العقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعــــد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع (العقيدة الصحيحة مصدرالسعادة

في الدنياوالآخرة ) وستكون بعنوان :

مقدمة :

إن دين الله يتكون من عقيدة وشريعة كما قال تعالى :{  QWÜMX…  ðÝÿY¡PVÖ@…  N…éSTֆWÎ  †WTÞQSTŠW¤  JðS/@…  QWØR’  N…éSÙHTWÍWTpTª@…  ð„TWTÊ  dÇóéWž  `yXä`~VÕWÆ  ‚WWè  óØSå  fûéSTßW¥mïmð`š }  وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  ( قل آمنت بالله ثم استقم )البخاري ومسلم   

    إن العقيدة (الإيمان ) أساس هذا الدين العظيم ، وصحة الإعتقاد سرالقبول عند الله ، بل لايقبل أي عمل مبني على عقيدة فاسدة ، لأن البناء الصالح لايقوم إلا على أساس صحيح صالح ، عليه وجب الإهتمام بالعقيدة ، وتصحيحها، وأعطاء هذا الأمرأولوية ؛ حتى يؤتي أكله ، وحتى يوفق صاحبه في الدنيا ويسعد في الآخرة

ولأهمية موضوع  صحة العقيدة وما ينبني عليها من آثار في الدنيا والآخرة كان هذا البحث والعقيدة هي الإيمان وأركان الإيمان ستة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء خيره وشره

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

المبحث الأول :  معرفة الله

المعرفة الصحيحة من خلا ل أسمائه وصفاتة وأياتة ومخلوقاتة

  قال المناوي : الله علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى الإلهية أحدية جمع جميع الحقائق الوجودية  

وقال البيهقي : "باب أول ما يجب على العاقل البالغ معرفته والإقرار به قال الله جل ثناؤه لنبيه محمد  صلى الله عليه وسلم  :    {  `yVÕ`Æ@†WTÊ  ISãPVTßVK…  :‚W  WãHTVÖXM…  ‚PVMX…  JðS/@…} وقال له ولأمته :{  Nv…éTSÙVÕ`Æ@†WTÊ  QWÜKV…  JðW/@…  &`ØRÑHùVÖ`éWÚ }

فوجب معرفة الله تعالى وعلمه ووجب الاعتراف به والشهادة له بما عرفه ودلت السنة على مثل ما دل عليه الكتاب   

 وقال الحكمي :التوحيد نوعان  :

الأول التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي المتضمن إثبات صفات الكمال لله عز و جل و تنزيهه فيها عن التشبيه و التمثيل و تنزيهه عن صفات النقص و هو توحيد الربوبية و الأسماء و الصفات .والثاني التوحيد الطلبي القصدي الإرادي و هو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له و تجريد محبته و الإخلاص له و خوفه و رجاؤه و التوكل عليه و الرضا به رباً و إلهاً  ووليا و أن لا يجعل له عدلاً في شيء من الأشياء وهو توحيد الإلهية "

ثم قال الحكمي :

      "وهو رب كل شيء و مليكه رب الأولين و الآخرين رب المشرقين و رب المغربين رب السموات و الأرضين وما بينهما رب العالمين رب الآخرة والأولى مالك الملك

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

أسماء الله الحسنى

وأسماء الله الحسنى هي التي أثبتها تعالى لنفسه وأثبتها له عبده ورسوله محمد  صلى الله عليه وسلم  وآمن بها جميع المؤمنين قال الله تعالى : {  YãPVÕYÖWè  Sò:†WÙ`ªKKV‚ô@…  uøWÞp©S™<Ö@…  SâéSÆ` @†WTÊ  $†WäYŠ  N…èS¤W¢Wè  WÝÿY¡PVÖ@…  fûèSŸY™<ÕSTÿ  õøYÊ  -&YãMXù;;HTTWÙ`ªKV…  WÜ`èW¥`•S~Wª  †WÚ  N…éST߆VÒ  WÜéSTÕWÙ`ÅWTÿ } ، وقال تعالى : {  XÔSTÎ  N…éSÆ` @…  JðW/@…  XèVK…  N…éSÆ` @…  W$ÝHTWÙ`šQW£Ö@…  †QWچQ^TÿVK…  N…éSÆ`ŸWTŽ  SãVÕWTÊ  Sò:†WÙ`ªKKV‚ô@…  u&øWÞp©S™<Ö@… }}} }    وأخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ( :إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة )

 ثم قال الحكمي : " واعلم أن أسماء الله عز وجل ليست بمنحصرة في التسعة والتسعين المذكورة في حديث أبي هريرة ولا فيما استخرجه العلماء من القرآن بل ولا فيما علمته الرسل والملائكة وجميع المخلوقين لحديث ابن مسعود عند أحمد وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنه قال :    ( ما أصاب أحدا قط هم  ولا حزن فقال  : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

نسبة الله

  قال تعالى : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }  قال ابن كثير : قرر تعالى في هذه الآيات الكريمة أنه السيد العظيم الذي لا نظير له ولا شبيه له وأن جميع الأشياء غيره مخلوقة له مربوبة فكيف يكون له منها ولد

روى الطبراني بسنده من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : (لكل شيء نسبة ونسبة الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ } والصمد ليس بأجوف )  

وقال ابن تيمية :"وهو سبحانه و صف نفسه بالعلو و هو من صفات المدح له بذلك و التعظيم لأنه من صفات الكمال كما مدح نفسه بأنه العظيم و العليم و القدير و العزيز و الحليم و نحو ذلك و أنه الحي القيوم و نحو ذلك من معاني أسمائه الحسنى فلا يجوز أن يتصف بأضداد هذه فلا يجوز أن يوصف بضد الحياة و القيومية و العلم و القدرة مثل الموت و النوم و الجهل و العجز و اللغوب  و لا بضد العزة و هو الذل و لا بضد الحكمة و هو السفه فكذلك لا يوصف بضد العلو و هو السفول و لا بضد العظيم و هو الحقير بل هو سبحانه منزه عن هذه النقائص المنافية لصفات الكمال الثابتة له فثبوت صفات الكمال له ينفى إتصافه بأضدادها و هي النقائص....  

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :    

أول واجب في معرفة الله هو شهادة أن لا إله إلا الله

 قال ابن باز رحمه الله إن أول واجب هو شهادة أن لا إله إلا الله علما وعملا وهي أول شيء دعا إليه الرسل وسيدهم وإمامهم نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم  وأول شيء دعا إليه أن قال لقومه : (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) ولما بعث معاذا إلى اليمن قال له : ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) وقال البخاري:باب العلم  قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى{  `yVÕ`Æ@†WTÊ  ISãPVTßVK…  :‚W  WãHTVÖXM…  ‚PVMX…  JðS/@…  ó£YÉpTçÅWpTª@…Wè  ðÐY‰?TßW¡YÖ W} فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ،وقال الغزالي: شرف العبد بسبب العلم من حيث أنه من صفات الله عز وجل ولكن العلم الأشرف ما معلومه أشرف ، وأشرف المعلومات هو الله تعالى فلذلك كانت معرفة الله تعالى أفضل المعارف بل معرفة سائر الأشياء أيضا إنما تشرف لأنها معرفة لأفعال الله عز وجل أو معرفة للطريق الذي يقرب العبد من الله عز وجل أو الأمر الذي يسهل به الوصول إلى معرفة الله تعالى والقرب منه وكل معرفة خارجة عن ذلك فليس فيها كثير شرف

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان : معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته ومايتبع ذلك  

قال الزرعي :فأساس دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم معرفة الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله،ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان

أحدهما : تعريف الطريق الموصلة إليه وهي شريعته المتضمنة لأمره ونهيه

  الثاني:تعريف السالكين ما لهم بعد الوصول إليه من النعيم الذي لا ينفد وقرة العين التي لا تنقطع،وهذان الأصلان تابعان للأصل الأول ومبنيان عليه فأعرف الناس بالله أتبعهم للطريق الموصل إليه وأعرفهم بحال السالكين عند القدوم عليه ولهذا سمى الله سبحانه ما أنزل على رسوله روحا لتوقف الحياة الحقيقية عليه ونورا لتوقف الهداية عليه قال الله تبارك وتعالى :{ øYÍ<ÕSTÿ   W—èQS£Ö@…  óÝYÚ  -YâX£`ÚVK…  uøVÕWÆ  ÝWÚ  Sò:†W­WTÿ  óÝYÚ  -YâY †W‰YÆ}

 في موضعين من كتابه وقال عز وجل  : {  ðÐYÖ.W¡W{è  :†WTÞ`T~Wš`èVK…  ðÐ`T~VÖMX…  †_šèS¤  óÝYQÚ  &†WTßX£`ÚVK…  †WÚ  ðŒÞRÒ  ÷X¤`ŸTWTŽ  †WÚ  ñˆHTWTYÑ<Ö@…  ‚WWè  SÝHTWÙÿ‚XMô@…  ÝYÑHTVÖWè  SãHTTWTÞ<ÕWÅW–  …_¤éSTß  ÷YŸ`äPVß  -YãYŠ  ÝWÚ  Sò:†W­PVTß  óÝYÚ  &†WTßY †W‰YÆ } فلا روح إلا فيما جاء به ولا نور إلا في الاستضاءة به فهو الحياة والنور والعصمة والشفاء والنجاة والأمن والله سبحانه وتعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق فلا هدى إلا فيما جاء به ولا يقبل الله من أحد دينا يدينه به إلا أن يكون موافقا لدينه

وقال ابن أبي العز : "جاء في الاثر إذا أحب أحدكم أن يعرف كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله في قلبه فإن الله ينزل العبد من نفسه حيث أنزله العبد من قلبه فقوله منزلة الله في قلبه هو ما يكون في قلبه من معرفة الله ومحبته وتعظيمه وغير ذلك  وبهذا يتضح أهمية معرفة الله في سعادة الدنيا والآخرة

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

المبحث الثاني : الإخلا ص لله تعالى

قال ابن القيم:تنوعت عباراتهم في الإخلاص

فقيل : هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة ،وقيل:تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ،وقيل:استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن .

وقيل:نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق ،وقال الفضيل:ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من اجل الناس شرك ،

والإخلاص : أن يعافيك الله منهما .

 قال تعالى:{  :†WÚWè  vN…èS£YÚRK…  ‚PVMX…  N…èSŸST‰`ÅW~YÖ  JðW/@…  WÜkY±YÕoñ`ž  SãTVÖ  WÝÿPYŸÖ@…  ƒò:†TWÉWÞTSš } 5 وقال سبحانه :{ :†QWTTßXM…  :†WTÞ<ÖW¥ßVK…  ðÐ`~VÖMX…  ðˆHTWTYÑ<Ö@…  QXÌW™<Ö@†YŠ  YŸS‰T`Æ@†WTÊ  JðW/@…  †_T±YTÕ`ñož   SãVPÖ  fÛTÿPYŸÖ@… } وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم {  XÔSTÎ  WJð/@…  SŸS‰T`ÆVK…  †_T±YÕ`ñož  ISãVPÖ  øYÞÿY     N…èSŸS‰T`Æ@†WTÊ  †WÚ  ØST`LùY®  ÝYQÚ  -Y%ãTYTßèS  } وقال له :{ `ÔSTÎ  QWÜMX…  øYŽð„W²  øYÑS©STßWè  W÷†WT~o`ðšWè  øYŽ†WÙWÚWè  YãPVÕYÖ  Jg‡W¤  WÜkYÙVÕHTWÅ<Ö@…  ‚W  ðÐÿX£TW®  I$SãTVÖ  ðÐYÖ.V¡YŠWè  ñ‹ó£TYÚRK…  N†WTßVK…Wè  SÓPVèKV…  WÜkYÙYÕpT©SÙ<Ö@… } وقال عز وجل :{ ÷Y¡PVÖ@…  WÌVÕWž  ð‹`éWÙ<Ö@…  WáléW~W™<Ö@…Wè  `ØS{éRÕ`‰W~YÖ  `yRÑQSTÿKV…  SÝW©`šKV…  ¾&„WÙWÆ  WéSåWè  S¥ÿX¥WÅ<Ö@…  S¤éSÉWTçÅ<Ö@…} ، قال الفضيل بن عياض :هو أخلصه وأصوبه ،قالوا:ياأبا علي،ما أخلصه وأصوبه ؟ فقال:إن العمل إذا كان خالصاً ، ولم يكن صواباً . لم يقبل . وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً : لم يقبل . حتى يكون خالصاً صواباً ، والخالص : أن يكون لله والصواب : أن يكون على السنة  

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

  الإخلا ص لله تعالى

 قال تعالى :{   ÝWÙVÊ  W܆VÒ  N…éS–ó£WTÿ  ƒò:†WÍYÖ  -YãQYTŠW¤  `ÔWÙ`ÅW~<ÕWTÊ  ¾„WÙWÆ  †_™YÕHTTW²  ‚WWè  `ÏX£pT­STÿ  YáW †W‰YÅYŠ  ,-YãYQTŠW¤  …W=ŸWšVK… } 0  وقال جل وعلا :{ óÝWÚWè  SÝW©`šKV…  †_TÞÿY   óÝQWÙYQÚ  WØVÕ`ªVK…  ISãWä`–Wè  YãPVÕYÖ  WéSåWè  cÝTg©o`ñš }فإسلام الوجه :إخلاص القصد والعمل لله ،والإحسان فيه : متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته . وقال تعالى :{ :†WTÞ`ÚYŸWÎWè  uøVÖXM…  †WÚ  N…éRÕYÙWÆ  óÝYÚ  wÔWÙWÆ  SãHTWÞ<ÕWÅW•WTÊ  _ò:†W‰Wå  …[¤éST‘ÞTQWÚ}وهى الأعمال  التي كانت على غير السنة ، أو أريد بها غير وجه الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم  : ( ثلاث لا يَغِلُّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لوجه الله ، ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) قال الألباني: صحيح  .

 أي: لا يبقى فيه غِلٌّ ، ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة ، بل تنفي عنه غله ، وتنقيه منه ، وتخرجه عنه ، فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل ، وكذلك يغل على الغش ، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة ، فهذه الثلاثة تملؤه غلاً ودغلاً ، ودواء هذا الغل ، واستخراج أخلاطه : بتجريد الإخلاص والنصح ، ومتابعة

السنة .

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

 فضائل الإخلاص

للأخلاص في الأعمال فضائل منها :

1- الإخلاص في التوحيد : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :((ما قال عبدلا إله إلا الله قط مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء،حتى تفضي إلى العرش،ما اجتنبت الكبائر) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة ، وهو حديث حسن 

2 - الإخلاص في النية :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امريء مانوى ... ) الحديث أخرجه الشيخان

3 - الإخلاص في الصلاة : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد يتوضأ، فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين ، يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة،وغفر له )صححه الألباني 

4-الإخلاص في قيام رمضان:قال صلى الله عليه وسلم:(من قام رمضان إيماناً واحتساباً،غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري في الصحيح  

5ـالإخلاص في طلب الشهادة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :( من سأل القتل في سبيل الله صادقاً من قلبه  ، أعطاه الله أجر شهيد،وإن مات على فراشه )  صحيحه الألباني

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

 ومن ثمرات الإخلاص لله تعالى:

1ـ نصر الأمة : لقوله  صلى الله عليه وسلم :(إنما ينصر الله هذه الأمةبضعيفها،بدعوتهم ، وصلاتهم ، وإخلاصهم ) صححه الآلباني

2– تفريج كروب الدنيا ، قصة الثلاثة الذين كانوا في الغار ….

 ونجمل عدداً من الثمرات فيما يلي : المخلص ينجيه الله من عذاب الآخرة ، ويرفع منزلته في الآخرة ،وينقذه من الضلال في الدنيا،الإخلاص سبب زيادة الهدى ، ويوضع القبول للمخلص في الأرض،الصيت الطيب عند الناس،وتحصل له طمأنينة القلب والشعور بالسعادة،وبالإخلاص يتزين الإيمان في النفس ،ويحصل التوفيق لأهل الإخلاص ،ويتحمل الصعاب في الدنيا مهما اشتدت ، وتكون خاتمته حسنة.....

 وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم:(أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه )

    وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل )

وفي جامع الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( ما قال عبد قط لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش )

وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... )الحديث           وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

حكم الإخلاص :؟

إنما يعرف الحق من جمع خمسة أوصاف أعظمها الإخلاص والفهم والإنصاف ورابعها وهو أقلها وجودا وأكثرها فقدانا الحرص على معرفة الحق وشدة الدعوة إلى ذلك  

والإخلاص استواء أحوال العبد في الظاهر والباطن والرياء أن يكون ظاهره خيرا من باطنه أي لملاحظة الخلق

والصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره

قال الأشقر: ولا خلاف في أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله " ، وممن نص على ذلك : العز بن عبد السلام ، قال : " إخلاص العبادة شرط " ، وقد عده القرطبي : واجباً ، وابن تيمية : فرضاً  .

 وقال ابن عابدين:الإخلاص شرط للثواب وممن نص على بطلان عبادة غير المخلصين الحطاب قال :فالمخلص في عبادته هو الذي يخلصها من شوائب الشرك والرياء، وذلك لا يتأتى له إلا بأن يكون الباعث له على عملها قصد التقرب إلى الله تعالى،وابتغاء ما عنده، فأما إذا كان الباعث عليها غير ذلك من أغراض الدنيا فلا تكون عبادة،بل مصيبة موبقة لصاحبها . وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

حقيقة الإخلاص

 قال ابن القيم:الإخلاص:تصفية العمل من كل شائب" أي: لايمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس : إما طلب التزين في قلوب الخلق ، وإما طلب مدحهم ، والهروب من ذمهم ، أو طلب تعظيمهم ، أو طلب أموالهم ، أو خدمتهم ومحبتهم ، وقضائهم حوائجه ، أو غير ذلك من العلل والشوائب  التي عَقْدْ متفرقاتها ، هو : إرادة ما سوى الله بعمله ، كائناً ما كان

فحقيقة الإخلاص:توحيد المطلوب ؛ وحقيقة الصدق:توحيد الطلب والإرادة . ولا يثمران إلا بالإستسلام المحض للمتابعة .

فهذه الأركان الثلاثة  هي أركان السير ، وأصول الطريق التي من لم يبن عليها سلوكه وسيره فهو مقطوع . وإن ظن أنه سائر ، فسيره إما إلى عكس جهة مقصوده،وإما سير المقعد والمقيد،وإماسير صاحب الدابة الجموح كلما مشت خطوة إلى قُدَّام رجعت عشرة إلى خلف،فإن عُدم الإخلاص والمتابعة إنعكس سيره إلى خلف،وإن لم  يبذل جهده  ويوحد طلبه سارسيرالمقيد،وإن إجتمعت له الثلاثة فذلك الذي لا يجارى في مضمار سيره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،والله ذو الفضل العظيم .وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :  

المبحث الثالث :     

صحة الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم

قال تعالى :{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} قال ابن كثير:هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه  وسلم  في أقواله وأفعاله وأحواله ،

 وقال تعالى :{ `ÔSTÎ  -YâY¡HTWå  õøYÕ~Y‰Wª  Nv…éSÆ` VK…  øVÖXM…  JðY&/@…  uøVÕWÆ  ]áW¤kY±WŠ  h†WTßKV…  XÝWÚWè  $øYÞWÅWT‰PVTŽ@…  WÝHTTW™`T‰SªWè  JðY/@…  :†WÚWè  h†WTßKV…  WÝYÚ  fûkY{£`­SÙ<Ö@…  }

قال ابن كثير :" يقول تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين:الأنس والجن،آمراً له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله أي طريقه ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا اله الا الله وحده لاشريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من تبعه ، يدعو إلى ما دعا رسول الله  صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي .    

وقال تعالى :{  :†WÚWè  SØRÑHùWTŽ…ƒò  SÓéSªQW£Ö@…  SâèS¡SWTÊ  †WÚWè  óØRÑHùWäWTß  SãTT`ÞWÆ  &N…éSäWß@†WTÊ N ...  } قال ابن كثير :" أي: مهما أمركم به فافعلوه ، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه ،فإنه إنما يأمر بخير ، وإنما ينهى عن شر . وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

قرنَ الله أمر الرسول بأمره

قرن طاعة الرسول بطاعته في آيات كثيرة من القرآن فقال :{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} 

وحث على الإستجابة لما يدعو فقال: { †WäQSTÿKV†H;TTWÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  N…éS‰TT~X•WT`ª@…  YãPVÕYÖ   gÓéSªQW£ÕYÖWè   …V¢XM…  `ØR҆WÆW   †WÙYÖ  $`ØS|~TY~mïmñ`š }  واعتبر طاعته طاعة لله واتباعه حباً لله فقال:{ ÝQWÚ  XÄTYYY¹Sÿ  WÓéSªQW£Ö@…  `ŸWÍWTÊ  WÆTTVºVK…  $JðW/@… }

وقال أيضاً :{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }وحذر من مخالفة أمره فقال:{  Y¤W¡`™W~<ÕWTÊ  WÝÿY¡PVÖ@…  WÜéSÉYֆWmïmñž  óÝWÆ  ,-YâX£`ÚVK…  ÜKV…  óØSäW‰~Y±STŽ  dàWTÞTT`YÊ  `èVK…  óØSäW‰~g±STÿ  }‡…W¡WÆ  أَلِيمٌ} ، بل أشار إلى أن مخالفته كفر فقال :{ `ÔSTÎ  N…éSÅ~YºVK…  JðW/@…  $WÓéSªQW£Ö@…Wè  ÜXM†WTÊ  N…óéPVÖWéWTŽ  QWÜXM†WTÊ  JðW/@…  ‚W  JñˆY™STÿ  WÝÿX£YÉHTVÑ<Ö@…  

، ولم يبح للمؤمنين مطلقاً أن يخالفوا حكمه أو أمره فقال  : {

 †WÚ  W܆VÒ  wÝYÚ`ëSÙYÖ  ‚WWè  ]àWÞYÚ`ëSÚ  …V¢XM…  øWµWTÎ  JðS/@…  ,ISãSTÖéSªW¤Wè  …[£T`ÚKV…  ÜKV…  WÜéRÑWTÿ  SØSäVÖ  SáW¤WkY<Ö@…  óÝYÚ  %óØYåX£`ÚVK…  ÝWÚWè  g°`ÅWTÿ  JðW/@…  ISãVÖéSªW¤Wè  `ŸTWÍWTÊ  QWÔTTW¶  ¾„HTVÕW¶  †_TÞ~Y‰QSÚ} بل جعل من لوازم الإيمان ألا يذهبوا حين يكونون مع رسول الله دون أن يستأذنوا منه قال سبحانه :{ †WÙPVTßXM…  fûéSÞYÚ`ëSÙ<Ö@…  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  YJð/@†YŠ  -YãYÖéSªW¤Wè  …V¢XM…Wè  N…éST߆VÒ  ISãWÅWÚ  uvøVÕWÆ  x£`ÚKV…  wÄTYچW–  `yPVÖ  N…éS‰Wåp¡WTÿ  uøPVWš  &SâéSßY¡L`TTWT`©WTÿ } الآية

قال ابن القيم :فإذا جعل الله من لوازم الإيمان أنهم لا يذهبون مذهباً إذا كانوا معه إلا باستئذانه ، فأولى أن يكون من لوازمه ألا يذهبوا إلى قول ولا مذهب علمي إلا بعد إستئذانه ، وإذنه يعرف بدلالة ما جاء به على أنه أذن فيه "

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

الصحابة كانوايعتبرون قول النبي وفعله وتقريره حكماً شرعياً

قال مصطفى السباعي:وهكذا كان الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، يعتبرون قوله وفعله وتقريره حكماً شرعياً لا يختلف في ذلك واحد منهم ،ولا يجيز أحدهم لنفسه أن يخالف أمر القرآن ، وما كان الصحابة يراجعون رسول الله في أمر إلا إذا كان فعله أو قوله إجتهاداً منه في أمر دنوي ، كما في غزوة بدر حين راجعه الحباب بن المنذر في مكان النزول ، أو إذا كان إجتهاداً منه في بحث ديني قبل تقريرالله له أو نهيه عنه ، كما راجعه عمر في أسرى بدر وصلح الحديبية ، أو إذا كان غريباً عن عقولهم فيناقشونه لمعرفة الحكمة فقط ، أو كانوا يظنون فعله خاصاً به فلا يلزمون أنفسهم اتباعه ، أو إذا أمرهم بأمر فظنوا أنه للإباحة وأن غير المأمور به أولى

أما ماعدا ذلك فكان منهم التسليم المطلق والإتباع التام والإلتزام الكامل ...    

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يعيش بين أصحابه دون أن يكون بينه وبينهم حجاب،فقد كان يخالطهم في المسجد والسوق والبيت والسفر والحضر،وكانت أفعاله وأقواله محل عناية منهم وتقدير ، حيث كان  صلى الله عليه وسلم محور حياتهم الدينية والدنيوية،منذ أن هداهم الله به وأنقذهم من الضلالة والظلام إلى الهداية والنور،ولقد بلغ من حرصهم على تتبعهم لأقواله وأعماله أن كان بعضهم يتناوبون ملازمة مجلسة يوماً بعد يوم … وكانوا ينظرون إلى رسول الله نظرة إتباع واسترشاد برأيه وعمله،لما ثبت عندهم من وجوب اتباعه والنزول عند أمره ونهيه. وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

  أمر الله بأن يكون هذا الإقتداء صحيحاً

حتى يترتب عليه قبول العمل مع الإخلاص ، ولذلك كان من فعل الصحابة ما كان من شدة التأسي به ، حتى أن بعضهم كان يتهم في عقله لما كان يفعله في تأسيه برسول الله حتى في الأمور العادية الحياتية أو الأمور الخاصة برسول الله  صلى الله عليه وسلم  مثل عبد الله بن عمر رضى الله عنه   فصحة الإقتداء برسول الله  ؛ شرط من شروط صحة العمل وقبوله ، ومهما كان العمل خالصاً لوجه الله ، لكنه على غير سنة رسول الله فإنه مردود ، غير مقبول …قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) 

 قال ابن كثير : قال تعالى {  `ÔSTÎ  ÜMX…  `ySÞRÒ  WÜéQS‰Y™STŽ  JðW/@…  øYTßéSÅY‰PVTŽ@†WTÊ  SØRÑ`‰Y‰`™STÿ  JðS/@…  }

 هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من إدعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح  عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

علامة حب الله إتباع الرسول

 قال تعالى: { إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ  } أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء ليس الشأن أن تُحِب إنما الشأن أن تُحَب . وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية فقال  : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ  }

وقال الشنقيطي قال تعالى:{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } الآية

صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أن اتباع نبيه موجب لمحبته جل وعلا ذلك المتبع وذلك يدل على أن طاعة رسوله  صلى الله عليه وسلم  هي عين طاعته تعالى وصرح بهذا المدلول في قوله تعالى  :{ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ } وقال تعالى:{  :†WÚWè  SØRÑHùWTŽ…ƒò  SÓéSªQW£Ö@…  SâèS¡SWTÊ  †WÚWè  óØRÑHùWäWTß  SãTT`ÞWÆ  &N…éSäWß@†WTÊ} يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ولرسوله هي اتباعه  صلى الله عليه وسلم  فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر إذ لوكان محبا له لأطاعه .

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :  

المبحث الرابع : قوةالإيمان

الإيمان إعتقاد بالجنان ، ونطق باللسان ، وفعل بالأركان ،وهو(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) وهى أركان الإيمان الستة ، ومعنى أن تؤمن بالله:أي بوحدانيته في الأسماء والصفات والعباده والدعاء والحكم …

وملائكته :مخلوقات من النور لتنفيذ أوامرالله وتسجيل الأعمال …

وكتبه:التوراة والأنجيل والزبور والقرآن وهو أفضلها

ورسله:أولهم نوح وآخرهم محمد عليه السلام  وهوخاتمهم وأفضلهم ...      

واليوم الآخر : يوم الحساب لمجازات الناس على أعمالهم

وتؤمن بالقدر خيره وشره : مع الأخذ بالأسباب ....والرضاء بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، لأنه بتقدير الله .

وقال ابن تيمية:اسم الإيمان يستعمل مطلقاً ، ويستعمل مقيداً،وإذا استعمل مطلقاً، فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال العبد وأعماله الباطنة والظاهرة يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة ، من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، الذين يجعلون الإيمان قولاً وعملاً ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية   وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون –  شعبة ، أعلاها قول لااله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة العشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

اصل الإيمان في القلب

وهو قول القلب وعمله ، وهو إقرار بالتصديق والحب والإنقياد ، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح ، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه ؛ ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه  وهى تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له ، وهي شعبة من مجموع الإيمان المطلق وبعض له؛لكن مافي القلب هوالأصل لما على  الجوارح  

كما قال أبو هريرة رضي الله عنه :" أن القلب ملك ، والأعضاء جنوده فإن طاب الملك طابت جنوده ، وإذا خبث الملك خبثت جنوده "

وفي الصحيحين عنه  صلى الله عليه وسلم  أنه قال :( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد،وإذا فسدت فسد لها سائرالجسد،ألا وهي القلب) 

وقال تعالى :{ †WÙPVßXM…  fûéSÞYÚ`ëSÙ<Ö@…  WÝÿY¡PVÖ@…  …V¢XM…  W£Y{¢  JðS/@…  pŒVÕX–Wè  `ØSäSŠéSTÕSTÎ  …V¢XM…Wè  pŒW~YÕSTŽ  `ØXä`~VÕWÆ  ISãSHTWTÿ…ƒò  `ØSä`TŽW …W¦  †_TÞHTWÙÿMX…  uøVÕWÆWè  `yXäYQTŠW¤  WÜéSTÕPV{éWWÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  WÜéSÙ~YÍSÿ  WáléVÕJð±Ö@…  †QWÙYÚWè  `ØSäHTWTpÞÎW¦W¤  WÜéSÍYÉÞSÿ }

وهذا المعنى هو الذي قصده السلف الصالح بقولهم : إن الإيمان إعتقاد وقول وعمل ، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

المبحث الخامس: أخذ أهبة الإستعـداد

الأهبة بالضم : العدة ، كالهبة وقد تأهب للأمر تأهباً ، …

قال ابن تيمية : فصل في تزكية النفس وكيف تزكو بترك المحرمات مع فعل المأمورات قال تعالى :{  `ŸWTÎ  W˜VTÕ<ÊVK…  ÝWÚ  †WäHùPV{¦} وقال :

 {  `ŸWTÎ  W˜VTÕ<ÊVK…  ÝWÚ  uøPV{¥WTŽ}  قال قتادة ، وابن عيينه وغيرهما : قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال ، وقال الفراء والزجاج : قد أفلحت نفس زكاها الله وقد خابت نفس دساها الله …   

 وأهبة الإستعداد تكون بإمتثال الأوامر وهو العمل الصالح   وترك المنهيات ، والتوبة من الذنوب المهلكات :

أولاً :إمتثال الأوامر :

الأوامر  : هي كل ما أمر الله به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتنقسم هذه الأوامر إلى الواجبات والمستحبات في العبادات والمعاملات والأخلاق  .

وكل ما أمر الله به فهو يحبه ويرضاه ، وسعادة الدنيا والآخرة مبنية على إمتثال أوامر الله وأوامر رسوله ، وإرسال الرسل وإنزال الكتب من أجل تحقيق عبادة الله بإمتثال أوامره قال تعالى:{   †WÚWè  ñŒ`ÍVÕTWž  QWÝY•<Ö@…  ð¨ß‚XMô@…Wè  ‚PVMX…  YÜèSŸS‰T`ÅW~YÖ } أوامر الله مقصودة لذاتها ،وهي من باب حفظ الإيمان ، وفعل المأمورات حياة القلب ،وغذاؤه وزينته وسروره وقرّة عينه ولذته ونعيمه ، إن إمتثال الأمر عبودية وتقرب وخدمة  وتلك العبادة التي خُلق لأجلها الخلق .

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

 أوامر الله كل ماورد في الكتاب والسنة   

إن أوامر الله كل ماورد في الكتاب والسنة ، لتعبيد الإنسان لله ومدلول العبادة شامل لا يقتصر على الفرائض ؛بل الحياة والآخرة في منهج الله وحدة واحدة ،كل مافيها لله ، والإسلام لا يفصل بين طريق الدنيا وطريق الآخرة ، ولا يفرق بين الفرائض والنوافل والسلوك ، ويجعل كل حركة في حياة المسلم وثيقة الصلة  بعقيدته،كي يتوجه بها إلى ربه، منفذاً لأوامره ،ومحققاً رسالته ،قال تعالى:{  `ÔS  QWÜMX…  øYŽð„W²  øYÑS©SWè  W÷†WT~o`ðšWè  øYŽ†WÙWÚWè  YãPVÕYÖ  Jg‡W¤  WÜkYÙVÕHTWÅ<Ö@…  ‚W  ðÐÿX£TW®  I$SãTVÖ  ðÐYÖ.V¡YŠWè  ñ‹ó£TYÚR  N†WVWè  SÓPVèKV…  WÜkYÙYÕpSÙ<Ö@…  } قال ابن تيمية " العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة "، والعبد عندما يمتثل الأوامر ، فإنه يمتثلها طاعة لله ، وإيمانا بموعود الله  ، وخشية ، وحبا لله وفعلا مطابقا لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  مع إخلاص لله سبحانه وتعالى،فيكون هذا الإمتثال الثمرة العظمى من التكليف،ليكون الإنسان لائقاً لجوار الله

  وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

ثانياً:أخذ الأهبة والأستعداد (ترك المنهيات )

والنهي:خلاف الأمر،نهاه ينهاه نهياً ، فانتهى وتناهى:كف،وهو ما طلب الشارع الكف عنه وتركه،وعدم فعله،لما يترتب على إرتكابه وفعله من ضرردنوي أوأخروي،أوكلاهما معاً قال ابن القيم : " فمما ينبغي أن يعلم : أن الذنوب والمعاصي تضر،ولا بد أن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان ، على إختلاف درجاتها في الضرر . وهل في الدنيا والآخرة شروداء إلاسببه الذنوب والمعاصي ؟

فما الذي أخرج الأبوين من الجنة  دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور  إلى دار الآلام والأحزان والمصائب ؟ وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه  ؟

 وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال … ؟وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض ..؟وماالذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟ وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ، ثم قلبها عليهم …؟وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل ، فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى ؟

وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر  ؟

وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله ؟

 وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميراً…؟

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

آثار المعاصي القبيحة

وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة مالا يعلمه إلا الله

 فمنها :حرمان العلم ،فإن العلم نور يقذفه الله في القلب،والمعصية تطفيء ذلك النور

  ومنها: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازنها ولاتقارنها لذة أصلاً

ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة …

ومنها : تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه

ومنها:ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم المدلهم …

ومنها:أن المعاصي توهن القلب والبدن … ، ومنها حرمان الطاعة …

 ومنها : أن المعاصي تقصر العمر ، وتمحق بركته …

وبالجملة فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي  يجد غب إضاعتها يوم القيامة يوم يقول: { SÓéSÍTWÿ  øYÞWT`T~VÕHTTWÿ  SŒ`ÚPVŸWTÎ  øYŽ†W~TW™YÖ } قال تعالى :{ :†WÚWè  SØRÑHùWTŽ…ƒò  SÓéSªQW£Ö@…  SâèS¡SWTÊ  †WÚWè  óØRÑHùWäWTß  SãTT`ÞWÆ  &N…éSäWß@†WTÊ}

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

نهى الرسول عن أشياء كثيرة

نهى الرسول  صلى الله عليه وسلم عن أشياء كثيرة منها  :

1- كثرة السؤال والإختلاف : أخرج مسلم بسنده من حديث أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( … ذروني ما تركتكم ؛فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة  سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه مااستطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ))  

2- ترك الجماعة والجمعات : أخرج مسلم بسنده من حديث عبد الله بن عمر ، وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول على أعواد منبره :( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين )   

3- رفع الأبصار إلى السماء في الصلاة      

وأخرج البخاري بسنده من حديث أنس بن مالك قال : قال النبي  صلى الله عليه  وسلم  : ( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم ؟ ) فاشتد قوله في ذلك حتى قال : ( لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم )  

ونفى سبحانه وتعالى محبته عن من ارتكب بعض المناهي مثل قوله S{  SJðJðS/@…W  ‚W  JñˆY™STÿ  W †fTT©WÉ<Ö@…  } وقوله تعالى :  {  SJðJðS/@…Wè  ‚W  JñˆY™Sÿ  QWÔRÒ  xӆWT`oñž  ]¤éSWTÊ  }  

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

 قدر الله مايكرهه؛لما يترتب عليه مما يحبه

قال تعالى :{  QSÔRÒ  ðÐYÖ.V¢  W܆VÒ  ISãSLùTQY~TWª  WŸÞYÆ  ðÐQYTŠW¤  †_åèS£<ÑWÚ }

قال ابن القيم : قدّر الله ما يكرهه ويُسخطه لإفضائه إلى ما يحبه ، كما قدّر المعاصي  والكفر والفسوق لما ترتب على تقديرها مما يحبه من لوازمها من الجهاد واتخاذ الشهداء ،وحصول التوبة من العبد والتضرع إليه والاستكانه ،وإظهار عدله وعفوه وإنتقامه وعِزّه ، وحصول الموالاة والمعاداة لأجله ، وغير ذلك من الآثار التي وجودها بسبب تقديرها لما يكره أحب إليه من ارتفاعها بارتفاع أسبابها ...إن ترك المنهي مقصود لتكميل فعل المأمور ، فهو منهي عنه لأجل كونه يخل بفعل المأمور أو يضعفه وينقصه،كما نبه سبحانه على ذلك في النهي عن الخمر والميسر بكونهما  يصدان عن ذكر الله وعن الصلاة . فالمنهيات قواطع وموانع صادة عن فعل المأمورات أو عن كمالها … 

وترك المنهيات من باب الحمية عما يشوش قوة الإيمان ويخرجها عن الإعتدال …

 والمنهيات شرور ، وتفضي إلى شرور ، والمأمورات خير وتفضي إلى الخيرات ، والخير بيديه سبحانه ، والشر ليس إليه ، فإن الشر لا يدخل في صفاته ولا في أفعاله ولا في أسمائه ، وإنما هو في المفعولات مع أنه شر بالإضافة والنسبة إلى العبد ، وإلا من حيث إضافتة ونسبته إلى الخالق سبحانه فليس بشرّ من هذه الجهة . فغاية ارتكاب المنهي أن يوجب شرّاً  بالإضافة إلى العبد مع أنه في نفسه ليس بشر ، وكلما كان المأمور أحب إلى الله سبحانه كان الشر الحاصل بفواته أعظم كالتوحيد والإيمان  ، والمأمور به محبوبه ، والمنهي عنه مكروهه ، ووقوع محبوبه أحبُّ إليه من فوات مكروهه ، وفوات محبوبه أكره إليه من وقوع مكروهه ، وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

 ثالثاً : التوبة

وهي :  الرجوع من الذنب ،وتاب إلى الله يتوب توباً وتوبةً ومتاباً : أناب ورجع  عن المعصية إلى الطاعة  …ورجل تواب : تائب إلى الله . والله تواب : يتوب على عبده ، وتاب الله عليه  أي : عاد عليه بالمغفرة   

قال ابن القيم :فحقيقة التوبة : هي الندم على ما سلف منه في الماضي ، والإقلاع عنه في الحال ، والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل ، والثلاثة تجتمع في الوقت الذي تقع فيه التوبة فإنه في ذلك الوقت يندم،ويقلع ، ويعزم …

والمقصود من التوبة تقوى الله . وهو خوفه وخشيته ، والقيام بأمره ، واجتناب نهية .

والمبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور،ولا يجوز تأخيرها،فمتى أخرها عصى بالتأخير ، فإذا تاب من الذنـب بقي عليه توبة أخرى ، وهي توبته  مـن تأخـير التوبة  ويشرع للعبد أن يدعو لنفسه بالمغفرة العامة  أخرج البخاري بسنده من حديث أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه كان يدعو بهذا الدعاء :

(رب اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي ، وجهلي وجدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما اعلنت ، أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

أخذ الأهبة لتحقيق التوبة

قال ابن الجوزي :" الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله ؛ فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ؟ ولا يدري متى يُستدعى ؟ وإني رأيت خلقاً كثيراً غرَّهم الشباب ، ونسوا فقد الأقران ، وألهاهم طول الأمل ، وربما قال العالم المحض لنفسه : أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً ! فيتساهل في الزلل بحجة الراحة ، ويؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ، ولا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، ومن كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع ، وينسى أن الموت قد يبغت ، فالعاقل من أعطى كل لحظةٍ حقها من الواجب عليه؛ فإن بغته الموت ؛ رئي مستعداً ، وإن نال الأمل  ازداد خيراً ."  قال تعالى : {  †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSTÞWڅƒò  Nv…éTSŠéSTŽ  uøVÖXM…  JðY/@…  _àWTŠóéWTŽ  †[šéS±PVTß  uøW©WÆ  óØRÑQSTŠð¤  ÜKV…  W£PYÉVÑSTÿ  óØRÑÞWÆ  óØRÑYŽ†WTLTTQY~Wª  óØS|WTÕYž`ŸSTÿWè  xŒHTPVTÞW–  ÷X£`ím𖠠ÝYÚ  †WäYímð`š  S£HTWä`TßVK‚ô@… }

قال ابن القيم :" فجعل وقاية السيئات وهو تكفيرها  بزوال ما يكره العبد ، ودخول الجنات  وهوحصول ما يحب العبد  منوطاً بحصول التوبة النصوح .

 فالنصح في التوبة والعبادة والمشورة : تخليصها من كل غش ونقص وفساد ، وإيقاعها على أكمل الوجوه ، والنصح ضد الغش …والنصوص الحاثة على الإستغفار من الكتاب والسنة كثيرة جداً ، وما ذاك إلا لما للإستغفار من أهمية كبرى ، بل هو من أعظم ما يتأهب به العبد لقصر الأجل ، وهو من أعظم العبادات الصالحة لحصول الخيرات في الدنيا والآخرة ، بدخول الجنات ، والنجاة من النار . 

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

المبحث السادس :

العلم بالسنن الألهية،والعمل بمقتضاهاومنها :

1 - سنة الإبتلاءوالتي تثمرالتمحيص والتمكين وعلاج المصيبة

قال تعالى : { `ŸTWÍVÖWè  †QWÞTTWWTÊ  WÝÿY¡PVÖ@…  ÝYÚ  $óØXäYÕ`‰TWTÎ  QWÝWÙVÕ`ÅWT~VÕWTÊ  JðS/@…  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSTÎWŸW²  QWÝWÙVÕ`ÅW~VÖWè  fûkYŠY¡HTTVÑ<Ö@… }            قال ابن القيم :فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج حد المصيبة وحزنها  قال تعال : { ØRÑPVßWéRÕ`‰WÞVÖWè  xòpøW­YŠ  WÝYQÚ  gÇóéTW<Ö@…  ÃéS•<Ö@…Wè  w°pTÍWTßWèX  WÝYQÚ  YÓ.Wé`ÚVK‚ô@…  g¨SÉßVK‚ô@…Wè  %g‹.W£WÙPV‘Ö@…Wè  X£PY­WTŠWè  fÛTÿX¤YiHTJð±Ö@…     WÝÿY¡PVÖ@…  :…W¢XM…  ØSä`TW‰HTW²VK…  bàTW‰~g±SQÚ  vN…éRֆWTÎ  †PVTßXM…  YãPVÕYÖ  :†TPVTßMX…Wè  Yã`~VÖMX…  WÜéSÅY–.W¤  ðÐMXù;HTTVÖOèKR…  óØXä`~VÕWÆ  t‹.WéVÕW²  ÝYQÚ  óØXäQYTTŠQW¤  b$àWÙT`šW¤Wè  ðÐMXù;HTTVÖOèKR…Wè  SØSå  WÜèSŸWpTäSÙ<Ö@…  }       وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :  (ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول:إنا لله وإنا إليه راجعون  ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها) وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعها له في عاجلته وآجلته فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتها تسلى عن مصيبته : أحدهما:أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقة وقد جعله عند العبد عارية فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير

والثاني:أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق ولا بد أن يخلف الدنيا ....

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

ومن علاج المصيبة

 أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه

ومن علاجه:أن ينظر إلى ما أصيب به فيجد ربه قد أبقى عليه مثله أو أفضل منه وادخر له إن صبر ورضى ما هو أعظم من فوات  تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي

ومن علاجه : أن يطفى نار مصيبته ببرد التآسي بأهل المصائب وليعلم أنه في كل واد بنو سعد ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة ثم ليعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة وأنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلي إما بفوات محبوب أو حصول مكروه وأن سرور الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا وإن سرت يوما ساءت دهرا وإن متعت قليلا منعت طويلا وما ملأتُ دارا حبرة إلا ملآتها عبرة ولا سرته يوم سرور إلا خبأت له يوم شرور

قال ابن مسعود رضي الله عنه :" لكل فرحة ترحة وما ملىء بيت فرحا إلا مليء ترحا "

وقال ابن سيرين : "ما كان ضحك قط إلا من بعده بكاء "

ومن علاجها:أن يعلم أن الجزع لا يردها بل يضاعفها وهو في الحقيقة من تزايد المرض

    ومن علاجها :أن يعلم أن فوت ثواب الصبر والتسليم وهو من الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع أعظم من المصيبة في الحقيقة

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الحادية والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

ومن علاج المصيبة

أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ويسيء صديقه ويغضب ربه ويسر شيطانه ويحبط أجره ويضعف نفسه وإذا صبر واحتسب اقصى شيطانه ورده خاسئا وارضى ربه وسر صديقه وساء عدوه وحمل عن إخوانه وعزاهم هوقبل أن يعزوه فهذا هو الثبات والكمال الأعظم لا لطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور والسخط على  المقدور

ومن علاجها : أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لوبقي عليه ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه فلينظر أي المصيبتين أعظم مصيبة العاجلة أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد

ومن علاجها : أن يروح قلبه بروح رجاء الخلف من الله فإنه من كل شيء عوض إلا الله فما منه عوض

ومن علاجها: إن أحدثت له سخطا وكفرا كتب في ديوان الهالكين وإن أحدثت له جزعا وتفريطا في ترك واجب أو في فعل محرم كتب في ديوان المفرطين وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر كتب في ديوان المغبونين ، وإن أحدثت له اعتراضاً على الله وقدحاً في حكمته فقد قرع باب الزندقة أو ولجه ، وإن أحدثت له صبراً وثباتاً لله كتب في ديوان الصابرين ، وإن أحدثت له الرضا كتب في ديوان الراضين ، وإن أحدثت له الحمد والشكر كتب في ديوان الشاكرين وكان تحت لواءالحمد مع الحمادين،وإن أحدثت له محبة واشتياقاً إلى لقاء ربه كتب في ديوان المحبين المخلصين

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

ومن علاج المصيبة

 ومن علاجها : أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته فآخر أمره إلى صبر الاضطرار وهو غير محمود ولا مثاب ...

وفي الصحيح مرفوعا : ( الصبر عند الصدمة الأولى )  

ومن علاجها : أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له وأن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب فمن أدعى محبة محبوب ثم سخط ما يحبه وأحب ما يسخطه فقد شهد على نفسه بكذبه وتمقت إلى محبوبه

وكان عمران بن الحصين يقول في علته:أحبه إليّ أحبه إليه                            وكذلك قال أبو العالية : وهذا دواء وعلاج لا يعمل إلا مع المحبين ولا يمكن كل أحد أن يتعالج به

ومن علاجها : أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين وأدومهما لذة تمتعه بما أصيب به ولذة تمتعه بثواب الله له فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح فليحمد الله على توفيقه وإن آثر المرجوح من كل وجه فليعلم أن مصيبته في عقله وقلبه ودينه أعظم من مصيبته التي أصيب بها في دنياه

    ومن علاجها : أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه ولا ليعذبه به ولا ليجتاحه وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه وليسمع تضرعه وابتهاله وليراه طريحا ببابه لائذا بجنابة مكسور القلب بين يديه رافعا قصص الشكوى إليه

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

ومن علاج المصيبة

أن يعلم انه لولا محن الدنيا ومصائبهالأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من ادوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء وحفظا لصحة عبوديته واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلى بنعمائه فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا والله سبحانه إذا أراد بعبد خيرا سقاه دواء من الإبتلاء والامتحان على قدر حاله يستفرغ به من الأدواء المهلكة حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه أهله لأ شرف مراتب الدنيا وهي عبوديته وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه

ومن علاجها : أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة يقلبها الله سبحانه ذلك وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة ولأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خير له من عكس ذلك فإن خفي عليك هذا فأنظر إلى قول الصادق المصدوق : (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )

ثم قال ابن القيم في شفاء العليل  : أفضل العطاء وأجله على الإطلاق الإيمان وجزاؤه وهو لا يتحقق إلا بالامتحان والاختبار قال تعالى : { ðˆY©WšVK…  ñ§†PVÞÖ@…  ÜKV…  Nv…éS{£`TSTÿ  ÜKV…  vN…éRÖéSÍWTÿ  †UfTTTTÞWڅƒò  óØSåWè  ‚W  WÜéSÞTWTpÉSÿ  }

   فذكر سبحانه في هذه السورة أنه لا بد أن يمتحن خلقه ويفتنهم ليتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من الكافر ومن يشكره ويعبده ممن يكفره ويعرض عنه ويعبد غيره

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :

2- العلم بسنة التغييروالتبديل

  إن لله سنناً في هذا الكون ، ومن اعظم سننه أن جعل لكل شيء سبباً ، ومن سننه أن الله لايغيرمابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ؛سواء من الأحسن إلى الأسوء أوالعكس ....والتغيير يكون من الإيمان إلى الكفر ، ومن التوحيد إلى الشرك ، ومن الإخلاص إلى النفاق والرياء ،ومن الطاعة إلى المعصية ...، والعكس بالعكس إن الله سبحانه قضى فيما قضى به أن ما عنده لا ينال إلا بطاعته ، وأنه ما استجلبت نعم الله بغير طاعته ، ولا استديمت بغير شكره ، ولا عوقت وامتنعت بغير معصيته .....                           أ - تبديل النعم قال تعالى : { ØRÑHùTWTŽ…ƒòWè  ÝYQÚ  QXÔS{  †WÚ  &SâéSÙST<ÖVK†Wª  ÜMX…Wè  N…èQSŸSÅWTŽ  ðŒWÙ`ÅYß  JðY/@…  ‚W  :%†WåéS±`™STŽ  UfûMX…  WÝHTW©ß‚MXô@…  c×éSTÕVÀ¹WTÖ  c¤†PVÉW{ }

قال الطبري :يقول تعالى ذكره وأعطاكم مع إنعامه عليكم بما أنعم به عليكم من تسخير هذه الأشياء التي سخرها لكم والرزق الذي رزقكم من نبات الأرض وغروسها من كل شيء سألتموه ورغبتم إليه وقيل إن ذلك إنما قيل على التكثير...وقيل أيضا إنه ليس شيء إلا وقد سأله بعض الناس   

وقال تعالى : { ðÐYÖ.V¢    QWÜKV†YŠ  JðW/@…  `ØVÖ  ñÐWTÿ  …^¤QYkTWçÅSÚ  ZàWÙ`ÅYPß  †WäWÙWTpÅßVK…  uøVÕWÆ  ]z`éWTÎ  uøPVWš  N…èS¤PXkWçÅSTÿ  †WÚ  *`ØXäY©SÉßVK†YŠ  QWÜKV…Wè  JðW/@…  eÄ~YÙWª  cy~YÕWÆ  } وقال تعالى:{ ISãVTÖ  tŒHTWT‰PYÍWÅSÚ  ?ÝYQÚ  XÜ`kTWŠ  Yã`TÿWŸWTÿ  óÝYÚWè  -YãYÉ<ÕWž  ISãWßéñÀ¹WÉ`™WTÿ  óÝYÚ  X£`ÚKV…  %JðY/@…  QWÜMX…  JðW/@…  ‚W  SJg¤kWTçÅSTÿ  †WÚ  ]zóéWÍYTŠ  uøPVWš  N…èJgS¤kWçÅSTÿ  †WÚ  %óØXäY©SÉßVK†YTŠ  :…W¢XM…Wè  W …W¤VK…  JðS/@…  xz`éWÍYTŠ  …_ò;éTSª  ð„TWTÊ  PV W£WÚ  I&SãVTÖ  †WÚWè  ySäVÖ  ÝYQÚ  -YãTYßèS   ÝYÚ  ]ӅWè } قال الطبري:يقول تعالى ذكره إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره "

  وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :  

عقوبات الذنوب

ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد  نعمة الا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:( ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة ) وقد قال تعالى:{ :†WÚWè  ØS|W‰HTW²KV…   ÝYQÚ  xàTTW‰~Y±SQÚ  †WÙY‰WTÊ  pŒW‰W©VÒ  `yRÑÿYŸ`TÿKV…  N…éSÉ`ÅWTÿWè  ÝWÆ  x¤kY‘VÒ} وقال تعالى

{  ðÐYÖ.V¢  QWÜKV†YŠ  JðW/@…  `ØVÖ  ñÐWTÿ  …^¤QYkTWçÅSÚ  ZàWÙ`ÅYPß  †WäWÙWTpÅßVK…  uøVÕWÆ  ]z`éWTÎ  uøPVWš  N…èS¤PXkWçÅSTÿ  †WÚ  *`ØXäY©SÉßVK†YŠ } فأخبر الله تعالى إنه لايغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره وأسباب رضاه  باسباب سخطه فاذا غير غير عليه جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد فأن غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز قال تعالى {إن  JðW/@…  ‚W  SJg¤kWTçÅSTÿ  †WÚ  ]zóéWÍYTŠ  uøPVWš  N…èJgS¤kWçÅSTÿ  †WÚ  %óØXäY©SÉßVK†YTŠ  :…W¢XM…Wè  W …W¤VK…  JðS/@…  xz`éWÍYTŠ  …_ò;éTSª  ð„TWTÊ  PV W£WÚ  I&SãVTÖ  †WÚWè  ySäVÖ  ÝYQÚ  -YãTYßèS   ÝYÚ  ]ӅWè  }

وفي بعض الآثار الألهية عن الرب تبارك وتعالى إنه قال :( وعزتي وجلالي لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ثم ينتقل عنه إلى ما أكره إلا إنتقلت له مما يحب عبدي الى ما يكره ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره فينتقل عنه الى ما أحب الا إنتقلت له مما يكره الى ما يحب )

وقال : " وهو يحب الجود والبذل والعطاء والإحسان أعظم مما تحب أنت الأخذ والانتفاع بما سألته فإذا حبسه عنك فاعلم أن هناك أمرين لا ثالث لهما أحدهما أن تكون أنت الواقف في طريق مصالحك وأنت المعوق لوصول فضله إليك وأنت حجر في طريق نفسك

 وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :   ب - النصر على الأعداء

وهذا من أنواع التغيير والذي هو سنة من سنن الله التي يجب معرفته ونَصَرَهُ  على عدوه ينصره نَصْراً والاسم النُّصْرَةُ  اسْتَنْصَرَهُ على عدوه سأله أن ينصره عليهم و تَنَاصَرَ القوم نصر بعضهم بعضا و انْتَصَرَ منه انتقم .

قال تعالى:{  †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  Nv…éTSÞWڅƒò  ÜMX…  N…èS£S±ÞWTŽ  JðW/@…  `ØS{ó£ñ±ÞWÿ  pŒQYT‰WT‘SÿWè  `yRÑWڅWŸ<ÎVK… }

قال الطبري:يقول تعالى يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله إن تنصروا الله ينصركم  بنصركم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم  إياهم معه لتكون كلمته العليا ينصركم عليهم ويظفركم بهم فإنه ناصردينه وأولياءه"

وقال الشنقيطي:بين الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أقسم لينصرن من ينصره ومعلوم أن نصر الله إنما هو باتباع ما شرعه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ونصرة رسله وأتباعهم ونصرة دينه وجهاد أعدائه وقهرهم حتى تكون كلمته جل وعلا هي العليا وكلمة أعدائه هي السفلى ثم إن الله جل وعلا بين صفات الذين وعدهم بنصره لتمييزهم عن غيرهم فقال مبينا من أقسم أنه ينصره لأنه ينصر الله جل وعلا  {  WÝÿY¡PVÖ@…  ÜMX…  óØSäHTPVTÞPVÑQWÚ  Á  X³`¤KKV‚ô@…  N…éSچWTÎVK…  WáléVÕUfT±Ö@…  N…SéWTŽ…ƒòWè  WáléTW{¥Ö@…  N…èS£WÚVK…Wè  gÇèS£`ÅWÙ<Ö@†YTŠ  N…óéWäWTßWè  XÝWÆ  X%£VÑÞSÙ<Ö@…  } وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن من نصر الله نصره الله جاء موضحاً في غير هذا الموضع

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان :   

3- العلم بأسباب الفتن وزوال النعم

حتى تعالج ومن أخطرها الظلم الجزاء في الآخرة مبني على الإختبار والإمتحان في هذه الحياة وعلى هذا فهوشيء لازم إقتضته حكمة الله وعدله ، ولذلك وجب على المؤمن معرفة هذا الأمر معرفة حقيقية .

 قال الرازي : وأصل الظُّلْمِ وضع الشيء في غير موضعه .. و تَظَلَّمَ منه أي اشتكى ظلمه والظُّلْمةُ ضد النور.. و الظَّلاَمُ أول الليل .. يقال ليلة ظلماء أي مُظْلِمَةٌ .. قال الله تعالى { فإذا هم مُظلِمون }

وأخرج البخاري بسنده من حديث  أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يستشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به  ) وأخرج البخاري بسنده من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الظلم ظلمات يوم القيامة )  وأخرج البخاري بسنده من حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : ( تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره )

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان : 

4- سنة الإعداد   

إن سنة الإعداد مطلب شرعي أمر الله به ، وجعل فيه عزة للإسلام والمسلمين ومن دون إعداد ستبقى الأمة ذليلة مغلوبة ، تابعة غير متبوعة ...                                والعُدَّةُ: ما أَعددته لـحوادث الدهر من الـمال والسلاح  يقال: أَخذ للأَمر عُدَّتَه و عَتادَه بمعنًى...و العُدَّةُ: ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبةِ  يقال: أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه  و أَعَدّه لأَمر كذا: هَيَّأَه له  و الاستعداد للأَمر: التَّهَيُّؤُ له ،قال تعالى : {  N…èQSŸTTYÆVK…Wè  ØSäVÖ  †QWÚ  yST`ÅV¹WT`ª@…  ÝYQÚ  wáQWéSTÎ  ÛYÚWè  g·†WTŠQY¤  XÔ`~W<Ö@  fûéS‰Yåó£STŽ  -YãYŠ  QWèSŸWÆ  JðY/@…  `ØS{èSŸWÆWè  WÝÿX£Wž…ƒòWè  ÝYÚ  `yXäYßèS   ‚W  SØSäWTßéSÙWTÕ`ÅWTŽ  JðS/@…  &`ØSäSÙWTÕ`ÅWTÿ  †WÚWè  N…éSTÍYÉÞSTŽ  ÝYÚ  xòpøW®  Á  XÔ~Y‰fTTª  JðY/@…  JðÇWéSTÿ  `ØS|`~VÖMX…  `ySßKV…Wè  ‚W  fûéSÙWTÕpÀ¹STŽ  }

قال الشنقيطي:فالعمل في إعداد المستطاع من القوة امتثالا لأمر الله تعالى  وسعيا في مرضاته وإعلاء كلمته ليس من جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة "

وقال ابن كثير :أمر تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والإستطاعة  فقال :{  N…èQSŸTTYÆVK…Wè  ØSäVÖ  †QWÚ  yST`ÅV¹WT`ª@… } أي مهما أمكنكم  من قوة ومن رباط الخيل

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة والثلاثون في موضوع (العقيدة الصحيحة ) وهي بعنوان : 

 5-  سنة التدافع أوالصراع بين الحق والباطل ، وأن الغلبة للحق

إن سنة التدافع بالجهاد وإقامة الحدود من السنن التي إقتضتها حكمة الله ، ورحمته  ، ولطفه  بين أولياءه وأعداءه ،حتى لايتسلط المتسلطون أو يستأصل الظالمون المؤمنين 

 أو يستولي الكفار على المسلمين ؛ إن هذه السنة تثمر بإذن الله للمؤمنين ثمرات عظيمة منها : دفع فساد المفسدين ، وظلم الظالمين ، وانتظام مصالح المؤمنين ، وبقاء اماكن العبادة عامرة آمنة ...وهذا وغيره من فضل الله وكرمه ...، ولولم تكن هذه السنة  لانتشر الفساد والظلم على وجه الأرض ، ولأستولى الكفار على المؤمنين وذهب الدين ، واختفت الفضيلة ، وعمت الرذيلة ....

قال تعالى : {  ð‚óéVÖWè  SÄ`TÊW   JðY/@…  ð§†PVÞÖ@…  ySäWµ`ÅWTŠ  w´`ÅW‰YŠ  g‹WŸW©WÉPVÖ  ñ³`¤KKV‚ô@…  QWÝY|HTVÖWè  JðW/@…  èR¢  ÔpµWTÊ  øVÕÆ  fûkYÙVÕHTWÅ<Ö@…}  وقال :{  ð‚óéVÖWè  SÄpTTÊW   JðY/@…  ð§†QWTÞÖ@…  ØSäWµ`ÅWTŠ  w´`ÅW‰YTŠ  pŒWÚJYŸTSäPVÖ  SÄYÚ.WéW²  cÄW~YTŠWè  t‹.WéVÕW²Wè  SŸY•HTW©TWÚWè  S£W{<¡STÿ  †Wä~YÊ  SØpTª@…  JðY/@…  %…_¤kY‘W{  UfûW£S±ÞW~VÖW  JðS/@…  ÝWÚ  ,I%SâS£S±ÞWTÿ  UfûMX…  JðW/@…  QdüXéWÍVÖ  e¥ÿX¥WÆ }

قال الكلبي:الآية تقوية للإذن في القتال وإظهار للمصلحة التي فيه كأنه يقول : لولا القتال والجهاد لاستولى الكفار على المسلمين وذهب الدين ، وقيل : المعنى لولا دفع ظلم الظلمة بعدل الولاة والأول أليق بسياق الآية وقال ابن كثير : "أي لولا الله يدفع عن قوم بآخرين كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا " وبهذا نصل إلى نهاية هذا البحث المتواضع وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .