي وغيرها  عن  مجموع  هذه الأقسام العشرة

  وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعه في موضوع القدوس وهي بعنوان :  

أسماء الله الحسنى الفقه والآثار:

إن أجلّ المقاصد وأنفع العلوم:    العلم بمعاني أسماء الله عز وجلّ الحسنى وصفاته العلا،فإن التعرّف على الله تعالى  من خلال أسمائه وصفاته يحقق العلم الصحيح بفاطر الأرض والسماوات، والعلم بأسماء الله وصفاته يستلزم عبادة الله تعالى ومحبته وخشيته ويوجب تعظيمه وإجلاله.

ومع أهمية هذا الجانب وجلالة قدره، إلا أن ثمة غفلة عنه،فنلحظ التقصير في فقه أسماءالله وصفاته وإهمال التعبّد والدعاء بها، وضعف الالتفات إلى ما تقتضيه هذه الأسماءالحسنى من الآثار والثمرات.

 وسأتحدث  مستعيناً بالله تعالى عن هذا الموضوع من خلال ما يلي:

- تظهر أهمية هذا الموضوع عبر الآيات القرآنية المتعددة التي تحض على تدبر القرآن الكريم؛ كما قال سبحانه:

{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } وذمّ القرآن من لا يفهمه، فقال تعالى :  { فَمَالِ هَؤُلاءِ القَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } ، ولا شك أن فقه أسماء الله تعالى  وصفاته يدخل في ذلك دخولاً أوليّاً. كما أن عبادة الله تعالى  ومعرفته آكد الفرائض، ولا يتحقق هذا إلا بمعرفة أسماء الله وصفاته.

يقول قوام السنة الأصفهاني   :   قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه: معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه، قال الله تعالى :       { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ } ، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها؛ فيعظموا الله حق عظمته، ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً : طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها 

وفقه أسماء الله تعالى  وصفاته يوجب تحقيق الإيمان والعبادة لله وحده، وإفراده سبحانه بالقصد والحبّ والتوكل وسائر العبادات، كما بيّن ذلك أهل العلم. ولذا: يقول العز بن عبد السلام : فهم معاني أسماء الله تعالى  وسيلة إلى معاملته بثمراتها من: الخوف،والرجاء ،والمهابة،والمحبةوالتوكل،وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات

   ويقول أيضاً:ذكرُالله بأوصاف      الجمال موجب للرحمة، وبأوصاف الكمال موجب للمهابة،وبالتوّحد بالأفعال موجب للتوكل، وبسعة الرحمة موجب للرجاء، وبشدة النقمة موجب للخوف، وبالتفرّد بالإنعام موجب للشكر، ولذلك قال سبحانه: { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً}

    ويقول ابن القيم في هذا الصدد:لا يستقر للعبد قدم في المعرفة بل ولا في الإيمان حتى يؤمن بصفات الرّب جلّ جلاله ويعرفها معرفة تخرج عن حدّ الجهل بربه، فالإيمان بالصفات وتعرّفها هو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان، وثمرة شجرة الإحسان، فضلاً عن أن يكون من أهل العرفان 

   ويقول الشيخ ابن سعدي:إن معرفته الله تعالى  تدعو إلى محبته وخشيته ورجائه وإخلاص العمل له، وهذا عين سعادة العبد ، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة  أسمائه وصفاته، والتفقه في فهم معانيها.. بل حقيقة الإيمان أن يعرف الربّ الذي يؤمن به  ، ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته، حتى يبلغ درجة اليقين.

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة في موضوع القدوس وهي بعنوان :

ماهوالمقصود بالتعبد بأسماء الله تعالى  وصفاته ؟:

تحقيق العلم بها ابتداءً، وفقه معاني أسمائه وصفاته، وأن يعمل بها، فيتصف بالصفات التي يحبها الله تعالى : كالعلم، والعدل، والصبر، والرحمة.. ونحو ذلك، وينتهي عن الصفات التي يكرهها له تعالى  من عبيده مما ينافي عبوديتهم لله تعالى ، كالصفات التي لا يصح للمخلوق أن يتصف بها كالكبروالعظمة والجبروت فيجب على العبد إزاءها الإقرار بها والخضوع لها.

    ومن العمل بها:أن يدعو الله تعالى  بها؛ كما قال سبحانه : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ، كما أن من العمل بها: تعظيمها وإجلالها، وتحقيق ما تقتضيه من فِعْل المأمورات وترك المحظورات. يقول ابن تيمية: إن من أسماء الله تعالى  وصفاته مايُحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك، ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر، وللعبد من الصفات التي يُحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الربّ به كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك.. 

وقال ابن القيم: لما كان سبحانه يحبّ أسماءه وصفاته: كان أحبّ الخلق إليه من اتصف بالصفات التي يحبها، وأبغضهم إليه: من اتصف بالصفات التي يكرهها، فإنما أبغض من اتصف بالكبر والعظمة والجبروت؛ لأن اتصافه بها ظلم ، إذ لا تليق به  هذه  الصفات  ولا تحسن  منه ؛ لمنافاتها لصفات العبيد، وخروج من اتصف بها من ربقة العبودية، ومفارقته لمنصبه ومرتبته، وتعديه طوره وحدّه،

    وهذا خلاف ما تقدم من الصفات

    كالعلم والعدل والرحمة والإحسان

    والصبر والشكر، فإنها لا تنافي

 العبودية، بل اتصاف العبد بها من كمال عبوديته، إذ المتصف بها من العبيد لم يتعد طوره، ولم يخرج بها من دائرة العبودية

    وقال الحافظ ابن حجر أثناء شرحه

    لحديث (إن لله تسعة وتسعون

    اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها

    دخل الجنة)  

    وقيل: معنى أحصاها: عمل بها،

    فإذا قال: ( الحكيم ) ، مثلاً، سلّم

    جميع أوامره، لأن جميعها على

    مقتضى الحكمة ، وإذا قال:

   (القدوس)، استحضر كونه منزهاً

    عن جميع النقائص، وهذا اختيار

    أبي الوفا بن عقيل.وقال ابن بطّال:

    طريق العمل بها : أن الذي يسوغ

    الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم؛

    فإن الله يحب أن يرى حالاتها على

   عبده، فليمرن العبد نفسه على أن

    يصح له الاتصاف بها، وما كان

يختص بالله (تعالى)  كالجبار والعظيم: فيجب على العبد الإقرار بها، والخضوع لها، وعدم التحلي بصفة منها، وما كان فيه معنى الوعد: نقف منه عند الطمع والرغبة، وما كان فيه معنى الوعيد: نقف منه عند الخشية والرهبة

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع القدوس وهي بعنوان :

أن التلازم الوثيق بين إثبات الأسماء

   والصفات لله تعالى وتوحيد الله

 تعالى  بأفعال العباد.

 فكلما حقّقَ العبد أسماء الله وصفاته علماً  وعملاً، كلما كان أعظم وأكمل توحيداً، وفي المقابل: فإن هناك تلازماً وطيداً بين إنكار الأسماء أو الصفات وبين الشرك. يقول ابن القيم في تقرير هذا التلازم: كل شرك في العالم فأصله التعطيل، فإنه لولا تعطيل كماله أو بعضه وظن السوء به، لما أشرك به، كما قال إمام الحنفاء وأهل التوحيد لقومه: { أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ، فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العَالَمِينَ } أي: فما ظنكم به أن يجازيكم وقد عبدتم معه غيره ؟،  

    وما الذي ظننتم به حتى جعلتم معه

    شركاء ؟ أظننتم أنه محتاج إلى

    الشركاء والأعوان ؟ أم ظننتم أنه

    يخفى عليه شيء من أحوال عباده

    حتى يحتاج إلى شركاء تعرفه بها

    كالملوك ؟، أم ظننتم أنه لا يقدر

    وحده على استقلاله بتدبيرهم

    وقضاء حوائجهم ؟ أم هو قاسٍ

    فيحتاج إلى شفعاء يستعطفونه

   على عباده ؟

    والمقصود: أن التعطيل مبدأ

    الشرك وأساسه، فلا تجد معطلاً

    إلا  وشركه  على  حسب  تعطيله ،

    فمستقلّ ومستكثرٌ

    ونورد أمثلة في توضيح هذا

    التلازم والصلة بين توحيد العبادة

    وتوحيد الأسماء والصفات.

فالدعاء مثلاً هو آكد العبادات وأعظمها؛ فالدعاء هو العبادة كما أخبر المصطفى، وهو لا ينفك عن إثبات وفقه أسماء الله تعالى   وصفاته. ويشير ابن عقيل إلى هذه الصلة بقوله:  قد ندب الله (تعالى)  إلى الدعاء، وفي ذلك معانٍ:

    أحدها: الوجود، فإن من ليس

    بموجود لا يُدعى.

    الثاني: الغنى، فإن الفقير لا يُدعى.

    الثالث: السمع،فإن الأصم لا يُدعى.

    الرابع: الكرم،فإن البخيل لا يُدعى.

   الخامس :الرحمة فإن القاسي لا يُدعى. 

   السادس:القدرة،فإن العاجز لا يُدعى

    والتوكل على الله تعالى وحده شرط في الإيمان،وأجلّ العبادات القلبية، ولا

     يتحقق التوكل إلا بمعرفة أسماء

     الله تعالى  وصفاته.

    وقد وضح ذلك ابن القيم بقوله:

    ولا يتم التوكل إلا بمعرفة الربّ

    وصفاته من قدرته وكفايته

    وقيوميته وانتهاء الأمور إلى

    علمه،وصدورها عن مشيئته

    وقدرته .

وحسن الظن بالله والثقة به تعالى  عبادة جليلة تقوم على فقه أسماء الله وصفاته، كالحكمة والقدرة..، كما أن سوء الظن بالله من آثار إنكار أسماء الله  تعالى  وصفاته.

 ويقول ابن القيم: وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله، وأسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده... ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تَعَتّباً على القدَر وملامة له... وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك 

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع القدوس وهي بعنوان :

ماأشار اليه الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله إلى أن أصول العبادة الثلاثة ؛الحبّ ،والرجاء ، والخوف من آثار وثمرات التعبد

بأسماء الله وصفاته،

فقال في مسائل ذكرها في تفسير سورة الفاتحة: أركان الدين: الحب، والرجاء، والخوف،

    فالحب في الأولى، وهي { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ }،والرجاء في الثانية،

   وهي { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }، والخوف

    في الثالثة، وهي { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }   إذا ظهر بهذه الأمثلة مدى التلازم

    الوثيق بين صفات الله تعالى  وما

    تقتضيه من العبادات الظاهرة

    والباطنة، فيمكن أن نخلص إلى ما

    حرره ابن القيم بقوله:  لكل صفة

    عبوديةٌ خاصة هي من موجباتها

    ومقتضياتها، أعني: من موجبات

    العلم بها والتحقيق بمعرفتها، وهذا

    مطرد في جميع أنواع العبودية

    التي على القلب والجوارح، فعلم

   ،العبد بتفرد الرب تعالى  بالضرّ

    والنفع، والعطاء والمنع، والخلق

    والرزق، والإحياء والإماتة: يثمر له عبودية التوكل عليه باطناً، ولوزام

 

 التوكل وثمراته ظاهراً، وعلمه بسمعه تعالى  وبصره، وعلمه أنه لا يخفى عليه مثقال ذرة، وأنه يعلم السر، ويعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور: يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه على كل ما لا يرضي الله، وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه، فيثمر له ذلك: الحياء باطناً، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح، ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء... وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه، تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة، وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعاً من العبودية الظاهرة، هي موجباتها.. فرجعت العبودية كلها إلى  مقتضى الأسماء والصفات

     والتعبد بأسماء الله تعالى  وصفاته له آثاره الطيبة في حسن الخلق وسلامة السلوك، كما أن تعطيل أسماء الله تعالى وصفاته لا ينفك عن مساوئ الأخلاق ورديء السلوك. ومثال ذلك: أن القدرية النفاة لما كانوا ينفون علم الله تعالى المحيط بكل شيء، ويزعمون أن العبد يخلق فعله نفسه، فالخير هو الذي أوجده العبد وفَعَله على حدّ زعمهم، ودخوله الجنة عوض عمله، فأورثهم ذلك غروراً وعُجباً، وكما قال أبو سليمان الداراني:  كيف يعجب عاقل بعمله ؟ وإنما يعدّ العمل نعمة من الله ، إنما  ينبغي  له  أن يشكر

 ويتواضع، وإنما يعجب بعمله القدرية

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة في موضوع القدوس وهي بعنوان :

 

 

التعبد بأسماء الله  تعالى  وصفاته سبب رئيس في السلامة من الآفات: كالحسد، والكبر،

كما قال ابن القيم:

لو عرف ربّه بصفات الكمال ونعوت الجلال، لم يتكبر ولم يحسد أحداً على ما آتاه الله؛ فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله؛ فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله، ويحب زوالها عنه والله يكره ذلك، فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته...

 والتعبد بأسماء الله تعالى  وصفاته يثمر الموقف الصحيح تجاه المكروهات والمصائب النازلة؛ فإن الإنسان ظلوم جهول، والله تعالى  بكل شيء عليم، وهو سبحانه حَكَمٌ عدْل، ولا يظلم تعالى  أحداً، قال سبحانه: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ }

      يقول ابن القيم: من صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته علم يقيناً أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما كره أعظم منها فيما يحب... 

ويقول أيضاً: .. فكل ما تراه في الوجود من شر وألم وعقوبة ونقص في نفسك وفي غيرك فهو من قيام الرب تعالى  بالقسط، وهو عدل الله وقسطه، وإن أجراه على يد ظالم، فالمسلط له أعدل العادلين، كما قال تعالى  لمن أفسد

 في الأرض:{ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَاًسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً}

  

أما الملك القدوس سبحانه ، فقد جاء أسمه القدوس مقرناً باسمه الملك في الكتاب والسنة وصفاً له بالكمال المقدس : ذاتاً وأسماءً وصفاتً وأفعالاً وعظمةً وجمالاً وجلالاً وغنى وألهيه ، فلا سبيل إليه لشيء من تلك النقائص  بوجه ما ، فهو وحْده  الفعال  لما يريد  واستعبد النَّاسَ لأنه :

   أولاً : رَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، وإنما خلقهم ليعبدوه

   وثانياً : ليطهرهم من الضلال المبين ، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويُقدسَّ أرواحهم بما يليق بمجاورته في دا ره حظيرة القدس .

   وثالثاً : ليرحمهم ويكرمهم في دار كرامته ، وهو الملك القدوس ـ فلا يظلم مثقَالَ ذرة ـ ورسالاته وشرائعه وأمره ونهيه وأحكامه وجزاؤه وثوابه وعقابه كل ذلك على القداسة ، فلا عيب ولا شر ولا ظلم  ؛ قال تعالى :  

                                                                       ﭸﭹ                        ﭿ        ﮃﮄ                

    وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ { بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }  وَ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ }  و { َقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فَإِذَا  سَلَّمَ  قَالَ :  

( سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) ، هذا الذكر بعد صلاة الوتر ، أي بعد نهاية عمل اليوم والليلة كمسك الختام للعمل اليومي ، الذي  هو  تقديس  لله  عز وجل  ثم  هو  تقديس ( تطهير وتبريك ) للروح والقلب ليكون لائقاً بمقام القدوس ولقائه عز وجل.
    و في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ِ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ

( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ    (

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة في موضوع القدوس وهي بعنوان :

الفرق بين القدوس والسلام

   القدوس : أي الطاهر عن كل عيب المنزه عما لا يليق به وقيل : هو الذي كثرت بركته

   والسلام :أي الذي سلم من النقائص وكل آفة تلحق الخلق . فإن قلت على هذا التفسير لا يبقى بين القدوس والسلام فرق فيكون كالتكرار وذلك لا يليق بفصاحة القرآن .

     والفرق بينهما : أن القدوس : إشارة إلى براءته عن جميع العيوب والنقائص في الماضي والحاضر

   والسلام : إشارة إلى أنه لا يطرأ عليه شيء من العيوب والنقائص في المستقبل فإن الذي يطرأ عليه شيء من ذلك تزول سلامته ولا يبقى سليماً  ، وقيل السلام أي سلم خلقه من ظلمه

 

آثار الإيمان باسم الله القدوس

   لاشك أن للإيمان باسم الله القدوس آثار كثيرة وعظيمة في الدنيا والآخرة منها :

   1ـ كما أنه منزه عن النقائص في صفاته وأسمائه الحسنى، فهو أيضًا منزه عن النقص في اقواله وأفعاله.
فقوله الصدق وخبره الحق، قال سبحانه:
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا } وقال تعالى { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ  } أي تعالى وتقدس وتنزه عن أن يخلق شيئًا عبثًا أو سفهًا.

    كان النبي  صلى الله عليه وسلّم  يكثر من ذكر هذا

الاسم في ركوعه وسجوده. فعن عائشة رضي الله عنها أن

رسول  الله  صلى الله عليه وسلّم كان يقول  في  ركوعه  وسجوده : ( سبّوح قدوس رب الملائكة والروح ) أخرجه مسلم.  

   3-  تقديس الله سبحانه  وتنزيهه عن  النقائص  وأنه موصوف بكل كمال ، وصفات الكمال هي ماوصف به نفسه سبحانه في  كتابه أو ماوصفه  به رسوله  صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { لَيْسَ  كَمِثْلِهِ  شَيْءٌ  وَهُوَ  السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، فلم يُقدِّس اللهَ من شبّهه بخلقه أو نفى عنه أسماءه وصفاته فكلاهما على ضلال مبين.
     ولو استقصينا أوجه التقديس لله عز وجل ما استطعنا أبدًا ولا أحصيناها؛ لأنها لا نهاية لها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم  : ( لا أُحصي  ثناءً عليك ، أنت  كما أثنيت على نفسك ) .
    فهو القدوس من جميع الوجوه ، منزه عن كل نقص من جميع الجهات مُبرأ من كل عيبٍ ، وقدسية  الله  جل  جلاله قدسية دائمة لم يسبق وجودها عدم ولا دنس ، ولا يلحقها نقص ولا خلل وليس لها نهاية ولا فناء .
   4- تقديس العبد ربه وذلك بتطبيق شرعه قال تعالى عن الملائكة: { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } 

أي نطهر أنفسنا لك ، فالتقديس لله وتقد يس الله بمعنى واحد ، وأفضل ما يمكن تقديس الله به هو عبادته بما جاء في شرعه من كتابه وسنة رسوله بالعقائد الصحيحة والأقوال الطيبة والأعمال الصالحة ، وهذا ما ارتضاه الله لنفسه من خلقه .
   5- تقديس الله بالقلوب وذلك بتطهيرها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إن اللَّه لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم . فالقلب إن شئت فردوس ونعيم ، وإن شئت  عناء  وجحيم ، اتحد  شكله  واختلفت معانيه ، فرق كبير جداً بين قلب وقلب ، قلب يلامس السماء رفعة ، وقلب يلامس الحضيض ضَعَةً ، وقلب قد اختلط فهو لما غلب ، فلا بد أن يتعاهد المؤمن قلبه ويطهره من الغل والحقد والحسد والعجب والكبر والرياء وماإلى ذلك من

الأمراض القلبية المهلكة ، كل أمراض الجسد تنتهي عند الموت ، أما أمراض القلب تبدأ عند الموت ، وكما قيل : الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا وقد قال تعالى : { يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ ، إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة في موضوع القدوس وهي إستكمالا للحلقة الماضية والتي هي  بعنوان :   آثار الإيمان باسم الله القدوس
   6- من عرف اسم القدُّوس لايتذلل لمخلوق بهذه النفس التي تقدست وتطهرت بمعرفة الله عز وجل ؟ فلا يُذلّ نفسه إلاّ لله سبحانه ولا يعظم مخلوقاً ، إلا أن يعظم أولياءه لأن المؤدى واحد . وكذلك حسنُ الظن بالله تعالى وحبُّه وخشيتُه والتوكل عليه ولم يقدسه من أساء الظن به وظن أنه خاذله ، ولم يقدسه من لم يثق بوعده ولم يقدسه من ظن أنه ظلمه أو بخسه رزقه وحقه أو جال بفكره شئ مما يحدث لضعاف العقول وضعاف الإيمان .
   7- من آداب من عرف هذا الاسم أن تسمو همته إلى أن يطهره الله من عيوبه ، وهذ الذي سماه القرآن بالتزكية والذي قال الله سبحانه وتعالى {  قد  أفلح  من  زكاها  }  والفلاح عند الله يتحقق للعباد بهذه التزكية الإيمانية

{ قد أفلح من تزكى } مأخوذة من التزكية وهو التطهير أي تطهر : ظاهره وباطنه ، فتطهر باطنه من الشرك بالله عز وجل ، ومن الشك ، ومن النفاق ، ومن العداوة للمسلمين والبغضاء ، وغير ذلك مما يجب أن يتطهر القلب منه ، وتطهر ظاهره من إطلاق لسانه وجوارحه في العدوان على عباد الله عزوجل ، فلا يغتاب أحدا ، ولا ينم عن أحد ، ولا يسب أحدا ، ولا يعتدي على أحد بضرب ، أو جحد مال أو غير ذلك ، فا لتزكي كلمة عامة تشمل التطهر من كل درن ظاهر أو باطن ، فصارت التزكية لها ثلاث متعلقات : الأول : في حق الله . والثاني : في حق الرسول . والثالث : في حق عامة الناس .
   8- إن العبد المؤمن بتقديسه ربه يجد للإيمان حلاوة في قلبه ونوراً في صدره وهذا هو النعيم الدنيوي الحقيقي الذي استصغر من وجده كل نعيم دنيوي .
   9- دعاء الله باسمه القدوس : فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يذكر هذا الاسم في ركوعه وسجوده ، وهو دعاء ثناء وحمد 

 

 

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العاشرة في موضوع القدوس وهي بعنوان :  

أثر اسم القدوس على العبد

    من قدس الله وسأل الله بالقدوس ، قدسه الله  وذلك بأن يطهر نفسه ظاهراً وباطناً فالله تعالي جعل الدخول عليه موقوفاً علي الطهارة الحسية والمعنوية الطهارة الحسية طهارة البدن بالماء والطهارة المعنوية طهارة القلب من الأحقاد والأحساد والضغائن ولذلك كان من السنة أن تقول بعد الوضوء ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) ، التوبة للقلب والطهارة للبدن ولما اجتمع للإنسان الطهارتان صلح لدخول الجنة لأن الله تعالي اشترط أيضا لدخول الجنة الطهارة كما ورد في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاضون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة فوالذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا )

 قداسةالصفات
   من قداسة الصفات : الجمال والنور ، إن قداسةَ الصفةِ هو بلوغها من الكمال أكمله ، ومن العلو أعلاه ، وتلك درجة ورتبه لا يَتَصَوَّرهَا مخلوق من علوها ، وما ينبغي له ذلك وما يستطيع ، وأنى له ذلك وهو لا يحيط بالله علماً وبالتالي لا يُتَصَوَّر ولا يَرِدُ بالخاطر إمكانيةُ وجود العيب أو النقص ، ومن كان وَصْفه على هذا البيان فهو القدوس . وسأذكر هنا مثالين آخرين لترسيخ المعنى

   1- الرحمة المخلوقة لا يمكن لمخلوق أن يتصورها بكمالها ، بل لا يستطيع المخلوق أن يتخيل ذلك الجزء الواحد الذي أنزله الله في الدنيا تتراحم به الخلائق ؛ فكيف بالمائة جزء ، وكيف بالجنة وما فيها ، وكل ذلك رحمة مخلوقة ، فكيف بالرحمة التي هي وصفه عزوجل !! هو الرحمن وهو الذي وسع كل شئ رحمة وعلماً والمقصودُ  ببيان  قداسة  رحمة  الله  تعالى  عن تصورها ووجود النقص والعيب فيها
2- العلم  من  صفات  الله عز وجل ، والله  تعالى علَّم الإنسان ما لم يعلَمْ،وأودع في المخلوقات علوماً لا تدخل تحت الحصر ولا التخيل ، وما عليك إلا أن تقوم بإحصاء بسيط  لما تم من أبحاث ورسالات  ماجستير  ودكتوراه وغيرها ، وما يُدَّرس في المدارس والجامعات والأكاديميات وغيرها ، وعلوم الطب والهندسة والآلة العسكرية وغزو الفضاء  وعلوم البحار والفلك وغير ذلك  كثير ، وستعلم حينئذ أنه لا يمكن لمخلوق أن يحيط بذلك،ثم الاكتشافات اليومية والتطوير المستمر لعلوم الكمبيوتر والاتصالات وغيرها في جميع المجالات ، حتى أصبح من المُسَلَّمات أن علمَ اليوم قليلٌ في علم الغَدِ ، وكل ذلك  وإلى  يوم القيامة قليل كما قَالَ تعالى { وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قلِيلاً } فكيف بعلْم الله الذي هو صفةٌ له سُبْحانه ، هو بكل شئ عليم . ووسع كل شئ رحمة وعلماً ، وهو علام الغيوب ، يعلم أسرار القلوب وما سيكون فيها إلى موتها ،{ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }إن أعداد  النجوم والكواكب تستعصي على الحصرفكيف بِذَرَّاتِها وإلكتروناتها إن ذلك في علم  الله يسير قَالَ  تعالى:{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن  فِي  صَخْرَةٍ أَوْ فِي  السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } لقمان . فالكمال في علم الله لا يحصيه إلا الله سبحانه وما كان لِمَخْلوق أن يتصور ذلك الكمال أو يَتَخيَّله ، فكيف يَردُ على العقل احتمالُ النَقْصِ فيه !! تقدَّس الله عن ذلك وتعالى علواً كبيراً  ألا ذلك هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ.
وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع القدوس وهي  بعنوان :  

قداسةالأسماء
قَالَ ابن القيم : صفاته كلها صفات كمال محض ، فهو موصوف من الصفات بأكملها ، وله من الكمال أكمله . وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها ، فليس في الأسماء أحسن منها ولا يقوم غيرها مقامها ، ولا يؤدي معناها،وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرا بمرادف محض بل هو على سبيل التقريب والتفهيم وإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى ، وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص فله من صفة الإدراكات العليم الخبير دون العاقل الفقيه والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر.

 ومن صفات الإحسان البر الرحيم الودود دون الرفيق والشفوق ونحوهما ، وكذلك العلي العظيم دون الرفيع الشريف،وكذلك الكريم دون السخي،والخالق البارئ المصور دون الفاعل الصانع المشكل ، والغَفُور العفُوّ دون الصَّفُوح السَّاتر وكذلك سائر أسمائه تعالى يجري على نفسه منها أكملها وأحسنها وما لا يقوم غيره مقامه ، فتأمَّل ذلك ، فأسماؤه  كلها حسني  أحسن الأسماء كما أن صفاته أكمل الصفات ، فلا عدل عما سمى به نفسه إلى غيره ،كما لا تتجاوز ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله إلى ما وصفه به المُبْطلون والمُعَطِّلون"   

   إذا كانت صفات الله تعالى على السَّعة والكثرة حيث لا يستطيع الخلق إحْصَاءَها ، وكذلك على الكمال المُقدَّس عن إدراكه أو تصوُّره ، فكيف يمكن التعبير عنها والدلالة عليها بأسماء هي مجرد ألفاظ أو كلمات ؟! إنه لو اجتهد جميع الخلق في وضع أسماء تستوعب ذلك وتدل عليه دلالة كافية . ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً . ولكنَّ الله عز وجل كما أثنى على نفسه ، وسمَّى نفسه بالأسْماء الحْسنى  أعلاما وأوصافاً  كما قَالَ تعالى { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، وقَالَ{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى}  

   والحسنى مؤنث الأحسن ، فمَهْما تَعَقَّل الخلق من حسنها فهي أعلى من ذلك وأحسن ، أي في استيعاب الدلالة على الصفات مع سعتها وكمالها ، وفي حُسْنها في الأسْمَاع والقلوب التي فُطرتْ عليها ، فلن تجد القلوبُ ألذَّ ولا أنْعَم ولا أحْسَن من التعرُّف على الأسْماءَ الحُسْنى وتعلُّمِها تعلُّماً صحيحاً ، كما أن الله لا يُدْعى إلا بها قَالَ تعالى { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ...} الإسراء .

    وهى  وسيلة  مُقَرِّبة  إلى الله يُحبُّها ، ويُحبُّ  من  يُحبُّها ويُحبُّ من يحفظها ويبحث عن معانيها ويتعبد له بها .
    أما عن  تنوع  وجوه الدلالة  لتستوعب  جميع  الصفات وتستغرق جميع معانيها  بكمالاتها  العالية  المتناهية  فمنها مايلي:
1- دلالة الاسم عندما يذكر مفرداً : كالعزيز : حيث يدل على جميع معاني العزة والكمال فيها من عزة النُّدْرَةَ ونَفَاسَة القَدْرِ فلا يُعادِلُه شئ ، ولا مثيل له ولا نظير . وعزة القوة والشدة فهو القوى الشديد . وعزة الامتناع فلا يرام جنابه ولا يغلب أبدا . وعزة الغلبة فهو القهَّار الغالب على أمره

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثه عشرة في موضوع القدوس وهي إستكمالا للحلقة الماضية والتي هي  بعنوان :  تنوع  وجوه الدلالة  لتستوعب  جميع  الصفات

2- دلالةُ الاسْم عند الاقْتِرَان بغيره حيث تتسع دلالتهُ ليتناول كمالا آخر لم يظهر عند الإفْراد ، فمثلاً : العزيز الرحيم : يدل على العزة ، ويدل على الرحمة في العزة فهي عزة بلا قسوة ، وكذلك يدل على الرحمة وعلى العزة في الرحمة فهي رحمة بلا ذل ، وقس على ذلك في العزيز الحكيم ، والعزيز الغفار ، والعزيز الغفور ، والعزيز العليم ، والعزيز الوهاب والعزيز الحميد والعزيز المقتدر، وعزيز ذو انتقام ، والعزيز الكريم فتأمل ذلك الإعجاز في الدلالة لهذا الاسم : العزيز : كيف أصبح بهذه الاقترانات دالَّا على أنواع العزة الأربعة وقد دخلت فيها الرحمة والحكمة والمغفرة الكثيرة والجيدة والعلم والْهِبَة والحَمْد والاقْتِدَار ومْلِكية الانتقام ، والكرم . وذلك الأمر يحتاج إلى كتاب كبير ، ولكنها الآن إشارة لبيان قداسة الأسماء ، وأنها في عظمة دلالاتها تفوق التصور بكثير .
3- أسماء يدل الواحد منها على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة ، بل هو دال على معناه لا على معنى مفرد كالمجيد والكريم والعظيم والصمد .

    فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة والكثرة والزيادة ومنه( ذُو الْعَرْشِ  الْمَجِيدُ)  صفة للعرش لسعته وعِظَمِه وشرفه .

والكريم الذي يجمع صفات الجود والعزة والصفح والجمال ، والعظيم من أتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال ، والصَّمد يدل على كل كمالات الله عز وجل وأنه يصمد إليه كل الخلق ، فهو السيد الذي كمل في سؤدده ، والعظيم الذي كمل في عظمته ، والكريم الذي قد كمل في كرمه وهكذا ، واشتقاقه يدل على هذا ، فإنه من الجمع والقَصد ، الذي اجتمعت فيه صفات السؤدد فاجتمع القصد نحوه . والعجب العجاب عند اقتران هذا النوع من الأسماء كما في) حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ) ، ( الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) ، ( غَنِيٌّ كَرِيم( ،  ) ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) وذلك مبسوط في مواضعه.
4- من أسماء الله أسماء مزدوجة تجرى الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ، فهي وإن تعددت ؛ جارية مجرى الاسم الواحد لذلك لم ترد مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة ، مثل : الخافض الرافع ،الضآر النافع ، المعطى المانع ، المعز المذل ، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعاً ونفعاً وضرا وعفوا وانتقاماً .
5- اسم الله الواسع إذا قرن في الذهن بأي اسم آخر فقد وسع دلالة ذلك الاسم على صفته ، فهو يخدم جميع الأسماء في ذلك ، فمثلاً : واسع عليم يدل على سعة علم الله ليسع كل شئ ، واسع حكيم ، واسع المغفرة .

قَالَ السعدي : الواسع هو الواسع الصفات والنعوت ومتعلقاتها بحيث لا يحصي أحد ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، واسع العظمة والسلطان والملك ، واسع الفضل والسلطان عظيم الجود والكرم

   فكذلك القدوس والأعلى والعليّ والمتعال ، إذا قرن أحدها في الذهن بأي اسم من أسماء الله فقد دل على علو تلك الصفة وبلوغها أكمل الكمال ، وهذا ـ والله أعلم ـ يفسر سر اقتران القدوس بالملك في الكتاب والسنة كما تقدم ، إذ الملك يستلزم كل صفات الكمال ، ويأتي في القرآن متبوعاً لا تابعاً

 

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع القدوس وهي بعنوان : 

 قداسةالأقوال والأفعال
إن أفعال الله وأقواله أو الخلق والأمر إنما صدرا عن أسمائه الحسنى وصفاته المقدسة ، وبالتالي فلله القداسة في الخلق  والأمر،يعنى أكمل الكمال في الخلق  والأمر ، فلا ترى في الخلق  من  فطور ولا  تفاوت  ولا  خلل  ولا  فروج  ولا عبث ، ولم يخلق خلقه باطلاً ولا عبثاً ولا سدىً ، ولا تجد شراً أبداً ينسب إلى فعل الله عز وجل، وإنما ينسب الشر إلي مفعولاته ومخلوقاته ،بل أفعاله كلها حكمة ومصلحة ورحمة وفضل وعدل،وكذلك أكمل الكمال في الأمر، فأَمْرهُ كُلُّه حسن لايخرج عن مصالح العباد والرأفة والرحمة بهم والإحسان إليهم  بتكميلهم بما أمرهم به  ونهاهم عنه ، فلا  تجد  فيه باطلاً ولا ظلماً ولا حرجاً ولا إعناتاً ولا قَسْوةً ، وَإنَّما يكون الخلل واقعاً فيما يفعله العبدويأمربه،إما لجهله به المنافي  لعلمه،وإما لسفهه المنافي لحكمته ، وحاجته المنافية لغناه أو لنقصه وعيبه،وأما الرب تعالى فهو العليم الحكيم ، الغنى الحميد ، أفعاله وأقواله مقدسة لأنها كلها عن كمالِهِ المقدَّس ، ولو اجتمع علماء بنى آدم في الدنيا والدين من عهد آدم وإلى يوم القيامة ليكتبوا ما علموه من ذلك فكتبوا ما لا يحصى من الكتب،فوالله لن يكون ذلك إلا مجرد جزئيات سطحية بالنسبة إلى ما في أفعال الله وأقواله من أدلة القداسة  قَالَ تعالى { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ولكن حسبنا بعض الإشارات كما يلي :
أولاً : قداسة الأفعال

(الخير بيده والشر ليس إليه) خلق الله السماوات والأرض وما بينهما بالحق ولم يخلق ذلك باطلاً ولا عبثاً ولا لعباً، بل خلقه خلقاً صادراً عن الحق آيلاً إلى الحق مشتملاً على الحق ، فالحق لخلقها مُقَارنٌ له غايةٌ له، ولهذا أُتى بالباء الدالَّة على هذا المعنى دون اللام المفيدة لمعنى الغاية وحدها ،فالباء مُفِيدَةْ معنى اشتمال خَلقِها على الحق السَّابق والمقارنة والغاية. فالحق السَّابق :- صُدُور ذلك عن عِلمه وحكمته ، فصدّرَ خلقُه تعالى وأمرُهُ عن كمال عِلمِه وحكمته ، وبكمال هاتين  الصفتين  يكون  المفعول  الصادر  عن الموصوف بهما حكمةً كلُّه وَمصْلَحة وحقاً . لقد قَالَت الملائكة لامرأة إبراهيم حين قَالَت{ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ } قَالُوا { كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ } وهذا راجع إلى قوله وخلقه ، وهو خَلْقُه الولد لها على الكِبَر . وأما مقارنة الحق لهذه المخلوقات فهو ما اشتملت من الحكم والمصالح والمنافع والآيات الدالة للعباد على الله ووحدانيته وصفاته وكمالاته وصدق رُسُلِه ، وأَن لقاءَه حق لا ريب فيه ، وهذه طريقة القرآن في إرشاد الخلق إلى الاستدلال بأصناف المخلوقات ، وأَحْوَالها على إثبات الكمالات والتوحيد والنبوات والمعاد ، والآيات القرآنية في ذلك لا تكاد تخلو منها صفحة من صفحات المصحف .
   وأما الحق الذي هو غاية خلقها فهو غاية تراد من العباد ، وغاية تراد بهم . فالتي تراد منهم : أن يعرفوا الله تعالى وصفاتِ كماله عز وجل ، وأن يعبدوهُ لا يشركوا به شيئاً . قَالَ تعالى{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } .

 ومعرفة كمال القدرة . وإحاطة العلم يستلزم معرفته ومعرفة أسمائه وصفاته وتوحيده . قَالَ تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } فهذه الغاية هي المراده من العباد، وهى أن يعرفوا رَبَهم ويعبدوه وحده .           وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع القدوس وهي إستكمالا للحلقة الماضية والتي هي  بعنوان :  قداسةالأقوال والأفعال

   وأما الغاية المراده بهم فهي الجزاء بالعدل والفضل والثواب والعقاب كقوله تعالى { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } وكقوله تعالى { إِنَّ السَّاعَةَ أَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } والمقصود بيان أن الله تعالى لا يفعل شيئاً إلا على مقتضى العلم الكامل والحكمة الكاملة ، وعندما ينتهي الفصل بين العباد، وسَوْق الكافرين  إلى جهنم ، وسَوْق المتقين إلى الجنة، تقول جميع الخلائق : الحمد الله رب العالمين ، حيث لم يجدوا على الله سبيلاً ولو بمثقَالَ ذرة من ظلم أو خطأ، وذلك لأن أفعال الله تعالى مقدسة ، وهو الذي أتقن كل شئ ، وأحسن كل شئ خلقه . فالإحكام والإتقان إنما هما على قداسة العلم والحكمة ، فكيف يُتَصوَّر العَيْب والنَّقْص في خلقِ الله وفِعْله .
قَالَ تعالى { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ  ،ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ } الملك .

قَالَ تعالى:{أَفَلَمْ يَنظُرُواإِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ..} الآية  ق .     

ثانياً : قداسة الأقوال
كما تقدم : العليم الحكيم لا يَصُدُر عنه إلاَّ الأفعالُ المقدسةُ والأقوال المقدَّسةُ ، أي على أكمل الكمال . ومن ثم فأفعاله وأقواله مطهرَّة تماماً من أي عيب أو خلل ، فهو الحق وقوله الحق ، ووعده الحق ، ورسالاته الحق ، والساعة حق ، قَالَ تعالى { قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ } ص ، وقَالَ {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ .. } الآية  ، وكذلك كلماته عز وجل لا تَنفذ ، كما قَالَ :

{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } لقمان ، وكلماته في رسالاته وشرائعه صدق وعدل كما قَال: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً } صدقاً في الخبر لا تزيد ولا تنقص ، عدلاً في الأمر أيضاً لا تزيد ولا تنقص .
لا تزيد عن الوسع كما قَالَ تعالى { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } الحج

ولا تنقص عن حاجة الإنسان والأرض للصلاح والفلاح دنيا وآخره . وأيْضاً القرآن كلام اللهَ تعالى فهو مُقَدَّس عن الباطل وأن يأتي مخلوق بمثله قَالَ تعالى { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }   وقَالَ : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا } النساء

    وقَالَ :{ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } والقرآن حكيم وكريم ومجيد وعزيز وعلىّ حكيم وعظيم ، والآيات في هذه المعاني كثيرة .

وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع القدوس وهي إستكمالا للحلقة الماضية والتي هي  بعنوان :  قداسةالأقوال

 وقال ابن القيم لما أراد أن يكتب عن محاسن الشريعة في كتابه مفتاح دار السعادة  : ثمُ رأَيْنا أن نُتْبِعه فصلا في دلالةِ دينه وشرعه على وحدانيِته وعلْمِهِ وحكْمتِه ورحْمَتِه وسائر صفات كماله ، إذ هذا من أشرف العلوم التي يكتسبها العبد في هذه الدار ويدخل بها إلى الدار الآخرة وقد كان الأولى بنا الإمساك عن ذلك لان ما يصفه الواصفون منه وتنتهي إليه علومهم هو كما يدخل الرجل إصبعه في اليَمِّ ثم ينزعها ، فهو يصف البحر بما يعلق على إصبعه من البلل ، وأين ذلك من البحر ، فيظن السامع أن تلك الصَّفَة أحاطت بالبحر وإنما هي صِفةُ ما علق بالإصبع منه وإلا فالأمر أجل وأعظم وأوسع من أن تحيط عقول البشر بأدنى جزء منه ، وماذا عسى أن يصف به الناظر إلى قرص الشمس من ضوئها وقدرها وحسنها وعجائب صنع الله فيها ، ولكن قد رضى الله من عباده بالثناء عليه وذكر آلائه وأسمائه وصفاته وحكمته وجلاله ، مع انه لا يحصى ثناء عليه أبداً ، بل هو كما أثنى على نفسه ، فلا يبلغ مخلوق ثَنَاءً عليه تبارك وتعالى ولا وصفَ كتابِه ودينه بما ينبغي له ، بل لا يبلغ أحدٌ من الأمَّةِ ثناء على رسوله كما هو أهل أن يثني عليه بل هو فوق ما يثنون به عليه ومع هذا أن الله تعالى يُحِبُّ أن يحمد ويثني عليه وعلى كتابه ودينه ورسوله ...   

والقربى من القدوس في داره ( حظيرة القدوس ) اللهم أعنا على ذلك واجعلنا أهلاً له آمين .
في الخاتمة بعدما تبينت معاني القداسة في الذات والأسماء والصفات والأفعال والأقوال نستطيع أن نقول :
القدوس ' هو الذي له وصف القداسة في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله ' .

مما يقوله سبحانه بعد أن يُفني جميع المخلوقات  { أنا القدوس }

      ﭧ ﭨ ﭽ                          ﯲﯳ         

 وفى الصحيحين عن بن عمر أن النبى قرأ على المنبر هذه الآية ثم قال : (يطوى الله السماوات بيمينه ويقبض الأرض بيده الأخرى ثم يقول :أنا الملك ، أنا القدوس ، أنا السلام ....)الحديث وجعل رسول الله يقبض بيديه ويبسطهما والمنبر يتحرك من اسفله حتى إني لاقول أساقط هو برسول الله وإلى هنا نقف ونكمل في الحلقة القادمة بإذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع القدوس وهي بعنوان : 

الدعاء بـ  (سبوح قدوس )

أخرج ابو داود الطيالسي بسنده من حديث عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضجعه ليلة وظننت انه قد اتى بعض نسائه فانتهيت اليه وهو ساجد فسمعته يقول : سبوحًا قدوسًا رب الملائكة والروح سبقت رحمة ربنا غضبه

الدعاءبعدالوتر بـ(سبحان الملك القدوس)

 أخرج أبو داود بسنده من حديث أُبَيِّ بن كَعْبٍ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ في الْوِتْرِ قال :

( سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ )

 وأخرج عبد بن حميد بسنده من حديث سعيد بن عبد الرحمن بن ابزى عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ { سبح اسم ربك الأعلى } و{ قل يا أيها الكافرون } و{ قل هو الله أحد } فإذا سلم قال ثلاث مرات :

( سبحان الملك القدوس )     

علاج الوحشة الدعاء بـ ( سبحان الملك القدوس )

 قال ابو الفضل عبيد الله بسنده من حديث البراء بن عازب ، قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلُ ، فشكى إليه الوحشة، فقال له:( أكثر من أن تقول : سبحان الملك القدوس ، رب الملائكة والروح ، جللت السماوات والأرض بالعزة والجبروت ) . فقالها ذلك الرجل ، فذهبت عنه الوحشة

 

ماذا ينادي منادي الصباح

   قال النووي : وروينا في كتابي الترمذي وابن السني عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من صباح يصبح العباد إلا مناد ينادي سبحان الملك القدوس ) وفي رواية ابن السني ( إلا صرخ صارخ أيها الخلائق سبحوا الملك القدوس )

   وأخرج ابن المبارك من حديث عبد الله بن ضمرة عن كعب قال : " ما من صباح الا وملكان يناديان : يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر ، وملكان يناديان : اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا ، وملكان يناديان يقولان : سبحان الملك القدوس ، وملكان مؤكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان"

  وأخرج ابو يعلى بسنده من حديث الزبير بن العوام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صباح يصبح العباد إلا صارخ يصرخ أيها الخلائق سبحوا القدوس

 

إلى هنا وينتهي هذا البحث الجميل والذي بعنوان ( القدوس ) وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

القدوس

 

 

{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }

 

تأليف

 

د/ مسفر بن سعيد دماس الغامدي