السلام
السلام
إن الحمـد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل الله ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدأن محمداًعبده ورسوله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يـا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }
{ يا أيـها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } أما بعد :
فهذه الحلقة الأولى في موضوع (السلام ) وستكون بعنوان :
تعريف السلام :
السلام فيه أربعة أشياء : فمنها سلمت سلاما مصدر سلمت ، ومنها السلام جمع سلامة ، ومنها السلام اسم من أسماء الله عز وجل ، ومنها السلام شجر
وذكر بعض المفسرين أن السلام في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها اسم من أسماء الله عز وجل ومنه قوله تعالى في الحشر {الملك القدوس السلام }
والثاني التحية المعروفة ومنه قوله تعالى في الرعد {سلام عليكم بما صبرتم }
والثالث السلامة من كل شر ومنه قوله تعالى في الحجر{ادخلوها بسلام
والرابع الخير ومنه قوله تعالى في الفرقان {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }
والخامس الثناء الجميل ومنه قوله تعالى في الصافات {وسلام على المرسلين }
والسلام اسم من أسماء الله تعالى والسلام البراءة من العيوب في قول أمية وقرئ{ورجلا سلماً } والسلاميات بفتح الميم عظام الأصابع واحدها سلامى وهو اسم للواحد والجمع أيضا و السليم اللديغ كأنهم تفاءلوا له بالسلامة
وأكثر ما يستعمل { سَلَامٌ عَلَيْكُمُ } بغير ألف ولام وذلك لأنه في معنى الدعاء فهو مثل قولهم خير بين يديك
وقوله{سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ} { سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ } {الْمَلَائِكَةَ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ } فأما قوله تعالى { وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى } فهذا أيضاً جائز والمراد منه الماهية والحقيقة وأقول قوله { سَلَامٌ عَلَيْكُمُ } أكمل من قوله { السلام عليكم } لأن التنكير في قوله { سَلَامٌ عَلَيْكُمُ } يفيد الكمال والمبالغة والتمام وأما لفظ السلام فإنه لا يفيد إلا الماهية قال الأخفش من العرب من يقول { سلام عليكم } فيعرى قوله سلام عن الألف واللام والتنوين والسبب في ذلك كثرة الاستعمال أباح هذا التخفيف
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثانية في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة :
*السلام اسم من اسماء الله الحسنى
لله اسماء وصفات كثيرة ؛ اخبرنا منها بتسعة وتسعين اسماً كلها حسنى ، وصفاته مشتقة منها وهي صفات كمال وجمال وجلال ....
أخرج البخاري بسنده من حديث شَقِيقٌ عن عبد اللَّهِ قال كنا إذا صَلَّيْنَا مع النبي صلى الله عليه وسلم قُلْنَا السَّلَامُ على اللَّهِ قبل عِبَادِهِ السَّلَامُ على جِبْرِيلَ السَّلَامُ على مِيكَائِيلَ السَّلَامُ على فُلَانٍ وَفُلَانٍ فلما انْصَرَفَ النبي صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فقال :إِنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ فإذا جَلَسَ أحدكم في الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فإنه إذا قال ذلك أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ في السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرْ بَعْدُ من الْكَلَامِ ما شَاءَ )
وقال النووي : بَاب السَّلَامُ اسْمٌ من أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى{وإذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ منها أو رُدُّوهَا }
وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله هو السلام ) فمعناه أن السلام اسم من أسماء الله تعالى ومعناه السالم من النقائص وسمات الحدوث ومن الشريك والند وقيل المسلِم أولياءه وقيل المسلِم عليهم وقيل غير ذلك
والسلام هم السالم من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله
و{الله } علم على الرب تبارك وتعالى يقال إنه الإسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له كما قال تعالى { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } وقال تعالى { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن لله تسعة وتسعين إسما مئة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة )
وفائدة تسمية الله تعالى بالسلام وفيه وجوه :
أحدها : أنه قد سلم من الفناء والتغير وسلم من احتياجه في ذاته وصفاته إلى الافتقار إلى الغير وهذه الصفة ليست إلا له سبحانه كما قال {وَاللَّهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء }
وثانيها : أنه تعالى يوصف بالسلام بمعنى أن الخلق سلموا من ظلمه قال {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لّلْعَبِيدِ }
ولأن كل ما سواه فهو ملكه ، وملكه وتصرف الفاعل في ملك نفسه لا يكون ظلماً ، ولأن الظلم إنما يصدر إما عن العاجز أو الجاهل أو المحتاج ولما كان الكل محالاً على الله تعالى كان الظلم محالاً في حقه
وثالثها : قال المبرد إنه تعالى يوصف بالسلام بمعنى أنه ذو السلام أي الذي لا يقدر على السلام إلا هو والسلام عبارة عن تخليص العاجزين عن المكاره والآفات فالحق تعالى هو الساتر لعيوب المعيوبين وهو المجيب لدعوة المضطرين وهو المنتصف للمظلومين من الظالمين
قال المبرد وعلى هذا التقدير السلام مصدر سلم
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة : *الجنة دار السلام
قال تعالى : { لهم دار السلام } وهي الجنة { عند ربهم } أي يوم القيامة وإنما وصف الله الجنة ها هنا بدار السلام لسلامتهم فيما سلكوه من الصراط المستقيم المقتفي أثر الأنبياء وطرائقهم
والجنة دار السلام لسلامة أهلها وما فيها من النعم عن الآفات والفناء أو لكثرة السلام فيها قال تعالى { تحيتهم فيها سلام } ، { سلام عليكم طبتم }، { سلام قولا من رب رحيم } والسلام من أسماء الله تعالى فأضيفت الدار إليه تعظيما لها
وسميت الجنة بدار السلام لأنه تعالى يسلم على أهلها قال تعالى:{ سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ } ، والملائكة يسلمون عليهم أيضاً قال تعالى : { وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ }، وهم أيضاً يُحَيِيِ بعضهم بعضاً بالسلام قال تعالى : { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ } ، وأيضاً فسلامهم يصل إلى السعداء من أهل الدنيا قال تعالى : { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ }
وفي مسند الإمام أحمد وسنن بن ماجه من حديث محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم من فوقهم فقال [السلام عليكم يا أهل الجنة ]قال وذلك قوله تعالى{ سلام قولا من رب رحيم }فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم
وقال الرازي:في هذه الآية تشريفات
النوع الأول : قوله : { لهم دار السلام } وهذا يوجب الحصر فمعناه لهم دار السلام لا لغيرهم وفي قوله : { دار السلام } قولان :
القول الأول : أن السلام من أسماء الله تعالى فدار السلام هي الدار المضافة إلى الله تعالى كما قيل للكعبة بيت الله تعالى وللخليفة عبد الله
والقول الثاني : أن السلام صفة الدار ثم فيه وجهان :
الأول : المعنى دار السلامة والعرب تلحق هذه الهاء في كثير من المصادر وتحذفها يقولون ضلال وضلالة وسفاه وسفاهة ولذاذ ولذاذة ورضاع ورضاعة
الثاني : أن السلام جمع السلامة وإنما سميت الجنة بهذا الاسم لأن أنواع السلامة حاصلة فيها بأسرها
إذا عرفت هذين القولين فالقائلون بالقول الأول قالوا به لأنه أولى لأن إضافة الدار إلى الله تعالى نهاية في تشريفها وتعظيمها وإكبار قدرها فكان ذكر هذه الإضافة مبالغة في تعظيم الأمر .
وقال تعالى :{ وَاللَّهُ يَدْعُوإِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وبجنبيها ملكان يناديان بحيث يسمع كل الخلائق إلا الثقلين أيها الناس هلموا إلى ربكم والله يدعوا إلى دار السلام
إن المراد من دار السلام الجنة إلا أنهم اختلفوا في السبب الذي لأجله حصل هذا الاسم على وجوه :
الأول : أن السلام هو الله تعالى والجنة داره ...
القول الثاني : السلام جمع سلامة ومعنى دار السلام : الدار التي من دخلها سلم من الآفات فالسلام ههنا بمعنى السلامة
والقول الثالث : أنه سميت الجنة بدار السلام لأنه تعالى يسلم على أهلها قال تعالى : { سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ } والملائكة يسلمون عليهم أيضاً قال تعالى : { وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ } وهم أيضاً يحيي بعضهم بعضاً بالسلام قال تعالى : { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ } وأيضاً فسلامهم يصل إلى السعداء من أهل الدنيا قال تعالى : { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ }
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة :
*السلام تحية المسلمين
إبتداء السلام سنة عند جماهير الفقهاء ؛ أما رده فهو واجب
أخرج البخاري بسنده من حديث عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ ؟ قال : تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ على من عَرَفْتَ وَمَنْ لم تَعْرِفْ
وأخرج البخاري بسنده من حديث الْبَرَاءِ رضي الله عنه قال : أَمَرَنَا النبي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عن سَبْعٍ : أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ وَرَدِّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَنَهَانَا عن آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَخَاتَمِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالْقَسِّيِّ وَالْإِسْتَبْرَقِ
وأخرج البخاري أيضاً بسنده من حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ )
وأخرج البخاري بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ على الْكَبِيرِ وَالْمَارُّ على الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ على الْكَثِيرِ )
وأخرج البخاري بسنده من حديث أَبَي هُرَيْرَةَ قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ على الْمَاشِي وَالْمَاشِي على الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ على الْكَثِيرِ )
* والسنة في السلام الافشاء والتعميم لأن في التخصيص ايحاشاً
* والمصافحة عند السلام عادة الرسول صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا تصافح المسلمان تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر )
* وإذا استقبلك رجل واحد فقل سلام عليكم واقصد الرجل والملكين فانك إذا سلمت عليهما ردا السلام عليك ومن سلم الملك عليه فقد سلم من عذاب الله
* وإذا دخلت بيتاً خالياً فسلم وفيه وجوه :
الأول : انك تسلم من الله على نفسك
والثاني :انك تسلم على من فيه من مؤمني الجن
والثالث : أنك تطلب السلامة ببركة السلام ممن في البيت من الشياطين والمؤذيات
* السنة أن يكون المبتديء بالسلام على الطهارة وكذا المجيب روي أن واحداً سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو كان في قضاء الحاجة فقام وتيمم ثم رد السلام
* والسنة إذا التقى إنسانان أن يبتدرا بالسلام إظهاراً للتواضع
*السلام على غير المسلم
أخرج البخاري بسنده من حديث ا بن عَبَّاسٍ أخبره ان أَبَا سُفْيَانَ بن حَرْبٍ أخبره أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إليه في نَفَرٍ من قُرَيْشٍ وَكَانُوا تِجَارًا بالشام فَأَتَوْهُ فذكر الحديث قال ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُرِئَ فإذا فيه ( بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرَّحِيمِ من مُحَمَّدٍ عبد اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ السَّلَامُ على من اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ ...
قوله ( سلام على من اتبع الهدى ) هذا دليل لمن يقول لا يبتدأ الكافر بالسلام وفي المسألة خلاف فمذهب الشافعي وجمهور أصحابه وأكثر العلماء أنه لا يجوز للمسلم أن يبتدئ كافرا بالسلام وأجازه كثيرون من السلف وهذا مردود بالأحاديث الصحيحة في النهي عن ذلك ... وجوزه آخرون لاستئلاف أو لحاجة إليه أو نحو ذلك
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة :
*السلام على النبي صلى الله عليه وسلم
السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يريد السلام عليه في التشهد في الصلاة أو السلام عليه حين لقائه وأما السلام عليه بعد موته فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من سلم علي قريبا سمعته ومن سلم علي بعيدا أبلغته فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )
وأخرج البخاري بسنده من حديث شَقِيقِ بن سَلَمَةَ قال: قال عبد اللَّهِ : كنا إذا صَلَّيْنَا خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم قُلْنَا : السَّلَامُ على جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلَامُ على فُلَانٍ وَفُلَانٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال : (إِنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ فإذا صلى أحدكم فَلْيَقُلْ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ـ فَإِنَّكُمْ إذا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ في السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ـ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
*الملائكة تسلم على أهل الجنة
قال ابن كثير: قال تعالى :{ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} أي وتدخل عليهم الملائكة من ها هنا ومن ها هنا للتهنئة بدخول الجنة فعند دخولهم إياها تفد عليهم الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام والإقامة في دار السلام في جوار الصديقين والأنبياء والرسل ...
وأخرج ابن حبان بسنده من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ( تَدْرُونَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : (أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلائِكَتِهِ : إِيتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ فَيَقُولُ الْمَلائِكَةُ : رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَاوَاتِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً قَالَ : فَتَأْتِيهِمُ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
وقال تعالى : { فسلام لك من أصحاب اليمين } أي تبشرهم الملائكة بذلك تقول لأحدهم سلام لك أي لابأس عليك أنت إلى سلامة أنت من أصحاب اليمين وقال قتادة وابن زيد : سلم من عذاب الله وسلمت عليه ملائكة الله كما قال عكرمة : تسلم عليه الملائكة وتخبره أنه من أصحاب اليمين وهذا معنى حسن
*تحيتهم يوم يلقونه سلام
قال تعالى : { تحيتهم يوم يلقونه سلام } بيان للاحكام الآجلة لرحمة الله تعالى بهم بعد بيان آثارها العاجلة التي هي الاعتناء بأمرهم وهدايتهم الى الطاعة أي ما يحيون به على انه مصدر اضيف الى مفعوله{يوم لقائه }عند الموت او عند البعث من القبور او عند دخول الجنة تسليم عليهم من الله عزوجل تعظيمالهم اومن الملائكة بشارة لهم بالجنة او تكرمة لهم
*الأحياء يسلمون على الأموات أخرج مسلم بسنده من حديث سُلَيْمَانَ بن بُرَيْدَةَ عن أبيه قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إذا خَرَجُوا إلى الْمَقَابِرِفَكَانَ قَائِلُهُمْ يقول: ( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ من الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إن شَاءَ الله لَلَاحِقُونَ أَسْأَلُ اللَّهَ لنا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ )
قال الشنقيطي:والموتى يسمعون سلام الأحياء إن الذي يرجّحه الدليل أن الموتى يسمعون سلام الأحياء وخطابهم سواء قلنا إن اللَّه يردّ عليهم أرواحهم حتى يسمعوا الخطاب ويردّوا الجواب أو قلنا إن الأرواح أيضًا تسمع وتردّ بعد فناء الأجسام لأن هذا ينبني على مقدّمتين ثبوت سماع الموتى بالسنة الصحيحة وأن القرءان لا يعارضها على وقال ابن كثير: التفسيرالصحيح الذي تشهد له القرائن القرءانيّة واستقراء القرءان وإذا ثبت ذلك بالسنة الصحيحة من غير معارض من كتاب ولا سنّة ظهر بذلك رجحانه على تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها بعض آيات القرءان
فهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويرد وإن لم يسمع المسلم الرد
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة السادسة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة :
*الله يسلّم على المؤمنين
أخرج البخاري بسنده من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا عَائِشَةُ هذا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ فقالت وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى ما لَا أَرَى تُرِيدُ النبي صلى الله عليه وسلم
وعن أبي هريرة قال:أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه آدام أو طعام أو شراب فاذا هي أتتك فاقرأعليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب )
فقوله :( فاذا هي أتتك ) أي وصلتك ( فاقرأ عليها السلام ) أي سلم عليها وهذه فضائل ظاهرة لخديجة رضي الله عنها
*فضيلة السلام
ومما يدل على فضيلة السلام القرآن والأحاديث والمعقول أما القرآن فمن وجوه :
الأول : اعلم أن الله تعالى سلم على المؤمن في اثني عشر موضعا الوجه الثاني : من الدلائل القرآنية الدالة على فضيلة السلام أن أشد الأوقات حاجة إلى السلامة والكرامة ثلاثة أوقات وقت الابتداء ووقت الموت ووقت البعث والله تعالى لما أكرم يحيى عليه السلام فانما أكرمه بأن وعده السلام في هذه الأوقات الثلاثة فقال : {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا } ، وعيسى عليه السلام ذكر أيضا ذلك فقال :{ والسلام علىّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}
الوجه الثالث : أنه تعالى لما ذكر تعظيم محمد عليه الصلاة والسلام قال : { إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } ، يروى في التفسير أن اليهود كانوا إذا دخلوا قالوا : السام عليك ، فحزن الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا المعنى فبعث الله جبريل عليه السلام وقال : (إن كان اليهود يقولون :السام عليك ، فأنا أقول من سرادقات الجلال : السلام عليك وأنزل قوله : { إن الله وملائكته يصلون على النبى } إلى قوله : {وسلموا تسليما }
وأما ما يدل من الأخبار على فضيلة السلام؛فما روي أن عبدالله بن سلام قال : لما سمعت بقدوم الرسول عليه الصلاة والسلام دخلت في غمار الناس فأول ما سمعت منه:(يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
*المواضع التي لايسلم فيها
المواضع التي لا يسلم فيها ثمانية :
الأول : السلام على أهل الكتاب
الثاني : إذا كان في الصلاة
الثالث : إذا دخل الحمام
الرابع : الأولى ترك السلام على القارىء
الخامس : لا يسلم على المشتغل بالأذان والاقامة للعلة التي ذكرناها
السادس قال أبو يوسف لا يسلم على لاعب النرد ولا على المغني ومطير الحمام وفي معناه كل من كان مشتغلا بنوع معصية
السابع : إذا دخل الرجل بيته سلم على امرأته فان حضرت أجنبية هناك لم يسلم عليهما
الثامن : لا يسلم على من كان مشتغلا بقضاء الحاجة
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة السابعة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة :
*فضيلة البدء بالسلام قبل الإستئذان
أخرج البخاري بسنده من حديث أبي أَيُّوبَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هذا وَيَصُدُّ هذا وَخَيْرُهُمَا الذي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ )
قوله صلى الله عليه وسلم ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) أي هو أفضلهما وفيه دليل لمذهب الشافعي ومالك ومن وافقهما أن السلام يقطع الهجرة ويرفع الاثم فيها ويزيله
أخرج أبو داود وبن أبي شيبة بسند جيد عن ربعي بن حراش حدثني رجل أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقال : أألج فقال لخادمه : (اخرج لهذا فعلمه فقال : قل السلام عليكم أأدخل ...)الحديث وصححه الدارقطني
وأخرج بن أبي شيبة من طريق زيد بن أسلم بعثني أبي إلى بن عمر فقلت أألج فقال لا تقل كذا ولكن قل : السلام عليكم فإذا رد عليك فادخل ، ومن طريق بن أبي بريدة استأذن رجل على رجل من الصحابة ثلاث مرات يقول : أأدخل ؟ وهو ينظر إليه لا يأذن له فقال :السلام عليكم أأدخل ؟ قال: نعم ثم قال : لو أقمت إلى الليل
*ردّ السلام
قال الرازي :أحكام ردّ السلام ثمانية
الأول : واجب لقوله تعالى : { وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }
الثاني : ردّ فرض على الكفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين
الثالث : أنه واجب على الفور فان أخر حتى انقضى الوقت فان أجاب بعد فوات الوقت كان ذلك ابتداء سلام ولا يكون جوابا
الرابع : اذا ورد عليه سلام في كتاب فجوابه بالكتابة أيضا واجب لقوله تعالى { وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }
الخامس : اذا قال السلام عليكم فالواجب أن يقول وعليكم السلام
السادس : روي عن أبي حنيفة رضي الله عنه أنه قال :لا يجهر بالرد يعني الجهر الكثير
السابع : إن سلمت المرأة الأجنبية عليه وكان يخاف في رد الجواب عليها تهمة أو فتنة لم يجب الرد بل الأولى أن لا يفعل
الثامن : حيث قلنا انه لا يسلم فلو سلم لم يجب عليها الرد لأنه أتى بفعل منهى عنه فكان وجوده كعدمه
*الله يرد روح النبي إليه حتى يرد على من سلم عليه
أخرج الحاكم بسنده من حديث بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله ملائكة سياحين في
الأرض يبلغوني عن أمتي السلام ) صحيح الإسناد ولم يخرجاه
قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ قال :
( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )
*الملائكة تسلم على أهل اليمين
قال تعالى : { وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلام لك من أصحاب اليمين }
وقال البخاري قيل { فسلام لك } أي مسلم لك أنك من أصحاب اليمين
وقال الرازي :(سلام عليكم )أبلغ من (السلام عليكم)
فقوله ( وعليكم السلام ) يفيد الحصر فكأنه يقول إن كنت قد أوصلت السلام إليّ فأنا أزيد عليه وأجعل السلام مختصاً بك ومحصوراً فيك امتثالاً لقوله تعالى { وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة إستكمالا للحلقة الماضية : من لطائف السلام
ومنه أن{ سلام عليكم } أكمل من قوله (السلام عليك) وذلك لأن قوله (سلام عليك ) معناه سلام كامل تام شريف رفيع عليك وأما قوله (السلام عليك) فالسلام لفظ مفرد محلى بالألف واللام وأنه لا يفيد إلا أصل الماهية
ومما يؤكد هذا المعنى أنه أينما جاء لفظ { السلام } من الله تعالى ورد على سبيل التنكير كقوله { وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِئَايَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ }
وقوله { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى }
وفي القرآن من هذا الجنس كثير أما لفظ {السلام} بالألف واللام فإنما جاء من الأنبياء عليهم السلام كقول موسى عليه السلام{قَدْ جِئْنَاكَ بِئَايَةٍ مّن رَّبّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى
وأما في سورة مريم فلما ذكر الله يحيى عليه السلام قال { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ }
وهذا السلام من الله تعالى وفي قصة عيسى عليه السلام قال { وَالسَّلَامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ } ، وهذا كلام عيسى عليه السلام
فثبت بهذه الوجوه أن قوله { سلام عليك }أكمل من قوله{ السلام عليك }
ومن لطائف السلام أنه لا شك أن هذا العالم معدن الشرور والآفات والمحن والمخالفات واختلف العلماء الباحثون عن أسرار الأخلاق هل الأصل في جبلة الحيوان الخير أو الشر؟ فمنهم من قال الأصل فيها الشر وهذا كالإجماع المنعقد بين جميع أفراد الإنسان بل نزيد ونقول إنه كالإجماع المنعقد بين جميع الحيوان والدليل عليه أن كل إنسان يرى إنساناً يعدو إليه مع أنه لا يعرفه فإن طبعه يحمله على الاحتراز عنه والتأهب لدفعه ولولا أن طبعه يشهد بأن الأصل في الإنسان الشر وإلا لما أوجبت فطرة العقل التأهب لدفع شر ذلك الساعي إليه بل قالوا هذا المعنى حاصل في كل الحيوانات فإن كل حيوان عدا إليه حيوان آخر فر ذلك الحيوان الأول واحترز منه فلو تقرر في طبعه أن الأصل في هذا الواصل هو الخير لوجب أن يقف لأن أصل الطبيعة يحمل على الرغبة في وجدان الخير ولو كان الأصل في طبع الحيوان أن يكون خيره وشره على التعادل والتساوي وجب أن يكون الفرار والوقوف متعادلين فلما لم يكن الأمر كذلك بل كل حيوان توجه إليه حيوان مجهول الصفة عند الأول فإن ذلك الأول يحترز عنه بمجرد فطرته الأصلية علمنا أن الأصل في الحيوان هو الشر
إذا ثبت هذا فنقول دفع الشرأهم من جلب الخير ويدل عليه وجوه:
الأول : أن دفع الشر يقتضي إبقاء الأصل أهم من تحصيل الزائد
والثاني :أن إيصال الخير إلى كل أحد ليس في الوسع أما كف الشر عن كل أحد داخل في الوسع لأن الأول فعل وترك وفعل ما لا نهاية له غير ممكن أما ترك ما لا نهاية له ممكن
والثالث : أنه إذا لم يحصل دفع الشر فقد حصل الشر وذلك يوجب حصول الألم والحزن وهو في غاية المشقة وأما إذا لم يحصل أيضاً إيصال الخير بقي الإنسان لا في الخير ولا في الشر بل على السلامة الأصلية وتحمل هذه الحالة سهل فثبت أن دفع الشر أهم من إيصال الخير وثبت أن الدنيا دار الشرور والآفات والمحن والبليات وثبت أن الحيوان في أصل الخلقة وموجب الفطرة منشأ للشرور وإذا وصل إنسان إلى إنسان كان أهم المهمات أن يعرفه أنه منه في السلامة والأمن والأمان فلهذا السبب وقع الاصطلاح على أن يقع ابتداء الكلام بذكر السلام وهو أن يقول { سلام عليكم }
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة*السلام على الأنفس
قال تعالى : {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } أي إذا دخلتم بيوتا مسكونة فسلموا على من فيها من الناس وإنما قال {على أنفسكم } بمعنى صنفكم كقوله :
{ ولا تلمزوا أنفسكم } ، وقيل :المعنى إذا دخلتم بيوتا خالية فسلموا على أنفسكم بأن يقول الرجل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وقيل : يعني بالبيوت المساجد والأمر بالسلام على من فيها فإن لم يكن فيها أحد فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الملائكة وعلى عباد الله الصالحين
و السنة في السلام الجهر لأنه أقوى في إدخال السرور في القلب وهو من الإفشاء ، والسنة في السلام الافشاء والتعميم لأن في التخصيص ايحاشا ، و من دخل دارا وجب عليه أن يسلم على الحاضرين واحتج عليه بوجوه :
الأول قوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( أفشوا السلام ) والأمر للوجوب
الثاني : أن من دخل على إنسان كان كالطالب له ثم المدخول عليه لا يعلم أنه يطلبه لخير أو لشر فاذا قال : السلام عليك فقد بشره بالسلامة وآمنه من الخوف وإزالة الضرر عن المسلم واجبة ، قال عليه الصلاة والسلام : (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ) فوجب أن يكون السلام واجبا
الثالث:أن السلام من شعائر أهل الاسلام وإظهار شعائرالاسلام واجب ،
وأما الجواب على السلام فقد أجمعوا على وجوبه
والمصافحة عند السلام عادة الرسول صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : (إذا تصافح المسلمان تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر ) قال أبو يوسف : من قال لآخر اقرىء فلانا عني السلام وجب عليه أن يفعل
*السلام عليك ورحمة الله تحية آدم وذريته
أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خَلَقَ الله آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قال اذْهَبْ فَسَلِّمْ على أُولَئِكَ من الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فقال السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ من يَدْخُلُ الْجَنَّةَ على صُورَةِ آدَمَ فلم يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حتى الْآنَ
*من القى السلام عُصم دمه وماله
أخرج البخاري بسنده من حديث ا بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :
{ ولا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا } قال : قال بن عَبَّاسٍ : كان رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ له فَلَحِقَهُ الْمُسْلِمُونَ فقال : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ فَأَنْزَلَ الله في ذلك إلى قَوْلِهِ : { تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } تِلْكَ الْغُنَيْمَةُ قال قَرَأَ بن عَبَّاسٍ : { السَّلَامَ }
*رد السلام من حق الطريق
أخرج البخاري بسنده من حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ) فَقَالُوا : يا رَسُولَ اللَّهِ ما لنا من مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها فقال : ( فإذا أَبَيْتُمْ إلا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ) قالوا : وما حَقُّ الطَّرِيقِ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قال : ( غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عن الْمُنْكَرِ )
هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة
*إقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف
أخرج البخاري بسنده من حديث عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم : أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ ؟ قال : ( تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ على من عَرَفْتَ وَعَلَى من لم تَعْرِفْ )
*إشاعة السلام سبب لحصول الجنة
أخرج مسلم بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حتى تُؤْمِنُوا ولا تُؤْمِنُوا حتى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ على شَيْءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ
*السلام على أهل المقابر
أخرج مسلم بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أتى الْمَقْبُرَةَ فقال : ( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إن شَاءَ الله بِكُمْ لَاحِقُونَ )
*السلام على الصبيان
أخرج مسلم بسنده من حديث أَنَسِ بن مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ على غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عليهم
وأيضاً من حديث شُعْبَةُ عن سَيَّارٍ قال كنت أَمْشِي مع ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم وَحَدَّثَ ثَابِتٌ أَنَّهُ كان يَمْشِي مع أَنَسٍ فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم وَحَدَّثَ أَنَسٌ أَنَّهُ كان يَمْشِي مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم
*ليلة القدرسلام هي حتى مطلع الفجر
قال تعالى : { سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
قال الشنقيطي : قيل : أي أن الملائكة تسلم على كل مؤمن لقيته ، وقيل : أي كل أمر فيها فهو سلام ولا يصاب أحد فيها بسوء وعلى كل فلا تعارض بين القولين فالأول جزء من الثاني لأن الثاني يجعلها ظرفاً لكل خير وينفي عنها كل شر ، ومن الخير العظيم سلام الملائكة على المؤمنين ، وكون إنزال القرآن هنا في الليل دون النهار مشعر بفضل اختصاص الليل ، وقد أشار القرآن والسنة إلى نظائره فمن القرآن قوله تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً } ومنه قوله : { وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } ، { وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } ، وقال تعالى : { إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }
وقوله : { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان ثلث الليل الآخر ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ...... ) الحديث ، وهذا يدل على أن الليل أخص بالنفحات الإلهية وبتجليات الرب سبحانه لعباده وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل وسكون الليل ورهبته أقوى على استحضار القلب وصفائه
*الثناءعلى الله بعدالصلاة بـ (ا للهم أنت السلام ومنك السلام) أخرج أبو نعيم بسنده من حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات ثم قال:( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) رواه مسلم . هذاونكمل في الحلقة التالية وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (السلام) وسيكون عنوان الحلقة
*اليهود يحسدونا على السلام
أخرج ابن خزيمة بسنده من حديث عائشة قالت : دخل يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وعليك ) قالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فسكت ، ثم دخل آخر فقال : السام عليك ، فقال : ( وعليك ) فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ، ثم دخل الثالث فقال : السام عليك ، فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يحب الفحش والتفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد ، وإنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين )
*(إهدنا سبل السلام) من جوامع الكلم
أخرج الحاكم بسنده من حديث أبي وائل عن عبد الله قال : كنا لا ندري ما نقول إذا جلسنا في الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم جوامع الكلم وخواتمه قال : فذكر التشهد وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات كما يعلمنا التشهد : ( اللهم ألف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابلين لها وأتمها علينا ) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه وله شاهد من حديث بن جريج عن جامع
*في مكة كل جبل وشجر كان يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرج الحاكم بسنده من حديث علي رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرج في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال : (السلام عليك يا رسول الله ) ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
*السلام على عباد الله الصالحين
أخرج البخاري بسنده من حديث شَقِيقِ بن سَلَمَةَ قال : قال عبد اللَّهِ كنا إذا صَلَّيْنَا خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم قُلْنَا : السَّلَامُ على جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلَامُ على فُلَانٍ وَفُلَانٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال : ( إِنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ فإذا صلى أحدكم فَلْيَقُلْ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إذا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ في السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
وأخرج مسلم بسنده من حديث بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ من الْقُرْآنِ فَكَانَ يقول التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ وفي رِوَايَةِ بن رُمْحٍ كما يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ
وفي ختام هذه الحلقة ينتهي هذا البحث العظيم (السلام ) اسأل الله أن يختم لنا بالصالحات وأن يدخلنا دار السلام ، وأن يجعل هذا في ميزان الحسنات ؛ إن احسنت فمن الله ، وإن أخطات فمن نفسي والشيطان ، واستفغر الله وأتوب إليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
السلام
تأليف
د/ مسفر بن سعيد دماس الغامدي