الرزق

الرزق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع (الرزق ) وهي بعنوان :

الرزق دلالة ومفهوما :

الرزق هو الأسم ، ويجوز أن  يوضع موضع المصدر وجمعه : ارزاق ، قال تعالى :( والنخل باسقات لها طلعا نضيد رزقا للعباد )

والرزق:العطاء ، وقد يسمى المطر رزقا لقوله تعالى :(وفي السـمـاء رزقـكم ومـــا  توعدون  )  قال مجا هـد : هو المـطـر . والأرزاق نوعـان : ظـاهرة للأبـدان كا لأقوات،وباطنة للقلوب والنفوس؛ كالمعارف ، والعلوم وارزاق بني آدم مكتوبة مقدرة لهم ، وهي واصلة اليهم قال تعالى :( ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) والرازق والرزاق:هو الله،وهي صفة لله لأنه يرزق الخلق اجمعين،وهو الذي خلق الأرزاق واعطى الخلائق ارزاقها ، وأوصلها اليهم ،وقد يكون وصول الرزق بسبب وبغير سبب ، وبطلب وبغير طلب وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده أن نَوعَ ارزاقه وفضله ونعمه وعددها ؛ فجعل منها ماهو ظاهرا ، وما هو باطنا ، ومنها ما هو أولا ، ومنها ماهو آخرا ، ومنها ماهو ماديا ومنها ما هو معنويا ، ومنها ما عجله لعباده في الحياة الدنيا ، ومنها ما أخره  . وخلق لنا كل شيء ، وسخر لنا كل شيء ، وأعطانامن كل شيء سألناه ، ومن كثرة نعمه لايمكن ان يحصيها احد ، ولا يمكن أن يعدها عاد ،فلله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن

وللرزق مفهومان ؛مفهوم عام ،ومفهوم خاص :

فالعام ؛ هو كل ما تفضل به الله على عباده وأنعم سواء في الدنيا او في الآخرة ، وسواء كان هذا الرزق ماديا أو معنويا ..

أما الخاص ؛فهو المادي في الدنيا،ومن كسب الأ نسان ، وهو موضوع بحثنا هذا بفصوله وتفصيلا ته .

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع (الرزق ) وهي بعنوان :

امثلة على الرزق بمفهومه العام سواء كان ماديا أو معنويا:  1ـ تفضل سبحانه بخلق المخلوقات علويها وسفليها لصالح الأنسان :قال تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا)

2-تفضله سبحانه وتعالى على من يشاء بالملك والعز والخير قال تعالى :(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء وتذل من تشاء ، بيدك الخير انك على كل شيء قدير }

3-تفضل عز وجل فأنعم على عباده بانزال المطر وبانشاء الجنات وبالأنعام قال سبحانه :

(وهوالذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ، والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه، كلوا من ثمره  اذا أثمر وآتو حقه يوم حصاده ،ولا تسرفوا انه لايحب المسرفين ، ومن الأنعام حمولة وفرشا ، كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين  )

4- ما انعم الله به على عباده من الذرية والأزواج والرزق من الطيبات : قال تعالى:(والله جعل لكم من انفسكم أزواجا ،وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ، ورزقكم من الطيبات ، أفبالباطل يؤمنون ، وبنعمة الله هم يكفرون )

5-ما وعد به الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين  من النعيم في الجنة : قال تعالى: (هذا ذكر وان للمتقين لحسن مئاب ،جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ،متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب ، وعندهم قاصرات الطرف أتراب ، هذا ما توعدون ليوم الحساب ، ان هذا لرزقنا ماله من نفاذ )

6-ومما تفضل به سبحانه تكريمه للأنسان قال تعالى : (ولقد كرمنا  بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }

7-ومما تفضل الله به سبحانه وتعالي على عباده أن احل لهم الطيبات ؛ قال تعالى: ( وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ، واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون )

8 -ومن فضل الله ونعمته ما من به على الشهيد : قال تعالى :(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون،فرحين بما آتاهم الله من فضله..}

 وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (الرزق ) وهي بعنوان : امثلة على الرزق بمفهومه العام المادي والمعنوي

 9-ومن فضل الله على عباده الطهر والعفة  :

قال تعالى:(والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرةٌورزق كريم )

10 -ومن فضل الله ونعمه أصطفاؤه لبعض عباده وتفضيل بعضهم على بعض :

قال الرزاق العليم :( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ، فما الذين فضلوا برآدّى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سوآءٌ ، أفبنعمة الله يجحدون )

11-ومن فضله سبحانه أن ذلل الأرض للأنسان :

قال تعالى :(هو ا لذي جعل لكم الأرض ذلولاً ، فامشوا في مناكبهاوكلوا من رزقه وإلـيـه النشور )

12 - ومن فضل الله البحر وما فيه من أرزاق وخيرات :قال عزوجل :{ وما يستوي البحران هذا عذب فرات سآئغ شرابه ، وهذا ملح أجاجٌ ، ومن كل تأكلون لحماً طريا وتستخرجون حلية ً  تلبسونها ، وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم  تشكرون }

13-ومن فضل الله الحكمة :قال تعالى :{يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتِ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، وما يذّكرُّ إلا أولوا الألباب }

14 -ومن فضل الله ورزقه ونعمته ؛ الحرم الآمن ، وجبي ثمرات كل شيء اليه :

قال تعالى { وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ، أولم نمكن لهم حرماً آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ،ولكن أكثرهم لايعلمون }

15 -ومن فضل الله المال والعلم :

أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله -صلى الله عليه ويلم -: [لا حسد إلا في إثنتين ؛ رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، وآخر آتاه الله حكمة فهو يتغنى بها ويعلمها ]

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (الرزق ) وهي بعنوان :  امثلة على الرزق بمفهومه العام المادي والمعنوي:

16 -ومن فضل الله ورزقه ؛الأمن ، والعافية ، وقوت اليوم :

أخرج الترمذي في جامعه من حديث عبيد الله بن محصن الخطمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده،عنده قوت يومه ؛ فكأنما حيزت له الدنيا ]

17 -ومن فضل الله ورزقه القناعة :

أخرج مسلم في صحيحه ، والترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: [ ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس ]

18 -ومن فضل الله ورزقه الواسع (الصبر) :

اخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري :( ... وما أعطي أحد من عطاءٍ خيرٌ وأوسع من الصبر ] 

19 -ومن فضل الله وأرزاقه الغنائم :

اخرج الإمام أحمد من حديث ابن عمر  عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال :[وجعل رزقي تحت ظل رمحي]صحيح

20 -ومن فضل الله ورزقه اليقين والمعافاة :

أخرج الإمام أحمد من حديث أبي بكر الصديق قال :قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :[ ياأيها الناس إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيراً من اليقين ،والمعافاة فسلوهما الله عز وجل ] إسناده صحيح

21 -حب الحبيب من فضل الله ورزقه :

أخرج مسلم في صحيحه من حديث عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :[ إني قد رزقت حبها ] يعني خديجة 

22 - ومن أعظم فضل الله ورزقه وعطا ئه النظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة : أخرج مسلم في صحيحه من حديث صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : قال :(...فما  اعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ] والأمثلة كثيرة لاتحصى وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الرزق ) وهي بعنوان : الأسباب المنقصة للرزق:

إ نه لاينال ما عند الله إلا بطاعة الله  ، كما أن معصية الله سبب لزوال نعم الله ، وهذه الأسباب

كثيرة ؛ منها ما ينافي طرق كسب الرزق المذكورة ، ومنها ما سنذكره هنا باختصار :

1- الكفر والاعراض :قال عز وجل { وضرب الله مثلاًقرية كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت نأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }

2-الطغيان :قال تعالى { يابني~ إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدنا كم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المنّ والسلوى ، كلوا من طيبات مارزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي~،ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى }

3- الظلم،وأكل الربا،وأكل أموال الناس بالباطل : قال جل وعلا  { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيباتٍ أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً ،وأخذهم الربا وقد نهوا عنه ، وأكلهم أموال الناس بالباطل،وأعتدنا للكافرين مـنهـم

عذاباً أليما}

5- ظلم النفس :قال تعالى  { وظللنا عليكم الغمام ، وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى ، كلوا من طيبات ما رزقناكم ، وما ظلمونا  ولكن كانوآ ، انفسهم يظلمون }

6- فعل المعاصي  : أخرج أحمد ، وابن ماجة من حديث ثوبان قال :قال رسول الله   r  [ إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبــه ]

7- نقص الميزان :أخرج مالك بلاغا عن عبد الله بن عباس أنه قال : ولا نقص قومٌ المكيال والميزان إ لا قطع عنهم الرزق)

وقد قيل :إذا كنت في نعمة فارعها***فإن المعاصي تزيل النعـــم

وداوم عليها بذكر الآ له ***فإ ن الا له ســــريع النقــم

8- الكذب وكتمان عيب السلعة : قال رسول الله r [ البيعان بالخيار مالم يتفرقا ، فإ ن صدقا وبينا رزقا بركة بيعهما ، وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما ] وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع (الرزق ) وهي بعنوان : الرزق الحرام

هنا بعض المحرمات بالدليل مثل :

 1 - الميته والدم المسفوح ولحم الخنزير :قال تعالى { قل لا أجد في مآ أُ وحى الىّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم  خنزير ، فإنه رجس أو فسق أهل لغير الله به ، فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فإن ربك غفــوررحيم}

2 - الربا  : قال U { وأحل الله البيع وحرم الربا  }    ونصوص تحريم الربا كثيرة

3 - أكل أموال اليتامى بالباطل :

قالY ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمـاً إنما يأكلون في بطونـهم ناراً و سيصلون سعيرا}

4 -  أكل الأموال بالباطل ،وأ لأدلاء بها للحكام :

قالY  {يأ يهـا الذيـن آمنـوا لا تأكلـوا أمـوالكـم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارةً عن تراض منكم}

5 - كنز الذهب والفضة وعدم إنفاقهما : قالY  { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أ ليم... } الآية 

6 ـ مالم يذكر اسم الله عليه والمنخنقة ...

قال تعالى { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ، إنه لفسق ...} وقال  Y{ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير،وما أهل لغير الله به، والمنخنقة والموقوذة ،والمتردية ،والنطيحة ، وما أكل السبع إ لا ماذكيتم ، وما ذبح على النصب }

7 - الخمر والميسر : قال سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصا ب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه لعلكم تفلحون.}

8- السرقة  :قال Y {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزآءً بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم }

9 - مهر البغي ، وثمن الكلب ، وحلوان الكاهن ، وعسب الفحل: أخرج البخاري في صحيحه بسنده من حديث ابن مسعود أن رسول الله r [ نهى عن ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وحلوان الكاهن ]

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة في موضوع (الرزق ) وهي بعنوان : الرزق الحرام

ومن الرزق الحرام 10- الغلول   :

أخرج مـلم في صحيحه من حديث عدي الكندي قال

: سمعت رسول الله  r  يقول : [ من استعملناه

منكم على عمل ، فكتمنا مخيطا  فما فوقه كان غلولا

يأتي به يوم القيامة ] وهنا بإختصار مجموع المحرمات :

الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، وما ذبح على النصب ، والخمر ، والحشيش ، والمخدرات جميعها سواء كانت جامدة أو سائلة ، أو مشمومة ، ولبس الحرير والذهب للرجال، واستعمال آنية الذهب والفضة  ، والربا ، والغلول ، والسرقة ، والغش ، والتطفيف في الكيل والوزن ، والأحتكار ، والنهب ، والسلب ، والغصب ، وأكل مال اليتيم ظلما ، وأكل المال بالباطل ، ويتفرع منه الرشوة ، ولعب الميسر ، والقمار ،وا لإختلاس ، والتكسب عن طريق السحر،والعرافة والكهانة،والشعوذة،وبيع ماليس عند الأنسان ، وتلقي الركبان ، وبيع الملامسة ، والمنابذة ، والحصاة ، وبيع الرجل على بيع أخيه ، وبيع حاضر لباد،وبيع النجش،وكسب الإماء ، ومهر البغي ، وثمن الكلب ،وعسب الفحل ، والقسامة

وسواء باع أو اشترى أو أكل أو شرب أو تعاطى أو عمل أو اعان أو ساهم  أو استعمل  أو زرع  أو صنع  أو فعل أي فعل هو حرام في ذاته ، أو يتوصل به الى الحرام فهو حرام ..

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (الرزق ) وهي

بعنوان : علاقة الرزق بالقضاء والقدر

إن ماقضاه الله سبحانه وتعالى وقدّره كائن ولا بد

وإن مما قضاه وقدّره أربعة أمور :

العمل ، والرزق والسعادة والشقاوة         

أخرج البخاري من حديث عبد الله بن مسعود قال:

قال رسول الله  :[ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه

أربعين يوماً ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون

مضغةً مثل ذلك ، ثم يبعث الله ملكاً ويؤمر بأربع كلماتٍ ويقال له ا كتب عملهُ ، ورزقه ، وشقيٌ أو سعيد .....] الحديث           

لكن كثيراً من الناس يظن أن أمر الرزق أنف ،

وانه كلما اجتهد في طلبه كان تحصيله له ، وكلما بذل

الأسباب كاملةً كان تحصيل المال أكثر وحجمه أكبر .

ولو تأملنا أرزاق الناس لوجدناها متفقة مع قضاء

الله وقدره ،فكم من مجتهد في طلب الرزق وقد قُدر

عليه ، وكم من كسول قد بسط له في رزقه ؛ لأن

قضاء الله وقدره متفقٌ وحكمته سبحانه ، فهو يعطي

ويبسط في الرزق لمن يشاء لحكمة عظيمةويمنع ويقدر

أيضاً لحكمة عظيمة . ولذلك فالرزاق ، والرازق هو

الله،وقد تسمى بأسماء عظيمة ؛ من هذه الأسماء ماله

علاقة بالرزق منها :ـ

الواسع ، المغني ،الكريم ، المقتدر ، الوهاب ، الوكيل ، الرزاق ........                 

ومعنى هذه الأسماء ودلالتها في باب الرزق واضحة

وجليّة كما سيأتى :                

1ـالواسع : هو الغني الذي وسع غناه مفاقرعباده ،

ووسع رزقه جميع خلقه . قال عز وجل { والله يؤتي

ملكه من يشـاء،والله واسع عليم }  

2- المًغني :هو الذي جبر مفاقر الخلق ، وساق إليهم

أرزاقهم ،وأغناهم عمن سواه . قال سبحانه { وربك الغني ذو الرحمة }              

3- المقتدر: هو التام القدرة لايمتنع عليه شيء ، ولا يحتجز عنه بمنعةٍ وقوةٍ  .قال سبحانه {وكان الله على كل شيء مقتدر }  

4- الوهاب :هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر  يد

من غير إ ستثابة والله ألوهاب ، وسع الخلق جوده

ورحمته ، فدامت مواهبه ، واتصلت مننه وعوائده

 وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (الرزق ) وهي

بعنوان :اسماء الله التي لها علاقة بإسمه الرازق

5- الكريم :

وهو كثير الخير ،ومن كرم الله ـسبحانه ـ أن يبدأ

بالنعمة قبل استحقاقٍ ، ومن كرمه أن العبد إذا

تاب عن السيئة محاها عنه وكتب له مكانها حسنةً

قال تعالى { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب

العرش الكريم }                                           

6- الوكيل : هو الكافي ، ومعناه : الكفيل بأرزاق العباد،والقائم عليهم بمصالحهم . قال سبحانه { ولله ما في السماوات،وما في الأرض وكفى بالله وكيلا}   

7- الرزاق :

هو المتكفل بالرزق ، والقائم على كل نفس بما يقيمها

من قوتها ، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته ، فلم

يختص بذلك مؤمناً دون كافر ، ولا ولياً دون عدو

، يسوقه إلى الضعيف الذي لاحيل له ولامكتسب

فيه ، كما يسوقه إلى الجلد القوي ذي المرة السوي ،

يوصل الرزق إلى محتاجه بسبب وبغير سبب،

وبطلب وبغير طلب.قال تعالى { إن الله هو الرزاق

ذو القوة المتين } 

وأخرج البخاري في صحيحه بسنده من حديث أبي

موسى الأشعري قال : قال رسول الله:[ ما أحدٌ

أصبر على أذى سمعه من الله ، يدعون  له  الولد ثم

يعافيهم ويرزقهم ]  

مما سبق من النصوص وغيرها كثير ، لها دلالة واضحة في أن الله هو الرزاق ،ولا رازق غيره في

شتى أنواع الرزق ؛ سواء الرزق الظاهر أو الباطن

أو ما كان مادياً أو معنوي ؛وسواء للعقلاء أو لغيرهم

والأرزاق التي تأتي عن طريق المخلوقين؛إنماهم في

ذلك أسباب اقتضت حكمة الله أن تكون عن

طريقهم وهي سنة من سنن الله ومثال ذلك :

حصول الولد لا يكون إلا بعد الزواج ،

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (الرزق ) وهي

بعنوان : الله يبسط الرزق لمن يشـــــاء ويقـــدر

بعلم الله وحكمته ؛ يعطي ويمنع ، ويبسط ويَقدُر ؛

يعطي لحكمة ويمنع لحكمة ، عطاؤه في كل الأحوال

ليس دليلا على الرضا ، ومنعه في كل الأحوال ليس

دليلا على المقت ، وفي كل الأحوال عطاؤه ومنعه

وبسطه وقدره ؛فتنة،واختبار،وامتحان،ولذلك يقول

سبحانه وتعالى{ونبلوكم بالشروالخيرفتنةوإليناترجعون}

قال تعالى { له مقاليد السماوات والأرض ، يبسط

الرزق لمن يشآء   ويقدر  إنه بكل سيء عليم }

قال ابن كثير : أي يوسع على من يشاء ، ويضيق

على من يشآ ء ، وله الحكمة والعدل التام {إنه بكل

شيء عليم }  

وقال سبحانه { أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن

يشآ ء ويقدر ،إن في ذلك لآياتٍ لقوم يؤمنون }

وقال عز وجل { ولو بسط الله الرزق لعباده ، لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشآ ء إنه بعباده خبير بصير }

وقال تعالى { ولا تجعل يدك مغلولةًإلى عنقك ،ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً ،إن ربك يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إنه كان بعباده خبيراً بصيراً }  

ويتضح من النصوص السابقة أن الرزق وسعته ،وضيقه من الله فهو سبحانه وتعالى يبسط الرزق ويوسعه لمن يشاء وفق قضاءه وقدره المبني على علمه وحكمته على الأوجه التالية :ـ

1- إما فضلا منه ورحمة إبتداءً   2- أو إمتحاناً ،واختباراً     3-  أو إستدراجاً وإمهالاً وعذاباً .

ويضيق الله الرزق على من يشاء وفق قضاء ه وقدره المبني  على علمه وحكمته على الأوجه التالية :ـ1- إما حمايةً لعبده منه رحمة به .  2- أو إمتحاناً له واختباراً .     3- أو حرماناً و عذاباً  

وهو سبحانه يبسط الرزق لبعض عباده لأنه يعلم

أنه لايصلحه إلا بسط الرزق ،ويضيق الرزق على

بعض عباده لأنه يعلم أن التضييق عليه في الرزق

أصلح ، ولله في قضاءه وقدره حكم عظيمة وكل ما

يقدره ويقضيه لعباده فيه الخير والصلاح .

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (الرزق )

وهي بعنوان : اسباب حصول الرزق وزيادته

وهي كثيرة منها :-

1 - إقامة الصلاة : من أعظم شعائر الإسلام  الصلاة ، وهي الصلة بين العبد والرب....

يقول تعالى { وأمر أهلك بالصلاة ، واصطبر عليها ، لانسألك رزقاً ،نحن نرزقك والعاقبة للتقوى } 

2 - تقوى الله :-والتقوى هي : أن تعمل بطاعة الله ، على نور من الله ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله . كماقال طلق بن حبيب

قال تعالى :{ ومن يقي الله يجعل له مخرجاً ، ويرزقه من حيث لايحتسب }

وقال تعالى { ولو أن أهل القرى آمنوا ، واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض }    

إن للتقوى في الدنيا فوائد كثيرة ، وآثار عظيمة من أهمها : أنها سبب للخروج من المآزق ، وحصول الرزق والسعة من حيث لايحتسب

3 - الإستغفار :-

وهو الإ نكسار بين يديّ الله والرجوع إليه ، وسؤاله ؛ أن يعفو عنه ، وأن يقيله من عثرته ، وأن يتوب عليه .

قال عز وجل { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجلٍ مسمى }

وأخرج ابن حجر في فتح الباري ، ما ذكره الحسن البصري قال : أن رجلاً شكى إليه الجدب فقال :إستغفر الله ،وشكى اليه آخر الفقر ، فقال : إستغفر الله ، وشكى اليه آخر جفاف بستانه ، فقال : إستغفر الله ، وشكى اليه آخر  عدم الولد ، فقال : إستغفر الله ، ثم تلا عليهم هذه الآية { فقلت إستغفروا  ربكم } الى قوله { أنهاراً } 

وهذا يدل على فضل الإستغفار ، وأن المستغفرين يحضون برعاية الله لهم ، وتلبية مطالبهم ؛ مهما كانت ، وعظمت ، وتنوعت ، وتعددت ، أو قلت أو كثرت ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء 

4 - الإنفاق والسخاء :-

قال تعالى { وما انفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرازقين  }  

وأخرج البخاري  من حديث أبي هريرة أن رسول

الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : قال الله { أنفق ياابن آدم  أُ نفقُ عليك }   

وأخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أبي هريرة أن  النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: [ ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهم : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ] 

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع (الرزق ) وهي

بعنوان : اسباب حصول الرزق وزيادته

ومنها5 - التوكل على الله :-

والتوكل : حركة ذات الإنسان في الأسباب بالظاهر والباطن ، والسكون الى المسبب والركون اليه

وهو الإطمئنان إلى أن الله سيتولاه ويحقق له ما توكل عليه فيه قال تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ  أمره ، قد جعل الله لكل شيءٍ قدر اّ }   

وأخرج الترمذي بسنده من حديث عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :[ لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ]  

الطير لاتفكر ولا تخطط ، لكنها مفطورة على ذكر الله ، وعلى تسبيحه ، وعلى التوكل عليه ، ولذلك يرزقها الله ببذل أدنى الأسباب وهو الغدو وهذا من رحمة الله ولطفه بمخلوقاته ...

6 - صلة الأرحام :-

الصلة : أن يفعل الإنسان مع أقاربه ما يعد به مواصلاً غير منافر ولا مقاطع .

و الارحام : هم القرابة بد ءً  بالاباء والامهات ولهم حق زائد عن غيرهم ثم البنين والبنات ، والأخوة  ، والأخوات ، والأعمام ،والعمات ، والأخوال ، والخالات ، والأجداد ، والجدات ، و اولاد العم ،والأدنى فالأدنى .....

أخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : [ من سرهُ  أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه ]  

وأخرج مسلم بسنده من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله  عليه وسلم -: [ إن الله خلق الخلق ، حتى إذا فرغ منهم ، قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ من القطيعة .قال :نعم ، أما ترضـين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى . قال : فذلك لكِ ]

ومنها7 - فعل الطاعات : -

جرت حكمة الله وسنته أن لاينال ما عند الله من الرزق الكريم والفضل العظيم إلا بطاعة الله وعبادته ، وامتثال أمره والانتهاء عن نهيه ...

والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والأفعال  الظاهرة والباطنة .

قال تعالى :{ رجالٌ لاتلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ  عن ذكر الله ، و إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة  يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والابصار ، ليجزيهم الله أحـسنَ ما عـملو ا ويزيدهم من فضله ، والله يرزق من يشاء بغير حساب ] 

إلى هنا وهذه الحلقة الأخيرفي هذ الموضوع(الرزق )

نسأل الله أن يرزقنا الرزق الحلال وأن يعيذنا من الرزق الحرام وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين .