المـــصور

 


المختصر416

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }  آل عمران  / 120 { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }  النساء  / 1  { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب  / 70 ، 71  وبعد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان (المقدمة)

 فيجب علينا أن نتخلق بإسماء الله الحسنى ويكون لها الأثر الكبير في

حياتنا قال تعالى : {وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف/ 180).

وقال تعالى :  { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى } (الإسراء/ 110) ، والمعروف لدينا انّ للهِ تسعاً وتسعين اسماً مثل: (الرّحمن الرحيم العليم اللطيف الخبير... الحكيم الخالق الباري المصور الجبار المتكبر الحيّ المميت العادل... إلخ).

   وانّ الأسماء الحسنى المقدسة لا حصر لها ولا عد، وهذه الأسماء هي أسماء وصفات ربانية (كالرحمة واللطف والعلم والحكمة.. إلخ) التي نشاهد

آثارها في الخلق فنسميه ونصفه بها، ونحصرها في عدد معيّن، حسب ما

نشاهد وندرك من ظلال وآثار لها، والا فلا حصر لها ولا عَدَّ..

     وعلينا ان نجعل دراستنا لعقيدة التوحيد ولأسماء الله ولصفاته سبحانه قائمة على أساس من الإدراك والوعي وعمق النظرة لمعرفة قيمة المعاني التوحيدية، وأثرها في حياتنا وسلوكنا.. فمعرفتنا للأسماء الحسنى والصفات العلا ؛ يجب ان نجعلها منهج حياة، ونجسد فهمنا لها وإيماننا بها حياة وسلوكاً فنجعل حياتنا ظلاً لهذه الصفات والأسماء...

   فقد أكّد الرسول الحكيم على ذلك وقال: "تخلقوا بأخلاق الله" فنحن

نؤمن بصفات الله وأسمائه الحسنى، ونحب هذه الصفات، ونشتاق إلى التسامي نحوها والتوجه إليها، فنحن نؤمن بأنّ الله عادل ورحيم وحكيم مثلاً، ونحب هذه الصفات ونعبد الله المتصف بها فعلينا إذن أن نبني سلوكنا وتعاملنا ونظام مجتمعنا على أساس العدل لتكون حياتنا ظلاً لهذه الصفات المقدسة...

   وعندما نؤمن بانّ الله رحمان رحيم يجب أن نستشعر الرحمة في اعماقنا ونمنحها لكل قلب ينبض بالحياة على هذه الأرض، وعندما نؤمن بأنّ الله سميع بصير يجب أن نعرف أنه يسمع سرنا ونجوانا ويرى أفعالنا.. فنتصرف ونعمل ونحن نؤمن بأنّ الله معنا يراقب عملنا، فيؤثر هذا الإيمان بتصحيح سلوكنا، ويساعد على حماية القانون والنظام وتطبيق أحكام الشريعة وأوامر الدولة الإسلامية المتلزمة بأحكام القرآن من غير رقابة أو حراسة سلطة.. ما زلنا نؤمن برقابة الله ومسؤوليتنا أمامه سبحانه.

   وعندما نؤمن بأنّ الله واحد، أحد، بيده الملك والعزة النصر... يجب أن يمنحنا هذا الإيمان القوة والعزة والثقة بنصر الله وعندئذ تضعف أمامنا قوة الطواغيت وتنهار أمام هذا الإيمان دول الجبابرة وعندما نؤمن بأنّ الله عادل رحيم يجب أن نتقبل القضاء والقدر بالرضى والقبول، لأننا نؤمن بعدل الله ورحمته وحكمته ، وهكذا يجب أن تكون دراستنا وفهمنا لعقيدة التوحيد ذات معنى وقيمة عملية تؤثر في سلوكنا وعلاقتنا مع خالقنا ومع أبناء مجتمعنا.[الأنترنت – موقع البلاغ - الأسماء الحسنى وأثرها في حياتنا  ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

معنى المصور لغة:

 [ص و ر]. (مصدر صَوَّرَ).صُورَةٌ جمع: صُوَرٌ. [ص و ر].

1. :-أُخِذَتْ لَهُ صُورَةٌ :- : تَمَّ تَصْوِيرُ شَكْلِهِ وَهَيْئَتِهِ.

2. :-مَا زَالَتْ صُورَتُهُ فِي ذِهْنِي :- : خَيَالُهُ.

3. :-صُورَةٌ طِبْقَ الأَصْلِ :- : نُسْخَةٌ مُطَابِقَةٌ لِلأَصْلِ.

4. :-بِصُورَةٍ عَامَّةٍ :- : بِشَكْلٍ عَامٍّ، بِوَجْهٍ عَامٍّ.

5. :-صُورَةُ الأَرْضِ :-: شَكْلُهَا، هَيْئَتُهَا.

6. :-صُورَةٌ شَمْسِيَّةٌ :- : كُلُّ شَكْلٍ أَوْ هَيْئَةٍ تُؤْخَذُ بِوَاسِطَةِ التَّصْوِيرِ الشَّمْسِيِّ.

7. :-صُورَةٌ زَيْتِيَّةٌ :- : مَا يَرْسُمُهُ الرّ... [ المعجم: الغني ]

مُصوِّر :-1 - اسم فاعل من صوَّرَ.2 - من حرفته التَّصوير :-مصوِّر فوتوغرافيّ، - مصوِّر لوحة.

المُصوِّر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي أنشأ خلقَه على صورٍ مُختلِفة ليتعارفوا بها، وصوَّر كلَّ صورةٍ لا على مثالٍ احتذاه :- {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} :- مصوِّر الكائنات: الله. [ الأنترنت – موقع المعاني ]

والمصور في اللغة اسم فاعل للموصوف بالتصوير ، وصور الشئ أي جعل له شكلا معلوما.. والصورة هي الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات .[ الأنترنت – موقع الراشدون - شرح أسماء الله الحسنى المصور ]

يُقال صوّر الشيء: أي جعل له شكلا معلوما، قطعه وفصله وميزه وهذا

قريب أيضًا من اسم الله البارئ فهو فيه معنى التمييز للشيء. وفيه معنى الخلق وتصويره: جعله على شكل متصور وعلى وصف متعين أو وصف معين  ، هكذا ذهب اللغويين فى شرح هذا الاسم.

والصورة لغة: هي الشكل والهيئة والذات المتميزة بالصفات.

قال الراغب الأصفهاني في المفردات:  "الصورة ما ينتقش به الأعيان ويتميز بها غيرها وذلك ضربان أحدهما محسوس يدركه الخاصة والعامة، بل يدركه الإنسان  وكثير من الحيوان بالمعاينة كصورة الإنسان والفرس والحمار والثاني معقول يدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل والروية والمعاني التي خص بها شيء بشيء"

[ الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى]

يُقال: المصوِّر صَوْر الشيء بمعنى الميل، قال: "رجل أصور" أي مائل، "وصُرتُ إلى الشيء" أي أملته إليك ومنه قول الله تعالى {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}

[البقرة:260]، أي أمِلهن وأجمعهن إليك، ويقال: "تصور الشيء" أي

تخيله وتوهمه. والتصاوير أي التماثيل، وصورة الأمر كذا وكذا: أي صفته

.. [ الأنترنت – موقع طريق الإسلام – المصدر: موقع الكلم الطيب هاني حلمي عبد الحميد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

معنى المصور لغة: الأصل في اشتقاق المصور:

المصوّر هو اسم فاعل للموصوف بالتصوير، مأخوذ من الفعل: صوّر يصوّر، يُقال: صوّر الشيء تصويراً، أي جعل له شكلاً معلوماً.

والصُّورة يعرّفونها بأنها الشكل والهيئة والحقيقة والصفة، وكلّها بمعنى واحد، يقول ابن الأثير: " هي الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات، وصوّر الشئ: قطعه وفصله وميزه عن غيره"، وتُجمع على صِوَر –وهذا هو الأشهر- وصُوَرٌ –بضم الصاد وفتح الواو- وصُوْرٌ.

ويُقال: صوّره الله صورةً حسنة فتصوّر، وفي محكم التنزيل: { وصوّركم فأحسن صوركم} (التغابن:3)، وفي السنّة أن سويد بن مقرن رضي الله عنه رأى رجلا لطم خادماً له، فقال له: "أما علمت أن الصورة محرمة؟"

فعبّر عن الوجه بالصورة لبيان تحريم الضرب أو اللطم على الوجه.

ومن اشتقاقات الكلمة: التصوّر، والمقصود أن يتخيّل الإنسان صورة الشيء وكيفيّته في الذهن، ومنه قولهم: تصوّرت الشيء، أي توهّمت صورتَه وهيئته، وتُجمع على تصوّرات، بخلاف التصاوير فإن معناها التماثيل، وقد صحّ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قوله عن يوم القيامة: (يتبع كل إنسان ما كانوا يعبدون، فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره) رواه الترمذي.

والصُّور: هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام يوم القيامة نفختان، فيُصعق الأحياء في الأولى، ويُبعث الموتى في الثانية، ولهذه الكلمة

معنى آخر وهو التجمّع من النخل، ولا واحد له من لفظة، ويُجمع على صيران .....[الأنترنت – موقع إسلام ويب- المنجد  ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

المعنى الاصطلاحي:

المصوّر هو اسم من أسماء الله الحسنى يدلّ على معاني التخليق والإيجاد والتخصيص، بحيث يجعل للأشياء أشكالاً وهيئاتٍ معلومة، يقول الإمام ابن الأثير: "في أسماء الله تعالى المصور، وهو الذي صور جميع الموجودات ورتبها، فأعطى كل شيء منها صورة خاصة، وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها".

ويقول الإمام ابن كثير: " الذي إذا أراد شيئا قال له: كن، فيكون على

الصفة التي يريد، والصورة التي يختار. كقوله: {في أي صورة ما شاء ركبك} (الانفطار: 8)، ولهذا قال: المصور، أي: الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها".

وعبّر البعض بقولهم: "المصوِّر هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، وهيئات متباينة من الطول والقصر، والحسن والقبح، والذكورة والأنوثة، كل واحد بصورته الخاصة، قال تعالى:{فتبارك الله أحسن الخالقين} (المؤمنون: 14).

وفي ضوء ما سبق، فإن اسم الله المصوّر يدل على أمور، أوّلها: الخلق

والإيجاد من العدم، وهذا ما لا يستطيع البشر فعله، وكلّ ما يستطيعه البشر أن يحوّلوا الأشياء من هيئة إلى أخرى، وثانيها: تخصيص كل شيء بهيئته وصفته التي تميّزه عن غيره، وهذه الهيئات والصفات إبداعٌ من الله، أما البشر فهم محكومون في تصاويرهم وخيالاتهم بما يرونه ويشاهدونه من مخلوقات، لذلك نجد أن تكييفهم للأشياء إنما هو مستوحىً مما يرونه في الكون، من هنا نعلم عظمة الجنّة التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وندرك عجز

البشر عن تصوير أو تصوّر هيئة الروح وأوصافها.[ الأنترنت – موقع إسلام ويب  - المصوّر - اسم الكاتب: إسلام ويب ]

   والله سبحانه هو المصور لخلقه كيف شاء، وهو سبحانه الذي صور جميع الموجودات ورتبها فأعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة متـفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها، وقد صوّر سبحانه كل صورة لا على مثال احتذاه ولا رسم ارتسمه تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

وهو سبحانه إذا أراد شيئاً قال له: كن، فيكون على الصفة التي يريد

والصورة التي يختار، وهو ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها.

وفرق بعضهم بين الخالق والبارئ والمصور، بأن : الخالق: هو المخرج من العدم إلى الوجود جميع المخلوقات، والمقدرة على صفاتها.

والبارئ: خالق الناس من البرا وهو التراب. والمصور: خالق الصور المختلفة. فالخالق عام، والبارئ أخص منه، والمصور أخص من الأخص.

 [ الأنترنت – موقع المكتبة الشاملة الحديثة  - معنى اسم الله عز وجل المصور ، كتاب شرح أسماء الله تعالى الحسنى للدكتورة حصة الصغير]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*المعنى في حق الله تعالى :

  المصور سبحانه هو الذى صور المخلوقات بشتى أنواع الصور الجلية والخفية والحسية والعقلية , فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان , فلكل صورته وسيرته وما يخصه عن غيره , فالمصور فى أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات و مزينها بحكمته ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت مشيئته وحكمته , وهو الذى صور الناس فى الأرحام أطوارا ونوعهم أشكالا كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) الأعراف:11 , والله عز وجل كما صور الأبدان فتعددت وتنوعت أيضا الأخلاق فتتعدد صور الطباع والسلوك والمواهب والأفكار , وأعظم تكريم للإنسان من الله المصور أنه خلقه على صورته

فى المعنى المجرد ليستخلفه فى أرضه ويستأمنه فى ملكه .

والمصوِّر سبحانه هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، وهيئات متباينة من الطول والقصر، والحسن والقبح، والذكورة والأنوثة، كل واحد بصورته الخاصة،التي يتعارفون بها قال تعالى: ﴿ وصوركم فأحسن صوركم ﴾ غافر [الأنترنت – موقع ‏تجارة لن تبور‏ مع ‏يحيى الجيشي‏- الله جل جلاله الْمُصَوِّر]

فالمصور في حق الله سبحانه وتعالى :  هو الذى صور الأشياء بشتى أنواع الصور الجلية، والخفية، والحسية، والعقلية، فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة:4] فالصور تتميز بألوان وأشكال في ذاتها وصفاتها، في خارجها وداخلها. والله جل وعلا أبدع صور المخلوقات وزينها بحكمته وأعطى كل مخلوق ٍ صورة على مقتضى مُشيئته وحكمته، فهو الذي صور الناس في الأرحام أطورا ونوعهم أشكالا. قال تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِين } [الأعراف:11]

ومرحلة التصوير هي المرحلة الثالثة من مراحل الإيجاد بعد الخلق والبرء، فبعد تقدير الشيء وإنفاذه في الوجود تأتي مرحلة  إضفاء الملامح والسمات التي يتميز بها كل مخلوق عن غيره.

ومثله - ولله المثل الأعلى- إذا أراد إنسان أن يبنى بناءً يأتي بمهندس يضع له تصورا للبناء أولا ثم تبدأ مرحلة تنفيذ البناء بالمواد الأولية ثم المرحلة الأخيرة مرحلة التزيين وتجميل البناء حتى يتميز عن غيره من الأبنية، ولله المثل الأعلى.

وإذا كان هذا البناء – وهو أمر هين- يحتاج إلي عدة أشخاص لإخراجه

إلى الوجود والفراغ منه. فكيف بخلق السموات والأراضين السبع والشمس والقمر والكون على ما فيه من خلائق وأعاجيب .. فسبحان من خلق وصور وحده بلا معين ولا وزير..فهو وحده الخالق البارئ المصور. وحده قدر الشيء من قبل ثم أنفذه في وجوده ثم أعطاه من الملامح والقدرات ما يجعل له كيانا مميزا مستقلا..فسبحان الرب الإله.

[ الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*المعنى في حق الله سبحانه وتعالى كما ذكر أهل العلم :

الطبري يقول: "المصور أي الذي صور خلقه كيف شاء وكما شاء" وقال في تفسير قول الله تعالى {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }[الانفطار:7-8] أي صرفك وأمالك إلى أي صورة شاء.

يعني وكأن الخلق في البداية يكون كقطعة طين ثم يميله إلى جنس معين،

فهذا من جنس عربي وآخر من جنس أعجمي، وهذا أبيض وذاك اسمر، وهذا أماله إلى صوره حسنة وذاك إلى صورة قبيحة أو إلى صورة بعض القرابات مثلا، فهذا يشبه أباه وهذا يشبه أمه وهذا يشبه خاله وآخر يشبه عمه وهكذا.

قال الزجاج: "المصور هو مصور كل صورة لا  على مثال احتذاه ولا على رسم ارتسمه بل يصوره كيفما شاء سبحانه وتعالى".

قال ابن كثير: "الخالق البارئ المصور أي الذي إذا أراد شيئا قال له كن

فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار".

• ويقول الخطابي: "هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها قال: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}[التغابن:3]"  لأنه لو وجد شخصين يتشابهان تماما لن يتمكن الناس من التفريق بينهما، وهذه الحكمة تغلق باب الاستنساخ لأنه يناقضها.

إذا فمعنى المصور على أمرين الأول: الذي أمال خلقه وعدلهم إلى الأشكال

والهيئات التي توافق تقديره وعلمه ورحمته التي تتناسب مع مصالح

الخلق ومنافعهم.

والثاني: أنه الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة وهيئات متباينة من الطول والقصر والحسن والقبح والذكورة والأنوثة كل واحد بصورته الخاصة.

[الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*الفرق بين الأسماء الثلاثة (الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ)

الْخَالِقُ :هو الذي أوجد الأشياء من العدم .

الْبَارِئُ : هو الذي هيأ كل مخلوق لما خلق له .

الْمُصَوِّرُ : هو الذي يركب كل مخلوق في أي صورة شاء .

[ الأنترنت – موقع ‏تجارة لن تبور‏ مع ‏يحيى الجيشي‏  - الله جل جلاله الْمُصَوِّر] ، [ الأنترنت – موقع الراشدون - شرح أسماء الله الحسنى المصور ]

    ويقول أبو حامد الغزالي في بيان الفرق بين معنى الأسماء الثلاثة : " قد يظن أن هذه الأسماء مترادفة وأن الكل يرجع إلى الخلق والاختراع ،

ولا ينبغي أن يكون كذلك ، بل كل ما يخرج من العدم إلى الوجود فيفتقر إلى تقدير أولاً ، وإلى الإيجاد على وفق التقدير ثانيا ، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثا ؛ والله سبحانه وتعالى خالق من حيث أنه مقدر ، وبارئ من حيث أنه مخترع موجد ، ومصور من حيث أنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب .

وهذا كالبناء مثلا فإنه يحتاج إلى مقدر يقدر ما لا بد له منه من الخشب واللَّبِن ومساحة الأرض وعدد الأبنية وطولها وعرضها ، وهذا يتولاه المهندس فيرسمه ويصوره ثم يحتاج إلى بناء يتولى الأعمال التي عندها يحدث أصول الأبنية ، ثم يحتاج إلى مزين ينقش ظاهره ويزين صورته فيتولاه غير البَنَّاء ؛ هذه هي العادة في التقدير والبناء والتصوير ، وليس كذلك في أفعال الله عز و جل بل هو المقدر والموجد والمزين فهو الخالق البارئ المصور { المقصد الأسنى صـ 124}

وكلامه هذا على سبيل التوضيح والتمثيل لتقريب المعنى ، وإلا فالله تعالى ليس بحاجة إلى إجراءات ومراحل وتدرج في التقدير ، ثم الإيجاد ، ثم إعطاء المخلوق الصورة التي تناسبه ، فإن الله تعالى أمر الخلق منه سبحانه وتعالى بين الكاف والنون : فإذا أراد الله تعالى أن يخلق شيئاً ويوجده قال له كن . فيتكون هذا المخلوق ويوجد .

" يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ " { الانفطار 6- 8}

فسبحان من خلق الخلق بقدرته وبرأهم بقوته وحكمته ، سبحان من صور المخلوقات كلٌ على صورته الخاصة به ... لو أن مصنعاً يصنع آلة ما لأنتج مئات أو آلاف الآلات المتشابهة في صورتها وتكوينها ، ربما أنتج بضعة أنواع وربما عشرات أو مئات أو حتى آلاف الأنواع يختلف بعضها عن بعض ... لكن خلق الله تعالى شئ آخر ، فأين نحن من عوالِم المخلوقات وأجناسها المختلفة ، كل نوع أو صنف أو جنس من أجناس المخلوقات ركبه الله تعالى على هيئة وصورة خاصة لها ملامحها الخاصة التي تجمع بين أفراد هذا الصنف من المخلوقات ، ثم تأمل كيف تكون صور كل فرد من أفراد هذا الصنف من المخلوقات !!! لو أننا استعرضنا الجنس البشري فقط – بل لو استعرضنا النوع الذكري أو النوع الأنثوي من بني آدم فقط لحصلنا على ملايين أو مليارات الأفراد الذي تختلف صورة كل واحد منهم عن الآخر في شكله وفي صوته وفي بصماته ... هذا في نوع واحد من جنس واحد من أجناس من المخلوقات لا نعرف حصرها وسبحان من هذا خلقه !!! هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ

الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " { لقمان 11}

اللهم يا خالق الخلق بقدرته قدر لنا الخير في أمورنا كلها ، اللهم يا خالق يا بارئ يا مصور .. يا من حسنت خَلقنا أحسن خُلقنا كما أحسنت خَلقنا

 [الأنترنت – موقع بعض اسماء الله الحسنى الخالق البارئ المصور  - محمدشوقى ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*تأملات في اسمه تعالى (المصوِّر)

كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما ينظر في المرآة، يدعو بهذا الدعاء: ((اللهم كما أحسنتَ خَلْقي فأحسِنْ خُلُقي))؛ [رواه أحمد، والبيهقي]، وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن ضرب الوجه أو تقبيحه؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يقولن أحدكم لأحد: قبَّح الله وجهك، ووجهًا أشبه وجهك؛ فإن الله خلق آدم على صورته))؛ [رواه البخاري]، وهو بذلك صلوات ربي وسلامه عليه يلفت أنظارنا إلى بديع خلق الله وجميل صنعه سبحانه وتعالى، فهو الذي خلق الإنسان من طين، ثم سوَّاه في أحسن صورة وفي أحسن تقويم، فكان على هذا النحو من التمام والحسن والجمال؛ ليُستَدلَّ به على قدرته وعظمته؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8]؛ يقول ابن عاشور: "إن الخَلْقَ والتسوية والتعديل وتحسين الصورة من الرفق بالمخلوق، وهي نِعَمٌ عليه، وجميع ذلك تعريضٌ بالتوبيخ على كفران نعمته

بعبادة غيره".

فسبحان الله الخالق البارئ المصور، الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهداه إلى صراطه المستقيم، وجعل لكل إنسان صورةً وهيئة يُعرف بها ويُستدل بها عليه، وصوَّر الكائنات وسائر مخلوقاته وفق مشيئته وما تقتضيه حكمته، تفرد سبحانه بصفات الكمال والجلال والجمال، فدانت له الخلائق وخضعت لعظمته وعزته، وحارت العقول في بديع صنعه وجميل خلقه، سبحانه سبحانه، له

الحمد كله، وله الثناء والمجد وحده، ولا خالق ولا بارئ ولا مصوِّرَ غيره.

وقد ورد اسمه تعالى (المصور) مرة واحدة في القرآن الكريم، وجاء مقترنًا باسميه تعالى: الخالق، والبارئ، وذلك في قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ

الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 24]، وجاء بصيغة الفعل في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الأعراف: 11]، وفي هذا الاقتران ما يُظهِرُ بديعَ نَظْمِ القرآن الكريم، ويلفت إلى عجيب خلقه وصنعه سبحانه وتعالى، ولعل في توالي هذه الصفات وارتباطها بهذا الشكل ومجيئها على هذا النحو والترتيب - ما يستحث القلب والعقل على متابعة عملية الخلق والإنشاء والإيجاد والإخراج، مرحلة تلوَ مرحلة حسب تصور البشر.

يقول الإمام الغزالي رحمة الله عليه: "قد يُظَنُّ أن هذه الأسماء مترادفة، وأنها ترجع إلى معنى مشترك وهو الخلق والاختراع، وليس الأمر على هذا النحو، بل إن كل ما يخرج من العدم إلى الوجود، فإنه يفتقر إلى تقديرٍ أولًا، وإلى إيجادٍ على وفق التقدير ثانيًا، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثًا" [انظر: المقصد الأسنى].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*تأملات في اسمه تعالى (المصوِّر)

المصور سبحانه هو الذي رتب صوَّر الأشياء أحسن ترتيب، وصوَّرها

في أحسن تصوير، ومن خصائص هذا الاسم الجليل (المصور) مع اسميه تعالى: الخالق، والبارئ - أنها تمنح الإنسان العاقل الفرصة للتدبر والتأمل في خلق الإنسان والكون؛ فيفيض الله عليه من أنواره، فهذا الكون العجيب على تنوعه واتساعه، خَلَقَهُ الله تعالى وَفْقَ نظام دقيق وترتيب محكم ومتقن، ولو حدث فيه أيُّ تغيير لاختلَّ هذا النظام، وقد أمدَّنا العلم الحديث بالعديد من الحقائق التي تؤكد هذا المعنى، وهذا الترتيب والتصوير موجود في كل جزء من أجزاء العالم وإن صغُر، تجده في النملة والذرة، وفي الإنسان والحيوان، والنبات والجماد، بل في كل عضو من أعضاء أصغر حشرة، ويكفي أن نتأمل حاسة واحدة كالبصر أو السمع عند الكائن الحي لندرك عظمة الله وبديع صنعه، ويطول بنا الكلام لو نقلنا بعضًا مما قاله العلماء في كيفية رؤية صورة الأشياء وتشريح العين، أو القلب، أو طريقة عمل الشرايين وضخها للدم في الجسم، فسبحان الله الخالق البارئ المصور.

وحظ العبد من هذا الاسم الجليل أن يقوده من خلال تأمله الدائم

والمستمر في الكون وفي نفسه إلى معرفة عظمة الخالق جل وعلا وقدرته؛ فلا يغتر بقوته، ولا يغريه حسنُ صورته وهيئته، ولا يطغيه ماله وعِترته، فكل ذلك إنما هو من عطاء الله وكرمه وفضله، فالمصور الحق الجدير بهذا الوصف هو الله وحده؛ لأنه هو الذي جعل لكل شيء في الوجود شكلًا يميزه وصورةً يُعرَف بها، وهذا الاسم الجليل يُشعِرُ بجميع الصفات التي لا يتم الفعل إلا بها من الاقتدار والعلم والاختيار، ويتضمن مع ذلك الحكمة البالغة، والخبرة قبل الإيجاد، إلى غير ذلك من الصفات التي يفتقر إليها التصور والتقدير، والتصوير مرتب على الخلق والبراية وتابع لها؛ [انظر: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للإمام القرطبي].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*تأملات في اسمه تعالى (المصوِّر)

والمتأمل في مراحل خلق الإنسان وتكوينه وهو جنين في بطن أمه - لا

يملك إلا أن يقول: سبحان الله المصور، الذي خلق كل شيء فأحسن تصويره، وقوَّمه فأحسن تقويمه.

والمصور سبحانه وتعالى خلق الكون على هذا التناسق والتنوع العجيب والمدهش، وخلق الإنسان في صور شتى وأشكال لا حصر لها تدل على قدرته المطلقة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحَزْنُ والطيب وبين ذلك))؛ [رواه أحمد]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 99]، وهذه النعم المتنوعة التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى خلقها الله عز وجل للإنسان؛ لتكون سببًا في بقائه على قيد الحياة، وهي تستوجب شكر المنعم والمتفضِّل بها عليه، وعن طريقها يهتدي إلى خالقه، ويتفكر في عظمته وعجائب خلقه وقدرته؛ فإنه لا يقدر على ذلك إلا الله تعالى.

وعلى الرغم من أن الله تعالى قد أبدع تصوير الإنسان، وجعله في أحسن تقويم وأجمل صورة - فقد حثَّنا الإسلام على ألَّا يتركز اهتمامنا على الظاهر فقط، إنما يجب أن نهتم بالقلوب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))، و((كان عليه الصلاة والسلام يشير بيده

إلى صدره ويقول: التقوى ها هنا، التقوى ها هنا)).

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وكلماتك التامات، ما علمنا منها وما لم نعلم، أن تغفر لنا كل ذنب، وأن تستر كل عيب، وأن تكشف كل كرب، وأن تصرف عنا كل بلاء، وتعافينا من كل محنة وشدة، نسألك يا خالق يا بارئ يا مصور أن تمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا، وأن تعيننا على طاعتك وعبادتك وشكر نعمتك، وندعوك يا مصور كما أحسنتَ خَلْقَنا وصُورتَنا أن تُحسن أخلاقنا وطباعنا، وأن تقويَ يقيننا وثباتنا على الحق.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*وأيضاً من التأملات في رحاب الاسم الجليل :

    صوّر الله عز وجل الأشياء أي جعل لكل منها شكلا معلوما، وإذا تأملنا الكون المحيط بنا نجد أن المولى عز وجل قد جعل لكل نوع من المخلوقات شكلا يميزه عن غيره من الأنواع، فالإنسان يختلف عن الجمل

ويختلف عن الأسد ... وهكذا.

وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ : ومن نعم الله عز وجل على الإنسان أنه اختصه بحسن الصورة وجعله أجمل المخلوقات شكلا فجعله منتصب القامة سوى الأعضاء وحسنها، وفي ذلك يقول جل وعلا: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } غافر 64

ويقول سبحانه أيضا: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا

لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } الأعراف 11

وهذا التصوير يكون في ظلمات الرحم كما قال المولى عز وجل: { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } آل عمران6

وقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال: (إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده ، فلا يزيد

على أمر ، ولا ينقص) صححه الألباني

كما أنه جل وعلا قد جعل لكل فرد داخل النوع الواحد صورة تميزه عن غيره من أفراد نوعه، فإذا نظرت إلي زيد من الناس فإنك تعرفه بمجرد النظر إلي وجهه، وهذه من معجزات التصوير الإلهي، فرغم أن تركيب الوجه لا يختلف من إنسان إلي آخر .. إذ يتكون من العينين والأنف والأذنين والفم، إلا أنه تبارك وتعالى يصور من هذه التركيبة عددا لا نهاية له من الوجوه.

ورغم أن يد الإنسان تتكون من خمسة أصابع لها نفس التركيب إلا أن كل إنسان له يد تختلف في الشكل عن أيدي غيره من البشر، فالحق سبحانه وتعالى يصور من التركيبة الواحدة عددا لا نهائيا من الأشكال.

 [ الأنترنت  - موقع شبكة الألوكة  - تأملات في اسمه تعالى المصور - أ.د. وجيه يعقوب السيد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*حديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) :

روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا , فلما خلقه قال إذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك , فقال : السلام عليكم , فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله , فكل من يدخل الجنة على صورة

آدم , فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن .

والحديث ظاهر المعنى فى أن الله عز وجل صور آدم وجعل له سمعا وبصرا وعلما وحكما وخلافه وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة عند التجرد , والتى يصح عند إطلاقها إستخدامها فى حق الخالق والمخلوق , فالله عز وجل له صورة وآدم له صورة , ولفظ الصورة عند التجرد لا يعنى التماثل قط , ولا يكون علة للتشبيه إلا عند من فسدت فطرته من المشبهه والمعطلة .

والقصد أن المصور سبحانه خص الإنسان بهيئة متميزة , ومن خلالها يدرك بالبصر والبصيرة ,وأسجد له بعد تصويره الملائكة , وليس بعد ذلك شرف أو فضيلة . الضمير الوارد في كلمة (صورته) عائد على آدم، وعبارة طوله ستون ذراعا جاءت توضيحا لهذه الصورة .. أي صورة آدم ، فآدم لم يمر بمراحل النمو المختلفة من كونه جنين فرضيع فطفل يحبو....الخ ، وإنما خلق هكذا رجلا كامل النمو والخلقة . والبعض يفسر هذا الحديث على أن الإنسان خلق على صورة الله عز وجل.

وهذا اعتقاد فاسد واضح البطلان لأن الإنسان وإن كان مخلوقا على أحسن صورة إلا أنه مخلوق، حتى الاشتراك بين الله عز وجل والإنسان في بعض الصفات كالسمع والبصر والقدرة هو اشتراك لفظي أو مجازي، لأن الصفة لدى الإنسان هي من عطاء الله وفضله ، وعقيدة أهل السنة تنزيه الله عز وجل عن أن يكون له شبيه أو نظير أو مماثل، قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى11

[ الأنترنت – موقع الراشدون - شرح أسماء الله الحسنى المصور] [الأنترنت – موقع ‏تجارة لن تبور‏ مع ‏يحيى الجيشي‏  - الله جل جلاله الْمُصَوِّر]

والبعض يفسر هذا الحديث على أن الإنسان خلق على صورة الله عز وجل.

وهذا اعتقاد فاسد واضح البطلان لأن الإنسان وإن كان مخلوقا على أحسن صورة إلا أنه مخلوق، حتى الاشتراك بين الله عز وجل والإنسان في بعض الصفات كالسمع والبصر والقدرة هو اشتراك لفظي أو مجازي، لأن الصفة لدى الإنسان هي من عطاء الله وفضله ، وعقيدة أهل السنة تنزيه الله عز وجل عن أن يكون له شبيه أو نظير أو مماثل، قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى 11    

 [ الأنترنت – موقع ‏تجارة لن تبور‏ مع ‏يحيى الجيشي‏  - الله جل جلاله الْمُصَوِّر ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*حديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) :

 وأيضاً نـقـول: إن المصور هو الذي صور الإنسان وأكرمه بأعظم تكريم

وهو أن خلقه على صورته في المعنى المجرد ليستخلفه في الأرض ويستأمنه في ملكه. فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي  قال :"خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس, فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك،  فقال : السلام عليكم،  فقالوا : السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله،  فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن." [صحيح]

والعلماء قالوا :الحديث ظاهر المعنى في أن الله تعالى صور آدم وجعل له سمعا وبصرا وعلما وحكمة وخلافة وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة عند التجرد والتي يصح عند إطلاقها استخدامها في حق الخالق والمخلوق، فالله رحيم وفي خلقه رحمه يوصفون بها لكن الرحمة في حق الله متفاوتة ومختلفة.. رحمة تليق به سبحانه وتعالى لا يعتريها أي معنى من معاني النقصان ولا تشبه رحمة البشر.

وقالوا: أن لفظ الصورة عند التجرد لا يعنى التماثل قط ..فالله ليس كمثله

شيء ولا نشبّهه بشيء ، لكن هناك معاني مشتركة قضى الله بها ليكون العباد ربانيين يسعون إلى الارتقاء إلى رب العالمين  في سلوك طريقهم إليه وأن يتحلوا بما يحب من هذه الصفات وأن يتخلصوا ويتبرءوا ويتنزهوا عن صفات لا يحبها وأن لا يتكلفوا صفات استأثر الله عز وجل نفسه بها.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق فمن نفى القدر المشترك فقد عطل ومن نفى القدر الفارق فقد مثل "وهذا من أصول الاعتقاد في باب الأسماء والصفات، فما من

شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق. 

فالذي ينفي القدر المشتَرك يُعطِّل صفات الله..فيقول: (الله يسمع وأنا أسمع فكيف ذلك؟ إذا فالله يسمع بلا سمع)..فيعطل الصفة لنفي التشابه. وهو ليس ثمة تشابه أصلا،  فسمع الله تعالى على الوجه الذي يليق به وليس على الوجه الذي خلقنا عليه. وكذلك من نفى القدر الفارق فقد شبه فيقول لا فرق بين رحمة الله ورحمة البشر..نعوذ بالله.  [الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*والموقف من صناعة الصورهو :

وردت جملة كبيرة من الأحاديث التي تنهى عن التصوير حمايةً لجناب التوحيد ومقامه، ذلك أن الخالق تعالى هو المصوّر والمبدع في خلقه وفي تصويره، فقيام المكلّفين بمثل هذه التصاوير هو مضاهاةٌ لخلق الله تعالى، ثم إن فتح هذا الباب ذريعةٌ للشرك ولابد، وإلا لما عُبدت الأصنام على مرّ الأزمان وقد كان مبدؤها تصوير الصالحين للتذكير بهم وبصلاحهم، كما صحّ بذلك الحديث.

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون، فيقال لهم أحيوا ما خلقتم) متفق عليه، وفي مسند الإمام أحمد قوله عليه الصلاة والسلام: (أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) .

وتشتدّ الحرمة إذا كانت التصاوير من جنس التماثيل، إذ المضاهاة فيها

أكبر، ولا يُنظر في التصوير عموماً إلى قصد السائل ونيّته، بل يثبت الحكم بثبوت الفعل، إلا أن الله سبحانه وتعالى جعل لنا مندوحة في تصوير ما لا روح فيه، فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نصح أحد الممتهنين لصنعة التصوير بقوله: "إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح" رواه أحمد، فاستدلّ العلماء من فتوى حبر الأمّة على جواز تصوير أي ذاتٍ خالية من الروح كالأشجار والمناظر الطبيعة ونحوهما، سواءٌ بالرسم أو بالنحت أو غير ذلك.    [ الأنترنت – موقع إسلام ويب  - المصوّر - اسم الكاتب: إسلام ويب ]

*دلالة الاسم على أوصاف الله :

اسم الله المصور يدل على ذات الله وعلى صفة التصوير , قال تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) غافر : 64 , واسم الله المصور يدل باللزوم على ما يدل عليه جميع أسماء الله الحسنى من صفات الكمال .[ الأنترنت – موقع ‏تجارة لن تبور‏ مع ‏يحيى الجيشي‏  - الله جل جلاله الْمُصَوِّر]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*والموقف من صناعة الصورهو :

*كيفية الدعاء و التخلق باسماء الله الحسنى : ان المدح والثناء على المولى عز وجل من أهم الخصائص التي يجب أن يتميز بها الانسان المسلم المؤمن بالله ، ولها عند الله ثواب عظيم جدا. ومن أهم وسائل هذا المدح والثناء هو الحديث مع الله والدعاء له من خلال أسمائه الحسنى التي ميز

بها نفسه سبحانه وتعالى.

أسماء الله الحسنى : هى الأسماء التى بها حمد وثناء وتمجيد لله تعالى، كما تشمل أيضا صفات الله تعالى وخصائص يتميز بها جل جلاله. تلك الأسماء التي سمى الله به نفسه فى كتبه وعلى لسان رسله، وتُساعد المسلم على تقوية ايمانه والتمسك بعقيدة الدين لما فيها من تعليم لصفات الله الحسنى.

أسماء الله الحسنى هى أساس لتوحيد المولى ومن أهم أسس العقيدة التي يجب أن يتعلمها الإنسان المسلم ويحفظها عن ظهر قلب.

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم، ” إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة” ، أى أن عدد أسماء الله الحسنى 99 اسم، وهي أسماء معروف

ومتداولة لدى الكل، بل والبعض يتم تسميته كعباد الله وفقا لتلك الأسماء، مثل عبد الرحمن وعبد الرحيم عبد اللطيف وما شابه ذلك.

ما قيل عن أسماء الله الحسنى فى القرآن  :  قال تعالى فى كتابه الكريم في سورة الأعراف “وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون” كما قال أيضا فى سورة الإسراء ” قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا”.

 كيفية الدعاء بأسماء الله الحسنى وأسرارها في الإجابة :  إن لفضل الدعاء بأسماء الله الحسنى كبير جدا، فالله يحب أن يناديه عبده باسمه، ولها أثر كبير فى استجابة الدعوات، وبالتالى من المُستحب جدا الدعوة بأسماء الله الحسنى دائما.

وبالتالى يجب على الداعي أن يستخدم فى دعاءه اسم الله الذي به ما

يريده من الدعاء. فمثلا المريض يدعو بالشافى، وطالب الرزق يدعو بالرزاق، وطالب المغفرة يدعو بالغفار، ومن يطلب الرحمة يدعو بالرحمن الرحيم، ومن يطلب الصبر يدعو بالصبور.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*والموقف من صناعة الصورهو :

أمثلة للأدعية بأسماء الله الحسنى :  هناك أدعية كثيرة بأسماء الله الحسنى نذكر منها بعض الأمثلة، “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين” “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا”، “اللهم أنت الواحد الصمد القادر على كل شيء اللهم إني اسألك …ويسأل الله حاجته”. وهناك أيضا، ” اسأل الله العلي العظيم ثم يذكر حاجته”، “اسألك الله الشافي المعافي شفاء لا يغادره سقما” ، “نسأل الله الوهاب الرزاق الفتاح والكريم في أن يهبنا ويرزقنا من فضله”، “نسأل الله العليم أن يرزقنا من علمه فالله علام الغيوب”، “يا حفيظ احفظنا بحفظك وهيمن علينا بقدرتك وقوتك”. دعاء النبى الشهير بأسماء الله الحسنى :  كان هناك دعاء ذكره النبي لازالة الهم والكرب، وهو دعاء بأسماء الله الحسنى قال فيه ” اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو إثتأرت به في علم الغيب عندك ويذكر الشخص حاجته”.

وقد  أمرنا المولى عز وجل بالتضرع فى الدعاء والابتهال،في الدعاء

عبادة، واستخدام أسماء الله الحسنى له فضل كبير فى استجابة الدعوات.

الدعاء دواء للعديد من الأزمات، والصبر على الدعاء واجب على العبد لأن الله سيستجيب فى النهاية ويخبأ لك الأفضل، فثق دائما بالله.

أسماء الله الحسنى كنز كبير فى الدعاء وفى العبادة بشكل عام، يجب أن تسعى للاستفادة منه، فهى استحضار لعظمة الله وقدراته على تحقيق المعجزة فى دعء العبد مهما كانت كبيرة. فالله هو نعم الحق ، وهو نعم المجيب السميع العليم ، التقصير منا وليس منه، فما علينا إلا أن نستحضر عظمة الخالق العظيم فى قلوبنا ونفوسنا وعقولنا وندعو بإخلاص وعليه الإجابه فهو الكريم الواسع الرزاق. أسماء الله الحسنى يشرع الدعاء بها ضمن الأدعية العادية ما لم يكن فيها ما هو محظور من العبارات التي يمنعها الشرع.  [ الأنترنت – موقع طريق الإسلام – المصدر: موقع الكلم الطيب هاني حلمي عبد الحميد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*الدعاء باسم الله المصور دعاء مسألة :

ورد الدعاء بالوصف من حديث على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال : اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت , سجد وجهى للذى خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين . [ الأنترنت – موقع ‏تجارة لن تبور‏ مع ‏يحيى الجيشي‏  - الله جل جلاله الْمُصَوِّر]

*الدعاء باسم الله المصور دعاء عبادة :

دعاء العبادة باسم الله المصور أن يراعى العبد توحيد الله فيه , فلا يتشبه به فيما انفرد به من الربوبية ويقع فى شرك تصوير , من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا , أوقتله نبى , أو رجل يضل الناس بغير علم , أو مصور يصور التماثيل . [ الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى ]

وروده اسم الله تعالى( المصور) في القرآن وفي السنة:

ورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن وهو قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر:24]، وجاء بصيغة الفعل مرات {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران:6]، {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ} [الأعراف:11]، {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [التغابن:3]. [ الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى ]

*حظ المؤمن من اسم الله المصور: 

توحيد الله سبحانه وتعالى :

قلنا أن اسم الله المصور يوجد فيه معنى التمييز. إذا  فأول شيء يُراعيه العبد في العمل بهذا الاسم هو تحقيق التوحيد, فلا يتشبه بما انفرد به ربه من  صفات الربوبية، ولا يقع في شركِ التمثيل ولا يشبه الله سبحانه وتعالى بصفاتِ البشر على الوجه المذموم .

[ الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*حظ المؤمن من اسم الله المصور:*الدعاء باسم الله المصور دعاء مسألة :

ويسعى في تحسين ظاهره وكذلك في تحسين باطنه:

  إذا قلنا أن التصوير فيه معنى تزيين الشيء وتمييزه، وقلنا مثال ذلك البناء الذي يُبنى، فيذكّر هذا بمعنى : الله جميل يحب الجمال ويحب أن تكون على أحسن صورة، فحقها وحظ المؤمن فيها أن يكون هو كذلك جميلا، أن يكون على صورة حسنة طول الوقت لما قال النبي  :"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر،  فقالوا :أفرأيت الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا وسمته حسنا ( شكله جميل ) قال: ليس ذاك. إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس ".

لكن في نفس الوقت ينبغي أن لا يأخذ هذا التحسين الظاهري منه جل وقته, كأن يقف أمام المرآة مثلا نصف ساعة ليسرح شعره بطريقة معينة ويلبس بشكل معين، لا, قال : "البذاذة من الإيمان" [ أخرجه أحمد في مسنده]  يعني أحيانا لا يهمه مظهره الخارجي فلا يكون عبدا للصورة. ألم يقل النبي  صلى الله عليه وسلم : "تعس عبد الخميصة"  والخميصة هي الثوب،  فبعضهم لا يقدر أن يتخلى عن مظهر ألفه الناس عليه فيعطل صلوات وعبادات لأنه يجب أن يظهر طول الوقت بمظهر معين أمام الناس. وهذا مذموم بل المهم أن يسعى في تحسين باطنه مع الحفاظ على حسن المظهر وأن يسعى في تهذيب نفسه وتطهيرها من آفاتها.. ألم نقل أنهما صورتان: خارجية وداخلية..فلا يهمل أحدهما.

نختم اسم الله المصور بقول الله تعالى:{يَا أَيُّها الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ ِبِرِّبِكَ َاْلَكَرِيم الِّذِي خِلَقَكَ َفَسّواكَ فَعَدَلَك فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَّك}[لانفطار 6-]

كأن الله عز وجل يقول إذا راعيت أنك خلقت في أحسن صورة, فإن المصور حقها عدم الغرور، والغرور يحدث من أن لا يوافق ظنه بربه عمله ثم يقول هذا حسن ظن بالله. ولكن  من أحسن الظن أحسن العمل، لذا قالوا في تفسير الآية: ما غرك، قال السلف: غره حلمه وغره ستره فاجترأوا على المعاصي،  فهو يقول :{يَا أَيُّها الإِنْسَانُ مَاغَرَّكَ ِبِرِّبِكَ َاْلَكَرِيم}الانفطار : 6]

هل غرك أنه أغدق عليك هذه النعم ظاهرة و باطنه؟ إن حق الكريم سبحانه وتعالى أن يعبد ويطاع لا أن يخالف ثم بعد ذلك يجُترأ عليه ويغتر بستره وحلمه!!, إذن حقها أن لا يغتر بل يحُسن الظن بإحسان العمل .

[ الأنترنت – موقع الكلم الطيب - اسم الله تعالى المصور - شرح واسرار الاسماء الحسنى للشيخ هانى حلمى ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*اللهُ الخالق البارئ المصوِّر :

إن المتأمِّل لمنظومة الخلق في هذا الكونِ والملَكوت، تتجلَّى له شواهد العَظَمة ودلائل الربوبية الحقَّة والوحدانية لله عز وجل؛ خالقُ الكونِ ومدبِّرهُ والحاكمُ المطلق له: (ذَٰلِكُمُ اللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ).

فَخَلَقَ؛ أي هيأ وقَدَّر في الأزل. وبَرَأَ؛ بمعنى أنشأ من عدم وأخرج منظومة الخلق إلى حيِّز الوجود، وصَوَّرَ؛ بأن أعطى كُلَّ شيءٍ هيئتهُ ومظهرهُ النهائي. هذهِ معاني الأسماء القُدسية الكريمة إذا اجتمعتْ في السِّياقِ ذِكراً .. فإذا افترقتْ أفاد الواحدُ منها جميع تلك المعاني.

قال تعالى: (ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)، وقال سبحانه: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ

الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا)، وقال عز وجل: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

فسبحان الخالق القدير جلَّ وتبارك في عُلاه :

1/ دلائل الربوبية وشواهد العَظَمة في تنوّع واختلافِ مادة الخلق:

فخلْقٌ من ذهب، وخلقٌ من فِضّة، قال صلى الله عليه وسـلم: ” جَنَّتانِ مِن فِضَّةٍ، آنيتُهما وما فيهِما، وجَنَّتان مِن ذهَبٍ، آنيَتُهما وما فيهما، وما بين القوْمِ وبين أن يَنظُروا إلى ربِّهم إلَّا رِداءُ الكِبرِ على وَجْهِه في جنَّةِ عدْنٍ.”.[ رواهُ البخاري.]

فلذهنكَ الخيال والأمرُ فوق تصوُّره!؛ أن تدخل مكاناً يبهركَ فيه بريقُ

الذهبِ والفِضَّة أنَّى يممتَ وجهك وأينَ ترامَى منكَ البصر .. (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا).

وفَرَاشٌ من ذهب، ففي حديثِ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لمَّا أُسْريَ برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ انتُهيَ بِهِ إلى سدرةِ المنتَهَى، … قال: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)، قالَ – غشيها- فِراشٌ من ذَهَبٍ ..”.[ رواه مسلم.]

وخلْقٌ من فِضَّةٍ في صفاءِ الزجاج؛ قال تعالى: (وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن

فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا).

وخلقٌ من لؤلؤ؛ قال صلى الله عليـه وسلم: “إنَّ في الجنَّةِ خَيمةً مِن لُؤلؤةٍ مُجوَّفةٍ، عَرْضُها سِتُّون مِيلًا، في كلِّ زاويةٍ منها أهْلٌ ما يرَون الآخَرين، يَطوفُ عليهم المؤمِنون”.[ رواهُ البخاري.]

وخلقٌ كأنَّهُ اللؤلؤ، قال ربنا: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة العشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*اللهُ الخالق البارئ المصوِّر :

وخلقٌ كأنهُ الياقوتُ والمرجان في حُسنهِ وجماله، قال تعالى في وصفِ الحور: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ).

وخلقٌ من نور؛ قال صلى الله عليـه وسلم: “خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ”.[ رواهُ مسلم.]

وخلقٌ من نارٍ صافية؛ قال جلَّ جلالُه: (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ).

ونارٌ خاصيتها الإحراق بالحرارة، وأخرى تحرقُ وتُهلِكُ بالبرودة، قال صلى الله عليـه وسلم: “اشتَكَتِ النارُ إلى ربها، فقالتْ: ربِّ أكلَ بعضي بعضًا، فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ، فأشدُّ ما تجدونَ من الحرِّ، وأشدُّ ما تجدون من الزَّمْهَرِيرِ”.[ رواهُ البخاري.]

وخلقٌ من دُخان؛ قال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَاۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًاۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). فسبحان العزيزِ العليم ..

وخلقٌ من طين؛ قال ربنـا عن خلق أبينا آدم عليـه السلام: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ).

وخلْقٌ لا نراه: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)، وآخر لا نعلمُهُ: (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

وخلْقٌ هو سِرٌّ إلهي لا نُدرِكُ كُنهه؛ قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ

الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً).

وغير ذلك من جمالٍ في الملكوتِ والوجود؛ في الدنيا والآخرة؛ مصدرُهُ ومبدعهُ اللهُ (الجميل) سبحانهُ وتعالى .. فسبحان الخالق القدير جلَّ وتبارك في عُلاه ..سبحانكَ ربنا سبحانك .. أبداً أبداً سبحانك ..

2/ دلائل الربوبية وشواهد العَظَمة في منظومةِ خلقِ النوع الواحد

فلما قَدَّر العليم الحكيم خلق آدم عليه السـلام ليبدأ فجر البشرية التي أراد الله أن تكون، قبض قبضة من جميعِ الأرض؛ قال صلى الله عليه وسلـم: “إن اللهَ تعالى خلقَ آدمَ من قبضةٍ قبضها من جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، فجاءَ منهم الأحمرُ، والأبيضُ، والأسودُ، وبين ذلكَ، والسهلُ، والحَزنُ، والخبيثُ، والطيّبُ”.[ حسنٌ صحيح.]

فتأمَّل يا رعاكَ الله كيف عادَ البنونَ إلى أمهم الأرض يُسامونها شبهاً؛ بمظهرٍ خارجي، وسمتٍ من صفاتٍ باطنة؛ والمسلمُ يهذِّبُهُ الإيمان ويُشَذَّبُ بالقيمِ الشرعية السامقة، قال صلى الله عليـه وسلم: “مَنْ كان سهْلًا هيِّنًا لَيِّنًا، حرَّمَهُ اللهُ على النَّارِ”.[ صحيح.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الواحدةوالعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*اللهُ الخالق البارئ المصوِّر :

ثمَّ لما قدَّر الربُّ الحكيم العليم الخالق خلقَ عبدهِ آدم من غيرِ أبوين؛ اقتضت حِكمتهُ البالغة أن تكونَ الصورة المقابلة هي الخلق من أبوين؛ فهؤلاءِ جملة البشر المخلوق من طين ..

ولما اقتضت حِكمتهُ الإلهية جل وعزَّ؛ أن تكون أُمنا حواء من أبٍ دون أم، كانت الصورة المقابلة خلق نبيِّ الله عيسى من أمٍّ دون أب، فتَمَّتْ منظومة الخلق أربعاً في أبدعِ نظام وأكمل اتساق .. قال تعالى عن خلق آدم: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ).

 وقال سبحـانه عن خلقِ حواء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءًۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ

الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

 وقال جل وتبارك عن خلقِ عيسى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُۚ إِذَا

قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ).

وقال سبحانه عن خلقِ سائر البشر الطيني: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) .. تبارك اللهُ أحسنُ الخالقين ..

3/  دلائل الربوبية وشواهد العَظَمة في الجمع بين النقائض في عُرف العقل!:

فمن خَلقِ الله تعالى نوعٌ من الأسماء (الكهربائية)؛ بمعنى أن وسيلتها الدفاعية هي الصعق الكهربي لكل مفترسٍ مقترب، ومع ذلك تعيشُ في قلبِ الماء، لا الماءُ يؤثِّر فيها وفي خصائصها، ولا ارتفاع طاقتها وشحناتها الكهربية يؤثر في الماءِ وأحياءه .. تلك سمكة الرعاد الكهربية ذات الطاقة الكهربية العالية جداً والتي تُقَدَّر بـ (700 فولت) .. سبحان الخالقُ القدير .. سبحان الملك القُدُّوس القائل: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ

تَسْبِيحَهُمْۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) ..

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*اللهُ الخالق البارئ المصوِّر :

–الآثار التربوية والمسلكية للإيمان بهذهِ الأسماء الكريمة:

إن من له الخلق سبحانهُ؛ هو وحدهُ يستحق العبادة دون سواه، قال تعالى حِكايةً عن أحدِ أنبيائه: (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ). أن المتفرّد بالخلق عز وجل، هو وحدهُ الذي لهُ الحكمُ والأمر والتشريع: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).

من الأدب مع الله تعالى عدم عَيْبِ شيءٍ من الخلق، فقد قال عز وجل: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ).

ولما رأى النبي صلى الله عليـه وسلم رجلاً قد أسدل إزاره أمرهُ برفعه،

فاعتذر الرجل بما فيه، فأعاد عليه النبي صلى الله عليـه وسلم الأمر، وأسَّس قاعدة شرعية هي مقتضى الأدب مع الخالِق جلَّ وعلا.

عن الشريد بن سويد الثقفي، قال: “أبصر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يجرُّ إزارَهُ، فأسرع إليه أو هرول، فقال: “ارْفَعْ إِزَارَكَ، وَاتَّقِ اللهَ”، قال: إني أحنفُ[أحنفُ الرِّجْلِ؛ أَيْ مُعْوَجَّةٌ إِلَى الدَّاخِلِ.] وهذا ما يسمى بالكُساح. والبعض يُطلق عليه – جهلاً بالله تعالى-: يسميه عيباً

أو تشوُّهاً كما دارج على ألسنةِ كثير من العوام! – تعالى الخالق علواً كبيرا-.

تَصطَكُّ ركبتايَ، قال: “ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ كُلَّ خّلْقِ اللهِ حَسَنٌ”. فما رُؤِيَ ذلك الرجلُ بعدُ إلا إزارَه يصيبُ أنصافَ ساقيْهِ، أو إلى أنصافِ ساقيهِ” [إسنادُهُ صحيح.]

عدم التعدِّي على منظومة الخلق بالقتل أو التشويه أو سائر صنوف التعدِّي عدا المأذون فيه شرعاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: قرصت نملةٌ نبيًّا من الأنبياءِ، فأمر بقريةِ النملِ فأُحْرِقت، فأوحى اللهُ إليه: أن قرصتك نملةٌ أحْرَقتَ أُمةً من الأُممِ

تُسَبِّحُ”،وفي رواية أن الله أوحى إليه: فهلَّا نملةً واحدةً”[ رواهُ البخاري.]

فليس لأحدٍ صلاحية العبث بمنظومة الخلق أو أذيَّته أو إفنائه؛ خلا المأذون أو المأمور به شرعاً. فمثالُ المأذون فيه شرعاً؛ ما روته أمنا السيدة

عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليـه وسلم: “خمسٌ فواسقُ يُقتلْنَ في الحرمِ: الفارةُ، والعقربُ، والغرابُ، والحُدَيَّا، والكلبُ العقورُ. – وفي روايةٍ-: أمر رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بقتلِ خمس من فواسق في الحلِّ والحرمِ ..”.[ رواهُ مسلم.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*اللهُ الخالق البارئ المصوِّر :

–الآثار التربوية والمسلكية للإيمان بهذهِ الأسماء الكريمة:

ومثالُ المأمور به شرعاً قولُهُ عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ

الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى).

وقال صلى الله عليه وسلـم: “أشدُّ الناسِ عذابًا للناسِ في الدنيا، أشدُّ الناسِ عذابًا عند اللهِ يومَ القيامةِ”.[ صحيح الجامع.]

عدم مسايرة عَبَث التقنية؛ كبعض التطبيقات المعاصرة المستوردة، التي تُعمِلُ تراكيب برمجية شتَّى؛ كإلحاقِ أعضاء خلقية لمخلوقات أخرى على صورة الشخص؛ كالفلاتر الملحقة بالتطبيق المسمى بالـ (سناب شات)، فمن الناس من يرفق صورته أو صوراً لأحدِ أبنائه أو أحد معارفه، ثم يُلحق بها أنفاً لقط أو لأرنب أو أذناً لكلب، وغير ذلك!!!. (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ).

وقد ذكر غير واحد من علمائنا الأجلاء الربانيين حُرمة ذلك، مستدلين بقول الله تعالى حكايةً عن موقف إبليس لعنهُ الله: (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).

فالأصل في المسلم الذي شرَّفهُ الله بدينِ الإسلام والمبادئ والقيم الإيمانية الصحيحة، ألا يذوب في الثقافات المناقضة لدينه وهُويته الإسلامية؛ بل يأخذ منها ما ينفعه ويخدمُ دينه وثوابته الشرعية، ويضربُ صفحاً عما خالفها.[ من يتأمل أحوال الناس اليوم يجد التقنية قد أسهمت بشكلٍ كبير في تسطيحِ الكثير من العقول والأفكار، وجعلت الاهتمام بالسفاسف أولى]

عدم تغيير الخلقة والصورة؛ كعمليات التجميل التي لا ضرورة منها وإنما تدخل في باب الزينة المحرمة مما رتَّبَ عليه الشارع الحكيم لعناً أو وعيداً شديداً؛ كالنمص، والوشم، والوصل، والوشر، وتغيير اللون، وغير ذلك. قال صلى الله عليـه وسلم: “لعنَ اللهُ الربا، وآكلَهُ، وموكِلَهُ، وكاتِبَهُ، و شاهِدَهُ، وهم يعلمونَ، والواصِلَةَ، والمسْتَوْصِلَةَ، و الواشِمَةَ، والمستوشِمَةَ، والنامِصَةَ، والمتنمِّصَةَ”[ صحيح الجامع.]

 فتأمَّل كيف قرن رسول الله بين ذكر الزينة المحرمة التي فيها تغييرٌ للخلقة والصورة، وذكر كبيرة الربا المؤذنة بحربٍ من الله ورسوله.

أن الذي بيدهِ الخلق عز وجل؛ هو الذي بيدهِ مقاليدُ الأمور وخزائنُ كل

شيء ورزق كل مخلوق، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ).

عدم مضاهاة الخلق الإلهي؛ قال صلى الله عليـه وسلم: “أشدُّ الناسِ عذابًا يومَ القيامةِ المُصوِّرونَ”.[ رواهُ مسلم.] سبحانك ربنا ما أعظمك

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ

مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الأولويات!!. قال صلى

الله عليه وسـلم: “إنَّ اللَّهَ يحبُّ معاليَ الأمورِ ويَكرَهُ سَفسافَها”. [حديثٌ صحيح.]

[ الأنترنت – موقع  صحيفة تواصل الألكترونية - اللهُ الخالق البارئ المصوِّر - مريم تيجاني ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان :

*آثار الإيمان بهذا الاسم :

أولاً: الوعي التام بأن مناط النجاة يوم القيامة مرهون بالعمل الصالح

وليس بصورة المرء أو هيئته، ولذلك فقد صحّ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة قال واقرءوا إن شتم: { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا } ( الكهف : 105 ) ) متفق عليه، وفي حديث آخر: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) متفق عليه.

ثانياً: تكريم ما صوّره الله تعالى وخلقه وتحريم العبث به، ويدخل في ذلك تحريم تغيير خلقة الله بالوشم والوصل وقد ورد اللعن فيهما، كما ورد النهي عن التمثيل بالبهائم فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا تمثلوا بالبهائم) رواه النسائي، ومرّ عليه الصلاة والسلام بحمار قد وُسم في وجهه، فقال: (أما بلغكم أني قد لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها؟) رواه أبو داود.

ومن تكريم خلقة الله ما أورده أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ، ولا يقل : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورته)

 رواه ابن خزيمة بسند صحيح.

ثالثاً: القناعة بالخِلقة التي خلق الله عليها الإنسان لأنها أحسن الهيئات وأكرمها، قال تعالى:{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} (التين:4)، ومثل هذه القناعة تسهم في سدّ الباب الكبير الذي ولجه الناس في أيامنا هذه من الإقبال على عمليّات التجميل زيادة في الحسن والتجمّل بما يخالف ما أمر الله به، سوى ما استُثني من العمليات المباحة التي تقوم على إزالة العيوب الطارئة – كتلك التي تنشأ من الأمراض والحوادث- أو الناشئة من أصل الخِلقة كالتشوهات الحاصلة في بعض الأعضاء، فليس هذا من باب التغيير المحرّم، والدليل أن عن عرفجة بن أسعد رضي الله عنه أصيب أنفه في الجاهلية فاتخذ أنفا من فضة، فأنتن عليه، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتخذ أنفا من ذهب، [رواه الترمذي وأبو داود والنسائي.] 

[ الأنترنت – موقع إسلام ويب  - المصوّر - اسم الكاتب: إسلام ويب ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

أولاً: إن اللَّه تعالى هو الخالق وحده وما سواه مخلوق، قال تعالى: {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار (16)} [الرعد]، وقال تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3]، فكل ما سوى اللَّه مخلوق محدَث، وكل المخلوقات سبقها العدم؛ قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1)} [الإنسان].

ثانيًا: إن اللَّه تعالى لم يزل خالقًا كيف شاء ومتى شاء ولا يزال، قال تعالى: {يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء} [النور: 45]، وقال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ} [القصص: 68]، وقال تعالى: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد (16)} [البروج].

ثالثًا: إن اللَّه تعالى ذكره خالق كل شيء، قال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [غافر: 62].

رابعًا: خلق اللَّه عظيم، فلا يستطيع مخلوق أن يخلق مثله، فضلاً عن أن

يخلق أفضل منه، قال سبحانه: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ

مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين (11)} [لقمان: 11].

وفي هذا تحدٍّ لجميع الخلق من الجن والإنس وغيرهم.

وقد أثبت اللَّه عجزهم عن خلق ضعيف حقير: كالذباب، ولو اجتمعوا على ذلك، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب (73)} [الحج].

خامسًا: إن اللَّه حرَّم على عباده أن يصوِّروا الصور ذوات الأرواح، لما

فيها من مضاهاة لخلق اللَّه، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «قَالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟! فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً وَليَخْلُقُوا ذَرَّةً» [ صحيح البخاري ص 1155، برقم 5953، وصحيح مسلم ص 876، برقم 2111.]

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ» [ صحيح البخاري ص 1155، برقم 5950، وصحيح مسلم ص 875، برقم 2109.]، وفي رواية: «يُقَالُ لَهُم: أَحْيُوا ما خَلَقْتُم» [ صحيح البخاري ص1155، برقم 5951، وصحيح مسلم ص875، برقم 2108. ]؛ وفي هذا دليل على تعذيب المصوِّر: وهو أن يكلَّف نفخ الروح في الصورة التي صوَّرها، وهو لا يقدر على ذلك، فيستمر تعذيبه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان: *ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

سادسًا: خلق اللَّه العظيم، فهو الذي خلق السماوات والأرض، وهما أعظم من خلق الإنسان، قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون (57)} [غافر]، ومن عظمة خلق اللَّه: أن الكرسي وهو موضع القدمين - كما قال ابن عباس رضي اللهُ عنهما - وسع السماوات والأرض جميعًا، والعرش أعظم من ذلك،

واللَّه تعالى مستوٍ على عرشه، وهو أعظم وأكبر من كل شيء.

سابعًا: إن اللَّه تعالى ما خلق هذا الخلق عبثًا، وإنما لغاية عظيمة، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُون (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم (116)} [المؤمنون].

وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِين (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِين (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون (18)} [الأنبياء].

قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه خلق السماوات والأرض بالحق: أي بالعدل والقسط {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)} [النجم]، وأنه لم يخلق ذلك عبثًا ولا لهوًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار (27)} [ص] [تفسير ابن كثير (9/ 395).] ثم بين سبحانه الحكمة في الخلق فقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين (58)} [الذاريات] [ النهج الأسمى في شرح أسماء اللَّه الحسنى (169 - 174).] [ الأنترنت – موقع الدرر المنتقاة - شرح اسم الله الخالق المصور]

*ومن معاني أسماء الله عزّ وجلّ: الخالق، البارئ، المصوّر:

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الخالق، البارئ، المصوّر:

قال أهل التّأويل: معنى البارئ، هو الخالق الّذي خلق النّفوس في الأرحام وصوّرها كما شاء في ظلماتٍ ثلاثٍ، والذّارئ مثله، الّذي ذرأ الخلق وبرأهم من أمّهاتهم، والخالق هو المقدّر الفاعل الصّانع، وهو البارئ المصوّر، فهذه صفة قدرته.

والخلق منه على ضروبٍ: منه خلق بيده، ويخلق إذا شاء فقال: {لما خلقت بيديّ} ومنه ما خلق بمشيئته وكلامه ويخلق إذا شاء، ولم يزل موصوفًا بالخالق البارئ المصوّر قبل الخلق، بمعنى أنّه يخلق ويصوّر، وكان من دعاء عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: يا بارئ المسموكات وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها.

وبسنده من حديث طاووسٍ، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجّ آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم أبونا خيّبتنا وأخرجتنا من الجنّة، فقال له آدم: يا موسى أنت موسى الّذي اصطفاك الله عزّ وجلّ بكلامه وخطّ لك التّوراة بيده، أتلومني على أمرٍ قدّره الله عزّ وجلّ عليّ قبل أن يخلقني قال: فحجّ آدم موسى.

وبسنده من حديث ابن محيريزٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحاجّ آدم وموسى، فقال آدم: يا موسى أنت الّذي بعثك الله برسالاته، واصطفاك بكلامه على خلقه لم فعلت كذا، فقال موسى: يا آدم أنت آدم أبو النّاس الّذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنّته، وصنعت الّذي صنعت، فلولا أنت لدخل ذرّيّتك الجنّة، فقال آدم لموسى: أتلومني على أمرٍ قدّر عليّ قبل أن أخلق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى.

وبسنده من حديث  شدّاد بن أوسٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيّد الاستغفار أن يقول العبد: اللهمّ أنت ربّي لا إله إلاّ أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، فإن قالها بعد ما يصبح موقنًا، فمات من يومه قبل أن يمسي، كان في الجنّة، وإن قالها حين يمسي، فمات قبل أن يصبح، كان في الجنّة.[رواه شعبة وجماعةٌ عن حسينٍ المعلّم.ورواه الوليد بن ثعلبة، فقال: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه ووهم فيه والصّواب حديث حسينٍ). [التوحيد: 2/76-79][ الأنترنت – موقع معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد  - ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الخالق، البارئ، المصوّر ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان: *ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

وقال عبد الله الوائلي : المصور: معناه وأصله في كلام العرب :

- يقول ابن فارس: ( صورة كل مخلوق والجمع صور وهي هيئة خلقته والله تعالى البارئ المصور ويقال رجل صّير إذا كان جميل الصورة ).

- فالصورة هي الهيئة والمصور هو الذي يشكل ويعطي كل مُصور هيئته

التي تناسبه وتليق به.

- التصوير يطلق على التخطيط والتشكيل فإذا قلت صوره أي جعل له صورة أو شكلا أو نقشا معينا.

- فالتصوير إذن في كلام العرب هو صناعة الصورة

· سمى الله عزوجل نفسه بهذا الاسم الكريم في موضع واحد وهو في سورة الحشر في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

· وأما ما ذكره الله عزوجل في كتابه في أنه يفعل التصوير ويصور ما شاء فقد ورد ذلك في مواضع من كتاب الله تعالى متعددة , وهي تدور على معنى واحد أو معنى مقارب· فمن ذلك:

- أن الله تبارك وتعالى قال في سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فهو يخبرنا جل وعلا عن كمال علمه وقدرته وإرادته حيث إن الله عز وجل رد في هذه الآية على النصارى الذين زعموا أن عيسى عليه السلام هو ابن الله وذلك أن عيسى أعطاه الله عزوجل من القُدرة والإمكانات التي كانت من قبيل المعجزات فكان من ذلك أن عيسى صلى الله عليه وسلم يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله عز وجل.

إذا كان الله عز وجل هو الذي يصور المخلوقين في الأرحام كيف يشاء ومعلوم أن عيسى عليه السلام هو من جملة المخلوقين فهو إذا من جملة المصّوَرين , فكيف يكون المصّوَر مصِّور , وكيف يكون المربوب المخّلق الذي خلقه الله عز وجل كيف يكون خالقا مبدعا موجدا للخلائق من

عدم وهو مخلوق؟ .

- جاء أيضا إضافة التصوير إلى الله تبارك وتعالى في آية أخرى من سورة الأعراف وهي قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ ).

( ولقد خلقناكم ): متى كان هذا التصوير ومن هو المعني بذلك؟ هل هو آدم أم المراد بذلك الذرية ؟ هذا خلاف بين السلف , والحاصل أنها يمكن أن تفسر أنها خطاب لجميع المخلوقين.

- وجاء أيضا في قوله تعالى: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) وذلك في موضعين في كتاب الله عز وجل , والموضع الأول في سورة غافر , والثاني في سورة التغابن , ومعناها: أي أن الله خلقنا في أحسن صورة وأجمل هيئة وفضلنا في هذا الخلق على كثير ممن خلقت حلت قدرته وتعالت أسماؤه وصفاته , فجعل رأس الإنسان إلى أعلى ورأس البهائم إلى أسفل.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان: *ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

· جمع الله لنا حسنا في التصوير الظاهر والباطن , فأما الظاهر فهذا التصوير الشكل الذي نراه في أحسن هيئة من جمال الوجه وحسن المنظر , ووضع كل عضو في مكانه اللائق به فلم يقلب في شيء من هذه الأعضاء ولم ينكسها , وأما جمال الباطن فيما خص الله به هذا الإنسان وحباه من العقل الذي يفكر به , وميزه بالأدب والأخلاق.

- جاء أيضا في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ) والخالق هو المقدر في هذه الآية , والبارئ هو الذي أوجد ما قدر على وفق تقديره فأبرزه في الخارج وأوجده , وأما التصوير فهو أن الله أعطاه هيئة مناسبة وشكلا لائقا به.

- الآية الأخيرة هي قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ) في سورة الانفطار , والمعنى: أن الله تعالى يركب هذا المخلوق في أي صورة يختارها على حسب ما تقتضيه حكمته جل وعلا.

· بهذا يتبين أن التصوير في هذه الآيات الست كلها يدور حول معنى واحد وهو التخطيط والتشكيل وإعطاء الإنسان هذه الصورة الظاهرة مع المعنى الحسن الباطن من الأخلاق الكريمة والمعاني الطيبة.

· ورد في كتاب الله عز وجل إضافة التصوير إلى الله تبارك وتعالى بغير لفظه يعني بألفاظ أخرى ومن ذلك:

- قوله عن النطفة التي يخلق منها الإنسان والعلقة والمضغة قال: (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) يعني أن هذه المضغة التي هي قطعة من لحم بقدر ما يمضغه هذا الإنسان , (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) السلف لهم أقاويل كثيرة في معناها ومن أقاويلهم الشاهد هنا:

( مخلقة ) أي مصورة واضحة المعالم , ( غير مخلقة ) أي التي لم يظهر فيها التصوير والتخطيط والتشكيل , ونحن نعلم أن هذه المضغة إذا مضى عليها ثمانون يوما أنه يبدأ بعد ذلك فيها التخطيط والتشكيل فالعيون تكون نقط واليد والرجل وما شابه ذلك هي عبارة عن خطوط ثم بعد ذلك يبدأ تميز أعضاء الإنسان أكثر وتنفصل هذه الأعضاء فتكون اليد

منفردة كما ترون ثم بعد ذلك يكتمل خلقه على وفق ما أراد الله عز وجل.

- ومن هذه الآيات قوله تعالى: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) ومما قيل في معناها أي: فصورنا فنعم المصورون.

- ومن ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ) فقد قال بعض السلف ( قدر فهدى ) أي الذي صور صورا حسنه ثم هدى هذه المخلوقات المصورة إلى ما يصلحها وما يكون فيه بقاؤها وقوامها وما يكون سببا لمجانبتها للمضار.

- ومن ذلك أيضا قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) فكثير من السلف يقولون أي أنه خلق في أحسن صورة وفي أتم شكل.

- وكذلك قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) فبعض أهل العلم يقولون في معناه ( فإذا سويته ) أي صورته وجعلته على صورة البشر من الطين ثم بعد ذلك نفخت فيه فصار إنسانا فيه الروح , ومعلوم أن الله قد أخذ قبضة من طين الأرض ثم بُـلّ هذا التراب بالماء فصار طينا , ثم ترك مدة فصار حمأَ ( يعني طينا متغيرا يميل إلى السواد وفيه رائحة متغيرة ) ثم بعد ذلك صوره الله عزوجل وشكله إلى هيئة إنسان ثم ترك فصار فخارا لما جف , هذه أطوار الإنسان التي أخبرنا الله عزوجل عنها في القرآن الكريم وبعد ذلك نفخ الله به الروح.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

· إذا عرفت يا عبدالله أن الله عز وجل هو المصور فإن ذلك يؤثر في سلوكك وفي قلبك وفي عملك آثارا لا تخفى , ومن هذه الآثار:

1- أن العبد لا يجترئ على الله عزوجل فيضاهئ بخلقه فيصور الصور التي حرم الله عزوجل تصويرها , وقد أخرج الشيخان من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) , وجاء أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها المخرج في الصحيحين قالت: ( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الستارة تلون وجهة وقال يا عائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهؤون بخلق الله , قالت: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين ) والسهوة هي الصفة تكون بين يدي البيت وثيل هي الطاق النافذ في الحائظ أي هي النافذة , ومعلوم أن الذي يكون على الستار شيئا من قبيل الرسم ولا يكون من قبيل التماثيل المجسمة, ومعلوم أن التمثال يطلق على الصورة المجسمة والغير مجسمة وهذا الدليل صريح في أن التصاوير المحرمة لا يشترط أن تكون من المجسمات وإنما يكفي أن تكون من المصورات سواء كان ذلك تطريزا في الثياب أو كان رسما على الورق أو غير ذلك مما يدخل في اسم التصوير فإن كان من المجسمات فهذا أشنع وأشد.

فدل هذا الحديث على تحريم التصوير وأنه من الكبائر بل من أعظم الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أصحابه من أشد الناس عذابا يوم القيامة ثم أن هذا لا يقتصر على الذي صورها وإنما يلحق هذا الحكم من اتخذها أيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على عائشة رضي الله عنها هذا الإنكار وتغير هذا التغير.

2- وأخرج الشيخان أيضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل مصور في النار يجعل له في كل صورة صورها نفس فيعذبه في جهنم ) , وقد ذكر ابن عباس رضي الله عنهما هذا الحديث لرجل سأله عن صنعة وعن مهنة امتهنها وأنه يرتزق من التصوير , فقال له ابن عباس لا أحدثك إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث , فتغير وجه هذا الرجل وربى ربوة ( يعني انتفخ وكأنه تنفس بقوة مما ينبئ عن ضيقه ومضجره بما سمع ) , فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: ويحك إن كنت فاعلا لا محالة فعليك بهذا الشجر والحجرمما لاروح له, أو كمال قال رضي الله عنه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

3- وأيضا أخرج الشيخان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من صور صورة في الدنيا كـُلّـف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ).

4- وأخرج الشيخان أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ).

5- وأيضا أخرجا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أن الله تعالى قال: ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي..الحديث) وهذا الاستفهام مضمنا لمعنى الإنكار والنفي كما لا يخفى , وهو بمعنى لا أحد أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله عزوجل.

6- وأخرجا أيضا عن طريق أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ).

7- وفي الحديث المشهور عندما تأخر جبريل عليه السلام على النبي

صلى الله عليه وسلم في بعض زياراته له كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل أن يأتيه فراث عليه ( أي تأخر جبريل ) حتى اشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلقيه جبريل عليه السلام فشكا إليه فقال جبريل: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة. وهذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.

8- وأخرج مسلم أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في ساعة أن يأتيه فجاءت تلك الساعة فلم يأته , قالت: وكان بيده عصا فطرحها من يده وهو يقول ما يخلف الله وعده ولا رسله , ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال: متى دخل هذا الكلب , فقلت: والله ما دريت به , فأمر به فأخرج , فجاءه جبريل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعدتني فجلست لك ولم تأتني , فقال جبريل: منعني الكلب الذي كان في بيتك , إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة ) فهذا كلب صغير دخل من غير علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علام أهل بيته مع ذلك امتنع جبريل عليه السلام عن الدخول , مع أن بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هو أشرف البيوت على الإطلاق , فكيف بالبيوت التي تعج بأنواع المنكرات وبألوان التصاوير المعلقة على الحيطان , ولربما كانت تصاوير أفجر الخلق من المغنيين والممثلين والماجنين وما إلى ذلك من السفلة في المجتمعات , فكيف تدخل الملائكة مثل هذه البيوت؟!.

9- وأيضا أخرج الإمام مسلم من حديث أبي الرياح حيان بن حصين قال قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( ألا أبعثك على ما جعلني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته )

فدلت هذه الأحاديث على تحريم التصاوير وعلى تحريم اتخاذها وعلى تحريم تعليقها وعلى تحريم أن يقوم العبد بتصوير شيء منها والمقصود بذلك أي من ذوات الأرواح.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

· التصاوير: هذا اللفظ يشمل كل ما يصدق عليه أنه تصوير في كلام العرب , والأصل في حمل ألفاظ الكتاب والسنة على أن تحمل على ظاهرها , العام منها يحمل على عمومه ولا يخصص إلا بدليل يدل على تخصيصه , والأحاديث التي وردت في هذا المعنى من تأمل فيها ونظر فيها وجد أن التصاوير إنما حرمت لعلل وأعظم هذه العلل وأكبرها هما علتان:

1- مضاهاة خلق الله عز وجل.

2- أنها مظنة لأن تعبد من دون الله عز وجل.

ومعلوم أن أول كفر وقع في العالم هو كفر قوم نوح عليه السلام حيث أنهم صوروا التصاوير لقوم صالحين ثم تطاول بهم الزمان فزين لهم الشيطان عبادتهم فعبدوهم من دون الله عز وجل , وبقي فيهم نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاما وهم يصرون على كفرهم , وهذا يدل على خطر هذه التصاوير وأنها باب واسع وذريعة عظيمة من ذرائع الشرك.

- ولذلك يقال هذه التصاوير بجميع أنواعها محرمة لأنها مضاهاة لخلق الله سواء كانت رسما باليد أو تماثيل مجسمة أو كان تصوير بالكاميرا بجميع أنواعها حتى ما يقال له كاميرة الفيديو , فكل ذلك يقال له تصاوير لغة , واللفظ يصدق عليها جميعا , ومن قال أنها ليست تصاوير فعليه بالدليل , لأنه لا يجوز إخراج شيء من العام أو مما دخل تحت العموم إلا بدليل يجب الرجوع إليه.

ومن قال بأن هذه التصاوير ليس فيها مضاهاة لخلق الله عز وجل , لو سلمنا جدلا أن ليس فيها مضاهاة لخلق الله عز وجل على سبيل التنزل لبقيت العلة الأخرى ظاهرة.

2- ومما يؤثر هذا الاسم الكريم في العبد أنه إذا عرف هذا فإنه لا يغتر مما أعطاه الله من حسن الخلق وكماله ووفور الجمال والخصائص التي تميزه عن سائر الناس وإنما يتواضع لله عز وجل ويزداد شكرا له ويحمده على هذا الإنعام والأفضال الذي حباه الله عز وجل به.

ومعلوم أن الإنسان لا يشكر بحال من الأحوال على الأوصاف التي لا يد له فيها أو على الأمور التي لا يد له فيها , وإنما يشكر على ذلك هو من أسداها وأعطاها فالإنسان لا يُشكر على بياضه أو على طوله أو على حسن هيئته ونحو 1لك لأن هذا أمر ليس له يد فيه لا من قريب ولا من بعيد , وإنما يُشكر الإنسان على الأوصاف الاختيارية إن هو اتصف بها بطوعه واختياره وجاهد نفسه وحملها على هذه الأمور , فالإنسان يشكر على صبره وكرمه وتحمله وغير ذلك , وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول إذا سجد في سجود التلاوة ( سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين ) أخرجه الإمام أحمد والترمذي والحاكم بإسناد صحيح.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:

3- ينبغي على العبد أن يشتغل بإصلاح الباطن , فإن حسن الظاهر إن كان من غير صلاح في الباطن فإن ذلك صورة لا معنى لها , وإنما يكمل هذا الحسن ويتم إذا سعى العبد في تصحيح باطنه وفي تقويم نفسه وتهذيبها على طاعة الله عز وجل ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وابن مسعود رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:( اللهم كما أحسنت خَلقي فأحسن خُلقِي )

4- أن العبد إذا عرف أن التصوير من خصائص الله عز وجل فلا يشتغل في عيب أحد في خلقته , لأن عيب الصنعة إنما هو عيب لصانعها , فالإنسان لم يتدخل في هيئته الظاهرة , وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث الشريد رضي الله عنه في خبر الرجل الذي قد أسبل إزاره فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر إزاره قال له ارفع إزارك واتق الله , فقال: إني أحنث تصطك ركبتاي , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفع إزارك فإن كل خلق الله عز وجل حسن ) والحنث هو ميل في الساقين. وإنما يُذم الإنسان في الأمور التي اختارها كأن يكون جبانا أو بخيلا أو كذابا.

5-أن يرضى العبد بما قسم الله عز وجل له فلا يتدخل في تغيير خلق

الله لا في قليل ولا في كثير , والله عز وجل أخبرنا عن الشيطان حينما توعد وتوعد فقال الله عز وجل عنه: (لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) فتغيير خلق الله عزوجل وتبتك آذان الأنعام كل ذلك تعد على اسم الله عزوجل المصور.

ومن هنا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخان : (لعن

الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن

المتغيرات خلق الله ).

والواشمة: هي التي تصنع الوشم لغيرها , والمستوشمة هي التي تطلب أن يفعل فيها ذلك , والوشم هو أن يؤتى بإبرة أو نحوها فيدق بها الجلد ثم بعد ذلك يوضع في مكانه كجل أو نحو ذلك من لون من الألوان,فيبقى هذا اللون لا يفارقه أبدا,وهذا لا يجوز سواء كان رسما أوكتابة أم غير ذلك

والواصلة: هي التي تعمد إلى شعر فتصل فيه شعرها , لأنه قصير أو لأنه ممزق أو غير ذلك , ولربما دخل فيه ولا شك أنه داخل في تغيير خلق الله اللاتي يزرعن الشعر الصناعي , أما التي تزرع البصيلات فهذا لا إشكال فيه , فهو من باب الطب والعلاج المباح.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين الخالق المصور:         والمتنمصة :وهي التي تزيل شعر الحاجب أو هي التي تزيل شعر الوجه وذلك طلبا للحسن فيبدو الحاجب دقيقا بعد أن كان عريضا مثلا , أو أنها تعمد إلى شعر وجهها فتزيل هذا الشعر بملقط أو غير ذلك عبر الليزر أو غير ذلك من الأشياء الحديثة التي يزال به الشعر في هذا العصر.

وإذا كان هذا الحكم فيما يتعلق بالمرأة , فما باله إذا كان صادرا من الرجل؟ , إذا حلق الرجل لحيته فكيف يكون الشأن في حقه إذا كانت المرأة ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أزالت شيئا من شعر وجهها مع أن من طبيعة المرأة الحسن والرقة والنعومة , وهي تبحث عن الجمال؟ , قال تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) فإذا عمد الرجل وأزال شعر لحيته التي أمر الله بإبقائها فهو مذموم من باب أولى , كيف إذا فعل الرجل عمليات التجميل وإزالة الشعر , وإذا قام بالنمص لحاجبه؟ , وما كنا نظن أنه يأتي يوم يعمد الرجل إلى مثل هذا الفعل ولا يكاد الإنسان يصدق لولا أن بعض الإخوان يؤكدون ذلك.

ثم يدخل بذلك كل من تشبه من الرجال بالنساء سواء إما بحلق لحيته أو بالنمص أو بغير ذلك , وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( لعن صلى الله عليه وسلم المشتبهين من الرجال بالنساء والمشتبهات من النساء بالرجال ) فهؤلاء لم يرضوا بما أعطاهم الله عز وجل من الخلق فهم غيروا خلق الله , فيدخل في ذلك أيضا الذين يقومون بعمليات جراحية ليتحول إلى امرأة والمراة التي تريد أن تتحول إلى رجل , طبعا هذا غير الحالات التي يجوز فيها ذلك , كأن يكون الرجل أصلا هو رجل لكن لم يظهر ذلك إلا بعد مدة فلا بأس , ولكن أتحدث عن أقوام قد مُسخت فطرهم وأراد أن يتحول إلى امرأة , وكذلك الذين يأكلون هرمونات فيظهر لهم ثدي أو غير ذلك , وغير ذلك من الأمور التي يفعلها من لا خلاق له.

والمتفلجة : هي التي تقوم بمبرد أو غير ذلك فتفرق بين الأسنان , بين الرباعيات مثلا وبين الثنايا , فتفرق بينهما فيبقى كل سن بمفرده , ويدخل فيه عمليات تقويم الأسنان إلا الحالات الطبية فقط التي تقتضي تدخل الطبيب , أما الذين يفعلون ذلك لمجرد الزينة ولتنظيم الأسنان بشكل جميل ونحو ذلك فهم داخلون في هذا المعنى ولا شك.

ومما يدخل أيضا في تغير خلق الله عز وجل مما أبدعه الطب الحديث اليوم تطويل القامة أو تقصيرها , فبعض الناس يطولون أنفسهم بعمل عملية فيطيل الفخذ أو الساق أو اليد أو نحو ذلك لأمر من الأمور , وكذلك يدخل فيما يسمى بالهندسة الوراثية الذين يتدخلون في تكوين الإنسان في أول خلقته ونشأته , ويدخل فيها أشياء كثيرة جدا من عمليات التجميل كتكبير الثديين وتصغيرهما , وكذلك شد الوجه وشد الترهلات التي في الجسم بطريقة أو أخرى , إما بعمليات جراحية أو بدهونات أو أمور غير ذلك , فتبدو المرأة الهرمة التي قد أثر الزمن والدهر في وجهها , تبدو مشدودة الوجه كأنها فتاة!! وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر!! فتبدوا قبيحة وإن ظنت أنها جملية.

ومما يدخل فيه تكبير الأنف أو تصغيره وهو الغالب , وتكبير الشَـفَـه أو تصغيرها , وكذلك ما يسمى بالرموش الصناعية , وغير ذلك أمور كثيرة جدا مما يقال له عمليات التجميل كتدوير الفخذين وغيرها من الأمور التي يفعلها كثير من الناس في هذا العصر.

فأقول إذا عرفت وآمنت أن الله هو المصور فينبغي ألا تتدخل في هذه الأمور , وأن ترضى بما قسم الله عز وجل لك , وأن تتذكر أن خلق الله حسن , فلا تعمد إلى تغيير شيء من خلقه. أسأل الله عز وجل أن يجمل لنا بين حسن الخـَلق وحسن الخُلق. والله أعلم وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين [الأنترنت – موقع  ملتقي أهل الحديث  - عبد الله الوائلي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*وقال أ. د. حسني المتعافي : هل الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ اسم واحد ؟ :

قال تعالى:{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الحشر24

فطبقاً لأسس استخراج الأسماء فإن (الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) هو اسم واحد يعبر عنه بكل تلك الألفاظ، وهذا الاسم هو من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى، وهو من الحلقات الإلهية.

فهذا الاسم يشير إلى سمة واحدة تفصيلها هو السمات الثلاث التي تشير إليها الأسماء المفردة الْخَالِقُ والْبَارِئُ والْمُصَوِّرُ إذ هي أقرب ما يمكن به التعبير عنها، وبالنظر إلى آثار ومقتضيات تلك السمات الثلاث يمكن للإنسان من حيث ملكاته القلبية الذهنية أن يتعرَّف على تلك السمة، فالإنسان يدرك ويتفهَّم الأشياء بتحليلها وتفصيلها، أما من حيث الحقّ سبحانه وتعالى فهي سمة واحدة تقتضي إيجاد الكائنات ذات الصورة كالإنسان والشمس والقمر والدواب والشجر وغيرها مما يمكن أن يتعلق به الإدراك البصري، فمن حيث ذلك الاسم هو يخلق الشيء أو يقدِّره، والتقدير هنا هو التصميم (To Design) طبقاً للمصطلح المعاصر، فمن مظاهره في هذا العالم: المهندس المصمِّم، ومحلُّ الشيء من حيث هو مصمَّم هو العالم العلمي الباطن والذي هو من عالم الغيب بالنسبة للإنسان.

والبارئ هو الذي يتولى التنفيذ ويكون ذلك باختيار المواد المناسبة وكميَّاتها كما يتولى صياغتها وفقا لما هو موجود من تقدير أو تصميم، فمن مظاهره في هذا العالم المهندس التنفيذي أو الإنشائي، ثم يتم التصوير، وهو الصياغة الشكلية للكائن العيني أو هو الكائن كما يظهر للآخرين، فبتلك الصورة تتعلق الإدراكات المناسبة التي لدى الكائنات الأخرى، ومن مظاهر المصور في هذا العالم المهندس المعماري، فالمصور هو مانح الصورة ومبدعها فهو الذي يختارها من كل ما لديه مما اقتضاه من صور ممكنة وليس هو ملتقط الصورة.

وبالتصوير يتم ظهور الكائن ذي الصورة، فيؤول أمره إلى الخالق الذي يقدِّر له من الأحداث والوقائع والابتلاءات ما يحقق الغرض من خلقه

وإيجاده، هذا بالإضافة إلى أنه يعيد خلقه من جديد بما يجريه في جسده من تبديل وتغيير وإحلال وتعويض وبذلك تتم الحلقة الإلهية التي تتولى أمر الكائنات ذات الصورة، فتقلب الإنسان في أطواره المختلفة مقترن بخلقه خلقاً من بعد خلق.

وهذا الاسم من الأسماء التأثيرية التي يترتب عليها تعين كيانات خارجية أو غيرية، وإعلانه سبحانه أنه "الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ" يعني أن له هذه السمة المحكمة (الإحكام الذاتي المقابل للتفصيل) على وجه الوجوب والإطلاق، وهذا يعني أنه هو غير مخلوق وأنه ليس له صورة بالمعنى الذي عليه مخلوقاته، فلا يمكن رؤيته على ما هو عليه ولا يمكن للحواس أن تدركه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* هل الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ اسم واحد ؟ :

وكل اسم من الأسماء التأثيرية لابد أن يؤدي وظيفة تامة، فالاسم

"الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ" ينتج عنه كل ما له صورة من الكائنات كالإنسان والدواب والشمس والقمر، ولابد في تلك الحالة من أن يكون التصوير مسبوقا بالخلق والبرء، ولكن الخلق يمكن أن ينتج عنه الكائنات والأمور المقدرة التي لا صورة لها، فهي ليست بحاجة إلى عمل البارئ والمصور ليكتمل تعينها، فالخالق يقدِّر الأمور ويضع التصميمات (الأشياء المقدَّرة) ولكنه قد لا يحققها بالبرء، وقد لا تقتضي ماهية الكائن أو حقيقته أن يكون له صورة يتعلق بها الإدراك البصري، كذلك يمكن أن يستقل البارئ بوظائف عديدة ، فالبارئ يخلق ويسوِّي ما لا صورة له كالنفوس المجردة والكائنات اللطيفة والتي قد تدركها حواس الإنسان الباطنة فتصورها بصورة من المختزنة لديها، والبارئ قد يبدع بعض الأشياء دون أن تسبقها عملية خلق، وهو أيضاً الذي يحقق ما كُتِب علي الإنسان وعلي الأمم من مصائب وابتلاءات ويداوي ما لدى الناس من نقص وما يترتب عليه ويخلصهم من آثاره، فعمل البارئ يترتب عليه إيجاد كيانات أمرية، ولكل ذلك كان كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة من

الأسماء الحسنى المفردة.

وهكذا فالاسم الإلهي يعبر عن فعالية إلهية تامة، ولكن العقل البشري الذي يستمد خبراته من هذا العالم المادي يريد أن يحلِّل ليفقه ويستوعب، ففي هذا العالم من يريد أن يبني بيتاً مثلاً فإنه يستحضر كل ما لديه من علم وإمكانات ليصمِّم البيت في ذهنه أولاً، وقد يستعين بوسائل خارجة عنه لرسم هذا التصميم كورقة أو شاشة حاسوب، ثم يقوم بتنفيذ هذا التصميم، وقد يضطر إلى تعديل هذا التصميم، ثم بعد التنفيذ يقوم بوضع اللمسات النهائية على البيت لإكسابه شكلاً جمالياً، وقد يضطلع بكل عملية من تلك العمليات شخص آخر أو مجموعة أشخاص، أما بالنسبة لله تعالى ؛ فلعلمه المحيط الشامل وقدراته اللانهائية وكماله المطلق، يستطيع أن ينجز كل تلك الأعمال من حيث اسم واحد، فهو ليس بحاجة إلى مراجعة نفسه، ولا يبدو له أمر لم يكن في حسبانه، ولا يحتاج إلى هيئة من المساعدين ولا إلى مواد ينفِّذ بها البناء وهو غير مقيد بزمان أو مكان ولا يمسه من لغوب.

وبالطبع فلهذا الاسم ملائكته وجنوده الذين لا يعلمهم إلا الله تعالى، وهم بمثابة محض آلات له؛ يتلقون منه بكيفية معهودة عندهم ما يجب عليهم

فعله، وتلك هي عبادتهم لله تعالى وتسبيحهم بحمده.

وإلى الاسم "الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ" يستند الكثير من الملكات والقدرات والأنشطة الذهنية في الإنسان، وبذكره ينمي الإنسان هذه الأمور ويزكيها. [ الانترنت – موقع  أ. د. حسني المتعافي - الخالق البارئ المصور ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* هل الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ اسم واحد ؟ :

*وقال القسطلاني  : (باب قول الله: {هو الخالق البارئ المصور} [الحشر: 24]) كذا لأبي ذر ولغيره سقوط الباب وقال: {هو الله الخالق} كذا في الفرع وسقط لأبي ذر لفظ هو وقال في الفتح الباري باب قول الله تعالى هو الخالق كذا للأكثر والتلاوة هو الله الخالق إلى

آخره وثبت كذلك في بعض النسخ من رواية كريمة والخالق هو المقدر والبارئ المنشئ المخترع، وقدم ذكر الخالق على البارئ لأن الإرادة مقدمة على تأثير القدرة وهو الإحداث على الوجه المقدر ثم التصوير فالتصوير مرتب على الخلق والبراءة وتابع لهما لأن إيجاد الذوات مقدّم على إيجاد الصفات والخالق من الخلق ويستعمل بمعنى الإبداع وهو إيجاد الشيء من غير أصل كقوله تعالى: {خلق السماوات والأرض} [الأنعام: 1 وغيرها] وبمعنى التكوين كقوله تعالى: ({خلق الإنسان من نطفة} [النحل: 4] والخلاق مبالغة في خالق والخلق فعله والخليقة جماعة المخلوقين وقد يعبر عن المخلوقات بالخلق تجوّزًا فمن علم أنه الخالق فعليه أن ينعم النظر في إتقان خلقه لتلوح له دلائل حكمته في صنعه فيعلم أنه خلقه من تراب ثم من نطفة وركّب أعضاءه، ورتب أجزاءه فقسم تلك القطرة فجعل بعضها مخًّا وبعضها عظمًا وبعضها عروقًا وبعضها أنيابًا وبعضها شحمًا وبعضها لحمًا وبعضها جلدًا وبعضها شعرًا، ثم رتّب كل عضو على ترتيب يخالف مجاوره ثم مدّ من تلك القطرة معاني صفات المخلوق وأسمائه وأخلاقه من علم وقدرة وإرادة وعقل وحلم وكرم ونحو هذا وأضداد هذا فتبارك الله أحسن الخالقين، وأما البارئ فقالوا معناه الخالق يقال برأ الله الخلق يبرؤهم برءًا وبروءًا أي خلقهم والبرية الخلق بالهمز وبغيره قالوا والبريئة من البر أو هو التراب؛ وقد جاء هذا الاسم بين اسمي فعل، وقد جاءت الروايات بتعداد الأسماء وذكر الاسمين معًا في العدد فلو كان مفهومها واحدًا لاستغنى بذكر أحدهما عن الآخر فلا بدّ من فارق يفرق بينهما لأن تقاربت الأشباه فالإيجاد والإبداع اسم عام لما تناوله معنى الإيجاد، ومعنى الإيجاد إخراج ذات المكون من العدم إلى الوجود واسم الخلق يتناول جميع المواد الظاهرة للمصنوع الظاهر، وهذا حدّ خاص في الخلق واسم البرء يتناول إيجاد البواطن من باطن ما خلق منه ذوات المقادير وهي الأجسام وجعل الذوات ذواتًا في الكون محمولة في الأجسام محجوبة في الهياكل، وأما المصور فهو مبدع صور المخلوقات على وجوه تتميز بها عن غيرها من تقدير وتخطيط واختصاص بشكل ونحو هذا فالله تعالى خالق كل شيء بمعنى أنه مقدره أو موجده من أصل ومن غير أصل وبارئه حسبما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته من غير تفاوت واختلال ومصوّره بصورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* هل الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ اسم واحد ؟ :

واخرج البخاري بسنده من حديث أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ فِى غَزْوَةِ بَنِى الْمُصْطَلِقِ أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبَايَا فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ وَلاَ يَحْمِلْنَ فَسَأَلُوا النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ: «مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». وَقَالَ مُجَاهِدٌ عَنْ قَزَعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إِلاَّ اللَّهُ خَالِقُهَا».                                                ..... (أنهم أصابوا سبايا) جمع سبيئة بالهمز وهي المرأة تسبى مثل خطيئة وخطايا أي جواري أخذن من الكفار أسرًا (فأرادوا) لما طالت عليهم العزبة (أن يستمتعوا بهنّ) في الجماع (ولا يحملن فسألوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن العزل) وهو نزع الذكر من الفرج وقت الإنزال (فقال) عليه الصلاة والسلام:

(ما عليكم أن لا تفعلوا) أي ليس عليكم ضرر في ترك العزل أو ليس عدم العزل واجبًا عليكم أو لا زائدة كما قاله المبرد (فإن الله) عز وجل (قد كتب) أي أمر من كتب (من هو خالق إلى يوم القيامة) فلا فائدة في

عزلكم فإنه تعالى إن كان قد خلقها سبقكم الماء فلا ينفعكم الحرص.

 [الأنترنت – موقع كتاب شرح القسطلاني - إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري[القسطلاني] في الفتن. ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* حكم الصور الفوتوغرافية من الناحية الشرعية :

إن التصويرَ "الفوتوغرافي" بالكاميرا لذوات الأرواح اختلف فيه العلماءُ بين مانعٍ ومُجِيزٍ، والذي نَدِينُ الله به هو المنعُ، وتجوز عند الحاجيَّات أو الضروريات؛ كالتصوير للهُوِيَّة، ورُخصة القيادة، أو تعلَّقتْ بذلك مَصلحة شرعية، ومَن تأمَّل نصوص الشريعة المحرِّمة للصور، وجدها تشملُ ذلك النوع؛ إما من جهة العموم أو بقياس الشمول؛ كما روى البخاريُّ ومسلم، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة المصوِّرون))؛ فهو يشملُ كلَّ مصوِّر، ومعلومٌ أن المصوِّر "الفوتوغرافي" يدخل في عموم لفظ المصوِّرين؛ فهو جمعٌ دخلتْ عليه "أل" الاستغراقية، فيُفِيد العموم.

وفي الصحيحين أيضًا، عن عائشةَ أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -: أنها اشترتْ نُمْرُقةً فيها تصاوير، فلما رآها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قام على الباب، فلم يدخلْه، فعَرَفتْ في وجهه الكراهية، فقلتُ: يا رسول الله، أتوب إلى الله، وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ماذا أذنبتُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما بال هذه النُّمْرُقة؟))، قلتُ: اشتريتُها لك لتقعدَ عليها، وتُوسَّدها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أصحابَ هذه الصور يوم القيامة يعذَّبون، فيقال لهم: أحيُوا ما خلقتُم))، وقال: ((إن البيتَ الذي فيه الصور لا تدخله الملائكةُ)).

وروى الترمذيُّ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن صوَّر صورةً عذَّبه الله حتى ينفخ فيها - يعني: الروح - وليس بنافخٍ فيها، ومَن استمع إلى حديثِ قومٍ وهم يفرُّون منه، صبَّ في

 أذنه الآنُك يوم القيامة))، والأدلة في هذا الباب كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية.

وعليه، فلا يجوز اقتناء تلك الصور للذِّكرى، أو تعليقها على الجدران، أو وضْعها في (ألبوم)؛ لأن ذلك ليس بغرضٍ معتَبر شرعًا، فيدخل في عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تدخل الملائكةُ بيتًا فيه صورة))؛ متفق عليه، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تدعْ صورةً إلا طمستها))؛ رواه مسلم.

ولكن لو اقتنيتَها لحاجة معتَبرة؛ كأن تحتفظ بها؛ لكونك تحتاج إليها في المستقبل، فهذا لا بأسَ به - إن شاء الله.

وقد سُئِلت اللجنةُ الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز - رحمه الله - عن حكم التصوير، فأجابتْ - في الفتوى رقم (4513) - بالآتي:

"الذي يظهرُ للجنةِ أن تصويرَ ذوات الأرواح لا يجوز؛ للأدلة الثابتة في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه الأدلة عامَّة فيمَن اتخذ ذلك مهنةً

يكتسب بها، أو لمن لم يتخذْها مهنةً؛ وسواء كان تصويرُها نقشًا بيدِه، أو عكسًا بالأستوديو، أو غيرهما من الآلات، نعم إذا دعتِ الضرورة إلى أخذ صورةٍ كالتصوير مِن أجل التابعية، وجواز السفر، وتصوير المُجْرِمين لضبطهم ومعرفتهم؛ ليقبض عليهم إذا أحدثوا جريمةً، ولجؤوا إلى الفرار، ونحو هذا مما لا بد منه - فإنه يجوز، وأما إدخال صور ذوات الأرواح في البيوت، فإن كانت ممتهنةً تداسُ بالأقدام، ونحو ذلك، فليس في وجودِها في المنزل محذور شرعي، وإن كانت موجودةً في جواز وتابعية، أو نحو ذلك، جاز إدخالها في البيوت، وحملها للحاجة.

وإذا كان المحتفظ بالصور مِن أجل التعظيم، فهذا لا يجوز، ويختلف الحكم من جهة كونه شركًا أكبر أو معصية بالنظر لاختلاف ما يقوم في قلب هذا الشخص الذي أدخلها، وإذا أدخلها واحتفظ بها مِن أجل تذكُّر صاحبها، فهذا لا يجوز؛ لأن الأصل هو منعُها، ولا يجوزُ تصويرها وإدخالها إلا لغرضٍ شرعي، وهذا ليس من الأغراض الشرعية، وأما ما يوجد في المجلات من الصور الخليعة، فهذه لا يجوز شراؤها، ولا إدخالها في البيت؛ لما في ذلك من المفاسد التي تربو على المصلحة المقصودة مِن مصلحة الذكرى - إن كانت هناك مصلحة - وإلا فالأمرُ أعظمُ تحريمًا؛ وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمورٌ مشتبهات لا يعلمُهن كثيرٌ من الناس، فمَن اتقى الشبُهات، استبرأ لدينه وعِرضه، ومَن وقع في الشبهات، وقع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحِمَى، يوشك أن يرتعَ فيه، أَلَا وإن لكلِّ مَلِكٍ حمًى، أَلَا وإن حمى الله محارمه))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعْ ما يَريبك إلى ما لا يَريبك))، وقال - صلى الله عليه وسلم - لرجلٍ جاء يسأله عن البر: ((البرُّ ما اطمأنتْ إليه النفس واطمأن إليه القلبُ، والإثمُ ما حاك في النفس وتردَّد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك))؛ اهـ.

هذا، ويمكنك الاحتفاظ بالصور التي تريدُها على الحاسوب، فإنها لا

تدخل في التصوير المحرَّم، ما لم تخرج الصورة، وتُطبع على شيء ثابت

كالورق، أو تكون الصورة لشيء محرَّم؛ كصور النساء الأجنبيات، فالصورُ التي لا جِرْمَ لها - أي ليست ورقية، ولا منحوتة، ولا مطبوعة، وإنما هي موجات كهربائية، أو حبس ظل، أو ما شابه - لا شيء فيها؛ كتصوير الفيديو، وكالجوَّال.[ الأنترنت – موقع الألوكة  - حكم الصور الفوتوغرافية من الناحية الشرعية - الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والثلاثون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*حكم التصوير بالهاتف النقّال (المحمول) :

إن التصوير الذي جاء النهي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدد كثير من الأحاديث، هو اختلاق الصورة، أي أن يخلق الإنسان صورة يضاهي

بها خلق الله، فهذا هو المحرم وعلة تحريمه هي مضاهاة خلق الله، وقد جاء التصريح بهذه العلة في الحديث، والعلة إذا كانت نصية فإنها تقتضي

أمرين تقتضي العلية والتعليل معاً، تقتضي أن الحكم تعللي وتقتضي أن علته هي ما نُصَّ عليه في الشرع، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العلة فبين أنهم يضاهون خلق الله فقال: "فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة"، وكذلك قال: "من صور ذا روح عذب حتى ينفخ فيه الروح وما هو بنافخ"، فهذا يشمل النحت من الحجارة ومن الخشب ومن الطين ومن قشر القثاء ونحو ذلك.

وأما التصوير بالآلات بحبس الظل فإنما هو مثل النظر في المرآة، والنظر

 في المرآة جائز بالإجماع، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر في المرآة ولو كان ذلك تصويراً لما فعله، فالنظر في المرآة هو الذي يحكي الصورة تماماً، ولكن الفرق بينها وبين الصورة التي في المرآة أنها مثبتة، وتثبيتها لا يقتضي حكماً، وهو أمر جديد لا يمكن أن تتناوله النصوص، ولا يسمى هذا صورة في لغة العرب، لأن العرب إنما يطلقون الصورة على المجسمات، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم رخص فيما كان منها رقماً في ثوب، قال: "إلا رقْماً في ثوب" فالرقم هو ما كان من النسيج أو من الصبغ، فإذا كان في ثوب فهو

معفو عنه، وقد رأى بعض أهل العلم أن من شرط ذلك أن يكون صغيراً لأن الرقم يرمز إلى الصغر، أما إذا كان صورة كبيرة فلا.

والصورة إذا كانت بالنسيج وكانت كبيرة فقد دل على منعها حديث عائشة في قصة القرام، أنها كان لها قرام فسترت به سهوة البيت فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرض ورجع، فقلت: يا رسول الله إني تائبة، فانتزعت القرام فقسمته نصفين، فجعلت منه وسادتين، وفي رواية أن القرام كان فيه صورة رجلين، وفي رواية أنه كانت فيه صورة خيل مجنحة، وقد حمل ذلك بعض أهل العلم على أنه قصتان، أن القرام كان قرامين قرام فيه خيل مجنحة وقرام فيه رجلان، ولكن الذي يبدو أن قصة القرام واحدة وأنه كانت فيه خيل وفوقها رجلان فهما فارسان، فذكر في أحد الحديثين الخيل وذكر في أحدهما الرجلان فالجميع صورة وهي منسوجة على هذا الشكل، فإذا كانت كبيرة معلقة فهذا المنهي عنه، وإلا فالقرام كان في بيتها ولم ينه عنه النبي صلى الله عليه وسلم قبل رفعه، ثم اتخذت منه وسادتين، وهذا لا يقتضي تمزيقه بالكلية وإنما يقتضي قطعاً له.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*حكم التصوير بالهاتف النقّال (المحمول) :

وهذا يقتضي أن الصورة إذا كانت ممتهنة ولم تكن تامة فإنه يجوز استعمالها، فلذلك لم ينهَ النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسادتين، وبقيتا في بيته.   وعموماً أنبه إلى أن كثيراً من المصطلحات التي تتجدد أو من الأمور التي تتجدد فيطلق عليها بعض الألفاظ المعروفة في اللغة، فإن تسميتها بتلك الأسماء المحدثة لا يقتضي منعاً ولا تغييراً لحكمها، وهذه قاعدة مهمة، وقد ذكرها ابن قدامة رحمه الله في المغني، ونظمها الشيخ محمد علي رحمة الله عليه بقوله:

تسمية العين بغير اسمها ******* لا تنقل الأعيان عن حكمها

لا تقتضي منعاً ولا تقتضي ****** إثبات حق ليس في قسمها

بل حكمها من قبل في أمسها **** كحكمها من بعد في يومها

فائدة مهمة ينبغي إيقاف من يفتي على فهمها :

فالقهوة اسم للخمر في الأصل، إذا فتحت القاموس يقول: القهوة الخمر ومن ذلك قول الشاعر: "كقهوة شارب متنطف"، وهي اليوم تطلق على شراب قشر البن، فلا تقتضي تسميته قهوة تحريمه، وكذلك تسمية الكبش خنزيراً أو الخنزير كبشاً لا يغير الحكم، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الذين يستحلون الخمر في آخر الزمان فقال إنهم: "يسمونها بغير اسمها"، فلو كانت تسمية الشيء بغير اسمه مبيحة

لأباحت لهم الخمر حين سموها بغير اسمها.

ولذلك فما نسميه نحن صوراً اليوم لا يسميه العرب صورة، وحكمه ليس كحكم الصورة، وإنما المرجع فيه إلى أمور أخرى وأدلة أخرى.

فما كان منه تصويراً لما لا يحل النظر إليه كالكاشفات العاريات أو لكشف العورات أو للأصنام أو للمقدسات عند قوم والمقدرات لديهم فهذا لا يجوز، وكذلك ما كان تشبها بالنصارى الذين يعلقون الصور الكبرى في كنائسهم، فتعليق صور الرؤساء والزعماء في المكاتب والمدارس فهذا

حرام لأن فيه تشبها بالنصارى، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم.

أما مجرد الاحتفاظ بالصورة لجواز السفر أو لبطاقة التعريف أو ليعرف الشخص مثلاً أو للذكرى والاعتبار والموعظة فهذا لا حرج فيه شرعاً، ولم يرد أي نص به، ومن المعلوم أن الذي يحل ويحرم هو الله وحده، والله سبحانه وتعالى إنما جاء من عنده الوحي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما لم يأتِ تحريمه بالوحي فليس بحرام، لأن الحرام هو ما حرمه الله، وتحريم الحلال مثل تحليل الحرام فهو حرام أيضاً، فبعض الناس يتشدد في جانب التحريم يظن أنه أيسر من جانب التحليل وهذا غير صحيح، تحريم الحلال مثل تحليل الحرام تماماً.

بالنسبة للرسوم إذا كانت باليد فكانت تشبه شكل الإنسان تماماً فهي من الصور، لأنه اختلاق، والإنسان يختلقه وينسب إليه وتنسب له البراعة فيه.

أما إذا كانت رسوماً كاريكاتيرية لا تحاكي الإنسان تماماً، أو ليست تامة الأعضاء فهذه أخف لكن من المهم أن لا يشتغل الإنسان بهذا، وأن لا يتخذه مهنة وأن لا يرتزق منه، فهو كسب خبيث مثل كسب الحجّام، فالإنسان الذي يشتغل بالرسم رسم صور الأحياء يشتغل في كسب خبيث، فلذلك ينبغي أن يقلع عنه الناس، إذا كان لا بد مصوراً فليصور حديقة أو زهرة أو غير ذلك كما قال ابن عباس.[ الأنترنت – موقع الددو - حكم التصوير بالهاتف النقّال (المحمول) - محمد الحسن الددو الشنقيطي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* حكم الاحتفاظ ببعض الصور للذكرى :

الذي يظهر للجنة أن تصوير ذوات الأرواح لا يجوز؛ للأدلة الثابتة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كالحديث الذي ذكره السائل وهذه الأدلة عامة فيمن اتخذ ذلك مهنة يتكسب بها ولمن لم يتخذها مهنة، وسواء كان تصويرها نقشاً بيده أو عكساً من الاستوديوهات أو غيرهما من الآلات.

لكن إذا دعت الضرورة إلى أخذ صورة كالتصوير من أجل التابعية

وجواز السفر وتصوير المجرمين لضبطهم ومعرفتهم ليقبض عليهم إذا

أحدثوا جريمة ولجئوا إلى الفرار ونحو هذا مما لا بد منه فإنه يجوز.

وأما إدخال صور ذوات الأرواح في البيوت فإن كانت ممتهنة تداس بالأقدام ونحو ذلك فليس في وجودها في المنزل محذور شرعي، وإن كانت موجودة في جواز وتابعية أو نحو ذلك جاز إدخالها البيوت وحملها للحاجة. وإذا كان المحتفظ بالصور من أجل التعظيم فهذا لا يجوز، يختلف الحكم من جهة كونه شركاً أكبر أو معصية بالنظر لاختلاف ما يقوم في قلب هذا الشخص الذي أدخلها، وإذا أدخلها واحتفظ بها من أجل تذكر صاحبها فهذا لا يجوز؛ لأن الأصل هو منعها، ولا يجوز تصويرها وإدخالها إلا لغرض شرعي، وهذا ليس من الأغراض الشرعية.

وأما ما يوجد في المجلات من الصور الخليعة فهذه لا يجوز شراؤها ولا إدخالها في البيت؛ لما في ذلك من المفاسد التي تربو على المصلحة المقصودة من مصلحة الذكرى -إن كانت هناك مصلحة- وإلا فالأمر أعظم تحريماً. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، وقال صلى الله عليه وسلم لرجل جاء يسأله عن البر: "البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك".

[ الأنترنت موقع مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الرابع عشر (العقيدة).اللجنة الدائمة - حكم الاحتفاظ ببعض الصور للذكرى ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقةالثانية والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*صناعة الصورة باليد مع بيان أحكام التصوير الفوتوغرافي  

التعريف بالرسم :

الرسم في اللغة: أثر الشيء، وقيل بقية الأثر.وأثر الشيء قد يشاكله في

الهيئة، ومن هنا سموا (الروسم) وهي الخشبة التي فيها نقوش يختم بها الأشياء المراد بقاؤها مخفاة لئلا تستعمل.

أما تعريف الرسم في الاصطلاح المعاصر فهو : يسمّى بالتصوير المسطح إذا كان معمولاً باليد، ويعبر عنها البعض بالصورة الفنية، وهي : التي يصنعها الإنسان بمقدرته الذاتية مضاهياً بها خلق الله، مظهراً بها مقدرته الفنية وقدرته على المحاكاة والإبداع والمضاهاة، وهذه الصور هي التي يسمى صانعها (بالفنان) لأنه في نظر الناس مبدع قد ضاهى الأصل أو

شابه الحقيقة.

أنواع التصوير باليد:المراد به ما كانت اليد هي المباشرة في عملية التصوير، ويكون ذلك بوساطة القلم، أو الفرشة، أو فنجاة، أو منشار، أو نحو ذلك، وهذا النوع ينقسم إلى قسمين : الأول: التصوير والصورة المسطحة

الثاني: التصوير المجسم أي ما كان على هيئة إنسان، أو حيوان، أو جماد، وهذا غير معني في بحثنا، ولكن المعني فيه هو القسم الأول (التصوير والصورة المسطحة)، والذي يكون عن طريق نقش الصورة بالألوان والتخطيط، أو نسجها في الثياب ونحو ذلك من كل مرسوم، أو منقوش على السطوح الورقية أو الجدار، أو الثياب كما ذكرنا ذلك سابقاً.

النقش :

النقش في اللغة: نقش ينقش نقشاً، ونقش الشيء: لونه بلونين أو أكثر وزينه، فكأنه نفى عنه معايبه وحسنه

أما في الاصطلاح ولغة الفقهاء فيعرفونه بأنه: تلون الشيء بلونين أو بألوان.أو ما يرسم، أو يطرز من الرسم على الأشياء

وقيل أيضاً في تعريفه: هو تجميل الشيء المسطح، أو غير المسطح بإضافة أشكال تجميلية إليها، سواء أكانت أشكالاً هندسية أم نمنمات أم صوراً أم غير ذلك ومن خلال التعاريف السابقة يمكننا أن نقول : إن النقش لا يعدو عن كونه رسماً، بل هو أعم منه من جهة التحسين والتجميل، لذا تكون العقوبة فيه أشد .

العلاقة بين النقش والرسم والتصوير:

من خلال ما ذكرناه آنفاً يمكننا أن نتعرف على العلاقة بين هذه الثلاثة.

فهذه الثلاثة كلها في معنى قد تكون مترادفة إلى حد كبير وإن كان بعضها يكون أوسع من الآخر في بعض الجهات:

فالتصوير مثلاً هو في الحقيقة رسم غير أنه أوسع من جهة أنه قد يكون لما له ظل، وما ليس له ظل بخلاف الرسم، فإنه يكون في الصورة المسطحة وكذلك النقش فهو أيضاً أوسع من الرسم، وذلك من جهة أنه رسم يضاف إليه تحسين وتلوين وتزيين كما ذكرنا ذلك سابقاً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

أدلة تحريم التصوير :

جاءت نصوص السنة المستفيضة لتحذر من التصوير وتبين عقوبة من يقوم به، وسنذكر هنا طرفاً من هذه النصوص فمن ذلك:

1- ما رواه البخاري ومسلم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون}

2- ولهما أيضاً عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: {إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم}

3- وللبخاري أيضاً عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى عليه وسلم- يقول: {من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل. ومن استمع إلى حديث قوم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عُذِّب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ }

4- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض نسائه كنيسة يقال لها "مارية"، وكانت أم مسلمة وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فرفع صلى الله عليه وسلم رأسه فقال: {أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجداً ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله تعالى}

5- ولهما أيضاً عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر ما وقد سترت سهوة  لي بقرام  فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلون وجهه وقال: يا عائشة { أشد الناسِ عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله}، فقالت: فقطعناها فجعلنا منها وسادة أو وسادتين.

وفي رواية قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه، وقال: {من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور}

6- ولهما أيضاً عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تصاوير}

7- ولهما أيضاً عن سعيد بن الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال: إني رجل أصور هذه الصور، فأفتني فيها ؟ ، فقال له: ادن مني، فدنا، ثم قال: ادن مني، فدنا. حتى وضع يده على رأسه، وقال: أنبئك بما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل مصور في النار يجعل بكل صورة صورها نفساً فتعذبه بها في جهنم ) فإن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له.

وفي رواية للبخاري قال سعيد بن الحسن: كنت عند ابن عباس إذ جاءه

رجل فقال: لابن عباس إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي وإني

أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: {من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ بها أبداً}، فربا الرجل ربوة شديدة فقال ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح وفي الباب الكثير من الأدلة التي تدل على تحريم التصوير لكن فيما ذكرناه كفاية، والله أعلم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

أدلة تحريم التصوير : العلة في تحريم التصوير :

من خلال النصوص الشرعية السابقة يمكننا أن نبين العلة من والنهي عن التصوير وهي:

أولاً: مضاهاة خلق الله كما جاء ذلك مصرحاً به في الأحاديث السابقة كقوله تعالى في الحديث القدسي :(ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي) الحديث  ، وقوله صلى الله عليه وسلم  (أشد الناس عذاباً الذين يضاهون بخلق الله) الحديث، فهنا العلة ظاهرة وهي مشابهة خلق الله - سبحانه وتعالى- فتجعله يعني (التصوير) فاسداً في نفسه، وهنا علة أخرى وهي : ثانياً: أنه وسيلة إلى الوقوع فيما هو أعظم من العلة الأولى، وهي أنه وسيلة للغلو في تعظيم غير الرب سبحانه وتعالى كما حدث ذلك في قوم نوح – عليه السلام - من تصويرهم "ودّاً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً" فبعد أن أوحى الشيطان إليهم أن ينصبوا لهم أنصاباً ويسموها بأسمائهم دعا إلى تعظيم هذه الأنصاب، ثم عبدوها من دون الله فصارت العلة الثانية أعظم وأكبر من العلة الأولى، وإن كانت العلة الأولى هي التي كانت سبباً في حصول الثانية، ولذا جاءت شريعتنا بسد الذرائع المفضية إلى ما فيه خلل على عقائد البشر، وحرصاً منها على سلامة البشرية من الوقوع فيما يورثهم الشقاوة في الدنيا والآخرة.

ولكن هناك اعتراض قد يبديه البعض وهو أن هاتين العلتين خاصتان بما

كان على هيئة يراد بها مشابهة الخالق سبحانه وتعالى وهو ما كان على

هيئة تمثال وصنم ونحوه، مما كان منحوتاً فلا دخل لما كان مرسوماً باليد هنا.

    فنقول وبالله التوفيق: قد صحت نصوص السنة بتحريم التصوير لذوات الأرواح كما جاء ذلك مصرحاً به في حديث عائشة - رضي الله عنها - السابق والشاهد فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - غضب غضباً شديداً حينما رأى الستر الذي كان في بيتها - رضي الله عنها -وكان قد رسم عليه صوراً لذوات الأرواح، فما كان منه - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه هتكه بيده وقطعه، وهذا يدل دلالة واضحة على النهي والابتعاد عن هذه الصور متى كان وضعها يشعر بتكريمها، لأن تكريمها يفضي إلى تعظيمها والغلو فيها، وقد جاءت شريعتنا كما ذكرنا بسد منافذ الشرك من جميع أبوابه وطرائقه.

ثالثاً: ومن العلل أيضاً في النهي عن التصوير أن هذه الصور تمنع من دخول الملائكة في المكان الموجودة فيه، دليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم {إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة}

رابعاً: ومن ذلك أيضاً أن شريعتنا جاءت بالأمر بالمحافظة على المال وعدم إنفاقه فيما لا فائدة فيه كما فيه إسراف وهو محرم، ولا شك أن التحريم فيه أشد فأي مصلحة حاصلة بهذا التصوير الذي تنفق فيه هذه الأموال الطائلة، وهذا مشاهد، حيث جعلت معارض يستعرض فيها الفنانون قدراتهم على الرسم المحرم، بل وتباع فيه هذه اللوحات بأسعار خيالية لا يصدقها عاقل.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

أدلة تحريم التصوير : العلة في تحريم التصوير :

خامساً: ومن العلل أيضاً أن التصوير فيه نوع من التشبه باليهود والنصارى، وقد نهينا عن التشبه بهم، دليل ذلك حديث أم سلمه - رضي الله عنها - حينما ذكرت للرسول - صلى الله عليه وسلم - ما رأته في الكنسية التي بأرض الحبشة، وفيها من الصور فقال - صلى الله عليه وسلم - : {أولئك كان إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله تعالى}، فمن تشبه بهم في

فعلهم هذا فقد جعل نفسه من شرار الخلق عند الله تبارك وتعالى

حكم النقش أو الرسم باليد: (التصوير والصورة المسطحة)

تكلمت فيما سبق عن تعريف النقش، والرسم، والتصوير، والعلاقة بين هذه الثلاثة غير أنني أنبه على أمر مهم هنا، وهو أنني حينما أتكلم عن الرسم أو النقش باليد لا أعني به التصوير الفوتوغرافي، لأن هذا الأخير ورد فيه خلاف بين العلماء المعاصرين، فشيخنا ابن باز رحمه الله -، وكذا شيخنا صالح الفوزان وغيرهم يرون تحريمه إلا لضرورة أو حاجة، وهذا هو الراجح عندي أيضاً، أما شيخنا محمد الصالح العثيمين - رحمه الله - وشيخنا صالح اللحيدان وغيرهم فيرون جوازه، والخلاف بين القائلين بالجواز والمانعين منه معروف، لكن الذي سنبحثه هنا الرسم باليد، فلم يختلف فيه أحد منهم مع وجود الخلاف عند المتقدمين من الأمة في ذلك.

ونظراً لأن هذا الموضوع (الرسم باليد) مهم جداً، وبخاصة في هذا الوقت الذي يظهر فيه من يقوم به بأنه فنان، ومبدع، ويمجدون اسمه، ويرفعونه في المكانة المرموقة مع أنه عاصٍ لله ورسوله، فإن التصوير من أكبر الكبائر كما دلت على ذلك النصوص الشرعية، وقد ذكر بعض الفقهاء أن المصور لا تقبل شهادته، ونظراً لذلك سنتكلم هنا عن الآتي: أولا: حكم الرسم أو النقش باليد فيما ليس ممتهناً:

المراد به هنا ما كان مرسوماً على الورق كما هو موجود في كتب المدارس، أو المنقوشة على الجدران، أو ما كان منقوشا على اللوحات، أو الرسوم على الستائر وغير ذلك مما لا يداس ولا يمتهن، فهذا النوع من الرسم ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، بل هو قول

أكثر السلف إلى تحريم هذا لأنه من التصوير المسطح.

وذهب المالكية إلى القول بالكراهية في صناعة الصور المسطحة مطلقاً لكن استثنوا من ذلك ما كان ممتهناً فإنهم يرون عدم الكراهية له.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

أدلة تحريم التصوير : العلة في تحريم التصوير :

احتج من قال بالتحريم بالأدلة الواردة في لعن النبي - صلى الله عليه وسلم- للمصورين، وأن المصور يعذب يوم القيامة بأن يكلف بنفخ الروح في كل صورة صورها، قال النووي في شرحه على مسلم، وقال أصحابنا وغيرهم من العلماء تصوير الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواء أصنعه بما يمتهن أم بغيره فصنعته حرام بكل حال، لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى وسواء أكان في ثوب أم بساط أم درهم أم دينار أم فلس أم إناء أم حائط أم غيرها، وأما تصوير صورة الشجر، ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام هذا حكم التصوير نفسه

قلت: ومما ينبغي التنبه له أن هناك فرقاً بين من يقوم بالرسم أي مباشرة الرسم بيده، وبين من يأخذ الرسوم ويعلقها على حائط مثلا، أو يشتري الشيء المرسوم عليه ليستعمله، فالأول أي : الذي يقوم بالرسم هذا هو الذي جاءت نصوص الوعيد في حقه، أما الاتخاذ فنوع آخر ولذا قال النووي - رحمه الله- :" وأما اتخاذ المصوَّر فيه صورة حيوان، فإن كان معلقاً على حائط، أو ثوباً ملبوساً أو عمامة ونحو ذلك مما لا يعد ممتهناً فهو حرام، وإن كان في بساط يداس ومخدة ووسادة ونحوها مما يمتهن فليس بحرام " فأنت ترى أن النووي يرى أن الرسم مطلقاً سواء أكان الرسام سيرسم ما كان ممتهناً أم غير ممتهن، فإنه حرام لأنه في الحقيقة يباشر الرسم المنهي عنه، أما الاتخاذ فبمعنى آخر فلو اشترى شيئا فيه صورة حيوان مثلاً أو إنسان وغيره مما له روح فهنا فرق بين ما يكون غير ممتهن وما يكون ممتهناً، فإن كان ممتهناً فقال إنه ليس بحرام، وإن كان غير ممتهن فإنه حرام، وسيأتي قريباً إن شاء الله بيان حكم ما كان ممتهنا.

قال ابن عابدين - رحمه الله - في رده على من جوز صناعة ما كان ممتهناً: "وأما الاحتجاج لإباحة صنع الصور المسطحة باستعمال النبي - صلى الله عليه وسلم - الوسادتين اللتين فيهما الصور، واستعمال الصحابة والتابعين لذلك، فإن الاستعمال للصورة حيث جاز لا يعني جواز تصويرها لأن النص ورد بتحريم التصوير ولعن المصور، وهو شيء آخر غير استعمال ما فيه الصور، وقد علل في بعض الروايات بمضاهاة خلق الله والتشبه به وذلك إثم غير متحقق في الاستعمال."

قلت: والذي يظهر لمن كان له بصيرة بدينه بعد سياق الأدلة وأقوال أهل العلم أنه يعلم علماً يقيناً جازماً بتحريم الرسم، والنقش باليد لذوات الأرواح، ولا حجة لمن قال بكراهيته، أو بجوازه لأن الأدلة جاءت بالوعيد والتهديد كما ذكرنا ولذا كان التصوير المسطح كبيرة من كبائر الذنوب كما قال بعض أهل العلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وأما التصوير نفسه عملاً واستعمالاً فحرام في كل موضع لما روى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {والذين يضعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال أحيوا ما خلقتم}. ثم ذكر الأدلة الدالة على تحريم التصوير، إلى أن قال - رحمه الله -: وإن كانت هذه الزيادة محفوظة  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالمراد بها - والله أعلم - ما رقم من الصور التي لا روح فيها، أو كان يوطأ ويداس من الصور في الثياب كما جاء ذلك مفسراً بالأحاديثالأخرى"

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*أدلة من قال بالكراهية دون التحريم مع مناقشة هذه الأدلة:

الدليل الأول: عن سهل بن حنيف - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: {لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة إلا رقماً في ثوب} ([34]) قالوا : وقوله (إلا رقماً في ثوب) جاء في رواية الحديث تفسيره حيث جاء فيها: {قال بسر: ثم اشتكى زيد فعدناه، فإذا على بابه ستر فيه صورة، فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟ فقال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال: إلا رقما في ثوب؟ قالوا فهذا دليل واضح في جوازه مع الكراهية.

وللإجابة على هذا الاستدلال نقول:

أولاً: لقد ذكرنا فيما سبق أن هناك فرقاً بين مباشرة الرسم باليد، واستعمال المرسوم وذكرنا أن الرسم باليد لذوات الأرواح محرم، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب أما اتخاذ المرسوم واستعماله فهو الذي وقع فيه الخلاف بين أهل العلم.

ثانياً: أن الحديث ليس فيه تصريح بأن ما كان مرسوماً على الستر أنه من ذوات الأرواح، ويحتمل أن يكون من غيرها، وإذا تطرق الاحتمال إلى الدليل سقط الاستدلال به.

ثالثا: قال النووي - رحمه الله - في شرحه لصحيح مسلم ويجمع بين

الأحاديث بأن المراد باستثناء الرقم في الثوب ما كانت الصورة فيه من

غير ذوات الأرواح، كصورة الشجر، ونحوها، وقال ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري: ويحتمل أن يكون ذلك قبل النهي كما يدل عليه حديث أبي هريرة الذي أخرجه أصحاب السنن

قال ابن العربي: حاصل ما في اتخاذ الصور أنها إن كانت ذات أجسام فتحرم بإجماع، وإن كانت رقماً في ثوب ففيها أربعة أقوال:

الأول: يجوز مطلقاً على ظاهر قوله في حديث الباب (إلا رقماً في ثوب).

الثاني:المنع مطلقاً حتى الرقم .

الثالث: إن كانت الصور باقية الهيئة قائمة الشكل حرم، وإن قطعت الرأس، أو تفرقت الأجزاء جاز، وهذا هو الأصح.

الرابع: إن كان مما يمتهن جاز، وإن كان معلقاً لم يجز

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*أدلة من قال بالكراهية دون التحريم مع مناقشة هذه الأدلة:

الدليل الثاني: قوله تعالى في الحديث القدسي { ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة} قالوا في الاحتجاج به: بأن الله تعالى لم يخلق هذه الحياة سطوحاً بل اخترعها مجسمة.

من أسباب فهم وفقه الحديث معرفة سبب ذكره، وهذا الحديث ذكره أبو هريرة حينما رأى رجلا يصور صوراً في دار بالمدينة، وتمام الحديث كالآتي: روى البخاري في صحيحه قال: حدثنا موسى، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عمارة، حدثنا أبو زرعة قال: دخلت مع أبي هريرة داراً بالمدينة فرأى في أعلاها مصوراً يصور، قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {ومن أظلم من ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة ...} الحديث.

فإننا نرى في قوله (مصوراً يصور) إشارة إلى أنه لم يكن ينحت، أو يجعل صنماً مجسماً، وإنما هو يصور صوراً على جدران هذه الدار وحيطانها، وهذه الصور بلا شك صورة مسطحة لا مجسمة، فاستدل أبو هريرة بهذا الحديث على تحريم التصوير باليد لما كان مسطحاً لعموم هذا الحديث، ولغيره من الأدلة الأخرى الدالة على تحريم التصوير لذوات الأرواح، إذاً فهذا الدليل حجة لمن قال بتحريم النقش باليد وكذا الرسم بها لما كان مسطحاً.

الدليل الثالث: ومن الأدلة أيضاً عند من قال بالكراهة دون التحريم حديث عائشة - رضي الله عنها- وفيه أنه كان في بيتها ستر فيه تماثيل فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - هتكه وقال: {أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله}، قالت: فجعلته وسادة أو وسادتين، وفي رواية: كان يرتفق عليها النبي - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية قالت: كان لنا ستر فيه تمثال طائر، وكان الداخل إذا دخل استقبله، فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: {حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا}

قالوا: وهذا فيه دليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم- استعمل هذه الصور في بيته لأن عائشة ما كان منها إلا أنها جعلته وسادتين لما رأت كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - لوجودها ستراً، ولم ينكر عليها النبي - صلى الله عليه وسلم- ذلك، ولا شك أن

الصورة باقية على الوسادتين.

قلت: وللإجابة على هذا الاستدلال أولاً نقول: نجيب بما قلناه سابقاً أن هذا من الخلط بين الأمور فهناك فرق بين الرسم واستعمال الرسوم، فالأول كما ذكرنا كبيرة من كبائر الذنوب، ومعصية عظيمة يقوم بها الرسام، أما استعمال الرسوم فهذا كما ذكرنا سابقاً أنه محل خلاف، والصحيح الذي لا شك فيه تحريم استخدامه وهو قول جمهور أهل العلم، وقد بينا ذلك سابقاً.

ثانياً : أن هذا الحديث احتج به من قال بجواز استعمال الصور إذا كانت ممتهنة كما سنذكره قريباً -إن شاء الله - أما الاحتجاج به في جواز الرسم باليد، واستعمال الصور المرسومة بها في غير امتهان فهذا لا يدل عليه الدليل، فأنت ترى قولها - رضي الله عنها - (هتكه) وقولها (فتغير لونه) وقولها (أتوب إلى الله) كل هذا فيه إشعار بأن هناك مخالفة لأمور قد حصلت، والمخالفة المقرونة بالغضب وتغير اللون منه دليل على أنها مخالفة عظيمة تستحق التوبة منها، ولذا لم ينكر عليها النبي - صلى الله عليه وسلم- (أتوب إلى الله)، إذ لو كان الأمر هيناً لقال لها : هوني على نفسك ولا حاجة إلى التوبة في ذلك فالأمر إذاً عظيم جداً، وكبيرة من كبائر الذنوب. قلت: وهناك أدلة أخرى مما احتج بها هؤلاء على جواز النقش، أو الرسم باليد تركتها لأنها لا تخرج عما ذكرناه وكلها أدلة لا تخلو من الردود عليها.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والأربعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*صناعة الصورة على وجه الامتهان:

قبل أن نتعرف على أقوال العلماء في حكم هذا النوع من التصوير، نريد أن نتعرف على الامتهان هنا وحده، فنقول وبالله التوفيق:

أولا: الامتهان تعريفه في اللغة: يقال امتهن الشيء أي : احتقره وابتذله، فقولهم هذه صورة ممتهنة أي: محتقرة مبتذلة، أما حد الامتهان في الصور فيقال : هو ما كان في الأرض أو في بساط مفروش، أو فراش ونحو ذلك، فالفرق بين الممتهن وغير الممتهن أن الأخير ما كان منصوباً، والنصب المنهي عنه أيّ نصب في أي مكان كان سواء أكان هذا المكان مكان تكريم أم مكاناً مهاناً، كالحمام، وغيره بخلاف من قال بجوازه بالأماكن غير المكرمة، كالحمام، والممرات.

وقد ذكر بعض الشافعية أن الصور المهانة ما كانت نحو قصعة، وخوان، وطبق والذي يظهر لي أن هذا غير ممتهن، بل حد الممتهن ما كان على فراش يداس، أو ما يتكأُ عليه، ومما ذكره أيضاً بعض الشافعية أن من الممتهن الصور التي على النقود، كما ذكر ذلك الرملي حيث قال : " وعندي أن الدنانير الرومية التي عليها الصور من القسم الذي لا ينكر لامتهانها بالإنفاق والمعاملة"

قلت: وهذا القول غير صحيح، فإن النقود التي عليها صور الملوك والحكام ما وضع أصحاب هذه الصور عليها إلا من أجل تعظيمهم وتشريفهم فكيف يقال بأنها مهانة، أما استعمال السلف لهذه الدنانير : فهو من أجل الحاجة والضرورة لهذه النقود، ولو وجد غيرها ما استعملوها فإنهم أبعد الناس

من الوقوع في ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: حكم الرسم باليد لما يعد ممتهناً :

ذكرنا فيما سبق أن هذا لا يجوز بل هو كبيرة من كبائر الذنوب، لكن قد يقول قائل ممن يقوم برسم هذه الصور التي تعد ممتهنة بقياس صناعتها على نسج الحرير لمن يحل له، وذلك بجامع أنه يجوز استعمال كل من المقيس وهي الصورة الممتهنة، والمقيس عليه وهو لبس الحرير لمن يحل له، كذلك يجوز صناعة الصور الممتهنة، لأنه يجوز استعمالها وإبقاؤها داخل البيت على وجه الامتهان لها والابتذال قلت: هذا استدلال غير صحيح لأمرين:

الأول: أن الأصل في نسج الحرير وصناعته هو الجواز، وذلك لأن النساء يجوز لهن لبسه مطلقا بخلاف التصوير فالأصل فيه التحريم إلا لضرورة فكيف نقيس ما كان أصله الجواز مع ما كان أصله التحريم؟

الأمر الثاني: أن هذا القياس قياس مع الفارق، لأن العلة مختلفة تماماً بين الأمرين، ومن المعلوم أن القياس لا يكون صحيحاً إلا إذا كانت العلة بين المقيس والمقيس عليه مشتركة بينهما، فأين ذلك هنا؟ فالعلة في التصوير معلومة كما ذكرنا ذلك سابقاً، وهي مضاهاة خلق الله ومشابهة فعل الخالق بالمخلوق، أما هذه العلة فلا توجد أصلاً في نسج الحرير وصناعته.

ومن هنا بطل الاستدلال بالقياس، ولا حجة لمن قال يجوز صناعة الصور لذوات الروح عموماً، بل القول بالتحريم هو الصحيح، وبه قال جمهور أهل العلم وهذه جملة من أقوالهم في هذه المسألة قال القرطبي - رحمه الله-: لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - المصورين، ولم يستثنِ، وقوله: {إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم} ولم يستثن، إلى أن قال - رحمه الله-: وفي البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم {أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون}. يدل على المنع من تصوير أي شيء كان قلت : لكن استثنت الشريعة ما ليس له روح كما ذكر سابقاً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*صناعة الصورة على وجه الامتهان:

ثالثاً: حكم استعمال الصور على وجه الامتهان : ذكرنا فيما سبق أنه يحرم تصوير ذوات الأرواح مطلقاً على وجه الامتهان، أو على عدم الامتهان لكن هنا مسألة وهي هل يجوز استعمال الصور الممتهنة.

قلت: قد وقع خلاف بين العلماء في هذه المسألة. قال الطحاوي في معاني الآثار:( فذهب ذاهبون إلى كراهية اتخاذ ما فيه صور من الثياب، وما كان يوطأ من ذلك ويمتهن، وكرهوا كونه في البيوت واحتجوا في ذلك بهذه الآثار، وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: ما كان يوطأ ويمتهن فلا بأس وكرهوا ما سوى ذلك )

قلت: ومن هنا يظهر لنا أن هناك خلافاً وقع بين أهل العلم في استعمال الصور الممتهنة، فمنهم من كرهها، ومنهم من أجازها.

القول الأول: من قال بالجواز. قال النووي - رحمه الله-: وإن كان في بساط يداس ومخدة أو وسادة ونحوها مما يمتهن فليس بحرام  . وذكر أن هذا القول مروي عن جمهور أهل العلم من الصحابة، والتابعين . وهو قول النووي، ومالك، وأبي حنيفة، والشافعي .

وذكرنا كلام ابن العربي في ذلك حين قال : الرابع ((وإن كان مما يمتهن جاز، وإلا لم يجز))

وقال أيضاً في معاني الآثار بعد ذكر الأدلة في جواز استعمال ما يمتهن، قال: (فأما ما كان يوطأ ويمتهن فهو خارج من ذلك، وهذا مذهب أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد - رحمهم الله تعالى-)

وقال ابن حجر في الفتح : ((وأن الذي رخص فيه من ذلك ما يمتهن لا ما كان منصوباً، وقد أخرج ابن أبي شيبة من طريق أيوب عن عكرمة قال: كانوا يقولون في التصاوير والبسط والوسائد التي توطأ ذلٌّ لها، ومن طريق عاصم عن عكرمة قال: كانوا يكرهون ما نصب من التماثيل نصباً، ولا يرون بأساً بما وطئته الأقدام. ومن طريق ابن سيرين عن سالم عن عبد الله، وعكرمة بن خالد، وسعيد بن جبير فرَّقهم أنهم قالوا لا بأس بالصورة إذا كانت توطأ. ومن طريق عروة أنه كان يتكئ على مرافق فيها

تماثيل الطيور والرجال)).

وقال في المنهاج: (ويجوز ما على الأرض وبساط ومخدة ومقطوع الرأس، أو الصورة) قال شارحه في مغني المحتاج: (ويجوز ما) أي صورة حيوان كائنة (على الأرض وبساط) يوطأ ويداس (ومخدة) يتكأ عليها وآنية تمتهن الصور باستعمالها، كطبق وخوان وقصعة، والضابط في ذلك إن كانت الصورة على شيء مما يهان جاز وإلا فلا .

وقال في حاشية ابن عابدين: (لو كانت الصورة على وسادة ملقاة، أو على بساط مفروش لا يكره لأنها تداس وتوطأ بخلاف ما إذا كانت الوسادة منصوبة، أو كانت على الستر لأنها تعظيم لها)

قال شيخنا ابن باز - رحمه الله-: ( لا يجوز بقاء هذه التصاوير المشار إليها على حالها بل يجب قطع رأسها، أو طمسها ما لم تكن في بساط ونحوه

مما يذل ويمتهن، فإنه لا بأس بتركها على حالها كما تقدم الدليل على ذلك من حديث أبي هريرة وعائشة)

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*فهذه أدلة وأقوال من قال بجواز استعمال الصور الممتهنة.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعليقاً على هذا القول:هذا المذهب أوسط

المذاهب في هذا الباب  وقال أيضاً: هذا أعدل المذاهب، وأوسطها في

 هذا الباب، وعليه أكثر العلماء، ومن حمل عليه الآثار لم تتعارض على هذا التأويل، وهو أولى ما اعتقد فيه .

القول الثاني: من قال بكراهية استخدام الصور الممتهنة.

ذهب بعض أهل العلم إلى القول بكراهية استعمال التصاوير الممتهنة، واحتجوا لذلك بعموم الأدلة الواردة في النهي عن التصاوير، كحديث أسامة بن زيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة).

وقول جبريل أيضاً للنبي -صلى الله عليه وسلم-قال: {إنا لا ندخل بيتاً فيه صورة}، وعن

 أبي الزبير قال: سألت جابراً عن الصور في البيت وعن الرجل يفعل ذلك. فقال زجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم -عن ذلك

وأجابوا عن حديث عائشة بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- هتك الستر، فلا يلزم منه وجود شيء من هذه التصاوير على الوسادتين، بل المعنى المتبادر هو محوها تماماً وذلك يفهم من قولها (فهتكه) ، بل جاء في حديث آخر أن عائشة قالت: اشتريت نمرقة فيها تصاوير، فلما دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآها تغير ثم قال: {يا عائشة ما هذه؟}.

فقلت: (نمرقه اشتريتها لك، تقعد عليها), قال: (إنا لا ندخل بيتا فيه تصاوير)  قالوا مما لا شك أنه مما يمتهن.

الراجح من القولين: وبعد عرض أقوال وأدلة الفريقين يظهر لي:

أنه لا بأس باستعمال التصاوير الممتهنة مما توطأ وتداس، لكن هذا خلاف الأولى ولاسيما إذا كانت هذه الصور تمنع من دخول الملائكة على الصحيح لحديث عائشة -رضي الله عنها-، فمتى استطاع المسلم أن يتجنب ما فيه تصاوير من دخولها في بيته كان هذا هو الأولى والأحسن

خروجاً من الخلاف.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*فهذه أدلة وأقوال من قال بجواز استعمال الصور الممتهنة.

رابعاً: صناعة الصور مقطوعة الرأس:

اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين، القول الأول وهو قول جمهور أهل العلم من الحنفية، والشافعية، والمالكية، والحنابلة، وغيرهم على أنه يجوز رسم، أو نقش الصورة مقطوعة الرأس.

قال ابن عابدين في حاشيته (أو مقطوعة الرأس، والوجه، أو لغير ذي روح لا يكره لأنه لا يعبد )

قال ابن عبد البر في الاستذكار: وقد قال قوم: ما قطع رأسه فليس بصورة وري ذلك عن ابن عباس وقالت به طائفة

قال ابن حجر في الفتح: ونقل الرافعي عن الجمهور أن الصورة إذا قطع رأسها ارتفع المانع.

قلت : وقد استدل الجمهور بأدلة منها، ما رواه أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {أتاني جبريل -عليه السلام- فقال لي: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل،وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فُمر برأس التمثال الذي في البيت يُقطع، فيصير كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر فليُقطع، فيجعل منه وسادتين منبوذتين توطأن، ومُرْ بالكلب فليُخرج} ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا الكلب لحسن أو حسين كان تحت نضد لهم فأمر به فأُخرج

ومن أدلتهم أيضاً، ما جاء عن ابن عباس مرفوعاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة}

القول الثاني: وهو أنه يحرم الرسم، أو النقش مطلقاً سواء أكان مقطوع الرأس أم لا.

قال القرطبي -رحمه الله- عند قول النبي -صلى الله عليه وسلم- {أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون}: يدل على المنع من تصوير أي شيء كان، وقد قال الله عز وجل: (مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا)

قال في مغني المحتاج: (أو يحرم تصوير حيوان) للحديث الوارد لما فيه من مضاهاة خلق الله. قال المتولي: وسواء أعمل لها رأساً أم لا خلافاً لأبي حنيفة رضي الله عنه ، واحتج من قال بالتحريم هنا بعموم الأدلة التي وردت في تحريم التصوير مطلقاً، فلم يستثنوا منها شيئاً.

قلت: والصحيح قول من قال بجواز الصورة مقطوعة الرأس لقوة الأدلة الواردة فيها، وبهذا قال الإمام البغوي : حيث قال في شرح السنة تعليقاً على حديث جبريل المتقدم: الصورة إذا غيرت هيئتها بأن قطع رأسها، أو حلت أوصالها حتى لم يبق منها إلا أثر على شبه صورة فلا بأس

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

خامساً: صناعة أو رسم رأس صورة فقط:

اختلف الفقهاء هنا أيضاً في حكم رسم أو نقش رأس ذي روح فقط على قولين:

فذهب بعض الشافعية والحنابلة إلى القول بتحريم ذلك احتجاجاً بحديث جبريل عليه السلام وكذا حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- سالف الذكر: قلت: وقد جاء عن أبي هريرة ما يدل أيضاً على ذلك فعنه –رضي الله عنه- قال:الصورة الرأس فكل شيء ليس له رأس فليس بصورة وذهب آخرون وهم جمهور أهل العلم إلى القول بجواز صناعة، أو نقش الرأس دون سائر الأعضاء، وعللوا ذلك بأنه إذا قطعت صورة ذوات الأرواح مما لا تبقى حياة الحي بعد ذهابه كصدره أو بطنه، فإن ذلك لا يدخل تحت النهي عن التصوير الوارد في الأحاديث.

قلت: والصحيح في ذلك هو القول بتحريم رسم، أو نقش الرأس فقط لقوة الأدلة الدالة على ذلك وصراحتها في الاستدلال بها، ولأن هذه

الأحاديث التي جاءت بقطع الرأس حصرت الصورة المحرمة بوجود الرأس، فوجب حمل الحكم عليها لإناطة الحكم بها دون ذكر الأعضاء الأخرى، قال شيخنا ابن باز - رحمه الله-: ويشتمل الحديث المذكور أيضاً على أن قطع غير الرأس من الصورة كقطع نصفها الأسفل ونحوه لا يكفي، ولا يبيح استعمالها، ولا يزول به المانع من دخول الملائكة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بهتك الصورة ومحوها وأخبر أنها تمنع من دخول الملائكة، إلا ما امتهن منها، أو قطع رأسه فمن ادعى مسوغا لبقاء الصورة في البيت غير هذين الأمرين فعليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن الصورة إذا قطع رأسها كان باقيها كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن المسوغ لبقائها خروجها عن شكل ذوات الأرواح، ومشابهتها للجماد، والصور إذا قطع أسفلها وبقي رأسها لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه الذي فيه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله.

إلى أن قال -رحمه الله-: وبهذا يتبين لطالب الحق أن تصوير الرأس، وما يليه من الحيوانات داخل في التحريم والمنع لأن الأحاديث المتقدمة تعمه

وليس لأحد أن يستثني من عمومها، إلا ما استثناه الشارع.

قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله-: وكذلك الحيوان إذا قطع رأسه، أو طمس لم يكن من الصور المنهي عنها . قيل لأحمد في الرجل يكتري البيت فيه تصاوير، يحكه ؟ قال : نعم،وقيل له: وإن دخل حماماً ورأى صورة حك الرأس؟ قال: نعم، وقال: إذا كان تمثالاً منصوباً يقطع رأسه. إلى أن قال رحمه الله وقد أومأ أحمد إلى ذلك فإنه سئل عن الستر يكون عليه صورة قال: لا، وما لم يكن له رأس فهو أهون، وإن كان له رأس فلا، وذلك لأن سائر الأعضاء أبعاض الحيوان ففي إبقائها إبقاء لبعض الصورة، لكن لما كان الحيوان لا تبقى فيه حياة بدون رأس،كان بمنزلة الشجر فزال عنه التحريم، وبقيت فيه الكراهية

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

سادساً: الرسم الكاريكاتوري:

تعريفه في نظري: هو رسم يقوم به من يسمى بالفنان بالتعبير عن سخطه لشخص ما ونحو ذلك، فيقوم برسم هذا الشخص بطريقة فيها نوع سخرية منه وذلك لإضحاك الآخرين عند رؤيتهم صورة هذا الشخص.

وهذا النوع من الرسم أشد تحريماً في نظري من غيره لأمرين:

الأول: أنه رسم لذي الروح، وقد جاءت الأدلة على تحريم ذلك كما ذكرنا.

ثانياً :أنه فيه نوع سخرية من خلق الله تعالى-، وإهانة لهم ولذا كان التحريم فيه أشد.

فإن قال قائل: إن هذه الصورة الكاريكاتورية مشوهة الخلقة، ولا نظير لها في الواقع قلنا هذا تعليل باطل من وجوه:

الأول: أن هذا رسم باليد لذي روح، فإن كانت الصورة لذي روح فلا أثر لما تدعونه من كونها لا نظير لها.

الوجه الثاني: أن الشريعة جاءت ببيان معنى الامتهان، فكون الصورة مشوهة الخلقة لا يكفي في جوازها.

الوجه الثالث: أننا ذكرنا فيما سبق أن الرسم يحرم مطلقاً سواء أكان مما يمتهن أم لا ما دام لذي روح.

سابعاً: أقوال أهل العلم المعاصرين حول هذا الموضوع:

أولاً: رأي اللجنة الدائمة للإفتاء (في المملكة العربية السعودية).

سئلت اللجنة الدائمة عن حكم الإسلام في التصوير؟ فأجابت: الأصل في تصوير كل ما فيه روح من الإنسان، وسائر الحيوانات أنه حرام سواء أكانت مجسمة أم رسوماً على ورقة، أم قماش، أم جدران، أم كانت صورة شمسية لما ثبت في الأحاديث الصحيحة من النهي عن ذلك، وتوعد فاعله بالعذاب الأليم ولأنها عهد جنسها أنه ذريعة إلى الشرك بالله بالمثول أمامها، والخضوع لها، والتقرب إليها، وإعظامها إعظاماً لا يليق إلا بالله تعالى-، ولما فيها من مضاهاة خلق الله، ولما في بعضها من الفتن كصور الممثلات والنساء العاريات، ومن يسمَّين ملكات الجمال وأشباه ذلك.

ومن الأحاديث التي وردت في تحريمها ودلت على أنها من الكبائر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: {إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم}. رواه البخاري ،ومسلم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

سادساً: الرسم الكاريكاتوري:                                      وحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول {إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون} رواه البخاري، ومسلم . وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول قال الله تعالى- {ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو يخلقوا شعيرة} رواه البخاري ومسلم .

وحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلون وجهه، وقال: {يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله}، فقطعناها فجعلنا منه وسادة، أو وسادتين. رواه البخاري ومسلم.(القرام : الستر. والسهوة : الطاقة النافذة في الحائط)

وحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سمعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: {من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ} رواه البخاري ومسلم، وحديثه أيضاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: {كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً تعذبه في جهنم}، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (فإن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر، وما لا نفس له) رواه البخاري ومسلم، فدل عموم هذه الأحاديث على تحريم تصوير كل ما فيه روح مطلقاً، أما ما لا روح فيه من الشجر، والبحار، والجبال، ونحوها فيجوز تصويرها كما ذكره ابن عباس -رضي الله عنهما-، ولم يعرف عن الصحابة من أنكره عليه، ولما فهم من قوله في أحاديث الوعيد (أحيوا ما خلقتم) وقوله فيها "كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ".وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

وسئلت اللجنة أيضاً: هل رسم ذوات الأرواح جائز إذا كانت على شرشف، أو صحن، أو سجاد، أو ما شابه ذلك من الأشياء؟ فأجابت اللجنة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد: فيحرم تصوير ذوات الأرواح سواء أكان على شرشف أم صحن أم سجاد أم غير ذلك، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

سادساً: الرسم الكاريكاتوري:                                      

وسئلت اللجنة أيضاً:كنا قد بدأنا مشروع مجلة للأطفال المسلمين باسم " أروى " نرفق لكم نسخة منها وجاء من نثق به وبدينه يعترض علينا من جهة رسوم الأشخاص، علماً بأننا تحاشينا في عملنا رسم الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- والصحابة -رضوان الله عليهم-. ومع هذا

جئنا بخطابنا هذا نستفتيكم بشرعية ما أقدمنا عليه راجين الرد السريع على رسالتنا ؟

الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد فتصوير ذوات الأرواح مطلقاً حرام، ولو كانت صور غير الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وغير صور الصحابة -رضي الله عنهم- وليس اتخاذها وسيلة للتشويق والإيضاح مبرراً للترخيص فيها.وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

وسئلت أيضاً: عن حكم الصيني الموجود عليه تصوير مع العلم أنه يترك ولا يستخدم إلا للضرورة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد.. فالأصل التحريم في تصوير ذوات الأرواح للأدلة الواردة في ذلك لكن إذا كانت الصورة مهانة أو مقطعة جاز استعمال ما رسمت عليه كالبساط، ونحوه. وباَلله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ؟    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

وسئلت أيضاً: عن حكم الرسم على السبورة رسوماً تخطيطية في عملية التعليم مع العلم أن الرسم عبارة عن أشكال حيوانات، ونباتات وحشرات في مادة التاريخ الطبيعي (الأحياء) وقد تكون هذه الرسوم مهمة في مادة التعليم ؟

فأجابت اللجنة قائلة : ما كان من ذلك صوراً لذوات الأرواح كالحشرات وسائر الأحياء فلا يجوز ولو كان رسماً على السبورة، والأوراق، ولو

كان القصد منه المساعدة على التعليم، لعدم الضرورة إليها لعموم الأدلة وما لم يكن من الأرواح جاز رسمه للتعليم وغيره

وسئلت أيضاً: ما موقف المسلم من الصور التوضيحية التي في الكتب الدراسية، والكتب العلمية والمجلات الإسلامية النافعة، مع أنه لا بد من

وجود هذه الصور للتوضيح وتقريب الفهم؟

فأجابت: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد..

فتصوير ذوات الأرواح حرام مطلقاً لعموم الأحاديث التي وردت في ذلك، وليست ضرورية للتوضيح في الدراسة، بل هي من الأمور الكمالية لزيادة الإيضاح، وهناك غيرها من وسائل الإيضاح يمكن الاستغناء بها عن الصور في تفهيم الطلاب والقراء، وقد مضى على الناس قرون وهم في غنى عنها في التعليم والإيضاح، وصاروا مع ذلك أقوى منا علماً وأكثر تحصيلاً، وما ضرهم ترك الصور في دراستهم ولا نقص من فهمهم لما أرادوا ولا من وقتهم وفلسفتهم في إدراك العلوم وتحصيلها، وعلى هذا لا يجوز لنا أن نرتكب ما حرم الله من التصوير لظننا أنه ضرورة وليس بضرورة لشهادة الواقع بالاستغناء عنه قروناً طويلة .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

سادساً: الرسم الكاريكاتوري:                                     

ثانياً: قول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: سُئل عن الرسم  ؟ فقال:«الرسم له معنيان أحدهما رسم الصور ذوات الأرواح وهذا جاءت السنة بتحريمه، فلا يجوز الرسم الذي هو رسم ذوات الأرواح، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: {كل مصور في النار}، وقوله -صلى الله عليه وسلم- { أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون الذين يضاهون بخلق الله} ولقوله -صلى الله عليه وسلم- {إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم} ولأنه -صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا وموكله ولعن المصور، فدل ذلك على تحريم التصوير، وفسر العلماء ذلك بأنه تصوير ذوات الأرواح من الدواب، والإنسان، والطيور.

أما رسم ما لا روح له وهو المعنى الثاني، فهذا لا حرج فيه، كرسم الجبل ،والشجر، والطائرة، والسيارة، وأشباه ذلك لا حرج فيه عند أهل العلم، ويستثنى من الرسم المحرم ما تدعو الضرورة إليه، كرسم صور المجرمين حتى يعرفوا ويمسكوا، أو الصورة في حفيظة النفوس التي لا بد منها ولا يستطيع الحصول عليها إلا بذلك، وهكذا ما تدعو الضرورة إلى تصويره لخطورته ولقصد سلامة المسلمين من شره حتى يعرف أو لأسباب أخرى فلا بأس، قال الله عز وجل(وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ 3)

ثالثاً: قول شيخنا محمد الصالح العثيمين -رحمه الله-: سئل شيخنا محمد

الصالح العثيمين -رحمه الله- سؤالاً جاء فيه: ما معنى جملة (إلا رقماً في ثوب) التي وردت في الحديث هل تدل على حل الصور التي في الثوب؟

فأجاب -رحمه الله-: إن رأينا في الحديث (إلا رقماً في ثوب) من النصوص المتشابهة، والقاعدة السليمة: يردُّ إلى المحكم، ولقوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)[آل عمران : 7]. ويردُّ المتشابه إلى المحكم ولا يبقى فيه إشكال؟ فهذا الحديث (إلا رقماً في ثوب)، يحتمل أنه عام، رقماً: يشمل صورة الحيوان، وصورة الأشجار، وغير ذلك، فإنه محتمل لهذا، فإنه يحمل على النصوص المحكمة التي تبين أن المراد برقم الثوب ما ليس بصورة حيوان، أو إنسان حتى تبقى النصوص متفقة.

ونحن لا نرى ذلك والتفصيل فيما له ظل، وما ليس له ظل، لأن حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في صحيح مسلم أنه قال {يا أبا الهياج ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته ولا صورة إلا طمستها}

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

سادساً: الرسم الكاريكاتوري:                                       وسئل أيضاً رحمه الله سؤالاً جاء فيه:

فضيلة الشيخ / يطلب من الطالب في بعض المدارس أن يرسم صورة لذات روح، أو يعطى مثلاً بعض دجاجة، ويقال : أكمل الباقي، وأحياناً

يطلب منه أن يقص الصورة ويلزقها على الورق، أو صورة يطلب منه تلوينها فما رأيكم في هذا؟

فأجاب رحمه الله: «الذي أرى في هذا أنه حرام يجب منعه، وأن المسؤولين عن التعليم يلزمهم أداء الأمانة في هذا الباب، ومنع هذه الأشياء، وإذا كانوا يريدون أن يثبتوا ذكاء الطالب بإمكانهم أن يقولوا: اصنع صورة سيارة، أو شجرة، أو ما أشبه ذلك مما يحيط به علمه، ويحصل بذلك على مدى ذكائه وفطنته وتطبيقه للأمور وهذا مما ابتلي به الناس بوساطة الشيطان، وإلا فلا فرق بلا شك في إجادة الرسم والتخطيط بين أن يخطط الإنسان صورة شجرة، أو سيارة ... إلى أن قال والذي أرى أنه يجب على المسؤولين منع هذه الأشياء».

*جوال الكاميرا :

حرصت شريعة الإسلام الغراء كل الحرص على حفظ حرمات

الأشخاص وخصوصياتهم من أن تنتهك بأي صورة من الصور، أو شكل من الأشكال، ورتبت على ذلك أموراً كثيرة تحفظ لكل مسلم ومسلمة خصوصياته وكرامته وأسراره؛ فقد جاء النهي صريحاً عن التجسس وتتبع عورات المؤمنين والمؤمنات، وانتهاك الحرمات قال الله جل وعلا:     {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}([96]) فهذه الآية تحذر كل من تسول له نفسه أن يعبث بقيم وأخلاق الآخرين.

وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا...} وهنا توضح هذه الآية السياج القوي حول حرمات الأشخاص وحقوقهم وحرياتهم، وأنه لا يجوز أن تمس من قريب أو بعيد تحت أي ذريعة أو ستار، فلا يحل الإطلاع على عورات المسلمين أو نشر عيوبهم، أو انتهاك حرماتهم، وكشف أسرارهم، وهذا ما جاءت السنة تؤكد عليه وتوضحه قال صلى الله عليه وسلم [إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً] ويتوعد رسولنا صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يتتبعون عورات الناس ويبحثون عن معايبهم فيقول:[يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته]

وهكذا يعيش المجتمع المسلم آمناً مطمئناً تصان فيه الأعراض، ويحافظ فيه على الأسرار، ولا تنتهك الحرمات.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*جوال الكاميرا :                                     

والتكنولوجيا الحديثة وجدت لخدمة الإنسان وراحته، وتيسير أمور

حياته في مختلف مجالاتها، وكل مخترع حديث له محاسن ومساوىء مثل الهاتف والإنترنت وغيرها، ففيها من المنافع تعريف الناس بما ينفعهم في أمور معاشهم ومعادهم، وفيها نشر العلوم الشرعية وغيرها، وبثها لأكبر شريحة متلقيه، وبالمقابل فيها من المساوىء الكثير حيث استخدمت للإساءة للآخرين، ونشر المعايب، والكذب، والبهتان، ونشر الباطل، وتزيين الشر وتيسيره للناس، وكسر الحواجز التي كانت تمنع الناس وتردعهم عن الوقوع في المحاذير الشرعية.

ومن هذه الأجهزة الحديث التي اخترعت حديثاً جهاز ( الجوال )، وقد أفاد الناس منه كثيراً، وانتفعوا به ويسَّر عليهم كثيراً، وخدمهم لقضاء حوائجهم خدمة كبيرة، لكن هذا النفع سرعان ما تكدر لحرص الأعداء على إفساد حياة الناس وبث الشرور بين المسلمين؛ فاخترعوا في هذا الجهاز ( كاميرا صغيرة ) تستطيع التصوير دون أن يعلم الطرف الآخر، وهذا الجوال الذي انتشر انتشاراً هائلاً في أوساط الصغار والكبار، الذكور والإناث جاء بسلبياته وإيجابياته، لكن سرعان ما أسيء استخدامه من قبل الكثيرين في تصوير النساء وهن بأكمل صورة وأجملها لاسيما في المناسبات الخاصة والعامة والمدارس والكليات، ثم ما تلبث هذه الصور فترة حتى تنزل بالإنترنت، وتنتشر على مستوى كبير.

إن هذا الاستخدام السيء جعل كثيراً من البيوت والأسر تمنع من تحت يدها من حضور كثير من المناسبات حفاظاً على شرفهم، وصيانة لأعراضهم، وحماية لكرامتهم.

لقد وصل الحال ببعض ضعاف النفوس من تركيب صور بعض الفتيات

مع صورته بطريقة سيئة، وبث هذه الصورة في الإنترنت مما تسبب في انهيار هذه الفتاة لما رأت الصورة، وإصابتها بحالة نفسية حادة أدى إلى فقدان عقلها.

وقد خلَّف هذا الجوال ـ الذي يحمل بين طياته كاميرا ـ آثاراً بليغة منها:

ـ التفريق بين الأزواج، وخراب البيوت.

ـ انصراف الشباب عن الزواج فيمن تنشر صورتها بأي وسيلة من الوسائل لا سيما إذا انتشرت عبر الإنترنت واطلع عليها آلاف الناس.

ـ استعمال العبارات الشائنة، والكلمات التي تخدش الحياء.

ـ إضعاف الوازع الديني عند كثير من الشباب والفتيات حتى وصل الحال باستعمالهم لهذه الصور استعمالاً قبيحاً لا يكاد يخطر على بال.

ـ الاعتداء على الحياة الخاصة للآخرين، وانتهاك حرماتهم وتتبع عوراتهم.

ـ إشاعة الفاحشة بين الناس، وصدق الله العظيم:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}

ـ استخدام هذه الصور استخداماً سيئاً في هدم الأسر والبيوت من باب النكاية بالآخرين، والكيد لهم، والتحدي لمشاعرهم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*جوال الكاميرا :                                     

وهنا أوصي إخواني وأخواتي فأقول:

إن انتشار هذه الجوالات واستخدامها بهذه الصورة المزرية يحتاج منا ومن كل غيور مخلص لدينه حريص على حماية مجتمعه ووطنه أن نواجه هذا الطوفان، لأن تردي الأخلاق في أي مجتمع هو نذير شؤم بهلاكه.

 وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ***** فإن هُموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ولعل أول طريق للتصدي والعلاج:

ـ أن نعلم أولادنا بنين وبنات معنى الطهر والعفاف، وأن نربيهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، ولو أن كل رب أسرة تابع وراقب واجتهد لأوجد سياجاً آمناً تتمتع به الأسرة ولا يستطيع ـ بحول الله ـ ذئاب البشر اختراق هذا السياج.

ـ وأيضاً الحرص على غرس الأخلاق الفاضلة، وبث معاني التربية الحقة

في نفوس النشء بنين وبنات عن طريق الأب والأم، والمعلم والمعلمة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول:[إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق].

ـ وأيضاً نوصي أولياء الأمور بعدم فتح الباب لمن تحت أيديهم في شراء هذه الأجهزة وتداولها لأن بداية الشرّ سهلة، لكن نهايته خطيرة، والنار تشتعل من مستصغر الشرر، وعلى قدر تفريط الأبوين بقدر ما تحصل العواقب الوخيمة للأولاد والبنات.

ـ وأيضاً متابعة الأبناء والبنات في مراحل سن المراهقة، وتوجيههم إلى

الفضائل، وترك الرذائل، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول:[كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..... والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته].

ـ وأيضاً التشديد في دخول هذه الأجهزة وبيعها، ووضع الرقابة الصارمة على ذلك، والجزاء الرادع للمخالف.

ـ عدم التساهل مع المحارم في حضور المناسبات العامة إلا بعد التأكد من خلوها من هذه الأجهزة، ووضع رقابة دقيقة عند الأبواب، والقيام

بحملات تفتيش مستمرة في المناسبات والمدارس.

ـ منع هذه الأجهزة منعاً باتاً في المدارس والكليات للبنين والبنات.

ـ وضع جزاءات رادعة من قبل الجهات الأمنية لأي فرد يخالف التعليمات أو يسيء للآخرين، وذلك بالغرامة المالية الباهظة، والسجن الطويل،

وعدم قبول الشفاعة في مثل هذا الأمر، ولو طُبق ذلك بكل حزم وصرامة لما حصلت هذه الأمور التي تخل بالشرف وتخدش الحياء.

وبهذا تعلم أيها القارىء الكريم أن هذا الجهاز فيه من المحاذير الشرعية أضعاف ما فيه من الإيجابيات، ولذا فالحكم عليه تَبعٌ لاستخدامه، وقد بسطنا حكم التصوير فيما سبق، ويزيد عليه هذا الجوال ما أشرنا إليه من المحاذير الكثيرة.

فليتق الله كل مؤمن ومؤمنة، وليعلم أن كل حركة وسكون مسجلة عليه، وسيكون الحساب عسيراً، وإذا غابت أعين الرقيب من البشر لحظة فعين الله لا تنام.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل ***خلوت ولكن قل عليَّ رقيب

فلنحرص جميعاً على ما ينفعنا، ولنبتعد عما فيه ضررنا وضرر مجتمعنا،

وهدم أخلاقنا، فسفينة المجتمع تسير بأمان، والويل كل الويل لمن يخرقها أو يحاول إغراقها.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

فتوى الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-حول التصوير الشمسي مع بيان وجه الخطأ في فهمها :

ذكرنا فيما سبق بعض ما ذكره الشيخ حول التصوير الفوتوغرافي لكن البعض هداهم الله قد أخطأوا في فهم فتواه فقولوا الشيخ ما لم يقله فقالوا بأن التصوير الشمسي مباح مطلقاً دون قيود تقيده، ومن هنا ظهرت صورهم وانتشرت في البيوت والرحلات للذكرى وغيرها مما توسع فيه كل ذلك بناء على ما فهموه حول هذا الموضوع أعني موضوع التصوير الشمسي، وبياناً للحق ودفاعاً عن شيخنا في هذا الأمر سأذكر جملة مما قاله مع بيان مراده-رحمه الله- في هذا الجانب المهم.

قال-رحمه الله-: الحالة الثالثة : أن تلتقط الصور التقاطاً بأشعة معينة بدون أي تعديل أو تحسين من الملتقط فهذا محل خلاف بين العلماء المعاصرين:

فالقول الأول: أنه تصوير، وإذا كان كذلك فإن حركة هذا الفاعل للآلة يعد تصويراً، إذ لولا تحريكه إياها ما انطبعت هذه الصورة على هذه الورقة ونحن متفقون على أن هذه صورة فحركته تعتبر تصويراً فيكون داخلاً في العموم.

القول الثاني: أنها ليست بتصوير، لأن التصوير فعل المصور وهذا الرجل

ما صورها في الحقيقة وإنما التقطها بالآلة والتصوير من صنع الله... إلى أن قال رحمه الله وهذا القول أقرب لأن المصور بهذه الطريقة لا يعتبر مبدعاً ولا مخططاً، ولكن يبقى النظر هل يحل هذا الفعل أم لا؟

والجواب: إذا كان لغرض محرم صار محرماً وإذا كان لغرض مباح صار مباحاً لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وعلى هذا فلو أن شخصاً صور إنساناً لما يسمونه بالذكرى سواء كانت هذه الذكرى للتمتع بالنظر إليه أو التلذذ به أو من أجل الحنان والشوق إليه فإن ذلك محرم ولا يجوز لما فيه

من اقتناء الصور، لأنه لا شك أن هذه صورة ولا أحد ينكر ذلك.

وإذا كان لغرض مباح كما يوجد في التابعية والرخصة والجواز وما أشبه ذلك فهذا يكون مباحاً.

فإذا ذهب الإنسان الذي يحتاج إلى رخصة إلى هذا المصور الذي تخرج منه الصورة فورية بدون عمل ولا تحميض ولا غيره وقال صورني،

فصوره فإن هذا المصور لا نقول إنه داخل في الحديث أي حديث الوعيد على التصوير.

أما إذا قال صورني لغرض آخر غير مباح صار من باب الإعانة على الإثم والعدوان .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

فتوى الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-حول التصوير الشمسي مع بيان وجه الخطأ في فهمها :

وفي سؤال وجه إليه حول حكم تعليق الصور على الجدران قال-رحمه الله-: تعليق الصور على الجدران لاسيما الكبيرة منها حرام حتى وإن لم يخرج إلا بعض الجسم والرأس، وقصد التعظيم فيها ظاهر وأصل الشرك هو هذا الغلو كما جاء ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في أصنام قوم نوح التي يعبدونها إنها كانت أسماء رجال صالحين صوروا صورهم ليتذكروا العبادة ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.

وفي إجابة أخرى حول اقتناء الصور للذكرى قال: اقتناء الصور للذكرى

محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة وهذا يدل على تحريم اقتناء الصور في البيوت والله المستعان

وسئل أيضاً -رحمه الله- سؤالاً جاء فيه:

سؤال: أصبحت الصورة وسيلة هامة من وسائل الإيضاح في عصرنا الحاضر وخاصة في الصحف والتلفزيون فما الحكم الشرعي في اقتناء الصور لاسيما صور توضح مثلاً المذابح التي يتعرض لها المسلمون في أفغانستان؟

أجاب-رحمه الله-فقال: إن اقتناء الصور مطلقاً سواء كانت وسيلة اتخاذها اليد أو الآلة التي تلتقط الصور لا يجوز إلا أن تقتنى لحاجة أو ضرورة.

على أن بعض أهل العلم المعاصرين يقولون: إذا كان في حفظها مصلحة وهي دون الحاجة والضرورة فإنه لا بأس بحفظها، لكن كلما ابتعد عن ذلك فهو أفضل، لأن اقتناء الصور في غير ما يمتهن لا يجوز إذ إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ([103]).

ومما سئل فيه أيضاً-رحمه الله-سؤالاً عن حكم صور الحيوانات لتعليم

الأطفال بداية الحروف فأجاب رحمه الله بقوله: لا بأس من أن يبين للطلبة هذه الحروف بشرط أن يقطع رأسه فيجعله بعيراً بدون رأس ([104]).

قلت: فهذه جملة من فتاوى الشيخ حول موضوع التصوير الفوتوغرافي ومن نظر لما ذكره الشيخ يجد أنه-رحمه الله- لم يجعل التصوير مطلقاً بل قيده للحاجة والضرورة، فمتى وجدت الحاجة والضرورة صار التصوير مباحاً وذكر أمثلة لذلك، كالتصوير من أجل الرخص والتابعية وغيرها مما أصبح يمثل حاجة للناس، وكذا التصوير من أجل القبض على المجرمين ممن يسعون في الأرض فساداً كل هذا مما أجازه الشيخ.

أما التصوير من أجل الذكرى أو من أجل تعليق هذه الصورة على الجدران كل هذا مما أفتى الشيخ بعدم جوازه حتى مجرد الاقتناء دون التعليق قال الشيخ بأن الأفضل الابتعاد عنه فكون البعض يخطئ في فهم فتاوى الشيخ وينسب القول له هذا من الظلم وقول على الشيخ بما لم يقله فالفتوى شيء وفهم الفتوى شيء آخر.

وقد تبين لك أخي الكريم أن رأي الشيخ لا يختلف عن غيره في حرمة التصوير لغير غرض شرعي وأن ما يفعله الناس من التصوير للذكرى ويعتمدون على فتوى الشيخ أن هذا خطأ وفهم للفتوى على غير وجهها الشرعي، فحري بطلاب العلم أن يتبينوا الأمر ولا ينقلوا عن أهل العلم إلا بعد التثبت والتحري والفهم الدقيق .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

فتوى الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-حول التصوير الشمسي مع بيان وجه الخطأ في فهمها :

الخاتمــــة : بعد عرض موضوعات البحث ظهر لي ما يلي:

أولاً: أن التصوير باليد وهو ما كانت اليد المباشرة فيه لعملية التصوير بنوعيه -أعني التصوير المسطح والتصوير المجسم- كلاهما حرام لوجود علة المضاهاة، وغيرها من العلل التي ذكرناها.

ثانياً: أن النقش باليد لا يعدو عن كونه رسماً، بل هو أعم منه من جهة التحسين والتجميل، ولذا كانت عقوبته أشد.

ثالثاً: أن النقش والرسم والتصوير كلها قد تكون مكروهة، وإن كان بعضها قد يكون أوسع من الآخر في بعض الأحيان.

رابعاً: أن هناك وعيداً شديداً لمرتكبي حرمة التصوير، لورود الأدلة الوارد في حقهم.

خامساً: كثرة العلل الواردة في تحريم التصوير، فهي غير مقتصرة على المضاهاة في الخلق فقط كما يظن البعض.

سادساً: أن الرسم باليد أو النقش بها فيما ليس ممتهناً، الصحيح أنه محرم، وهو قول الجمهور من الفقهاء بخلاف من قال بكراهيته.

سابعاً: أن الرسم باليد لما يعد ممتهناً هو كبيرة من كبائر الذنوب.

ثامناً: أن هناك فرقاً بين الرسم لما يعد ممتهناً، واستعمال ما يعد ممتهناً، ففيه خلاف، والصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا بأس باستعمال التصاوير الممتهنة، وإن تجنبها الإنسان فهو أولى.

تاسعاً: أن الصورة إذا كانت مقطوعة الرأس، فالصحيح أنه لا بأس بها.

عاشراً: أنه يحرم رسم، أو نقش الرأس فقط، لقوة الأدلة الدالة على التحريم.

أحد عشر: أن الرسم الكاريكاتوري أشد تحريماً من الرسم العادي لأنه اشتمل على أمرين :

1-مباشرة اليد في الرسم.

2- السخرية الحاصلة به من خلال الرسوم.

اثنا عشر : أن التصوير الفوتوغرافي لم يكن موجوداً في العصور المتقدمة وإنما اكتشف في العصور المتأخرة.

ثلاثة عشر: أن الذين قالوا بإباحة هذا النوع من التصوير اشترطوا له شروطاً خاصة بأن لا تشتمل الصورة على محرم أو يكون فيها استهزاء في الدين والأخلاق والقيم.

أربعة عشر: تبين لي رجحان تحريم التصوير بكل أشكاله وأنواعه إلا ما دعت إليه الضرورة أو الحاجة مع التأكيد على حرمة تصوير المرأة بكل حال إلا في حال الضرورة القصوى كمرض أو جناية أو إخلال بالأمن أو غير ذلك مما لا بد منه.

خمسة عشر: تبين لنا أن شيخنا رحمه الله- يرى جواز التصوير الفوتوغرافي ويقول أنه ليس تصويراً في واقع الأمر.

ستة عشر: تبين أن شيخنا رحمه الله- يقول أن التصوير الفوتوغرافي يأخذ حكم الغرض منه فإن كان الغرض محرماً كان محرماً وإن كان الغرض منه جائزاً كان جائزاً لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.

سبعة عشر: أن التصوير الفوتوغرافي لغير غرض شرعي لا يجوز كمن يصور للذكرى أو يحتفظ بالصورة وهذا ما يراه شيخنا وبهذا يعلم أن رأي الشيخ لا يختلف عن غيره في مآل الصورة وإن كان نفس الفعل يتساهل فيه الشيخ. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

[ الأنترنت – موقع صناعة الصورة باليد مع بيان أحكام التصوير الفوتوغرافي- تأليف : أ.د. عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* تعليق الصور الشخصية في البيت :

السؤال : فيما يتعلق بصور الآباء في المنزل إنني أعلق صورتي الشخصية وصورة عمي ووالدي ماذا أفعل فيها جزاكم الله خيراً ؟

نص الجواب : الحمد لله ن يجب عليك أيها الأخ السائل المبادرة إلى إزالة هذه الصور فورا ، وذلك لما ورد من النهي الشديد عن النبي صلى الله عليه وسلم في اتخاذ الصور وأمره صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بقوله : ( لا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته ) رواه مسلم 1/66 . وتعليق صور ذوات الأرواح في البيت وغيره تحْرم أهل ذلك المكان من فضل عظيم ، وهو دخول الملائكة لهذا البيت ،  فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الملائكة لاتدخل بيتا فيه تماثيل أو صورة ) رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 1961 .

واستبدلها إن شئت بصور لغير ذوات الأرواح من أشجار وجبال وبحار ومناظر طبيعية . أو رسوم أخرى غير ذات روح ، من غير إسراف .

أما الصور المعلقة فينبغي إزالتها وطمسها أو حرقها وعدم الاحتفاظ بها . وومما هو جدير بالذِّكْر أن تعليق صور الأموات مما يجدّد الأحزان بلا فائدة وربما أدّى إلى شيء من التعظيم المنافي للتوحيد ولا ننسى أن الشّرْك الذي وقع فيه قوم نوح كان بسببب تعليقهم ونصْبهم لصور أناس من الصالحين كانوا فيهم فالحذر الحذر ، وفقنا الله وإياك لما فيه مرضاته ومغفرته . والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

[الأنترنت – موقع الإسلام سؤال وجواب  - تعليق الصور الشخصية في البيت ]المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* تحريم التصوير واتّخاذ التماثيل وأثر ذلك على العقيدة :

السؤال :أجد صعوبة في أن أشرح لأحد أخواني المسلمين هنا أن عمل تمثال غير إسلامي حرام ، وقد كانت إجابته أن المرأة التي يراد عمل التمثال لها من أبطال البلد إذ أنها حاربت المسلمين دفاعا عن بلادها، وهي من جداتي في الفترة قبل دخول الإسلام .

هل يمكن للمسلم أن يعبد تمثالا ، أو أن يعمل تمثالا كتذكار لأحد الأبطال ؟ حتى لو كان هذا البطل غير مسلم ؟.

نص الجواب : الحمد لله ، أولاً : قد يُفهم من السؤال أنّ الإنكار لكون التمثال لكافر ، وأنه إن كان لمسلم فإنه يجوز صنعه ، وهذا خطأ ، فتماثيل ذوات الأرواح كلها حرام ، ولا فرق من حيث كونه صنماً في التحريم سواء كان معمولا على صورة شخص مسلم أو كافر ، لكن صُنع تمثالٍ لكافرٍ أشدَّ في الحرمة لما فيه من جمع بين شرَّين ، شر صنع التمثال ،

وصنع تعظيم هذا الكافر .

وفيما يلي تفصيل لمسألة تحريم الأصنام والتماثيل :

1-إن قضية صنع التماثيل لا تتوقف على كونها قضية فقهية ، بل تتعداها إلى أبواب الاعتقاد، وذلك أن الله تعالى اختص بتصوير خلقه وإبداعهم على أحسن صورة ، فكان التصوير مضاهاة لخلق الله تعالى ، وكذا يتعلق الأمر في باب الاعتقاد من حيث اتخاذ هذه الأصنام آلهة تُعبد من دون الله عز وجل  ، ومما يدل على أنّ من أفعاله تعالى التصوير ما يلي :

أ.  قوله تعالى :  هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء  ( آل عمران / 6 ) .

وقوله تعالى   ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم  ( الأعراف / 11) . وقوله تعالى  هو الله الذي لا إله إلا هو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات  والأرض وهو العزيز الحكيم  ( الحشر / 24 ) .

وقوله تعالى :  يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم . الذي خلقك فسواك فعدلك . في أي صورة ما شاء ركبك  ( الانفطار / 6 - 8 ) .

فهذه الآيات تقرر عقيدة لا شك فيها أن تصوير الخلق هو من قِبل ربهم وخالقهم ومصورهم ، فلا يحل لأحد أن يتعدى على ربه تعالى فيضاهي الله في خلقه وتصويره .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* تحريم التصوير واتّخاذ التماثيل وأثر ذلك على العقيدة :

ب. عن عائشة أم المؤمنين أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة [رواه البخاري ( 417 ) ومسلم ( 528 ) ]

قال الحافظ ابن حجر : وفي الحديث دليل على تحريم التصوير[ فتح الباري 1 / 525

وقال النووي : قال أصحابنا وغيرهم من العلماء : تصوير صورة  الحيوان  حرام شديد التحريم ، وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى ، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أودرهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها وأما تصوير صورة  الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة 

حيوان فليس بحرام هذا حكم نفس التصوير . " شرح مسلم " ( 14 / 81 ) .

ت.  عن سعيد بن أبي الحسن قال كنت عند ابن عباس رضي الله

عنهما إذ أتاه رجل فقال يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة

يدي وإني أصنع هذه التصاوير فقال ابن عباس لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعته يقول من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه فقال ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح .  رواه البخاري ( 2112 ) ومسلم ( 2110 ) .

ث. عن عبد الله بن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن أشد

الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون . رواه البخاري ( 5606 ) ومسلم ( 2109 )

ج.  عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم .  رواه البخاري ( 5607 ) ومسلم ( 2108 )  .

ح. عن أبي هريرة أنه دخل داراً بالمدينة فرأى أعلاها مصورا يصور قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرَّة .[رواه البخاري ( 5609 ) ومسلم ( 2111 ) ]

قال النووي  : وأما قوله تعالى " فليخلقوا ذرة أو حبة أو شعيرة " :

 فالذرَّة بفتح الذال وتشديد الراء ، ومعناه : فليخلقوا ذرة فيها روح تتصرف بنفسها كهذه الذرة التي هي خلق الله تعالى وكذلك فليخلقوا حبة حنطة أو شعير ، أي : ليخلقوا حبة فيها طعم تؤكل وتزرع وتنبت ويوجد فيها ما يوجد في حبة الحنطة والشعير ونحوهما من الحب الذي يخلقه الله تعالى وهذا أمر تعجيز كما سبق . " شرح مسلم " ( 14 / 90 ) . إذ لا يقدر على إنشاء النبات الحيّ من العدم إلا الله عزّ وجلّ .

خ. عن أبي جحيفة قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وثمن الدم ونهى

عن الواشمة والموشومة وآكل الربا وموكله ولعن المصور [رواه البخاري ( 1980 ) ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* تحريم التصوير واتّخاذ التماثيل وأثر ذلك على العقيدة :

2. وقد جاءت الشريعة بهدم الأصنام وتحطيمها لا بصنعها وترميمها ، ومما

يدل على ذلك :

أ.  عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها بعود في يده وجعل يقول  جاء الحق وزهق الباطل  الآية .  رواه البخاري ( 2346 ) ومسلم ( 1781 ) .

ب. عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته وفي رواية ( ولا صورة إلا طمستها ) .  رواه مسلم ( 969 ) .قال ابن القيم : والتماثيل جمع تمثال وهو الصور الممثلة ." الفوائد " ( ص 196 ) .

  قال شيخ الإسلام : فأمره بمحو التمثالين الصورة الممثلة على صورة الميت و التمثال الشاخص المشرف فوق قبره فإن الشرك يحصل بهذا و بهذا . " مجموع الفتاوى " ( 17 / 462 ) .

3.  وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الصور أن يدخلها في بيته ، ورتب

على ذلك آثاماً وحرماناً للخير ، ومما يدل على ذلك :

أ. عن أبي طلحة قال :  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل [رواه البخاري ( 3053 ) ومسلم ( 2106 ) .

ب. عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا أذنبتُ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال هذه النمرقة ؟ قلت : اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيوا ما خلقتم وقال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة [رواه البخاري ( 1999 ) ومسلم ( 2107 ) .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* تحريم التصوير واتّخاذ التماثيل وأثر ذلك على العقيدة :

4. واتخاذ الصور وسيلة للوقوع في الشرك ، لأن بداية الوقوع فيه التعظيم لصاحب الصورة ، وخاصة مع قلة العلم أو انعدامه ، ويدل على هذا :

عن ابن عباس رضي الله عنهما : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ( ود ) كانت لكلب بدومة الجندل وأما ( سواع ) كانت لهذيل وأما ( يغوث ) فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ وأما ( يعوق ) فكانت لهمدان وأما ( نسر ) فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت . رواه البخاري ( 4636 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :وأيضا فإن اللات كان سبب عبادتها تعظيم قبر رجل صالح كان هناك [اقتضاء الصراط المستقيم " ( 2 / 333 ) .

وقال :وهذه العلة - أي : التعظيم - التي لأجلها نهى الشارع هي التي

أوقعت كثيراً من الأمم إما في الشرك الأكبر أو فيما دونه من الشرك . " الاقتضاء " ( 2 / 334 ) .

وقال ابن القيم رحمه الله في بيان تلاعب الشيطان بالنصارى : وتلاعب بهم في تصوير الصور في الكنائس وعبادتها فلا تجد كنيسة من كنائسهم تخلو عن صورة مريم والمسيح وجرجس وبطرس وغيرهم من القديسين عندهم والشهداء وأكثرهم يسجدون للصور ويدعونها من دون الله تعالى حتى لقد كتب بطريق الاسكندرية إلى ملك الروم كتابا يحتج فيه للسجود للصور : بأن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يصور في قبة الزمان صورة الساروس وبأن سليمان بن داود لما عمل الهيكل عمل صورة الساروس من ذهب ونصبها داخل الهيكل ثم قال في كتابه : وإنما مثال هذا مثال الملك يكتب إلى بعض عماله كتابا فيأخذه العامل ويقبله ويضعه على عينيه ويقوم له لا تعظيما للقرطاس والمداد بل تعظيما للملك كذلك السجود للصور تعظيم لاسم ذلك المصور لا للأصباغ والألوان .  

وبهذا المثال بعينه عبدت الأصنام . " إغاثة اللهفان " ( 2 / 292 ) .

وقال :وغالب شرك الأمم كان من جهة الصور والقبور[زاد المعاد " ( 3 / 458 )]

5.  فما سبق من الآيات والأحاديث يدل على أن علة تحريم الصور ثلاثة أمور :

الأول : المضاهاة لخلق الله . والثاني : أنه مشابهة للكفار . والثالث : أنه وسيلة للتعظيم والوقوع في الشرك .

مما سبق يتبين تحريم عمل التماثيل ، سواء كان ذلك لمسلم أو لكافر ، وأن من فعل ذلك فقد ضاهى الله في خلقه ، واستحق اللعنة ، نسأل الله السلامة والهداية وصلى الله على نبينا محمد . [الأنترنت – موقع الإسلام سؤال وجواب - تحريم التصوير واتّخاذ التماثيل وأثر ذلك على العقيدة]المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والستون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ألعاب الأطفال المجسمة :

السؤال : ما حكم إدخال ألعاب الأطفال المجسمة إلى البيوت، وقد تكون

ممتهنة، علماً أنها على أشكال حيوانات وتمشي وتصدر أصواتاً، وأصبحت غير مستنكرة أبداً؟ وما حكم التصوير بالفيديو والفوتوغرافي؟

الإجابة : الحمد لله، إن تصوير ذوات الأرواح من الإنسان أو الحيوان حرام، وكذلك اقتناء الصور، وقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقد دلّت على أن التصوير مضاهاة لخلق الله، وأنه ظلم، كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله"، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من صوَّر صورة في الدنيا كلّف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ، وأخبر أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة، وغضب صلى الله عليه وسلم لما رأى كساء لعائشة فيه تصاوير سترت به فرجة في حجرتها وتلوّن وجهه وهتك الستر، وقال: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم"، وأمر بطمس الصور، كما ثبت عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه فلا يدع صورة إلا طمسها ولا

قبراً مشرفاً إلا سوَّاه.

وهذه الأحاديث وغيرها عامة في كل تصوير لما فيه روح باليد أو بأي آلة كالكاميرا عادية أو كاميرا الفيديو، فكله تصوير، وهي عامة في كل الصور مما له ظل كالمجسمات وما ليس له ظل كالصور على الورق أو الثياب ونحوها، ويستثنى من ذلك لعب البنات التي تصنع من القطن والخيوط والقماش كما ثبت أن عائشة رضي الله عنها حين كانت صغيرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم عندها لعباً على صورة بعض الحيوانات فأقرها صلى الله عليه وسلم، فما كان من لعب الأطفال على هذه الصفة فلا بأس به، وأما الصور التي تصنع من البلاستيك على صورة بنات أو حيوانات تصدر منها أصوات فهي شديدة المضاهاة لخلق الله حتى إن الرائي لها الذي لم يتحقق من حالها يظنها حقيقة، فالأظهر عندي في هذه الصور هو التحريم، ومع فشو التصوير وكثرة آلاته وتنوع وسائله وكثرة المصورات في شتى المجالات فينبغي للمسلم أن يقاوم هذا المنكر ويربي أولاده على إنكار الصور والتصوير، ويمكن الاستعاضة عن هذه الصور بأنواع من اللعب كثيرة، والمصانع لم تترك شيئاً مما يريده الناس من أمور الدنيا إلا وفَّرَتْه من زين أو شين حلال أو حرام، والواجب الاستغناء بالحلال عن الحرام وعن المشتبهات، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا البصيرة بالدين وأن يغنينا بحلاله عن حرامه، وفي الحديث الصحيح: "إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام" الحديث، والله أعلم. [الأنترنت – موقع طريق الإسلام -  ألعاب الأطفال المجسمة - عبد الرحمن بن ناصر البراك ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السبعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*ألعاب الأطفال المجسمة :

*عرائس الأطفال التي تقلد الآدميين في الصوت والحركة :

السؤال : ماحكم شراء عرائس الأطفال، والتي معها رضَّاعة وترضع وتبكي

ولكن لاتغني؟

الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد : لقد تضافرت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التصوير ووعيد المصورين، كقوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها)، وقال صلى الله عليه وسلم: "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ"، أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفي الحديث القدسي: "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فيلخلقوا حبة أو ليخلقوا ذرة أو ليخلقوا شعيرة"، (أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وهذه النصوص عامة في تحريم الصور، سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة، وبأي وسيلة كانت باليد أو بالكاميرا، ومن خصَّ شيئاً من عموم هذه النصوص فعليه الدليل.

وقد جاءت الرخصة في بعض ألعاب الأطفال كالعرائس للبنات، وقد كانت تصنع قديماً من الخرق والخيوط والقطن، فليس فيها كبير مضاهاة لخلق الله، وأما هذه الدمى التي تفنن فيها صنَّاعُها، وبالغوا في مضاهاتها لخلق الله فليست مثل ما جاءت فيه الرخصة، لذا فالصواب تحريم هذه العرائس التي وصفت في السؤال بأنها تبكي وترضع، و من أي مادة كانت سواء كانت من الخرق أو من البلاستيك، وعلى هذا فيحرم صنعها وبيعها وشراؤها واقتناؤها، ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قراماً لعائشة سترت به فرجة في بيتها غضب وتلون وجهه، وقال: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها)، فالواجب على المسلمين ألا يغتروا بانتشار الصور والتصوير وآلاته، ولا يغتروا ببعض الآراء الاجتهادية لبعض العلماء، والتي إن أصاب صاحبها فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، وأكثر الناس يتلقف مثل هذه الفتاوى لموافقتها لأهوائهم، فلا تكون عذراً لهم في ارتكاب ما حرم الله؛ لأنهم لم يطلبوا الحق، وإنما اتخذوا فتاوى بعض أهل العلم حجة لهم للوصول إلى أغراضهم، يقول الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50] [ الأنترنت – موقع  طريق الإسلام  - عرائس الأطفال التي تقلد الآدميين في الصوت والحركة - عبد الرحمن بن ناصر البراك ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* صناعة التماثيل :

إن قضية صنع التماثيل لا تتوقف على كونها قضية فقهية، بل تتعداها إلى

أبواب الاعتقاد، وذلك أن الله تعالى اختص بتصوير خلقه وإبداعهم على

أحسن صورة، فكان التصوير مضاهاة لخلق الله تعالى، وكذا يتعلق الأمر في باب الاعتقاد من حيث اتخاذ هذه الأصنام آلهة تُعبد من دون الله عز وجل.ومما يدل على أنّ من أفعاله تعالى التصوير ما يلي:

قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾

وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا ﴾

وقال تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

وقال تعالى: ﴿ اأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾

فهذه الآيات تقرر عقيدة لا شك فيها أن تصوير الخلق هو من قِبل ربهم وخالقهم ومصورهم، فلا يحل لأحد أن يتعدى على ربه تعالى فيضاهي الله في خلقه وتصويره.

وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا

بِالحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»

قال الحافظ ابن حجر: "وفي الحديث دليل على تحريم التصوير"

وقال النووي: قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها وأما تصوير صورة الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام هذا حكم نفس التصوير"

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* صناعة التماثيل :

• وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ  - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِنِّي إِنْسَانٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا» فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ

بِهَذَا الشَّجَرِ، كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ .

• وعَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ»وعن عبد الله بن عمر  - رضي الله عنهما  - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ"

• و عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ اللهُ عز وجل: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً»

قال النووي: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فليخلقوا ذرة أو حبة أو شعيرة": فالذرَّة بفتح الذال وتشديد الراء، ومعناه: فليخلقوا ذرة فيها روح تتصرف بنفسها كهذه الذرة التي هي خلق الله تعالى وكذلك فليخلقوا حبة حنطة أو شعير، أي: ليخلقوا حبة فيها طعم تؤكل وتزرع وتنبت ويوجد فيها ما يوجد في حبة الحنطة والشعير ونحوهما من الحب الذي يخلقه الله تعالى وهذا أمر تعجيز كما سبق". إذ لا يقدر على إنشاء النبات الحيّ من العدم إلا الله عز وجل.

• وعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي اشْتَرَى عَبْدًا حَجَّامًا، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ وَثَمَنِ الدَّمِ، وَنَهَى عَنِ الوَاشِمَةِ وَالمَوْشُومَةِ، وَآكِلِ الرِّبَا وَمُوكِلِهِ، وَلَعَنَ المُصَوِّرَ»

وقد جاءت الشريعة بهدم الأصنام وتحطيمها لا بصنعها وترميمها، ومما يدل على ذلك:

• وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وَحَوْلَ الكَعْبَةِ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: "﴿ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ ﴾ [الإسراء: 81]" الآيَةَ

• و عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ «أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ»

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* صناعة التماثيل :

قال ابن القيم: "والتماثيل جمع تمثال وهو الصور الممثلة"

وقال ابن تيمية: "فأمره بمحو التمثالين الصورة الممثلة على صورة الميت

والتمثال الشاخص المشرف فوق قبره فإن الشرك يحصل بهذا و بهذا"

وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الصور أن يدخلها في بيته، ورتب على ذلك آثامًا وحرمانًا للخير، ومما يدل على ذلك:

• عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ»

• وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ  - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟» قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» وَقَالَ: «إِنَّ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ المَلاَئِكَةُ». وفي رواية قالت عائشة: "فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ"

واتخاذ الصور وسيلة للوقوع في الشرك، لأن بداية الوقوع فيه التعظيم

لصاحب الصورة، وخاصة مع قلة العلم أو انعدامه، ويدل على هذا:

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ  - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قال: «صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي العَرَبِ بَعْدُ أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ، عِنْدَ سَبَإٍ، وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلاَعِ، أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ، أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا

بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ»

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأيضًا فإن اللات كان سبب عبادتها تعظيم قبر رجل صالح كان هناك"

وقال: "وهذه العلة  - أي: التعظيم - التي لأجلها نهى الشارع هي التي أوقعت كثيرًا من الأمم إما في الشرك الأكبر أو فيما دونه من الشرك"

وقال ابن القيم  - رحمه الله - في بيان تلاعب الشيطان بالنصارى:

"وتلاعب بهم في تصوير الصور في الكنائس وعبادتها، فلا تجد كنيسة من كنائسهم تخلو عن صورة مريم، والمسيح، وجرجس، وبطرس، وغيرهم من القديسين عندهم، والشهداء ،وأكثرهم يسجدون للصور، ويدعونها من دون الله تعالى ،حتى لقد كتب بِطْريقُ الإسكندرية إلى ملك الروم كتابًا يحتج فيه للسجود للصور: بأن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يُصَوِّر في قُبّة الزمان صورة الساروس، وبأن سليمان بن داود لما عمل الهيكل عمل صورة الساروس من ذهب، ونصبها داخل الهيكل.

ثم قال في كتابه: وإنما مثال هذا مثال الملك يكتب إلى بعض عماله كتابًا، فيأخذه العامل ويقبله ويضعه على عينيه، ويقوم له، لا تعظيما للقِرطاس والمداد، بل تعظيمًا للملك، كذلك السجود للصور تعظيمٌ لاسم ذلك المصور لا للأصباغ والألوان ، وبهذا المثال بعينه عبدت الأصنام. وقال: وغالب شرك الأمم كان من جهة الصور والقبور ....[ الأنترنت – موقع الألوكة - من أحكام التصوير - د. علاء شعبان الزعفراني ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*آيات ورد فيها "الْمُصَوِّرُ":

قال تعالى : { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ﴿٢٤ الحشر﴾

قال تعالى : { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ﴿٢٦٠ البقرة﴾

قال تعالى : { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴿٦ آل عمران﴾

قال تعالى : { قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ﴿٧٣ الأنعام﴾

قال تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ﴿١١ الأعراف﴾

قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩ الكهف﴾

قال تعالى : { يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ﴿١٠٢ طه﴾

قال تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿١٠١ المؤمنون﴾

قال تعالى : { وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴿٨٧ النمل﴾

قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ﴿٥١ يس﴾

قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴿٦٨ الزمر﴾

قال تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴿٦٤ غافر﴾

قال تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴿٦٤ غافر﴾

قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠ ق﴾

قال تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣ التغابن﴾

قال تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣ التغابن﴾

قال تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣ الحاقة﴾

قال تعالى : { َوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴿١٨ النبإ﴾

قال تعالى : { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨ الإنفطار﴾[الأنترنت – موقع المعاني ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

* {هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ... } :

قال السعدى : { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ } لجميع المخلوقات { الْبَارِئُ }

للمبروءات { الْمُصَوِّرُ } للمصورات، وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير، وأن ذلك كله قد انفرد الله به، لم يشاركه فيه مشارك.

{ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } أي: له الأسماء الكثيرة جدا، التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا الله هو، ومع ذلك، فكلها حسنى أي: صفات كمال، بل تدل على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقص في شيء منها بوجه من الوجوه، ومن حسنها أن الله يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من عباده أن يدعوه ويسألوه بها.

ومن كماله، وأن له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، أن جميع من في السماوات والأرض مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده، ويسألونه حوائجهم، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته، { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } الذي لا يريد شيئا إلا ويكون، ولا يكون شيئا إلا لحكمة ومصلحة.

وقال ا لطنطاوي : ( هُوَ الله الخالق ) لكل شىء الموجد لهذا الكون على مقتضى حكمته .

( البارىء ) أى : المبدع المخترع للأشياء . والمبرز لها من العدم إلى الوجود .

( المصور ) أى : المصور للأشياء والمركب لها ، على هيئات مختلفة ، وأنواع شتى من التصوير ، وهو التخطيط والتشكيل .

( لَهُ الأسمآء الحسنى ) والحسنى تأنيث الأحسن . أى : له الأسماء التى هى أحسن الأسماء لدلالتها على أفضل المعانى . من تحميد . وتقديس . وقدرة . وسمع . . . وغير ذلك من الأسماء الكريمة ، والصفات الجليلة .

( يُسَبِّحُ لَهُ ) - تعالى - وينزهه عن كل سوء ( مَا فِي السماوات والأرض ) من مخلوقات . . .

( وَهُوَ العزيز الحكيم ) أى : وهو - عز وجل - الغالب لغيره . الحكيم فى كل تصرفاته .

وقال البغوى : ( هو الله الخالق ) المقدر والمقلب للشيء بالتدبير إلى غيره كما قال : " يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق " ( الزمر - 6 ) ( البارئ ) المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود ( المصور ) الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض . يقال : هذه صورة الأمر أي مثاله فأولا يكون خلقا ثم برءا ثم تصويرا .

( له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )

أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني ابن فنجويه حدثنا ابن شيبة حدثنا ابن وهب حدثنا أحمد بن أبي شريح وأحمد بن منصور الرمادي قالا أخبرنا أبو أحمد الزبيري حدثنا خالد بن طهمان حدثني نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قال حين يصبح - ثلاث مرات - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث الآيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي فإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قال حين يمسي كان بتلك المنزلة "[ورواه أبو عيسى عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد الزبيري بهذا الإسناد وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السادسة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي

بعنوان: * {هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ... } :

وقال ابن كثير : وقوله : ( هو الله الخالق البارئ المصور ) الخلق : التقدير ، والبراء : هو الفري ، وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود ، وليس كل من قدر شيئا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى

الله عز وجل . قال الشاعر يمدح آخر

ولأنت تفري ما خلقت وبعض ******* القوم يخلق ثم لا يفري

أي : أنت تنفذ ما خلقت ، أي : قدرت بخلاف غيرك فإنه لا يستطيع

ما يريد . فالخلق : التقدير . والفري : التنفيذ . ومنه يقال : قدر الجلاد ثم فرى ، أي : قطع على ما قدره بحسب ما يريده .

وقوله تعالى : ( الخالق البارئ المصور ) أي : الذي إذا أراد شيئا قال له : كن ، فيكون على الصفة التي يريد ، والصورة التي يختار . كقوله : ( في أي صورة ما شاء ركبك ) [ الانفطار : 8 ] ولهذا قال : ( المصور ) أي : الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها .

وقوله : ( له الأسماء الحسنى ) قد تقدم الكلام على ذلك في " سورة

الأعراف " ، وذكر الحديث المروي في الصحيحين عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر " .

وقوله : ( يسبح له ما في السماوات والأرض ) كقوله ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [ الإسراء : 44 ] .

وقال القرطبى : قوله تعالى : قوله تعالى : {هو الله الخالق البارئ المصور

} الخالق هنا المقدر . والبارئ المنشئ المخترع . والمصور مصور الصور ومركبها على هيئات مختلفة . فالتصوير مرتب على الخلق والبراية وتابع لهما . ومعنى التصوير التخطيط والتشكيل . وخلق الله الإنسان في أرحام الأمهات ثلاث خلق : جعله علقة ، ثم مضغة ، ثم جعله صورة وهو التشكيل الذي يكون به صورة وهيئة يعرف بها ويتميز عن غيره بسمتها .

فتبارك الله أحسن الخالقين . وقال النابغة :

الخالق البارئ المصور في ******* الأرحام ماء حتى يصير دما

وقد جعل بعض الناس الخلق بمعنى التصوير ، وليس كذلك ، وإنما التصوير آخرا والتقدير أولا والبراية بينهما . ومنه قوله الحق : وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير .

. وعن حاطب بن أبي بلتعة أنه قرأ " البارئ المصور " بفتح الواو ونصب الراء ، أي الذي يبرأ المصور ، أي يميز ما يصوره بتفاوت الهيئات . ذكره الزمخشري .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي

بعنوان: * {هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ... } :

له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم

 تقدم الكلام فيه . وعن أبي هريرة قال : سألت خليلي أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم ، فقال : " يا أبا هريرة ، عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها " فأعدت عليه فأعاد علي ، فأعدت عليه فأعاد علي . وقال جابر بن زيد : إن اسم الله الأعظم هو الله لمكان هذه الآية . وعن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " . وعن أبي أمامة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ خواتيم سورة الحشر في ليل أو نهار فقبضه

الله في تلك الليلة أو ذلك اليوم فقد أوجب الله له الجنة " . .

وقال الطبرى : يقول تعالى ذكره: هو المعبود الخالق، الذي لا معبود

تصلح له العبادة غيره، ولا خالق سواه، البارئ الذي برأ الخلق، فأوجدهم

بقدرته، المصوّر خلقه كيف شاء، وكيف يشاء.

قوله: (لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى ) يقول تعالى ذكره: لله الأسماء الحسنى، وهي هذه الأسماء التي سمى الله بها نفسه، التي ذكرها في هاتين الآيتين.(يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يقول: يسبح له جميع ما في السموات والأرض، ويسجد له طوعًا وكرهًا(وَهُوَ الْعَزِيزُ ) يقول: وهو الشديد الانتقام من أعدائه (الْحَكِيمُ ) في تدبيره خلقه، وصرفهم فيما فيه صلاحهم.

وقال ابن عاشور : { هُوَ الله الخالق البارىء المصور } .

القول في ضمير { هو } المفتتح به وفي تكرير الجملة كالقول في التي سبقتها . فإن كان ضمير الغيبة ضميرَ شأن فالجملة بعده خبر عنه .

وجملة { الله الخالق } تفيد قصراً بطريق تعريف جزأي الجملة هو الخالق لا شركاؤهم . وهذا إبطال لإلهية ما لا يخلق . قال تعالى : { والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } [ النحل : 20 ] ، وقال : { أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون } [ النحل : 17 ] ، وإن كان عائداً على اسم الجلالة المتقدم فاسم الجلالة بعده خبر عنه و{ الخالق } صفة .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي

بعنوان: * {هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ... } :

و { الخالق } : اسم فاعل من الخلق ، وأصل الخلق في اللغة إيجاد شيء على صورة مخصوصه . وقد تقدم عند قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السّلام { إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير } الآية [ 49 ] في سورة آل عمران . ويطلق الخلق على معنى أخص من إيجاد الصور وهو إيجاد ما لم يكن موجوداً . كقوله تعالى : { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام } [ ق : 38 ] . وهذا هو المعنى الغالب من إطلاق اسم الله تعالى { الخالق } .

قال في «الكشاف» : «المقدر لما يوجده» . ونقل عنه في بيان مراده بذلك أنه قال : «لما كانت إحداثات الله مقدرة بمقادير الحكمة عبر عن إحداثه بالخلق» ا ه . يشير إلى أن الخالق في صفة الله بمعنى المحدث الأشياء عن عدم ، وبهذا يكون الخلق أعم من التصوير . ويكون ذكر { البارىء } و { المصور } بعد { الخالق } تنبيهاً على أحوال خاصة في الخلق . قال تعالى : { ولقد خلقناكم ثم صورناكم } [ الأعراف : 11 ] على أحد التأويلين

وقال الراغب : الخلق التقدير المستقيم واستعمل في إيداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء ا ه .

وقال أبو بكر ابن العربي في «عارضة الأحوذي» على «سنن الترمذي» :

{ الخالق } : المخرج الأشياء من العدم إلى الوجود المقدر لها على صفاتها ( فخلط بين المعنيين ) ثم قال : فالخالق عام ، والبارىء أخص منه ، والمصور أخص من الأخص وهذا قريب من كلام صاحب «الكشاف» . وقال الغزالي في «المقصد الأسنى» : الخالق البارىء المصور قد يظن أن هذه الأسماء مترادفة ولا ينبغي أن يكون كذلك بل كل ما يخرج من العدم إلى الوجود يفتقر إلى تقدير أولاً ، وإلى الإيجاد على وفق التقدير ثانياً ، وإلى التصوير بعد الإِيجاد ثالثاً ، والله خالق من حيث أنه مقدِّر وبارىء من حيث إنه مخترع موجود ، ومصور من حيث إنه مرتبٌ صور المخترعات أحسن ترتيب ا ه . فجعل المعاني متلازمة وجعل الفرق بينها بالاعتبار ، ولا أحسبه ينطبق على مواقع استعمال هذه الأسماء .

و { البارىء } اسم فاعل من بَرَأَ مهموزاً . قال في «الكشاف» المميز لما يوجده بعضه من بعض بالأشكال المختلفة ا ه . وهو مغاير لمعنى الخالق بالخصوص . وفي الحديث" من شر ما خلق وذرأ وبرأ " ومن كلام علي رضي الله عنه : لا والذي فلق الحبة وبرأ النَّسَمة ، فيكون اسم البريئة غير خاص بالناس في قوله تعالى : { أولئك هم شر البريئة أولئك هم خير البريئة } [ البينة : 6 ، 7 ] . وقال الراغب : البريئة : الخلق .

وقال ابن العربي في «العارضة» : { البارىء } : خالق الناس من البرَى  ( مقصوراً ) وهو التراب خاصاً بخلق جنس الإِنسان ، وعليه يكون اسم البريئة خاصاً بالبشر في قوله تعالى :أولئك هم شر البريئة أولئك هم خير البريئة .

وفسره ابن عطية بمعنى الخالق . وكذلك صاحب القاموس وفسره الغزالي

بأنه الموجود المخترع ، وقد علمت أنه غير منطبق فأحسن تفسير له ما في «الكشاف» .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والسبعون في موضوع (المصور ) والتي هي

بعنوان: * {هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ... } :

و { المصور } : مكوّن الصور لجميع المخلوقات ذوات الصور المرئية .

وإنما ذكرت هذه الصفات متتابعة لأن من مجموعها يحصل تصور الإِبداع

الإلهي للإِنسان فابتدىء بالخلق الذي هو الإِيجاد الأصلي ثم بالبرء الذي هو تكوين جسم الإِنسان ثم بالتصّور الذي هو إعطاء الصورة الحسنة ، كما أشار إليه قوله تعالى : { الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة } [ الانفطار : 7 ، 8 ] ، { الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } [ آل عمران : 6 ] .

ووجه ذكرها عقب الصفات المتقدمة ، أي هذه الصفات الثلاث أريد منها الإِشارة إلى تصرفه في البشر بالإِيجاد على كيفيته البديعة ليثير داعية شكرهم على ذلك . ولذلك عقب بجملة { يسبح له ما في السموات والأرض } .

واعلم أن وجه إرجاع هذه الصفات الحُسنى إلى ما يناسبها مما اشتملت عليه السورة ينقسم إلى ثلاثة أقسام ولكنها ذكرت في الآية بحسب تناسب مواقع بعضها عقب بعض من تنظير أو احتراس أو تتميم كما علمته آنفاً .

القسم الأول : يتعلق بما يناسب أحوال المشركين وأحلافِهم اليهود المتألبين على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين بالحرب والكيد والأذى ، وأنصارهم من المنافقين المخادعين للمسلمين .

وإلى هذا القسم تنضوي صفة { لا إله إلا هو } [ الحشر : 23 ]

وهذه الصفة هي الأصل في التهيؤ للتدبر والنظر في بقية الصفات ، فإن الإِشراك أصل الضلالات ، والمشركون هم الذين يُغرون اليهود ، والمنافقون بين يهود ومشركين تستروا بإظهار الإِسلام ، فالشرك هو الذي صدّ الناس عن الوصول إلى مسالك الهدى ، قال تعالى : { وما زادوهم غيرَ تتبيب } [ هود : 101 ] .

وصفة { عالم الغيب } [ الحشر : 22 ] فإن من أصول الشرك إنكار

الغيب الذي من آثاره إنكار البعث والجزاء ، وعلى الاسترسال في الغي

وإعمال السيئات وإنكار الوحي والرسالة . وهذا ناظر إلى قوله تعالى : { ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله } [ الأنفال : 13 ] الآية . وكذلك ذكر صفات «المَلِك ، والعزيز ، والجبار ، والمتكبر» ، لأنها تناسب ما أنزله ببني النضير من الرعب والخزي والبطشة .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثمانون في موضوع (المصور ) والتي هي

بعنوان: * {هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ... } :

القسم الثاني : متعلق بما اجْتناه المؤمنون من ثمرة النصر في قصة بني النضير ، وتلك صفات : { السلام المؤمن } [ الحشر : 23 ] لقوله : { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } [ الحشر : 6 ] ، أي لم يتجشم المسلمون للغنى مشقة ولا أذى ولا قتالاً .

وكذلك صفتا { الرحمان الرحيم } [ الحشر : 22 ] لمناسبتهما لإِعطاء حظ في الفيء للضعفاء .

القسم الثالث : متعلق بما يشترك فيه الفريقان المذكوران في هذه السورة فيأخذ كل فريق حظه منها ، وهي صفات : «القدوس ، المهيمن ، الخالق ، البارىء ، المصور» .

{ المصور لَهُ الاسمآء } .تذييل لما عُدّد من صفات الله تعالى ، أي له جميع الأسماء الحسنى التي بعضها الصفات المذكورة آنفاً .

والمراد بالأسماء الصفات ، عبر عنها بالأسماء لأنه متصف بها على ألسنة

خلقه ولكونها بالغة منتهى حقائقها بالنسبة لوصفه تعالى بها فصارت

كالأعلام على ذاته تعالى .

والمقصود : أن له مدلولات الأسماء الحسنى كما في قوله تعالى : { ثم عرضهم على الملائكة بعد قوله : وعلم آدم الأسماء كلها } [ البقرة : 31 ] ، أي عرض المسميات على الملائكة .

وقد تقدم قوله تعالى :{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} في سورة [ الأعراف : 180 ] {الحسنى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السماوات والارض وَهُوَ العزيز } .

جملة { يسبح له } الخ في موضع الحال من ضمير { له الأسماء الحسنى }

يعني أن اتصافه بالصفات الحسنى يضطر ما في السماوات والأرض من العقلاء على تعظيمه بالتسبيح والتنزيه عن النقائص فكل صنف يبعثه علمه ببعض أسماء الله على أن ينزهه ويسبحه بقصد أو بغير قصد . فالدُهري أو الطبائعي إذا نوّه بنظام الكائنات وأعجب بانتساقها فإنما يسبح في الواقع للفاعل المختار وإن كان هو يدعوه دَهراً أو طبيعة ، هذا إذا حمل التسبيح على معناه الحقيقي وهو التنزيه بالقول ، فأما إن حمل على ما يشمل المعنيين الحقيقي والمجازي من دلالة على التنزيه ولو بلسان الحال . فالمعنى : أن ما ثبت له من صفات الخلق والإِمداد والقهر تدل عليه شواهد المخلوقات وانتظام وجودها .

وجملة { وهو العزيز الحكيم } عطف على جملة الحال وأوثر هاتان الصفتان لشدة مناسبتهما لنظام الخلق .

وفي هذه الآية رد العجز على الصدر لأن صدر السورة مماثل لآخرها .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والثمانون في موضوع (المصور ) والتي هي

بعنوان: * {هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ... } :

روى الترمذي بسند حسن عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "

 من قال حين يُصبح ثلاثَ مرّات : أعوذ بالله السميع العليم من

الشيطان الرجيم ، ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب } [ الحشر : 22 ] إلى آخر السورة ، وكَّل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يُمسِيَ ، وإن مات ذلك اليومَ مات شهيداً . ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة " فهذه فضيلة لهذه الآيات أخروية .وروى الخطيب البغدادي في «تاريخه» بسنِده إلى إدريس بن عبد

الكريم الحداد قال : قرأت على خلف ( راوي حمزة ) فلما بلغت هذه الآية { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل } [ الحشر : 21 ] إلى آخر السورة قال : ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعْمش . فلما بلغتُ هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يَحيى بن وثاب ، فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة والأسود فلما بلغت هذه الآية قالا : ضع يدك على رأسك فإنّا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال : ضعا أَيديكما على رؤوسكما ، فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغتُ هذه الآية قال لي : ضع يدك على رأسك فإن جبريل لما نزل بها إليَّ قال : ضعَ يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام .

والسام الموت . قلت : هذا حديث أغر مسلسل إلى جبريل عليه السلام .

وأخرج الديلمي عن علي وابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن } [ الحشر : 21 ] إلى آخر السورة : هي رُقية الصداع ، فهذه مزية لهذه الآيات .[ الأنترنت – موقع الآيات : هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ  ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والثمانون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

*الدليل على ثبوت الإسم (المصور ) وإحصائه :

لم يرد الاسم إلا فى قوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر : 24 ولم يثبت فى السنة النبوية .

المصور فى اللغة : اسم فاعل للموصوف بالتصوير ,وصور الشئ أى جعل له شكلا معلوما , وصور الشئ قطعه وفصله وميزه عن غيره , والصورة هى الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات , والمصور سبحانه هو الذى صور المخلوقات بشتى أنواع الصور الجلية والخفية والحسية والعقلية , فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان , فلكل صورته وسيرته وما يخصه عن غيره , فالمصور فى أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات و مزينها بحكمته ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت مشيئته وحكمته , وهو الذى صور الناس فى الأرحام أطوارا ونوعهم أشكالا كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) الأعراف:11 , والله عز وجل كما صور الأبدان فتعددت وتنوعت ،أيضا الأخلاق فتتعدد صور الطباع والسلوك والمواهب والأفكار , وأعظم تكريم للإنسان من الله المصور أنه خلقه على صورته فى المعنى المجرد ليستخلفه فى أرضه ويستأمنه فى ملكه , روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا , فلما خلقه قال إذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك , فقال : السلام عليكم , فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله , فكل من يدخل الجنة على صورة آدم , فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن .

والحديث ظاهر المعنى فى أن الله عز وجل صور آدم وجعل له سمعا وبصرا وعلما وحكما وخلافه وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة عند التجرد , والتى يصح عند إطلاقها إستخدامها فى حق الخالق والمخلوق , فالله عز وجل له صورة وآدم له صورة , ولفظ الصورة عند التجرد لا يعنى التماثل قط , ولا يكون علة للتشبيه إلا عند من فسدت فطرته من المشبهه والمعطلة .

والقصد أن المصور سبحانه خص الإنسان بهيئة متميزة , ومن خلالها يدرك بالبصر والبصيرة ,وأسجد له بعد تصويره الملائكة , وليس بعد ذلك شرف أو فضيلة .

دلالة الاسم على أوصاف الله : اسم الله المصور يدل على ذات الله وعلى صفة التصوير , قال تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً

وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) غافر : 64 , واسم الله المصور يدل باللزوم على ما يدل عليه جميع أسماء الله الحسنى من صفات الكمال .

الدعاء باسم الله المصور دعاء مسألة : ورد الدعاء بالوصف من حديث على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال : اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت , سجد وجهى للذى خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين .

الدعاء باسم الله المصور دعاء عبادة : دعاء العبادة باسم الله المصور أن يراعى العبد توحيد الله فيه , فلا يتشبه به فيما انفرد به من الربوبية ويقع

فى شرك تصوير , من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا , أوقتله نبى , أو رجل يضل الناس بغير علم , أو مصور يصور التماثيل .

كما يجوز التسمية باسم عبد المصور .[ نقلا عن كتاب : أسماء الله

الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة. للدكتور:محمود عبد الرازق الرضوانى] [ الأنترنت – موقع حواء ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والثمانون في موضوع (المصور ) والتي هي بعنوان:

الخاتمة :

 الحمد لله الذي تتم بنعمته وبتوفيقه الصالحات ، وقد انتهيت من كتابة هذا الكتاب الموسوم ( المصور ) وهو اسم من اسماء الله الحسنى الذي صوّر الأشياء أي جعل لكل منها شكلا معلوما، وإذا تأملنا الكون المحيط بنا نجد أن المولى عز وجل قد جعل لكل نوع من المخلوقات شكلا يميزه عن غيره من الأنواع، فالإنسان يختلف عن الجمل ويختلف عن الأسد … وهكذا.

ومن نعم الله عز وجل على الإنسان أنه اختصه بحسن الصورة وجعله

أجمل المخلوقات شكلا فجعله منتصب القامة سوى الأعضاء وحسنها، وفي ذلك يقول جل وعلا: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } غافر 64 ويقول سبحانه أيضا: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } الأعراف 11وهذا التصوير يكون في ظلمات الرحم كما قال المولى عز وجل: { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } وقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال: (إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده ، فلا يزيد على أمر ، ولا ينقص) صححه الألباني

كما أنه جل وعلا قد جعل لكل فرد داخل النوع الواحد صورة تميزه عن غيره من أفراد نوعه، فإذا نظرت إلي زيد من الناس فإنك تعرفه بمجرد النظر إلي وجهه، وهذه من معجزات التصوير الإلهي، فرغم أن تركيب الوجه لا يختلف من إنسان إلي آخر .. إذ يتكون من العينين والأنف والأذنين والفم، إلا أنه تبارك وتعالى يصور من هذه التركيبة عددا لا نهاية

له من الوجوه.

ورغم أن يد الإنسان تتكون من خمسة أصابع لها نفس التركيب إلا أن كل إنسان له يد تختلف في الشكل عن أيدي غيره من البشر، فالحق سبحانه وتعالى يصور من التركيبة الواحدة عددا لا نهائيا من الأشكال.

وقال (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) : والبنان: أطراف الأصابع من اليدين والرجلين، والبنان: الإصبع كلها.

[الأنترنت – موقع الراشدون - شرح أسماء الله الحسنى المصور ]

وهو أشبه مايكون بالتفسير الموضوعي ، وقد عشت معه فترة ليست بالقليلة من الوقت ؛واستفدت من بحثة أيما إستفادة ،وأرجو أن يستفيد منه كل مطلع عليه ، إن احسنت واصبت فمن الله ، وإن أخطات فمن نفسي والشيطان واستغفر الله ، واشكر كل من ساعدني في ذلك .

أسأل الله أن يجعله علماً نافعا وعملا متقبلا ، والحمد لله أولا وآخراً ، وصلى الله وسلم على رسول الله ومصطفاه وعلى آله وصحبه أجمعين .

حرر في 28/1/1442 هـ في منزلي بمدينة العقيق بمنطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

وكتبه الدكتور / مسفر بن سعيد دماس الغامدي

 جوال / 0555516289