الحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

     إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله { †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  N…éSTÍPVTŽ@…  JðW/@…  VPÌWš  -YãYŽ†WÍSTŽ  ‚WWè  JðÝSTŽéSÙWTŽ  ‚PVMX…  ØSßKV…Wè  WÜéSÙYÕó©QSÚ }  ، { †WäQSTÿKV†H;TTWÿ  ñ§†PVÞÖ@…  N…éSTÍPVTŽ@…  SØRÑPVŠð¤  ÷Y¡PVÖ@…  yRÑWÍVÕWž  ÝYQÚ  w¨pTÉTPVß  xáðŸYš.Wè  WÌVÕWžè  †Wä`ÞYÚ  †WäW–`èW¦  JðWTŠWè  †WÙSä`ÞYÚ  ‚^†W–X¤  …_¤kY‘VÒ  _ò:&†ð©YTßWè  N…éSÍPVTŽ@…Wè  JðW/@…  ÷Y¡PVÖ@…  WÜéSTփò:†W©WTŽ  -YãYŠ  &W׆Wš`¤VK‚ô@…Wè  QWÜMX…  JðW/@…  W܆VÒ  `ØRÑ`~VÕWÆ  †_T‰~YÎW¤} النساء  1 ، {   †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  N…éSÍPVTŽ@…  JðW/@…  N…éRÖéSTÎWè  ¾‚óéTWTÎ  …_ŸÿYŸWª    ó˜YÕp±STÿ  óØRÑVÖ  `yRÑVÕHTWÙ`ÆVK…  ó£YÉpTTçÅWTÿWè  `ØRÑVÖ  %óØRÑWTŠéSTßS¢  ÝWÚWè  XÄTY¹STÿ  JðW/@…  ISãVÖéSªW¤Wè  `ŸWÍWTÊ  W¦†WTÊ  …Z¦óéTWTÊ  †[Ù~YÀ¹WÆ } }  ،   وبعــــد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع (الحمد ) وهي تتضمن مقدمة عن حمدالله

فالرب سبحانه حمده قد ملأ السماوات والأرض وما بينهما وما بعد ذلك فملأ العالم العلوي والسفلي والدنيا والآخرة ووسع حمده ما وسع علمه فله الحمد التام على جميع خلقه ولا حكم يحكم إلا بحمده ولا قامت السماوات والأرض إلا بحمده ولا يتحول شيء في العالم العلوي والسفلي من حال إلى حال إلا بحمده ولا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار إلا بحمده كما قال الحسن رحمه الله  : لقد دخل أهل النار النار وأن حمده لفي قلوبهم ما وجدوا عليه سبيلا ، وهو سبحانه إنما أنزل الكتاب بحمده وأرسل الرسل بحمده وأمات خلقه بحمده ويحييهم  بحمده  ولهذا  حمد  نفسه  على  ربوبيته الشاملة  لذلك كله

فـ { الحمد لله رب العالمين } وحمد نفسه على إنزال كتبه فـ { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب } وحمد نفسه على خلق السماوات والأرض { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور } وحمد نفسه على كمال ملكه { الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير }

 حَمدهُ ملأ الزمان والمكان والأعيان وعم الأقوال كلها { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون } وكيف لا يحمد على خلقه كله { وهو الذي أحسن كل شيء خَلَقَهُ } وعلى صنعه وقد أتقنه { صنع الله الذي أتقن كل شيء} وعلى أمره وكله حكمة ورحمة وعدل ومصلحة وعلى نهيه وكل ما نهى عنه شر وفساد وعلى ثوابه وكله رحمة وإحسان وعلى عقابه وكله عدل وحق فلله الحمد كله وله الملك كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله

والله سبحانه افتتح الخلق بالحمد وختم أمر هذا العالم بالحمد فقال   { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض} وقال {وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين } وأنزل كتابه بالحمد وشرع دينه بالحمد وأوجب ثوابه وعقابه بالحمد فحمده من لوازم ذاته إذ يستحيل أن يكون إلا محمودا فالحمد سبب الخلق وغايته وكل ما خلقه وشرعه فهو متضمن للغايات الحميدة ولا بد من لوازمها ولوازم لوازمها ولهذا ملأ حمده سمواته وأرضه وما بينهما وما شاء من شيء بعد مما خلقه ويخلقه بعد هذا الخلق فحمده ملأ ذلك كله

وحمده تعالى أنواع : حمد على ربوبيته ، وحمد على تفرده بها وحمد على الوهيته وتفرده ، وحمد على نعمته ، وحمد على منته ،وحمد على حكمته ،وحمد على عدله في خلقه ،وحمد على غناه عن إيجاد الولد والشريك والولي من الذل ،وحمد على كماله الذي لا يليق بغيره ، فهو محمود على كل حال وفي كل آن ونفس وعلى كل ما فعل وكل ما شرع وعلى كل ما هو متصف به وعلى كل ما هو منزه عنه وعلى كل ما في الوجود من خير وشر ولذة وألم وعافية وبلاء فكما أن الملك كله له والقدرة كلها له والعزة كلها له والعلم كله له والجمال كله له والحمد كله له كما في الدعاء المأثور (اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله واليك يرجع الأمر كله وأنت أهل لئن تحمد )

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع (الحمد)وستتضمن التعريفات ؛

قال المناوي : الحمد اللغوي : الوصف  بفضيلة  على  فضيلة  على  جهة  التعظيم باللسان فقط

الحمد العرفي : فعل يشعر بتعظيم المنعم

الحمد القولي : حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه

  على لسان أنبيائه ورسله

الحمد الفعلي : الإتيان بالأعمال البدنية ابتغاء لوجه الله

الحمد الحالي : ما يكون بحسب الروح والقلب كالاتصاف بالكمالات

العلمية والعملية والتخلق بالأخلاق الإلهية

 والحمد نقيض الذم ويقال حمدته على فعله ومنه المحمدة خلاف المذمة ...

قال الفراء : روي عن ابن العباس أنه قال : الرفع هو القراءة لأنه المأثور وهو الاختيار في العربية .. فحمد الله : الثناء عليه ويكون شكرا لنعمه التي شملت الكل والحمد أعم من الشكر وقد حمده حمدا و محمدا و محمدة  فهو محمود و حميد والأنثى حميدة ... و الحميد : من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى المحمود على كل حال وهو من الأسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود

والتحميد حمدك الله عز وجل مرة بعد مرة  والتحميد كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة           و التحميد أبلغ من الحمد وإنه لحماد لله ومحمد الاسم منه كأنه حمد مرة بعد أخرى وأحمد إليك الله أشكره عندك ،وقول العرب : أحمد إليك الله؛أي أحمد معك الله،وقال غيره : أشكر إليك أياديه ونعمه ، وقال بعضهم : أشكر إليك نعمه وأحدثك بها ، هل تحمد لهذا الأمر أي ترضاه  

وقال عليه الصلاة والسلام : (الحمد رأس الشكر وما شكر الله من لم يحمده ) والذم نقيض الحمد والكفران نقيض الشكر

    والحمد لله ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال : قولوا الحمد لله قال وقد قيل إن قول القائل {الحمد لله} ثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ، وقوله :الشكر لله ثناء عليه بنعمه وأياديه

وقال كعب الأحبار : الحمد لله : ثناء لله  

والحمد لله : يدل على كون هذا القائل مقرا بأن إله العالم ليس موجبا بالذات كما تقول الفلاسفة بل هو فاعل مختار وأيضا فقوله الحمد لله أولى من قوله الشكر لله لأن قوله { الحمد لله } ثناء على الله بسبب كل إنعام صدر منه ووصل إلى غيره  ، وأما الشكر لله فهو ثناء بسبب إنعام وصل إلى ذلك القائل ، ولا شك أن الأول أفضل لأن التقدير كأن العبد يقول : سواء أعطيتني أو لم تعطني فإنعامك واصل إلى كل العالمين وأنت مستحق للحمد العظيم وقيل : الحمد على ما دفع الله من البلاء ، والشكر على ما أعطى من النعماء ، فإن قيل النعمة في الإعطاء أكثر من النعمة في دفع  البلاء  فلماذا  ترك الأكثر وذكر الأقل

   فيه وجوه :

 الأول : كأنه يقول أنا شاكر لأدنى النعمتين فكيف لأعلاهما

الثاني : المنع غير متناه والإعطاء متناه فكان الابتداء بشكر دفع البلاء الذي لا نهاية له أولى

الثالث : أن دفع الضرر أهم من جلب النفع فلهذا قدمه

الفائدة الثانية : أنه تعالى لم يقل أحمد الله ولكن قال { الحمد لله  } وهذه العبارة الثانية أولى

وقوله { بِحَمْدِ رَبّكَ  } أي في حال كونك متلبساً بحمد ربك أي بالثناء عليه بجميع ما هو أهله من صفات الكمال والجلال لأن لفظة { بِحَمْدِ رَبّكَ } أضيفت إلى معرفة فتعم جميع المحامد من كل وصف كمال وجلال ثابت لله جل وعلا

ولأجل هذا المعنى ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(كلمتان خفيفتان على اللِّسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرَّحمان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )   

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان :

الله هو الحميد

 قال تعا &لى:{£TT:օ    }ˆHTWTYÒ  SãHTWTÞ<ÖW¥ßVK…  ðÐ`~VÖMX…  W“X£`SYÖ  ð§†PVÞÖ@…  WÝYÚ  YŒHTWÙSTÕJñÀ¹Ö@…  øVÖXM…  Y¤éPRÞÖ@…  XÜ<¢XM†TTYŠ  `yXäQYTŠW¤  uøVÖXM…  Y·.W£Y²  X¥ÿX¥WÅ<Ö@…  YŸ~YÙW™<Ö@…}   وقال تعالى: {  Nv…èSŸSåWè  øVÖXM…  gˆQY~Jð¹Ö@…  fÛYÚ  gÓóéWTÍ<Ö@…  Nv…èSŸSåWè  uøVÖXM…  Y·.W£g²  YŸ~YÙW™<Ö@… } وقال تعالى: { ISãPVTÖ  †WÚ  Á  g‹.WéHTWÙQW©Ö@…  †WÚWè  Á  %X³`¤KKV‚ô@…  UfûMX…è  JðW/@…  WéSäVÖ  JñøYÞTTWçÅ<Ö@…  SŸ~YÙW™<Ö@… }

وقال تعالى : {  WéSåWè  ÷Y¡PVÖ@…  ñÓQX¥WÞTSÿ  ð`T~WçÅ<Ö@…  ?ÝYÚ  YŸ`ÅWTŠ  †WÚ  N…éñ¹WTÞWTÎ  S£S­ÞWTÿWè  I&SãWWÙpTšW¤  WéSåWè  JñøYTÖWé<Ö@…  SŸ~YÙW™<Ö@… }}}}}  }

وقال تعالى : { †WÚWè  N…éSÙWÍWTß  óØSä`ÞYÚ  :‚PVMX…  ÜKV…  N…éSÞYÚ`ëSTÿ  YJð/@†YŠ  X¥ÿX¥WÅ<Ö@…  YŸ~YÙW™<Ö@… }

 قال القرطبي :الحميد : هو المحمود المثنى عليه والله عز وجل هو الحميد بحمده لنفسه أزلا وبحمد عباده له أبدا ويرجع هذا إلى صفات الجلال والعلو والكمال منسوبا إلى ذكر الذاكرين له فإن الحمد هو ذكر أوصاف الكمال من حيث هو كمال .. وإذا كان لايخلو أحد من مذمة ونقص ، وإن كثرت محامده ؛ فالحميد المطلق هو الله تعالى

{الحمد لله } لفظ خبر كأنه يخبر عن المستحق للحمد هو الله عز وجل وفيه تعليم الخلق تقديره قولوا الحمد لله والحمد يكون بمعنى الشكر على النعمة ويكون بمعنى الثناء عليه بما فيه من الخصال الحميدة    

    والحميد هو الذي له من الصفات واسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا وان لم يحمده غيره فهو حميد في نفسه والمحمود من تعلق به حمد الحامدين وهكذا المجيد والممجد والكبير والمكبر والعظيم والمعظم والحميد والمحمد اليهما يرجع الكمال كله فإن الحمد يستلزم الثناء والمحبة للمحمود فمن احببته ولم  تثن  عليه  لم تكن حامدا له

حتى تكون مثنيا عليه محبا له وهذا الثناء والحب تبع للاسباب المقتضية له وهو ما عليه المحمود من صفات الكمال ونعوت الجلال والاحسان إلى الغير فإن هذه هي اسباب المحبة وكلما كانت هذه الصفات اجمع واكمل كان الحمد والحب اتم واعظم والله سبحانه له الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه ما والاحسان كله له ومنه فهو احق بكل حمد وبكل حب من كل جهة فهو أهل أن يحب لذاته ولصفاته ولافعاله ولاسمائه ولاحسانه ولكل ما صدر منه سبحانه وتعالى

   وحميد : مستحق للحمد على نعمه العظام  ، وقيل : حامد بقبول الجيـد والإثابة عليه

 والحميد : هو فعيل في معنى مفعول والله تعالى هو المحمود بكل لسان وعلى كل حال كما يقال في الدعاء : الحمد لله الذي لا يحمد على الأحوال كلها سواه

و الحميد من صفات الله تعالى

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان :

 قال ابن القيم : وقرن بين الملك والحمد على عاداته تعالى في كلامه فإن اقتران أحدهما بالآخر له كمال زائد على الكمال بكل واحد منهما فله كمال من ملكه وكمال من حمده وكمال من اقتران أحدهما بالأخر فإن الملك بلا حمد يستلزم نقصا والحمد بلا ملك يستلزم عجزا والحمد مع الملك غاية الكمال

والحميد من العباد : من حمدت عقائده وأخلاقه وأعماله وأقواله كلها  وذاك هو محمد  صلى الله عليه وسلم  ومن يقرب منه من الأنبياء ومن عداهم من الأولياء والعلماء وكل واحد منهم حميد بقدر ما يحمد من عقائده وأخلاقه وأعماله وأقواله   

 وقوله تعالى :

{ z`ÏBur È@ø‹©9$# ô‰¤fygtFsù ¾ÏmÎ/ \'s#Ïù$tR y7©9 #Ó|¤tã br& y7sWyèö7tƒ y7•/u‘ $YB$s)tB #YŠqßJøt¤C } أي افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاما محمودا يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم تبارك وتعالى المقام المحمود

قال ابن جرير: قال أكثر أهل التأويل : ذلك هو المقام الذي يقومه محمد  صلى الله عليه وسلم  يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم

وقال حذيفة : يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكوتا لا تكلم نفس إلا بإذنه فينادي محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك تباركت ربنا وتعاليت سبحانك رب البيت قال فذلك المقام المحمود الذي ذكر الله       { #Ó|¤tã br& y7sWyèö7tƒ y7•/u‘ $YB$s)tB #YŠqßJøt¤C }  

وذكر البخاري الآية ثم أخرج بسنده من حديث بن عُمَرَ رضي الله عنهما يقول  :  إِنَّ الناس يَصِيرُونَ يوم الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ يا فُلَانُ اشْفَعْ يا فُلَانُ اشْفَعْ حتى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فَذَلِكَ يوم يَبْعَثُهُ الله الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان :

   اسم النبي :(أحمد ) على زنة أفعل التفضيل مشتق  من الحمد       وقد اختلف الناس فيه هل هو بمعنى فاعل أو مفعول فقالت طائفة : هو بمعنى الفاعل أي حمده لله أكثر من حمد غيره له فمعناه أحمد

وأما محمد فهو أشهر أسمائه  صلى الله عليه وسلم  وهو اسم منقول من الحمد وهو في الأصل اسم مفعول من الحمد وهو يتضمن الثناء على المحمود ومحبته وإجلاله وتعظيمه هذا هو حقيقة الحمد ، وبُني على زنة مُفعل مثل معظم ومحبب ومسود ومبجل ونظائرها لأن هذا البناء موضوع للتكثير فإن اشتق منه اسم فاعل فمعناه مَن كَثُر

 صدورالفعل منه مرة بعد مرة كمعلم ومفهم ومبين ومخلص ومفرج ونحوها وإن اشتق منه اسم مفعول فمعناه من كَثُر تَكُرر وقوع الفعل عليه مرة بعد أخرى إِما استحقاقا أو وقوعا فمحمد هومن كَثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى

ويقال حمد فهو محمد كما يقال علم فهو معلم وهذا علم وصفة اجتمع فيه الأمران في حقه  صلى الله عليه وسلم   

إذا ثبت هذا فتسميته  صلى الله عليه وسلم  بهذا الاسم لِمَا اشتمل عليه من مسماه وهو الحمد فإنه  صلى الله عليه وسلم  محمود عند الله ومحمود عند ملائكته ومحمود عند إخوانه من المرسلين ومحمود عند أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم فإن ما فيه من صفات الكمال محمودة عند كل عاقل وإن كابر عقله جحودا أو عنادا أو جهلا باتصافه بها ولو عَلِمَ اتصافه بها لحمده فإنه يحمد من اتصف بصفات الكمال ويجهل وجودها فيه فهو في الحقيقة حامد له وهو  صلى الله عليه وسلم  اختص من مسمى الحمد بما لم يجتمع لغيره فإن اسمه محمد وأحمد وأمته الحمادون يَحمدون الله على السراء والضراء وصلاة أمته مفتتحة بالحمد وخطبته مفتتحة بالحمد وكتابه مفتتح بالحمد هكذا عند الله في اللوح المحفوظ أن خلفاءه وأصحابه يكتبون المصحف مفتتحا بالحمد وبيده  صلى الله عليه وسلم  لواء الحمد يوم القيامة ولما يسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة ويؤذن له فيها يَحمدُ ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذ وهو صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون (جلاء الأفهام  ، لابن القيم)

    وإذا قام في المقام حمده حينئذ أهل الموقف كلهم مسلمهم وكافرهم أولهم وآخرهم وهو محمود  صلى الله عليه وسلم  بما ملأ الأرض من الهدى والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح وفتح به القلوب وكشف به الظلمة عن أهل الأرض واستنقذهم من أسر الشيطان ومن الشرك بالله والكفر به والجهل به حتى نال به أتباعه شرف الدنيا والآخرة فإن رسالته وافت أهل الأرض أحوج ما كانوا إليها فإنهم كانوا بين عباد أوثان وعباد صلبان وعباد نيران وعباد الكواكب ومغضوب عليهم قد باؤوا بغضب من الله . وحيران لا يعرف رباً يعبده ولا بماذا يعبده والناس يأكل بعضهم بعضا من استحسن شيئا دعا إليه وقاتل من خالفه وليس في الأرض موضع قدم مشرق بنور الرسالة وقد نظر الله سبحانه حينئذ إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا على آثار من دين صحيح فأغاث الله به البلاد والعباد وكشف به تلك الظلم وأحيا به الخليقة بعد الموت فهدى به من الضلالة وعلم به من الجهالة وكثر به بعد القلة وأعز به بعد الذلة وأغنى به بعد العيلة وفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا فعرف الناس ربهم ومعبودهم غاية ما يمكن أن تناله قواهم من المعرفة وأبدأَ وأعادَ واختصر وأطنب في ذكر أسمائه وصفاته وأفعاله حتى تجلت معرفته سبحانه في قلوب عباده المؤمنين وانجابت سحائب الشك والريب عنها كما ينجاب السحاب عن القمر ليلة إبداره ولم يدع لأمته حاجة في هذا التعريف لا إلى من قبله ولا إلى من بعده بل كفاهم وشفاهم وأغناهم عن كل من تكلم في هذا الباب (جلاء الأفهام )

   إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع (الحمد) وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان : اسم النبي :(أحمد ، ومحمد)

والاسمان واقعان على المفعول وهذا هو المختار وذلك أبلغ في مدحه وأتم معنى ولو أريد به معنى الفاعل لسمي الحماد وهو كثير الحمد كما سمي محمدا وهو المحمود كثيرا فإنه  صلى الله عليه وسلم  كان أكثر الخلق حمدا لربه فلو كان اسمه باعتبار الفاعل لكان الأولى أن يسمى حمادا كما أن اسم أمته الحمادون

وأيضا فإن الاسمين إنما اشتقا من أخلاقه وخصائله المحمودة التي لأجلها استحق أن يسمى محمدا وأحمدا فهو الذي يحمده أهل الدنيا واهل الآخرة ويحمده أهل السماء والأرض فلكثرة خصائله المحمودة التي تفوت عد العادين سمي باسمين من أسماء الحمد يقتضيان التفضيل والزيادة في القدر والصفة (جلاء الأفهام ) 

قال البغوي : الحمد كله لله وهو وحده المستحق له المحمود يكون له الحمد بحسبه ؛ فإن كان كاملاً وجب الحمد له كاملاً ؛ وهذا لا يمكن إلا لله الكامل في أسمائه وصفاته وجلاله وجماله ، ومن دونه بحسبه قال تعالى :            { ߉ôJysø9$# ¬! Å_} لفظ خبر كأنه يخبر عن المستحق للحمد هو الله عز وجل وفيه تعليم الخلق ؛ تقديره  : قولوا الحمد لله ، والحمد يكون بمعنى الشكر على النعمة ويكون بمعنى الثناء عليه بما فيه من الخصال الحميدة  ، والحمد لله كله لأنه المنعم ، لا يستحق غيره من العباد شيئا منه

وقال الرازي : { ߉ôJysø9$# ¬! Å_}  فيه وجوه : الأول : قال ابن عباس : الحمد لله على ما فعل باوليائه وأنعم عليهم بالتوحيد

والثاني : المعنى أن كل الحمد لله وليس شيء من الحمد للأصنام لأنها لا نعمة لها على أحد وقوله  : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }  يعني أنهم لا يعلمون أن كل الحمد لله ... وقال السعدي : قال تعالى : { È@è% ߉ôJptø:$# ¬! }  أي قل الحمد لله  الذي يستحق كمال الحمد والمدح والثناء لكمال أوصافه وجميل معروفه وهباته وعدله وحكمته ...

وأخرج الحاكم قوله  صلى الله عليه وسلم : ( اللهم  لك الحمد كله ) ثم قال : هذا حديث صحيح على  شرط الشيخين ولم يخرجاه  

وقال  صلى  الله  عليه  وسلم :     ( الله أكبر اللهم  لك الحمد  كله

ولك الملك كله وإليك يرجع الأمر كله وأسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله ) الجمع بين الصحيحين

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان :

 فصل في إثبات الحمد كله لله عز وجل  ؛ فإنه المحمود على ما خلقه وأمر به ونهى عنه فهو المحمود على طاعات العباد ومعاصيهم وإيمانهم وكفرهم وهو المحمود على خلق الأبرار والفجاروالملائكة والشياطين وعلى خلق الرسل وأعدائهم وهو المحمود على عدله في أعدائه كما هو المحمود على فضله وإنعامه على أوليائه فكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحمده ولهذا سبح بحمده السموات السبع  والأرض ومن فيهن  قال تعالى :  { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ }  ، فله سبحانه الحمد حمدا يملأ المخلوقات والفضاء الذي بين  السماوات والأرض ويملأ ما يقدر بعد ذلك مما يشاء الله أن يملأ بحمده وذاك يحتمل أمرين :

أحدهما : أن يملأ ما يخلقه الله بعد السموات والأرض والمعنى أن الحمد ملء ما خلقته وملء ما تخلقه بعد ذلك

الثاني  : أن يكون المعنى ملء ما شئت من شيء بعد يملؤه حمدك أي يقدر مملوءا بحمدك وإن لم يكن موجودا

وأيضا فالحمد هو الإخبار بمحاسن المحمود على وجه الحب له ومحاسن المحمود تعالى إما قائمة بذاته وإما ظاهرة في مخلوقاته فأما المعدوم المحض الذي لم يخلق ولا خلق قط فذاك ليس فيه محاسن ولا غيرها فلا محامد فيه البتة فالحمد لله الذي يملأ المخلوقات ما وجد منها ويوجد هو حمد يتضمن الثناء عليه بكماله القائم بذاته والمحاسن الظاهرة في مخلوقاته ... ويكون بحسب المالىء والمملوء فإذا قيل امتلأت الإناء ماء وامتلأت الجفنة طعاما فهذا الامتلاء نوع وإذا قيل امتلأت الدار رجالا وامتلأت المدينة خيلا ورجالا فهذا نوع آخر وإذا قيل امتلأ الكتاب سطورا فهذا نوع آخر وإذا قيل امتلأت مسامع الناس حمدا أو ذما لفلان فهذا نوع آخر كما في أثر معروف  (أهل الجنة من امتلأت مسامعه من ثناء الناس عليه وأهل النار من امتلأت مسامعه من ذم الناس له )      وقال عمر بن الخطاب في عبدالله بن مسعود :" كنيف مليء علما " ويقال : فلان علمه قد ملأ الدنيا فإذا قيل (الحمد كله لله) فهذا له معنيان :

أحدهما :  أنه محمود على كل شيء وبكل ما يحمد به المحمود التام وإن كان بعض خلقه يحمد أيضا كما يحمد رسله وأنبياؤه وأتباعهم فلذلك من حمده تبارك وتعالى بل هو المحمود بالقصد الأول وبالذات وما نالوه من الحمد فإنما نالوه بحمده فهو المحمود أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وهذا كما أنه بكل شيء عليم وقد علم غيره من علمه مالم يكن يعلمه بدون تعليمه وفي الدعاء المأثور  ( اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله أسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله ) وهو سبحانه له الملك وقد آتى من الملك بعض خلقه وله الحمد وقد آتى غيره من الحمد ما شاء وكما أن ملك المخلوق داخل في ملكه فحمده أيضا داخل في حمده فما من محمود يحمد على شيء مما دق أو جل إلا والله المحمود عليه بالذات والأولوية أيضا وإذا قال (اللهم لك الحمد ) فالمراد به أنت المستحق لكل حمد ليس المراد به الحمد الخارجي فقط

    المعنى الثاني  : أن يقال لك الحمد كله أي الحمد التام الكامل فهذا مختص بالله ليس لغيره فيه شركة  والتحقيق أن له الحمد بالمعنيين جميعا فله عموم الحمد وكماله وهذا من خصائصه سبحانه فهو المحمود على كل حال وعلى كل شيء أكمل حمد وأعظمه كما أن له الملك التام العام فلا يملك كل شيء إلا هو وليس الملك التام الكامل إلا له  ، وأتباع الرسل يثبتون له كمال الملك وكمال الحمد فإنهم يقولون إنه خالق كل شيء وربه ومليكه لا يخرج عن خلقه وقدرته ومشيئته شيء البتة فله الملك كله والقدرية المجوسية يخرجون من ملكه أفعال العباد ويخرجون سائر حركات الملائكة والجن والإنس عن ملكه وأتباع الرسل يجعلون ذلك كله داخلا في ملكه وقدرته ويثبتون كمال الحمد أيضا وأنه المحمود على جميع ذلك وعلى كمال الحمد أيضا (قاله ابن القيم )   

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان :

الفرق بين الحمد والشكر والمدح

الحمد لله تعالى الثناء عليه بالفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر فإن المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ومما يقال منه وفيه بالتسخير فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه ، والحمد يكون في الثاني دون الأول والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا

وقال اخرون : الحمد هو الشكر لأنهم رأوا المصدر بالشكر سادا عن الحمد كقولهم الحمد لله شكرا والمصدر يخرج من غيره كقولهم قتله صبرا والصبر غير القتل

والشكر الثناء وكل شاكر حامد وليس كل حامد شاكرا وربما جعل الحمد مكان الشكر ولا يجعل الشكر مكان الحمد

 وقيل الشكر ثلاثة منازل : شكر القلب وهو الاعتقاد بأن الله ولي النعم كلها على الحقيقة قال تعالى  { $tBur Nä3Î/ `ÏiB 7pyJ÷èÏoR z`ÏJsù «!$# } ، وشكر اللسان وهو إظهار النعمة باللسان مع الذكر الدائم لله عز وجل والحمد لله تعالى قال تعالى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } والحمد لله رأس الشكر كما أن كلمة الإخلاص وهي لا إله إلا الله رأس الإيمان  ، والثالث شكر العمل وهو دؤوب النفس على الطاعة

 ولكنهم اختلفوا أيها أعم الحمد أو الشكر على قولين والتحقيق أن بينهما عموما وخصوصا ، فالحمد أعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية تقول حمدته لفروسيته وحمدته لكرمه وهو أخص لأنه لا يكون إلا بالقول والشكر أعم من حيث ما يقعان عليه لأنه يكون بالقول والفعل والنية كما تقدم وهو أخص لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية لا يقال شكرته لفروسيته

وتقول شكرته على كرمه وإحسانه إلي هذا حاصل ما حرره بعض المتأخرين

   وقال الجوهري : الحمد نقيض الذم تقول حمدت الرجل أحمده حمدا ومحمدة فهو حميد ومحمود والتحميد أبلغ من الحمد والحمد أعم من الشكر وقال في الشكر هو الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف يقال شكرته وشكرت له وباللام أفصح وأما المدح فهو أعم من الحمد لأنه يكون للحي والميت وللجماد أيضا كما يمدح الطعام والمكان ونحو ذلك ويكون قبل الإحسان وبعده وعلى الصفات المتعدية واللازمة أيضا فهو أعم

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (الحمد) وستكون إستكمال للحلقة الماضية والتي هي بعنوان :

  الفرق بين الحمد والمدح والشكر  الفرق بين الحمد والمدح من وجوه

    الأول : أن المدح قد يحصل للحي ولغير الحي ألا ترى أن من رأى لؤلؤة في غاية الحسن أو ياقوتة في غاية الحسن فإنه قد يمدحها ويستحيل أن يحمدها فثبت أن المدح أعم من الحمد

    الوجه الثاني في الفرق : أن المدح قد يكون قبل الإحسان وقد يكون بعده أما الحمد فإنه لا يكون إلا بعد الإحسان

   الوجه الثالث في الفرق : أن المدح قد يكون منهيا عنه قال عليه الصلاة والسلام : ( احثوا التراب في وجوه المداحين )  أما الحمد فإنه مأمور به مطلقا قال  صلى الله عليه وسلم : ( من لم يحمد الناس لم يحمد الله )

   الوجه الرابع : أن المدح عبارة عن القول الدال على كونه مختصا بنوع من أنواع الفضائل وأما الحمد فهو القول الدال على كونه مختصا بفضيلة معينة وهي فضيلة الإنعام والإحسان فثبت بما ذكرنا أن المدح أعم من الحمد

     وأما الفرق بين الحمد وبين الشكر فهو أن الحمد يعم ما إذا وصل ذلك الإنعام إليك أو إلى غيرك وأما الشكر فهو مختص بالإنعام الواصل إليك إذا عرفت هذا فنقول قد ذكرنا أن المدح حاصل للحي ولغير الحي وللفاعل المختار ولغيره     

 والحمد لله أولى من قوله الشكر لله لأن قوله الحمد لله ثناء على الله بسبب كل إنعام صدر منه ووصل إلى غيره وأما الشكر لله فهو ثناء بسبب إنعام وصل إلى ذلك القائل ولا شك أن الأول أفضل لأن التقدير كان العبد يقول : سواء أعطيتني أو لم تعطني فإنعامك واصل إلى كل العالمين وأنت مستحق للحمد العظيم وقيل الحمد على ما دفع الله من البلاء والشكر على ما أعطى من النعماء  

    وفي الحديث  ( الحمد رأس الشكر )  فمن  لم يحمد الله  لم يشكره

 والفرق بينهما : أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه وأخص من جهة متعلقاته و الحمد أعم من جهة المتعلقات وأخص من جهة الأسباب  ، ومعنى هذا أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة وباللسان ثناء واعترافا وبالجوارح طاعة وانقيادا ومتعلقه النعمدون الأوصاف الذاتية فلا يقالشكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه وهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله والشكر يكون على الإحسان والنعم فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر

من غير عكس فإن الشكر يقع بالجوارح والحمد يقع بالقلب واللسان  

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان :

الفرق بين الحمد والمدح والثناء والمجد فنقول :الإخبار عن محاسن الغير له ثلاث اعتبارات اعتبار من حيث المخبر به واعتبار من حيث الإخبار عنه بالخبر واعتبار من حيث حال المخبر

فمن حيث الإعتبار الأول ينشأ التقسيم إلى الحمد والمجد فإن المخبر به إما أن يكون من أوصاف العظمة والجلال والسعة وتوابعها أو من أوصاف الجمال والإحسان وتوابعها فإن كان الأول فهو المجد وإن كان الثاني فهو الحمد وهذا لأن لفظ (م ج د) في لغتهم يدور على معنى الإتساع والكثرة فمنه قولهم :أمجد الدابة علفا أي أوسعها علفا

ومن حيث اعتبار الخبر نفسه ينشأ التقسيم إلى الثناء والحمد فإن الخبر عن المحاسن إما متكرر أو لا ، فإن تكرر فهو الثناء وإن لم يتكرر فهو الحمد؛فإن الثناء مأخوذ من الثني وهو العطف ورد الشيء  بعضه  على بعض ومنه  ثنيت الثوب ومنه التثنية في الإسم

فالمُثني مكرر لمحاسن من يُثني عليه مرة بعد مرة ومن جهة اعتبار حال المخبر ينشأ التقسيم إلى المدح والحمد فإن المخبر عن محاسن الغير إما أن يقترن بإخباره حب له وإجلال أو لا ؛ فإن اقترن به الحب فهو الحمد وإلا فهو المدح

    ثم تأمل تنزيل قوله تعالى فيما رواه عنه رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حين يقول العبد  :     {  الحمد لله رب العالمين }  فيقول الله : ( حمدني عبدي ) فإذا قال { الرحمن الرحيم } قال : ( أثنى عليّ عبدي) لأنه كرر حمده فإذا قال :  {مالك يوم الدين}قال:(مجدني عبدي )  فإنه وصفه بالمُلك والعظمة والجلال رواه مسلم .

*الحمد لله في الإبتداء والإختتام

ولما أفتتح سبحانه وتعالى كتابه بالبسملة وهي نوع من الحمد ناسب أن يردفها بالحمد الكلي الجامع لجميع أفراده البالغ أقصى درجات الكمال فقال جل شأنه  :   { ߉ôJysø9$# ¬! Å_Uu‘ šúüÏJn=»yèø9$# } وهو أول الفاتحة وآخر الدعوات الخاتمة كما قال تعالى :

{ ߉ôJysø9$# ¬! Å_Uu‘ šúüÏJn=»yèø9$#  } كأن الحب دائرة بقلبي  فأوله وآخره سواء

وقد قيل للجنيد قدس سره : ما النهاية  ؟ فقال : الرجوع إلى البداية وفيه أسرار شتى والحمد على المشهور هو الثناء باللسان على الجميل سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل قالوا : ولا بد لتحققه من خمسة أمور 1- محمود به 2- ومحمود عليه 3- وحامد 4- ومحمود 5- وما يدل على إتصاف المحمود بصفة ...وقال تعالى : { (#qä9$s%ur ߉ôJysø9$# ¬! “Ï%©!$# $oYs%y‰|¹ ¼çny‰ôãur $uZrOu‘÷rr&ur uÚö‘F{$# é&§qt7oKtR šÆÏB Ïp¨Zyfø9$# ß]øŠym âä!$t±nS ( zN÷èÏYsù ãô_r& tû,Î#ÏJ»yèø9$#  * “ts?ur spx6Í´¯»n=yJø9$# šúüÏjù!%tn ô`ÏB ÉAöqym ĸöyèø9$# tbqßsÎm7|¡ç„ ωôJpt¿2 öNÍkÍh5u‘ ( zÓÅÓè%ur NæhuZ÷t/ Èd,ptø:$$Î/ Ÿ@ŠÏ%ur ߉ôJptø:$# ¬! Éb>u‘ tûüÏHs>»yèø9$# } ، أي نطق الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين بالحمد في حكمه وعدله ولهذا لم يسند القول إلى قائل بل أطلقه فدل على أن جميع الخلائق شهدت له بالحمد  ، قال قتادة : افتتح الخلق بالحمد في قوله :     {  ߉ôJptø:$#  ¬! “Ï%©!$# t,n=y{ ÏNºuq»yJ¡¡9$# 

uÚö‘F{$#ur Ÿ@yèy_ur ÏM»uHä>—à9$# u‘q‘Z9$#ur } واختتم بالحمد في قوله تبارك وتعالى   { zÓÅÓè%ur NæhuZ÷t/ Èd,ptø:$$Î/ Ÿ@ŠÏ%ur ߉ôJptø:$# ¬! Éb>u‘ tûüÏHs>»yèø9$# }

    إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان *الحمد لله على إهلاك الظالمين ونجاةالمؤمنين، والقضاء بينهم بالحق والعدل

قال تعالى  : {yìÏÜà)sù   ãÎ/#yŠ ÏQöqs)ø9$# tûïÏ%©!$# (#qßJn=sß 4 ߉ôJptø:$#ur ¬! Éb>u‘ tûüÏHs>»yèø9$# } أى أهلكوا عن آخرهم ولم يترك منهم أحد{والحمد لله رب العالمين } إيذانٌ بوجوب الحمد لله عند هلاك الظلمة و أنه من أجل النعم واجزل القسم أو احمدوا الله على إهلاك من لم يحمد الله

 يُحمد سبحانه على إهلاكهم فإن هلاك الكفار والعصاة من حيث إنه تخليص لأهل الأرض من شؤم عقائدهم وأعمالهم نعمة جليلة يُحقُ أن يُحمد عليها  

    حمد الله نفسه على أن قطع دابرهم لأنه نعمة على رسله فذكر الحمد لله تعليما لهم ولمن آمن بهم أن يحمدوا الله على كفايته شر الظالمين وليحمد محمد  صلى الله عليه وسلم  وأصحابه ربهم إذ أهلك المكذبين

وقال تعالى : {  #sŒÎ*sù |M÷ƒuqtGó™$# |MRr& `tBur y7tè¨B ’n?tã Å7ù=àÿø9$# È@à)sù ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# $oY9¤ftR z`ÏB ÏQöqs)ø9$# tûüÏJÎ=»©à9$# } الحمد على الإنجاء منهم متضمن للحمد على إهلاكهم وإنما قيل ما ذكر ولم يقل فقل الحمد لله الذي أهلك القوم الظالمين لأن نعمة الإنجاء أتم

 وقال تعالى : {  $yJsù šc%Ÿ2 z>#uqy_ ÿ¾ÏmÏBöqs% HwÎ) br& (#þqä9$s% (#þqã_̍÷zr& tA#uä 7Þqä9 `ÏiB öNä3ÏGtƒös% ( öNßg¯RÎ) Ó¨$tRé& tbr㍣gsÜtGtƒ * çm»oYø‹yfRr'sù ÿ¼ã&s#÷dr&ur žwÎ) ¼çms?r&tøB$# $yg»tRö‘£‰s% z`ÏB šúïΎÉ9»tóø9$# * $tRösÜøBr&ur- NÎgøŠn=tæ #\sܨB ( uä!$|¡sù ãsÜtB tûï͑x‹ZßJø9$# * È@è% ߉ôJptø:$# ¬! íN»n=y™ur 4’n?tã Ínϊ$t6Ï㠚úïÏ%©!$# #’s"sÜô¹$# 3 ª!!#uä îŽöyz $¨Br& šcqä.Ύô³ç„}

هذا خطاب لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  أمر أن يحمد الله على هلاك الأمم الكافرة وقيل على جميع نعمه وسلام على عباده الذين اصطفى فيهم أربعة أقوال :

أحدها  : الرسل والثاني  : أنهم أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم  والثالث : أنهم الذين وحدوه وآمنوا به والرابع  : أنه محمد  صلى الله عليه وسلم 

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع(الحمد)وستكون بعنوان:

*أهل الجنة يحمدون الله على دخولها

قال تعالى : { (#qä9$s%ur ߉ôJysø9$# ¬! “Ï%©!$# $oYs%y‰|¹ ¼çny‰ôãur $uZrOu‘÷rr&ur uÚö‘F{$# é&§qt7oKtR šÆÏB Ïp¨Zyfø9$# ß]øŠym âä!$t±nS ( zN÷èÏYsù ãô_r& tû,Î#ÏJ»yèø9$# * “ts?ur spx6Í´¯»n=yJø9$# šúüÏjù!%tn ô`ÏB ÉAöqym ĸöyèø9$# tbqßsÎm7|¡ç„ ωôJpt¿2 öNÍkÍh5u‘ ( zÓÅÓè%ur NæhuZ÷t/ Èd,ptø:$$Î/ Ÿ@ŠÏ%ur ߉ôJptø:$# ¬! Éb>u‘ tûüÏHs>»yèø9$# }أي يقول اهل الجنة شكرا حين دخولها وتم وعد الله لهم كما قال { واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين }  

وقال تعالى : { šúïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä (#qè=ÏJtãur ÏM»ysÎ=»¢Á9$# Ÿw ß#Ïk=s3çR $²¡øÿtR žwÎ) !$ygyèó™ãr šÍ´¯»s9'ré& Ü=»ptõ¾r& Ïp¨Zpgø:$# ( öNèd $pkŽÏù tbrà$Î#»yz * $uZôãt“tRur $tB ’Îû NÏd͑r߉߹ ô`ÏiB 9e@Ïî “ÌøgrB `ÏB ãNÍkÉJøtrB ㍻pk÷XF{$# ( (#qä9$s%ur ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# $uZ1y‰yd #x‹»ygÏ9 $tBur $¨Zä. y“ωtFöks]Ï9 Iwöqs9 ÷br& $uZ1y‰yd ª!$# ( }

{وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا } أي لهذا الجزاء العظيم وهو الخلود في الجنة ونزع الغل من صدورهم

وقال تعالى : { àM»¨Zy_ 5bô‰tã $pktXqè=äzô‰tƒ tböq¯=ptä† $pkŽÏù ô`ÏB u‘Ír$y™r& `ÏB 5=ydsŒ #Zsä9÷sä9ur ( öNåkޝ$t7Ï9ur $pkŽÏù ֍ƒÌym * (#qä9$s%ur ߉ôJptø:$# ¬! ü“Ï%©!$# |=ydøŒr& $¨Ytã tbt“ptø:$# ( žcÎ) $uZ­/u‘ ֑qàÿtós9 î‘qä3x© * ü“Ï%©!$# $oY¯=ymr& u‘#yŠ ÏptB$s)ßJø9$# `ÏB ¾Ï&Î#ôÒsù Ÿw $uZ¡yJtƒ $pkŽÏù Ò=|ÁtR Ÿwur $uZ¡yJtƒ $pkŽÏù Ò>qäóä9 }.{ وقالوا }  أي ويقولون إذا دخلوا الجنة  { الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن } والحزن واحد كالبخل قال ابن عباس :حزن النار

وقال قتادة : حزن الموت وقال عكرمة : حزن الذنوب والسيئات وخوف رد الطاعات وقيل :حزن اهوال يوم القيامة وقال الكلبي  : ما كان يحزنهم في الدنيا من أمر يوم القيامة وقال الزجاج  : اذهب الله عن أهل الجنة كل الاحزان ما كان منها لمعاض أو لمعاد .                إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان

* الحمد لله مما تحط  بها الخطايا ، ويحفظ بها من الشيطان ، ويكفى بها من كل مكروه

قال تعالى:{ ô‰s)s9ur ÞOn=÷ètR y7¯Rr& ß,ŠÅÒtƒ x8â‘ô‰|¹ $yJÎ/ tbqä9qà)tƒ * ôxÎm7|¡sù ωôJpt¿2 y7În/u‘ `ä.ur z`ÏiB tûïωÉf»¡¡9$# * ô‰ç6ôã$#ur y7­/u‘ 4Ó®Lym y7u‹Ï?ù'tƒ ÚúüÉ)u‹ø9$# }    يقول تعالى ذكره لنبيه محمد  صلى الله عليه وسلم  ولقد نعلم يا محمد أنك يضيق صدرك بما يقول هؤلاء المشركون من قومك من تكذيبهم إياك واستهزائهم بك وبما جئتهم به وأن ذلك يحرجك { فسبح بحمد ربك }يقول فافزع فيما نابك من أمر تكرهه منهم إلى الشكر لله والثناء عليه والصلاة يكفك الله من ذلك ما أهمك ، وهذا نحو الخبر الذي روي عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة 

 و{ ôxÎm7|¡sù ωôJpt¿2 y7În/u‘ `ä.ur z`ÏiB tûïωÉf»¡¡9$#   } أي أكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه ويعينك على أمورك

وأخرج مسلم بسنده من حديث  أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : ( من قال لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كانت له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ له مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنه مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ له حِرْزًا من الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذلك حتى يُمْسِيَ ولم يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جاء بِهِ إلا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ من ذلك ، وَمَنْ قال سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)

*قرن الحميد بالغني

الحميد هو:  فعيل في معنى مفعول والله تعالى هو المحمود بكل لسان وعلى كل حال كما يقال في الدعاء : (الحمد لله الذي لا يحمد على الأحوال كلها سواه ) وهذا كمال ؛ فإذا إجتمعا صارا أعظم كمالاً .

والله هو الغني فلا يفتقر إلى شيء  ، وهو المستغني عن الخلق بقدرته وعز سلطانه ، والخلق فقراء إلى تطوله وإحسانه كما قال تعالى  :  { والله الغني وأنتم الفقراء }وهذا كمال

 قال تعالى : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } والمعنى أنه غني عن صدقاتكم ومعنى حميد أي محمود على ما أنعم بالبيان وفيه وجه آخر وهو أن قوله  { غَنِىٌّ } كالتهديد على إعطاء الأشياءالرديئة في الصدقات و{ حَمِيدٌ } بمعنى حامد أي أنا أحمدكم على ما تفعلونه من الخيرات وهو كقوله  { فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا }  

وفي صحيح مسلم  عن أبي ذر عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : [ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر فسبحانه وتعالى الغني الحميد ]  فالغني صفة كمال والحمد صفة كمال واقتران غناه بحمده كمال

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع (الحمد) وستكون بعنوان

*قرن الحميد بالمجيد

 قال تعالى : { (#þqä9$s% tûüÎ7yf÷ès?r& ô`ÏB ̍øBr& «!$# ( àMuH÷qu‘ «!$# ¼çmçF»x.tt/ur ö/ä3ø‹n=tæ Ÿ@÷dr& ÏMøt7ø9$# 4 ¼çm¯RÎ) ӉŠÏHxq Ӊ‹Åg¤C  } ، والحميد هو المحمود وهو الذي تحمد  أفعاله  والمجيد  الماجد  وهو ذو الشرف  والكرم  ومن  محامد الأفعال إيصال العبد المطيع إلى مراده ومطلوبه ومن أنواع الفضل والكرم أن لا يمنع الطالب عن مطلوبه مقدوراته سبحانه ،   { إنه حميد }  أي يفعل موجبات حمده من عباده على سبيل الكثرة  { مجيد  } كثير الإحسان إلى عباده بما يفيضه عليهم من الخيرات

    وأيضاً  هو   : الحميد في جميع أفعاله وأقواله  ، محمود ممجد في صفاته وذاته ، ولهذا ثبت في الصحيحين أنهم قالوا : قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك يا رسول الله  ؟ ،  قال  :     (  قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )   فالحمد صفة كمال بمفرده ، والمجد صفة كمال بمفرده ، واقتران مجده بحمده كمال زائد

*قرن الحميد بالعزيز

العزيز في أصل  الكلام الغلبة والشدة ويقال عزني فلان على الأمر إذا غلبني عليه ، وعزه يعزه ، والله تعالى هو الغالب لكل شيء فهو العزيز الذي ذل لعزته كل عزيز

والحميد هو المحمود بكل لسان  في ذاته وصفاته وعلى أفعاله    قال تعالى : { !9# 4 ë=»tGÅ2 çm»oYø9t“Rr& y7ø‹s9Î) yl̍÷‚çGÏ9 }¨$¨Z9$# z`ÏB ÏM»yJè=—à9$# ’n<Î) ͑q–Y9$# ÈbøŒÎ*Î/ óOÎgÎn/u‘ 4’n<Î) ÅÞºuŽÅÀ ͓ƒÍ“yèø9$# ω‹ÏJptø:$# } ، هو بدل من إلى النور بتكرير العامل كما يقع مثله كثيرا أى لتخرج الناس من الظلمات إلى صراط العزيز الحميدوهو طريقة الله الواضحة التى شرعها لعباده وأمرهم بالمصير إليها والدخول فيها ويجوز أن يكون مستأنفا بتقدير سؤال كأنه قيل ما

هذا النور الذى أخرجه إليه فقيل صراط العزيز الحميد و العزيز هو القادر الغالب و الحميد هو الكامل فى استحقاق الحمد

 والخطاب للنبي  صلى الله عليه وسلم  ، والظلمات : الكفر والجهل  

 ، والنور : الإيمان والعلم   

    فسر النور الذي يهديهم إليه هذا الكتاب فقال  { إلى صراط العزيز الحميد  } أي الموصل إليه وإلى دار كرامته المشتمل على العلم بالحق والعمل به وفي ذكر  { العزيز الحميد  } بعد ذكر الصراط الموصل إليه إشارة إلى أن من سلكه فهو عزيز بعزة الله قوي ولو لم يكن له أنصار إلا الله محمود في أموره حسن العاقبة وليدل ذلك على أن صراط الله من أكبر الأدلة على ما لله من صفات الكمال ونعوت الجلال وأن الذي نصبه لعباده عزيز السلطان حميد في أقواله وأفعاله وأحكامه وأنه مألوه معبود بالعبادات التي هي منازل الصراط المستقيم وأنه كما أن له ملك السموات والأرض خلقا ورزقا وتدبيرا فله الحكم على عباده بأحكامه الدينية لأنهم ملكه ولا يليق به أن يتركهم سدى

وعلى هذا فإن الله سبحانه وتعالى يفعل  ما يشاء ،لأنه قدير عزيز ،  وأفعاله مبنية على الحكمة المطلقة ، والعلم المحيط ، ولذلك حمد نفسه وأمر عباده بحمده على نعمه وأفضاله وكرمه ، فالحمد صفة كمال والعزة صفة كمال ، واقتران حمده بعزته كمال أعظم 

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع(الحمد) وستكون بعنوان:

*قرن الحكيم بالحميد

قال تعالى : { žw Ïm‹Ï?ù'tƒ ã@ÏÜ»t7ø9$# .`ÏB Èû÷üt/ Ïm÷ƒy‰tƒ Ÿwur ô`ÏB ¾ÏmÏÿù=yz ( ×@ƒÍ”\s? ô`ÏiB AOŠÅ3ym 7‰ŠÏHxq }      في خلقه وأمره يضع كل شيء موضعه وينزله منازله  { حميد }  على ما له من صفات الكمال ونعوت الجلال وعلى ما له من العدل والإفضال فلهذا كان كتابه مشتملا على تمام الحكمة وعلى تحصيل المصالح والمنافع ودفع المفاسد والمضار التي يحمد عليها

هو سبحانه محكم ومتقن للأشياء وهذا كمال ، ومحمود كامل الحمد على  نعمه العظيمة ؛  فصار كمال زائد على كل كمال منفرد

*قرن الولي بالحميد

الولي هو فعيل من الموالاة والولي الناصر  ، وهو تعالى وليهم بأن يتولى نصرهم وإرشادهم كما يتولى ذلك من الصبي وليه وهو يتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم

 وقال تعالى : { uqèdur “Ï%©!$# ãAÍi”t\ムy]ø‹tóø9$# .`ÏB ω÷èt/ $tB (#qäÜuZs% çŽà³Ytƒur ¼çmtGyJômu‘ 4 uqèdur ’Í<uqø9$# ߉‹ÏJysø9$# }  { وهو الولي } الذي يتولى عباده بأنواع التدبير ويتولي القيام بمصالح دينهم ودنياهم  { الحميد }  في ولايته

وتدبيره الحميد على ما له من الكمال وما أوصله إلى خلقه من أنواع الأفضال

*قرن التسبيح  بالحمد

التسبيح هو :  ذكر الله بالتنزه  ، سئل رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن التّسبيح ؟  فقال :( تنزيه الله عن كل سوء ) ، وأصله من سَبَحَ  فإن السابح يسبح في الماء كالطير في الهواء ويضبط نفسه من أن يرسب فيه فيهلك أو يتلوث من مقر الماء ومجراه والتشديد للتبعيد لأنك تسبحه أي تبعده عما لا يجوز عليه وإنما حسن استعماله في تنزيه الله عما لا يجوز عليه من صفات الذات والفعل نفياً وإثباتاً  ، واللفظ يفيد التنزيه في الذات والصفات والأفعال  ، روت عائشة  : كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بعد نزول هذه السورة ـ سورة النصر ـ يكثر أن يقول : ( سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك )  ، وقالت أيضاً : كان الرسول يقول كثيرا في ركوعه  : ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي  )  ، وعنها أيضاً : كان نبي الله في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلى قال : ( سبحان الله وبحمده  ) فقلت : يا رسول الله إنك تكثر من قولة سبحان الله وبحمده  ؟ قال  : ( إني أمرت بها وقرأ{ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ  }   

أما الحمد  فهو أعم المعارف وأوسع العلوم وهو متضمن لجميع صفات كماله ونعوت جلاله مستلزم لها كما هو متضمن لحكمته في جميع أفعاله وأوامره فهو المحمود على كل حال وعلى كل ما خلقه وشرعه

فتعم جميع المحامد من كل وصف كمال وجلال ثابت لله جل وعلا فتستغرق الآية الكريمة الثناء بكل كمال لأن الكمال يكون بأمرين : أحدهما  : التخلي عن الرذائل والتنزه عما لا يليق وهذا معنى التسبيح

والثاني  : التحلي بالفضائل والاتصاف بصفات الكمال وهذا معنى الحمد فتم الثناء بكل كمال

 وإجتماع التنزيه مع الثناء كمال أكمل من كمال التنزيه بمفرده ،وأكمل من كمال الثناء بمفرده

قرن الملك بالحمد وهمالله حقيقة إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع(الحمد) وستكون بعنوان:

إقتران اسم الله (الحميد ) بغيره

 

قال تعالى : {  ßxÎm7|¡ç„ ¬! $tB ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# $tBur ’Îû ÇÚö‘F{$# ( ã&s! à7ù=ßJø9$# ã&s!ur ߉ôJysø9$# ( uqèdur 4’n?tã Èe@ä. &äóÓx« 퍃ωs% }{ له الملك وله الحمد }  يختصان به ليس لغيره منهما شيء وما كان لعباده منهما فهو من فيضه وراجع إليه  

 وقدم الظرفان ليدل بتقديمهما على اختصاص الملك والحمد لله عز وجل وذلك لأن الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شيء والقائم به وكذا الحمد لأن أصول النعم وفروعها منه وأما ملك غيره فتسليط منه واسترعاء وحمد غيره اعتداد بأن نعمة الله جرت على يده        

وأما حمد غيره تبارك وتعالى فلجريان إنعامه تعالى على يديه فكلا الأمرين له تعالى في الحقيقة ولغيره بحسب الصورة وتقديم     { له الملك  } لأنه كالدليل لما بعده

 وقرن بين الملك والحمد على عاداته تعالى في كلامه ، فإن اقتران أحدهما بالآخر له كمال زائد على الكمال بكل واحد منهما فله كمال من ملكه وكمال من حمده وكمال من اقتران أحدهما بالأخر فإن الملك بلا حمد يستلزم نقصا والحمد بلا ملك يستلزم عجزا والحمد مع الملك غاية الكمال

*قرن الله الحمد والثناء على

نفسه بالسلام على المرسلين

قال تعالى : { z`»ysö6ߙ y7În/u‘ Éb>u‘ Ío¨“Ïèø9$# $¬Hxå šcqàÿÅÁtƒ * íN»n=y™ur ’n?t㠚úüÎ=y™ößJø9$# * ߉ôJptø:$#ur ¬! Éb>u‘ šúüÏJn=»yèø9$#}  ختم هذه السورة الكريمة بالسلام على عباده المرسلين ولا شكّ أنهم من عباده الذين اصطفى مع ثنائه على نفسه بقوله تعالى { ߉ôJptø:$#ur ¬! Éb>u‘ šúüÏJn=»yèø9$#}  معلمًا خلقه أن يثنوا عليه بذلك وما ذكره هنا من حمده هذا الحمد العظيم والسلام على رسله الكرام ذكره في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة النمل {  È@è% ߉ôJptø:$# ¬! íN»n=y™ur 4’n?tã Ínϊ$t6Ï㠚úïÏ%©!$# #’s"sÜô¹$# 3 ª!!#uä îŽöyz $¨Br& šcqä.Ύô³ç„ }

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع(الحمد) وستكون بعنوان:

*يُحمد سبحانه على نعمة خلق السماوات والأرض ، وجعل الظلمات والنور

قال تعالى : {  ß‰ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# t,n=y{ ÏNºuq»yJ¡¡9$# uÚö‘F{$#ur Ÿ@yèy_ur ÏM»uHä>—à9$# u‘q‘Z9$#ur ( ¢OèO tûïÏ%©!$# (#rãxÿx. öNÍkÍh5tÎ/ šcqä9ω÷ètƒ }  

 قوله تعالى : { الحمد لله }  بدأ سبحانه فافتتحها بالحمد على نفسه وإثبات الألوهية أي أن الحمد كله له فلا شريك له فإن قيل : فقد افتتح غيرها بالحمد لله فكان الاجتزاء بواحدة يغني عن سائره ؟

 فيقال : لأن لكل واحدة منه معنى في موضعه لا يؤدي عنه غيره من أجل عقده بالنعم المختلفة وأيضا فلما فيه من الحجة في هذا الموضع على الذين هم بربهم يعدلون،قوله تعالى{الذي خلق السماوات والأرض}أخبرعن قدرته وعلمه وإرادته فقال{الذي خلق} أي اخترع وأوجد وأنشأ وابتدع والخلق يكون بمعنى الاختراع ويكون بمعنى التقدير وقد تقدم وكلاهما مراد هنا وذلك دليل على حدوثهما فرفع السماء بغير عمد وجعلها مستوية من غير أود وجعل فيها الشمس والقمر آيتين وزينها بالنجوم وأودعها السحاب والغيوم علامتين وبسط الأرض وأودعها الأرزاق والنبات وبث فيها من كل دابة آيات وجعل فيها الجبال أوتادا وسبلا فجاجا وأجرى فيها الأنهار والبحار وفجر فيها العيون من الأحجار دلالات على وحدانيته وعظيم قدرته وأنه هو الله الواحد القهار وبين بخلقه السماوات والأرض أنه خالق كل شيء وهذا كلام مخرجه مخرج الخبر ينحى به نحو الأمر يقول أخلصوا الحمد والشكر للذي خلقكم أيها الناس وخلق السماوات والأرض ولا تشركوا معه في ذلك أحدا شيئا فإنه المستوجب عليكم الحمد بأياديه عندكم ونعمه عليكم لا مَن تعبدونه من دونه وتجعلونه له شريكا من خلقه

وهذا إخبار عن حمده والثناء عليه بصفات الكمال ونعوت العظمة والجلال عموما وعلى هذه المذكورات خصوصا فحمد نفسه على خلقه السموات والأرض الدالة على كمال قدرته وسعة علمه ورحمته وعموم حكمته وانفراده بالخلق والتدبير وعلى جعله الظلمات والنور وذلك شامل للحسي من ذلك كالليل والنهار والشمس والقمر والمعنوي

كظلمات الجهل والشك والشرك والمعصية والغفلة ونور العلم والإيمان واليقين والطاعة وهذا كله يدل دلالة قاطعة أنه تعالى هو المستحق للعبادة وإخلاص الدين له ومع هذا الدليل ووضوح البرهان  { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } به سواه يسوونهم به في العبادة والتعظيم مع أنهم لم يساووا الله في شيء من الكمال وهم فقراء عاجزون ناقصون من كل وجه

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة عشرة في

موضوع(الحمد) وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي هي بعنوان: حمد الله على خلق السواوات والأرض

 قال تعالى : { ûÈõs9ur NßgtFø9r'y™ ô`¨B t,n=y{ ÏNºuq»yJ¡¡9$# uÚö‘F{$#ur £`ä9qà)u‹s9 ª!$# 4 È@è% ߉ôJptø:$# ¬! 4 ö@t/ öNèdçŽsYò2r& Ÿw tbqßJn=ôètƒ} الآية متعلقة بما قبلها من وجهين :

أحدهما  : أنه تعالى لما استدل بخلق السموات بغير عمد وبنعمه الظاهرة والباطنة بين أنهم معترفون بذلك غير منكرين له وهذا يقتضي أن يكون الحمد كله لله لأن خالق السموات والأرض يحتاج إليه كل ما في السموات والأرض وكون الحمد كله لله يقتضي أن لا يعبد غيره لكنهم لا يعلمون هذا

والثاني  : أن الله تعالى لما سلى قلب النبي  صلى الله عليه وسلم  بقوله  { فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُم إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبّئُهُم }  أي لا تحزن على تكذيبهم فإن صدقك وكذبهم يتبين عن قريب عند رجوعهم إلينا قال وليس لا يتبين إلا ذلك اليوم بل هو يتبين قبل يوم القيامة لأنهم معترفون بأن خلق السموات والأرض من الله وهذا يصدقك في دعوى الوحدانية ويبين كذبهم في الإشراك   فَقُلِ { الْحَمْدُ للَّهِ  } على ظهور صدقك وكذب مكذبيك  { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }  أي ليس لهم علم يمنعهم من تكذيبك مع اعترافهم بما يوجب تصديقك

وقال تعالى : {  ß‰ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# ¼çms9 $tB ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# $tBur ’Îû ÇÚö‘F{$# ã&s!ur ߉ôJptø:$# ’Îû ÍotÅzFy$# 4 uqèdur ÞOŠÅ3ptø:$# 玍Î7sƒø:$# }

يمدح تعالى نفسه الكريمة المقدسة على خلقه السموات والأرض وما اشتملتا عليه من المخلوقات لأن ذلك دليل على كمال قدرته وسعة ملكه وعموم رحمته وبديع حكمته وإحاطة علمه   

*إذا لم يحمده أهل الأرض فإنه

محمود في ذاته واسمائه وصفاته

وأفعاله ، وكل ذرات الكون تحمده                                 قال تعالى : { tA$s%ur #Óy›qãB bÎ) (#ÿrãàÿõ3s? ÷LäêRr& `tBur ’Îû ÇÚö‘F{$# $YèŠÏHsd  cÎ*sù ©!$# ;ÓÍ_tós9 ÏHxq } ، أي هو غني عن شكر عباده وهو الحميد المحمود وإن كفروه ، كقوله  { bÎ) (#rãàÿõ3s?  cÎ*sù ©!$# ;ÓÍ_xî öNä3Ztã  }

وقوله{(#rãxÿs3sù (#q©9uqs?ur 4 Óo_øótGó™$#¨r ª!$# 4 ª!$#ur ;ÓÍ_xî Ӊ‹ÏHxq  } وقال تعالى : { bÎ)ur (#rãàÿõ3s? ¨bÎ*sù ¬! $tB ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# $tBur ’Îû ÇÚö‘F{$# 4 tb%x.ur ª!$# $†‹ÏZxî #Y‰ŠÏHxq }

والمعنى أمرناهم وأمرناكم بالتقوى وقلنا لهم ولكم إن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض وفيه وجهان :

الأول : أنه تعالى خالقهم ومالكهم والمنعم عليهم بأصناف النعم كلها فحق كل عاقل أن يكون منقاداً لأوامره ونواهيه يرجو ثوابه ويخاف عقابه

والثاني : أنكم إن تكفروا فإن لله ما في سمواته وما في أرضه من أصناف المخلوقات من يعبده ويتقيه وكان مع ذلك غنياً عن خلقهم وعن عبادتهم ومستحقاً لأن يحمد لكثرة نعمه وإن لم يحمده أحد منهم فهو في ذاته محمود سواء حمدوه أو لم يحمدوه      إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة عشرة في

موضوع(الحمد) وستكون بعنوان:

يحمد  سبحانه على نعمة اللباس

قال تعالى : { ûÓÍ_t6»tƒ tPyŠ#uä ô‰s% $uZø9t“Rr& ö/ä3ø‹n=tæ $U™$t7Ï9 “Í‘ºuqムöNä3Ï?ºuäöqy™ $W±„Í‘ur ( â¨$t7Ï9ur 3“uqø)­G9$# y7Ï9ºsŒ ׎öyz 4 šÏ9ºsŒ ô`ÏB ÏM»tƒ#uä «!$# óOßg¯=yès9 tbr㍩.¤‹tƒ  }

 يمتن  تعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش فاللباس ستر العورات وهي السوآت ، والرياش والريش ما يتجمل به ظاهرا

 

وأخرج الإمام أحمد بسنده من حديث أبي العلاء الشامي قال : لبس أبو أمامة ثوبا جديدا فلما بلغ ترقوته قال:  الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ) ثم قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول :  قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : (  من استجد ثوبا فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ) ثم عمد إلى الثوب الذي خلق أو ألقي فتصدق به كان في ذمة الله وفي جوار الله وفي كنف الله حيا وميتا ) ،  رواه الترمذي ، وابن ماجة ...  

وجاء أيضا فيما يدعو به من لبس الثوب الجديد أحاديث منها :

      ما أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه من حديث أبي سعيد كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول : (اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له )

 وأخرج الترمذي وبن ماجة وصححه الحاكم من حديث عمر رفعه من لبس ثوبا جديدا فقال : (الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في حفظ الله وفي كنف الله حيا وميتا )

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه من حديث معاذ بن أنس رفعه: ( من لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه )

*يحمد سبحانه على النصر

 قال تعالى :{  çm»oYø‹yfRr'sù ÿ¼ã&s#÷dr&ur žwÎ) ¼çms?r&tøB$# $yg»tRö‘£‰s% z`ÏB šúïΎÉ9»tóø9$# * $tRösÜøBr&ur NÎgøŠn=tæ #\sܨB ( uä!$|¡sù ãsÜtB tûï͑x‹ZßJø9$# * È@è% ߉ôJptø:$# ¬! íN»n=y™ur 4’n?tã Ínϊ$t6Ï㠚úïÏ%©!$# #’s"sÜô¹$# 3 ª!!#uä îŽöyz $¨Br& šcqä.Ύô³ç„  }

أمر رسوله  صلى الله عليه وسلم  بعدما قص عليه القصص الدالة على كمال قدرته وعظم شأنه وما خص به رسله من الآيات الكبرى والانتصار من العدا بتحميده والسلام على المصطفين من عباده شكرا على ما أنعم عليهم ، أو لوطا بأن يحمده على هلاك كفرة قومه ويسلم على من اصطفاه بالعصمة من الفواحش والنجاة من الهلاك

وهذا خطاب لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  أمر أن يحمد الله

على هلاك الأمم الكافرة وقيل على جميع نعمه وسلام على عباده الذين اصطفى .

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة عشرة في

موضوع(الحمد) وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي هي بعنوان: يحمد سبحانه على النصر

وقال تعالى : { $uZÎ/#x‹yèÎ7sùr& tbqè=Éf÷ètGó¡o„ * #sŒÎ*sù tAt“tR öNÍkÉJym$|¡Î0 uä!$|¡sù ßy$t7|¹ tûï͑x‹ZßJø9$# * ¤Auqs?ur öNßg÷Ztã 4Ó®Lym &ûüÏm * ÷ŽÅÇ÷0r&ur t$öq|¡sù šcrçŽÅÇö6ム* z`»ysö6ߙ y7În/u‘ Éb>u‘ Ío¨“Ïèø9$# $¬Hxå šcqàÿÅÁtƒ * íN»n=y™ur ’n?t㠚úüÎ=y™ößJø9$# * ߉ôJptø:$#ur ¬! Éb>u‘ šúüÏJn=»yèø9$#  }

على هلاك الأعداء ونصرة الأنبياء اشتملت السورة على ذكر ما قاله المشركون فى الله ونسبوه إليه مما هو منزه عنه وما عاناه المرسلون من جهتهم وما خولوه فى العاقبة من النصرة عليهم فختمها بجوامع ذلك من تنزيه ذاته عما وصفه به المشركون والتسليم على المرسلين والحمد لله رب العالمين على ما قيض لهم من حسن العواقب والمراد تعليم المؤمنين أن يقولوا ذلك ولا يخلوا به ولا يغفلوا عن مضمنات كتابه الكريم ومودعات قرآنه المجيد

 وأخرج أحمد بسنده من حديث أبي عُبَيْدَةَ عن عبد اللَّهِ قال أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  فقلت : يا رَسُولَ اللَّهِ ان اللَّهَ قد قَتَلَ أَبَا جَهْلٍ فقال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي نَصَرَ عَبْدَهُ وَأَعَزَّ دِينَهُ )

وأخرج الحميدي بسنده من حديث ابن عمر قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يوم فتح مكة على درج الكعبة  : ( الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ...)

*الحمد لله على أن ردكيد الشيطان إلى الوسوسة

وأخرج مسلم بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ قال : جاء نَاسٌ من أَصْحَابِ النبي  صلى الله عليه وسلم  فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ في أَنْفُسِنَا ما يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ؟ قال: ( وقد وَجَدْتُمُوهُ ؟ ) قالوا : نعم  قال : ( ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ )

وأخرج أبو داود بسنده من حديث  بن عَبَّاسٍ قال جاء رَجُلٌ إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال : يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ في نَفْسِهِ يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إليه من أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ؟ فقال : ( الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي رَدَّ كَيْدَهُ إلى الْوَسْوَسَةِ )

ولابد لعامة الخلق من هذه الوساوس  ، فمن الناس من يجيبها فيصير كافرا أو منافقا  ، ومنهم من قد غمر قلبه في الشهوات والذنوب فلا يحس بها الا اذا طلب الدين  ، فإما أن يصير مؤمنا  ، واما أن يصير منافقا  ، ولهذا يعرض للناس من الوساوس فى الصلاة ما لا يعرض لهم اذا لم يصلوا  ؛ لأن الشيطان يكثر تعرضه  للعبد إذا  أرادالانابة الى ربه والتقرب اليه والاتصال به ،  فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم  ،  ويعرض لخاصة أهل العلم  والدين  أكثر  مما

يعرض  للعامة  ، ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم  ، لانه لم يسلك  شرع  الله  ومنهاجه

بل هو مقبل على هواه فى غفلة عن ذكر ربه  ، وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين الى ربهم بالعلم والعبادة

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة عشرة في

موضوع(الحمد) وستكون بعنوان:

*الحمد لله على نعمة الذرية

  قال تعالى : {߉ôJysø9$# ¬! “Ï%©!$# |=ydur ’Í< ’n?tã Ύy9Å3ø9$# Ÿ@‹Ïè»yJó™Î) t,»ysó™Î)ur 4 ¨bÎ) ’În1u‘ ßì‹ÏJ|¡s9 Ïä!$tã‘$!$#  } 

 فهبتهم من أكبر النعم وكونهم على الكبر في حال الإياس من الأولاد نعمة أخرى وكونهم أنبياء صالحين أجل وأفضل

وأخرج النسائي بسنده من حديث عمرو بن سليم الزرقي قال  :

 

أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)  

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتَاهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِي حَنَانُهَا فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا الْجَنَّةَ وَأَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّار (صحيح ابن حبان)            

*الله يحمد نفسه على إستغنائه عن العالمين

 قال تعالى : { È@è%ur ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# óOs9 õ‹Ï‚­Gtƒ #V$s!ur óOs9ur `ä3tƒ ¼ã&©! Ô7ƒÎŽŸ° ’Îû Å7ù=ßJø9$# óOs9ur `ä3tƒ ¼ã&©! @’Í<ur z`ÏiB ÉeA—%!$# ( çn÷ŽÉi9x.ur #MŽÎ7õ3s? }  

{ وقل الحمد لله  } الذي له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه المنزه عن كل آفة ونقص  الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك   بل الملك كله لله الواحد القهار فالعالم العلوي والسفلي كلهم مملوكون لله ليس لأحد من الملك شيء { ولم يكن له ولي من الذل }  أي لا يتولى أحدا من خلقه ليتعزز به ويعاونه فإنه الغني الحميد الذي لا يحتاج إلى أحد من المخلوقات في الأرض ولا في السموات ولكنه يتخذ إحسانا منه إليهم ورحمة بهم

لما أثبت تعالى لنفسه الكريمة الأسماء الحسنى نزه نفسه عن النقائص فقال { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك}   بل  { هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}    { ولم يكن له ولي من الذل  } أي ليس بذليل فيحتاج إلى أن يكون له ولي أو وزير أو مشير بل هو تعالى خالق الأشياء وحده لا شريك ومدبرها ومقدرها بمشيئته وحده لا شريك له

ذكر ههنا من صفات التنزيه والجلال وهي السلوب ثلاثة أنواع من الصفات :

     النوع الأول : من الصفات أنه لم يتخذ ولداً

   والنوع الثاني من الصفات السلبية قوله  : { وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ } 

والنوع الثالث قوله :{ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذُّلّ } 

وقيل{ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا }  أمر الله نبيه  صلى الله عليه وسلم  بأن يحمد الله على وحدانيته ومعنى الحمد لله هو الثناء عليه بما هو أهله قال الحسين بن الفضل : معناه الحمد لله الذي عرفني أنه لم يتخذ ولدا  

 وبين في مواضع أخر أنه لا شريك له في ملكه أي ولا في عبادته كقوله   : { وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِّن ظَهِيرٍ }  وقوله  : { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }  وقوله : {  تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }  وقوله :{  قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ}   والآيات بمثل ذلك كثيرة

 وروى ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة عن قتادة أنه قال : ذكر لنا أن النَّبي  صلى الله عليه وسلم  كان يعلم الصغير والكبير من أهله هذه الآية { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا } 

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة عشرة في

موضوع(الحمد) وستكون بعنوان:

*الحمد لله يتضمن جميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، ويتضمن حكمتـه في أفعـاله وأوامـره، وهو أعم المعارف                        قال تعالى : {߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# ¼çms9 $tB ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# $tBur ’Îû ÇÚö‘F{$# ã&s!ur ߉ôJptø:$# ’Îû ÍotÅzFy$# 4 uqèdur ÞOŠÅ3ptø:$# 玍Î7sƒø:$ }

 بعد تأمل سياق أوصافه العلى وأسمائه الحسنى في أول السورة إلى قوله وهو الرحيم الغفور فإنه ابتدأ سبحانه السورة بحمده الذي هو أعم المعارف وأوسع العلوم وهو متضمن لجميع صفات كماله ونعوت جلاله مستلزم لها كما هو متضمن لحكمته في جميع أفعاله وأوامره فهو المحمود على كل حال وعلى كل ما خلقه وشرعه

ثم عقب هذا الحمد بملكه الواسع المديد فقال {الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض } ثم عقبه بأن هذا الحمد ثابت له في الآخرة غير منقطع أبدا فإنه حمدٌ يستحقه لذاته وكمال أوصافه وما يستحقه لذاته دائمٌ بدوامه لا يزول أبداً،وقرن بين الملك والحمد على عاداته  تعالى  في  كلامه  فإن اقتران  أحدهما  بالآخر  له  كمال  زائدعلى الكمال بكل واحد منهما فله كمال من ملكه وكمال من حمده وكمال من اقتران أحدهما بالأخر فإن الملك بلا حمد يستلزم نقصا والحمد بلا ملك يستلزم عجزا والحمد مع الملك غاية الكمال

ونظير هذا : العزة والرحمة والعفو والقدرة والغنى والكرم فَوسطَ المُلكَ بين الجملتين فجعله محفوفا بحمدٍ قبله وحمدٍ بعده ثم عقب هذا الحمد والملك باسم الحكيم الخبير الدالين على كمال الإرادة وأنها لا تتعلق بمراد إلا لحكمة بالغة وعلى كمال العلم وأنه كما يتعلق بظواهر المعلومات فهو متعلق ببواطنها التي لا تُدرك إلا بخبرهٍ فنسبة الحكمة إلى الإرادة كنسبة الخبرة إلى العلم فالمراد ظاهرٌ والحكمة باطنةٌ والعلم ظاهرٌ والخبرةُ باطنة فكمال الإرادة أن تكون واقعة على وجه الحكمة وكمال العلم أن يكون كاشفا عن الخبرة فالخبرةُ باطنُ العلم وكماله والحكمة باطنُ الإرادة وكمالها فتضمنت الآية إثبات حمده وملكه وحكمته وعلمه على أكمل الوجوه  

 وقيل : { الحمد لله رب العالمين }  لم يذكر القائل من هو ليدل ذلك على أن جميع الخلق نطقوا بحمد ربهم وحكمته على ما قضى به على أهل الجنة وأهل النار حمد فضل وإحسان وحمد عدل وحكمة

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة عشرة في

موضوع(الحمد) وستكون بعنوان:  

*أعظم مايحمد عليه سبحانه إنزال القرآن

قال تعالى : { ߉÷Kptø:$# ¬! ü“Ï%©!$# tAt“Rr& 4’n?tã Ínωö7tã |=»tGÅ3ø9$# óOs9ur @yèøgs† ¼ã&©! 2%y`uqÏã ÇÊÈ $VJÍhŠs% u‘É‹ZãŠÏj9 $U™ù't/ #Y‰ƒÏ‰x© `ÏiB çm÷Rà$©! tÏe±u;ãƒur tûüÏZÏB÷sßJø9$# z`ƒÏ%©!$# šcqè=yJ÷ètƒ ÏM»ysÎ=»¢Á9$# ¨br& öNßgs9 #·ô_r& $YZ|¡ym .....}

يعني القرآن رتب استحقاق الحمد على انزاله تنبيها على انه اعظم نعمائه وذلك لانه الهادي إلى ما فيه كمال العباد والداعي إلى ما به ينتظم صلاح المعاش والمعاد{ ولم يجعل له عوجا  } شيئا من العوج باختلال في اللفظ وتناف في المعنى أو انحراف من الدعوة إلى جانب الحق وهو في المعاني كالعوج في الاعيان  

وقد تقدم في أول التفسير أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة عند فواتح الأمور وخواتيمها فإنه المحمود على كل حال وله الحمد في الأولى والآخرة ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض إذ أخرجهم به من الظلمات إلى النور حيث جعله كتابا مستقيما لا اعوجاج فيه ولا زيغ بل يهدي إلى صراط مستقيم واضحا بينا جليا نذيرا للكافرين بشيرا للمؤمنين ولهذا قال  { ولم يجعل له عوجا }  أي لم يجعل فيه اعوجاجا ولا زيغا ولا ميلا بل جعله معتدلا مستقيما ولهذا قال { قيما } أي مستقيما  

  والكتاب هو : الكامل الغنى عن الوصف بالكمال المعروف بذلك من بين الكتب الحقيق باختصاص اسم الكتاب به وهو عبارة عن جميع القرآن أو عن جميع المنزل حينئذ كما مر مرارا وفي وصفه تعالى بالموصول إشعار بعلية ما في حيز الصلة لاستحقاق الحمد وإيذان بعظم شأن التنزيل الجليل كيف لا وعليه يدور فلك سعادة الدارين

  وهوسبحانه علّم عباده كيف يحمدونه على إفاضة نعمه عليهم    ووجه كون إنزال الكتاب وهو القرآن نعمة على رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كونه اطلع بواسطته على أسرار التوحيد وأحوال الملائكة والأنبياء وعلى كيفية الأحكام الشرعية التى تُعبدهُ لله وتعبد أمته بها ، وكذلك العباد كان إنزال الكتاب على نبيهم نعمة لهم لمثل ما ذكرناه فى النبي{ ولم يجعل له عوجا }أى شيئا من العوج بنوع من أنواع الاختلال فى اللفظ

قال الزجاج :المعنى فى الآية لم يجعل فيها اختلافا كما قال {  ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة عشرة في

موضوع(الحمد) وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان:

 *أعظم مايحمد عليه سبحانه إنزال القرآن

 والحمد هو الثناء عليه بصفاته التي هي كلها صفات كمال وبنعمه الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية وأجل نعمه على الإطلاق إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله محمد  صلى الله عليه وسلم  فحمد نفسه وفي ضمنه إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم وإنزال الكتاب عليهم ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين على أنه الكامل من جميع الوجوه وهما نفي العوج عنه وإثبات أنه مقيم مستقيم فنفي العوج يقتضي أنه ليس في أخباره كذب ولا في أوامره ونواهيه ظلم ولا عبث وإثبات الاستقامة يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الإخبارات وهي الأخبار التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا وعقلا كالإخبار بأسماء الله وصفاته وأفعاله ومنها الغيوب المتقدمة والمتأخرة وأن أوامره ونواهيه تزكي النفوس  وتطهرها وتنميها وتكملها لاشتمالها على كمال العدل والقسط والإخلاص والعبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له وحقيق بكتاب موصوف بما ذكر أن يحمد الله نفسه على إنزاله وأن يتمدح إلى عباده به (تفسير السعدي)

 وفي الآية مسائل :

  المسألة الأولى  : أما الكلام في حقائق قولنا (الْحَمْدُ للَّهِ) فقد سبق والذي أقوله ههنا أن التسبيح أينما جاء فإنما جاء مقدماً على التحميد ألا ترى أنه  يقال { سُبْحَانَ  اللَّهِ وَالْحَمْدُ  للَّهِ }إذا عرفت هذا فنقول إنه جل جلاله ذكر التسبيح عندما أخبر أنه أسرى بمحمدصلى الله عليه وسلم فقال{سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً}وذكر التحميد عندما ذكر أنه أنزل الكتاب على محمد  صلى الله عليه وسلم  فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ) وفيه فوائد :

  الفائدة الأولى : أن التسبيح أول الأمر لأنه عبارة عن تنزيه الله عما لا ينبغي وهو إشارة إلى كونه كاملاً في ذاته والتحميد عبارة عن كونه مكملاً لغيره ولا شك أن أول الأمر هو كونه كاملاً في ذاته ونهاية الأمر كونه مكملاً لغيره فلا جرم وقع الابتداء في الذكر بقولنا سبحان الله ثم ذكر بعده الحمد لله تنبيهاً على أن مقام التسبيح مبدأ ومقام التحميد نهاية إذا عرفت هذا فنقول ذكر عند الإسراء لفظ التسبيح وعند إنزال الكتاب لفظ التحميد وهذا تنبيه على أن الإسراء به أول درجات كماله وإنزال الكتاب غاية درجات كماله والأمر في الحقيقة كذلك لأن الإسراء به إلى المعراج يقتضي حصول الكمال له وإنزال الكتاب عليه يقتضي   كونه  مكملاً  للأرواح  البشرية  وناقلاً  لها من

حضيض البهيمية إلى أعلى درجات الملكية ولا شك أن هذا الثاني أكمل وهذا تنبيه على أن أعلى مقامات العباد مقاماً أن يصير  [ العبد  ] عالماً في ذاته معلماً لغيره ولهذا روي في الخبر أنه عليه الصلاة والسلام قال ( من تعلم وعلم فذاك يدعى عظيماً في السموات  )

 الفائدة الثانية  : أن الإسراء عبارة عن رفع ذاته من تحت إلى فوق وإنزال الكتاب عليه عبارة عن إنزال نور الوحي عليه من فوق إلى تحت ولا شك أن هذا الثاني أكمل

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة العشرون في موضوع (الحمد)وستكون إستكمالا للحلقتين الماضيتين والتي بعنوان:

 *أعظم مايحمد عليه سبحانه إنزال القرآن

الفائدة الثالثة:أن منافع الإسراء به كانت مقصورة عليه ألا ترى أنه تعالى قال هنالك{لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}    ومنافع إنزال الكتاب عليه متعدية ألا ترى أنه قال  { لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مّن لَّدُنْهُ وَيُبَشّرَ الْمُؤْمِنِينَ } والفوائد المتعدية أفضل من القاصرة

المسألة الثانية  : المُشَبِهَة استدلوا بلفظ الإسراء في السورة المتقدمة وبلفظ الإنزال في هذه السورة على أنه تعالى مختص بجهة فوق والجواب عنه مذكور بالتمام في سورة الأعراف في تفسير قوله تعالى  { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}  

المسألة الثالثة  : إنزال الكتاب نعمة عليه ونعمة علينا أما كونه نعمة عليه فلأنه تعالى أطلعه بواسطة هذا الكتاب الكريم على أسرار علوم التوحيد والتنزيه وصفات الجلال والإكرام وأسرار أحوال الملائكة والأنبياء وأحوال القضاء والقدر وتعلق أحوال العالم السفلي بأحوال العالم العلوي ...فلا شك أن ذلك من أعظم النعم وأما كون هذا الكتاب نعمة علينا فلأنه مشتمل على التكاليف والأحكام والوعد والوعيد والثواب والعقاب وبالجملة فهو كتاب كامل في أقصى الدرجات فكل واحد ينتفع به بمقدار طاقته وفهمه فلما كان كذلك وجب على الرسول وعلى جميع أمته أن يحمدوا الله عليه فعلمهمُ الله تعالى كيفية ذلك التحميد فقال : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ }التفسير الكبير

*الحَمـَد للـه من أذكار الصبـاح والمساء وهو شكر ليومه وليلته     

قال تعالى : { z`»ysö6Ý¡sù «!$# tûüÏm šcqÝ¡ôJè? tûüÏnur tbqßsÎ6óÁè? ÇÊÐÈ

 ã&s!ur الحَمـَد

 ß ’Îû ÅVºuq»yJ¡¡9$# ÇÚö‘F{$#ur $|‹Ï±tãur tûüÏnur tbrãÎgôàè?   }

 هذا إخبار عن تنزهه عن السوء والنقص وتقدسه عن أن يماثله أحد من الخلق وأمر للعباد أن يسبحوه حين يمسون وحين يصبحون ووقت العشي ووقت الظهيرة فهذه الأوقات الخمسة أوقات الصلوات الخمس أمر الله عباده بالتسبيح فيها والحمد ، ويدخل في ذلك الواجب منه كالمشتملة عليه الصلوات الخمس والمستحب كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وما يقترن بها من النوافل لأن هذه الأوقات التي اختارها الله لأوقات المفروضات هي أفضل الأوقات فالتسبيح والتحميد فيها والعبادة فيها أفضل من غيرها بل العبادة وإن لم تشتمل على قوله{سبحان الله}فإن الإخلاص فيها تنزيه لله بالفعل أن يكون له شريك في العبادة أو أن يستحق أحد من الخلق ما يستحقه من

 الإخلاص والإنابة    وأيضاً هذا تسبيح منه تعالى لنفسه المقدسة وإرشاد لعباده إلى تسبيحه وتحميده في هذه الأوقات المتعاقبة الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه عند المساء وهو إقبال الليل بظلامه وعند الصباح وهو إسفار النهار بضيائه ثم اعترض بحمده مناسبة للتسبيح وهو التحميد فقال تعالى { وله الحمد في السماوات والأرض }  أي هو المحمود على ما خلق في السماوات والأرض

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان:

*الحَمـَد للـه من أذكار الصبـاح والمساء وهو شكر ليومه وليلته     

وأخرج  الإمام أحمد بسنده من حديث  سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون

وأخرج الطبراني بسنده من حديث  عبد الله بن عباس عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح ( سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون) الآية بكمالها أدرك مافاته في يومه ومن قالها حين يمسي أدرك مافاته في ليلته ورواه أبو داود في سننه ) إسناد جيد 

وأخرج  مسلم  بسنده  من  حديث  عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ قال : كان

رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  إذا أَمْسَى قال : ( أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لَا إِلَهَ إلا الله  وَحْدَهُ  لَا  شَرِيكَ له )

وأخرج ابن حبان بسنده من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قَالَ: ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ )

وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح    

*يحمـد سـبحانه على نعمةالعـلم

 قال تعالى : { ô‰s)s9ur $oY÷s?#uä yŠ¼ãr#yŠ z`»yJø‹n=ߙur $VJù=Ïã ( Ÿw$s%ur ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# $uZn=žÒsù 4’n?tã 9ŽÏWx. ô`ÏiB Ínϊ$t7Ïã tûüÏZÏB÷sßJø9$#   }

   فحمدا لله على جعلهما من المؤمنين أهل السعادة وأنهما كانا من خواصهم ولا شك أن المؤمنين أربع درجات الصالحون ثم فوقهم الشهداء ثم فوقهم الصديقون ثم فوقهم الأنبياء وداود وسليمان من خواص الرسل وإن كانا دون درجة أولي العزم الخمسة لكنهما من جملة الرسل الفضلاء الكرام الذين نوه الله بذكرهم ومدحهم في كتابه مدحا عظيما فحمدا الله على بلوغ هذه المنزلة

وقال  { وورث سليمان داود }  أي ورث علمه ونبوته فانضم علم أبيه إلى علمه فلعله تعلم من أبيه ما عنده من العلم مع ما كان عليه من العلم وقت أبيه كما تقدم من قوله ففهمناها سليمان وقال شكرا لله وتبجحا بإحسانه وتحدثا بنعمته {  يا أيها الناس علمنا منطق الطير }  فكان عليه الصلاة والسلام يفقه ما تقول وتتكلم به كما راجع الهدهد وراجعه وكما فهم قول النملة للنمل

والكثير المفضل عليه من لم يؤت علما أو من لم يؤت مثل علمهما وفيه أنهما فضلا على كثير وفضل عليهما كثير وفي الآية دليل على شرف العلم وتقدم حملته وأهله وأن نعمة العلم من أجل النعم وأن من أوتيه فقد أوتى فضلا على كثير من عباده  ، وما سماهم رسول الله 

صلى الله عليه وسلم  ورثة الأنبياء إلا لمداناتهم لهم في الشرف والمنزلة لأنهم القوام بما بعثوا من أجله وفيها أنه يلزمهم لهذه النعمة الفاضلة أن يحمدوا الله على ما أتوه وأن يعتقد العالم أنه إن فضل على كثير فقد فضل عليه مثلهم

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان:

*يحمـد سـبحانه على نعمةالعـلم

وفي الآية  أبحاث :

أحدها  : أن الكثير المفضل عليه هو من لم يؤت علماً أو من لم يؤت مثل علمهما وفيه أنهما فضلا على كثير وفضل عليهما كثير

وثانيها  : في الآية دليل على علو مرتبة العلم لأنهما أوتيا من المُلك ما لم يؤت غيرهما فلم يكن شكرهما على المُلك كشكرهما على العلم

وثالثها:أنهم لم يفضلوا أنفسهم على الكل وذلك يدل على حسن التواضع

ورابعها  : أن الظاهر يقتضي أن تلك الفضيلة ليست إلا ذلك العلم ثم العلم بالله وبصفاته أشرف من غيره فوجب أن يكون هذا الشكر ليس إلا على هذا العلم ثم إن هذا العلم حاصل لجميع المؤمنين فيستحيل أن يكون ذلك سبباً لفضيلتهم على المؤمنين        فإذن الفضيلة هو أن يصير العلم بالله وبصفاته جلياً بحيث يصير المرء مستغرقاً فيه بحيث لا يخطر بباله شيء من الشبهات ولا يغفل القلب عنه في حين من الأحيان ولا ساعة من الساعات  

وإذا كان المسلم يرغب في سمو القدر ونباهة الذكر وارتفاع المنزلة بين الخلق ويلتمس عزا لا تثلمه الليالي والأيام ولا تخيفه الدهور والأعوام وهيبة بغير سلطان وغنى بلا مال ومنعة بغير سلاح وعلاء من غير عشيرة وأعوانا بغير أجر وجندا بلا ديوان وفرض ؛ فعليك بالعلم فاطلبه في مظانه تأتك المنافع عفوا وتلق ما يعتمد منها صفوا واجتهد في تحصيله ليالي قلائل ثم تذوق حلاوة الكرامة مدة عمرك وتمتع بلذة الشرف فيه بقية أيامك واستبق لنفسك الذكر به بعد وفاتك ، وقداجتهد فيه طائفة العقلاء وتنافس عليه الحكماء وتحاسد فيه الفضلاء ولا يصلح الحسد والملق في شيء غيره

فإذا كان العلم مؤنسا في الوحدة ووطنا في الغربة وشرفا للوضيع وقوة للضعيف ويسارا للمقتر ونباهة للمغمور حتى يلحقه بالمشهور المذكور كان من حقه أن يؤثر على أنفس الأعلاق ويقدم على أكرم العقد ومن حق من يعرفه حق معرفته أن يجتهد في التماسه ليفوز بفضيلته  فإن من كانت هذه خصاله كان  التقصير  في  طلبه  قصورا

 والتفريط في تحصيله لا يكون إلا بعدم التوفيق ومن أقصر عنه أو قصر دونه فليأذن بخسران الصفقة وليقر بقصور الهمة وليعترف بنقصان المعرفة وليعلم أنه غبن الحظ الأوفر وخدع عن النصيب الأجزل وباع الأرفع بالأدون ورضي بالأخس عوضا عن الأنفس وذلك هو الضلال البعيد  

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان:

 *الحمد لله على نعمةالإيمان

قال تعالى : { $yJ¯RÎ) ß`ÏB÷sム$uZÏG»tƒ$t«Î/ tûïÏ%©!$# #sŒÎ) (#rãÅe2èŒ $pkÍ5 (#r”yz #Y‰£Úߙ (#qßs¬7y™ur ωôJpt¿2 öNÎgÎn/u‘ öNèdur Ÿw šcrçŽÉ9õ3tFó¡o„ }

أى نزهوه عن كل مالا يليق به متلبسين بحمده علي نعمه التى أجلها وأكملها الهداية إلى الإيمان والمعنى قالوا في سجودهم سبحان الله وبحمده أو سبحان ربى الأعلى وبحمده  ، وقال سفيان : المعنى  صلوا  حمدا  لربهم  

 والحمد يتضمن الأمور الثلاثة فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته

*يحمد سبحانه على إظهار الحجة

 قال تعالى : {ûÍ.s!ur OßgtFø9r'y™ `¨B tA¨“¯R šÆÏB Ïä!$yJ¡¡9$# [ä!$tB $uŠômr'sù ÏmÎ/ uÚö‘F{$# .`ÏB ω÷èt/ $ygÏ?öqtB £`ä9qà)u‹s9 ª!$# 4 È@è% ߉ôJysø9$# ¬! 4 ö@t/ óOèdçŽsYò2r& Ÿw tbqè=É)÷ètƒ }   { قل الحمد لله } على إظهار الحجة وإعترافهم بما يلزمهم وقيل حمده عليه الصلاة والسلام على العصمة مما هم عليه من الضلال حيث أشركوا مع إعترافهم بأن أصول النعم وفروعها منه جل جلاله فيكون كالحمد عند رؤية المبتلى وقيل يجوز أن يكون حمدا على هذا وذاك 

واستحمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  على أنه ممن أقر بنحو ما أقروا به ثم نفعه ذلك في توحيد الله ونفي الأنداد والشركاء عنه ولم يكن إقراراً عاطلاً كإقرار المشركين وعلى أنهم أقروا بما هو حجة عليهم حيث نسبوا النعمة إلى الله وقد جعلوا العبادة للصنم   

وقل الحمد لله الذي خلق العالم العلوي والسفلي وقام بتدبيرهم ورزقهم وبسط الرزق على من يشاء وضيقه عمن يشاء حكمة منه ولعلمه بما يصلح عباده وما ينبغي لهم

وقال تعالى : {ûÈõs9ur NßgtFø9r'y™ ô`¨B t,n=y{ ÏNºuq»yJ¡¡9$# uÚö‘F{$#ur £`ä9qà)u‹s9 ª!$# 4 È@è% ߉ôJptø:$# ¬! 4 ö@t/ öNèdçŽsYò2r& Ÿw tbqßJn=ôètƒ  }

يقول تعالى مخبرا عن هؤلاء المشركين به أنهم يعرفون أن الله خالق السماوات وحده لاشريك له ومع هذا يعبدون معه شركاء يعترفون أنها خلق له وملك له ولهذا قال تعالى  { ليقولن الله قل الحمد لله }  أي إذا قامت عليكم الحجة باعترافكم {  بل أكثرهم لا يعلمون }

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون بعنوان:

*الحمد لله على المعافاة  في الجسد  ورد الروح  بعد  النوم

أخرج البخاري ومسلم بسند يهما من حديث حُذَيْفَةَ بن الْيَمَانِ ، والبراء بن عازب  قالا : كان النبي  صلى الله عليه وسلم  إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ قال :       ( بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا  ) وإذا قام قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أَحْيَانَا بَعْدَ ما أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )

فأول ما يبدأ به الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور متدبرا لمعناها من ذكر نعمة الله عليه بأن أحياه بعد نومه الذي هو أخو الموت وأعاده إلى حاله سويا سليما محفوظا مما لا يعلمه ولا يخطر بباله من المؤذيات أو الأذى والتي هو غرض وهدف لسهامها كلها تقصده بالهلاك أو الأذى والتي من بعضها شياطين الإنس والجن فإنها تلتقي بروحه إذا نام فتصد إهلاكه وأذاه فلولا أن الله سبحانه يدفع عنه لما سلم هذا ويلقي الروح في تلك الغيبة من أنواع الأذى والمخاوف والمكاره والتفريعات ومحاربة الأعداء والتشويش والتخبيط بسبب ملابستها لتلك الأرواح فمن الناس من يشعر إذا استيقظ من الوحشة والخوف والفزع  والوجع الروحي الذي ربما غلب حتى سرى إلى البدن ، ومن الناس من تكون روحه أغلظ وأكثف  وأقسى من أن تشعر بذلك فهي مثخنة بالجراح مزمنة بالأمراض ولكن لنومها لا تحس بذلك هذا وكم من مريد لإهلاك جسمه من الهوام

 وغيرها وقد حفظه منه فهي في أحجارها محبوسة عنه لو خليت وطبعها لأهلكته فمن ذا الذي كلأه وحرسه وقد غاب عنه حسه وعلمه وسمعه وبصره فلو جاءه البلاء من أي مكان جاء لم يشعر به ولهذا ذكر سبحانه عباده هذه النعمة وعدها عليهم من جملة نعمه فقال :

{ ö@è% `tB Nà2àsn=õ3tƒ È@øŠ©9$$Î/ ͑$yg¨Y9$#ur z`ÏB Ç`»uH÷q§9$# 3 ö@t/ öNèd `tã ̍ò2ό OÎgÎn/u‘ šcqàÊ̍÷è•B  }

فإذا تصور العبد ذلك فقال  :        ( الحمد لله ) كان حمده أبلغ وأكمل من حمد الغافل عن ذلك ثم تفكر في أن الذي أعاده بعد هذه الإماته حيا سليما قادرا على أن يعيده بعد موتته الكبرى حيا كما كان ولهذا يقول بعدها  :  ( وإليه النشور )  ثم يقول  : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله  ) ثم يدعو ويتضرع ثم يقوم إلى الوضوء بقلب حاضر مستصحب لما فيه ثم يصلي ما كتب الله؛ صلاة محب ناصح لمحبوبه متذلل منكسر بين يديه لا صلاة مدل بها عليه يرى من أعظم نعم محبوبه عليه أن أقامه وأنام غيره واستزاره وطرد غيره وأهلَهُ وحرم غيره فهو يزداد بذلك محبة إلى محبته ويرى أن قرة عينه وحياة قلبه وجنة روحه ونعيمه ولذته سروره في تلك الصلاة

 إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون بعنوان:

*الحمد لله على الإختيار والإختصاص                  قال تعالى : { šš/u‘ur ß,è=øƒs† $tB âä!$t±o„ â‘$tFøƒs†ur 3 $tB šc%Ÿ2 ãNßgs9 äouŽzÏƒø:$#

 z`»ysö6ߙ «!$# 4’n?»yès?ur $£Jtã tbqà2Ύô³ç„ * šš/u‘ur ÞOn=÷ètƒ $tB `Å3è? öNèdâ‘r߉߹ $tBur šcqãYÎ=÷èム* uqèdur ª!$# Iw tm»s9Î) žwÎ) uqèd ( çms9 ߉ôJptø:$# ’Îû 4’n<rW{$# ÍotÅzFy$#ur ( ã&s!ur ãNõ3çtø:$# Ïmø‹s9Î)ur tbqãèy_öè? } 

هذه الآيات فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات ونفوذ مشيئته بجميع البريات وانفراده باختيار من يختاره ويختصه من الأشخاص والأوامر والأزمان والأماكن وأن أحدا ليس له من الأمر والاختيار شيء وأنه  تعالى  منزه عن  كل  ما يشركون به  من الشريك والظهيروالعوين والولد والصاحبة ونحو ذلك مما أشرك به المشركون وأنه العالم بما أكنته الصدور وما أعلنوه وأنه وحده المعبود المحمود في الدنيا والآخرة على ما له من صفات الجلال والجمال وعلى ما أسداه إلى خلقه من الإحسان والإفضال وأنه هو الحاكم في الدارين في الدنيا بالحكم القدري الذي أثره جميع ما خلق وذرأ ، والحكم الديني الذي أثره جميع الشرائع والأوامر والنواهي وفي الآخرة يحكم بحكمه القدري والجزائي  

 *الحمد لله يتجدد بتجدد

النعم في كل الأوقات

قال تعالى : { ÷ŽÉ9ô¹$$sù 4†n?tã $tB tbqä9qà)tƒ ôxÎm7y™ur ωôJpt¿2 y7În/u‘ Ÿ@ö6s% Æíqè=èÛ Ä§ôJ¤±9$# Ÿ@ö6s%ur $pkÍ5rãäî ( ô`ÏBur Ǜ!$tR#uä È@ø‹©9$# ôxÎm7|¡sù t$#tôÛr&ur ͑$pk¨]9$# y7¯=yès9 4ÓyÌös?   } قوله تعالى { وسبح بحمد ربك } أي صلِ له بالحمد له والثناء عليه قبل طلوع الشمس يريد الفجر وقبل غروبها يعني العصر ومن آناء الليل الآناء الساعات  { وسبح }  يحتمل أن يريد بالتسبيح الصلاة أو قول سبحان الله وهو ظاهر اللفظ        { بحمد ربك }  في موضع الحال أي وأنت حامد لربك على أن وفقك للتسبيح ويحتمل أن يكون المعنى سبح تسبيحا مقرونا بحمد ربك فيكون أمرا بالجمع بين قوله {سبحان الله} وقوله {الحمد لله } وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض )

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي ورد فيها :*الحمد لله يتجدد بتجدد

النعم في كل الأوقات               قال تعالى : {  z`»ysö6Ý¡sù «!$# tûüÏm šcqÝ¡ôJè? tûüÏnur tbqßsÎ6óÁè? * ã&s!ur ߉ôJysø9$# ’Îû ÅVºuq»yJ¡¡9$# ÇÚö‘F{$#ur $|‹Ï±tãur tûüÏnur tbrãÎgôàè?   }

إخبار في معنى الأمر بتنزيه الله تعالى والثناء عليه في هذه الاوقات التي تظهر فيها قدرته وتتجدد فيها نعمته أو دلالة على أن ما يحدث فيها من الشواهد الناطقة بتنزهه واستحقاقه الحمد ممن له تمييز من أهل السموات والأرض وتخصيص التسبيح بالمساء والصباح لان آثاره القدرة والعظمة فيهما اظهر وتخصيص الحمد بالعشي الذي هو آخر النهار من عشى العين إذا نقص نورها والظهيرة التي هي وسطه لأن تجدد النعم فيهما اكثر ويجوز أن يكون {وعشيا }معطوفا على  {حين تمسون }   وقوله  { وله الحمد في السماوات والأرض } اعتراضا وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الآية جامعة  للصلوات الخمس{تمسون}

صلاتا المغرب  و العشاء  و

{تصبحون} صلاة الفجرو{وعشيا} صلاة العصر و{ تظهرون}  صلاة الظهر ، ولذلك زعم الحسن إنها مدنية لانه كان يقول كان الواجب بمكة ركعتين في أي وقت اتفقتا وانما فرضه الخمس بالمدينة والاكثر على إنها  فرضت بمكة وعنه  صلى الله عليه وسلم :  من سره أن يكال له

بالقفيزالأوفى فليقل:            { فسبحان الله حين تمسون }الآية

وعنه  صلى الله عليه وسلم  : ( من قال حين يصبح فسبحان الله حين تمسون إلى قوله وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في ليلته،ومن قال حين يمسي أدرك ما فاته في يومه وقرئ حينا تمسون وحينا تصبحون أي تمسون فيه وتصبحون فيه                     وكان الحسن اذا جلس مجلسا يقول :  " لك الحمد بالاسلام ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل والمال بسطت رزقنا وأظهرت أمننا وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك أعطيتنا فلك الحمد كثيرا كما تنعم كثيرا أعطيت خيرا كثيرا وصرفت شرا كثيرا فلوجهك الجليل الباقى الدايم الحمد  "           وكان بعض السلف يقول : " اللهم ما أصبح بنا من نعمة أو عافية أو كرامة في دين أو دنيا جرت علينا فيما مضى وهى جارية علينا فيما بقى فانها منك وحدك لا شريك لك فلك الحمد بذلك علينا ولك المن ولك الفضل ولك الحمد عدد ما أنعمت به علينا وعلى جميع خلقك لا اله الا أنت

 

وقال مجاهد اذا كان ابن عمر في سفر فطلع الفجر رفع صوته ونادى سمع سامع بحمد الله ونعمه وحسن بلائه علينا ثلاثا اللهم صاحبنا فأفضل علينا عائذ بالله من النار ولا حول ولا قوة الا بالله ثلاثا

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون إستكمالا للحلقة الماضية والتي ورد فيها :*الحمد لله يتجدد بتجددالنعم في كل الأوقات              

قال ابن القيم :

      والمقصود بيان شمول حمده سبحانه وحكمته  ؛ ذلك ما يحدثه من إحسان ونعمة وامتحان وبلية وما يقضيه من طاعة ومعصية والله تعالى محمود على ذلك مشكور حمد المدح وحمد الشكر  ؛ أما حمد المدح فالله محمود على كل ما خلق إذ هو رب العالمين والحمد لله رب العالمين  ؛ وأما حمد الشكر فلأن ذلك كله نعمة في حق المؤمن إذا اقترن بواجبه من الإحسان والنعمة إذا اقترنت بالشكر صارت نعمه

والامتحان والبلية إذا اقترنا بالصبر كانا نعمة والطاعة من أجلِ نعمه وأما المعصية فإذا اقترنت بواجبها من التوبة والاستغفار والإنابة والذل والخضوع فقد ترتب عليها من الآثار المحمودة والغايات المطلوبة ما هو نعمة أيضا وإن كان سببها مسخوطا مبغوضا للرب سبحانه ولكنه يُحب ما يترتب عليها من التوبة والاستغفار وهو سبحانه أفرح بتوبة عبده من الرجل إذا أضل راحلته بأرض دوية مهلكة عليها طعامه وشرابه فأيس منها ومن الحياة فنام ثم استيقظ فإذا بها قد تعلق خطامها في أصل شجرة فجاء حتى أخذها فالله أفرح بتوبة العبد حين يتوب إليه من هذا براحلته فهذا الفرح العظيم الذي لايشبهه شيء أحب إليه سبحانه من عدمه وله أسباب ولوازم لا بد منها وما يحصل لتقدير عدمه من الطاعات وإن كان محبوبا له فهذا الفرح  أحب إليه بكثير ، ووجوده بدون لازمه ممتنع فله من الحكمة في تقدير أسبابه وموجباته حكمة بالغة ونعمة سابغة هذا بالإضافة إلى الرب سبحانه  ، وأما بالإضافة إلى العبد فإنه قد يكون كمال عبوديته وخضوعه موقوفا على أسباب لا تحصل بدونها فتقدير الذنب عليه إذا اتصل به التوبة والإنابة والخضوع والذل والانكسار ودوام الافتقار كان من النعم باعتبار غايته وما يعقبه وإن كان من الابتلاء والامتحان باعتبار صورته ونفسه

والرب سبحانه محمود على الأمرين فإن اتصل بالذنب الآثار المحبوبة للرب سبحانه من التوبة والإنابة والذل والانكسار فهو عين مصلحة العبد والاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية وإن لم يتصل به ذلك فهذا لا يكون إلا من خبث نفسه وشره وعدم استعداده لمجاورة ربه بين الأرواح الزكية الطاهرة في الملأ الأعلى ومعلوم أن هذه النفس فيها من الشر والخبث ما فيها فلا بد من خروج ذلك منها من القوة إلى الفعل ليترتب على ذلك الآثار المناسبة لها ومساكنة من تليق مساكنته ومجاورة الأرواح الخبيثة في المحل الأسفل فإن هذه النفوس إذا كانت مهيأة لذلك فمن الحكمة أن تستخرج منها الأسباب التي توصلها إلى ما هي مهيأة له ولا يليق بها سواه

والرب سبحانه محمود على ذلك أيضا كما هو محمود على إنعامه وإحسانه على أهل الإحسان والإنعام القابلين له فما كل أحد قابلا لنعمته تعالى فحمده وحكمته تقتضي أن لا يودع نعمه وإحسانه وكنوزه في محل غير قابل لها  

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :*فضل الحمد

أخرج البخاري  بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : ( من قال سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ )  

واخرج مسلم بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : ( من قال لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كانت له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ له مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنه مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ له حِرْزًا من الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذلك حتى يُمْسِيَ ، ولم يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جاء بِهِ إلا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ من ذلك ، وَمَنْ قال سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ )  

وأيضا عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  :(من قال حين يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لم يَأْتِ أَحَدٌ يوم الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جاء بِهِ إلا أَحَدٌ قال مِثْلَ ما قال أو زَادَ عليه . وعَمْرِو بن مَيْمُونٍ قال : من قال لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مِرَارٍ كان كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ من وَلَدِ إسماعيل  )  

 وأخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أبي هُرَيْرَةَ عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ على اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ في الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إلى الرحمن سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ )

وأيضاً عند مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ قال : قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  : ( لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ولا إِلَهَ إلا الله وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إلي مِمَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ )

أما( سبحان الله وبحمده ) فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق وإسناده صحيح ، وقال رفاعة الزرقي : كنا يوما نصلي وراء رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فلما رفع رأسه من الركوع وقال: سمع الله لمن حمده قال رجل وراء رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، فلما انصرف رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن صلاته قال : ( من المتكلم آنفا )؟ قال : أنا يا رسول الله ، فقال  صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا )  الحديث رواه البخاري  ، وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( الباقيات الصالحات هن : لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله  ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله )  أخرجه النسائي في اليوم والليلة وابن حبان والحاكم وصححه من حديث أبي سعيد والنسائي والحاكم من حديث أبي هريرة

وروى النعمان بن بشير عنه  صلى الله عليه وسلم  أنه قال : (الذين يذكرون من جلال الله وتسبيحه وتكبيره وتحميده ينعطفن حول العرش لهن دوى كدوي النحل يذكرون بصاحبهن أولا يحب أحدكم أن لا يزال عند الله ما يذكر به ) الحديث أخرجه ابن ماجه والحاكم وصححه على شرط مسلم

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة إستكمالا للحلقة الماضية والتي بعنوان :*فضل الحمد  

وروى أبو هريرة أنه  صلى الله عليه وسلم  قال : ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبرأحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) أخرجه مسلم    وقال  صلى الله عليه وسلم :    ( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت ) الحديث  رواه مسلم

وروى أبو مالك الأشعري أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كان يقول:( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله  يملآن ما بين السماء والأرض ... والحمد لله تملأ الميزان ) الحديث رواه مسلم  

وقال أبو ذر رضي الله عنه قلت لرسول الله  صلى الله عليه وسلم : أي الكلام أحب إلى الله عز وجل ؟ قال  صلى الله عليه وسلم :

( ما اصطفى الله سبحانه لملائكته سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) رواه مسلم وأبو داود والنسائي  

وقال أبو هريرة : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : (إن الله تعالى اصطفى من الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) الحديث أخرجه النسائي في اليوم والليلة والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم وصححه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد إلا أنهما قالا في ثواب الحمد لله : ( كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة )

وقال جابر: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :  (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ) أخرجه الترمذي وقال حسن والنسائي في اليوم والليلة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وصححه  

وأخرج الحاكم بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اصطفى من الكلام  سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ... وإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون سيئة ) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجا ه           إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :

*أمره سبحانه بأن يفزع لكشف ما نابه من ضيق الصدر إلى تسبيح الله سبحانه وحمده

فقال :

{ فسبح بحمد ربك }  فافزع إلى الله تعالى فيما نابك من ضيق الصدر والحرج بالتسبيح والتقديس متلبسا بحمده وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه الصلاة والسلام مالا يخفى من إظهار اللطف به عليه الصلاة والسلام والإشعار بعلة الحكم أعني الأمر بالتسبيح والحمد

*يحمد سبحانه على كمال عدله وفضله في الدنيا والآخرة          قال تعالى : { ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# ¼çms9 $tB ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# $tBur ’Îû ÇÚö‘F{$# ã&s!ur ߉ôJptø:$# ’Îû ÍotÅzFy$# 4 uqèdur ÞOŠÅ3ptø:$# 玍Î7sƒø:$# }

 الحمد الثناء بالصفات الحميدة والأفعال الحسنة فلله تعالى الحمد لأن جميع صفاته يحمد عليها لكونها صفات كمال وأفعاله يحمد عليها لأنها دائرة بين الفضل الذي يحمد عليه ويشكر والحمد الذي يحمد عليه ويعترف بحكمته فيه وحمد نفسه هنا على أن {  له ما في السماوات وما في الأرض }  ملكا وعبيدا يتصرف فيهم بحمده { وله الحمد في الآخرة } لأن في الآخرة يظهر من حمده والثناء عليه ما لا يكون في الدنيا فإذا قضى الله تعالى بين الخلائق كلهم ورأى الناس والخلق كلهم ما حكم به وكمال عدله وقسطه وحكمته فيه حمدوه كلهم على ذلك حتى أهل العقاب  ، وما دخلوا النار إلا وقلوبهم ممتلئة من حمده وأن عذابهم من جراء أعمالهم وأنه عادل في حكمه بعقابهم ، وأما ظهور حمده في دار النعيم والثواب فذلك شيء قد تواردت وتواترت به الأخبار وتوافق عليه الدليل السمعي والعقلي فإنهم في الجنة يرون من توالي نعم الله وإدرار خيره وكثرة بركاته وسعة عطاياه التي لا يبقى في قلوب أهل الجنة أمنية ولا إرادة إلا وقد أعطى منها كل واحد منهم فوق ما تمنى وأراد بل يعطون من الخير ما لم تتعلق به أمانيهم ولا يخطر بقلوبهم فما ظنك بحمدهم لربهم في هذه الحال مع أن في الجنة تضمحل العوارض والقواطع التي تقطع عن معرفة الله ومحبته والثناء عليه ويكون ذلك أحب إلى أهلها من كل نعيم وألذ عليهم من كل لذة ولهذا إذا رأوا الله تعالى وسمعوا كلامه عند خطابه لهم أذهلهم ذلك عن كل نعيم ويكون الذكر لهم في الجنة كالنفَس متواصلا في جميع الأوقات هذا إذا أضفت ذلك إلى أنه يظهر لأهل الجنة في الجنة كل وقت من عظمة ربهم وجلاله وجماله وسعة كماله ما يوجب لهم كمال الحمد والثناء عليه 

يخبر تعالى عن نفسه الكريمة أن له الحمد المطلق في الدنيا والآخرة لأنه المنعم المتفضل على أهل الدنيا والآخرة المالك لجميع ذلك الحاكم في جميع ذلك كما قال تعالى  { وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى  والآخرة  وله الحكم  وإليه  ترجعون } ولهذا قال تعالى ههنا  :{ الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض }  أي الجميع ملكه وعبيده وتحت تصرفه وقهره

 إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :

 

*يحمد سبحانه عند خطبة الحاجة

أخرج الحاكم بسنده من حديث عبد الله رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه علمنا خطبة الحاجة : ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يقرأ ثلاث آيات : {  †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  N…éSTÍPVTŽ@…  JðW/@…  VPÌWš  -YãYŽ†WÍSTŽ  ‚WWè  JðÝSTŽéSÙWTŽ  ‚PVMX…  ØSßKV…Wè  WÜéSÙYÕó©QSÚ }  {   †WäQSTÿKV†H;TTWÿ  ñ§†PVÞÖ@…  N…éSTÍPVTŽ@…  SØRÑPVŠð¤  ÷Y¡PVÖ@…  yRÑWÍVÕWž  ÝYQÚ  w¨pTÉTPVß  xáðŸYš.Wè  WÌVÕWžè  †Wä`ÞYÚ  †WäW–`èW¦  JðWTŠWè  †WÙSä`ÞYÚ  ‚^†W–X¤  …_¤kY‘VÒ  _ò:&†ð©YTßWè  N…éSÍPVTŽ@…Wè  JðW/@…  ÷Y¡PVÖ@…  WÜéSTփò:†W©WTŽ  -YãYŠ  &W׆Wš`¤VK‚ô@…Wè  QWÜMX…  JðW/@…  W܆VÒ  `ØRÑ`~VÕWÆ  †_T‰~YÎW¤}

، {   †WäQSTÿKV†H;TTWTÿ  WÝÿY¡PVÖ@…  N…éSÞWڅƒò  N…éSÍPVTŽ@…  JðW/@…  N…éRÖéSTÎWè  ¾‚óéTWTÎ  …_ŸÿYŸWª    ó˜YÕp±STÿ  óØRÑVÖ  `yRÑVÕHTWÙ`ÆVK…  ó£YÉpTTçÅWTÿWè  `ØRÑVÖ  %óØRÑWTŠéSTßS¢  ÝWÚWè  XÄTY¹STÿ  JðW/@…  ISãVÖéSªW¤Wè  `ŸWÍWTÊ   W¦†WTÊ  …Z¦óéTWTÊ  †[Ù~YÀ¹WÆ }} ثم يذكر حاجته ) وقال النووي : وثبت في سنن أبي داود باسناد صحيح عن بن مسعود رضي الله عنه قال : علمنا  رسول  الله صلى الله عليه وسلم  خطبة الحاجة ....الحديث

وقال السندي : خطبة الحاجة ؛ الظاهرعموم الحاجة للنكاح وغيره

*مواضع الحمد لله في الآخرة

قال تعالى : { ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# ¼çms9 $tB ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# $tBur ’Îû ÇÚö‘F{$# ã&s!ur ߉ôJptø:$# ’Îû ÍotÅzFy$# 4 } يحمد سبحانه في الآخرة  في ستة مواضع :

 أحدها  : حين نودي { (#r⓻tFøB$#ur tPöqu‹ø9$# $pkš‰r& tbqãB̍ôfãKø9$# }  ، فإذا تميز المؤمنون من الكافرين يقولون : { ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# $oY9¤ftR z`ÏB ÏQöqs)ø9$# tûüÏJÎ=»©à9$#  }  ، كما قال نوح عليه السلام حين أنجاه الله عز وجل من قومه والثاني  : حين جازوا الصراط قالوا  : { (#qä9$s%ur ߉ôJptø:$# ¬! ü“Ï%©!$# |=ydøŒr& $¨Ytã tbt“ptø:$# ( žcÎ) $uZ­/u‘ ֑qàÿtós9 î‘qä3x© } 

والثالث : لما دنوا إلى باب الجنة واغتسلوا بماء الحيوان ونظروا إلى الجنة وقالوا:{ ߉ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# $uZ1y‰yd #x‹»ygÏ9 }        والرابع : لما دخلوا الجنة استقبلتهم الملائكة عليهم السلام بالتحية فقالوا : { (#qä9$s%ur ߉ôJysø9$# ¬! “Ï%©!$# $oYs%y‰|¹ ¼çny‰ôãur $uZrOu‘÷rr&ur uÚö‘F{$# é&§qt7oKtR  šÆÏB  Ïp¨Zyfø9$#  ß]øŠym âä!$t±nS ( zN÷èÏYsù ãô_r&  tû,Î#ÏJ»yèø9$# * “ts?ur spx6Í´¯»n=yJø9$# šúüÏjù!%tn  ô`ÏB ÉAöqym ĸöyèø9$# tbqßsÎm7|¡ç„ ωôJpt¿2 öNÍkÍh5u‘ ( zÓÅÓè%ur NæhuZ÷t/ Èd,ptø:$$Î/ Ÿ@ŠÏ%ur ߉ôJptø:$# ¬! Éb>u‘ tûüÏHs>»yèø9$# }

والخامس:حين استقروا في منازلهم وقالوا : {(#qä9$s%ur ߉ôJptø:$# ¬! ü“Ï%©!$# |=ydøŒr& $¨Ytã tbt“ptø:$# ( žcÎ) $uZ­/u‘ ֑qàÿtós9 î‘qä3x© * ü“Ï%©!$# $oY¯=ymr& u‘#yŠ ÏptB$s)ßJø9$# `ÏB ¾Ï&Î#ôÒsù Ÿw $uZ¡yJtƒ $pkŽÏù Ò=|ÁtR Ÿwur $uZ¡yJtƒ $pkŽÏù Ò>qäóä9  }

والسادس : كلما فرغوا من الطعام قالوا  : { ߉ôJysø9$# ¬! Å_Uu‘ šúüÏJn=»yèø9$# وقال بعضهم : أنا الذي أتوجب الحمد في الآخرة كما اتوجب الحمد في الدنيا

 إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :

*إثبات الحمد الكامل لله

إن إثبات الحمد الكامل لله يقتضي ثبوت كل ما يحمد عليه من صفات كماله ونعوت جلاله إذ من عدم صفات الكمال فليس بمحمود على الإطلاق وغايته أنه محمود من وجه دون وجه ولا يكون محمودا بكل وجه وبكل اعتبار بجميع أنواع الحمد إلا من استولى على صفات الكمال جميعها فلو عدم منها صفة واحدة لنقص من حمده بحسبها

*يحمد سبحانه على الخلق

العظيم وجعل الملائكة رسلاً

قال تعالى : { ߉ôJptø:$# ¬! ̍ÏÛ$sù ÏNºuq»yJ¡¡9$# ÇÚö‘F{$#ur È@Ïã%y` Ïps3Í´¯»n=yJø9$# ¸xߙ①þ’Í<'ré& 7pysÏZô_r& 4‘oY÷V¨B y]»n=èOur yì»t/â‘ur 4 ߉ƒÌ“tƒ ’Îû È,ù=sƒø:$# $tB âä!$t±o„ 4 ¨bÎ) ©!$# 4’n?tã Èe@ä. &äóÓx« ֍ƒÏ‰s%  }

يمدح تعالى نفسه الكريمة المقدسة على خلقه السموات والأرض وما اشتملتا عليه من المخلوقات لأن ذلك دليل على كمال قدرته وسعة ملكه وعموم رحمته وبديع حكمته وإحاطة علمه ولما ذكر الخلق ذكر بعده ما يتضمن الأمر وهو أنه     { جاعل الملائكة رسلا }  في تدبير أوامره القدرية ووسائط بَينَهُ وبين خَلقهِ في تبليغ أوامره الدينية وفي ذكره أنه جعل الملائكة رسلا ولم يستثن منهم أحدا دليل على كمال طاعتهم لربهم وانقيادهم لأمره كما قال تعالى {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ولما كانت الملائكة مدبرات بإذن الله ما جعلهم الله موكلين فيه ذكر قوتهم على ذلك وسرعة سيرهم بأن جعلهم   أولي أجنحة   

 الألف واللام في قوله  { الْحَمْدُ للَّهِ }  للاستغراق أي جميع المحامد ثابتة للَّه جلَّ وعلا وقد أثنى جلَّ وعلا على نفسه بهذا الحمد العظيم معلّمًا خلقه في كتابه أن يثنوا عليه بذلك مقترنًا بكونه{فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً }

*أنواع الحَزَن الذي يُحمد سبحانه على إذهابه           قال تعالى : {(#qä9$s%ur ߉ôJptø:$# ¬! ü“Ï%©!$# |=ydøŒr& $¨Ytã tbt“ptø:$# ( žcÎ) $uZ­/u‘ ֑qàÿtós9 î‘qä3x© } 

الحَزَنَ والحُزْنْ واحد كالبَخَلَ والبُخْلْ

 والحزن في هذه الآية عام في جميع أنواع الأحزان

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :

*الحمد لله على التوحيد وبطلان الشركاء والأنداد

قال تعالى : {z>uŽŸÑ ª!$# WxsWtB Wxã_§‘ ÏmŠÏù âä!%x.uŽà° tbqÝ¡Å3»t±tFãB Wxã_u‘ur $VJn=y™ @@ã_tÏj9 ö@yd Èb$tƒÈqtFó¡o„ ¸xsWtB 4 ߉ôJptø:$# ¬! 4 ö@t/ ÷LèeçŽsYø.r& Ÿw tbqßJn=ôètƒ  }         والمعنى أنه لما بطل القول بإثبات الشركاء والأنداد وثبت أنه لا إله إلا هو الواحد الأحد الحق ثبت أن الحمد له لا لغيره ثم قال بعده{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }أي لا يعلمون أن الحمد له لا لغيره وأن المستحق للعبادة هو الله لا غيره           وقيل : المراد أنه لما سبقت هذه الدلائل الظاهرة والبينات الباهرة قال : الحمد لله على حصول هذه البينات وظهور هذه البينات

و{ الحمد لله } تقرير لما قبلها من نفى الاستواء وللإيذان للموحدين بما فى توحيدهم لله من النعمة العظيمة المستحقة لتخصيص الحمد به ثم أضرب سبحانه عن نفى الاستواء المفهوم من الاستفهام الإنكارى إلى بيان أن أكثر الناس لا يعلمون  

و{الحمد لله} الواحد الذي لا شريك له دون كل معبود سواه أي يجب أن يكون الحمد متوجهاً إليه وحده بالعبادة فقد ثبت أنه لا إله إلاّ هو{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }  فيشركون به غيره      

 والتوحيد نوعان : نوع في العلم والإعتقاد ونوع في الإرادة والقصد ويسمى الأول التوحيد العلمي والثاني التوحيد القصدي الإرادي لتعلق الأول بالأخبار والمعرفة والثاني بالقصد والإرادة وهذا الثاني أيضا نوعان توحيد في الربوبية وتوحيد في الإلهية فهذه ثلاثة أنواع

فأما توحيد العلم فمداره إلى إثبات صفات الكمال وعلى نفي التشبيه والمثال والتنزيه عن العيوب والنقائص وقد دل على هذا شيئان مجمل ومفصل ، أما المجمل : فإثبات الحمد له سبحانه ، وأما المفصل : فذكر صفة الإلهية والربوبية والرحمة والملك وعلى هذه الأربع مدار الأسماء والصفات ،فأما تضمن الحمد لذلك فإن الحمد يتضمن : مدح المحمود بصفات كماله ونعوت جلاله مع محبته والرضا عنه والخضوع له فلا يكون حامدا من جحد صفات المحمود ولا من أعرض عن محبته والخضوع له وكلما كانت صفات كمال المحمود أكثر كان حمده أكمل وكلما نقص من صفات كماله نقص من حمده بحسبها ولهذا كان الحمد لله حمدا لا يحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها ولأجل هذا لا يحصي أحد من خلقه ثناء عليه لما له من صفات الكمال ونعوت الجلال التي لا يحصيها سواه

     والقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم فـ{ ߉ôJysø9$# ¬!  } توحيـد { Å_Uu‘  šúüÏJn=»yèø9$# } توحيـد {Ç`»uH÷q§9$# ÉOŠÏm§9$# } توحيد { Å7Î=»tB ÏQöqtƒ الدِّينِ }  توحيد { x‚$­ƒÎ) ߉ç7÷ètR  }  توحيد

{y‚$­ƒÎ)ur ÚúüÏètGó¡nS} توحيد  {$tRω÷d$# xÞºuŽÅ_Ç9$# tLìÉ)tGó¡ßJø9$# xÞºuŽÅÀ tûïÏ%©!$# |MôJyè÷Rr& öNÎgø‹n=tã  }  توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الذين أنعم الله عليهم   {Ύöxî ÅUqàÒøóyJø9$# óOÎgø‹n=tæ Ÿwur tûüÏj9!$žÒ9$#  } الذين فارقوا التوحيد

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :

المؤمنون يحمدون الله في الجنة على أن صدقهم وعده

قال تعالى : { (#qä9$s%ur ߉ôJysø9$# ¬! “Ï%©!$# $oYs%y‰|¹ ¼çny‰ôãur $uZrOu‘÷rr&ur uÚö‘F{$# é&§qt7oKtR šÆÏB Ïp¨Zyfø9$# ß]øŠym âä!$t±nS ( zN÷èÏYsù ãô_r& tû,Î#ÏJ»yèø9$#  }

أي يقول المؤمنون إذا عاينوا في الجنة ذلك الثواب الوافر والعطاء  العظيم  والنعيم  المقيم  والملك  الكبير  يقولون عند ذلك :

{ الحمد لله الذي صدقنا وعده } أي الذي كان وعدنا على ألسنة رسله الكرام كما دعوا في الدنيا { $oY­/u‘ $oYÏ?#uäur $tB $oY¨?‰tãur 4’n?tã y7Î=ߙ①Ÿwur $tR̓øƒéB tPöqtƒ ÏpyJ»uŠÉ)ø9$# 3 y7¨RÎ) Ÿw ß#Î=øƒéB yŠ$yèŠÎRùQ$# }،{ (#qä9$s%ur  ß‰ôJptø:$# ¬! “Ï%©!$# $uZ1y‰yd #x‹»ygÏ9 $tBur $¨Zä. y“ωtFöks]Ï9 Iwöqs9 ÷br& $uZ1y‰yd ª!$# ( ô‰s)s9 ôNuä!%y` ã@ߙ①$uZÎn/u‘ Èd ,ptø:$$Î/ }  ،  { (#qä9$s%ur ߉ôJptø:$# ¬! ü“Ï%©!$# |=ydøŒr& $¨Ytã tbt“ptø:$# ( žcÎ) $uZ­/u‘ ֑qàÿtós9

  îü“Ï%©!$#* ‘qä3x©  $oY¯=ymr& u‘#yŠ ÏptB$s)ßJø9$# `ÏB ¾Ï&Î#ôÒsù Ÿw $uZ¡yJtƒ $pkŽÏù Ò=|ÁtR Ÿwur $uZ¡yJtƒ $pkŽÏù Ò>qäóä9 }  ، وقولهم : { (#qä9$s%ur ߉ôJysø9$# ¬! “Ï%©!$# $oYs%y‰|¹ ¼çny‰ôãur $uZrOu‘÷rr&ur uÚö‘F{$# é&§qt7oKtR šÆÏB Ïp¨Zyfø9$# ß]øŠym âä!$t±nS ( zN÷èÏYsù ãô_r& tû,Î#ÏJ»yèø9$# }

     قال أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وابن زيد : أي أرض الجنة

وفي الصحيحين  من حديث الزهري عن أنس رضي الله عنه في قصة المعراج قال النبي  صلى الله عليه وسلم : (  أدخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك )

 وذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أهل الجنة إذا دخلوها وعاينوا ما فيها من النعيم حمدوا ربهم وأثنوا عليه ونوهوا بصدق وعده لهم

*الملائكة تسبح الله وتحمده كثيراً

قال تعالى : {tûïÏ%©!$# tbqè=ÏJøts† z¸öyèø9$# ô`tBur ¼çms9öqym tbqßsÎm7|¡ç„ ωôJpt¿2 öNÍkÍh5u‘ tbqãZÏB÷sãƒur ¾ÏmÎ/ tbrãÏÿøótGó¡o„ur tûïÏ%©#Ï9 (#qãZtB#uä $uZ­/u‘ |M÷èřur ¨@à2 &äóÓx« ZpyJôm§‘ $VJù=Ïãur öÏÿøî$$sù tûïÏ%©#Ï9 (#qç/$s? (#qãèt7¨?$#ur y7n=‹Î6y™ öNÎgÏ%ur z>#x‹tã ËLìÅspgø:$#  } ومن حوله من الملائكة المقربين في المنزلة والفضيلة  { يسبحون بحمد ربهم  } هذا مدح لهم بكثرة عبادتهم لله تعالى وخصوصا التسبيح والتحميد وسائر العبادات تدخل في تسبيح الله وتحميده لأنها تنزيه له عن كون العبد يصرفها لغيره  ، والحمد هو العبادة لله تعالى  ، وأما قول العبد  { سبحان الله وبحمده  } فهو داخل في ذلك وهو من جملة العبادات      

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :*الإخلاص في الدعاء نعمة تستحق الحمد،والحمد يأتي بعد الشهادة

قال تعالى : {uqèd Ž†ysø9$# Iw tm»s9Î) žwÎ) uqèd çnqãã÷Š$$sù tûüÅÁÎ=øƒèC ã&s! šúïÏe$!$# 3 ߉ôJptø:$# ¬! Éb>u‘ tûüÏJn=»yèø9$# } { لا إله إلا هو } أي لا معبود بحق إلا وجهه الكريم { فادعوه } وهذا  شامل  لدعاء  العبادة  ودعاء المسألة{ مخلصين له الدين } أي اقصدوا بكل عبادة ودعاء وعمل وجه الله تعالى فإن الإخلاص هو المأمور به كما قال تعالى  { وما أمروا إلا ليبعدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} ،{الحمد لله رب العالمين }

أي جميع المحامد والمدائح والثناء بالقول كنطق الخلق بذكره والفعل كعبادتهم  له كل ذلك لله  تعالى وحده لا شريك له لكماله  في أوصافه وأفعاله وتمام نعمه  

 وأيضاً{ الحمد لله رب العالمين } يقول الشكر لله الذي هو مالك جميع أجناس الخلق من ملك وجن وإنس وغيرهم لا للآلهة والأوثان التي لا تملك شيئا ولا تقدر على ضر ولا نفع بل هو مملوك إن ناله نائل بسوء لم يقدر له عن نفسه دفعا

*المؤمنون يحمدون الله على نعمه وأياديه وعلى ربوبيته  قال تعالى : { ¬Tsù ߉÷Kptø:$# Éb>u‘ ÏNºuq»yJ¡¡9$# Éb>u‘ur ÇÚö‘F{$# Å_Uu‘ tûüÏHs>»yèø9$# *ã&s!ur âä!$tƒÎŽö9Å3ø9$# ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# ÇÚö‘F{$#ur ( uqèdur Ⓝ͓yèø9$# ÞOŠÅ3ptø:$# } يقول تعالى ذكره فلله الحمد على نعمه وأياديه عند خلقه فإياه فاحمدوا أيها الناس فإن كل ما بكم من نعمة فمنه

 وأيضاً  { لِلَّهِ الْحَمْدُ }  فاحمدوا الله الذي هو ربكم ورب كل شيء من السماوات والأرض والعالمين فإن مثل هذه الربوبية العامة توجب الحمد والثناء على كل مربوب وكبروه فقد ظهرت آثار كبريائه وعظمته  فِى السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ  وحق مثله أن يكبر ويعظم  

     وأخرج الحاكم بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي  صلى الله عليه وسلم  فانطلقنا معه فلما طعم وغسل يديه أو قال يده ، قال : ( الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ولا مكافىء ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد لله الذي أطعم  من الطعام وسقى من الشراب وكسا من العري  وهدى  من

الضلالة وبصر من العماية وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله رب العالمين)ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

والمقصود بيان شمول حمده سبحانه وحكمته ؛ وذلك ما يحدثه من إحسان ونعمة وامتحان وبلية ، وما يقضيه من طاعة ومعصية والله تعالى محمود على ذلك مشكور

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان : *يحمد سبحانه حين القيام وهو( كفارة المجلس)

قال تعالى : { ôxÎm7y™ur ω÷Kpt¿2 y7În/u‘ tûüÏm ãPqà)s?  } أي نزه ربك عما لا يليق به متلبسا بحمد ربك على إنعامه عليك حين تقوم من مجلسك

قال سعيد بن جبير وعطاء : أي قل حين تقوم من مجلسك : سبحانك اللهم وبحمدك فإن كان المجلس خيرا ازددت إحسانا وإن كان غير ذلك كان كفارة له

 واخرج الحاكم بسنده من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بآخره  إذا  طال  المجلس  قال: ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا  إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك) فقال بعضنا : يا رسول الله إن هذا القول ما كنا نسمعه منك ؟ قال :(هذا كفارة ما يكون في المجلس )  

*يحمد سبحانه في التهجد

 قال تعالى : {z`ÏBur È@ø‹©9$# ô‰¤fygtFsù ¾ÏmÎ/ \'s#Ïù$tR y7©9 #Ó|¤tã br& y7sWyèö7tƒ y7•/u‘ $YB$s)tB #YŠqßJøt¤C }

  وقال البخاري : بَاب التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ وَقَوْلِهِ عز وجل: { وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لك } 

ثم أخرج بسنده من حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: كان النبي  صلى الله عليه وسلم  إذا قام من اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قال : ( اللهم لك الْحَمْدُ أنت قَيِّمُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ لك مُلْكُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنت نُورُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنت مَلِكُ السماوات وَالْأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنت الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ  صلى الله عليه وسلم  حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللهم لك أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ وما أَسْرَرْتُ وما أَعْلَنْتُ أنت الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إلا أنت ، أو لَا إِلَهَ غَيْرُكَ ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ )

*من دخل السوق يشرع له الحمد

 

     أخرج الترمذي بسنده من حديث  سَالِمُ بن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ عن أبيه عن جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : ( من دخل السُّوقَ فقال لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وهو حَيٌّ لَا يَمُوتُ بيده الْخَيْرُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ الله له أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عنه أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ له أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ) قال أبو عِيسَى : هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ  ،وقال عنه الألباني : حسن

      إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :

*يحمد سبحانه عندالنظر للمرآة

   أخرج ابن السني من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم  كان  إذا  نظر  وجهه  في  المرآة  قال :

( الحمد لله اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي )  

 وأخرج الطبراني بسنده من حديث  أنس بن مالك قال كان رسول الله إذا نظر وجهه في المرآة قال : ( الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وصور صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين )     

*يحمد سبحانه عنداللقاء والمصافحة

 أخرج أبوداد بسنده من حديث  الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ قال:قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم :(إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللَّهَ عز وجل وَاسْتَغْفَرَاهُ غُفِرَ لَهُمَا )

وقال ابن عبد البر :

وعن  البراء  بن عازب قال :قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما  )

 وقال الحافظ في الفتح :هي مفاعلة من الصفحة والمراد بها الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد 

     إن محل المصافحة المشروعة أول الملاقاة وقد يكون جماعة يتلاقون من غير مصافحة ويتصافحون بالكلام ومذاكرة العلم

وقوله  : ( من تمام التحية الأخذ باليد )  أي إذا لقي المسلم المسلم فسلم عليه فمن تمام السلام أن يضع يده في يده فيصافحه فإن المصافحة سنة مؤكدة ، حسنه الترمذي  

*الرعد يسبح بحمده        

قال تعالى : {ßxÎm7|¡ç„ur ߉ô㧍9$# ¾ÍnωôJpt¿2 èps3Í´¯»n=yJø9$#ur ô`ÏB ¾ÏmÏGxÿ‹Åz } ، أى يسبح الرعد نفسه بحمد الله أى متلبسا بحمده وليس هذا بمستبعـد ولا مانع من أن ينطقه الله بذلك  { bÎ)ur `ÏiB >äóÓx« žwÎ) ßxÎm7|¡ç„ ¾Ínω÷Kpt¿2 `Å3»s9ur žw tbqßgs)øÿs? öNßgys‹Î6ó¡n@  }

وأخرج الحاكم بسنده من حديث  بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إذا سمع الرعد والصواعق قال : ( اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

      وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح  

     إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :

*كل شيء يسبح بحمده   تسبيحاً حقيقياً

قال تعالى :{ ßxÎm6|¡è@ ã&s! ßNºuq»uK¡¡9$# ßìö7¡¡9$# ÞÚö‘F{$#ur `tBur £`ÍkŽÏù 4 bÎ)ur `ÏiB >äóÓx« žwÎ) ßxÎm7|¡ç„ ¾Ínω÷Kpt¿2 `Å3»s9ur žw tbqßgs)øÿs? öNßgys‹Î6ó¡n@ 3 ¼çm¯RÎ) tb%x. $¸JŠÎ=ym #Y‘qàÿxî  }

 اختلف في كيفية هذا التسبيح فقيل : هو تسبيح بلسان الحال أي بما تدل عليه صنعتها من قدرة وحكمة ، وقيل : إنه تسبيح حقيقة وهذا أرجح لقوله{لا تفقهون تسبيحهم } وقوله  : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده }  أي وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله      { ولكن لا تفقهون تسبيحهم  } أي لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس لأنها بخلاف لغاتكم وهذا عام في الحيوانات والجمادات والنباتات وهذا أشهر القولين كما ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال : ( كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل )

التسبيح والتحميد تنزيه وثناء  وطلب المزيد من النعم

 

قال تعالى : { ö@ž2uqs?ur ’n?tã Çc‘yÛø9$# “Ï%©!$# Ÿw ßNqßJtƒ ôxÎm7y™ur ¾ÍnωôJpt¿2 4 4‘xÿŸ2ur ¾ÏmÎ/ É>qçRä‹Î/ ¾Ínϊ$t6Ïã #·ŽÎ7yz }

 ونزهه عن صفات النقصان مثنيا عليه بأوصاف الكمال طالبا لمزيد الأنعام بالشكر على سوابغه

 { بحمده } بتوفيقه الذى يوجب الحمد أو قل سبحان الله وبحمده أو نزهه عن كل العيوب بالثناء عليه

وقال بكر بن عبد الله : قلت لأخ لى : أوصنى ؟ فقال  : ما أدرى ما أقول غير أنه ينبغى لهذا العبد أن لا يفتر من الحمد والاستغفار فان ابن آدم بين نعمة وذنب ولا تصلح النعمة الا بالحمد والشكر ولا يصلح الذنب الا بالتوبة والاستغفار فأوسعنى علما ما شئت   

 

*الحامدون هم المؤمنون الذين يحمدون الله في السراء والضراء

قال تعالى{ šcqç6ͳ¯»­F9$# šcr߉Î7»yèø9$# šcr߉ÏJ»ptø:$# šcqßsÍ´¯»¡¡9$# šcqãèÅ2º§9$# šcr߉Éf»¡¡9$# tbrãÏBFy$# Å$rã÷èyJø9$$Î/ šcqèd$¨Y9$#ur Ç`tã ̍x6YßJø9$# tbqÝàÏÿ»ysø9$#ur ϊr߉çtÎ: «!$# 3 ΎÅe³o0ur šúüÏZÏB÷sßJø9$# }

     كأنه قيل : من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من الله بدخول الجنات ونيل الكرامات ؟  فقال:هم{التائبون } أي الملازمون للتوبة  في  جميع  الأوقات  عن  جميع  السيئات ،{ العابدون  }  أي المتصفون بالعبودية لله والاستمرار على طاعته من أداء الواجبات والمستحبات في كل وقت فبذلك يكون العبد من العابدين ،{ الحامدون}لله في السراء والضراء واليسر والعسر المعترفون بما لله عليهم من النعم الظاهرة والباطنة المثنون على الله بذكرها وبذكره في آناء الليل وآناء النهار .....

 الحامدون الذين يحمدون الله على كل حال في السراء والضراء و عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال  : ( أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء )

وهم :الراضون بقضائه المصرفون نعمته في طاعته الذين يحمدون الله على كل حال

     وهم الذين يقومون بحق شكر الله تعالى على نعمه ديناً ودنيا  ، ويجعلون إظهار ذلك عادة لهم  ، وهو صفة الذين يعبدون الله بعد خراب  الدنيا  لأنه  تعالى  أخبر عن أهل الجنة  بأنهم  يحمدون  الله تعالى

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والثلاثون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :  

 

*من رأي مبتلى يحمد الله على العافية

أخرج الترمذي بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ قال : قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : ( من رَأَى مُبْتَلًى فقال : الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا لم يُصِبْهُ ذلك الْبَلَاءُ)  قال الألباني : صحيح  

 قوله  : ( من رأى صاحب بلاء ) أي مبتلي في أمر بدني كبرص وقصر فاحش أو طول مفرط أو عمى أو عرج أو اعوجاج يد ونحوها ، أو ديني بنحو فسق وظلم وبدعة وكفر وغيرها

*يحمد سبحانه بعد قضاء الحاجة

أخرج ابن حبان بسنده من حديث أَبِي أَيُّوبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا )

قال المناوي  : ( الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه ) أي سهل دخوله في الحلق ، ( وجعل له مخرجا ) أي السبيلين             قال الطيبي :ذكر نعماً أربعاً:الإطعام ، والإسقاء ، والتسويغ  ، وسهولة الخروج؛ فإنه خلق الأسنان للمضغ والريق للبلع ،وجعل المعدة مقسماً للطعام ولها مخارج فالصالح منه ينبعث إلى الكبد وغيره يندفع في الأمعاء كل ذلك فضل ونعمة يجب القيام بواجبها من الشكر بالجنان والبث باللسان والعمل بالأركان"عن أبي أيوب الأنصاري ، قال ابن حجر : حديث صحيح  

وأخرج ابن السني من حديث الفيض عن أبي حثمة عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إذا خرج من الخلاء قال  :      (  الحمد لله  الذي  أذهب عني الحزن  والأذى وعافاني )

قال ابن المنير : ورواه منصور عن رجل - يقال له الفيض - عن أبي حثمة عن أبي ذر موقوفًا وهو أصح       

*يحمد سبحانه على الثوب الجديد

   قال ابن حجر : وجاء فيما يدعو به من لبس الثوب الجديد أحاديث منها : ما أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه من حديث أبي سعيد كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول : ( اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له )

 وقال المناوي : ...

(اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه )  أي المسمى ( أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له )  أي وفقني على الخير الذي صنع له ووفقني له من الشكر بالأركان والحمد باللسان وأعوذ بك من الكفران   حم د ت ك عن أبي سعيد   وإسناده صحيح  

  وقال الأحوذي :...

    والحديث يدل على استحباب حمد الله تعالى عند لبس الثوب الجديد

*يحمد سبحانه بعد الطعام

  أخرج البخاري بسنده من حديث أبي أُمَامَةَ أَنَّ النبي  صلى الله عليه وسلم  كان إذا فَرَغَ من طَعَامِهِ وقال مَرَّةً إذا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قال :

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي كَفَانَا وَأَرْوَانَا غير مَكْفِيٍّ ولا مَكْفُورٍ وقال مَرَّةً الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا غير مَكْفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنًى رَبَّنَا )  

     وأخرج الترمذي بسنده من حديث سَهْلِ بن مُعَاذِ بن أَنَسٍ عن أبيه قال : قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : ( من أَكَلَ طَعَامًا فقال : الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أَطْعَمَنِي هذا وَرَزَقَنِيهِ من غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ) ثم قال : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وقال الشيخ الألباني : حسن

وأخرج أبوداود بسنده من حديث أبي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قال : كان رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  إذا أَكَلَ أو شَرِبَ قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أَطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ له مَخْرَجًا )قال الألباني : صحيح

 

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الأربعون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان : 

*الحمد رأس الشكر

 عن عبدِ اللَّهِ بن عمروٍ قال : قال رسولُ اللَّهَ صلى اله عليه وسلم :  ( الحمدُ رأسُ الشكرِ ما شكَرَ اللَّه عبدٌ لا يَحْمَدُهُ )

 وقال الحسن : ما أنعم الله على عبد نعمة فحمد الله عليها إلاَّ كان حمده أعظم منها كائنة ما كانت ، وقال النخعي : شكر الطعام أن تسمي إذا أكلت وتحمد إذا فرغت

  و( الحمد رأس الشكر ) لأن الحمد باللسان وحده والشكر به وبالقلب والجوارح فهو إحدى شعبه ورأس الشيء بعضه  ( ما شكر الله عبد لا يحمده  )          قال الغزالي : والشكر من المقامات العالية وهو أعلى من الصبر والخوف والزهد وجميع المقامات لأنها غير مقصودة لنفسها وإنما تراد لغيرها فالصبر يراد به قهر الهوى والخوف صوت يسوق الخائف إلى المقامات المحمودة والزهد يصرفه عما يشغله عن الله ، وأما الشكر فمقصود في نفسه وذلك لا ينقطع في الجنة { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}       

*الإكثارمن الحمد من اجلّ الطاعات

أخرج البخاري بسنده من حديث  أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : ( من قال لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كانت له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ له مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنه مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ له حِرْزًا من الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذلك حتى يُمْسِيَ ولم يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جاء بِهِ إلا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ من ذلك )

     وكان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يصلي إذ جاء رجل وقد حفزه النفس فقال : ( الله أكبر الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه ) فلما قضى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  صلاته قال : ( أيكم المتكلم بالكلمات ؟ ) فأرم القوم فقال : ( إنه لم يقل بأساً ) فقال الرجل : أنا يا رسول الله قلتها ، فقال النبي  صلى الله عليه وسلم : (  لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها )  الجمع بين الصحيحين  

*الحمد لله  من  الكلام  الذي اصطفاه الله ، وهو أحب إلى رسول الله مما طلعت عليه الشمس

    

     أخرج مسلم بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ قال : قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  :( لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ولا إِلَهَ إلا الله وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إلي مِمَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ )

وأخرج مسلم بسنده من حديث سَمُرَةَ بن جُنْدَبٍ قال : قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  : ( أَحَبُّ الْكَلَامِ إلى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ولا إِلَهَ إلا الله وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ )

      وأخرج الحاكم بسنده من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : ( إن الله اصطفى الكلام من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإذا قال العبد سبحان الله كتب الله له عشرين حسنة وحط عنه عشرين سيئة وإذا قال الله أكبر فمثل ذلك وإذا قال لا إله إلا الله فمثل ذلك وإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون سيئة ) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه )

 إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الحادية والأربعون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان :   

*الحمـدلله تمـلأ المـيزان

 وتملأ مابين السماء والأرض

 أخرج مسلم بسنده من حديث أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قال : قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم :( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أو تَمْلَأُ ما بين السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لك أو عَلَيْكَ كُلُّ الناس يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أو مُوبِقُهَا )

 وأخرج ابن حبان بسنده من حديث ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنْ ذُنُوبِي كَمَا يُطَهَّرُ الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ )

قال النووي : "وأما قوله  صلى الله عليه وسلم : ( والحمد لله تملأ الميزان ) فمعناه عظم أجرها وأنه يملأ الميزان وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها

*يحمد سبحانه على أنه قيوم السماوات والأرض ومالكها ونورها

 

 أخرج البخاري ومسلم  بسنديهما من حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : كان النبي  صلى الله عليه وسلم  إذا قام من اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قال :   (اللهم لك الْحَمْدُ أنت قَيِّمُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لك مُلْكُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أنت نُورُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أنت مَلِكُ السماوات وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أنت الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ  صلى الله عليه وسلم  حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللهم لك أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ

وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ وما أَسْرَرْتُ وما أَعْلَنْتُ أنت الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إلا أنت أو لَا إِلَهَ غَيْرُكَ )  قال سُفْيَانُ وزاد عبد الْكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ ( ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ ) قال سُفْيَانُ قال سُلَيْمَانُ بن أبي مُسْلِمٍ سَمِعَهُ من طَاوُسٍ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النبي  صلى الله عليه وسلم

*إذا وافـق حمـدالعبـد حمـد

الملائـكة يـغـفـرالـله لـه

أخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : ( إذا قال الْإِمَامُ سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا : اللهم رَبَّنَا لك الْحَمْدُ فإنه من وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ )

*الملائكة تتسابق على كتابة الحمد

أخرج البخاري بسنده من حديث  رِفَاعَةَ بن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ  قال : كنا يَوْمًا  نُصَلِّي وَرَاءَ النبي صلى الله  عليه  وسلم فلما رَفَعَ رَأْسَهُ  من الرَّكْعَةِ  قال : سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ قال رَجُلٌ وَرَاءَهُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه فلما انْصَرَفَ قال : ( من الْمُتَكَلِّمُ  ؟ ) قال : أنا قال : ( رأيت بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ )

 وأخرج مسلم بسنده  من حديث أنس  أَنَّ رَجُلًا جاء فَدَخَلَ الصَّفَّ وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ فقال : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه فلما قَضَى رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  صَلَاتَهُ قال : ( أَيُّكُمْ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ ؟ ) فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فقال : ( أَيُّكُمْ الْمُتَكَلِّمُ بها فإنه لم يَقُلْ بَأْسًا ) فقال رَجُلٌ : جِئْتُ وقد حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا ، فقال : ( لقد رأيت اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا  )

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والأربعون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان : 

*الملبي يحمدالله

 أخرج البخاري بسنده من حديث عبد اللَّهِ بن عُمَرَوعائشة  رضي الله عنهم أَنَّ تَلْبِيَةَ رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : ( لَبَّيْكَ اللهم لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لك لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لك وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لك )

*القافل من السفر يحمد الله

 أخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  كان إذا قَفَلَ من غَزْوٍ أو حَجٍّ أو عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ على كل شَرَفٍ من الأرض ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يقول : ( لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ الله وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ )

وفيه من الفقه : استعمال حمد الله تعالى والإقرار بنعمه والخضوع له والثناء عليه عند القدوم من الحج والجهاد على ما وهب من تمام المناسك وما رزق من النصر على العدو والرجوع إلى الوطن سالمين وكذلك إحداث حمد الله تعالى والشكر له على ما يحدث لعباده من نعمه فقد رضي من عباده بالإقرار له بالوحدانية والخضوع له بالربوبية والحمد والشكر عوضا عما وهبهم من نعمه تفضلاً عليهم ورحمة لهم

*الحمد لله يغرس بها

شـجرة  في الجنـة

أخرج الحاكم بسنده من حديث  أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  مر به وهو يغرس غرسا فقال : (ما تصنع يا أبا هريرة ؟ ) قال : أغرس غرسا فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلك على غرس خير لك منه ؟ ) قلت :ما هو؟ قال:( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد عن جابر

*العاطس إذا حمدالله يدعى له بالرحمـة

أخرج البخاري بسنده من حديث أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال : عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم  فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا ولم يُشَمِّتْ الْآخَرَ فَقِيلَ له فقال : ( هذا حَمِدَ اللَّهَ وَهَذَا لم يَحْمَدْ اللَّهَ )

 وأخرج أيضاً من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : ( إذا عَطَسَ أحدكم فَلْيَقُلْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلْيَقُلْ له أَخُوهُ أو صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ الله ، فإذا قال له : يَرْحَمُكَ الله ، فَلْيَقُلْ : يَهْدِيكُمُ الله وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ )

*الحمد لله من الكلمات

التي تفتح لها السماء  

أخرج مسلم بسنده من حديث ابن عُمَرَ قال : بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مع رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  إِذْ قال رَجُلٌ من الْقَوْمِ : (الله أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) فقال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : ( من الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ؟ )  قال رَجُلٌ من الْقَوْمِ : أنا يا رَسُولَ اللَّهِ ، قال : ( عَجِبْتُ لها ؛ فُتِحَتْ لها أَبْوَابُ السَّمَاءِ)  

 

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والأربعون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان : 

*الحمد لله من ذكر الله

أخرج مسلم بسنده من حديث مُصْعَبِ بن سَعْدٍ عن أبيه قال : جاء أَعْرَابِيٌّ إلى رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  فقال : عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ ؟ ،  قال : (  قُلْ لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له الله أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) قال : فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي فما لي ؟ قال : ( قُلْ اللهم اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي )  

*الحمد لله من الكلمات التي تقال

عند الكرب  حتى  يذهبه  الله

أخرج المقدسي بسنده من حديث علي قال : علمني رسول الله  صلى الله عليه وسلم  هؤلاء الكلمات ، وأمرني إن نزل بي كرب أن أقولهن :( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين ) ثم قال :إسناده صحيح  

*الحور العين في الجنة يحمدن الله على أن أحيا  لهن زوجهن وأحياهن له

أخرج مسلم بسنده من حديث  أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : ( إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ الله وَجْهَهُ عن النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ وَمَثَّلَ له شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ فقال أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي إلى هذه الشَّجَرَةِ أَكُونُ في ظِلِّهَا وَسَاقَ الحديث بِنَحْوِ حديث بن مَسْعُودٍ وزاد فيه ..ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَتَدْخُلُ عليه زَوْجَتَاهُ من الْحُورِ الْعِينِ فَتَقُولَانِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أَحْيَاكَ لنا وَأَحْيَانَا لك قال فيقول ما أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ ما أُعْطِيتُ )

*الحمد لله أفضل الدعاء

أخرج الحاكم بسنده من حديث جابر بن عبد الله قال  : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله ) ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 قال ابن القيم :  قال النبي  صلى الله عليه وسلم  : ( أفضل الدعاء الحمد لله )  فسمى الحمد لله دعاء وهو ثناء محض ؛ لأن الحمد يتضمن الحب والثناء ، والحب أعلى أنواع الطلب للمحبوب ؛ فالحامد طالب لمحبوبه فهو أحق أن يسمى داعيا من السائل الطالب من ربه حاجة ما

     

*لايحمد على كل حال إلا هوسبحانه

أخرج الحاكم بسنده من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت كان النبي  صلى الله عليه وسلم  إذا أتاه الأمر يسره قال :( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات  ) وإذا أتاه الأمر يكرهه قال :( الحمد لله على كل حال ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

     

وأخرج عبد بن حميد بسنده من حديث أبي هريرة كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول : ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما الحمد لله على كل حال رب أعوذ بك من حال أهل النار )

 

*الحمد لله عند الركوب

أخرج الترمذي بسنده من حديث عَلِيِّ بن رَبِيعَةَ قال شَهِدْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا فلما وَضَعَ رِجْلَهُ في الرِّكَابِ قال : ( بِسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا فلما اسْتَوَى على ظَهْرِهَا قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قال  : { z`»ysö6ߙ “Ï%©!$# t¤‚y™ $oYs9  #x‹»yd  $tBur  $¨Zà2 ¼çms9 tûüÏR̍ø)ãB   }  ثُمَّ قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثًا وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا سُبْحَانَكَ إني قد ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لي فإنه لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أنت)  ثُمَّ ضَحِكَ قلت : من أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ  ؟ قال : رأيت رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  صَنَعَ كما صَنَعْتُ ثُمَّ ضَحِكَ فقلت من أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟قال:(إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ

من عَبْدِهِ إذا قال : رَبِّ اغْفِرْ لي ذُنُوبِي إنه لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ  ) ثم قال : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

 

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع (الحمد)وستكون الحلقة بعنوان : 

*بيت الحمد في الجنة لمن استرجع وحمد الله على موت الولد

أخرج ابن حبان بسنده من حديث أَبِي سِنَانٍ قَالَ دَفَنْتُ ابْنِي وَمَعِي أَبُو طَلْحَةَ الْخَوْلانِيُّ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَلَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ أَخَذَ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي وَقَالَ أَلا أُبَشِّرُكَ حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  : ( إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ قَالُوا : نَعَمْ  ، قَالَ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ  ،قَالَ : فَمَا قَالَ  ؟ قَالُوا : اسْتَرْجَعَ وَحَمِدَكَ  ، قَالَ : أَبَنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ) قال الألباني : إسناده حسن

*النبي حمدالله على إنقاذ

اليـهـودي من النـاربإسلامه

 أخرج البخاري بسنده من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قال : كان غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبي  صلى الله عليه وسلم  فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النبي  صلى الله عليه وسلم  يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فقال له : ( أَسْلِمْ  ) فَنَظَرَ إلى أبيه وهو عِنْدَهُ فقال له : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ  صلى الله عليه وسلم  فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النبي  صلى الله عليه وسلم  وهو يقول : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أَنْقَذَهُ من النَّارِ ) 

 

*يحمد الله دبركل الصلاة

أخرج مسلم بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ عن رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : ( من سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وقال تَمَامَ الْمِائَةِ لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر)

*الحمد لله أول كلمة قالها آدم بعد خلقه

أخرج الترمذي بسنده من حديث أبي هُرَيْرَةَ قال : قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  : ( لَمَّا خَلَقَ الله آدَمَ وَنَفَخَ فيه الرُّوحَ عَطَسَ فقال : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ فقال له رَبُّهُ : رحمك الله يا آدَمُ ..... ) الحديث  ، قال أبو عِيسَى :هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ من هذا الْوَجْهِ وقد رُوِيَ من غَيْرِ وَجْهٍ ، وقال الألباني : حسن صحيح

     وأخرجه ابن حبان بسنده من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ  ـ بلفظ آخرـ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَطَسَ فَأَلْهَمَهُ رَبُّهُ أَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلِذَلِكَ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ)      

*قراءةُ الفاتحة حمدٌ لله

أخرج ابن خزيمة بسنده من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : ( من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام ) ، فقلت : يا أبا هريرة إني أكون أحيانا وراء الإمام ؟ فغمز ذراعي وقال : اقرأ بها يا فارسي في نفسك فإني سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول : ( قال الله تبارك وتعالى : [ قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ] يقول العبد : { الحمد لله رب العالمين }يقول الله : [ حمدني عبدي ] يقول العبد : { الرحمن الرحيم } يقول الله : [ اثنى علي عبدي ] يقول العبد : { مالك يوم الدين } يقول الله : [ مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين عبدي ] يقول العبد : {إياك نعبد وإياك نستعين }[ فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل] يقول العبد :

 { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } [ فهو لعبدي ولعبدي ما سأل ] ) وقال الألباني : حسن صحيح

*ثابت بن قيس عاش حميداً

أخرج الهيثمي بسنده من حديث ثابت بن قيس الأنصاري قال : يا رسول الله لقد خشيت أن أكون هلكت ؟ قال : ( لم  ؟) قال : قد نهانا الله أن نحمد بما لم نفعل وأجدني صاحب الحمد ، ونهانا الله عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ، ونهانا أن نرفع صوتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت ، فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( يا ثابت ألا

ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة ؟ ) قال : بلى يا رسول الله  ، قال : فعاش حميداً وقتل شهيداً ؛ يوم مسيلمة الكذاب

 

وفي ختام هذا البحث أحمد الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى ، والحمد له أولاً وآخراً ،اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله واليك يرجع الأمر كله وأنت أهل لأن تحمد ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .  

 

 

 

 

 

 

الحمد

 

 

تأليف

د/ مسفر بن سعيد دماس الغامدي